البناء: العرب والأتراك جدّدوا في نيويورك ثقتهم بترامب… وويتكوف لحل قريب في غزة
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 25 25|08:52AM :نشر بتاريخ
جدّد قادة تركيا والسعودية ومصر وإندونيسيا وباكستان والإمارات وقطر والأردن ثقتهم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيجاد حل عاجل ينهي الحرب على قطاع غزة، ويفك الحصار عنه، بعدما تقدموا بتصور لما بعد الحرب يتضمن إبعاد حركة حماس عن المشهد السياسي والإداري ودعوتها إلى إلقاء السلاح، بما يلاقي طلبات بنيامين نتنياهو الذي يعتمد على الحرب لتحقيق هذه الأهداف، مقابل عدم امتلاك العرب والأتراك آلية تؤدي إلى فرض هذه الشروط على المقاومة في غزة. وبعد اجتماع بين قادة هذه الدول وترامب قال الرئيس الأميركي إنه متفائل، وسط ضغوط في شوارع الغرب لإنهاء الحرب سريعاً، ما أجبر حكومات كثيرة على الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة نزولاً عند ضغط شوارعها، وخرج مبعوث ترامب للمنطقة ستيف ويتكوف ليقول إنه يتوقع أن يشهد العالم وقفاً قريباً لإطلاق النار في غزة خلال أيام قليلة.
في المنطقة كان اليمن يمارس حرب الوعي وكي الوعي مع الداخل الإسرائيلي، حيث نجحت الطائرات اليمنية المسيرة بالوصول الى منشأة سياحيّة في إيلات حاصدة 50 جريحاً ثلاثة منهم بحال حرجة، والعملية اليمنية تعبّر عن تطور كبير في مسار الحرب على غزة، لما تسببت به من صدمة للمستوطنين الذين شعروا أنهم غير محميين، وأن الإبهار بما تفعله الضربات الإسرائيلية على المدنيين، أقرب إلى عملية هوليودية عندما تدق ساعة المواجهة مع المقاومة خصوصاً في حرب برّية. وقالت مصادر متابعة في اليمن إن العملية نقطة تحوّل سوف تليها نقاط مماثلة حتى يخرج المستوطنون بالملايين في الشوارع مطالبين يوقف الحرب على غزة، والتخلّص من وهم وعود نتنياهو بإبقائهم بمنأى عن نتائج حربه على غزة.
ليس بعيداً كان أسطول الصمود المكوّن من عشرات القوارب والسفن يقترب من سواحل غزة، وترتفع تهديدات الاحتلال بالتعامل معه بخشونة، والأسطول الذي يحمل عشرات النشطاء الأوروبيين المعروفين بمواقفهم الداعمة للحق الفلسطيني، شهد تعدّيات واستفزازات إسرائيليّة، ما استدعى خروج سفينتين إسبانية وإيطالية لمواكبة الأسطول وحمايته، رغم الطابع غير العسكريّ لمهام السفينتين، كما قالت جيورجيا ميلاني رئيسة حكومة إيطاليا.
فيما بقيت تصريحات المبعوث الأميركي توم برّاك في دائرة اهتمام جهات سياسية عدة لتحليل أبعادها وترجمتها على أرض الواقع والتحقق من أنها تعبر عن موقف الإدارة الأميركية أم موقف شخصي، تحلّ الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ظل اكتمال الاستعدادات لإحياء ذكرى اغتياله والأمين العام السيد هاشم صفي الدين بدءاً من الغد حتى أواخر الشهر الحالي.
وعلمت «البناء» أن مراجع سياسية ودبلوماسية لبنانية أجرت سلسلة اتصالات مع مسؤولين أميركيين لاستيضاح حقيقة موقف برّاك وما إذا كان يعكس توجهات الإدارة الأميركية حيال لبنان في المرحلة المقبلة، وكيف ستنعكس على الجبهة الجنوبية والإنسحاب الإسرائيلي وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إضافة إلى خطة الجيش بحصرية السلاح بيد الدولة والإصلاحات ومؤتمرات دعم لبنان، لا سيّما أنّ تصريحات براك التصعيديّة تناقض تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وما نقل عنه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث لم يطلق أي تصريح مشابه لتصريحات برّاك، حيث اقتصر كلامه في تصريح أمس على أن بلاده «ستدعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية»، مضيفاً: «الحكومة اللبنانية تواصل معارضتها سياسات إيران».
ولفتت مصادر مطلعة على الموقف الأميركي إلى أن ما قاله برّاك يعكس حقيقة النيات والنظرة العدائية الأميركية لحزب الله وإيران وكل من يواجه «إسرائيل» ويعارض ويناهض المشاريع الأميركية في المنطقة، لكن ليس بالضرورة أن يترجم إلى سياسات وتوجهات على أرض الواقع، لا سيما أنّ لبنان وفق ما ينقل مطلعون على بعض مؤسسات الدولة العميقة في الولايات المتحدة، ليس أولوية أميركية في الوقت الراهن في ظل نجاح الحرب الأخيرة بلجم حزب الله وإضعافه وتركيب سلطة سياسية مناهضة للحزب وتنسق مع الأميركيين، وبالتالي تحوّل الاهتمام الأميركي إلى سورية التي باتت الأولوية ولبنان ملحقاً بها، لكن هذا لا يعني أن لبنان ليس في دائرة الاهتمام الأميركي لكونه نافذة أميركية أساسية على البحر المتوسط تستخدمها سياسياً ولوجستياً وعسكرياً وأمنياً في تطبيق سياساتها وخططها في المنطقة. ولفتت المصادر لـ»البناء» إلى أن الأميركيين يعرفون أن الجيش اللبناني لا يستطيع تطبيق خطة الحكومة بحصر السلاح في ظل إمكاناته وقدراته الحالية وفي التركيبة اللبنانية الدقيقة والمعقدة، وهذا ما اعترف به البنتاغون الذي يشرف مباشرة على وضع الجيش اللبناني وعمله في جنوب الليطاني وتسليحه ودعمه، وجاء قرار 5 أيلول الذي عكس تراجع الحكومة عن قرارات 5 و7 آب ليترجم تقييم وزارة الدفاع الأميركية لوضع الجيش. وأضافت المصادر أن موقف برّاك يعبّر عن موقف الجناح الأكثر دعماً لـ»إسرائيل» في الولايات المتحدة، لكنه ليس بالضرورة هو نفسه موقف وزارة الخارجية. لكن الأهم كيف يُترجم موقف برّاك في السياسات والتوجهات الأميركية تجاه لبنان وكيف ستقرأه «إسرائيل»؟ وكيف ستترجمه على أرض الواقع؟
مصدر دبلوماسي أوروبي قال لـ»البناء» إن المؤشرات الحالية لا تشي بحرب إسرائيلية وشيكة على لبنان مع استمرار العمليات العسكرية الجوية وبقاء القوات الإسرائيلية في الجنوب، لكن توسيع العمليات العسكرية إلى مستوى حرب شاملة على لبنان يحتاج إلى قرار أميركيّ وإمكانات وقدرة عسكرية وتسليحية إسرائيلية وتفرّغ لجبهة واحدة إضافة للقدرة على حسم الحرب لمصلحة «إسرائيل» وبوقت قصير وبأقل كلفة. غير أن جهات دبلوماسية غربية تؤكد لـ»البناء» بأن «إسرائيل» تحضر لعملية جوية واسعة النطاق في لبنان مع تقدّمات برية لفرض المنطقة العازلة على طول الشريط الحدودي وبعمق يصل بين 7 كلم إلى حدود الليطاني تكون خالية من حزب الله وقواعده ومن السكان واليونيفيل وحتى من الجيش اللبناني.
وفي سياق ذلك، حذّر مصدر دبلوماسي عربي عبر «البناء» من تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية لغزة ومحاولة تهجير أهل القطاع والضفة الغربية، منبهة الى أن التداعيات ستكون كبيرة على مصر والأردن، وستترك انعكاسات سلبية كبيرة على المنطقة برمّتها.
وشدّد رئيس الجمهورية جوزاف عون في كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة على المطالبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً و»انسحاب الاحتلال من كامل أرضنا وإطلاق أسرانا، الذين لن ننساهم ولن نتركهم، وتطبيق القرار 1701 كاملاً. وذلك باستمرار تفويض قوات اليونيفيل في إطار شراكتها مع الجيش اللبناني، لفرض الأمن والاستقرار، لمرحلة انتقالية». كما أشار رئيس الجمهورية خلال لقائه وفد مجموعة العمل الأميركيّة من أجل لبنان – ATFL في نيويورك، إلى أنّ «محادثاتي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو كانت إيجابية».
وحول اللقاء مع روبيو، قال عون: «طلبت مساعدة الولايات المتحدة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي المحتلة في الجنوب لتمكين الجيش اللبنانيّ من الانتشار حتى الحدود الدوليّة وتطبيق القرار 1701، ولمستُ تجاوباً في استمرار دعم الجيش المنتشر في كل لبنان، لبسط سيادة الدولة على أراضيها».
إلى ذلك، عرض الرئيس عون الأوضاع في لبنان في ضوء التطورات الأخيرة مع السيناتور Chris Murphy، والسيناتور Chris Coons، والنائب الديمقراطي Gregory Meeks، كما التقى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير.
ميدانياً واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، في وقت جال رئيسُ لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النّار المنتهية ولايته وخَلَفُه، برفقة وفد عسكري من السّفارة الأميركيّة والجيش اللّبناني، في منطقة جنوب اللّيطاني، وبينما حلّقت المسيرات الإسرائيلية على علو منخفض فوق كل المناطق اللبنانيّة ولا سيما منها الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلنت الناطقة الرسمية باسم» اليونيفيل» كانديس آرديل ان «مسيّرة إسرائيلية سقطت أمس داخل المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، ولم يُصب أحد بأذى». وأضافت «كما هو الحال مع جميع مسيّرات الجيش الإسرائيلي وغيرها من الطلعات الجوية فوق جنوب لبنان، يُعد هذا انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية». ولفتت الى أن «اليونيفيل تأخذ أي تدخّل أو تهديد ضد أفرادها أو منشآتها أو عملياتها على محمل الجدّ، وستحتج رسمياً على هذا العمل».
من جهته، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، في تصريح صحافي عما يجري تداوله في موضوع تمكين الشيعة في الدولة وحصولهم على مناصب أخرى في سلم الحكم من أجل تسليم سلاح «حزب الله»، إلى أنّ «هذا الكلام لا أساس له من الصحة». وقال: «ما نريده هو تطبيق الطائف من ألفه إلى يائه»، داعياً «كل من يهمّه الأمر في الداخل والخارج إلى سماع موقفه هذا»، موضحاً أنّ «في إثبات على هذا التوجّه قدّمت اقتراح قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، وانتخاب مجلس للشيوخ يأخذ من صلاحيات رئيس المجلس».
على صعيد آخر، تكثفت الاتصالات بين عين التينة والسراي الحكومي وحارة حريك، لاحتواء الخلاف بين الحزب ورئيس الحكومة حول توجه مجموعات من الناشطين والمؤيّدين للمقاومة إلى إضاءة صخرة الروشة بصور السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين ورفض رئيس الحكومة نواف سلام التجمّع وإضاءة الصخرة. وقد أفضت الاتصالات إلى منح محافظ بيروت تصريحاً للمنظمين بالتجمّع أمام صخرة الروشة من دون إضاءتها.
وأفادت مصادر إعلاميّة عن اتصال حصل بين الرئيس برّي ورئيس الحكومة، أدّى إلى تسوية تضمن الالتزام بمضمون تعميم رئيس الحكومة بشأن نشاط صخرة الروشة» والمخصّص لذكرى اغتيال السيد حسن نصر الله.
وكانت العلاقات الإعلاميّة في «حزب الله»، أعلنت في بيان، أنّه لم يصدر أي بيان عنها حول «النشاط المقرّر إقامته اليوم في الروشة».
في المواقف شدد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في حديث إلى قناة «المنار»، على أنّ الأمين العام الراحل لحزب الله السيد حسن نصر الله «حرص على لبنان»، و»لم يكن إنساناً طائفياً فهو استشهد من أجل القضية الفلسطينية»، وأضاف فرنجية أنّ «السيد نصر الله كان استثنائياً وكان قائداً عظيماً». وأكد أنّ «حزب الله لم يخسر في المواجهة وما حدث هو نكسة وليس هزيمة»، ولفت إلى أنّ «من أبشع الأمور أن نرى البعض مع الإسرائيلي ضد بلده»، مشدداً على أنّ «الطائفة الشيعية طائفة أساسية للبلد»، مضيفاً: «نحن نثق بقيادة المقاومة وهي حريصة على وحدة لبنان».
واستقبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد السفير العراقي في لبنان السيد محمد رضا الحسيني، حيث بحث الطرفان الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأكَّدا أهمية تمتين العلاقات اللبنانية – العراقية لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا