اطلاق "استراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية وخطة التنفيذ" برعاية سلام.. السيد: أولويتنا أن نكون حاضرين في كل المناطق
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Oct 10 25|13:21PM :نشر بتاريخ
أطلقت ظهر اليوم في السراي، "استراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية وخطة التنفيذ" في احتفال برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام. ويأتي الحدث ليجسد تحول الوزارة من وزارة الشؤون الاجتماعية إلى وزارة للتنمية الاجتماعية.
شارك في الحفل السيدة سحر بعاصيري سلام، نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، ووزراء: الشؤون الاجتماعية حنين السيد، السياحة لورا لحود، العمل محمد حيدر، الصحة ركان ناصرالدين، الصناعة جو عيسى الخوري، شؤون التنمية الادارية فادي مكي، الشباب والرياضة نورا بيرقداريان والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، سفراء: الاتحاد الاوروبي، اسبانيا، هولندا، النروج، البرازيل، سلطنة عمان، الأردن، مصر، بريطانيا ورومانيا، النواب: بلال عبدالله، فريد البستاني، وضاح الصادق، سليم الصايغ، عناية عزالدين، عبد الرحمن البزري، ابراهيم منيمنة وميشال معوض، الوزيران السابقان هكتور حجار وريشار قيومجيان، النائب البطريركي المطران الياس نصار، المنسق المقيم للأمم المتحدة عمران ريزا، المديرة التنفيذية ل "الاسكوا" رولا دشتي، المديرة الإقليمية للدول العربية بمنظمة العمل الدولية ربى الجردات، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي الدكتور شارل عربيد، محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برتا اليكو، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، رئيس رابطة "كاريتاس" - لبنان الاب ميشال عبود، مديرة المعهد المالي لميا مبيض البساط وعدد من الشخصيات العاملة في الشأن الاجتماعي.
بداية النشيد الوطني، ثم قدم الاحتفال الاعلامي جو فرشخ الذي تحدث عن معانيه.
السيد
وتحدثت الوزيرة السيد فقالت: "شركاؤنا في وزارة الشؤون الاجتماعية، السيدات والسادة، دعوني أبدأ كما ننهي الخطاب عادة، أبدأ بالشكر لحضوركم جميعا اليوم. إن هذا الحضور هو فعلا تجسيد للبنان الذي نعرفه، لبنان الذي يجمعنا هنا، بحضور دولة رئيس مجلس الوزراء، والوزراء الزملاء، والسفراء وممثلي الوكالات الدولية، والنواب الكرام، وطبعا شركاءنا في الوزارة من جمعيات ومؤسسات رعاية، ووزراء الشؤون الاجتماعية السابقين، وموظفيها، والهيئات الدينية، الأكاديميين ومراكز الأبحاث والفكر، وكل من يهتم بالشأن الاجتماعي. كلنا اليوم مجتمعون لأن اهتمامنا واحد: هذا البلد، شؤونه الاجتماعية، أهله، مواطنوه، وناسه.
ولأن لبنان هو ناسه، كذلك هي وزارتنا وزارة الناس. فدعونا نتحدث عن حكاية وزارة الناس، عن وزارة ولدت مع فكرة الدولة الحديثة، تغيرت وتطورت، وعبرت مراحل كثيرة: كانت مصلحة الإنعاش الاجتماعي في مرحلة ما بعد الحرب، ثم أصبحت وزارة الشؤون الاجتماعية عام ١٩٩٣، تداوي جراح الناس وترافقهم في صعوباتهم".
أضافت: "اليوم، في عهد حكومة الإصلاح والإنقاذ، تتحول لتصبح وزارة التنمية الاجتماعية، وزارة تعيد الإنسان إلى قلب الدولة، وتضع العدالة الاجتماعية في صلب مشروع النهوض الوطني كما نص البيان الوزاري. هذه ليست مجرد تسمية جديدة، على الرغم من أهمية الاسم، بل تحول في المفهوم والرؤية والدور.
فالوزارة لم تعد وزارة خدمات اجتماعية او وزارة لتوزيع المساعدات النقدية وغير النقدية فقط، بل اصبحت مؤسسة تفكر، وتخطط، وترسم السياسات، وتنسق، وتحدث فرقا حقيقيا في حياة الناس. في رؤيتنا، الإنسان كل لا يتجزأ: فحاجاته الاجتماعية لا تفصل عن صحته، وصحته لا تفصل عن وضعه الاقتصادي، واستقراره النفسي لا يفصل عن إحساسه بالأمان والعدالة. من هنا، جاء نهجنا الجديد - نهج شامل ومتكامل - يجمع بين الحماية الاجتماعية، والخدمات، والإدماج الاقتصادي، في منظومة واحدة متكاملة متداخلة تعطي المواطن حقه الكامل في العيش الكريم".
وتابعت: "في هذا الإطار، يحتل الإدماج الاقتصادي موقعا أساسيا في استراتيجيتنا الجديدة بالشراكة مع القطاع الخاص، لأن الكرامة الحقيقية لا تكتمل من دون تمكين الناس من العمل والإنتاج. نحن نؤمن بأن الفقر لا يعالج بالمساعدة فقط، بل بالتمكين والفرصة. ولأننا نؤمن بأن الدولة تبدأ من الناس، أولويتنا أن تكون الوزارة حاضرة بينهم في كل المناطق، من عكار إلى صور، ومن بعلبك إلى الشوف، ومن طرابلس إلى النبطية، مراكز التنمية الاجتماعية التابعة للوزارة هي اليوم الوجه الإنساني للدولة، شبكة تمتد على أكثر من ١٦٥ نقطة، حيث يجد المواطن بابا مفتوحا، ومستمعا حاضرا، ومساعدة ترسخ كرامته. الوزارة اليوم لا تميز بين منطقة وأخرى، ولا بين فئة وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى هي وزارة كل اللبنانيين، وزارة لا تنتمي إلا إلى فكرة العدالة نفسها. لكن العدالة لا تبنى على النوايا فقط. لذلك بدأنا من داخل الوزارة بورشة إصلاح عميقة. نعمل على إعادة هيكلة الوزارة لتصبح أكثر كفاءة وأقل بيروقراطية، وأطلقنا المكننة الشاملة التي ستربط قواعد البيانات وتوحد الخدمات، بحيث يصل الدعم مباشرة إلى مستحقيه، بشفافية تليق بثقة المواطن بدولته. أما عماد الوزارة الحقيقي، فهم موظفوها في كل لبنان، في المصالح والدوائر كافة، والعاملون الاجتماعيون المنتشرون على الأرض. هم رسل الوزارة في البيوت، والمدارس، والمستشفيات، والبلديات. هم من يواجهون التعب بصمت، ويصنعون التغيير بصبر. لهذا قررنا أن يكون دعمهم أولوية: استعدنا لهم حقوقهم في الحماية الاجتماعية، وأعدنا إدراجهم في الضمان الاجتماعي، وأطلقنا برامج تدريب وبناء قدرات، ونعمل على قوننة مهنتهم وتتظيمها بما يحمي حقوقهم، ويكرس دورهم في قلب العمل الاجتماعي".
وأشارت إلى أننا "نعيش اليوم أزمات متداخلة، وأصعبها الأزمة التي يعيشها أهل الجنوب والبقاع وبيروت وكل المتضررين. هناك، حيث العائلات تنزح مجددا، وحيث الخوف يسكن الأطفال، تعمل فرق الوزارة منذ اليوم الأول لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتأمين المساعدات، ومرافقة الناس في بيوتهم المؤقتة وملاجئهم.
هذه ليست مهمة إنسانية فقط، بل مسؤولية وطنية نؤديها بالتعاون مع الوزارات المعنية، والبلديات، والمنظمات الشريكة. نحن أيضا نلعب دورا محوريا في ملف عودة النازحين السوريين، بالتنسيق مع اللجنة الوزارية والمجتمع الدولي. مقاربتنا واضحة: عودة آمنة وكريمة تحترم الإنسان، وتعيد التوازن للمجتمعات اللبنانية التي تحملت عبء النزوح لسنوات طويلة. هذه المقاربة المتكاملة بين الرعاية، والتمكين، والسيادة الاجتماعية هي ما تعبر عنه استراتيجيتنا الجديدة. ولأن التنمية لا تكتمل إلا بالشراكة، جعلنا التعاون بين الوزارات والمؤسسات والقطاع الخاص والمجتمع المدني في صلب عملنا. نعمل مع وزارة التربية لتأمين التعليم، ومع وزارة العدل لحماية الأطفال، ومع وزارة العمل لخلق فرص للإدماج الاقتصادي، ومع وزارة الصحة لتأمين الرعاية، ومع وزارة المالية لتثبيت الإنفاق الاجتماعي كأولوية وطنية. كما نتعاون مع وزارة الأشغال العامة والنقل لضمان سهولة الوصول الى الجميع، ومع وزارة الاقتصاد لربط النمو الاجتماعي بالنمو الاقتصادي كركيزة للاستقرار المستدام. ونعمل على تشبيك قواعد البيانات مع وزارة الزراعة، ومع وزارة الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات المكننة والتحول الرقمي في الوزارة، ومع وزارة التنمية الإدارية لإعادة هيكلة الوزارة وتعزيز كفاءتها. كما نتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات لدعم التنمية المحلية وضمان حق الترشح والتصويت لجميع المواطنين بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة، ومع وزارتي الثقافة والسياحة لإحياء القطاع الحرفي كرافعة اقتصادية وثقافية في آن. وننسق مع الجيش اللبناني، حامي هذا الوطن، لمواكبة انتشاره في المناطق وتعزيز حضور الدولة فيها، بما يضمن وصول الخدمات الاجتماعية إلى جميع اللبنانيين أينما كانوا. الحماية الاجتماعية ليست ترفا، بل حق للمواطن، واستثمار في استقرار لبنان. هي سياسة أمن وطني، قبل أن تكون بندا في الموازنة".
وختمت: "ما نطلقه اليوم أكثر من خطة، هو وعد بدولة ترعى وتمكن، بدولة تعيد ثقة المواطن بنفسه وبها، بدولة تعرف أن العدالة الاجتماعية ليست شعارا، بل شرط بقاء، من مصلحة الإنعاش إلى وزارة الشؤون إلى وزارة التنمية. هي مسيرة وطن يتعلم من أزماته، وينهض من وسط الركام، ويواكب التطور، ليبني دولة أكثر عدلا وإنصافا، دولة تؤمن بأن الإنسان ليس عبئا على التنمية، بل هدفها ومحركها وتقول له: الدولة لم تغب، الدولة عائدة، لتكون حيث يجب أن تكون إلى جانبكم، ومعكم، ولكم".
سلام
وكانت كلمة للرئيس سلام قال فيها: "إن وزارة الشؤون الاجتماعية، في جوهر رسالتها، هي وزارة الناس. كما أن حكومتنا، في جوهر مشروعها، هي حكومة لخدمة الناس. حكومة لا تنطلق من فراغ، بل من إرث طويل من الإهمال والتفكك، لتواجهه، بمنهجية الاصلاح، مسؤولية الإنقاذ. ندرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن الإصلاح الحقيقي لا يبدأ من النصوص، بل من الإرادة. من الالتزام الجاد للحق العام، لمصالح الناس، ومن ترجمة الأقوال إلى أفعال. لقد تعاقبت حكومات، وتعددت البرامج، لكن القضايا الجوهرية بقيت معلقة: العدالة الاجتماعية، التنمية المتوازنة، وصون كرامة الإنسان اللبناني في وجه الفقر والتهميش".
أضاف: "نلتقي اليوم، لا لإطلاق استراتيجية فحسب، بل لتأكيد ما التزمناه منذ اليوم الأول: أن السياسة الاجتماعية ليست تفصيلا في العمل العام، بل جزء اساسي من مشروع الدولة الحديثة. فلا إصلاح مالياً بلا عدالة اجتماعية. ولا استقرار سياسياً بلا استقرار مجتمعي. ولهذا، أعلنا في بياننا الوزاري بوضوح أن الموازنة ليست محض أداة محاسبة، بل وسيلة لتحقيق تطلعات المواطنين وحماية حقوقهم. موازنة العام 2026 جاءت ترجمة لهذا الالتزام، إذ ارتفع الإنفاق الاجتماعي فيها بنسبة تتجاوز الأربعين في المئة عن العام المنصرم، في رسالة واضحة مفادها أن حماية المجتمع شرط لبقاء الدولة، وأن كل ليرة تصرف على التعليم أو الصحة أو الحماية الاجتماعية، إنما هي استثمار في الاستقرار وفي مستقبل الأجيال".
وأكد أن "المال وحده لا يصنع سياسة. فالموازنات تمول الخدمات، لكنها لا تصوغ رؤية. أما ما نصوغه اليوم، فهو استراتيجية اجتماعية متكاملة، تقودها وزارة الشؤون الاجتماعية، في سعي لبناء دولة الحقوق لا دولة الإغاثة، ودولة التنمية لا دولة الطوارئ. خلال الأشهر الماضية، أنجزت الوزارة خطوات نوعية تجسد جوهر بياننا الوزاري: من إعادة هيكلة داخلية، إلى إطلاق برامج موحدة للحماية، ومن رقمنة للسجلات، إلى تحويل المراكز الاجتماعية إلى منصات للتمكين. ومن توسيع مدروس لبرامج أمان إلى ربطها بمنظومة الإدماج الاقتصادي، كان واضحا أن العمل لا يبنى على ردات الفعل، بل على رؤية متكاملة، تضع الإنسان لا الوزارة، في قلب السياسات العامة".
وأشار إلى أننا "تمكنا في هذه الحكومة من كسر الجمود المالي والإداري. لكن الأصعب يبدأ الآن: أن نحول الإدارة إلى خدمة عامة، والبرامج إلى سياسات تقاس بنتائجها، لا بنياتها. إن الدولة التي نؤمن بها ليست دولة رعاية موقتة، بل دولة حماية مستدامة تعيد للمواطن ثقته بدولته وتعيد للدولة صدقيتها من خلال الشفافية، المساءلة، وتكافؤ الفرص. دولة تعيد التوازن بين العدالة الضريبية والعدالة الاجتماعية، وتدرك أن الاقتصاد لا يستقيم بلا إنصاف. ما نشهده اليوم هو خطوة أولى على طريق عقد اجتماعي جديد، عنوانه الإنسان. فالاستقرار لا يبنى بالأمن وحده، بل بالاطمئنان الاجتماعي، حين يعرف المواطن أن دولته إلى جانبه في المرض والتعليم، في الشيخوخة كما في البطالة، في الأزمات كما في الأمل"، مجدداً التأكيد أن "هذه الاستراتيجية ليست ملك وزارة، بل إطار وطني جامع، تتكامل فيه مؤسسات الدولة، ونتعاون فيه مع شركائها المحليين والدوليين، لتحويل الرؤية إلى التزام، والالتزام إلى سياسة، والسياسة إلى ثقة".
وختم: "لا يسعني إلا أن أعبر عن تقديري لمعالي وزيرة الشؤون الاجتماعية وفريقها، على ما قدموه من عمل جاد ومنهجي، يعكس رؤية حكومتنا ومصالح المواطنين. كما أشكر لشركائنا في الأمم المتحدة وسائر المؤسسات الدولية دعمهم المتواصل للبنان، وثقتهم بقدرة هذا الوطن على النهوض. لبنان لا يحتاج إلى معجزة، بل إلى قرار، وإدارة، والتزام المصلحة العامة. فلنحول هذه الاستراتيجية إلى نقطة انطلاق نحو دولة العدالة، دولة الحقوق، دولة الإنسان".
وتخلل الاحتفال عرض فيديو قصير عن الاستراتيجية التي تم اطلاقها.
ثم عقدت جلسة حوارية تحدث فيها كل من: وزير العمل الدكتور محمد حيدر، النائب بلال عبدلله، مديرة المعهد المالي لميا مبيض وساطع الأرناؤوط.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا