الديار: لبنان في عين العاصفة: تهديدات أميركية بـ«نزع السلاح» أو الحرب
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 25 25|08:31AM :نشر بتاريخ
ماذا كان توم براك ينتظر ليقول، وليدفع بلبنان الى خط النار، وهو ما صدم الرؤساء الثلاثة عون وبري وسلام، بعد تلك الجولات من الديبلوماسية التي قام بها على امتداد الاشهر المنصرمة؟ ان تغدو سوريا بتواطؤ مع جهات في المنطقة، في القبضة الاميركية بل وفي القبضة الاسرائيلية. باختصار، على الرئيس اللبناني ان يكتفي اثر الخطوات التي يقوم بها الرئيس السوري احمد الشرع، دولة منزوعة السلاح وخالية من اي مظهر من مظاهر القوة والا فالحاق لبنان ببلاد الشام. هكذا هدد براك في احدى زياراته الاولى.
في غضون ذلك، ابدت الولايات المتحدة الاميركية جهوزيتها لتزويد الجيش اللبناني بكل ما يحتاج إليه من امكانات واحداثيات، الى حد تأمين الغطاء الجوي لاقتحام المواقع العسكرية المفترضة لحزب الله، لتكشف الديار معلومات خطرة جرت بين مسؤولين اميركيين و «اسرائيليين» والسلطة السورية من اجل الاعداد لعملية عسكرية واسعة النطاق، بمؤازرة اميركية-اسرائيلية للسيطرة على مناطق في شمال وشرق البقاع يعتقد انها تضم صوامع الصواريخ الباليستية العائدة للمقاومة.
قطع خطوط التواصل
من جهته، ما اراد الموفد الاميركي توم براك ايصاله ان كل الاوراق في يد واشنطن، وفي يد «تل ابيب»، وان على لبنان ان يختار بين قيام الجيش اللبناني بخطوات على الارض تثبت صدقية القرارات التي اتخذتها الحكومة، او بين انتظار استكمال الحرب الاسرائيلية على لبنان، بالتداعيات الوجودية على الدولة اللبنانية ما يستدعي هذا السؤال: هل واشنطن بصدد قطع خطوط التواصل مع بيروت ريثما تظهر السلطة اللبنانية جديتها على الارض؟
وفي هذا النطاق، كان لافتا كلام اوساط ديبلوماسية اوروبية على الصراع السعودي-الاسرائيلي حول سوريا ولبنان، وفي ضوء قرار حكومة نتنياهو الذي يعتبر ان الخطة السعودية الخاصة باستقطاب دول من سائر القارات للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووضع الدولة العبرية امام واقع دولي مختلف بمنزلة فرض الحصار عليها، وهذا ما يعرف السعوديون ما هي انعكاساته لدى العقل السياسي «الاسرائيلي».
محور سعودي ضد «اسرائيل الكبرى»
واذا كان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يقود الان محورا عربيا واسلاميا واسع النطاق من اجل الحيلولة دون «تل ابيب» وتنفيذ مشروع «اسرائيل الكبرى»، فان المعلومات الاوروبية وحتى الخليجية تشير الى ان بن سلمان الذي يقود دولة تتميز بتأثيرها السياسي والمعنوي والمالي بات داخل العين الاسرائيلية الحمراء، مع التوجس من النشاطات التي يبذلها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة حياله.
وعلاوة على ذلك، حذّرت الرياض، بحسب ما نقلته القناة 12 «الإسرائيلية»، من أنّ أي مخططات لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية او ضمها ، أو الشروع في ضمّ اغوار الأردن، ستدفع الدول العربية التي أبرمت اتفاقات إبراهام مع «إسرائيل»، وكذلك الدول التي تسعى للتطبيع معها، إلى إعادة النظر في تلك الاتفاقات وفي مجمل علاقاتها مع تل أبيب. وهو ما قد يعيد المنطقة إلى مرحلة ما قبل انفتاح دول الخليج على «إسرائيل».
اكثر من 150 دولة تعترف بدولة فلسطينية
بداية، وفي جلسة الامم المتحدة اعترفت اكثر من 150 دولة من اصل 193 بدولة فلسطين في الامم المتحدة، حيث اتخذ هذا الاعتراف طابعا رسميا للمرة الاولى ومنذ سبعين سنة بحق الشعب الفلسطيني في ان يكون له دولة ولتكون هذه الاعترافات المتتالية رسالة واضحة «لإسرائيل» أن استمرار الاحتلال له كلفة سياسية متزايدة، وأن المجتمع الدولي يميل أكثر نحو حل الدولتين. وخير دليل على ذلك، انسحاب عدد رؤساء الدول من القاعة اثناء القاء رئيس حكومة «اسرائيل» بنيامين نتنياهو كلمته.
والجدير بالذكر ان السعودية وفرنسا بذلتا جهودا تاريخية لعقد المؤتمر الدولي في الامم المتحدة للتصويت على حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين، وقد جاءت النتيجة لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطينية.
من جهة الدول الاوروبية وتحديدا فرنسا، ارادتا من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية وقف الحرب على غزة التي بدأت منذ سنتين والانطلاق بمسار السلام في الشرق الاوسط. وفي هذا السياق، ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فان الاعتراف الاوروبي بدولة فلسطين مفاده زيادة الجهود لاقناع الادارة الاميركية الحالية بخطة تصورها «لليوم التالي» لقطاع غزة.
في المقابل، اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان الاعتراف بدولة فلسطين هو مكافأة لحماس التي ترفض وقف اطلاق النار والافراج عن المعتقلين الاسرائيليين. اما الدولة العبرية وحكومتها برئاسة بنيامين نتنياهو فقد ردت على الاعتراف باقامة بؤرة استيطانية جديدة في مستوطنة «كرني شومرون» التي تقع في الضفة الغربية.
ديبلوماسي عربي للديار: ترامب ونتنياهو يريدان تهجيرا كاملا لسكان غزة. وفي هذا النطاق، اكد ديبلوماسي عربي للديار ان «اليوم التالي» لغزة بالنسبة لترامب ونتنياهو هو اتفاق مشترك لتهجير كل سكان غزة من القطاع واحتلال غزة وضمها كليا الى الكيان العبري. اما الدول الاوروبية فهي تحمل مشروعا عادلا لغزة وناسها لا يلحظ تهجير الغزاويين من ارضهم، بل يسعى إلى ايقاف الحرب والقتل والمجاعة كاهداف اولية. ولكن هل ستسمح ادارة ترامب وشريكها نتنياهو بالمشروع الاوروبي؟ الامور واضحة وهي تظهر سيطرة واشنطن على سياسات الشرق الاوسط ومن ضمنها غزة وغيرها من الدول العربية. وحسب الاعلام «الاسرائيلي»، فان اجتماعا سينعقد بين ترامب ونتنياهو، حيث ستبحث مسألة ضم اغوار الاردن الى «اسرائيل»، وبمعنى اخر هناك احتمال بإعلان سيادة «اسرائيل» على هذه المنطقة.
الاتفاق الامني بين سوريا و«اسرائيل»: «ما هي افاقه»؟
على صعيد اخر، الجهود التي تبذل لانجاز اتفاق امني سوري-اسرائيلي، فقد اقتربت الامور من خواتيمها، وهذا ما أكده الموفد الاميركي توم براك. هذا الاتفاق الذي يسعى اليه الرئيس السوري احمد الشرع، هو لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا وترتيب الاوضاع الامنية بينهما، ليتمكن الشرع لاحقا من التفرغ للداخل السوري المتشعب والصعب ومعالجته.
وفي اطار متصل، رأت اوساط سياسية ان سوريا تتجه إلى مزيد من الهدوء لناحية حماية اراضيها من العدوان الاسرائيلي الذي تحول الى عدوان متواصل بعض الشيء في الاونة الاخيرة وانما في الوقت ذاته، اذا اراد الشرع الذهاب الى التطبيع مع «تل ابيب» فقد اصبح مؤكدا ان الاخيرة لن تنسحب من جبل الشيخ الذي احتلته عند سقوط نظام الاسد، وحتما لن تنسحب من الجولان والقنيطرة. ذلك ان الظروف الحالية مختلفة عن السابق وعملية التطبيع التي حصلت بين مصر و «اسرائيل» حيث استعادت مصر سيناء، اما اليوم فان «اسرائيل» في حالة غطرسة وتفوق عسكري وغرور وفجور لم يسبق لهما مثيل.
ماكرون
فيما يتصل بلبنان، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى «أننا نقوم بعمل وثيق حول لبنان مع أميركا»، وقال: «خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح تسمح باستعادة سلطته».
وشدد أنّ «على القوات الإسرائيلية الانسحاب من جنوب لبنان»، كما لفت إلى أنّ «الجيش اللبناني يجب أن يستعيد السيطرة في كامل الجنوب»، مؤكدًا «أننا سنقدم المزيد من الدعم للجيش اللبناني».
ورأى ماكرون أنّ «لبنان نموذج للتعدد في المنطقة وهو بلد أكبر من نفسه»، وجدد التذكير بأنّ «فرنسا ستنظم مؤتمراً لإعادة إعمار لبنان».
لجنة الاشراف تجول
في غضون ذلك، وفي وقت جال رئيسُ لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النّار المنتهية ولايته وخَلَفُه، برفقة وفد عسكري من السّفارة الأميركيّة والجيش اللّبناني، في منطقة جنوب اللّيطاني، وبينما حلّقت المسيرات الاسرائيلية على علو منخفض فوق كل المناطق اللبنانية ولا سيما منها الضاحية الجنوبية لبيروت، اعلنت الناطقة الرسمية باسم «اليونيفيل» كانديس آرديل ان «مسيّرة إسرائيلية سقطت داخل المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، ولم يُصب أحد بأذى». وأضافت «كما هو الحال مع جميع مسيّرات الجيش الإسرائيلي وغيرها من الطلعات الجوية فوق جنوب لبنان، يُعد هذا انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية». ولفتت الى أن «اليونيفيل تأخذ أي تدخّل أو تهديد ضد أفرادها أو منشآتها أو عملياتها على محمل الجد، وستحتج رسمياً على هذا العمل».
الهيئة والقانون
في الداخل، تصدّر الاستحقاق النيابي المشهد السياسي مجدداً، حيث ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس خصّص لتحديد جدول أعمال الجلسة التشريعية المقررة يوم الاثنين المقبل.
هذا ومع مطالبة 61 نائباً بإدراج القانون المعجّل المكرّر المتعلق بتصويت المغتربين على جدول أعمال الجلسة، فقد تمسّك الرئيس بري بضرورة التقيد بالنظام الداخلي للمجلس، الذي يحدد بوضوح مسار التشريع وآلياته. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر نيابية أن أي قانون معجّل مكرّر يُعرض بدايةً على الهيئة العامة للبتّ في صفة العجلة، فإذا لم يقَر تُحال عندئذ المشاريع إلى اللجان المختصة لدراستها بصورة تفصيلية.
وتضيف المصادر أن بعض النواب الذين وقّعوا الطلب يدرسون خيارات تصعيدية، منها الانسحاب من اللجنة الفرعية المكلفة درس قوانين الانتخاب وتعليق المشاركة فيها، في حين شدد الرئيس بري على أن الالتزام بالنظام الداخلي ليس خياراً سياسياً بل واجب دستوري يحمي صلاحيات المجلس ويدافع عن دوره كركيزة أساسية في النظام الديموقراطي.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا