الأنباء: إيجابيات غزة هل تنعكس على لبنان؟ .. جنبلاط مطمئن رغم التشكيك

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 08 25|07:28AM :نشر بتاريخ

إنها الذكرى الثانية لحرب الإسناد، الحرب التي انطلقت بحسابات غير دقيقة وغير مدروسة، وجلبت على لبنان الويلات، كما أثبتت إخفاق فرضية أن السلاح لا يُحمى الا بالسلاح. فمنذ انطلاق الحرب حذر الرئيس وليد جنبلاط من مخاطر الانجرار الى الحرب، ولكن لم يتم الاستماع الى نصيحته، وعشنا ما عشناه. 

توازيًا، ومع إعلان خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي وُصفت بـ"خطة سلام"، أشارت مصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية الى انعكاسات إيجابية للاتفاق الذي حصل في غزة على لبنان، معطوفًا على توجهات ترامب الرامية الى إنهاء "حروب لا تنتهي"، ما يؤشر الى إمكانية التوصل الى حل الصراع بين إسرائيل وحزب الله، ودليل جدي للعمل على حلّ لمسألة حصرية السلاح. 

جنبلاط.. الجوّ مطمئن!

الى ذلك، أكد الرئيس وليد جنبلاط بعد زيارته رئيس الجمهورية جوزاف عون، برفقة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، أن "الجيش اللبناني يقوم بعملٍ جبّار في الجنوب"، معتبرًا أن "الجوّ مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة". 

وتوازيًا، تتابع الحكومة اللبنانية تطبيق قرارها السياسي بحصر السلاح بيد الدولة، والتي أوكلت الى الجيش اللبناني وضع خطة وتنفيذها، وقدّم قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى مجلس الوزراء التقرير الأول لعمل الجيش. 

تقدم ملموس 

في جلسة الحكومة التي عقدت يوم الإثنين الفائت، قدم الجيش اللبناني تقريره الى مجلس الوزراء، إذ كشف مصدر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن التقرير تم تقبله بروح إيجابية، والجميع تقبله برحابة صدر وأعربوا عن تقديرهم للجيش اللبناني وجهوده، لاسيما أنه أبرز تقدمًا ملموسًا، وعرض بالأرقام والتفاصيل ما تم القيام به، وأيضًا المهمات المشتركة مع"الميكانيزم".

الى ذلك، رأى الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العميد خالد حمادة أنه إذا لم ترتبط خطة الجيش بسقف زمني واضح لجهة استلام السلاح من كل لبنان، تبقى دون المستوى المطلوب، مضيفًا: " أعتقد أن المهلة المتبقية لغاية نهاية العام ستحكم فعلًا على هذا الأداء". 

وأشار أنه كانت دعوة من خلال مجلس الوزراء لإطلاع الشعب اللبناني على ما يجري في الجنوب وما هي المخازن التي تصادر وأي مناطق أصبحت خالية من السلاح، وكذلك من حق الدول التي تريد أن تدعم لبنان في عملية إعادة الإعمار أو بعد الانسحاب الإسرائيلي أن تعلم كذلك ماذا يحصل، وفق حمادة. ولفت الى أنه كان هناك وعدًا من قائد الجيش بتعيين ناطق رسمي باسم قيادة الجيش، لإبلاغ الرأي العام بما يجري لكن لا ندري متى سيحقق هذا الكلام.

حضور الدولة؟!

وكشف مصدر خاص لـ "الأنباء" أن قائد الجيش خلال الجلسة التي قدم فيها التقرير الأول الى الحكومة دعا جميع الوزارات الى القيام بنشاطات في الجنوب وتفعيل دورها، معيدًا ذلك الى أن أهالي القرى الجنوبية لا سيما تلك التي على الشريط الحدودي يشعرون أن وحدهم مع الجيش وقوات اليونيفيل، وأن لا حضور للدولة كما في المناطق الأخرى.

البابا في لبنان 

وكان الفاتيكان، وبالتزامن مع القصر الجمهوري في بعبدا، أعلن أمس عن أول زيارة رسمية سيقوم بها قداسة الحبر الأعظم البابا لاوُن الرابع عشر إلى تركيا ولبنان. وزيارة البابا لاوون الرابع عشر هي الرابعة لحبر أعظم الى لبنان، بعد الزيارة الأولى للبابا بولس السادس عام 1964 والزيارة التاريخية للبابا يوحنا بولس الثاني عام 1997، وزيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر عام 2012. 

وتكمن أهمية الزيارة برمزيتها على الصعد الدينية والسياسية والوطنية، إذ رحّب رئيس الجمهوريّة جوزاف عون بالزّيارة الرّسوليّة الأولى التي سيقوم بها البابا "لاوون الرابع عشر" إلى لبنان، معتبرًا أنها "تشكّل علامةً فارقةً في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسيّ الرّسولي، وتجسّد الثّقة الثّابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطنًا، في محيطه وفي العالم".

ضغوط ترامب 

وبعدما أبدت حركة حماس قبولاً للخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في غزة، وكانت بعض النقاط العالقة التي بحاجة إلى توضيح وتفصيل، تدور حاليًا مباحثات غير مباشرة بين الحركة وإسرائيل بوساطة مصرية في شرم الشيخ في مصر. هذا واعتبر ترامب أنه بمجرد التوصل لاتفاق بشأن غزة سنضمن التزام الجميع به، مشددًا أن هناك إمكانية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. 

وفي سياق المباحثات الجارية في مصر، رأى مصدر مواكب لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنه "من الواضح أن هناك ضغطًا كبيرًا كي تصل هذه المفاوضات الى نتائج حقيقية، بحيث تضغط الإدارة الأميركية بشكل غير مسبوق على إسرائيل، كما قدمت الدول العربية والإسلامية خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزاما بأن تقدم حماس تنازلات على قاعدة عنوانين أساسين، وهما إعادة الرهائن وتسليم سلاح حركة حماس ضمن أطر وإجراءات محددة. 

وأشار المصدر الى أن هناك نقاشًا جاريًا حول الترتيبات، يمكن أن يفتح مجالًا أمام تطبيق الخطوط العريضة لخطة ترامب. 

من جهة أخرى من الواضح أن رئيس وزراء العدو وضع سقفًا عاليًا جدًا للمطالب الإسرائيلية بأن يؤجل الانسحاب الى ما بعد إطلاق الرهائن، وبالمقابل "تحاول حماس أن تطالب بإعادة تموضع إسرائيل عسكريًا لكي يتاح لها الفرصة لتنقل الأسرى وجمعهم وتسليمهم، وأيضّا لجمع الجثث الإسرائيلية، ذلك يخضع الى نقاش وبحث، ومن الطبيعي أن يستغرق عدة أيام"، وفق المصدر.

الى ذلك، ومع تخطي المرحلة الأولى من الخطة نصبح أمام واقع يؤهل الى أن تتحول هذه المبادرة أو هذه التجربة لحل سياسي شامل على صعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب المصدر. وأشار المصدر الى أن نتنياهو قد لا يريد الاستمرار بالمسار الذي رسمه ترامب، ويحاول عرقلة المبادرة، كي يبقي على الفصل القائم بين قطاع غزة والضفة الغربية، ولا يعطي أي أمل بقيام الدولة الفلسطينية، لافتًا الى أن هناك 3 قواعد أساسية يؤهلون لإطلاق حوار سياسي فيما بعد، المتمثلة في الحفاظ على جغرافية غزة وضمان انسحاب إسرائيل منها، ومنع تهجير الفلسطينيين من القطاع، وضمان عدم ضم جزاء من الضفة الغربية". 

وأوضح المصدر أن هذا الحل أسماه ترامب مسار حول حل الدولتين، وأسماه نتنياهو حوار التعايش بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن بغض النظر عن التسميات، هناك إطار سياسي يجب أن يُفتح لكي يصل ترامب الى غايته من المبادرة بتغيير الواقع السياسي في المنطقة عمومًا وبين الفلسطينيين والإسرائيليين خصوصًا.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية