افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 19 25|07:57AM :نشر بتاريخ
النهار:
يرتكز المفهوم التفاوضي الذي أعلن الرئيس جوزف عون استعداد لبنان لتأديته، وفق ما تشير المعطيات، إلى التجربة الناجحة التي تحققت في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة.
بدأت التفاعلات الداخلية والخارجية لمسألة استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل، قبل اتضاح أي آلية مفترضة او محتملة لهذا التفاوض، تأخذ حيزاً أساسياً متنامياً من المشهد الداخلي إذ تضج بها الكواليس والمجالس السياسية والإعلامية في وقت يبدو واضحاً أنها شكّلت مادة التشاور الأساسية بين الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام في الاجتماعين اللذين عقدهما رئيس الحكومة الجمعة الماضي مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.
وعلى رغم إحاطة هذه المشاورات بستار من الكتمان من جانب الرئاسات الثلاث تكشف المعطيات المتوافرة لـ"النهار" بأنّ النقاش بينهم سادته جدية كبيرة وعلى الأرجح تفاهم عريض على الاحتمالات التي يرتّبها أي استحقاق تفاوضي ولو أنّ أي آلية لهذا الاستحقاق لم تتبلور ولن تتبلور قبل أوانها في حال صارت المفاوضات أمراً لا بدّ منه. ويرتكز المفهوم التفاوضي الذي أعلن الرئيس جوزف عون استعداد لبنان لتأديته، وفق ما تشير المعطيات، إلى التجربة الناجحة التي تحققت في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة.
وهذا يعني تالياً مفاوضات غير مباشرة بإدارة وسطاء أميركيين وأمميين. ولكن هذا الأمر يبدو بمثابة إرسال رسالة أولية وانتظار الأصداء عليها علماً أنّ المسؤولين اللبنانيين يترقّبون التحاق السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل ميشال عيسى بمنصبه في عوكر نهاية الشهر الحالي لتبين المقاربة الأميركية الجديدة حيال لبنان ومن ضمنها موضوع التفاوض وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه.
ولا تخفي المعطيات المتوافرة ارتياحاً لبنانياً إلى معطيات وصلت إلى المعنيين عن ارتياح أميركي وفرنسي تحديداً إلى إعلان رئيس الجمهورية استعداد لبنان للتفاوض بما يعكس ملاقاة مرحلة ما بعد اتفاق غزة ولو أنّ لبنان لا يزال ينظر بريبة إلى عدم ممارسة ضغوط قوية وكافية على إسرائيل لوقف التصعيد المتدحرج والخنق الاقتصادي الذي تمارسه على مناطق جنوب الليطاني.
وفي هذه الأثناء لوحظ تكثيف التقارير الصحافية والإعلامية عن موضوع التفاوض إذ قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ مناقشات تُجرى في الأوساط العليا اللبنانية بشأن بلورة موقف موحّد بشأن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البرية الدائمة بين البلدين.
من جهتها، أشارت مصادر محطة "الحدث" إلى وجود إجماع رسمي على عدم تفويت "قطار التسويات" الذي تشهده المنطقة حالياً، في ظل مؤشرات إلى أنّ مجلس الوزراء اللبناني قد يطرح قريباً ملف التفاوض للنقاش ضمن جدول أعماله. وأفادت أنّ "الهدنة" هي الهدف الأولي للمفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل وأن المفاوضات ستكون عبر القنوات العسكرية.
ليس بعيداً، وفي "عودة روسية نادرة" إلى الملف اللبناني اعتبر السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف أنّ "القضية الجوهرية اليوم تتمثّل في كيفية تنفيذ قرار نزع السلاح في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، ونعتبر أنّ السبيل الأساسي لمعالجة هذا الملف المعقد يتمثل في الالتزام الصارم من جميع الأطراف بالاتفاقات السلمية المبرمة بين إسرائيل ولبنان، استناداً إلى القرار 1701 وقال: "القرار حظي بدعم من جميع اللبنانيين بمن فيهم قيادة حزب الله نفسها التي لا بدّ لها أن تقطع طريقاً طويلاً من التحوّل من حركة ذات طابع عسكري إلى قوة سياسية بحتة"، موضحاً أنّ "هناك تعاوناً فعالاً وبناء بين روسيا ولبنان في المحافل الدولية المتعددة الأطراف بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة".
وينتقل الحدث إلى الفاتيكان اليوم مع احتفال إعلان قداسة المطران اغناطيوس مالويان الذي ينتمي إلى الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، وقد وصل إليها أمس رئيس الجمهورية جوزف عون للمشاركة في القداس الاحتفالي الذي يقام قبل ظهر اليوم ويرأسه البابا لاوُون الرابع عشر يعاونه بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان. الوفد اللبناني وصل بعد الظهر إلى المعهد الحبري الأرمني في روما وتوجّه الرئيس عون إلى اللبنانيين، بالقول: "خلّوا إيمانكم كبير". وأكد مواصلة التحضيرات لاسقبال البابا في لبنان، معلّقاً: "ناطرينو بفارغ الصبر". وقد قلد البطريرك ميناسيان رئيس الجمهورية وسام "صليب الإيمان"، وفي الوقت نفسه استقبل البابا لاوون الرابع عشر للمرة الأولى في الفاتيكان، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وأكد البابا خلال اللقاء أن لبنان في قلبه كما الكنيسة المارونية المنتشرة، مشيراً إلى أنّ "التحضير لزيارة لبنان جارٍ بفرح عظيم وعاطفة أبوية كاملة لوطن الرسالة والقديسين".
بدوره شكر الراعي، البابا "على محبته الخاصة للبنان واختياره بين المحطات الأولى لزياراته الأولى بعد توليه سدة البابوية البطرسية على رأس الكنيسة الكاثوليكية"، وقد وضع البابا بوضع المسيحيين في لبنان والشرق وعن حالة الهجرة المقلقة التي تسببت بها الحروب والأزمات الإقتصاية، وقد أعرب له عن حماسة الشعب اللبناني لاستقباله بكل أطيافه في لبنان في أواخر الشهر القادم، بحسب بيان للبطريركية المارونية. وجرى الحديث عن تنظيم لقاء خاص بين البابا وبطاركة الكنائس الكاثوليكية في الشرق.
الديار:
مرحلة ما بعد اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ، وتمادي «اسرائيل> في اعتداءاتها على لبنان، دفعا المراجع اللبنانية الى المتابعة والاهتمام بتفعيل التحرك اللبناني وتقوية موقف لبنان تحسبا للمرحلة المقبلة.
تنسيق رئاسي لتفعيل
وتوحيد موقف لبنان
وفي هذا السياق كشف مصدر مقرب من مرجع كبير لـ«الديار» امس عن تنسيق رئاسي عال لتفعيل التحرك اللبناني في كل الاتجاهات من اجل تحصين لبنان على الصعيدين الداخلي والخارجي تحت العنوان الاساسي: وقف العدوان الاسرائيلي، وكيف العمل من اجل اجبار العدو على تنفيذ آليات اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701.
وردا على سؤال قال « ليس هناك خطة جديدة، لكنْ هناك تزخيم للتحرك، وهناك رؤية موحدة لهذا التنسيق تعتمد بالدرجة الاولى على السعي لدى راعيي الاتفاق واشنطن وباريس ولدى الدول العربية والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على « اسرائيل> لوقف اعتداءاتها وحملها على تنفيذ اتفاق وقف النار الذي خرقته منذ اللحظة الاولى>.
التعويض عن تراجع
حركة الموفدين الاميركيين
واضاف المصدر للديار «ان التطورات الاخيرة، لا سيما اتفاق غزة وما جرى في قمة شرم الشيخ، تستدعي من لبنان ان تكون قضيته حاضرة بقوة على كل المستويات، خصوصا بعد تراجع وانحسار حركة الموفدين الاميركيين لاسباب معلومة وغير معلومة، ومنها ما تبلغته مراجع لبنانية من الدوائر الاميركية بان الاغلاق الحكومي في الولايات المتحدة اثر في حركة الموفدين، ومنها الغاء الزيارة التي كانت مرتقبة للموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس للبنان والمشاركة في الاجتماع الاخير للجنة مراقبة وقف النار>.
واوضح «ان تراجع التحرك الاميركي وتمادي اسرائيل في عدوانها، فرض ايضا على الرؤساء الثلاثة رفع وتيرة التنسيق فيما بينهم لمواجهة التطورات والمرحلة المقبلة>.
السفير الاميركي الجديد
قادم في نهاية الشهر الجاري
وردا على سؤال قال المصدر ان مجيء السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى الى لبنان منتظر في نهاية الشهر الجاري، لافتا الى انه سيؤدي دورا ناشطا نظرا إلى علاقته الوثيقة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
اجواء رئاسية وتنشيط الحركة
بعد عودة الرئيس عون من روما
وفي شأن التنسيق الرئاسي وصفت مصادر مطلعة لـ «الديار» التواصل بين الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري، اكان بشكل مباشر او من خلال المستشارين، بأنه يجري في اجواء جيدة جدا.
ولفتت الى ان اللقاءين اللذين اجراهما رئيس الحكومة نواف سلام مع كل من الرئيسين عون وبري اول من امس، سادتهما اجواء جيدة في اطار التنسيق والتداول في توحيد الموقف اللبناني.
وتوقعت المصادر ان يستأنف هذا التنسيق والتشاور بشكل ناشط وفعال بعد عودة الرئيس عون من روما، الذي توجه اليها والسيدة الاولى نعمت عون للمشاركة في القداس الاحتفالي الذي يقام اليوم قبل ظهر اليوم في الفاتيكان لاعلان الطوباوي المطران اغناطيوس مالويان قديسا .
مخاوف من اعتداءات
اسرائيلية واسعة
وكشفت المصادر لـ«الديار» ايضا ان تمادي «اسرائيل> في اعتداءاتها مؤخرا واستهداف منشآت مدنية متصلة باعادة الاعمار في المصيلح وانصار في الجنوب بعد اتفاق غزة، يطرح اسئلة جدية حول هذا التصعيد الخطِر، اكان من خلال عدد وحجم الغارات او طبيعة الاستهدافات التي تؤكد هدف العدو منع اعادة الاعمار وعودة الاهالي الى الجنوب.
وقالت ان كل اعتداءات العدو غير مبررة، لكن تزايد هذا الاسلوب مؤخرا بعد اتفاق غزة ينذر بعواقب خطرة ويعزز المخاوف من تنفيذ اسرائيل اعتداءات واسعة على لبنان.
ونقلت المصادر عن جهات لبنانية مسؤولة خشيتها من تنفيذ «اسرائيل» اعتداءات كبيرة وواسعة للضغط على لبنان من اجل التفاوض المباشر واجباره على اتفاقات جديدة تتجاوز الطابع الامني واتفاق وقف النار الحالي والقرار 1701.
ووفقا للمصادر، فان اعتراف الراعي الاميركي مؤخرا بانجازات الجيش اللبناني الكبيرة في منطقة جنوبي الليطاني يؤكد صحة موقف لبنان وتاكيده تنفيذ الجيش 95 في المئة من مهامه في هذه المنطقة، وان العراقيل ناتجة من استمرار الاحتلال الاسرائيلي لنقاط والتلال اللبنانية الخمس في المنطقة الحدودية ومواصلة اعتداءاته.
لا تفاوض مباشر مع العدو
من جهة اخرى ابدى مصدر سياسي لبناني لـ «الديار» خشيته من ان تكون «اسرائيل> تهدف من هذا التصعيد الى الاستفادة من الضوء الاخضر الاميركي للضغط على لبنان من اجل جره الى التفاوض المباشر على غرار ما يحصل مع سوريا لفرض شروط جديدة واتفاق جديد ربما يتجاوز اتفاقية الهدنة عام 1949 .
واوضح ان الموقف اللبناني الذي صدر عن رئيس الجمهورية، هو الموافقة على التفاوض غير المباشر على غرار ما حصل في مفاوضات الحدود البحرية .
حزب الله: نرفض التفاوض مباشر
وامس اكد النائب على المقداد رفض التفاوض المباشر مع العدو الاسرائيلي، وقال «نسمع البعض يتحدث عن التفاوض المباشر مع العدو . نحن نؤكد ان لا تفاوض مباشر مع هذا العدو الصعيوني، مهما طلب الخارج من لبنان الرسمي ولبنان الشعبي نحن نرفض هذا الطلب رفضا قاطعا>.
وقال النائب حسن فضل الله « اليوم هناك حرب مستمرة على الجنوب واهله تهدف الى منع الاعمار ومنع عودة الاهالي، وهذه الحرب سنواجهها بكل قوة وصلابة لان قضية اعمار الجنوب هي بقدسية دماء الشهداء>.
وحذر من «ان الضغط يولد الانفجار»، داعيا الى «عدم جر البلد الى متاهات خاطئة>.
وقال «ان المقاومة ستقابل اي خطوة ايجابية من الحكومة بايجابية، لان الهدف هو وقف سفك الدماء ووقف التخريب الاسرائيلي>.
جلسة انتخاب اللجان:
القديم على قدمه
على صعيد آخر، يعقد مجلس النواب بعد غد الثلاثاء جلسة عامة لانتخاب اللجان النيابية في بداية العقد العادي الثاني للمجلس في اول ثلاثاء بعد 15 تشرين الاول .
وقالت مصادر مجلسية لـ« الديار» ان هذه الجلسة مخصصة لانتخاب اعضاء اللجان النيابية، ثم يترأس رئيس المجلس اجتماعات لكي ينتخب الاعضاء الرئيس والمقرر لكل لجنة .
واضافت ان الاجواء تشير الى ان القديم سيبقى على قدمه، ولن تحصل تعديلات تذكر في اعضاء اللجان او الرؤساء والمقررين كما جرى في السنوات السابقة، وان الاقتراب من نهاية ولاية المجلس الحالي تعزز هذا الواقع والاتجاه .
وعما اذا كانت الجلسة ستشهد اثارة موضوع قانون الانتخاب واقتراع المغتربين كما حصل في الجلسة الاخيرة، قالت المصادر ان هذه الجلسة هي جلسة مخصصة فقط لانتخاب اعضاء اللجان وليست جلسة تشريعية، وبالتالي لا مكان لاثارة هذا الموضوع . كما ان الواقع يقول ان النواب بدؤوا الدخول اكثر فاكثر في اجواء الانصراف الى التحضير للانتخابات النيابية، وهم بعد شهر او شهرين سينصرفون اكثر للتوجه الى مناطقهم للاعداد للمعركة الانتخابية في ايار العام المقبل .
معطيات الاستحقاق الانتخابي
وفي شأن قانون الانتخاب قال مصدر نيابي مطلع لـ «الديار» ان الاجواء السائدة والمعطيات القائمة تؤكد ثلاث نقاط هي:
1 - الانتخابات النيابية ستجري في موعدها في ايار المقبل في ظل تأكيد المراجع والقيادات السياسية على تحقيق هذا الاستحقاق، والعناصر الداخلية والخارجية التي تعزز هذا التوجه .
ورغم همس البعض حول امكان التمديد لمصالح خاصة، فان فكرة التمديد غير مطروحة ومستبعدة بشكل شبه قاطع، لا سيما ان الاقدام على مثل هذا الخيار يشكل صفعة قوية للعهد، وهذا ما لا يقبله الرئيس عون والحكومة، وما اكد عليه ايضا الرئيس بري في تصريحاته الاخيرة .
2 - لا تأجيل للانتخابات ولو لاسابيع كما طالب البعض،مع الاشارة الى تاكيد المراجع الكبرى ان لا تأجيل للانتخابات ولو لساعة واحدة .
3 - استبعاد فكرة تعديل قانون الانتخابات للسماح للمغتربين بالاقتراع في بلدان الانتشار للنواب الـ 128 وتعايش الفريق المطالب بهذا التعديل ضمنا مع استبعاد هذه الفكرة .
مصدر لـ«الديار» : حل لعقدة المغتربين بالاقتراع في لبنان
ويقول المصدر النيابي ان لدينا قانونا واضحا ونافذ المفعول، والذين يطالبون بتعديله اليوم هم الذين ايدوه عندما اقر في العام 2017، اما الذين يؤيدونه اليوم فلم يشارك قسم منهم في تاييده سابقا، فما عدا ما بدا للذين يطالبون بتعديله اليوم؟
ويكشف المصدر لـ«الديار» عن ان هناك اتجاها لحل وسط او ما يمكن وصفه بتسوية تقضي بتكريس انتخاب المغتربين في لبنان وليس في بلدان الانتشار كما حصل قبل انتخابات 2022 واجراء تعديل في وقت لاحق ينص على هذا الخيار ويلغي في الوقت نفسه تخصيص ستة مقاعد اضافية للمغتربين، وبالتالي يحسم الجدل القائم.
ويضيف المصدر ان هناك قناعة متزايدة بهذا الحل او التسوية، مشيرا الى ان المتحمسين للتعديل الرامي الى انتخاب المغتربين لل 128 في بلدان الانتشار، وفي مقدمهم القوات اللبنانية، بدؤوا يتعايشون مع استبعاد هذه الفكرة والتعديل المقترح .
واشار المصدر في هذا الاطار الى كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاخير وحديثه عن مجيء المغتربين الى لبنان للمشاركة في الاقتراع والاستحقاق الانتخابي .
الحكومة تنأى بنفسها
وفي شأن محاولات دفع الحكومة الى تبني التعديل المذكور في اقرار مشروع قانون وارساله الى المجلس، قالت مصادر مطلعة لـ «الديار « ان المشروع الذي وضعه وزير الخارجية يوسف رجي الذي يخدم مطلب القوات اللبنانية وحلفائها، لن يسلك طريقه الى جدول اعمال مجلس الوزراء في جلسة الخميس المقبل .
واضافت ان الحكومة لن تتدخل في هذا الموضوع، وستبقى بمنأى عن الخلاف الحاصل حول التعديل المذكور .
الأنباء الإلكترونية:
يصل اليوم مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف إلى الشرق الأوسط، حيث من المقرّر أن يتنقّل بين عددٍ من مدن المنطقة، فيما يحطّ غدًا الإثنين نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس رحاله في المنطقة، والهدف أيضًا تثبيت اتفاق وقف الحرب في غزة.
أمّا ميدانيًا، فلم تتأخّر إسرائيل في خرق الاتفاق الذي فُصّل على مقاسها؛ إذ أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أمس السبت استشهاد تسعة غزيين جرّاء استهدافٍ إسرائيلي طال حافلةً تقلّ مدنيين.
إنّها ببساطة عقلية رئيس حكومة العدو الذي يصفه العارفون بأنّه غير مؤمنٍ لا بالسلام ولا بالسِّلم، ولا بتعايش حكومته مع دولة فلسطينية.
لتتعزّز بذلك الفرضية القائلة إنّ الحرب على أرض غزة لم تنتهِ بعد، وهو ما يعكسه بوضوح سلوك جيش العدو الممعن في إطلاق التهديدات للفلسطينيين، فيما يواصل خرق اتفاقٍ عُدّل كما أراد.
أمّا في لبنان، فتكثر التحليلات حول ما تُخبّئه إسرائيل للجنوب اللبناني، حيث انتقلت من استهداف المراكز العسكرية إلى استهداف أرزاق المدنيين الذين يتمسّكون بأرضهم رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، بهدف الضغط على لبنان.
ومن الفاتيكان، انبثقت نفحة رجاء، حيث جاءت رسالة رئيس الجمهورية إلى اللبنانيين: "خلّوا إيمانكم كبير"، وذلك في إطار زيارته والسيدة الأولى لقداسة البابا لاوون الرابع عشر، قبيل زيارته المرتقبة إلى لبنان في 30 تشرين الثاني المقبل.
ومن زوّار الفاتيكان أيضًا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي قدّم لقداسة البابا درع البطريركية المارونية وهدية من لبنان عربون شكر على محبّته الخاصة للبنان، واختياره إيّاه من بين المحطّات الأولى لزياراته عقب تنصيبه.
*ملفّات مُعرقَلة... وهذا هو الحل!*
في ظلّ الدعم الخارجي للبنان لتسوية أوضاعه والولوج إلى برّ الأمان، لفتت مصادر مراقِبة إلى محادثات تُجرى بين المسؤولين اللبنانيين بهدف التوصّل إلى موقف موحّد بشأن المفاوضات مع العدو الإسرائيلي.
وتردّدت معلومات تفيد بأنّ الاتصالات توصّلت إلى أن تكون المفاوضات غير مباشرة، وأن تنطلق من اتفاقية الهدنة الموقَّعة بين لبنان وإسرائيل، ومن القرار 1701، مع ضرورة التوصّل إلى اتفاق نهائي لترسيم الحدود البرّية بين البلدين.
وبحسب المعلومات، فإنّ الحكومة قد تبادر إلى إدراج موضوع التفاوض كبندٍ على جدول أعمال جلستها المقبلة، تمهيدًا لطرحه للنقاش وربما للتصويت.
*مرحلة جديدة بين لبنان وسوريا*
على خطٍّ موازٍ، أتى تصريح وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني تأكيدًا للثوابت التي كرّستها زيارته الأخيرة إلى بيروت، إذ شدّد على أنّ الحكومة الحالية تسعى إلى تصحيح العلاقة بين البلدين، وأنّ هناك إرثًا من الماضي لا تتحمّل الحكومة السورية الجديدة مسؤوليته.
وقد شكّل ملفّ اللاجئين السوريين محورًا أساسيًا في لقاءات الشيباني في بيروت، حيث أشار إلى أنّ هذا الملفّ شكّل ضغطًا على كلٍّ من الدولة اللبنانية وسوريا في آنٍ واحد، مؤكدًا أنّ سوريا تريد ضمان عودة كريمة للاجئين.
بالتزامن، كشف الشيباني أنّ الحكومة السورية بدأت بالإجراءات العملية لتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في ما يتعلّق بملفّ المعتقلين السوريين، الذي كان على رأس أولويات زيارته الأخيرة إلى بيروت.
*"التربية" تردّ على المنتقدين*
وفي سياق متّصل بالملف اللبناني ـ السوري، ردّت وزيرة التربية والتعليم العالي في بيانٍ واضح لا يحتمل التأويل على الانتقادات التي طالتها، بسبب إصدارها قرارًا يمنح استثناءات لتعليم طلبة سوريين نزحوا في الفترة الأخيرة بعد الأحداث الدامية في سوريا.
وأكدت مصادر لـ"الأنباء الإلكترونية" أنّ هذا القرار يمنع انقطاع التعليم عن مئات الطلبة الآتين من خلفيات طائفية مختلفة. كما شدّدت كرامي على أنّ القرار اتُّخذ بالإجماع في مجلس الوزراء، ويأتي انسجامًا مع تعهّدات لبنان الوطنية والدولية.
وفي هذا الإطار، وإذ كان الحزب التقدّمي الإشتراكي في طليعة المبادرين لضمان أحقّية التعليم للأطفال النازحين في الأشهر الأخيرة، لفتت كرامي في بيانها إلى أنّ القرار يسهّل عودة النازحين إلى بلادهم لأنّه ببساطة يخلق قاعدة بيانات "داتا" عن الطلبة الذين دخلوا إلى لبنان حديثًا هربًا من التوتّرات والانتهاكات الأمنيّة.
وفي السياق نفسه، تساءل "التقدّمي" ردًّا على الحملة التي طالت القرار: أليست المدرسة المكان الأفضل لأيّ طفل؟
وذكّر بأنّ حلّ أزمة النزوح يبدأ بتعزيز العلاقات اللبنانية- السورية في الاتجاه الصحيح، بما يفضي إلى حلٍّ جذري لأزمة النازحين، وضبط الحدود، ووقف التهريب.
ويُذكّر "التقدّمي" بأنّ الحلّ يبدأ من معالجة ملفّ الموقوفين السوريين، الذي يحمل في بعض جوانبه الكثير من الظلم والإجحاف الإنساني، قبل أيّ معطى سياسي آخر.
الشرق الأوسط:
تلقّف المستوى السياسي اللبناني مبادرة رئيس الجمهورية جوزيف عون للتفاوض مع إسرائيل، بإيجابية، في مسعى لتحريك الجمود في الوضع الميداني القائم، ولم تثر المبادرة غضب «حزب الله» الذي بدا هادئاً في التعامل معها، مشترطاً في الوقت نفسه مفاوضات غير مباشرة، وهي شكل من التفاوض لم يطرحه عون الذي يستند في مقاربته إلى تجربة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية قبل ثلاث سنوات.
وبدا طرح عون، بمثابة مبادرة سياسية يُراد منها إخراج الوضع اللبناني من المراوحة، في ظل تأزم ميداني يتضاعف يومياً، إثر انتقال إسرائيل إلى مرحلة استهداف المنشآت المدنية والمؤسسات الصناعية والتجارية، ومضيّها في منع عودة مظاهر الحياة إلى المنطقة الحدودية، واستهداف العائدين وممتلكاتهم، وتعنّتها في مسألة رفض الانسحاب من النقاط المحتلة، فيما يمنع هذا الاحتلال الجيش اللبناني من استكمال انتشاره في جنوب الليطاني، وتنفيذ حصرية السلاح بالكامل في المنطقة، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.
الواقع الميداني ومفاوضات غزة
وتقول مصادر مطلعة على موقف عون لـ«الشرق الأوسط»، إن طروحات عون الأخيرة، تستند إلى واقعين، أولهما أن الواقع الميداني لا يزال أسير المراوحة، في وقت يتصدر الحل الدبلوماسي الخيارات المطروحة لإنهاء أزمة الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، بالنظر إلى أن خيار الحرب لإنهاء التأزمة «شبه معدوم». كما يستند إلى تجربة التفاوض لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتلتقي مع الرؤية العربية لحل النزاعات، في وقت تتصدر التسويات، خيارات المنطقة لحل القضايا العالقة، وهي خيارات تحظى بمباركة عربية ودولية.
وكان عون قد أكد أنه «لا يمكن أن نكون خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار تسوية الأزمات، بل لا بد من أن نكون ضمنه؛ إذ لم يعد في الإمكان تحمُّل مزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير». وأضاف خلال لقائه بصحافيين مطلع الأسبوع: «اليوم الجو العام هو جو تسويات، ولا بد من التفاوض... أما شكل هذا التفاوض فيحدَّد في حينه».
احتمالات الحرب شبه معدومة
وقال مصدر وزاري مواكب لمبادرة عون، إن الرئيس اللبناني يرى أن كل المواجهات يفترض أن تنتهي بأحد حلين، إما انتصار طرف وهزيمة آخر عسكرياً، وإما الحل الدبلوماسي القائم على التفاوض والحوار الذي يفترض أن ينتهي باتفاق.
مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الحرب «ليس بالوارد أن توصل إلى نتيجة، وباتت احتمالات الحرب أصلاً شبه معدومة، مما يحصر الخيارات بالتفاوض». وشدد المصدر على أن عون «لم يتحدث عن اتفاقية سلام أو تطبيع، بل عن تفاوض لم يحدد شكله، بغرض التوصل إلى حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، ويثبت النقاط الحدودية البرية، ويزيل الخروقات الإسرائيلية على الحدود، ويحل أزمة المناطق المحتلة العالقة منذ 2006» في إشارة إلى شطر قرية الغجر وسائر نقاط النزاع الحدودي.
ترسيم الحدود البحرية
ومع أن عون لم يحدد شكل التفاوض، فإن تجربة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بين عامي 2020 و2022، برعاية الأمم المتحدة وتحت علمها، وبوساطة أميركية، تقع في خلفية الطرح. ويقول المصدر الوزاري إن تلك تجربة «أثمرت نتائج مهمة» على صعيد حل نزاع حدودي، كما أن قوة الاتفاق، كانت أكبر من أن يُخرق في حرب امتدت لـ13 شهراً بين إسرائيل و«حزب الله»، حيث «صَمَدَ الاتفاق رغم توسع الحرب وقصف بيروت والضاحية وتل أبيب وحيفا، فلم يستهدف الحزب المنشآت البحرية الإسرائيلية، كما لم يُسجل احتلال إسرائيلي للمياه الإقليمية اللبنانية»، في إشارة إلى أن الدخول البحري الإسرائيلي لم يتعدّ مسألة الخروقات للمياه اللبنانية، إسوة بالخروقات البرية والجوية.
لا تفاوض تحت النار
وطرح عون مبادرته على رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام خلال اليومين الماضيين، وأوضح في تلك اللقاءات أن المبادرة الساعية إلى اختراق الجمود القائم، ووضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية، تشترط «عدم التفاوض تحت النار»، بمعنى أن هناك اتفاقاً لوقف الأعمال العدائية لا تحترمه إسرائيل ولا تنفذه، وفي المقابل، «لا يمكن للبنان أن يتفاوض بظل الاحتلال وتحت الضغط الناري والاعتداءات العسكرية والأمنية»، حسبما تقول مصادر مواكبة للحراك، وبالتالي، «على إسرائيل أن تزيل عوامل التفجير، وتتم تهيئة الأجواء لمفاوضات جدية تنهي الاحتلال والاعتداءات وتحرر الأسرى وتنهي النزاعات الحدودية».
ارتياح غربي للطرح
وتشير المصادر إلى «ارتياح أميركي وأوروبي ودولي لمواقف عون»، لافتة إلى أن ترجمة هذا الارتياح على أرض الواقع «يتم بالضغط على إسرائيل تسهيلاً للتفاوض المطروح وتطبيق الاتفاقات».
وفيما كان التوجه الغربي قبل أشهر ميالاً باتجاه وضع ملف المحادثات بين لبنان وإسرائيل على السكة، بمعزل عن مستوى المنخرطين بالمحادثات، تؤكد المصادر أنه بعد التغول الإسرائيلي والضغوطات العسكرية، «بات هناك تفهّم غربي للموقف اللبناني»، إذ «لاقت المبادرة أصداء إيجابية على المستوى الدولي»، لافتة إلى أن المعنيين والمؤثرين في الملف اللبناني «يدركون أن هناك خطة لحصرية السلاح يتم تنفيذها على مراحل، فيما تعرقل إسرائيل استكمال تنفيذها من خلال الاحتلال المتواصل للأراضي اللبنانية».
ليونة.. ولا مفاوضات مباشرة
وينسحب التفهم الدولي، على تأييد لبناني داخلي للمبادرة التي لم تثر غضب «حزب الله» وحلفاءه، إذ تم التعليق عليها بشكل غير مباشر، بلغة هادئة وليونة من دون رفض مباشر لأصل المبادرة.
وبعدما شددت كتلة «حزب الله» البرلمانية (الوفاء للمقاومة) على «الأولويات السيادية التي يتوجب أن تحكم مسار السياسة والمواقف والمقاربات في البلاد من أجل مواجهة الاحتلال وتحقيق الأمن والاستقرار فيها»، قال النائب عن الحزب حسن فضل الله، السبت، إنه «من واجب الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها وتلزم الجهات الراعية للاتفاقات بوقف الاعتداءات»، موضحاً أن «المقاومة ستقابل أي خطوة إيجابية من الحكومة بإيجابية لأن الهدف هو وقف سفك الدماء ووقف التخريب الإسرائيلي».
وبدا أن تحفّظ «حزب الله» يتركز على المفاوضات المباشرة، إذ أكد النائب عنه علي المقداد: «إننا إذ ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تؤدي واجبها الدبلوماسي والسياسي شرط ألا يأخذنا هذا العمل إلى مواقف أخرى، وخصوصاً أننا نسمع البعض يتحدث عن التفاوض المباشر مع العدو»، مشدداً على أنه «لا تفاوض مباشر مع هذا العدو الصهيوني».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا