البناء: طوفان الأقصى يُنهي سنته الثانية: صمود المقاومة وشعبها واتساع التضامن
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 08 25|07:29AM :نشر بتاريخ
باقتدار وكفاءة تخوض المقاومة مفاوضات وقف الحرب، وتنجح بإخراج سلاحها من شروط وقف الحرب، وجعلها قضيّة تتصل بالحل النهائي، وتربط مصير السلاح بقيام الدولة الفلسطينية، وبصمود أسطوري تواصل المقاومة وشعبها مواجهة حرب الإبادة المستمرة فيشتعل العالم كله هتافاً وتحتشد الملايين في الشوارع طلباً لوقف الحرب، وبعد عامين على طوفان الأقصى يثبت أن هذا الطوفان يطوف العالم مبشراً بالحق الفلسطيني، وأنه يعرّي حكومات الغرب المساندة للاحتلال وجرائم الإبادة أمام شعوبها فيحرجها ويجبرها على التموضع بخلاف مواقفها، منها من يعترف بدولة فلسطين تفادياً لملاحقة الشعوب، ومنها من يوقف بيع ونقل الأسلحة لجيش الاحتلال تفادياً لمخاطر اتهامه بالمشاركة في جرائم الإبادة، كما اعترفت رئيسة الحكومة الايطالية في حوار تلفزيونيّ بأنها ومعها وزيرا الدفاع والخارجية في حكوماتها يلاحقان من المحكمة الجنائية الدولية بتهم المشاركة في جرائم الإبادة، بينما يخرج مئات آلاف المتظاهرين في ذكرى سنتين على الطوفان ويملأون الشوارع طلباً لوقف الحرب، بينما المقاومة تصعّد عملياتها وتتعهد بمواصلة القتال ما لم تتوقف الحرب، واليمن يرسل في يوم واحد ثلاث طائرات مسيّرة تستهدف منطقة ميناء إيلات.
في مسار التفاوض، تسليم أميركي بأن ملف نزع السلاح يحتاج إلى وقت طويل، والتسليم بعدم اعتباره بنداً من بنود المرحلة الأولى القائمة على ثلاثيّة تبادل الأسرى ووقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، كما قال وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، الذي قال إن ملف نزع السلاح وتحقيق الانسحاب شائك ويحتاج إلى وقت طويل، بينما تجري المفاوضات على قضية تبادل الأسرى، حيث تتمسك المقاومة بالإفراج عن كل أسرى الأحكام العالية خصوصاً القادة من أمثال مروان البرغوثي وعبدالله البرغوثي وأحمد سعدات، وتصرّ المقاومة على استحالة ضمان الوصول إلى الأسرى الأحياء والقتلى دون وقف ثابت وشامل لإطلاق النار ودون انسحابات إسرائيلية من أغلب مناطق قطاع غزة، مطالبة بضمانة أميركية بعدم العودة إلى الحرب بعد الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، وهو ما قال البيت الابيض إنه سيبذل كل جهده لتوفيره، بينما يرسل الرئيس ترامب مستشاره ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره وعضو فريقه للمنطقة جاريد كوشنر، لضمان إنهاء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع.
تتفاعل في المشهد اللبناني سلسلة مواقف متناقضة تُظهر حجم التباين في مقاربة الملفات السيادية والأمنية، ولا سيما في ما يتصل بدور الجيش اللبناني ومستقبل سلاح حزب الله جنوب الليطاني.
ففيما تسعى واشنطن عبر رسائل متتالية إلى تثبيت معادلة دعم الجيش مقابل نزع السلاح، تتكثف في الداخل مواقف داعمة للمؤسسة العسكرية، في مقابل رفضٍ واضح من حزب الله لأي نقاش في الاستراتيجية الدفاعية قبل وقف العدوان الإسرائيلي وانسحابه الكامل من الأراضي اللبنانية.
وأشار الرئيس الحالي لفريق العمل الأميركي من أجل لبنان إدوارد غابريل إلى أن نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني مهم بالنسبة للمجتمع الدولي ويشير إلى إحراز لبنان تقدّماً. ولفت إلى أن قائد الجيش رودولف هيكل سيبرهن في الأسابيع المقبلة أن الأمن تحقق جنوب الليطاني، وهناك فكرة سائدة في الكونغرس الأميركي بوجوب دعم الجيش اللبناني، لكن العالم يترقب نزع سلاح حزب الله، وأعتقد "أن كل شيء على ما يرام".
في المقابل، جاءت زيارة الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى قصر بعبدا مع نجله تيمور لتؤكد تموضعه في خانة الدفاع عن المؤسسة العسكريّة. وقال جنبلاط بعد زيارته والنائب تيمور جنبلاط قصر بعبدا: الزيارة ودّية، والجوّ مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة، والجيش اللبناني يقوم بعمل جبّار في الجنوب. وبدأ اللقاء بجولة أفق حول المرحلة الراهنة، وسُجل تطابق في وجهات النظر حيال العديد من الملفات. وشدّد الطرفان على أنّ الجيش يقوم بعمل جبار رغم حملات التشكيك الّتي يتعرّض لها، حيث أكّد جنبلاط ضرورة الوقوف خلف المؤسّسة العسكريّة ودعم مساعيها.
وأكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن من البابلية أن "موقفنا واضح، عندما يتوقف العدوان وينسحب العدو ويعود الأسرى ويبدأ الإعمار ويُناقش الأمن الوطني على أسس واقعيّة تحفظ الكرامة والسيادة عندها يمكن الحديث عن استراتيجية وطنية، أما قبل ذلك فالكلام لا يُقنع أحداً". واشار إلى أن "توم برّاك قال علناً إن "إسرائيل" تحتل خمس نقاط في لبنان ولن تنسحب منها وإن السلام وهم وإن "إسرائيل" لا تعترف بحدود سايكس بيكو وهي تصريحات تمسّ السيادة الوطنية وتمثل إهانة للجيش اللبناني ومع ذلك لم نسمع صوتاً واحداً تحركت كرامته أو انتفض دفاعاً عن لبنان". أضاف "الاحتلال مستمر والعدوان يومي والأسرى لا يزالون في السجون والعملاء يُبرَّأون من المحاكم العسكرية ثم يأتون ليقنعونا أنهم دولة تحمي السيادة فيما الوقائع تثبت العكس".
إلى ذلك قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب حسن فضل الله، خلال تصريحٍ في مجلس النّوّاب، إنّ "الأكثريّة الحكوميّة لم تكن بحاجةٍ إلى صرف جلّ وقتها لإصدار بيانٍ بتعليق العلم والخبر المعطى لـ"الجمعيّة اللّبنانيّة للفنون، رسالات"، متجاهلةً مشكلات البلاد الكثيرة، وهو بيانٌ ليس له أيّ سندٍ في القوانين اللّبنانيّة أو النّصوص الدّستوريّة، أو حتّى الممارسة الدّستوريّة سابقًا، وبالتّالي لا تترتّب عليه أيّ مفاعيل قانونيّة". وأضاف: "إنّ زجّ مجلس الوزراء لإصدار بيانٍ مليءٍ بالمغالطات هو ما يسيء إلى هيبة الدّولة وصورة الحكومة ومصداقيّتها أمام الرّأي العامّ، الّذي شهد على فعاليّة الرّوشة والتزام النّاس والقوّات الأمنيّة بالقانون والحرص على الأملاك العامّة". وتابع: "ولعلم هذه الأكثريّة الحكوميّة، فإنّ قانون الجمعيّات ينصّ على إعطاء "علمٍ وخبرٍ" للجهات المعنيّة ليس إلّا، والحرّيّات العامّة لا يمكن تعليقها، والفنون بأشكالها المختلفة هي رسالة "رسالات"، وستبقى تنساب مثل موسيقاها وصورتها الرّاقية، ولن تتوقّف عن العزف للحياة ولشعبها الوفيّ، ولن يؤثّر أيّ تشويشٍ على مواصلتها لعملها".
على الخط الانتخابي، وبعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، قال الوزير السابق وديع الخازن: شدد الرئيس بري على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري المحدد احتراماً لأحكام الدستور وترسيخاً لمبدأ التداول الديموقراطي للسلطة، باعتبار أن الانتخابات تشكل استحقاقاً وطنياً يعيد إنتاج الحياة السياسية. وتابع الخازن: أكد الرئيس بري على أن الالتزام بالمهل الدستورية هو الركيزة الأساس للحفاظ على النظام الديموقراطي وأن أي تأجيل أو تلاعب بهذا الاستحقاق لن يخدم سوى المزيد من الانقسام والتشرذم في وقت يحتاج فيه لبنان إلى أوسع توافق وطني يواكب مسيرة الإنقاذ والإصلاح.
واستقبل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، معاون رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة للشؤون السياسية والانتخابية سيرج داغر، في إطار جولته على قادة الأحزاب اللبنانية. وأجمع المجتمعون، وفق بيان اللجنة المركزية للإعلام في "التيار"، على "أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، من دون أي تأخير أو تأجيل، نظراً لدورها المحوري في الحياة السياسية، ولأنها تعزز الثقة الدولية بلبنان". وعرض باسيل موقفه من اقتراع المنتشرين، مؤكداً أنه كان الساعي الأول منذ كان وزيراً للخارجية من أجل إشراكهم في الحياة السياسية، من خلال تمكينهم من التصويت من الخارج، ومنحهم حق الترشح عبر تخصيص ستة مقاعد للانتشار.
يعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم غد الخميس جلسة في السراي الكبير لبحث جدول الأعمال.
في غضون ذلك، اعتبر رئيس الجمهورية أن مؤتمر "بيروت وان" الاستثماري المقرر عقده في 18 و19 تشرين الثاني المقبل، سيكون مناسبة للتأكيد على الدور الاقتصاديّ للبنان الذي تأثر خلال الأحداث الأخيرة، لكنه بدأ يستعيد عافيته، لافتاً إلى أن محاور البحث في هذا المؤتمر ستلقي الضوء على كثير من نقاط القوة التي يتمتع بها الاقتصاد اللبناني. ولفت الرئيس عون إلى أهمية المشاركة الواسعة في هذا المؤتمر للإفساح في المجال أمام القطاعات المعنية لعرض رؤيتها لمستقبل الاقتصاد اللبناني. كلام رئيس الجمهورية، جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، حيث عرض الوزير البساط التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر "بيروت وان".
وسط هذه الأجواء، لاحت بارقة إيجابية في الأفق اللبناني الضبابي، تمثلت في تحديد الفاتيكان مواعيد زيارة الحبر الأعظم البابا لاوون إلى لبنان، وستحصل بين 30 تشرين الثاني المقبل و2 كانون الأول. وقد رحّب رئيس الجمهورية بالزيارة الرسولية قائلاً: لبنان قيادةً وشعبًا ينظر إلى هذه الزيارة بكثير من الرجاء في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات على مختلف المستويات والزيارة البابوية نداء إلى السلام وتثبيت الحضور المسيحي في هذا الشرق والحفاظ على نموذج لبنان الذي يشكّل حاجةً للعالم وللمنطقة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا