افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 23 25|07:58AM :نشر بتاريخ
"النهار":
مع أن معالم التسابق بين الأولويات في لبنان أخذ منذ فترة طابعاً لافتاً في ظل احتدام تداعيات ملفات ضاغطة داخلية وأخرى ضاغطة خارجياً، تقدّم ملف استحقاق حسم المأزق المتصل بقانون الانتخاب وتحديداً اقتراع المغتربين على سائر الأولويات الأخرى، وحتى على ملف التفاوض والمخاوف المتصاعدة من الرسائل التي توجهها إسرائيل سواء من خلال عملياتها اليومية والتحليق غير المنقطع لمسيّراتها عن الأجواء اللبنانية، أو من خلال المناورات الضخمة التي تجريها على حدودها الشمالية مع لبنان. ولعل العنصر اللافت الذي برز في الساعات الأخيرة، تمثّل في احتمال حصول اختراق في الحائط المسدود الذي جعل ملف حسم مأزق اقتراع المغتربين يدور في حلقة مفرغة، منذرة باطاحة حق المغتربين في الاقتراع لـ(128) نائباً بعدما حال موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري المانع لإدراج اقتراح القانون العاجل المكرّر المقدم من ممثلي الغالبية النيابية على جدول أعمال جلسة نيابية دون حسم هذا البند الأساسي الحيوي في قانون الانتخاب، فيما ترددت الحكومة بدورها عن التدخل وتركت مع رئيس الجمهورية جوزف عون الأمر للمجلس مكتفين بموقف مبدئي حاسم متمسّك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. الاختراق الموعود أو المحتمل برز أولاً في تكثيف التحرك النيابي لقوى الغالبية نحو السلطة التنفيذية لحثّها على التدخل وكسر المأزق لمصلحة الموقف المبدئي والدستوري والطبيعي بالإفساح أمام المغتربين بالانتخاب على قدم المساواة مع المقيمين، وثانياً بمعطيات تفيد بأن إدراج مشروع القانون المعجّل الذي قدمه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي لإلغاء اقتراع المغتربين لستة نواب فقط سيدرج على جدول أعمال الجلسة التي تلي جلسة مجلس الوزراء اليوم الخميس. وفي حال إدراج المشروع على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، سيشكّل ذلك رسالة سياسية بارزة للغاية من رئيسي الجمهورية والحكومة، باعتبار أنهما يكونان استجابا للمطالبة المتسعة لإقرار انتخاب المغتربين لـ128 نائباً وعدم ترك المأزق عالقاً، وذلك عبر الاحتكام إلى أحد المخارج الدستورية المتاحة في مثل هذا "الاستعصاء" الذي أحدثه إقفال أبواب مجلس النواب أمام ممارسة دوره الطبيعي والأساسي في التشريع وتعديل القوانين. وستتنقل الأنظار حينذاك إلى مجلس الوزراء الذي يضم واقعياً غالبية وزراية تؤمّن تمرير مشروع القانون المقدم من الوزير رجي بما يثير التساؤل عما إذا كان وزراء الثنائي الشيعي سيكررون تجربة الخروج من الجلسة كما فعلوا في جلسات إقرار حصرية السلاح بيد الدولة.
وقد عبّر رئيس الجمهورية جوزف عون لوفد النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين عن موقف متقدم، إذ أكد أنه "من حق المنتشرين اللبنانيين بأن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني من خلال صندوق الاقتراع ومتمسكون بمسلمتين أساسيتين: إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووجوب مشاركة المنتشرين فيها".
وأوضح النائب غسان حاصباني أن الوفد تداول مع الرئيس عون "ضرورة معالجة الخلل القائم في قانون الانتخابات النيابية الحالي، ولا سيّما في ما يتعلّق بحق اللبنانيين المنتشرين حول العالم بالمشاركة في العملية الانتخابية من خلال التصويت للنواب في دوائر نفوسهم. وقد تمنّينا على فخامته الطلب من الحكومة المبادرة، وبأسرع وقت إعداد وإرسال مشروع قانون عاجل بمرسوم إحالة إلى مجلس النواب لتصحيح هذا الخلل، خصوصاً بعد أن كانت الحكومة نفسها قد أشارت سابقاً إلى الغموض والالتباس القانوني الذي يعتري النص الحالي، لا سيّما في ما يتعلق بتوزيع المقاعد الستة المخصصة للمغتربين على القارات. وانطلاقاً من حرصنا على إنجاز الاستحقاق الدستوري في موعده وبشكلٍ شفاف ومتوازن، نناشد فخامة الرئيس تبنّي هذه القضية الوطنية المحقة، لما تمثّله من خطوة أساسية في إعادة الحق إلى اللبنانيين المنتشرين في العالم بالمشاركة في تقرير مصير وطنهم".
وفي الوقت نفسه، فإن رئيس الحكومة نواف سلام اجتمع مع النائب غسان سكاف الذي شرح له حيثيات الاقتراح بتأجيل الانتخابات إلى 15 تموز المقبل "ليتسنى للمغتربين أن يأتوا الى لبنان للمشاركة في الاقتراع، خصوصاً وأنه تلوح في الأفق تسوية لألغاء النواب الـ6 في الاغتراب وتصويت المغتربين لـ128 نائباً في مقر إقامتهم في الخارج".
بدوره، عاود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من روما تأكيد موقفه من انتخاب المغتربين، فقال إن "كلّنا واحد، وجميعنا نعمل من أجل خدمة لبنان وإعادة إعماره والسلام فيه، والتفاهم والمفاوضات الديبلوماسية والسياسية"، مشددًا على أهمية دور المغتربين، قائلاً إنّه "لا يمكن أن يقتصر على مطالبتهم بمساعدة بلدهم، في حين يُحرَمون من حقهم باختيار نوابهم المئة والثمانية والعشرين".
أما في الوضع العام، فبرزت مواقف جديدة لرئيس الوزراء نواف سلام الذي اعتبر "أن حزب الله يجب أن يمارس نشاطه بشكل طبيعي من دون أن يحتفظ بميليشيا مسلّحة". وشدّد في مقابلة مع مجلّة "باريس ماتش" الفرنسية على ضرورة احترام وقف إطلاق النار مع إسرائيل ونزع سلاح الحزب.
وأشار إلى أن الوضع الحالي يتّسم بـ"حرب استنزاف" على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية تُرهق الطرفين. أما في خصوص التفاوض المحتمل بين لبنان وإسرائيل، فأوضح سلام أنّ "ما نطالب به اليوم هو التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار المعلن في تشرين الثاني الماضي، إذ لم ينسحب الإسرائيليون بالكامل بعد". وفي ما يتعلّق بملف نزع سلاح "حزب الله"، أوضح سلام أن الهدف واضح وهو استعادة احتكار الدولة للسلاح جنوب نهر الليطاني خلال 3 أشهر، وقال إنّ ذلك سيتم عبر عملية متعدّدة المراحل تهدف في النهاية إلى تحويل "حزب الله" إلى حزب سياسي من دون جناح مسلّح.
وردّاً على المبادرات الفرنسية لدعم الجيش اللبناني وإعادة إعمار البلاد، عبّر سلام عن أمله معوّلاً كثيراً على هاذين المؤتمرين"، وقال: "جيشنا يفتقر إلى الموارد". كما شدّد على أن المساعدة الدولية ستكون حاسمة في ظل واقع يعيش فيه أكثر من 74% من اللبنانيين تحت خط الفقر.
وفي غضون ذلك، وبعد أيام قليلة من تصريحاته العاصفة الأخيرة، أطلّ الموفد الأميركي توم برّاك مجدداً على المشهد من خلال استذكاره تفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في 23 تشرين الأول 1983، وعلّق على منصة "إكس" قائلاً: "قُتل 241 من مشاة البحرية الأميركية والبحارة والجنود، و58 عسكريّاً فرنسيّاً، وستة مدنيين لبنانيين عندما دمّر انتحاري ثكنة مشاة البحرية في بيروت، في واحدة من أعنف الهجمات على الأميركيين في الخارج". وأضاف: "نُخلّد ذكراهم بتذكر الدرس: على لبنان أن يحلّ انقساماته ويستعيد سيادته"، مؤكداً أنّه "لا يمكن لأميركا ويجب ألّا تُكرّر أخطاء الماضي".
ميدانياً، تواصل التحليق الكثيف للمسيّرات الاسرائيلية في أجواء معظم المناطق اللبنانية بعدما نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة قبل ظهر أمس بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية على طريق الجبانة القديمة في بلدة عين قانا في منطقة اقليم التفاح، ما أدى الى مقتل عيسى أحمد كربلا. ونشر قسم الإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي، أنّ سلاح الجو الإسرائيلي أغار على عيسى أحمد كربلا، "قائد فصيل في قوة الرضوان في منطقة عين قانا، وقام بتصفيته".
"الأخبار":
على وهج التصعيد الإسرائيلي، الذي عبّر عنه التوغّل البري في نقطة حدودية زعمَ العدو أنه دمّر فيها مرابط تابعة لـ«حزب الله»، والحراك النشط للمُسيّرات التي لم تفارق سماء مناطق واسعة من لبنان محلّقة فوق القصر الجمهوري ثم السراي الحكومي، يرتفع مستوى التهويل الذي تقوده الولايات المتحدة وجهات حليفة لها من أن تأخّر لبنان عن الانخراط في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل قد يدفع الأخيرة إلى تصعيد عسكري بحجة أن حزب الله يعيد بناء قدراته العسكرية.
ويسود ترقّب لجلسة مجلس الوزراء اليوم، وما إذا كان سيتطرّق المجلس إلى ملف التفاوض أم لا، وهو ما تناوله رئيس الحكومة نواف سلام، شارحاً الموقف اللبناني من «خطّة السلام في الشرق الأوسط» التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أكّد سلام أنّ «بيروت أبدت ترحيباً إيجابياً بالخطة التي تتضمّن مساعدات إنسانية عاجلة لغزّة، واعترافاً بضرورة التوصل إلى حلّ الدولتين». وعبّر سلام عن قلقه من نوايا إسرائيل قائلاً: «أعتقد أنّ نتنياهو يتعامل مع الحرب كما يتعامل المرء مع ركوب الدراجة، إذا توقف يسقط».
وأشار إلى أن الوضع الحالي يتّسم بـ«حرب استنزاف» على الحدود اللبنانيّة – الإسرائيليّة ترهق الطرفين، موضحاً في ما يتعلّق بالحوار المحتمل بين لبنان وإسرائيل أنّ «ما نطالب به اليوم هو التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار المُعلن في تشرين الثاني حيث لم ينسحب الإسرائيليّون بالكامل بعد».
وفي ملف نزع سلاح حزب الله، أوضح سلام أنّ «الهدف واضح، وهو استعادة احتكار الدولة للسلاح جنوب نهر الليطاني خلال ثلاثة أشهر»، مبيّناً أنّ ذلك سيتم «عبر عمليّة متعدّدة المراحل تهدف في النهاية إلى تحويل حزب الله إلى حزب سياسي من دون جناح مسلّح».
ونقلت مصادر سياسية بارزة استغراباً من التعامل الأميركي مع لبنان القائم على قاعدة أن «العرض واحد وأخير» كما نقله المبعوث الأميركي توم برّاك قبلَ يومين.
وحتى الساعة لا أنباء أو معلومات مؤكّدة عن زيارات لموفدين إلى لبنان، باستثناء الحديث عن حضور متوقّع لمورغان أورتاغوس في اجتماع لجنة «الميكانيزم» الأسبوع المقبل، من غير أن يكون واضحاً ما إذا كانت الموفدة الأميركية ستنقل موقفاً أميركياً جديداً.
وفي موازاة ذلك، تواصل الضغط النفسي والميداني، حيث طلب رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير خلال تفقّده مناورة عسكرية على الحدود الشماليّة مع سوريا ولبنان، من قادة التشكيلات «العودة إلى التدريبات ورفع مستوى الجاهزية القتالية على مختلف الجبهات، مع مواصلة النشاطات العملياتية والقضاء على التهديدات، والحفاظ على أعلى درجات اليقظة»، وهو ما فسّرته جهات لبنانية بأنه «تحضير لعمل ما على الجبهة اللبنانية». وفي السياق، كتب المبعوث الأميركي توم برّاك على منصة «إكس»: «على لبنان أن يحلّ انقساماته ويستعيد سيادته. ولا تستطيع أميركا، ولا ينبغي لها، أن تكرّر أخطاء ذلك الماضي».
وفيما تداولت معلومات عن زيارة سيقوم بها برّاك إلى بيروت في الأسبوعين المقبلين لمتابعة ملف التفاوض، لفتت مصادر مطّلعة إلى أن «لبنان لم يتلقَّ حتى الآن أيّ معلومات رسمية بشأن هذه الزيارة»، لكنّ الجهات الرسمية تتبلّغ عبر مسؤولين سياسيين وأمنيين غربيين وعرب تحذيرات بأن لبنان يقف على أبواب مرحلة خطرة جداً وبالغة الدقّة، وبأن إسرائيل لن تبقى طويلاً مكتوفة اليدين أمام ما تعتبره تقصيراً من قبل الدولة اللبنانية في تنفيذ مهمة نزع سلاح حزب الله على كل الأراضي اللبنانية»، وهم يدعون إلى «عدم تجاهل ما أعلنه برّاك، خصوصاً دعوته لمحادثات أمنية وحدودية مع إسرائيل، وتحذيره من أنه «إذا استمرّت بيروت بالتردّد في قضية السلاح فقد تتصرّف إسرائيل منفردة، وعندها ستكون العواقب وخيمة» و«إذا فشل لبنان في التحرّك، فإنّ الجناح العسكري لحزب الله سيكون حتماً أمام مواجهة كبرى مع إسرائيل»
"الجمهورية":
المشهد كما يلي؛ مسار الحلّ السياسي مقفل، ومسار التصعيد مفتوح. وكلّ الأنظار مشدودة لمرحلة ما بعد إحباط إسرائيل للمحاولة الأميركية، للدفع بالمسار السياسي نحو بلورة حلول وتفاهمات توقف العدوان الإسرائيلي وتُثبِّت الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية ومنها إلى سائر المناطق اللبنانية. وفي الأجواء سؤال كبير: ماذا تُحضّر إسرائيل، وأيّ واقع تُمهّد لفرضه على لبنان؟
الطرح الأميركي، وكما هو واضح، سُحِب من التداول حالياً أو ربّما عُلِّق حتى إشعار آخر في انتظار ظروف أكثر ملاءمة لطرحه. والسائد على المستوى الرسمي، حذر بالغ من انسداد الأفق السياسي، ورصد قلق للأجواء الحربية التي تُشيعها إسرائيل، بتصعيد الاعتداءات والغارات الجوية والاغتيالات جنوباً (كما حصل بالأمس في عين قانا قضاء صور، باستهداف مسيّرة إسرائيلية لدراجة نارية، ما أدّى إلى سقوط شهيد)، واستباحة الأجواء اللبنانية بالطيران التجسّسي، وتكثيف تحليقه في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية، وتركيزه بصورة مُريبة فوق المقرّات الرسمية.
حذر واتصالات
ممّا لا شكّ فيه، أنّ هذه التطوّرات التي تعكس اندفاعة إسرائيل نحو قرع طبول الحرب، وتّرت اللبنانيِّين، وعمَّمت حالاً من الخَوف على مساحة البلد، وخصوصاً مع دعوة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أيال زامير، خلال إشرافه أمس على المناورات الواسعة التي يُجريها جيشه بالقرب من الحدود مع لبنان، إلى «رفع الجاهزية والاستعداد للحرب في جميع القطاعات»، وفي ظل السيناريوهات التي تُروّج عبر بعض القنوات ومنصات التواصل الاجتماعي، وتقارب ما تقوم به إسرائيل في الأيام الأخيرة، كمقدّمة تمهيدية لمفاجآت أمنية في لبنان. وهو الأمر الذي يُقلق كل المستويات الرسمية، إذ تحدّثت معلومات مَوثوقة لـ«الجمهورية» عن حركة اتصالات مكثّفة، في اتجاهات خارجية متعدّدة، ولاسيما مع الأميركيِّين وكذلك مع لجنة «الميكانيزم»، لردع إسرائيل ومنع إنزلاق الأمور إلى تصعيد.
وبحسب المعلومات، فإنّ الموقف اللبناني الذي جرى التأكيد عليه في هذه الاتصالات، ولاسيما لجهة الإلتزام باتفاق وقف الأعمال العدوانية، لم يُقابَل بإجابات تُبدِّد المخاوف، والصورة غير مطمئنة وفق ما يرسمها مصدر معني مباشرة بحركة الاتصالات بقوله لـ«الجمهورية»: «تراخي لجنة «الميكانيزم» التي يرأسها الأميركيّون، أمام إسرائيل، منذ الإعلان عن اتفاق وقف الأعمال الحربية في تشرين الثاني من العام الماضي، أطلق يَد إسرائيل، وجعل عدوانيّتها لا تقف عند حدود، وتبعاً لذلك، حتى الآن لا نستطيع الحديث عن أيّ ضمانة من أيّ طرف لوضع حدّ لعدوانية إسرائيل وإلزامها بوقف العدوان والتقيّد باتفاق إطلاق النار».
إرتياب رسمي
يُستنتَج من هذه الصورة غير المطمئنة، أنّ الوضع مفتوح على احتمالات مجهولة، ويؤكّد ذلك ما سُرِّب من أجواء مستويات رفيعة «من ارتياب كبير من رفع وتيرة التصعيد، وتساؤلات قلقة حول مرامي هذا التصعيد، ليس من الجانب الإسرائيلي فحسب، بل من انتقال توم برّاك صاحب طرح إعادة إطلاق مسار الحل السياسي، إلى وضع لبنان أمام خريطة مواجهة جديدة، رسمها في تغريدته المسهبة على حسابه على منصة «إكس»، وأطلق فيها ما بدا أنّه تهديد مباشر مفاده «الآن هو وقت العمل في لبنان، وإذا فشلت بيروت في التحرّك (لنزع سلاح «حزب الله»)، فإنّ الحزب سيواجه حتماً مواجهة كبرى مع إسرائيل». واللافت في هذا السياق تعقيب «حزب الله» على هذا التهديد، معلناً على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بأنّ «التهديدات لا تُخيفنا».
أزمة مستعصية ومفتوحة
وإذا كان ثمة مَن قرأ في كلام برّاك بأنّه يمنح الدولة اللبنانية فترة سماح غير طويلة لسحب سلاح «حزب الله»، فإنّ مسؤولاً رفيعاً يذهب أبعد من ذلك، ليؤكّد رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أنّه «بمعزل عمّا إذا كان الحديث عن فترة سماح جدّياً أو غير ذلك، إلّا أنّها، أيّ فترة السماح، لا تتلاءم مع أزمة مستعصية ليست بالسهولة التي يفترضها البعض، وليس في استطاعة أيّ كان تقدير احتمالاتها ومخاطرها».
وعن تقييمه لطرح برّاك إعادة تحريك مسار الحل السياسي، ومن ثم انتقاله، بعد الإعلان عن فشل هذا الطرح إلى التهديد، أوضح المسؤول عَينه: «أولاً، هل هناك جدّية حقيقية في بلوغ حل سياسي؟ وصحيح أنّنا سمعنا منطقَين مختلفَين، منطق تبريد ومنطق تصعيد من مصدر واحد، لكن هذا الأمر ليس بجديد، فقد سبق وتكرّر ذلك أكثر من مرّة خلال المراحل التي مرّت فيها مهمّة برّاك منذ تكليفه بإدارة الملف مع لبنان».
وأضاف: «ثانياً، وهنا الأساس، فكل ما بدر عن برّاك في الأيام الأخيرة، لم يأتِ من فراغ، بل من صلب إرادة واضحة لتنفيذ قرار أميركي-إسرائيلي بنزع سلاح «حزب الله»، والطرفان يُريدان تنفيذه بأي طريقة ومهما كانت نتائجه».
ورأى أنّه في الماضي كان برّاك يقول إنّ الولايات المتحدة لن تُنزِل الـ«مارينز» للقيام بسحب السلاح، فهذا أمر يعني اللبنانيِّين وحدهم، وأمّا الجديد-القديم حول هذا الموضوع، فهو تلويحه بأنّ هذا الأمر قد يوكَل إلى إسرائيل لضرب الحزب ونزع سلاحه. قد يُقال إنّ إسرائيل قادرة على ذلك بما تملك من قوّة وقدرات، ولستُ أُخرج من حسباني أي احتمال، لكن أمامنا تجربة حركة «حماس»، فهل تمكّنت إسرائيل بعد سنتَين من الحرب التدميرية على قطاع غزة، من أن تنهي «حماس» وتنزع سلاحها؟ في الخلاصة، هناك محاولة واضحة قادها برّاك بالتزامن مع كثافة الاستباحة الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، لوضع الدولة اللبنانية أمام ضغط كبير، ولستُ أستبعد أن يستتبع ذلك بمحاولة إشعال فتيل التوتير السياسي في الداخل على سلاح «حزب الله»، ولاسيما في هذه المرحلة التي تُعتبَر مرحلة التحضير للإنتخابات النيابية، التي تعمّد برّاك التطرّق إليها، ليس من باب الحَثّ على إجرائها في موعدها، بل من زاوية تحميل «حزب الله» مسبقاً مسؤولية تعطيلها وتأجيلها».
تغريدة جديدة
وكانت لافتة بالأمس تغريدة جديدة لبرّاك، على منصة «إكس»، استذكر فيها تفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في 23 تشرين الأول 1983 الذي أدّى إلى مقتل 241 من مشاة الـ«مارينز»، مشيراً إلى: «نُخلّد ذكراهم بتذكّر الدرس: على لبنان أن يحلّ انقساماته ويستعيد سيادته. ولا تستطيع أميركا - ولا ينبغي لها - أن تُكرِّر أخطاء ذلك الماضي».
دخول أوروبي
في السياق عينه، أكّدت مصادر مَوثوقة لـ«الجمهورية»، أنّ جهات ديبلوماسية أوروبية دخلت في الساعات الأخيرة على خط الاتصالات غير المعلنة، إذ تواصلت مع مسؤولين كبار، واستمزجت الرأي في احتمالات الحلّ السياسي على جبهة لبنان. وأشارت إلى أنّ الجواب الذي تلقته تمحوَر حول ما يلي: الوقف الفوري للإعتداءات الإسرائيلية، الانسحاب من الأراضي اللبنانية، الإفراج عن الأسرى اللبنانيِّين، ما يعني الامتثال الكامل لاتفاق وقف الأعمال الحربية المعلن في تشرين الثاني 2024، ولبنان على التزامه الكلي قولاً وفعلاً بهذا الاتفاق، وقيام لجنة «الميكانيزم» بمهمّتها في الإشراف على حُسن تنفيذ هذا الاتفاق، وكذلك البَتّ النهائي للنقاط الخلافية على الخط الأزرق، والاستعداد لترسيم الحدود البرية وفق الآلية التي اتُبعت في ترسيم الحدود البحرية».
لا حرب
ونُقِل عن ديبلوماسي غربي قوله «إنّ الحل السياسي انطلاقاً من جنوب لبنان حاجة لكل أطراف الصراع، وطالما لا ضوابط جدّية للتوتر القائم حتى الآن، فسيستمر الوضع في حالة من التصعيد المتقطع لفترة غير محدودة، لكن لكل الأمور نهاياتها، ونأمل أن تكون هذه النهاية قريبة بحل سياسي يُرسّخ الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود».
ورداً على سؤال، استبعد الديبلوماسي انزلاق الأمور على جبهة لبنان، مضيفاً: «لا نرى في الأفق نذر حرب واسعة، وأعتقد أنّ ما يردعها هو شعور الأطراف بأنّ نتائجها لن تكون في مصلحة أي طرف، ونحن نتواصل دائماً مع مختلف الأطراف للتأكيد على ضبط النفس والتحذير من تصعيد المواجهات، وتجنّب ما قد ينتج منها من عواقب ونتائج مدمّرة».
عون: الجميع خسروا
سياسياً، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام وفد منظمات شبابية، أنّ «أمامنا اليوم فرصاً حقيقية لإعادة النهوض بلبنان، ولا نريد إضاعتها والاكتفاء بالبكاء على الأطلال. علينا أن نخرج من الخلافات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه، وأن نأخذ العِبر من الماضي لنؤسّس للحاضر والمستقبل على قاعدة ثقافة المواطنة والحفاظ على الوطن. جميع اللبنانيِّين خسروا، وليس فريقاً واحداً، فالاختلاف في وجهات النظر والمواقف حقٌّ مشروع، أمّا الخلاف فهو مدمّر».
وخلال استقباله وفداً من النواب الموقّعين على اقتراح تصويت المغتربين، أكّد الرئيس عون «إنّنا مع حق المنتشرين اللبنانيِّين بأن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيِّين المقيمين في القرار السياسي اللبناني، مذكّراً بكلمته أمام أعضاء الجالية اللبنانية في نيويورك بأنّ لأبناء الانتشار اللبناني دوراً كشركاء في القرار السياسي في لبنان من خلال صندوق الإقتراع».
وشدّد عون على مسلمّتَين أساسيّتَين وهما: «إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وعدم تأجيلها تحت أي ذريعة، ووجوب مشاركة المنتشرين في الانتخابات. وعلى النواب الحاليِّين في المجلس النيابي لعب دورهم في تأكيد هاتَين المسلّمتَين وتثبيتهما».
وإذ أشار إلى المعوّقات والصعوبات في تحقيق الإقتراع لممثلين عن القارات الـ6، من الناحيتَين التقنية والتنفيذية التي تحول دون تمكن وزارة الداخلية من تحقيق هذا النوع من الإقتراع، ذكَّر بكلام وزير الداخلية في هذا الإطار، الذي سبق له واستعرض هذه المعوّقات شارحاً إياها أمام النواب.
سلام: أنا قلق
من جهته، أكّد رئيس الحكومة نواف سلام في حديث مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى الحرب كما يرى ركوب الدراجة: «إن توقّف سيسقط. ولهذا أنا قلِق من الوضع؛ فعلى الحدود مع لبنان نواجه حرب استنزاف، ليست حرباً شاملة، لكنّها حرب تُنهك الجميع».
وعن إمكانية حصول سلام قريب بين لبنان وإسرائيل، أكّد: «فلنكن واقعيِّين. سبق أن أجرينا مفاوضات مع إسرائيل، وخصوصاً بشأن ترسيم الحدود البحرية قبل عامَين. لذا، فالأمر ليس جديداً. ما نُطالب به اليوم هو التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار الذي أُعلن في تشرين الثاني الماضي، ولم يُحترم بعد. الإسرائيليّون لم ينسحبوا بالكامل، فما زالوا يحتلّون عدداً من النقاط في الجنوب ويحتجزون أسرى لبنانيِّين. وليكون وقف إطلاق النار فعلياً، يجب تنفيذه لا الاكتفاء بإعلانه».
وعن الجدول الزمني لخطة الجيش، أوضح أنّه «على الأقل هذا هو هدفنا في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، على أن يُنفّذ المسار على مراحل. في الأشهر الثلاثة الأولى، سيُركَّز على ضبط السلاح: أي منع نقل أو استخدام الأسلحة جنوب الليطاني. ثم تبدأ المرحلة الثانية، وتشمل المنطقة الممتدة بين الليطاني وصيدا». ولفت إلى أنّ «الهدف النهائي واضح: استعادة الدولة احتكارها للقوّة المسلحة، كما نصّ اتفاق الطائف عام 1989، وهذا يعني أنّه في نهاية المطاف، يجب على «حزب الله» - شأنه شأن أي جهة أخرى - أن يعود حزباً سياسياً عادياً بلا جناح عسكري».
وكان سلام قد التقى أمس، قائد القوّة الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ديوداتو أبانيارا، وجرى البحث في الأوضاع في الجنوب والتنسيق الذي تقوم به قوات «اليونيفيل» مع الجيش اللبناني والتقدّم الحاصل في تطبيق القرار 1701، كذلك ناقشا التحضيرات لمرحلة ما بعد انتهاء مهمّة «اليونيفيل».
"الديار":
لبنان البقاع الشمالي والاوسط والغربي امام تهديد كبير لاحتمال تصعيد عسكري يستهدف مراكز حزب الله، في حين اكد مصدر امني للديار ان حزب الله اتخذ القرار بالرد على اي هجوم بري «اسرائيلي» برد مباشر، وهو يتوقع تصعيدا «اسرائيليا» قريبا. واشار المصدر الامني الى ان الحزب اليوم أكثر تحصيناً مما كان عليه قبل العدوان عام 2024 لاعتبارات كثيرة، حيث ان الخروقات «الاسرائيلية» اغلقت والقادة الجدد لا تعرفهم «اسرائيل»، وهي غير قادرة على استهدافهم، وخير دليل على ذلك ان كل الاغتيالات التي تنفذها تصيب عناصر في الحزب ولكن ليس من صفوف القادة. وتابع ان حزب الله استخلص العبر من الحرب الاخيرة والاغتيالات التي استهدف قادته وامين عام الحزب سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله. وعليه وضع خطة عسكرية مغايرة للسابق تعطيه قدرة قوية على الدفاع وعلى ردع العدو الاسرائيلي.
اما عن المسيرات «الاسرائيلية» التي حلقت فوق بيروت ومناطق لبنانية اخرى، فقد وضع المصدر الامني هذه التحركات «الاسرائيلية» ضمن المناورة العسكرية التي يقوم بها الجيش «الاسرائيلي» من تدريب لكوادره، وهذا الامر يشمل ايضا المسيرات. واضاف ان جيش العدو يبحث حتما عن بنك اهداف جديدة له ضمن الخطة التي وضعها، ولهذا اطلق مسيراته للتجسس ولاستدراك اي تحرك جديد.
الهيمنة الاميركية – الاسرائيلية مقابل دور سعودي لتخفيف وطأتها
الى ذلك، هناك مبادرة واحدة مهيمنة على المنطقة، وما يعنينا هو لبنان، هي اميركية-اسرائيلية، ومن يتدخل سواء اوروبيا او عربيا يهدف إلى كسر هذه الحدية ومحاولة تخفيف نسبة الخسائر التي ستحدثها الخطة الاميركية على البلد. وفي هذا الصدد، تقول المعلومات ان المملكة العربية السعودية هي الدولة المولجة بالملف وعليه تضع شروطا وتسعى لتغيير شروط تراها ظالمة، بهدف ترتيب الساحة العربية وابرزها فلسطين ولبنان.
حزب الله تلقى تعهدات
هل هي معلومات استخباراتية او تخمينات اوروبية مستوحاة من المواقف الايرانية التي تشير ان حزب الله تلقى تعهدات بأن اي حرب تشنها عليه «اسرائيل»، لن يكون وحيدا في المعركة، بل هناك تصميم بتوسيع نطاق المواجهة، مما يمكن ان يؤدي الى اشتعال الشرق الاوسط بأكمله. هذا الامر يتفادى الاميركيون الوصول اليه بعد ان اعادوا ترتيب الاوضاع في المنطقة انطلاقا مما يعرف «باكس-اميريكانا» Pax-Americana، اي السلام الاميركي. واذا كان لافتا غياب اي نشاط ديبلوماسي، سواء عربيا او اجنبيا على الساحة اللبنانية، فان الاوساط العليا في الدولة لا تخفي مخاوفها حول ما اذا كان لبنان قد ترك وحيدا امام السياسات المجنونة لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو. وقد اكد مصدر وزاري للديار ان هناك اتصالات مكثفة تجري بين الكواليس بمشاركة اطراف عربية ودولية معنية بالوضع اللبناني تهدف إلى منع حصول اي تفجير عسكري سيكون له تداعياته الكارثية على ما يوصف على «مسار السلام»، ودائما وفق الرؤية الاميركية في المنطقة.
«اسرائيل» لم تستخلص العبرة من الحرب الاخيرة
وكان مستشار احد المراجع السياسية قد كشف للديار، ان سفيرا عربيا ابدى استغرابه امام هذا المرجع كون اللبنانيين لم يأخذوا العبرة من الحرب الاخيرة وينزعوا اي ذريعة تعود بلبنان الى تلك الاجواء الجهنمية، وهو يقصد بطبيعة الحال، نزع سلاح حزب الله. وكان رد المرجع:» اننا لم نطلق رصاصة واحدة على «اسرائيل» التي تحتل ارضنا وتواصل غاراتها الجوية القاتلة، بصورة يومية، منذ توقيع وقف الاعمال العدائية في 27 تشرين الثاني من العام الماضي.»
واضاف المرجع بأن الاسرائيليين هم الذين لم يستخلصوا العبر من أن الحرب لا يمكن ان تفضي الى الحل، بل انها تؤدي الى حرب اخرى، بالتالي الى زيادة تعقيد المشهد السياسي، او العسكري، اكثر فأكثر، وان وضع السلاح جانبا والاتجاه الى المفاوضات، هو السبيل الوحيد لايجاد حل يرضي كل الاطراف ويحول دون حصول اي انفجار او اي صدام عسكري حتى على المستوى البعيد.
واذا كان المبعوث الاميركي توم براك توقع أن يتولى السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى، وهو من اصل لبناني، مساعدة الحكومة اللبنانية على تفكيك العقبات التي تمنع الوصول الى حل للوضع القائم، فهو(برّاك) هدد لبنان بعودة الحرب «الاسرائيلية».
رسالة تهديد اسرائيلية لعون وسلام بتنفيذ خطة حصر السلاح
وتجدر الاشارة الى ان الادارة الاميركية لم تبادر بأي خطوة للضغط على «اسرائيل» من اجل تحقيق اي بند من بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية او على الاقل وقف الغارات الجوية التي تحرج السلطة اللبنانية في محاولتها معالجة قضية سلاح حزب الله على نار هادئة.
ولكن حصل العكس، فقد حلقت مسيرات العدو الاسرائيلي فوق القصر الجمهوري والسراي الحكومي، ما يعكس رسالة اسرائيلية مباشرة للرئيسين عون وسلام بتنفيذ خطة حصر سلاح حزب الله التي وضعها الجيش اللبناني وبالقوة. ووفقا لاوساط سياسية، فقد رأت ان التهديد الاسرائيلي مفاده أن يحث رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على التفاوض مع «تل ابيب».
زامير يدقّ طبول الحرب
وكانت لافتة امس دعوة رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال ايال زامير ضباط الجيش للعودة فورا الى التدريب والحفاظ على اعلى مستويات الجهوزية، مؤكدا على ضرورة الاستعداد للحرب على جميع الجبهات، ما يعني ان زامير يدقّ طبول الحرب، في سياق الحصار الاميركي لحمل الحكومة اللبنانية على اجراء مفاوضات مباشرة مع «تل ابيب»، بخاصة ان واشنطن تعتبر ان التمسك بالمفاوضات غير المباشرة، وبالصورة التي جرت اثناء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، مسألة تكتيكية تجاوزها الزمن، كما تجاوزتها التطورات بعد الحرب التي أدّت الى تشكل واقع جديد على الارض اللبنانية.
قطر تقوم بمحادثات مكثفة مع واشنطن وطهران من اجل لبنان
وفي سياق متصل، اشارت المعلومات الى انه عشية زيارة المبعوث السعودي الامير يزيد بن فرحان لبيروت، اجرت قطر محادثات مكثفة مع كل من واشنطن وطهران للحيلولة دون حصول تطورات ميدانية خطرة بين لبنان و «اسرائيل»، بخاصة ان تصريحات براك الاخيرة لا تدع مجالا للشك في أن الرئيس الاميركي اعطى الضوء الاخضر للائتلاف الحاكم في «اسرائيل» بتوجيه ضربات صاعقة لحزب الله تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، ودفعه الى التخلي كليا عن جناحه العسكري والابقاء على جناحه السياسي فقط. هذا الامر يبدو مستحيلا في الظروف الراهنة، ما قد يؤدي الى حدوث تفاعلات داخلية في لبنان لا يمكن التكهن بطبيعتها.
"نداء الوطن":
إثنان وأربعون عامًا على تفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت، والأميركيون لم ينسوا. ممّن نبشوا في الذاكرة، الموفد الأميركي توم برّاك الذي كتب على منصة «إكس»: «لا تستطيع أميركا ولا ينبغي لها أن تكرّر أخطاء ذلك الماضي». والسؤال هنا: ما هي الأخطاء التي ارتكبتها أميركا آنذاك، ولا ينبغي لها أن تكرّرها؟ هل في سكوتها عمّن يقف وراء عملية التفجير التي قتلت 241 من مشاة البحرية الأميركية؟
برَّاك توسّع في تغريدته فقال: «قُتل 241 من مشاة البحرية الأميركية والبحارة والجنود، و58 عسكريًّا فرنسيًّا، وستة مدنيين لبنانيين عندما دمّر انتحاري ثكنة مشاة البحرية في بيروت، في واحدة من أعنف الهجمات على الأميركيين في الخارج». وأضاف: «نُخلّد ذكراهم بتذكر الدرس: على لبنان أن يحلّ انقساماته ويستعيد سيادته».
الجدير ذكره أن أصابع الاتهام بالتفجير توجّهت آنذاك إلى الرئيس حافظ الأسد لجهة اتخاذ القرار وإلى قيادات ومسؤولين في «حزب اللّه»، لجهة التنفيذ، ومنهم الحاج عماد مغنية الذي توارى منذ ذلك التاريخ واغتيل لاحقًا في سوريا.
عقوبات جديدة على مكوّنات وشخصيات لبنانية
ومن الذكرى إلى الواقع الحالي، حيث تشير الأجواء في واشنطن إلى أن الإدارة الأميركية تدرس فرض عقوبات على شخصيات ومكوّنات لبنانية تقوم بمساعدة «حزب اللّه» ماليًا. وتقول المعلومات إن هناك استياءً أميركيًا من العرقلة اللبنانية لاقتراع المغتربين، كما أن هناك استياءً أميركيًا من التساهل مع «حزب اللّه» في الداخل، ما يجعله يعيد ترميم نفسه، وهذا الأمر لن يمرّ في واشنطن التي سيكون لها موقف وإجراء منه.
اقتراع المغتربين إلى مجلس الوزراء
وفي السياق الانتخابي، علمت «نداء الوطن» أن هناك اتجاهًا لدى رئيس الحكومة نواف سلام بإدراج مشروع القانون الذي تقدّم به وزير الخارجية يوسف رجي، على جدول أعمال مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة، سلام قطع وعدًا بهذه الخطوة بعد التحرّك النيابي الضاغط وبعدما تبيَّن أن خطوة الوزير يوسف رجي تحظى بتأييد سياسي وشعبي من مقيمين ومغتربين.
وعلمت «نداء الوطن» أن جلسة مجلس الوزراء اليوم سيسبقها اجتماع تنسيقيّ بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام لمحاولة إيجاد مخرج لمسألة مشروع القانون الذي تقدّم به الوزير رجي في ما خصّ قانون الانتخاب، وسط تشديد عون على ضرورة اقتراع المغتربين وحث النواب على إكمال العمل في هذا الاتجاه.
وتشير المعلومات إلى أن عون سيتناول في بداية الجلسة مسألة التفاوض مع إسرائيل وسيشرح حيثيات موقفه وإلى أين ممكن أن تتجه الأمور، وكذلك سيتطرق إلى الأوضاع في الجنوب وعلى الحدود والمخاطر الموجودة، وسيتناول ملفات حياتية بعد كلّ ما جرى في الأيام الأخيرة.
عون: الانتخابات في موعدها
وفي سياق الحركة في اتجاه الإتاحة للمغتربين التصويت في أماكن وجودهم للنواب المئة والثمانية والعشرين، التقى رئيس الجمهورية النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين. وشدّد أمامهم على حق المنتشرين اللبنانيين أن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني من خلال صندوق الاقتراع، وهو متمسك بمسلّمتين أساسيتين؛ إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووجوب مشاركة المنتشرين فيها.
الوفد تحدّث باسمه النائب غسان حاصباني الذي قال: جئنا إلى فخامة رئيس الجمهورية وتداولنا معه في ضرورة معالجة الخلل القائم في قانون الانتخابات النيابية الحالي، ولا سيّما في ما يتعلّق بحق اللبنانيين المنتشرين حول العالم بالمشاركة في العملية الانتخابية من خلال التصويت للنواب في دوائر نفوسهم. وقد تمنينا على فخامته الطلب من الحكومة المبادرة، وبأسرع وقت، إلى إعداد وإرسال مشروع قانون عاجل بمرسوم إحالة إلى مجلس النواب لتصحيح هذا الخلل، خصوصًا بعد أن كانت الحكومة نفسها قد أشارت سابقًا إلى الغموض والالتباس القانوني اللذين يعتريان النص الحالي، لا سيّما في ما يتعلّق بتوزيع المقاعد الستة المخصّصة للمغتربين على القارات. وانطلاقًا من حرصنا على إنجاز الاستحقاق الدستوري في موعده وبشكلٍ شفاف ومتوازن، نناشد فخامة الرئيس تبني هذه القضية الوطنية المحقة، لما تمثله من خطوة أساسية في إعادة الحق إلى اللبنانيين المنتشرين في العالم بالمشاركة في تقرير مصير وطنهم، ولا سيّما أن قسمًا كبيرًا منهم اضطرّ إلى مغادرة لبنان قسرًا نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية الصعبة. إن اللبنانيين المنتشرين حول العالم يشكّلون ركيزة أساسية من ركائز الوطن، ولهم دور محوري في دعم اقتصاده واستقراره، كما أن لهم الحق الكامل بالمشاركة في تحديد مستقبلهم ومستقبل بلدهم عبر صناديق الاقتراع. من هنا، ندعو فخامة رئيس الجمهورية إلى مواصلة جهوده الوطنية وحث الحكومة على تحمّل مسؤولياتها في هذا الظرف الدقيق، والمبادرة فورًا إلى إحالة مشروع القانون المعجّل إلى مجلس النواب، تأكيدًا على مبدأ المساواة بين جميع اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، وصونًا لحقهم بالمشاركة في صنع القرار الوطني».
الراعي وحق المغتربين
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي شدّد بدوره على حق المغتربين فأكّد أنه لا يمكن أن يقتصر الأمر على مطالبتهم بمساعدة بلدهم، في حين يُحرَمون من حقهم باختيار نوّابهم المئة والثمانية والعشرين.
سلام لتحويل «حزب اللّه» إلى حزبٍ سياسيّ
وفي موقف لافت، شدّد رئيس الحكومة نواف سلام في مقابلة مع مجلة «باريس ماتش»، على أن «حزب اللّه يجب أن يمارس نشاطه بشكلٍ طبيعي من دون أن يحتفظ بميليشيا مسلّحة»، مشدّدًا على «ضرورة احترام وقف إطلاق النار مع إسرائيل ونزع سلاح الحزب».
وفي ملف نزع سلاح «حزب اللّه»، أوضح سلام أن «الهدف واضح، وهو استعادة احتكار الدولة السلاح جنوب نهر الليطاني خلال ثلاثة أشهر»، مبيّنًا أن ذلك سيتمّ «عبر عمليّة متعدّدة المراحل تهدف في النهاية إلى تحويل حزب اللّه إلى حزبٍ سياسيّ من دون جناحٍ مسلّح».
إسرائيل تغتال مسؤولًا في الرضوان
وفي الميدان، سلسلة استهدافات على وقع تحليق إسرائيلي في الأجواء. وقد أكّدت نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «كابتن إيلا» «استهداف سلاح الجو التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي عيسى أحمد كربلا، قائد فصيل في قوة الرضوان في منطقة عين قانا». وأضافت: «كان ضالعًا في نقل وسائل قتالية داخل لبنان وسعى إلى دفع مخططات ضد دولة إسرائيل. أنشطته شكّلت خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». وختمت: «يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي عملياته لإزالة أي تهديد ولحماية أمن دولة إسرائيل».
"الأنباء" الالكترونية:
إزاء الضغط المتزايد على لبنان من الجانبين الأميركي، المتمثّل بالموقف الأخير الذي عبّر عنه الموفد توم برّاك قبل أيام، والإسرائيلي الذي بدأ يكثّف استباحته للأجواء اللبنانية بمسيّراته التي لم تفارق سماء لبنان، بالتزامن مع المناورات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود مع لبنان.
هذا الجو الضاغط الذي يترافق مع التهديد بتجدّد الحرب على لبنان، بحسب ما شدّد عليه رئيس الأركان الإسرائيلي الذي كان يتابع سير هذه المناورات، ومطالبته الضبّاط بضرورة العودة للتدريب والاستعداد للحرب على الجبهات كلها والحفاظ على الجهوزية التامة، في وقت تشهد فيه إسرائيل زحمة موفدين أميركيين رفيعي المستوى، للتأكيد على الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل.
فبعد الزيارة التي يقوم بها نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، إلى إسرائيل للتأكيد على استمرارية اتفاق شرم الشيخ رغم خرقه الفاضح من قٍبل إسرائيل، فقد أكّد فانس في اللقاء المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ اتّفاق غزة سيساعد إسرائيل على إقامة المزيد من التحالفات في الشرق الأوسط، فيما ذهب نتنياهو إلى القول بأنّ، "العالم بدأ يتغيّر بفضل الشراكة مع الولايات المتحدة، وإسرائيل قوية ستخدم مصالح أميركا، وأميركا قوية ستخدم مصالحنا".
ومن المتوقّع أن يزور إسرائيل في الساعات المقبلة وزير الخارجية الأميركي الذي ستكون له، بطبيعة الحال، المواقف نفسها المؤيّدة لإسرائيل والتي أعلنها فانس، وبالمقابل فإنّ رأس الدبلوماسية الأميركية سيسمع الكلام نفسه الذي أعلنه نتنياهو.
كل ذلك يعني أنّ المنطقة أمام تحوّل جديد، وأنّ لبنان هو الحلقة الأضعف بين دول المنطقة، بدليل أنّه لا يملك من مفاتيح القرار ما يمكّن الرهان عليه لتجنّب الخطر الذي يتهدّده، وضمان عدم العودة إلى الحرب، وأنّ سيل المسيّرات التي حلّقت في الأجواء اللبنانية طوال الأول من أمس يشي بأنّ لبنان متروك إلى قدَره، وأن لا شيء محسوماً بعد، لا في مسألة حصرية السلاح ولا بموضوع الإصلاحات التي تسمح بالإفراج عن المساعدات التي وُعِد بها منذ عودة انتظام السلطة، وانتخاب رئيس جمهورية، وتشكيل الحكومة.
مصادر مراقِبة نصحت المسؤولين اللبنانيين بإطلاق حملةٍ دبلوماسية واسعة تشمل كل عواصم القرار الدولي بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية وانتهاءً بالفاتيكان وحتى إيران، وذلك لشرح الموقف اللبناني في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بنقل سيناريو غزّة إلى لبنان، وذلك من أجل العمل على تجنّب ما قد تُقدم عليه إسرائيل بذريعة عدم قدرة الدولة على حلّ مسألة السلاح لأنّ حزب الله يرفض رفضاً قاطعاً المسّ بسلاحه، وقد أعلن ذلك أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، أكثر من مرّة.
المصادر تمنّت على المسؤولين اعتماد سياسة جديدة في التعاطي مع الملفات المصيرية، وعدم الدوران في الدائرة المفرغة، وتجنّب الغوص في التحليلات السياسية التقليدية لأنّها لن توصل إلى شيء فهناك مطلب حصرية السلاح، أو بكلامٍ أوضح نزع سلاح حزب الله. وقد تعهّد رئيس الجمهورية، جوزاف عون، في خطاب القسم بحلّ هذه المسألة ونزع فتيل الحرب. كما أكّد على ذلك أيضاً البيان الوزاري للحكومة التي نالت الثقة على أساسه، وأنّ أي استدارةٍ خارج هذا الموضوع من شأنها أن تعرّض لبنان إلى انتكاسةٍ أمنيةٍ لا تُحمدُ عقباها.
المصادر دعت المسؤولين إلى وقفةٍ مسؤولة لتجنيب لبنان الكأس المرّة قبل فوات الأوان، وقالت إنّه حتى لو تبيّن للمسؤولين أنّ الكلمة الفصل بموضوع السلاح هي لإيران وليس لحزب الله فلا شيء يمنع أن تتولى الحكومة وأركان الدولة فتح حوارٍ مع إيران لحل هذا الموضوع، وتحميلها مسؤولية ما قد يتعرّض له لبنان انطلاقاً من الحرص على بيئة حزب الله أولاً وعلى لبنانً ثانياً. فالوضع خطير، ولم يعد يحتمل وهناك العديد من سكّان الضاحية والمناطق الشيعية الذين بدأوا يفكّرون بتغيير أماكن سكنهم. فالمسالة برأي المصادر تحتاج إلى موقف، ولم تعد تنفع معها سياسة المهدّئات والمزايدات والهروب إلى الأمام.
عون يؤكد على حق المغتربين بالانتخاب
وسط الانقسام القائم حول تعديل المادة 112 من قانون الانتخابات النافذ حضر هذا الملف أمس الأربعاء في القصر الجمهوري في لقاء رئيس الجمهورية مع ممثّلين عن النواب ال 68 المطالِبين بتعديل هذه المادة. وفي السياق أكّد الرئيس عون أنّ من حق المغتربين أن يكون لهم الدور التشاركي في القرار السياسي من خلال الاقتراع للنواب ال 128 مشدّداً على إجراء الانتخابات في موعدها.
وفي السياق أشارت مصادر حكومية لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ المشروع المقدّم من وزير الخارجية يوسف رجي لتعديل المادة 112 سيكون على طاولة مجلس الوزراء في أول جلسة للحكومة بعد جلسة اليوم.
سلام الى الفاتيكان
أوساط رئيس الحكومة كشفت لِلأنباء الإلكترونية أنّ الرئيس نوّاف سلام سيتوجه إلى الفاتيكان في الساعات المقبلة للقاء البابا لاون الرابع عشر لشكره على لفتته الدائمة تجاه لبنان، وضمان حمايته من التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، والتنسيق لزيارة البابا إلى لبنان أواخر الشهر المقبل.
البساط، لا شطب لأموال المودعين
في الشأن الاقتصادي أعلن وزير الاقتصاد، عامر البساط، أنّه لن يكون هناك شطب لأموال المودعين، وان لبنان يقف أمام مرحلة جديدة ودقيقة بعد سنوات صعبة، والعمل على الانتقال من إدارة الأزمات إلى البناء، وتحويل الواقع الصعب إلى مستقبل واعد.
محكمة العدل الدولية توصي بوصول المساعدات إلى غزّة
بعد استمرار إسرائيل بإقفال معبر رفح احتجاجاً على عدم تسلّمها جثامين كل الرهائن الذين قُتلوا في الحرب المدمّرة على غزة، طالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل تسهيل برنامج المساعدات الأممية، ومنها برنامج الأونروا بعد أن ثبت لها أن لا علاقة لأعضائها بحركة حماس.
"اللواء":
في وقت ترفع فيه إسرائيل الجهوزية للحرب، وتزخيم التدريب في القطاعات العسكرية كافة، تصاعدت وتيرة التجاذب السياسي والنيابي حول قانون الانتخاب المناسب لإشراك المغتربين اللبنانيين، في ضوء عدم شمول المقاعد الستة العملية، والاقتصار على انتخاب المنتشرين لـ128 نائباً في لبنان (وهو ما يطالب به الثنائي الشيعي) او انتخاب المغتربين 128 نائباً حيث هم في بلاد الانتشار، كما تطالب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وفريق من النواب التغييريين.
واستبعد مصدر مطلع ان يحضر الملف في جلسة مجلس الوزراء استناداً الى الكتاب الذي رفعه الى الامانة العامة للمجلس وزير الخارجية يوسف رجي، لتجنيب الحكومة تجاذبات هي بالغنى عنها، وهي ملتزمة باجراء الانتخابات في ضوء ما يقرره مجلس النواب، وفقاً للقانون الانتخابي المعمول به.
لكن، معلومات رسمية ذكرت لـ «اللواء» ان مشروع القانون المعجّل الذي قدمه وزير الخارجية يوسف رجّي للحكومة لإلغاء اقتراع المغتربين لستة نواب فقط، سيوضع على جدول أعمال جلسة الاسبوع لمقبل التي تلي جلسة اليوم الخميس، وأن الرئيس نواف سلام وعد رجي بذلك.
وافادت معلومات «اللواء» ان مشروع القانون قد يشهد نقاشات وربماخلافات في المواقف تؤدي الى تأجيله، إلّا اذا تم التصويت عليه فيمر بالاكثرية ولو عارضه نواب الثنائي الشيعي، خاصة اذا كان رئيس الجمهورية جوزاف عون موافقاً على عرضه واقراره.لكن يبقى «الغربال» في المجلس النيابي.
مجلس الوزراء
ويعقد مجلس الوزراء عند الثالثة من بعد ظهر اليوم جلسة في بعبدا، لمناقشة واقرار مشاريع وبنود ابرزها: تعديل ولاية حاكم مصرف لبنان، ومنع شطب الودائع بالاضافة الى مشاريع تتعلق بالاصلاح المصرفي واستكشاف النفط في الرقعة 8 وترسيم الحدود مع قبرص، كما سيجري البحث في اجراء تعيينات ادارية وشؤون مالية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان مجلس الوزراء اليوم في القصر الجمهوري قد يتناول ما سجل من مواقف بالنسبة الى موضوع التفاوض واشارت الى انه قد يتم استعراض ما جرى في خلال الايام الأخيرة ومنها مواقف الموفد الأميركي توم باراك.
وأكدت ان الجلسة لن تتخذ اي قرار في هذا الموضوع انما قد تقاربه فضلا عن مناقشة الوضع العام والهواجس في ضوء الحديث عن سيناريوهات سلبية تتصل بعودة الحرب.
الى ذلك لا يزال الوقت مبكرا لعرض التقرير الثاني لقيادة الجيش حول خطة تطبيق حصرية السلاح.
في ملف الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، ما زال لبنان يرزح تحت ضغط العدوان الاسرائيلي بالغارات التي تستهدف المواطنين، وبالتحليق المكثف للطيران فوق بيروت وكل المناطق الاخرى، من دون إيجاد وسيلة للجمه لا عبر الاتصالات مع الجهات الدولية ولا عبر لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار «الميكانيزم»، التي تردد انها ستعقد اجتماعا على الأرجح يوم الأربعاء المقبل، واحتمال مشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس فيه. فيما دار امس حديث في الاعلام الاسرائيلي عن زيادة التصعيد العسكري ضد لبنان ومنع عودة المواطنين الجنوبيين و تحويل المنطقة الحدودية الى منطقة خالية من السلاح، ما لم يتدخل الجانب الاميركي لحسم موضوع سلاح حزب االله.
وبالنسبة للتواصل الفرنسي – الاميركي الذي جرى مؤخراً في باريس بين وزير الخارجية جان نويل بارو والموفد الاميركي توك براك فلم لم يصل الى نتيجة لوقف الاعتداءات حسبماعلمت «اللواء» من مصادردبلوماسية متابعة عن قرب، بينما تم التركيز في اللقاء على تسريع انعقاد مؤتمردعم الجيش الذي ثبت حصوله مبدئياً في تشرين الثاني المقبل في العاصمة السعودية الرياض مالم تطرأ تطورات سياسية تؤخر انعقاده. وتردد في هذا المجال ان براك قد يزورلبنان اواخر الشهر المقبل.
وافادت المصادر: ان بعض الجهات الدولية تطالب بمعلومات تفصيلية عما يقوم به الجيش في جنوبي نهر الليطاني لجمع السلاح وانهاء المظاهر المسلحة، وعمّا يحتاجه الجيش تفصيلياً من عتاد وعديد لإستكمال مهمته وانتشاره في باقي مناطق الجنوب والتي تحول قوات الاحتلال الاسرائيلي دون اتمام هذا الانتشار.
هذا وواصل براك امس بث رسائله «الملغومة» نحو لبنان، وإستذكر تفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، وعلّق على منصة «إكس» قائلاً: قُتل 241 من مشاة البحرية الأميركية والبحارة والجنود، و58 عسكريّاً فرنسيّاً، وستة مدنيين لبنانيين عندما دمّر انتحاري ثكنة مشاة البحرية في بيروت، في واحدة من أعنف الهجمات على الأميركيين في الخارج.
وأضاف: نُخلّد ذكراهم بتذكّر الدرس: على لبنان أن يحلّ انقساماته ويستعيد سيادته. ولا تستطيع أميركا ولا ينبغي لها أن تكرر أخطاء ذلك الماضي!.
وتم امس الاعلان عن وجود وفد عسكري اميركي في لبنان، استقبله قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وضم قائد قوة المهام المشتركة للعمليات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية اللواء مايسون آر- دولا مع وفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآخر التطورات.
سلام لتحوُّل حزب الله إلى حزب سياسي
وفي المواقف، وفي حديث الى مجلّة «باريس ماتش»، اكد سلام أن حزب الله يجب أن يمارس نشاطه بشكل طبيعي من دون أن يحتفظ بميليشيا مسلّحة. وفي ما يتعلّق بملف نزع سلاح «حزب االله»، أوضح الرئيس سلام أن الهدف واضح وهو استعادة احتكار الدولة للسلاح جنوب نهر الليطاني خلال 3 أشهر، وقال إنّ ذلك سيتم عبر عملية متعدّدة المراحل تهدف في النهاية إلى تحويل «حزب االله» إلى حزب سياسي من دون جناح مسلّح.وشدّد على ضرورة احترام وقف إطلاق النار مع إسرائيل ونزع سلاح الحزب.
وقال: أن لبنان بحاجة إلى مساعدة دولية عاجلة لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الإصلاحات الهيكلية أساسية للخروج من حالة الفوضى، لاسيما في القطاعين المالي والقضائي.
وتطرّق سلام في حديث لمجلة «باريس ماتش» إلى الموقف اللبناني من خطّة السلام في الشرق الأوسط التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مؤكّداً أن بيروت أبدت ترحيباً إيجابياً بالخطّة التي تتضمّن مساعدات إنسانية عاجلة لغزة واعترافاً بضرورة التوصّل إلى حلّ الدولتين.وعبّر عن قلقه من نيات إسرائيل، قائلاً: أعتقد أن نتنياهو يتعامل مع الحرب كما يتعامل المرء مع ركوب الدراجة، إذا توقّف، يسقط.
وأشار إلى أن الوضع الحالي يتّسم بـ»حرب استنزاف» على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تُرهق الطرفين. أما في خصوص الحوار المحتمل بين لبنان وإسرائيل، فأوضح سلام أنّ «ما نطالب به اليوم هو التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار المعلن في تشرين الثاني الماضي، إذ لم ينسحب الإسرائيليون بالكامل بعد».
وردّاً على المبادرات الفرنسية لدعم الجيش اللبناني وإعادة إعمار البلاد، عبّر سلام عن أمله معوّلاً كثيراً على هاتين المؤتمرين»، وقال: جيشنا يفتقر إلى الموارد.
كما شدّد على أن المساعدة الدولية ستكون حاسمة في ظل واقع يعيش فيه أكثر من 74% من اللبنانيين تحت خط الفقر.
وحول الانهيارالاقتصادي، شدّد سلام على أن جميع الأولويات يجب أن تُعالج بالتوازي لأن القضايا مترابطة.وأشار إلى أن حكومته تعمل على مجموعة من الإصلاحات الأساسية، أبرزها: قانون مصرفي جديد، قانون لتوزيع الخسائر، إصلاح استثنائي للوظيفة العامة وتعزيز استقلالية القضاء.
وفد نيابي عند عون
وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون امس، وفدا من النواب الموقّعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين، في بداية جولة تشمل لاحقا رئيس الحكومة وشخصيات اخرى، وضم الوفد النواب غسان حاصباني، أشرف ريفي، ملحم الرياشي، ميشال معوض، الياس حنكش، جورج عقيص، ميشال الدويهي، وضاح الصادق ومارك ضو، الذين عرضوا لرئيس الجمهورية الغاية من طرحهم ووجهات نظرهم التي تركزت على «ضرورة تمكين المنتشرين من الاقتراع في اماكن اقامتهم في الخارج» .
وتلا النائب غسان حاصباني بيانا باسم النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين جاء فيه: «نحن، مجموعة من النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين، وبعد زيارتنا اليوم فخامة رئيس الجمهورية، نعلن ما يلي:
«كنّا قد تقدّمنا في التاسع من أيار باقتراح قانون معجّل مكرّر يرمي إلى تصحيح الخلل في قانون الانتخابات النيابية المتعلّق بتصويت اللبنانيين المنتشرين في الخارج، وقد حاز هذا الاقتراح تأييد 67 نائباً. ومع ذلك، لم يُدرج حتى الآن على جدول أعمال الهيئة العامة لمجلس النواب. كما كنا قد وجّهنا عريضة نيابية إلى دولة رئيس مجلس النواب طالبنا فيها بإدراج الاقتراح للنقاش والتصويت، غير أنّ هذه المطالب لم تلقَ التجاوب المطلوب حتى الساعة.
واليوم، جئنا إلى فخامة رئيس الجمهورية وتداولنا معه في ضرورة معالجة الخلل القائم في قانون الانتخابات النيابية الحالي، ولا سيّما في ما يتعلّق بحق اللبنانيين المنتشرين حول العالم بالمشاركة في العملية الانتخابية من خلال التصويت للنواب في دوائر نفوسهم.وقد تمنّينا على فخامته الطلب من الحكومة المبادرة، وبأسرع وقت، إلى إعداد وإرسال مشروع قانون عاجل بمرسوم إحالة إلى مجلس النواب لتصحيح هذا الخلل، خصوصاً بعد أن كانت الحكومة نفسها قد أشارت سابقاً إلى الغموض والالتباس القانوني الذي يعتري النص الحالي، لا سيّما في ما يتعلق بتوزيع المقاعد الستة المخصصة للمغتربين على القارات».
وبالمقابل، ابلغ رئيس الجمهورية الوفد انه: من حق المنتشرين اللبنانيين بأن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني من خلال صندوق الإقتراع، ونحن متمسكون بمسلمتين اساسيتين؛ اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووجوب مشاركة المنتشرين فيها.
وأشار الى «المعوقات والصعوبات في تحقيق الإقتراع لممثلين عن القارات الست من الناحيتين التقنية والتنفيذية التي تحول دون تمكن وزارة الداخلية من تحقيق هذا النوع من الإقتراع»، ذكر بكلام وزير الداخلية في هذا الإطار، والذي سبق له وإستعرض هذه المعوقات شارحا إياها امام النواب.
وبالتوازي، استقبل الرئيس سلام النائب غسان سكاف الذي قال بعد اللقاء: بحثنا بعدة مواضيع منها الانتخابات النيابية واقتراح تأجيل الانتخابات الى 15 تموز المقبل ليتسنى للمغتربين أن يأتوا الى لبنان للمشاركة في الاقتراع، خاصة وأنه تلوح في الأفق تسوية لألغاء النواب ٦ في الاغتراب وتصويت المغتربين لـ128 نائبا في مقر إقامتهم في الخارج.
واعلنت «المجموعات الاغترابية» في بيان، أن «ممثلين عنها يتابعون لقاءاتهم مع عدد من سفراء لبنان في الخارج، والتقوا أمس الاول سفيرة لبنان في الولايات المتحدة الأميركية ندى حمادة معوّض، وتابعوا امس بلقاء سفير لبنان في الإمارات العربية المتحدة طارق منيمنة، على أن يستكملوا جولتهم لاحقا في عدد من العواصم والمدن التي تضم جاليات لبنانية فاعلة».
وأشارت إلى أنه «خلال هذه اللقاءات، يسلم الممثلون السفراء رسالة تطالب بضمان حق اللبنانيين المغتربين في الاقتراع وفق أماكن قيدهم، إسوة بالمقيمين، باعتباره حقا دستوريا أساسيا يعزز مبدأ المساواة والانتماء الوطني».
العدوان باكراً شهيد وقصف وقنابل
واستفاق اللبنانيون مع ساعات الصباح الاولى على استئناف الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاته على الجنوبيين واعلن عن شهيد استهدفت دراجته بمسيرة في عين قانا الجنوبية.
والشهيد هو عيسى كربلا من بلدة عين قانا. وكان قد أوصل ابنه علي الاكبر (6 سنوات) الى مدرسة المهدي في كفرفيلا وهو طالب فيها في الصف الاول ابتدائي، وعاد لزيارة ضريح ابنه مهدي في جبانة البلدة (والذي قضى منذ اشهر قليلة بحادثة مؤسفة)، عندما اطلقت باتجاهه مسيرة معادية صاروخاً، وهي كانت تحلق منذ ساعات الصباح الاولى في اجواء المنطقة، مما ادى الى ارتقائه على الفور، واشتعال النيران بالدراجة. وكان ابنه ما زال على باب المدرسة وسمع صوت الانفجار فركض نحو الصوت ليجد والده مضرجا بدمه محترقا.
وزعمت رئيسة قسم الإعلام العربي ونائبة قائد وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال «كابتن إيلا»، ان الشهيد هو» قائد فصيل قوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة عين قانا، وكان ضالعًا في نقل وسائل قتالية داخل لبنان وسعى إلى دفع مخططات ضد دولة إسرائيل. أنشطته شكّلت خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. وختمت: يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي عملياته لإزالة أي تهديد ولحماية أمن دولة إسرائيل. «.
تزامنت الغارة مع تحليق مكثف لطيران الاحتلال في اجواء الجنوب وبعلبك والهرمل، كما حلقت طائرة MK على علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية ومناطق جبل لبنان. ثم عاد للتحليق بكثافة قبل الغروب فوق مناطق الدوير والشرقية والنميرية وتول والكفور وحاروف وجبشيت وانصار على علو منخفض.
والقت مسيرة معادية قنبلة صوتية على بلدة الناقورة. كما ألقت محلقة معادية قنبلة صوتية مستهدفة محيط احد رعاة الماشية في منطقة “رباع التبن”، جنوب بلدة كفرشوبا.
من جهة ثانية، فكّك الجيش اللبناني جهاز تصوير وتجسس زرعه جيش الاحتلال الاسرائيلي، في مرتفعات جبل سدانة بين بلدتي شبعا وكفرشوبا
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مناورات واسعة للفرقة 91 قرب الحدود مع لبنان، ودعا رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير خلال تفقده المناورة، الى «الحفاظ على الجاهزية والتأهب بالجبهة الشمالية».وقال: «إلى جانب استمرار العمل العملياتي، وإحباط التهديدات، والحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة، عليكم العودة للتدريب ورفع الجاهزية للحرب في جميع القطاعات».
وأكدت اليونيفيل، عبر حسابها على منصّة «إكس»، أنّها تواصل بالتنسيق اليومي مع الجيش اللبناني تنفيذ دوريات مشتركة، بهدف تعزيز الاستقرار وضمان أمن المجتمعات في جنوب لبنان.وأشارت إلى أنّ «ترسيخ سلطة الدولة اللبنانية في الجنوب يمثل ركناً أساسياً للوصول إلى الهدف المنشود من القرار 1701، والمتمثل في وقف دائم لإطلاق النار واستقرار مستدام».
وشدّدت اليونيفيل على أنّ «كل خرق — مهما كان حجمه — يحمل تأثيراً سلبياً على المسار نحو الاستقرار، لافتةً إلى أنّ قواتها تقوم برصد الانتهاكات وتوثيقها بالتعاون مع الجيش اللبناني، في إطار الجهود المبذولة لإعادة الهدوء إلى المنطقة» .
"البناء":
حفلت وسائل التواصل الاجتماعي في أميركا بالتعليقات الساخرة من تقلبات مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد إعلانه إلغاء القمة التي مهّد لعقدها بينهما وقرّر لأجلها التراجع عن تسليم صواريخ توماهوك لأوكرانيا، وأنهى اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بتوتر وكلمات نابية، كما قال زيلينسكي للمستشار الألماني ورئيس حكومة بريطانيا، ولم يقدم ترامب أي تفسيرات لقرار الإلغاء سوى القول إنه شعر بأنه لا يجب أن يعقد قمة مع بوتين وإنه من الأفضل العودة إلى العقوبات على روسيا، بعدما أعلن وزير حزانته فرض عقوبات مشددة على روسيا وصرّح مسؤولون في إدارته أن قيوداً رئيسية سوف يتم رفعها على استخدام أوكرانيا للصواريخ البعيدة المدى الأميركية الصنع التي سبق تزويدها بها.
بالتوازي مع التعثر في ملف إنهاء الحرب في أوكرانيا يواجه ترامب تحديات النجاح في تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، حيث يصارح أركان إدارة ترامب الذين تجمعوا في كيان الاحتلال مع قرب وصول وزير خارجية أميركا ماركو روبيو إضافة إلى وجود نائب الرئيس جي دي فانس والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، وتتركز المساعي الأميركية على ضمان انطلاق المرحلة الثانية من خطة ترامب، في ظل اليقين بلا جدوى العودة إلى الحرب، والخشية من استمرار الوضع الراهن، حيث تسيطر حركة حماس على الأمن والإدارة في غزة، بينما البديل الوحيد وفقاً للرؤية الأميركية هو الاتفاق مع حركة حماس وقوى المقاومة على تركيبة القوة الدولية والشرطة الفلسطينية التي تقبل بتسهيل مهمة انتشارها. وهنا تظهر العقدة الخاصة بموقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يرفض أدواراً في غزة لكل من تركيا التي يسعى لإضعافها في سورية، ومصر التي يعترض على نشر جيشها في سيناء وقطر التي يتهمها بدعم حماس وتمويلها، بينما تقول واشنطن إن هذه الثلاثية هي البديل الوحيد كنواة لدور دولي إقليمي يزيح صورة سيطرة حماس عن غزة.
في لبنان على إيقاع التهديدات التي أطلقها المبعوث الأميركي توماس برّاك بحرب إسرائيلية وشيكة ما لم يذهب لبنان إلى تفاوض مباشر مع كيان الاحتلال وما لم ينزع سلاح المقاومة، حسم النقاش حول الأمرين بموقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري يعتبر أن إطار التفاوض هو اللجنة الخماسية العسكرية المسماة بالميكانيزم المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الحل هو تنفيذ الاتفاق وفق بنوده وتسلسلها دون تحريف، وبعدما نفذ لبنان ما عليه على الاحتلال تنفيذ موجباته ليتم الانتقال إلى المرحلة الثانية.
فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان مع استمرار تحليق المُسيرات الإسرائيلية بكثافة في الأجواء اللبنانية، تترقب الأوساط الرسمية زيارة الموفدين الأميركيين إلى لبنان لكشف حقيقة الموقف الأميركي من الملف اللبناني والمفاوضات للتوصل إلى حلّ يوقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي المحتلة واستعادة الأسرى، بينما برزت بوادر صراع سياسي كبير حول قانون الانتخاب بعدما نقلت القوات اللبنانية والكتائب ونواب من قوى التغيير المعركة إلى مجلس الوزراء بعدما سد رئيس مجلس النواب نبيه بري طريق المجلس أمامهم.
ووفق معلومات «البناء» فإنّ مسؤولين أميركيين سيصلون تباعاً إلى لبنان مطلع الشهر المقبل وفي مقدّمهم السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى وقد تحضر الموفدة مورغان أورتاغوس أيضاً بعد فكّ الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لإعادة إحياء ملف التفاوض بين لبنان و»إسرائيل»، كما قد يزور توم برّاك أيضاً لبنان لتسليم المسؤولين اللبنانيين رسائل من الإدارة الأميركية حول رؤيتها للواقع الجديد بشأن سلاح حزب الله وتطبيق اتفاق 27 تشرين وفق ترتيبات أمنية جديدة. وتوقعت المصادر أن تحمل الزيارات الأميركية مقترحات جدية لحل الأزمة بين لبنان و»إسرائيل».
وأشارت مصادر رسمية لـ»البناء» إلى أنّ لبنان لم يتبلغ رسمياً بأيّ موعد لزيارة أميركية إلى لبنان، لكن الاتصالات التي تجريها مرجعيات رئاسية بمسؤولين أميركيين ولقاءات بعض النواب في الخارج تؤشر إلى أنّ زيارات أميركية عدة إلى لبنان ستحصل مطلع الشهر المقبل.
وأشار المبعوث الأميركي توم برّاك، في تصريح له، إلى أن «في 23 تشرين الأول 1983، قُتل 241 من مشاة البحرية الأميركية والبحارة والجنود، و58 من العسكريين الفرنسيين، وستة مدنيين لبنانيين، عندما فجّر انتحاريّ ثكنة مشاة البحرية في بيروت»، لافتاً إلى أنه «أحد أكثر الهجمات دموية على الأميركيين في الخارج». وأكد برّاك، أن «نحن نُكرّم ذكراهم بتذكّر الدرس: على لبنان أن يحلّ خلافاته بنفسه ويستعيد سيادته»، مضيفاً «لا يمكن لأميركا ـ ويجب ألا تكرّر أخطاء الماضي».
بدوره، دعا المتحدث باسم الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو في اللقاء الدوري مع الإعلام، «»إسرائيل» إلى احترام كامل التزاماتها ضمن إطار وقف إطلاق النار والانسحاب من نقاط تمركزها الخمس في جنوب لبنان».
وقال: «إنّ فرنسا، ومنذ أشهر طويلة، تقف إلى جانب لبنان ونحن نبذل كلّ ما في وسعنا للحفاظ على اتفاق 27 تشرين الثاني 2024. أما بشأن الضربات الإسرائيلية، فنحن ندين بأشدّ العبارات جميع الضربات التي تقتل المدنيين».
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أنّ التواصل دائم بين الفرنسيين والسعوديين للبحث بسبل دعم أمن لبنان واستقراره وبذل الجهود الدبلوماسية مع الأميركيين لإلزام «إسرائيل» بوقف اعتداءاتها على لبنان والانسحاب ووقف التصعيد على الحدود.
كما علمت «البناء» أنّ رئيس الجمهورية يُجري اتصالات بمسؤولين أميركيين لتسجيل اعتراض لبنان على الاعتداءات الإسرائيلية وممارسة الولايات المتحدة الضغوط على «إسرائيل للانسحاب ووقف الخروقات وإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار ولجنة الإشراف على تطبيقه. كما سجلت اتصالات بين مسؤولين سياسيين وعسكريين رسميين لبنانيين بأعضاء لجنة «الميكانيزم» لا سيما الأميركي والفرنسي للاستفسار عن الاستباحة الجوية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية والتقصير في أداء هذه اللجنة ودورها حيال الاعتداءات الإسرائيلية.
ووفق مصادر إعلامية فإن لا اقتراح واضحاً حول ملف التفاوض بل أفكار عدة وصلت إلى لبنان مربوطة بالتلويح بعودة التصعيد، وأن الأميركيين أوصلوا رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين بأنه في حال عدم تجاوب لبنان فإن خيار عودة التصعيد قائم دون أن يعني ذلك عودة الحرب بل توسّع الضربات الإسرائيلية إلى مناطق متفرقة.
إلى ذلك، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، حيث نفذت مُسيّرة إسرائيلية قرابة الثامنة والربع من صباح أمس غارة بصاروخ موجّه مستهدفة دراجة نارية على طريق الجبانة القديمة في بلدة عين قانا في منطقة إقليم التفاح، ما أدّى إلى استشهاد الشاب عيسى أحمد كربلا (هادي). وكان كربلا أوصل ابنه علي الأكبر (6 سنوات) إلى مدرسة المهدي في كفرفيلا وهو طالب فيها في الصف الاول الابتدائي، وعاد لزيارة ضريح ابنه مهدي في جبانة البلدة (والذي قضى منذ أشهر قليلة بحادثة مؤسفة)، عندها أطلقت باتجاهه مُسيّرة معادية صاروخاً، وهي كانت تحلق منذ ساعات الصباح الأولى في أجواء المنطقة، مما أدّى إلى استشهاده على الفور، واشتعال النيران بالدراجة.
وزعمت رئيسة قسم الإعلام العربي في جيش الاحتلال ونائبة قائد وحدة المتحدث باسم الجيش، كابتن إيلا عبر حسابها على منصة «اكس» أنّ «عيسى أحمد كربلا، قائد فصيل في قوة الرضوان في منطقة عين قانا، وقام الجيش الإسرائيلي بتصفيته»، مدّعية أنه «كان ضالعاً في نقل وسائل قتالية داخل لبنان وسعى إلى دفع مخططات ضد دولة «إسرائيل». أنشطته شكّلت خرقاً للتفاهمات بين «إسرائيل» ولبنان».
في الإطار نفسه، تفقد رئيس أركان جيش الإسرائيلي، إيال زامير، مناورة للفرقة 91 في الحدود الشمالية. وقال للعسكريين، «إلى جانب استمرار العمل العملياتي، وإحباط التهديدات، والحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة، عليكم العودة للتدريب ورفع الجاهزية للحرب في جميع القطاعات».
ومساء أمس، حلقت مُسيرة إسرائيلية على علو منخفض فوق منطقة راشيا.
وأشار رئيس الحكومة نواف سلام، في حديث مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية إلى «أنني أعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى الحرب كما يرى ركوب الدراجة: إن توقّف سيسقط. ولهذا أنا قلق من الوضع؛ فعلى الحدود مع لبنان نواجه حرب استنزاف، ليست حرباً شاملة، لكنها حرب تُنهك الجميع».
وقال: «ما نطالب به اليوم هو التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار الذي أُعلن في تشرين الثاني الماضي، والذي لم يُحترم بعد. الإسرائيليون لم ينسحبوا بالكامل، فما زالوا يحتلون عدداً من النقاط في الجنوب ويحتجزون أسرى لبنانيين. ولكي يكون وقف إطلاق النار فعلياً، يجب تنفيذه لا الاكتفاء بإعلانه».
ولفت إلى أن «الهدف النهائي واضح: استعادة الدولة احتكارها للقوة المسلحة، كما نصّ اتفاق الطائف عام 1989، وهذا يعني أنه في نهاية المطاف، يجب على حزب الله ـ شأنه شأن أيّ جهة أخرى ـ أن يعود حزباً سياسياً عادياً بلا جناح عسكري».
في المواقف الرسميّة أيضاً دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله وفداً من الأحزاب الشبابية والمنظمات الطالبية في لبنان، إلى الخروج من الخلافات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه، «فاقتصاد لبنان في الماضي كان من أقوى الاقتصادات في العالم، وكذلك عملته الوطنية، والانحدار الذي وصلنا إليه، نحن من يتحمّل مسؤوليته، وعلينا أن نأخذ العبر مما حصل، كي لا نكرر أخطاء الماضي».
وعشية جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا بجدول أعمال مؤلف من 40 بنداً معظمها اقتصاديّ وماليّ، استقبل الرئيس عون النواب الموقّعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين. وقال النائب غسان حاصباني باسم الوفد: «تمنّينا على فخامته الطلب من الحكومة المبادرة، وبأسرع وقت، إلى إعداد وإرسال مشروع قانون عاجل بمرسوم إحالة إلى مجلس النواب لتصحيح هذا الخلل في قانون الانتخاب، خصوصاً بعد أن كانت الحكومة نفسها قد أشارت سابقاً إلى الغموض والالتباس القانوني الذي يعتري النص الحالي، لا سيّما في ما يتعلق بتوزيع المقاعد الستة المخصصة للمغتربين على القارات».
وقال رئيس الجمهورية لوفد النواب: من حق المنتشرين اللبنانيين بأن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني من خلال صندوق الاقتراع ومتمسكون بمسلمتين أساسيتين؛ إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووجوب مشاركة المنتشرين فيها.
ووفق المعلومات فإنّ الرئيس سلام سيعمد إلى إدراج اقتراح القانون الذي تقدّم به وزير الخارجية يوسف رجي في الجلسة الوزارية المقبلة مع تصاعد ضغط نواب الأكثرية النيابية على رئيس الحكومة.
"الشرق":
مع ان الملفات الساخنة الأمنية منها والسياسية لا سيما التفاوض مع اسرائيل والتحذيرات الاميركية من مغبة عدم حصر السلاح بيد الدولة سريعاً ما زالت تظلل المشهد اللبناني الداخلي، الا ان الاستحقاق الانتخابي بدأ يتصدر الأولويات تدريجياً، في ظل موقف حاسم لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اكد فيه على مسلمتين اساسيتين، اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووجوب مشاركة المنتشرين فيها، وفي ضوء معلومات عن ادراج مشروع القانون المعجّل الذي قدمه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي لإلغاء اقتراع المغتربين لستة نواب فقط على جدول أعمال الجلسة التي تلي جلسة الخميس المقبل.
لعدم تكرار الاخطاء
فقد دعا عون خلال استقباله، وفداً من الأحزاب الشبابية والمنظمات الطلابية في لبنان، الى الخروج من الخلافات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل اليه، “فاقتصاد لبنان في الماضي كان من اقوى الاقتصادات في العالم، وكذلك عملته الوطنية، والانحدار الذي وصلنا اليه، نحن من يتحمل مسؤوليته، وعلينا أن نأخذ العبر مما حصل، كي لا نكرر أخطاء الماضي”.
الطلب الى الحكومة
الى ذلك، وعشية جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا غدا ليس ملف الانتخابات مدرجا على جدول اعمالها المؤلف من 40 بندا معظمها اقتصادي ومالي، استقبل الرئيس عون النواب الموقّعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين. وقال النائب غسان حاصباني باسم الوفد : جئنا إلى فخامة رئيس الجمهورية وتداولنا معه في ضرورة معالجة الخلل القائم في قانون الانتخابات النيابية الحالي، ولا سيّما في ما يتعلّق بحق اللبنانيين المنتشرين حول العالم بالمشاركة في العملية الانتخابية من خلال التصويت للنواب في دوائر نفوسهم. وقد تمنّينا على فخامته الطلب من الحكومة المبادرة، وبأسرع وقت، إلى إعداد وإرسال مشروع قانون عاجل بمرسوم إحالة إلى مجلس النواب لتصحيح هذا الخلل، خصوصاً بعد أن كانت الحكومة نفسها قد أشارت سابقاً إلى الغموض والالتباس القانوني الذي يعتري النص الحالي، لا سيّما في ما يتعلق بتوزيع المقاعد الستة المخصصة للمغتربين على القارات. وانطلاقاً من حرصنا على إنجاز الاستحقاق الدستوري في موعده وبشكلٍ شفاف ومتوازن، نناشد فخامة الرئيس تبنّي هذه القضية الوطنية المحقة، لما تمثّله من خطوة أساسية في إعادة الحق إلى اللبنانيين المنتشرين في العالم بالمشاركة في تقرير مصير وطنهم، ولا سيّما أن قسماً كبيراً منهم اضطر إلى مغادرة لبنان قسراً نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية الصعبة. إنّ اللبنانيين المنتشرين حول العالم يشكّلون ركيزة أساسية من ركائز الوطن، ولهم دور محوري في دعم اقتصاده واستقراره، كما أنّ لهم الحق الكامل في المشاركة بتحديد مستقبلهم ومستقبل بلدهم عبر صناديق الاقتراع. من هنا، ندعو فخامة رئيس الجمهورية إلى مواصلة جهوده الوطنية وحثّ الحكومة على تحمّل مسؤولياتها في هذا الظرف الدقيق، والمبادرة فوراً إلى إحالة مشروع القانون المعجّل إلى مجلس النواب، تأكيداً على مبدأ المساواة بين جميع اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، وصوناً لحقهم بالمشاركة في صنع القرار الوطني.”
مسلمتان
وقال رئيس الجمهورية لوفد النواب: من حق المنتشرين اللبنانيين بأن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني من خلال صندوق الإقتراع ومتمسكون بمسلمتين اساسيتين؛ اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووجوب مشاركة المنتشرين فيها.
براك بستذكر
من جهته استذكر الموفد الأميركي توم برّاك تفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في 23 تشرين الأول 1983، وعلّق على منصة “إكس” قائلاً: “قُتل 241 من مشاة البحرية الأميركية والبحارة والجنود، و58 عسكريّاً فرنسيّاً، وستة مدنيين لبنانيين عندما دمّر انتحاري ثكنة مشاة البحرية في بيروت، في واحدة من أعنف الهجمات على الأميركيين في الخارج”.
أضاف: “نُخلّد ذكراهم بتذكر الدرس: على لبنان أن يحلّ انقساماته ويستعيد سيادته”، مؤكداً أنّه “لا يمكن لأميركا – ويجب ألّا تُكرّر أخطاء الماضي”.
وكان برّاك قد أثار قضية نزع سلاح “حزب الله” مجدّداً الاثنين، وتطرّق إلى الورقة الأميركية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، قائلاً: “في وقت سابق هذا العام، قدّمت الولايات المتحدة خطة “الفرصة الأخيرة”، وهي إطار لنزع السلاح التدريجي، وتقديم حوافز اقتصادية تحت إشراف أميركي وفرنسي، وقد رفض لبنان تبنّيها بسبب تمثيل حزب الله ونفوذه داخل مجلس الوزراء. وبدلاً من ذلك، يحاول مجلس الوزراء اتخاذ خطوات نوايا حسنة، لكن إسرائيل ترفض ذلك تمامًا، قائلة إن “الخطاب لا يطابق الواقع”.
وحذّر من أنّه “إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الجناح العسكري لحزب الله سيواجه بلا شك مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوّة إسرائيلية وضعف إيراني غير مسبوق. وبالتوازي، سيواجه جناحه السياسي احتمال العزلة مع اقتراب انتخابات أيار/مايو 2026”.
سلام إلى الڤاتيكان في الأيام المقبلة
يزور رئيس الحكومة نواف سلام الڤاتيكان في الايام المقبلة، حيث يستقبله قداسة البابا لاوون الرابع عشر، قبيل زيارته الى لبنان نهاية تشرين الثاني المقبل. وتأتي الزيارة في اطار الحركة اللبنانية الناشطة في اتجاه الكرسي الرسولي بعد انتخاب البابا ومواكبة لمشروع السلام في المنطقة.
"الشرق الأوسط":
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون على التمسك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها (الربيع المقبل)، وعلى حق المغتربين اللبنانيين في الاقتراع، مع إقراره بوجود معوقات وصعوبات في انتخاب ممثلين لهم عن القارات الست.
وجاء كلام عون خلال استقباله وفداً نيابياً يمثل النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين، عرض له موضوع حق المغتربين اللبنانيين في الاقتراع، والنقاش الدائر حوله واقتراح قانون تصويت المغتربين الذي تقدم به هؤلاء النواب.
وقال عون: «نحن مع حق المنتشرين اللبنانيين بأن يكون لهم الدور التشاركي مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني»، مذكراً بكلمته أمام أعضاء الجالية اللبنانية في نيويورك بأن «لأبناء الانتشار اللبناني دوراً كشركاء في القرار السياسي في لبنان من خلال صندوق الاقتراع».
وشدد على «التمسك بمسلمتين أساسيتين في هذا الإطار، وهما إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، المقرر في شهر مايو (أيار) 2026، وعدم تأجيلها تحت أي ذريعة، ووجوب مشاركة المنتشرين في الانتخابات». واعتبر أن «على النواب الحاليين في المجلس النيابي لعب دورهم في تأكيد هاتين المسلمتين وتثبيتهما».
وإذ أشار إلى «المعوقات والصعوبات في تحقيق الاقتراع لممثلين عن القارات الست من الناحيتين التقنية والتنفيذية التي تحول دون تمكن وزارة الداخلية من تحقيق هذا النوع من الاقتراع»، ذكر بكلام وزير الداخلية أحمد الحجار في هذا الإطار، والذي سبق له أن استعرض هذه المعوقات شارحاً إياها أمام النواب.
وضم الوفد النواب غسان حاصباني، أشرف ريفي، ملحم الرياشي، ميشال معوض، إلياس حنكش، جورج عقيص، ميشال الدويهي، وضاح الصادق ومارك ضو، الذين عرضوا وجهات نظرهم التي تركزت على «ضرورة تمكين المنتشرين من الاقتراع في أماكن إقامتهم في الخارج».
تصحيح الخلل
بعد اللقاء، تلا النائب حاصباني بياناً باسم النواب الموقعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين، وقال: «كنا قد تقدمنا في التاسع من مايو باقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تصحيح الخلل في قانون الانتخابات النيابية المتعلق بتصويت اللبنانيين المنتشرين في الخارج، وقد حاز هذا الاقتراح تأييد 67 نائباً. ومع ذلك، لم يدرج حتى الآن على جدول أعمال الهيئة العامة لمجلس النواب. كما كنا قد وجهنا عريضة نيابية إلى رئيس مجلس النواب (نبيه بري) طالبنا فيها بإدراج الاقتراح للنقاش والتصويت، غير أن هذه المطالب لم تلقَ التجاوب المطلوب حتى الساعة».
مشروع معجل
من جانبه، لفت عقيص إلى أنهم تمنوا على الرئيس عون «الطلب من الحكومة المبادرة، وبأسرع وقت، إلى إعداد مشروع قانون معجل وإرسال بمرسوم إحالة إلى مجلس النواب لتصحيح هذا الخلل، خصوصاً بعد أن كانت الحكومة نفسها قد أشارت سابقاً إلى الغموض والالتباس القانوني الذي يعتري النص الحالي، لا سيما فيما يتعلق بتوزيع المقاعد الستة المخصصة للمغتربين على القارات».
وأضاف: «وانطلاقاً من حرصنا على إنجاز الاستحقاق الدستوري في موعده وبشكل شفاف ومتوازن، نناشد الرئيس تبني هذه القضية الوطنية المحقة».
الانقسام السياسي
وتنقسم القوى اللبنانية بين رافضي تعديل القانون الذي ينص على تخصيص 6 مقاعد للمنتشرين، وهي «حركة أمل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» من جهة، مقابل كتل حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية» و«اللقاء الديمقراطي» وعدد من النواب المستقلين ونواب التغيير من جهة أخرى، الذين تقدم عدد منهم باقتراحات لتعديل المادة التي عدّلت لمرة واحدة لوقف العمل بها في انتخابات عام 2022، وانتخب بموجبها المغتربون 128 نائباً، على أن يجري العمل بها في انتخابات عام 2026.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا