الأنباء: غزّة بين مبعوثَين... ولبنان على خطّ التفاوض غير المباشر
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 19 25|07:57AM :نشر بتاريخ
يصل اليوم مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف إلى الشرق الأوسط، حيث من المقرّر أن يتنقّل بين عددٍ من مدن المنطقة، فيما يحطّ غدًا الإثنين نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس رحاله في المنطقة، والهدف أيضًا تثبيت اتفاق وقف الحرب في غزة.
أمّا ميدانيًا، فلم تتأخّر إسرائيل في خرق الاتفاق الذي فُصّل على مقاسها؛ إذ أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أمس السبت استشهاد تسعة غزيين جرّاء استهدافٍ إسرائيلي طال حافلةً تقلّ مدنيين.
إنّها ببساطة عقلية رئيس حكومة العدو الذي يصفه العارفون بأنّه غير مؤمنٍ لا بالسلام ولا بالسِّلم، ولا بتعايش حكومته مع دولة فلسطينية.
لتتعزّز بذلك الفرضية القائلة إنّ الحرب على أرض غزة لم تنتهِ بعد، وهو ما يعكسه بوضوح سلوك جيش العدو الممعن في إطلاق التهديدات للفلسطينيين، فيما يواصل خرق اتفاقٍ عُدّل كما أراد.
أمّا في لبنان، فتكثر التحليلات حول ما تُخبّئه إسرائيل للجنوب اللبناني، حيث انتقلت من استهداف المراكز العسكرية إلى استهداف أرزاق المدنيين الذين يتمسّكون بأرضهم رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، بهدف الضغط على لبنان.
ومن الفاتيكان، انبثقت نفحة رجاء، حيث جاءت رسالة رئيس الجمهورية إلى اللبنانيين: "خلّوا إيمانكم كبير"، وذلك في إطار زيارته والسيدة الأولى لقداسة البابا لاوون الرابع عشر، قبيل زيارته المرتقبة إلى لبنان في 30 تشرين الثاني المقبل.
ومن زوّار الفاتيكان أيضًا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي قدّم لقداسة البابا درع البطريركية المارونية وهدية من لبنان عربون شكر على محبّته الخاصة للبنان، واختياره إيّاه من بين المحطّات الأولى لزياراته عقب تنصيبه.
*ملفّات مُعرقَلة... وهذا هو الحل!*
في ظلّ الدعم الخارجي للبنان لتسوية أوضاعه والولوج إلى برّ الأمان، لفتت مصادر مراقِبة إلى محادثات تُجرى بين المسؤولين اللبنانيين بهدف التوصّل إلى موقف موحّد بشأن المفاوضات مع العدو الإسرائيلي.
وتردّدت معلومات تفيد بأنّ الاتصالات توصّلت إلى أن تكون المفاوضات غير مباشرة، وأن تنطلق من اتفاقية الهدنة الموقَّعة بين لبنان وإسرائيل، ومن القرار 1701، مع ضرورة التوصّل إلى اتفاق نهائي لترسيم الحدود البرّية بين البلدين.
وبحسب المعلومات، فإنّ الحكومة قد تبادر إلى إدراج موضوع التفاوض كبندٍ على جدول أعمال جلستها المقبلة، تمهيدًا لطرحه للنقاش وربما للتصويت.
*مرحلة جديدة بين لبنان وسوريا*
على خطٍّ موازٍ، أتى تصريح وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني تأكيدًا للثوابت التي كرّستها زيارته الأخيرة إلى بيروت، إذ شدّد على أنّ الحكومة الحالية تسعى إلى تصحيح العلاقة بين البلدين، وأنّ هناك إرثًا من الماضي لا تتحمّل الحكومة السورية الجديدة مسؤوليته.
وقد شكّل ملفّ اللاجئين السوريين محورًا أساسيًا في لقاءات الشيباني في بيروت، حيث أشار إلى أنّ هذا الملفّ شكّل ضغطًا على كلٍّ من الدولة اللبنانية وسوريا في آنٍ واحد، مؤكدًا أنّ سوريا تريد ضمان عودة كريمة للاجئين.
بالتزامن، كشف الشيباني أنّ الحكومة السورية بدأت بالإجراءات العملية لتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في ما يتعلّق بملفّ المعتقلين السوريين، الذي كان على رأس أولويات زيارته الأخيرة إلى بيروت.
*"التربية" تردّ على المنتقدين*
وفي سياق متّصل بالملف اللبناني ـ السوري، ردّت وزيرة التربية والتعليم العالي في بيانٍ واضح لا يحتمل التأويل على الانتقادات التي طالتها، بسبب إصدارها قرارًا يمنح استثناءات لتعليم طلبة سوريين نزحوا في الفترة الأخيرة بعد الأحداث الدامية في سوريا.
وأكدت مصادر لـ"الأنباء الإلكترونية" أنّ هذا القرار يمنع انقطاع التعليم عن مئات الطلبة الآتين من خلفيات طائفية مختلفة. كما شدّدت كرامي على أنّ القرار اتُّخذ بالإجماع في مجلس الوزراء، ويأتي انسجامًا مع تعهّدات لبنان الوطنية والدولية.
وفي هذا الإطار، وإذ كان الحزب التقدّمي الإشتراكي في طليعة المبادرين لضمان أحقّية التعليم للأطفال النازحين في الأشهر الأخيرة، لفتت كرامي في بيانها إلى أنّ القرار يسهّل عودة النازحين إلى بلادهم لأنّه ببساطة يخلق قاعدة بيانات "داتا" عن الطلبة الذين دخلوا إلى لبنان حديثًا هربًا من التوتّرات والانتهاكات الأمنيّة.
وفي السياق نفسه، تساءل "التقدّمي" ردًّا على الحملة التي طالت القرار: أليست المدرسة المكان الأفضل لأيّ طفل؟
وذكّر بأنّ حلّ أزمة النزوح يبدأ بتعزيز العلاقات اللبنانية- السورية في الاتجاه الصحيح، بما يفضي إلى حلٍّ جذري لأزمة النازحين، وضبط الحدود، ووقف التهريب.
ويُذكّر "التقدّمي" بأنّ الحلّ يبدأ من معالجة ملفّ الموقوفين السوريين، الذي يحمل في بعض جوانبه الكثير من الظلم والإجحاف الإنساني، قبل أيّ معطى سياسي آخر.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا