الأخبار: تقدّم في مفاوضات شرم الشيخ: الأسرى أوّلاً... و«اليوم التالي» مؤجّل
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 09 25|08:31AM :نشر بتاريخ
سُجّل تقدّم واضح في مفاوضات شرم الشيخ بشأن وقف النار وتبادل الأسرى، وسط تمسّك فلسطيني بإدراج مروان البرغوثي والأسماء البارزة في قوائم الاسرى، في ظلّ اعتراض الاحتلال، وتواطؤ أطراف في «السلطة».
تواصلت، أمس، في مدينة شرم الشيخ المصرية، الاجتماعات المكثّفة بين الأطراف المنخرطة في مسار التفاوض حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وسط إجراءات أمنية مشدّدة. وشهدت المحادثات انضمام مزيد من القادة الفلسطينيين، في مقدّمهم الأمين العام لـ«حركة الجهاد الإسلامي» زياد النخالة، ونائبه محمد الهندي، إلى جانب نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» جميل مزهر، فيما شارك في الجلسات أيضاً كل من المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، ورئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن، إضافة إلى المسؤولين المصريين.
وبحسب ما أفاد به مسؤول مصري رفيع مطّلع على سير المفاوضات «الأخبار»، فقد جرى تجاوز عدد من النقاط العالقة، ولا سيما في ما يخصّ قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب «حماس» بالإفراج عنهم، إذ «تمّ التوافق على غالبية الأسماء، مع بقاء أخرى قيد التفاوض، بينما أجرى الوفد الإسرائيلي اتصالات متعدّدة للحصول على مزيد من الصلاحيات في ما يتعلّق بالأسماء الحسّاسة». وأضاف المصدر المصري أن الوفد الأميركي الذي حضر إلى شرم الشيخ قبل وصول ويتكوف وكوشنر، «ركّز جهوده على ملف تبادل الأسرى باعتباره البند الأكثر قابلية للحسم خلال فترة قصيرة»، مشيراً إلى أن «الاتفاق على هذا الملف من شأنه أن يفتح الطريق أمام معالجة بقية النقاط العالقة».
وعلى الضفة الإسرائيلية، نقلت قناة «كان» العبرية عن مصادر مطّلعة قولها إن هناك «اقتراباً من تحقيق اختراق في مسار المفاوضات»، وسط تقديرات متقاربة من قبل القنوات الإسرائيلية تفيد بإمكان التوصل إلى اتفاق خلال 24 إلى 36 ساعة، علماً أن الأطراف كافة، بحسب «القناة 12»، تمارس ضغوطاً متبادلة في اللحظات الأخيرة لـ«تحسين شروطها في الاتفاق». وبيّن مصدر إسرائيلي في حديث إلى القناة، أن الصفقة المرتقبة تشمل إفراج «حماس» عن عشرين أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، بعد أن تقدّم الحركة معلومات تؤكّد هوية جميع الأسرى الموجودين لديها.
كذلك، تشمل التفاهمات الأولية انسحاباً إسرائيلياً جزئياً من قطاع غزة، وفق ما يُعرف بـ«خطة ترامب»، مع احتمال حدوث انسحاب إضافي محدود، فيما سيبقى الطوق العسكري الإسرائيلي مفروضاً على المناطق التي تتواجد فيها «حماس»، خلال المرحلة الأولى من الاتفاق. وفي هذا السياق، أفادت «القناة 14» بأن إسرائيل ستبقى عند «الخط الأصفر» الذي يُحدّد حدود المنطقة العازلة، على أن يجري بحث نزع سلاح «حماس» في مرحلة لاحقة. كما نقلت عن مصادر قريبة من المفاوضات أن «الصفقة شبه مُنجزة، وتنتظر التوقيع خلال يومين».
وفي تل أبيب أيضاً، نقلت وسائل الإعلام العبرية أن مكتب رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، أعدّ بالتنسيق مع المستشارة القضائية، «مسوّدة» لقرار حكومي بشأن صفقة تبادل الأسرى، تمهيداً لعرضها على الوزراء للتصويت عليها، مع التأكيد أن «الملحق الذي يتضمّن الأسماء لا يزال قيد النقاش»، علماً أن نتنياهو تعهّد لشريكَيه اليمينيَّيْن، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بـ«عدم إدراج مروان البرغوثي وأحمد سعدات ضمن الصفقة».
وفي ما يتصل بملف الأسرى كذلك، أفادت مصادر مطّلعة، «الأخبار»، بأن القاهرة أبدت انزعاجاً شديداً من تدخّل أطراف في السلطة الفلسطينية في مسار المفاوضات حول هذا الملف، ولا سيما محاولاتهم التأثير في قائمة الأسماء بالتنسيق مع واشنطن وتل أبيب، وسعيهم إلى استبعاد الأسير القيادي مروان البرغوثي من الصفقة. وأضاف المصدر أن الجانب المصري أبلغ الوفد الفلسطيني بضرورة التمسّك بالأسماء البارزة، وفي طليعتها البرغوثي. ووفق المعلومات، فإن زوجة البرغوثي أجرت زيارات متكرّرة إلى القاهرة، كما التقت ممثّلين عن الفصائل في عدة عواصم عربية، تحسّباً لضغوط تمارسها شخصيات محسوبة على «السلطة» لمنع إدراج اسم زوجها.
وعلى الرغم من التقدّم الملموس على خط التفاوض، فإن العقبة المتبقّية لا تزال تتمثّل في الانسحاب الإسرائيلي والضمانات المطلوبة من الأطراف الدولية. وفي هذا السياق، أكّد الأمين العام لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، أن «المقاومة تخوض معركة تفاوضية شرسة، لكنها منفتحة على بعض البنود القابلة للتعامل الإيجابي»، خاصة في ما يتعلّق بـ«تبادل الأسرى»، مجدّداً تأكيده أن «الشعب الفلسطيني لن يخضع لإملاءات العدو، بل سيواصل نضاله لاسترداد حقوقه المشروعة».
ومن جهته، أشار المتحدّث باسم «حماس»، جهاد طه، إلى أن «الحركة تتعامل بمسؤولية مع كل ما يخدم المصلحة الوطنية»، مشدّداً على «ضرورة توفير ضمانات واضحة لتنفيذ الاتفاقات»، مع التذكير بأن «التفاهم بشأن أسماء الأسرى لم يُحسم نهائياً حتى الآن».
وفي هذا الوقت، نقل الإعلام العبري معلومات حول أن إسرائيل استكملت استعداداتها لاستقبال الأسرى الإسرائيليين الذين سيُطلق سراحهم في قاعدة «ريعيم» العسكرية، في حال جرى التوقيع على الاتفاق، بينما أكّدت مصادر في واشنطن والدوحة والقاهرة تفاؤلها بإمكان التوصّل إلى اتفاق نهائي قريباً، قد يُعلَن قبل يوم الجمعة. وعزّزت تلك التقديرات تقارير عن احتمال حضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى مصر للمشاركة في مراسم التوقيع، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
توافق مصري - «حمساوي» على التمسّك بحقّ المقاومة
على الرغم من التعتيم المحيط بالنقاشات الدائرة داخل الغرف المغلقة في مدينة شرم الشيخ، يبدو واضحاً أن التفاصيل الأكثر حساسية فيها، هي ما يتعلّق بتفاصيل اليوم التالي للحرب، بأبعاده الأمنية والسياسية كافة. ويبقى الملف الأكثر تعقيداً في هذا الإطار هو «سلاح المقاومة»، الذي يتطلّع رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى ما يُطرح في شأنه كعنوان لـ«الانتصار المطلق»، وكجزء من مخطط يهدف إلى تدمير أنفاق المقاومة وبنيتها التحتية ومخازنها ومواقعها، فضلاً عن نزع ما تبقّى من صواريخها، وخروج قياداتها من القطاع، في ما سيكون بمثابة تتويج لانتصار نتنياهو المزعوم.
وفيما تتمسّك المقاومة الفلسطينية بحقها المشروع في امتلاك السلاح والدفاع عن نفسها وشعبها، كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى، لـ«الأخبار»، أن «القاهرة توافقت مع قيادة حركة حماس على ضرورة التشبّث بالحقّ المشروع في المقاومة، وربط أي حديث عن تسليم السلاح بحل سياسي شامل يُفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية».
وأضافت المصادر أن وسطاء إقليميين، كتركيا، أعربوا أيضاً عن تفهّمهم الكامل لضرورة احتفاظ الفلسطينيين بحقهم في الدفاع عن أنفسهم بجميع الوسائل المشروعة، بما في ذلك الكفاح المسلّح، إلى حين قيام دولة فلسطينية ذات مؤسسات موحّدة وسلطة قرار واحدة وسلاح موحّد. وفي المقابل، رحّبت فصائل المقاومة الفلسطينية بالموقف المصري، واعتبرته «موقفاً أصيلاً ينسجم مع الحقوق الوطنية الثابتة».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا