الأنباء: أزمة السويداء إلى الحل ودورٌ واضح لجنبلاط ... الانتخابات في موعدها

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 09 25|08:52AM :نشر بتاريخ

بعد انحسارٍ واضح للمشادات الكلامية،   والمواقف المرتَجلة بين الأفرقاء السياسيين،  المتأتية من الخلافات التي حصلت في الأسبوعين الماضيين نتيجة تداعيات حادثة الروشة، والخلاف الذي برز حول قانون الانتخابات، تبدو الأمور وكأنها قد سلكت باتّجاه هدنة غير معلنة، بانتظار جلاء الغبار عن مبادرة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للسلام بين حماس وإسرائيل وإنهاء الحرب في غزة. 

في هذا الوقت سُجّلت بالأمس خطوة متقدّمة على طريق حلحلة أزمة السويداء تمثّلت بالإفراج عن دفعة جديدة من الموقوفين من أبناء السويداء من قِبل السلطات السورية، والبالغ عددهم 35 شخصاً، وذلك تماشياً مع خارطة الطريق التي تمّ التوصّل إليها من خلال الاتّفاق الثلاثي الذي تمّ وضعه من قِبل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ونظيره الأردني الصفدي، والمبعوث الأميركي طوم برّاك، والذي كان للرئيس وليد جنبلاط بصماتٍ واضحة في السعي إليه، والعمل على تطبيقه من خلال التواصل مع الادارة السورية.

وفي ما خصّ مفاوضات شرم الشيخ الجارية منذ أربعة ايام، فقد دحضت الأخبار الواردة من غزّة المزاعم الإسرائيلية بتخفيف حدة القتال في القطاع المحاصَر والمنكوب منذ سنتين، شهد خلالها على أشرس حرب لم يعرف التاريخ مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، إذ بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا حتى اليوم 70 ألفاً، بينهم 20 ألفَ طفل، وأكثر من مئتي ألف جريح ومفقود،  إضافةً إلى تدمير 80 في المئة من البُنى التحتية، وذلك في ظل حصار مفروض على غزّة منعت إسرائيل من خلاله دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى الأهالي الذين يموتون جوعاً ومرضاً، والتي كان آخرها محاصرة أسطول المساعدات الإنسانية في المياه الإقليمية قبالة شواطىء غزّة. 

تقدّم المفاوضات

في المعلومات الواردة من شرم الشيخ فإنّ المفاوضات التي تجري هناك برعاية أميركية، وتركية، ومصرية، وقطرية، بين حركة حماس وإسرائيل، تبدو وكأنّها قد حقّقت تقدماً كبيراً قياساً إلى المفاوضات التي دارت في السابق في القاهرة والدوحة، وذلك لأنّها كانت من دون سقف دولي على عكس ما يجري حالياً.

 وفي السياق، دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي،١ نظيره الأميركي ترامب إلى حضور حفل التوقيع على اتّفاق  إنهاء الحرب في غزّة، في حال استمرّت المفاوضات في الاتّجاه الصحيح، وهو ما قد يساعد على إبرام اتّفاق إنهاء القتال بين حماس وإسرائيل في غضون أيام بعد سنتين من المواجهات الدامية، والتي أدّت إلى قلب الموازين برمّتها في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، وخاصةً في لبنان بعد الضربة التي تلقّاها حزب الله، واغتيال أمينه العام السيّد حسن نصرالله وقادة الصف الأول في فرقة الرضوان، وتفجيرات أجهزة "البيجر" التي أصيب بنتيجتها حوالي 4 آلاف شخص بأضرار مختلفة.

مصادر مواكِبة لهذه المفاوضات كشفت عبر الأنباء الإلكترونية  عن عقبتين يجري العمل على تخطّيهما، وتمثّلت الأولى بمطالبة إسرائيل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات لدى حماس، قبل التوقيع على اتّفاق إنهاء الحرب. مقابل ذلك طالبت حماس بضمانات دولية بعدم خرق هذا الاتّفاق من قِبل إسرائيل بعد الإفراج عن الأسرى، والتأكيد على حل الدولتين، في حين طالبت إسرائيل باستبدال حلّ الدولتين بتعايش الشعبَين الإسرائيلي والفلسطيني.

تراجُع حدة التصريحات
في الشأن الداخلي

 من الواضح أنّ حدّة التصريحات الناريّة التي احتدمت في الأسبوعين الماضيين على خلفية حادثة الروشة، والخلاف حول قانون الانتخابات، تراجعت بشكلٍ ملحوظ. 
مصادر مطّلعة أشارت في اتّصالٍ مع الأنباء الإلكترونية إلى أنّ الأمور بدأت تتّجه إلى التهدئة بعد جلسة مجلس الوزراء، وعرض قائد الجيش رودولف هيكل خطة الجيش المتعلّقة بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وتطبيق القرار 1701، وتأجيل البتّ بسحب العلم والخبر المُعطى لجمعية "رسالات" إلى ما بعد الانتهاء من التحقيق المتعلّق بإنارة صخرة الروشة.
 المصادر أكّدت أن لا تأجيل للانتخابات النيابية، وأنّ حلّ موضوع انتخاب المغتربين يتمّ بعيداً عن الإعلام، وأنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه بري لن يمانع من اعتماد الحلّ الذي تتّفق عليه غالبية الكُتل النيابية.

عون يؤكّد، الانتخابات في موعدها
 
إلى ذلك، أكّد رئيس الجمهورية، جوزاف عون، لدى استقباله نائب الأمين العام للسلام والأمن والدفاع في جهاز العمل الخارجي الأوروبي، شارل فريز، أنّ الجيش اللبناني أكمل انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، باستثناء المواقع التي تحتلها إسرائيل، داعياً الدول الراعية لاتّفاق وقف إطلاق النار، ودول المجموعة الأوروبية،  للضغط على إسرائيل للانسحاب من هذه المواقع، ووقف اعتداءاتها ضد لبنان، لأنّ استمرارها يُبقي  الوضع مضطرباً في الجنوب، ويمنع الجيش من استكمال انتشاره، ويحول دون تطبيق القرار 1701، لافتاً بأنّ عديد الجيش في الجنوب قد يصبح نهاية هذه السنة عشرة آلاف جندي، لكنه يبقى بحاجةٍ إلى العتاد العسكري والآليات الحديثة كي يتمكّن من استكمال المهام المطلوبة منه. وأشار عون إلى أنّ الحكومة ماضية بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة،  داعياً الدول الأوروبية إلى تكثيف المساعدات المالية والاقتصادية،  وأنّ لبنان ملتزم بالتعاون مع البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، في كافة المجالات. ولفتَ عون بأنّ التعاون وثيق بين الجيش واليونيفل،  مؤكّداً على إجراء الانتخابات في موعدها في أيّار المقبل، وأنّ التنسيق قائمٌ مع الجانب السوري بشأن عودة النازحين إلى ديارهم بعد إزالة الأسباب التي أدّت إلى نزوحهم. في المقابل أكّد فريز استمرار الدول الأوروبية بدعم الجيش عدةً وعتاداً كي يتمكّن من بسط الأمن في كل لبنان. 

أزمة السويداء إلى الحل وفق خارطة الطريق

بعد أن تمّ بالأمس الإفراج عن دفعة جديدة من الموقوفين من أبناء السويداء، البالغ عددهم 35 شخصاً، يمكن القول إنّ هذه القضية أصبحت في طريقها إلى الحل. هذه الخطوة، التي أتت بعد أسبوعين على إطلاق السلطات السورية سراح 23 شاباً من أبناء السويداء  جاءت تنفيذاً لاتّفاق دمشق لحل أزمة السويداء الذي وقّعه وزيرا خارجية الأردن وسوريا، أحمد الشيباني وأيمن الصفدي، ومبعوث الرئيس الأميركي طوم برّاك الذي سبق له أن شكر الرئيس وليد جنبلاط على مواقفه المسؤولة، ونتيجة الاتّصالات الدولية والإقليمية مع الدول المعنيّة المتابِعة للملف السوري، وفي مقدّمهم تركيا والسعودية،  والمتابَعة من قِبل جنبلاط. ويُذكر في هذا السياق أنّ جنبلاط وضع خطة عمل لحلّ أزمة السويداء تبدأ بفك الحصار، وإجراء تحقيق أمميٍ شفّاف، وتبادل أسرى، وصولاً إلى المصالحة بين أبناء سوريا لضمان وحدة أراضيها، وقد نوقشت هذه الخطّة مع القادة الإقليميين. وكانت السلطات الرسمية السورية قد باشرت التواصل مع أهالي المفرَج عنهم لتسليمهم إلى ذويهم عن طريق قوى الأمن الداخلي التابعة لحكومة دمشق في المحافظة. وبحسب معلومات خاصة ب "الأنباء" فإنّ سلطات دمشق ستُطلق سراح جميع الموقوفين على دفعات، فيما العدد المتبقي هو 53  شخصاً، والذين سيتمّ الإفراج عنهم على دفعات.

نصّار

في المواقف، أعرب النائب السابق، أنيس نصّار، في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية، عن تخوّفه من جرّ لبنان إلى حربٍ جديدة مع إسرائيل  لأنّنا أمام عدوٍ ماكرٍ يصحّ تشبيهه بوكر دبابير يكون التحرّش به مؤذٍ جداً، داعياً حزب الله إلى تسليم السلاح، والانخراط في مشروع الدولة، اليوم قبل الغد، لأنّ استمرار تمسّك الحزب بسلاحه قد تتّخذه إسرائيل ذريعةً لشنّ حرب جديدة ضد لبنان، أي  كما فعلت بعد حرب الإسناد، متمنياً على حزب الله مراجعة حساباته، وأن لا يسمح لإسرائيل بتجديد حربها على لبنان،  وتحويله إلى غزّة ثانية، فيكون بذلك قد ارتكب أكبر خطأ بحقّه أولاً، وبحق بيئته ثانياً،  وبحقّ لبنان ثالثاً، معوّلاً على حكمة الرؤساء الثلاث بتحييد لبنان.

 من جهةٍ أخرى، أكّد نصّار إجراء الانتخابات النيابية في موعدها،  مستبعداً تأجيلها تحت أي ظرف كونها تؤثّر سلباً على سمعة لبنان الخارجية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية