افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 31 25|08:36AM :نشر بتاريخ

الشرق الاوسط:

تجاوز لبنان الرسمي الأطر الدبلوماسية في التعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وخطا باتجاه الخطوات العسكرية، للمرة الأولى منذ عامين؛ إذ طلب الرئيس اللبناني جوزيف عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل تصدي الجيش لـ«أي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين».

وتمثّل الخطوة تطوراً كبيراً في مسار الآليات اللبنانية المعتمدة في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، والتي التزمت خلال السنوات الماضية، وتحديداً منذ اندلاع حرب الإسناد في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إطار الاحتجاج الدبلوماسي عبر إرسال شكاوى إلى مجلس الأمن، ومحاولة معالجة الخروقات عبر اللجنة الخماسية الموكلة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 (الميكانيزم).

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أن وحدة عسكرية إسرائيلية برية «توغلت داخل بلدة بليدا، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها، ما أدى إلى استشهاده».

وأكدت أن «ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي، وخرق سافر للسيادة اللبنانية، وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار (1701)، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين». وأضافت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه، أن «الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا».

وطلبت قيادة الجيش من لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) «وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية»، مشيرة إلى أن القيادة «تتابع باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل».

من جهتها، أعربت قوات «اليونيفيل» عن قلقها العميق إزاء التوغل الإسرائيلي المسلح في بليدا فجر الخميس. وقالت: «يمثّل هذا العمل الإسرائيلي شمال (الخط الأزرق) انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن الدولي (1701) ولسيادة لبنان».

تفويض محصور بالتوغلات

وقالت مصادر وزارية لبنانية مطلعة على الأجواء الأمنية، إن التفويض للجيش «محصور بإطار التوغلات البرية»، موضحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «التعليمات واضحة بالتصدي لأي توغل إسرائيلي بري ضمن المناطق المحررة»؛ ما يعني أنه لا يشمل الخروقات الجوية.

وقالت المصادر إن الانتهاكات بحق المدنيين «غير مقبولة»، شارحة أن الموظف الذي تم قتله أثناء أداء واجبه في مبنى البلدية، وهو مبنى رسمي، هو «موظف مدني، وبالتالي فإن التعدي طال المدنيين».

وفي رد على المخاوف من أن تتحول إلى مواجهة بين دولة ودولة، اكتفت المصادر الوزارية بالقول: «التعليمات واضحة: إذا تكرر التوغل داخل الأراضي اللبنانية، سيتصدى له الجيش».

رفض إسرائيلي

وجاء القرار الرسمي اللبناني بعد تضافر عاملين؛ أولهما الرفض الإسرائيلي للتعاون مع لجنة «الميكانيزم» لجهة التبليغ عن أي موقع مشتبه به، والثاني يتصل بالاحتقان الداخلي جراء الانتهاكات الإسرائيلية، والذي تعاظم بعد التوغل في بلدة بليدا.

وقالت مصادر مواكبة لاجتماع «الميكانيزم» يوم الأربعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش اللبناني طرح ضرورة تبليغ الجانب الإسرائيلي للجنة الخماسية عن أي خرق مشتبه به على الجانب اللبناني كي تعالجه وتتصرف حياله، لكن الجانب الإسرائيلي رفض ذلك، وأصر على أن الجيش الإسرائيلي «سيتصرف بمفرده حيال أي خرق أو اشتباه، وسيستمر بضرب عناصر مشتبه بأنها من (حزب الله) ومطاردتهم بمعزل عن أي آلية أخرى».

استنكار واسع

وأثار التوغل البري الإسرائيلي استنكاراً لبنانياً واسعاً، واعتبر الرئيس عون أن «هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الإسرائيلية العدوانية، أتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يُفترض ألا تكتفي بتسجيل الوقائع، بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي، ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية».

وقال رئيس البرلمان نبيه برّي في بيان: «إن ما حصل في بليدا والعديسة، والعدوان الجوي صباحاً على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي، وانتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الاستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة، بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة».

وأضاف: «إن اللحظة الراهنة تستدعي من جميع اللبنانيين استحضار كل عناوين الوحدة ودعم فخامة رئيس الجمهورية وموقفه الأخير حيال ما حصل اليوم».

كذلك، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن «التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها». وأعلن عن تضامنه «مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يومياً ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها». وقال: «‏نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا».

بدوره، شجب وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في بيان «الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في حق موظف بلدية بليدا»، معتبراً أن «هذا الاعتداء يُعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان». وشدد على «ضرورة وقف الاعتداءات بحق المدنيين والمنشآت العامة». وأكد «وقوف الوزارة إلى جانب أهالي بليدا والبلديات والموظفين في مختلف المناطق، الذين يواصلون عملهم رغم كل المخاطر والظروف الصعبة».

«حزب الله» يثمّن

من جهته، رأى «حزب الله» أن «العدو الصهيوني المجرم يواصل مسلسل جرائمه على الأراضي اللبنانية، ويمعن في ‏توغلاته وانتهاكه لسيادة لبنان وحرمة مواطنيه، غير آبه بالاتفاقات والتفاهمات ‏والقوانين الدولية».

ودان «بشدة هذه الجريمة الإسرائيلية الجديدة، والتي أتت مباشرة بعد ‏زيارة الموفدة الأميركية إلى لبنان وترؤسها اجتماعات لجنة (الميكانيزم)».

وأضاف البيان: «إن تمادي العدو في جرائمه وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى ‏السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة». وثمّن الحزب موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة ‏التوغلات الإسرائيلية. ودعا إلى «دعم الجيش بكل الإمكانات اللازمة لتعزيز ‏قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدو المتوحش».

كما دعا ‏الحكومة أيضاً إلى «اتخاذ خطوات مغايرة لما قامت به طوال 11 شهراً وتحمل ‏مسؤولياتها بإقرار خطة سياسية ودبلوماسية لوقف الاعتداءات ولحماية المواطنين ‏اللبنانيين ومصالحهم، ومطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن وقوات الطوارئ ‏الدولية بتحمل مسؤولياتهم باتخاذ المواقف الرادعة والمناسبة لوقف العدوان».

 

 

الأنباء:

في تطور لم يكن مسبتعداً، قررت الحكومة الاسرائيلية بعد جلسة "مشاورات" أجراها رئيسها بنيامين نتنياهو زيادة اعتداءاتها على لبنان، ووفقاً لما أورده الاعلام العبري، فإن إسرائيل أبلغت واشنطن بقرارها. هذا التطور وإن كان متوقعاً إلا أنه أطاح كل الأجواء الايجابية التي سرّبتها وسائل الاعلام عقب زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد.
وشكّل الاعتداء الاسرائيلي فجر أمس على مقر بلدية بليدا، واغتيال موظف فيها، تطوراً عسكرياً يضاف الى الخروق اليومية لاتفاق وقف الأعمال العدائية. هذا التطور قابله تطور من الجانب اللبناني تمثل في توجيهات رئيس الجمهورية جوزاف عون الى قيادة الجيش للتصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة. وأكد عون أنه يفترض بلجنة "الميكانيزم" ألّا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.
كما أن بيان قيادة الجيش حول العدوان الاسرائيلي على بليدا شكل بدوره تطوراً في اللهجة اللبنانية إزاء الاعتداءات وتقاعس لجنة "الميكانيزم" عن القيام بدورها. وأكد بيان القيادة "أن الإدعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة، ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة. وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا". وطلبت قيادة الجيش من "لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية".
والى موقف رئيس الجمهورية وبيان الجيش جاء موقفا رئيس مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء نواف سلام ليرفعا أيضاً من مستوى الرد السياسي - الاعتراضي على عدم إلزام العدو بتطبيق الاتفاق.

هدف إسرائيل
مصادر متابعة رأت في حديث لـ "الأنباء الإلكترونية" أن "إسرائيل تعمل على تنفيذ مخطط لتدمير ما تبقى من قوة عسكرية وصاروخية لحزب الله، يليه فرض منطقة أمنية خالية من السكان بعمق 10 كيلومترات على طول الحدود مع لبنان". ورأت المصادر أن زيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية الى لبنان قادماً من إسرائيل بعد لقائه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، حاملاً رسالةً مستعجلة إلى الرئيس عون منسّقة مع واشنطن لإبعاد شبح الحرب عن لبنان، بالتوازي مع عودة أورتاغوس، تؤكد تصميم إسرائيل على إنهاء القدرات العسكرية لـ"الحزب". وكشفت المصادر أنّ زيارة رشاد فتحت قناةً جديدة للحوار بين بيروت وتل أبيب بوساطة مصرية، وقد تمثّل خطوة أولى نحو التزام بوقف إطلاق النار يخدم مصالح جميع الأطراف ويخفّف الضغط عن جنوب لبنان.
وأشارت المصادر الى أن رشاد "يحمل في جعبته أفكاراً جديدة حول احتواء سلاح حزب الله بترتيب أولوية ضبطه وفق مستوى فاعليته وتأثيره".

تحذير أميركي جديد
وتزامناً مع التطورات الأخيرة، برز ما نقلته قناة "سكاي نيوز" عن مصادر دبلوماسية أميركية وصفتها بالرفيعة قولها "إن الجهود لانتشال لبنان من الانهيار، عبر حزمة من الحوافز الاقتصادية والسياسية، وصلت إلى طريق مسدود"، موضحة أن المبادرة الأميركية هدفت إلى خلق بيئة اقتصادية وسياسية مشجعة تدفع "حزب الله" نحو معالجة طوعية وجذرية لقضية السلاح. وأشارت إلى أن الخطة تضمنت التزامات مالية تقدر بمليارات الدولارات من دول خليجية، خصصت لدعم مشاريع تنموية في جنوب لبنان.
كما شملت المبادرة، بحسب المصادر نفسها، إطلاق محادثات فورية مع إسرائيل، تستلهم روح "الاتفاقيات الإبراهيمية" بأبعادها الاقتصادية والتعاونية والأمنية التي تتيح مكاسب متبادلة لجميع الأطراف.
وقال مسؤول أميركي رفيع بحسب "سكاي نيوز": "للأسف، هم يفضلون الوضع الراهن - ما يعني أن لبنان سيظل دولة فاشلة"، مضيفاً أن "اللحظة العابرة للتغيير التي أوجدها الرئيس (دونالد) ترامب بحيويته ورؤيته قد ولت الآن". وتوقع أن تعود العلاقات الدولية مع لبنان إلى "الإيقاع الدبلوماسي التقليدي"، بحيث يقتصر التعامل معه على المستوى الإجرائي لا التغييري، معتبراً أن لبنان "أصبح الدولة الوحيدة التي ترعى بشكل كامل منظمة إرهابية أجنبية كجزء أساسي من قيادتها السياسية". وحذر من أن استمرار تجاهل قضية سلاح "حزب الله" سيؤدي إلى مزيد من التآكل في المؤسسات.
ولخص المصدر وجهة نظر يتقاسمها على نطاق واسع المسؤولون الغربيون والخليجيون الذين دعموا المبادرة: "قلوبنا في واشنطن تأمل في الأفضل، وعقولنا تستعد للأسوأ".

توصيات التحقيق الدولي في السويداء 
اختتمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا زيارتها الميدانية الثانية إلى محافظة السويداء السورية، مشيرة إلى أن أفراداً من مختلف المجتمعات رووا روايات مروّعة عن الانتهاكات الجسيمة والطرق اللاإنسانية التي نُفذت بها. وقدمت اللجنة، استناداً إلى ما وثقته من شهادات، توصيات أولية إضافية إلى الجهات المعنية، داعية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة شواغل حقوق الإنسان، ولا سيما في ظل استمرار موجات النزوح واقتراب فصل الشتاء. وحذرت من تداول المعلومات المضللة.

"التقدمي" على خط التغطية الصحية لكل اللبنانيين
في سياق آخر يرتبط بتحسين الرعاية الصحية للبنانيين، زار عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، وناقش معه إقتراح التغطية الصحية الإلزامية الذي يدرس في مجلس النواب، والذي يمكن أن يكون حلاً جذرياً لمعاناة الشعب اللبناني. 
وأوضح عبدالله أنه "كان هناك نقاش باتجاه تنفيذ نظام التقاعد والحماية الاجتماعية، أي ضمان الشيخوخة. والمرسوم الأول قيد الإنجاز"، مشيراً إلى أنه وضع الرئيس عون في أجواء التحضير لقانون الرعاية المنزلية ويعني ذلك أن نتمكن من تغطية المرضى الذين يستكملون علاجهم في المنزل لجهة تخفيف الأعباء عنهم وعن عائلاتهم، والأعباء الاقتصادية على المستشفيات.

 

 

الشرق:

من بين زيارتَي المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس ورسائلها التفاوضية والمسؤولين المصريين السياسيين والامنيين لبيروت، وعلى اعتاب وصول السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى الى لبنان وما بينهما رفض الثنائي الشيعي توسيع لجنة الميكانيزم التي اجتمعت في الناقورة اول امس، أطلت اسرائيل على لبنان بحلة عسكرية جديدة وتصعيد فريد من نوعه منذ اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، فتوغلت لمسافة داخل الاراضي اللبنانية وقتلت موظفا في بلدية بليدا قبل ان تعمد الى تفجير مبنى النادي الحسيني في العديسة وتستأنف غاراتها في اتجاه عدد من البلدات الجنوبية فيما تستبيح مسيراتها الاجواء اللبنانية وصولا الى بعبدا.

الجيش والميكانيزم

وفي التفاصيل التي جاءت في بيان صدر امس عن قيادة الجيش ان “فجر اليوم توافرت معلومات حول إطلاق نار في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون. على الفور، توجهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده”. وتابعت “إن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين. وإن الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا”. وطلبت قيادة الجيش من “لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.

اعتراض اليونيفيل

وفي تحرك غاضب، أقدم عدد من أهالي بلدة بليدا على قطع الطريق، احتجاجًا على اقتحام الجيش الاسرائيلي مبنى البلدية. وخلال التحرك، مرت دورية لـ”اليونيفيل” في المنطقة، إلا أن المحتجين اعترضوا طريقها وأجبروها على التراجع.

رد رئاسي متقدم

اعتداء بليدا لم يمر من دون موقف رئاسي متقدم وحاسم. فقد طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل صباحا في قصر بعبدا تصدي الجيش لاي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين. واطلع العماد هيكل رئيس الجمهورية على تفاصيل التوغل الإسرائيلي الذي حصل ليل امس في بلدة بليدا واستشهاد احد العاملين في البلدية إبراهيم سلامة خلال قيامه بواجبه المهني. واعتبر الرئيس عون ان هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الاسرائيلية العدوانية ، اتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض إلا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على اسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.

بري وسلام

بدوره قال رئيس مجلس النواب نبيه بري “إن ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحا على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وإنتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الإستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة”.

وأكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام “ان التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها”. أضاف في بيان: ‏كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يوميًا ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها”. وختم “‏نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من اراضينا”.

الحزب يثمّن

اما حزب الله فرأى في بيان “ان تمادي العدو في جرائمه وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى ‏السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة”. وثمن “حزب الله موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة ‏التوغلات الإسرائيلية، ودعا إلى دعم الجيش بكل الإمكانيات اللازمة لتعزيز ‏قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدو المتوحش، كما دعا ‏الحكومة أيضاً إلى اتخاذ خطوات مغايرة لما قامت به طوال 11 شهرًا وتحمل ‏مسؤولياتها بإقرار خطة سياسية وديبلوماسية لوقف الاعتداءات ولحماية المواطنين ‏اللبنانيين ومصالحهم، ومطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن وقوات الطوارئ ‏الدولية بتحمل مسؤولياتهم باتخاذ المواقف الرادعة والمناسبة لوقف العدوان”.

الداخلية والخارجية

انتخابيا، وغداة جلسة مجلس الوزراء التي انتهت اوكلت الى اللجنة الوزارية متابعة القانون والعودة الى الحكومة بتقرير الخميس المقبل، أعلنت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين ان “اللجنة المشتركة من وزارتي الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين عقدت اجتماعها الاول امس في مبنى وزارة الداخلية، بحضور الوزيرين أحمد الحجار ويوسف رجي، وذلك لدراسة تطبيق دقائق أحكام الفصل الحادي عشر من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، المتعلق باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الاراضي اللبنانية”.

 

 

البناء:

أنهت القمة التي شهدتها كوريا الجنوبية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، شكل المواجهة التصعيدي الذي افتتحه ترامب ضد الصين من بوابة الرسوم الجمركية في رهان على إخضاعها، بعدما ثبت أن حسابات ترامب باحتواء روسيا وتحييدها عن الصراع الأميركي الصيني لم تستطع فك شيفرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلم تنفع لغة الترغيب بربح على أوكرانيا أو على أوروبا بالحصول على حياد روسيا من المواجهة مع الصين، ولا نفع التهديد بتقديم كل الدعم لأوكرانيا بدفع الرئيس بوتين للتراجع، بينما انتهت الحرب على إيران بخروجها أقوى لجهة استقرار نظامها واستقلال قرارها، فلم تصب خطة الحزام والطريق التي تشكل إيران قلبها النابض بالأذى، فيما أصيبت خطة طريق الهند أوروبا التي استدعى تحقيقها محاولة التخلص من قوى المقاومة في المنطقة وخصوصاً في غزة بفشل ذريع جاءت ترجمته في اتفاق وقف الحرب على غزة الذي لم يحصل على توقيع المقاومة على صك الاستسلام. وكانت النتيجة ذهاب ترامب إلى لقاء بينغ خالي اليدين من أوراق القوة، ما أجبره على التراجع عن إجراءاته العقابية تحت ستار الرسوم الجمركية للحصول على قرار الصين باستئناف بيع المعادن الثمينة لأميركا وشراء محصول زيت الصويا منها.
هذا التراجع الأميركي العالمي لم تنفع في إخفائه النبرة العالية في تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على غزة تحت شعار الدفاع عن النفس الذي خيضت حرب الإبادة بحق الفلسطينيين تحت لوائه، وبدت خطة ترامب لإنهاء حرب غزة مجرد انتقال من حرب عالية الوتيرة إلى حرب منخفضة الوتيرة، وأن القوة الدولية الضامنة للاتفاق تراوح مكانها مع تعقيدات الاعتراض الإسرائيلي على صدور تشكيلها بقرار عن مجلس الأمن الدولي مقابل تمسك أوروبيّ عربيّ بربط تشكيل القوة بالأفق السياسي للقضية الفلسطينية عبر القرار الأممي لتشكيل القوة الدولية.
بالتوازي مع التصعيد في غزة تصعيد على جبهة لبنان وتهديد بالمزيد، ما جعل موقف رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بتوجيه الجيش للردّ على محاولات التوغل الإسرائيلية في القرى والبلدات الحدودية يشكل منعطفاً في مسار المواجهة، لاقى ترحيب أحزاب وكتل نيابية وشخصيات، وترك ارتياحاً بين أهالي الجنوب والقرى الحدودية خصوصاً.
الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أعاد انتخاب أسعد حردان رئيساً بالإجماع، عبر عن موقفه المتمسك بالمقاومة والداعي لتحصين الوحدة الداخلية بلسان حردان رئيساً، الذي وجّه تحية لرئيس الجمهورية على موقفه بتوجيه الجيش للتصدي لاعتداءات جيش الاحتلال.

وأكّد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، أنّ «التجارب والمحطات أثبتت بوضوح ألا قرارات دولية ولا ضمانات تكبح العدوانية الصهيونية، وأنّ الرهان على الدبلوماسية بلا جدوى»، مشدّداً على أنّ «خيار الصمود هو الأجدى والأقل كلفة من الانكفاء أو الخضوع».
وأشار حردان، عقب جلسة للمجلس الأعلى في الحزب أسفرت عن انتخابه رئيساً لـ «القومي»، إلى «الجرائم اليومية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وعموم فلسطين، وفي لبنان، لا سيّما في الجنوب والبقاع»، معتبراً أنّها «جرائم موصوفة تُرتَكب تحت أعين العالم، وفي ظلّ صمت دولي وتواطؤ فاضح».
وشدّد حردان على «تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الدولة القوية والعادلة»، قائلاً: «نحن معنيون وكلّ شعبنا بأنْ نؤدّي دوراً أساسياً في تحصين الوحدة، والتشديد على بناء الدولة القادرة، عبر معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وتنفيذ الإصلاحات الدستورية المطلوبة، وصولاً إلى دولة تستفيد من كل طاقات شعبها لحماية السيادة والكرامة».
كما أكّد أنّ «مقاومة الاحتلال حقّ مشروع لكلّ شعب تُحتلّ أرضه، ولأنّ هناك احتلالاً صهيونياً لأجزاء من لبنان، فالتصدي له واجب وطني». وحيّا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على موقفه بالطلب من المؤسسة العسكرية «التصدّي لأيّ توغل «إسرائيلي»»، ودعا حردان إلى أنْ «يؤسّس هذا الموقف الكبير لمواقف من مختلف القوى تدعو بحزم إلى وضع حدّ للاستباحة الصهيونية لسيادة لبنان براً وبحراً وجواً».
وجزم حردان بأنّ «أيّ شكل من أشكال التقسيم، لا سيّما في الشام ولبنان، هو أمر مرفوض بالكامل، وعلينا أنْ نتصدّى له بكلّ إرادة وقوة، لأنّ التقسيم لا يخدم إلّا العدو الصهيوني والقوى الاستعمارية التي رسمت خرائط التجزئة، ولا تزال تعدّلها بما يتناسب مع مصالحها وعلى حساب شعبنا ومقدّراتنا».
إلى ذلك، صعّد الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاته في الجنوب وخروقه للسيادة اللبنانية وقرار وقف إطلاق النار، حيث قتلت قوة صهيونية موظفاً في بلدة بليدا في قضاء مرجعيون بعد تقدُّمها فجراً إلى البلدة، بالتوازي مع غارات من طائرات حربية ومُسيَّرات صهيونية على بلدات في أقضية جزين ومرجعيون وصور، أدّت إلى إصابة مواطنين اثنين.
وفي التفاصيل فقد تقدّمت، فجر أمس الأول قوة صهيونية مؤلّفة من جيبات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية بمسافة كيلومتر، ودخلت إلى مبنى البلدية في بليدا في قضاء مرجعيون، وأطلقت النار بكثافة على الموظف في البلدية ابراهيم سلامة أثناء نومه في المبنى، ممّا أدى إلى استشهاده، قَبْل أن تنسحب باتجاه الحدود، وذلك بالتزامن مع توغّل قوة صهيونية أخرى مؤلّلة في البلدة.
وأقدم عدد من أهالي بلدة بليدا على قطع الطريق، احتجاجاً على اقتحام الجيش الإسرائيلي مبنى البلدية. وخلال التحرك، مرت دورية لـ “اليونيفيل” في المنطقة، إلا أن المحتجين اعترضوا طريقها وأجبروها على التراجع.
ووفق بيان صادر عن قيادة الجيش: “توافرت معلومات حول إطلاق نار في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون. على الفور، توجّهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده”. وتابعت “إن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين. وإن الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا”. وطلبت قيادة الجيش من “لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.
وتوجَّهت جرافة تابعة للجيش اللبناني إلى منطقة “غاصونة” في أطراف بليدا للمشاركة باستحداث موقع عسكري للجيش بعد توغُّل القوة “الإسرائيلية” من هذه المنطقة نحو وسط البلدة فجر اليوم. وتعمّد جيش الاحتلال البقاء في محيط البلدة خلال يوم أمس، إذ خرجت دبابة “ميركافا” من موقع “المالكية” في اتجاه الأراضي اللبنانية في “الكيلو 9”، مقابل أطراف بليدا.
كما أقدمت قوة صهيونية على تفخيخ النادي الحسيني في بلدة عديسة في القضاء ذاته، وقامت بتفجيره.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على منطقة اللبونة في الناقورة قبل أن تنفذ مسيرة إسرائيلية غارةً ثانية على بعد مئتي متر من نقطة الجيش في اللبونة. وشن سلسلة غارات استهدفت محيط الجرمق والخردلي والمحمودية. ونفذت القوات الإسرائيلية تفجيرات في محيط موقع اللبونة. بالتزامن، سجّل تحليق لمسيّرة إسرائيلية على علو منخفض فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية وخلدة والجوار. ولاحقاً ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة متفجرة على أطراف بلدة شبعا بالقرب من أحد رعاة الماشية، فراس حمدان، بالتزامن مع إطلاق رشقات رشاشة، كما أغارت على بلدة حاروف.
وأعربت “اليونيفيل”، عن “قلقها العميق إزاء التوغل الإسرائيلي المسلح في بليدا”، لافتةً إلى أنه “يمثّل هذا العمل الإسرائيلي شمال الخط الأزرق انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ولسيادة لبنان”. وجددت اليونيفيل دعوتها “جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بوقف الأعمال العدائية”، مؤكدةً أن “بسط سلطة الدولة من خلال مؤسساتها هو جوهر القرار 1701”. وشدّدت على أنها “ستبقى على تواصل مع القوات المسلحة اللبنانية بشأن الحادث”.
في المواقف الرسمية، طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل صباح أمس، في قصر بعبدا تصدّي الجيش لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين. واطلع العماد هيكل رئيس الجمهورية على تفاصيل التوغل الإسرائيلي الذي حصل ليل أمس في بلدة بليدا واستشهاد أحد العاملين في البلدية إبراهيم سلامة خلال قيامه بواجبه المهني. واعتبر الرئيس عون أن هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الإسرائيلية العدوانية، أتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض ألا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حدّ لها من خلال الضغط على “إسرائيل” ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.
ووفق ما تشير مصادر سياسية لـ”البناء” فإنّ أمر العمليات الذي وجّهه رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة، للجيش اللبناني للردّ على التوغل الإسرائيلي، يفتح مرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ويفرض واقعاً جديداً في الجنوب، ويعتبر خطوة أساسية وهامة باتجاه إنهاء الصمت الرسميّ على الاعتداءات الإسرائيلية وتحرك الدولة للدفاع عن الجنوب وأهل الجنوب، وتوحيد الموقف الرسمي والوطني لمواجهة العدو الإسرائيلي.
بدوره، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري “إنّ ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحاً على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وانتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الاستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام “أن التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها”. أضاف في بيان: ‏”كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يومياً ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها”. وختم “‏نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا”.
أما حزب الله فرأى في بيان “أن تمادي العدو في جرائمه وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى ‏السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة”. وثمّن “حزب الله موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة ‏التوغلات الإسرائيلية، ودعا إلى دعم الجيش بكلّ الإمكانيات اللازمة لتعزيز ‏قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدو المتوحش، كما دعا ‏الحكومة أيضاً إلى اتخاذ خطوات مغايرة لما قامت به طوال 11 شهراً وتحمّل ‏مسؤولياتها بإقرار خطة سياسية ودبلوماسية لوقف الاعتداءات ولحماية المواطنين ‏اللبنانيين ومصالحهم، ومطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن وقوات الطوارئ ‏الدولية بتحمل مسؤولياتهم باتخاذ المواقف الرادعة والمناسبة لوقف العدوان”. ‏
كما دانت كتلة “الوفاء للمقاومة” بشدة “تصاعد واستمرار جرائم الاغتيال ضدّ المواطنين اللبنانيين التي رفع العدو الصهيوني من وتيرتها، فطاولت الجيش اللبناني وتوغَّلت مؤخراً في بلدة بليدا وأطلقت النار على مبنى بلديّتها وقتلت أحد موظَّفيها”، مستنكرة “الصمت الدولي إزاء هذه الاعتداءات، وتقاعس السلطة عن الاضطلاع بمسؤولياتها لجهة القيام بأيّ إجراءات فعالة لوقفها، أو لرفع شكاوى أمام مجلس الأمن والجهات الدولية والقانونية المختصة لمتابعتها في الأطر الصحيحة”.
ووفق مصادر نيابية التقت مسؤولين في الإدارة الأميركية في واشنطن، فهناك تقدير أميركي لجهود وأداء رئيس الجمهورية جوزاف عون على صعيد حصرية السلاح بيد الدولة وإعادة بناء المؤسسات وإنجاز الإصلاحات، ويعتبر الأميركيون أنّ خطوات الدولة اللبنانية بملف السلاح هي متواضعة لكنها كبيرة بالنسبة للأميركيين والمجتمع الدولي وتعكس جدية بالتعاطي لدى هذه الحكومة مع الملفات الأساسية لكنها تحتاج الى استكمال ومثابرة.
ولفتت مصادر مقرّبة من القصر الجمهوري في بعبدا لقناة “الجديد”، إلى أنّ “الاعتداءات الإسرائيليّة هي وسيلة ضغط إضافيّة تمارسها تل أبيب، لموافقة لبنان على التفاوض المباشر، وحصر السّلاح بيد الدّولة على كلّ أراضيها، وانتقال “حزب الله” إلى العمل السّياسي”. وأكّدت أنّ “بعبدا وعين التينة والسّراي تدرك أنّ لبنان أمام مفترق صعب وخطير”.
من جهتها، أشارت مصادر دبلوماسيّة إلى أنّ “نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشّرق الأوسط مورغان أورتاغوس حرِصت على إيصال رسالتها، بأنّ على لبنان حصر السّلاح ليس فقط جنوب الليطاني بل في كلّ لبنان مع نهاية العام، على أن يُكمل الجيش اللبناني تنفيذ خطّته”.
وربطت أوساط سياسية بين زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان وبين التصعيد الإسرائيلي، مشيرة لـ “البناء” الى أنّ التصعيد النوعي الإسرائيلية عبر تزخيم الغارات وعمليات الاغتيال المباشر ونسف المراكز الاجتماعية والدينية لتكثيف الضغط على لبنان لدفعه بالقوة العسكرية إلى التفاوض المباشر على بنود تريدها “إسرائيل” لتحقيق المكاسب الأمنية والعكرية والسياسية التي عجزت عن تحقيقها خلال الحرب. وفسّرت الأوساط التصعيد الإسرائيلي بعدما رفض المسؤولون اللبنانيون ما عرضته أورتاغوس على لبنان مفاوضات مباشرة أو رفع المفاوضات عبر الميكانيزم من مستوى عسكري إلى مستوى مدني ـ سياسي تحت عنوان خبراء أو تقنيين. وتوقعت الأوساط تصعيداً إسرائيلياً عبر هجمات مباشرة على القرى الجنوبيّة وتقدمات عسكرية برية وتنفيذ عمليات خاصة وضربات جوية واغتيالات.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن أجواء تصعيد ضد لبنان وعن أيام من القتال أمامنا في شمال البلاد.
وأفاد الإعلام الإسرائيلي عن جلسة عاجلة عقدها الكابينت الأمني والسياسي مساء أمس، بخصوص لبنان وعودة نشاط حزب الله.
ولفتت قناة كان العبرية إلى أنّ “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة أن وتيرة الضربات الإسرائيلية على لبنان ستتزايد.
ولفتت هيئة البث الاسرائيلية إلى أنّ نتنياهو أجرى مشاورات بمشاركة وزير الحرب بشأن محاولات حزب الله إعادة بناء قدراته العسكرية، زاعمة أنّ حزب الله يرمم قدراته الدفاعية والهجومية وتمكن من الحصول على صواريخ قصيرة المدى.
وقرّر الكابينت وفق الهيئة الموافقة على رفع التصعيد ضد حزب الله في لبنان والاستعداد لعدة أيام من القتال.
ويبدو وفق مصادر سياسية أنّ “إسرائيل” تتخذ من أنّ الحزب يرمّم قدراته، ذريعة لتبرير عدوانها لفرض شروطها.
على صعيد آخر، واكبت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، عملية العودة الآمنة والمنظّمة للنازحين السوريين، بالتعاون مع المديرية العامة للأمن العام اللبناني، وبدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM).
واطلعت الوزيرة السيد أمس، على عودة عدد من السوريين العائدين باتجاه المناطق التي نزحوا منها في حمص، حلب، دمشق وريفها، ضمن برنامج العودة المنظمة التي تشرف عليها الأمم المتحدة بالتعاون مع الأمن العام اللبناني، وفق تسهيلات لوجستية وتقنية وقانونية تضمن عودة آمنة وكريمة.
وأشارت السيد إلى أنّ “هناك أكثر من 110 آلاف نازح إضافي أبدوا رغبتهم بالعودة، ما يجعل العدد الإجمالي المتوقع للنازحين السوريين العائدين إلى بلدهم حوالي نصف مليون سوري حتى نهاية العام”. وأوضحت أن “العائلات المسجّلة في برنامج العودة تتلقى حوافز مالية بقيمة 100 دولار للفرد في لبنان و400 دولار للعائلة في سورية، إضافة إلى إعفاءات من الغرامات والرسوم والتسهيلات على الحدود التي يقدّمها الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع الجهات السورية”.

 

 

اللواء:

رفعت اسرائيل، بعد ساعات قليلة من الاجواء الجيدة التي أحاطت اجتماع لجنة مراقبة وقف النار في الجنوب (الميكانيزم) في الناقورة بحضور الدبلوماسية الاميركية مورغن اورتاغوس، من وتيرة العدوانية تجاه لبنان، فبعد التوغل فجر أمس إلى بلدية بليدا الحدودية واغتيال الموظف الاعزل في البلدية ابراهيم سلامي، وتفجير النادي الحسيني في بلدة العديسة الحدودية أيضاً دعا رئيس حكومة اسرائيل جهازه الامني والعسكري لاجتماع الليلة الماضية، لبحث الموقف، بعدما أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس أن حزب الله يواصل بدعم من ايران تكثيف جهوده لاعادة البناء والتسليح، وهذا خطر على أمن اسرائيل، وعلى مستقبل لبنان، على حدّ زعمه».

بالمقابل، وعلى اثر القرار بالتصدي للتوغل الاسرائيلي، عزز الجيش اللبناني تواجده عند سهل المحافر في أطراف بلدة عيترون الحدودية، كما أرسل آليات اضافية نحو بلدة الخيام في إطار تعزيز حضوره على الارض للتصدي لمحاولات التوغل الاسرائيلي.

في تل أبيب، كشفت «هيئة البث الإسرائيلية» أن رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجري مشاورات بمشاركة وزير الحرب يسرائيل كاتس، بشأن محاولات «حزب الله» إعادة بناء قدراته العسكرية.

واعتبرت «هيئة البث» أن «حزب الله يرمم قدراته الدفاعية والهجومية وتمكن من الحصول على صواريخ قصيرة المدى».

وذكرت هيئة البث أن إسرائيل تدرس تكثيف هجماتها في لبنان، مضيفة أن اسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أن وتيرة الضربات الاسرائيلية على لبنان ستتزايد.

وذكرت قناة «كان» العبرية أن وتيرة الضربات الاسرائيلية ستتزايد، وأن كبار مسؤولي المؤسسة الامنية الاسرائيلية وافقوا على رفع التصعيد ضد حزب الله في لبنان والاستعداد لعدة أيام من القتال.

إهتمام أميركي متزايد

وفي تسريب جديد حول المقترحات الاميركية للبنان، كشفت مصادر لبنانية مطلعة، أن الولايات المتحدة الأميركية قدمت مقترحاً إلى لبنان يقضي بتوسيع صلاحيات لجنة الرقابة الخماسية «الميكانيزم» لتشمل جميع الحدود اللبنانية، بما فيها الحدود السورية، مع إشراك دبلوماسيين ومدنيين إلى جانب العسكريين في عضوية اللجنة.

وأشارت المصادر إلى أن من شأن قبول لبنان بالمقترح الأمريكي تعزيز السيطرة الأميركية الإسرائيلية على جميع الحدود اللبنانية وليس الحدود الجنوبية فقط كما هو الوضع في الوقت الراهن.

وأكدت المصادر لموقع «إرم نيوز»، أن توسيع صلاحيات لجنة المراقبة يهدف إلى مراقبة عمليات تهريب الأسلحة إلى حزب الله، الأمر الذي سيعزز من نفوذ واشنطن كمشرفة رئيسية على «الميكانيزم» ويفتح الباب لتحييد دور اليونيفيل في المراقبة.

وكررت المصادر التأكيد على أن المقترح الأميركي يهدف إلى تحويل «الميكانيزم» إلى أداة شاملة لضبط الحدود اللبنانية، ونزع سلاح حزب الله، وتفادي الحرب مع إسرائيل، مع تعزيز الدور الأميركي في لبنان. وقالت المصادر، إن المقترح الأميركي جرى نقله عبر المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها أمس الأول إلى لبنان، بعد لقاءات مكثفة مع الرؤساء الثلاثة عون، سلام وبري، وقائد الجيش.

ولم تتلق المبعوثة الاميركية جواباً على المقترح خلال اللقاءات التي جمعتها مع المسؤولين اللبنانيين، الذين طالبوا بضرورة تفعيل عمل لجنة المراقبة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإنهاء الغارات الجوية والبحرية، وتقديم دعم دولي لتجهيز الجيش اللبناني وإعادة إعمار الجنوب، لتمكينه من الانتشار في جميع مناطق جنوب الليطاني..

وفي موقف يصب في دعم التوجهات الاسرائيلية الجديدة اعتبر السيناتور الأميركي ليندسي غراهام ان التوغلات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تهدف إلى قمع عودة ظهور حزب الله.

وقال: «لو نُزع سلاح حزب الله لتوقفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان».

وشدد غراهم على ان انضمام الجيش اللبناني إلى حزب الله في قتال إسرائيل يُعرقل جهود مساعدة لبنان.

وقالت مصادر أميركية «لسكاي نيوز» عربية: سعينا لتوفير مناخ يحفز حزب الله على معالجة جذرية وطوعية للسلاح.

وأشارت إلى أن: تفضيل أطراف لبنانية الوضع الراهن يعني أن لبنان سيظل دولة فاشلة.

وانتقدت موقف السلطة بقولها: لبنان «بات الدولة الوحيدة التي ترعى منظمة إرهابية أجنبية كجزء أساسي من قيادتها».

وفي وقائع يوم أمس لم يكد يجف حبر بيان السفارة الاميركية حول اجتماع لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ وقف الاعمال العدائية، والذي تضمن اشادة بخطوات الجيش اللبناني وتعهداً بمتابعة خروقات الاحتلال الاسرائيلي ووقفها، حتى اعترضت قوات الاحتلال بالنار دورية للجيش في اليوم التالي لإجتماع اللجنة ، ثم نفذت امس جريمة إعدام الموظف في بلدية بليدا الشهيد ابراهيم سلامة وغارات عنيفة على مناطق جنوبية عديدة، استكمالاً لعدوانها المتمادي على لبنان جنوباً وبقاعا. فماذا ستفعل «الميكانيزم» ورئيسها الاميركي والسفارة الاميركية بعد البيان الذي صدر وبأي وسيلة ستردع الاحتلال عن تماديه بالعدوان؟

ووضعت مصادر رسمية متابعة تصعيد العدوان في اطار مزيد من الضغط العسكري على لبنان بموازاة الضغط السياسي الاميركي الذي عبرت عنه المستشارة مورغان اورتاغوس لدفع لبنان نحو مفاوضات مباشرة مع اسرائيل تتجاوز مسألة تطبيق قرار وقغ اطلاق النار الى تفاوض سياسي، ولتسريع جمع السلاح فيكللبنان وليس فقط في جنوبي نهر الليطاني كما قالت في اجتماع لجنة الميكانيزم امس الاول. على ان يكمل الجيش تنفيذ خطته.

ففي تصعيد فريد من نوعه منذ اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، توغلت قوة معادية لمسافة داخل الاراضي اللبنانية وقتلت موظفا في بلدية بليدا، قبل ان تعمد الى تفجير مبنى النادي الحسيني في العديسة وأستأنف العدو غاراته في اتجاه عدد من البلدات الجنوبية فيما تستبيح مسيراته الاجواء اللبنانية وصولا الى بعبدا.

وفي التفاصيل التي جاءت في بيان صادر عن قيادة الجيش ان «فجر اليوم (امس) توافرت معلومات حول إطلاق نار في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون. على الفور، توجهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده»(ابراهيم سلامة وكان نائمافي البلدية). وتابعت: « إن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين. وإن الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا». وطلبت قيادة الجيش من «لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل».

وبرر العدو جريمته بأن المغدور سلامة «شكل خطراً على الوحدات القتالية»! وقال: في إطار نشاط لقوات جيش الدفاع لتدميربنية تحتية إرهابية تابعة لحزب الله الإرهابي في قرية بليدا بجنوب لبنان، رصدت القوات مشتبهًا به داخل المبنى حيث شرعت القوة في الإجراءات الهادفة لتوقيف مشتبه به، ولحظة تحديد تهديد مباشر على أفراد القوة تم إطلاق نار لإزالة التهديد وتمّ رصد إصابة. تفاصيل الحدث قيد التحقيق».

إزاء هذا التطور االخطير، طلب الرئيس عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل خلال استقباله صباحاً «تصدي الجيش لأي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين» . واطلع العماد هيكل رئيس الجمهورية على تفاصيل التوغل الإسرائيلي الذي حصل ليل امس في بلدة بليدا واستشهاد احد العاملين في البلدية إبراهيم سلامة خلال قيامه بواجبه المهني. فهل ينفذ الجيش امر قائده الاعلى ولو كلّفه ذلك ردّاً مضاعفاً قوياً من الاحتلال؟ وكيف سيكون موقف لجنة الاشراف الخماسية على رد الجيش، هل بإتهامه بخرق اتفاق وقف الاعمال العدائية؟ وكيف سيكون ايضا موقف قوات اليونيفيل الشاهد الحي على الاعتداءات على لبنان والتي طالتها عشرات المرات؟

واكد الرئيس عون «ان هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الاسرائيلية العدوانية ، اتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض إلا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على اسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية».

بدوره قال الرئيس نبيه بري «إن ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحا على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وإنتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الإستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة».

وأكد الرئيس نواف سلام «ان التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها». أضاف في بيان: ‏كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يوميًا ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها». وختم «‏نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من اراضينا».

اما حزب الله فرأى في بيان «ان تمادي العدو في جرائمه وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى ‏السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة». وثمن «حزب الله موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة ‏التوغلات الإسرائيلية، ودعا إلى دعم الجيش بكل الإمكانيات اللازمة لتعزيز ‏قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدو المتوحش.

ولاقت جريمة اعدام الموظف سلامي ردود فعل رسمية ونيابية وسياسية واهلية واسعة، وادانة من بلديات طرابلس والشمال ووبعلبك والهرمل ونقابات عمالية.

وفي تحرك غاضب، أقدم عدد من أهالي بلدة بليدا على قطع الطريق، احتجاجًا على اقتحام الجيش الاسرائيلي مبنى البلدية. وخلال التحرك، مرت دورية لـ «اليونيفيل» في المنطقة، إلا أن المحتجين اعترضوا طريقها وأجبروها على التراجع.

اليونيفيل: انتهاك لسيادة لبنان

وأعربت قيادة «اليونيفيل» في الجنوب عن «قلقها العميق إزاء التوغل الإسرائيلي المسلح في بلدة بليدا فجر اليوم. وقالت في بيان :يمثل هذا العمل الإسرائيلي شمال الخط الأزرق انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ولسيادة لبنان.

وجددت «اليونيفيل» دعوتها لجميع الأطراف «إلى الالتزام الكامل بوقف الأعمال العدائية، وتلفت إلى أن بسط سلطة الدولة من خلال مؤسساتها هو جوهر القرار 1701» .

وختم البيان :»في هذا الوقت، تبقى اليونيفيل على تواصل مع القوات المسلحة اللبنانية بشأن الحادث».

والى ذلك، اعلنت القيادة الوسطى الأميركية للجيش: اختتمنا مناورات مع الجيش اللبناني تركزت على الأمن البحري والتخلص من الذخائر غير المتفجرة.

الوزيران الحجار ورجي لتكريس حق الاغتراب والاقتراع

إنتخابياً وفي بيان مشترك،اشارت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربي ان ، «اللجنة المشتركة من وزارتي الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين عقدت جتماعها الاول صباح امس، في مبنى وزارة الداخلية، بحضور الوزيرين أحمد الحجار ويوسف رجي، وذلك لدراسة تطبيق دقائق أحكام الفصل الحادي عشر من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، المتعلق باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الاراضي اللبنانية.

وخلال الاجتماع، شدد الوزيران على أنه بمعزل عن النقاشات والاقتراحات القائمة على صعيد مجلسي النواب والوزراء المتعلقة بقانون الانتخاب ، والتزاما بالإجراءات والمهل التي يفرضها القانون النافذ حاليًا باشرت اللجنة المشتركة اجتماعاتها على ان تقوم بدراسة المواد المتعلقة باقتراع اللبنانيين غير المقيمين والاطلاع على التقرير المعد سابقا في العام 2021، على ان ترفع اللجنة تقريرًا بنتيجة أعمالها.

وأكد الوزيران أهمية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها من جهة وضمان مشاركة فعالة للبنانيين المنتشرين حول العالم، بما يكرّس حق المغترب في الاقتراع بشفافية وسلاسة.

جعجع سيكون لنا موقف مختلف

وفي مواقف له ليل أمس، قال رئيس «حزب القوات» اللبنانة سمير جعجع رداً على ما يحكى عن أرنب قد يخرجه الرئيس بري لاقتراع المغتربين في لبنان: بدنا نسلحف لها الارنب ونشويه.

وأشار إلى أنه يحكى عن اتفاق بين الرئيس بري وسلام، وهذا ما لمسناه في اللجسة الاخيرة للحكومة، ووافقنا على تشكيل لجنة لدراسة قانون الانتخاب ونسجت الامور إطارها واذا تبين لنا ان الاتفاق قائم فعلاً، فسيكون لنا موقف مختلف.

وأعلن جعجع: أكثر فريق سياسي يعمل لمصلحة الشعب في لبنان هو حزب «القوات» ولا نريد أن نتخلص من حزب الله، إنما فقط من جناحيه العسكري والامني، وأهلاً وسهلاً إذا بقي منه شي» داعياً إلى التحلي بارادة سياسية لحصر السلاح بيد الدولة، معتبراً أن الكرة في ملعب رئيسي الجمهورية والحكومة والاكثرية الوزارية.

حوار بين جابر ولجنة الدفاع العام

حياتياً، وبعد أن استمع وزير المال ياسين جابر إلى وفد يمثل فئات القطاع العام إلى مطالبه تقرر أن تبدأ لجنة شكلت لهذه الغاية المعالجة المطالب المتعلقة باستعادة 50% من قيمة الراتب، على درس قيمته قبل انهيار العام 2019، ورفع قيمة التقديمات العائلية، بحدود نهاية العام المقبل، على درس تصحيح كل 6 أشهر، وذلك بدءاً من الاسبوع المقبل.

ومالياً، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد جلسة الموازنة أمس «أننا نُجدّد ثوابتنا في اللجنة بأنّ الودائع القانونية لا يجب أن تمس وأن تتحمّل الدولة ومصرف لبنان والمصارف مسؤولياتها بشأنها». وأضاف كنعان «الإصلاح الضريبي يحتاج إلى ورشة متكاملة ونرفض الضرائب والرسوم على الناس لسداد العجز».

الوضع الميداني

إلى ذلك، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على منطقة اللبونة في الناقورة قبل ان تنفذ مسيرة اسرائيلية غارةً ثانية على بعد مئتي متر من نقطة الجيش في اللبونة. وقبل الظهر شن سلسلة غارات استهدفت محيط الجرمق والخردلي والمحمودية. ونفذت القوات الاسرائيلية تفجيرات في محيط موقع اللبونة. ومساءً، القت مسيرة إسرائيلية قنابل حارقة في منطقة المحمودية بالقرب من مكان الغارات صباحاً.

والقت محلقة إسرائيلية قنبلة متفجرة على أطراف بلدة شبعا بالقرب من أحد رعاة الماشية بالتزامن مع اطلاق رشقات رشاشة أدت الى جرح 3 اشخاص حسب وزارة الصحة، كما اغارت مسيرة معادية على بلدة حاروف وقد استقر الصاروخ وسط الطريق وافيد عن اصابة طفيفة. وعصراً، اطلق جيش الاحتلال قذيفة من مربض في موقع «ديشون» تجاه بلدة يارون.

ومع بداية المساء، شن العدو الإسرائيلي غارة من مسيرة إستهدفت بلدة سرعين في البقاع الشرقي، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح.

وقرابة الخامسة، توغلت دبابة إسرائيلية إلى داخل الأراضي اللبنانية باتجاه أطراف منطقة الكيلو 9 لجهة بليدا في خرق جديد للأراضي اللبنانية. فيما توجهت جرافة تابعة للجيش اللبناني الى منطقة «غاصونة» في اطراف بلدة بليدا للمشاركة بإستحداث موقع عسكري للجيش، بعد توغل القوة الاسرائيلية من هذه المنطقة بإتجاه وسط البلدة.

ولم تغب طائرات الاستطلاع طوال اليوم عن مناطق بيروت والضاحية الجنوبية والجنوب وخلدة وطول الساحل وصولا الى الجبل والبقاع.

وليلاً، شنت اسرائيل غارة على بلدة حاروف – قضاءالنبطية، أدت إلى اصابة أربعة مواطنين بجروح.

 

 

الديار:

رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من نسق اعتداءاتها خلال الساعات القليلة الماضية، تزامنا مع تصعيد في المواقف السياسية والامنية، والترويج لسردية نجاح حزب الله في بناء ترسانته العسكرية، في سياق، قد يتجاوز مرحلة «التهويل» هذه المرة الى مرحلة تكثيف الهجمات. في المقابل، رفع رئيس الجمهورية جوزاف عون «البطاقة الحمراء» في وجه لجنة «الميكانيزم» بعد اقل من 24 ساعة على انعقادها برئاسة الجنرال الاميركي الجديد وفي حضور مورغان اورتاغوس، بعدما تجاوزت قوات الاحتلال الاسرائيلي كل «الخطوط الحمراء» بتوغلها داخل الاراضي اللبنانية وقيامها باغتيال ابراهيم سلامة وهو احد موظفي بلدية بليدا داخل مبنى البلدية التي استباحته لمدة ساعتين دون اي تدخل من قوات «اليونيفيل» التي لم تستجب لمحاولات قيادة الجيش الحثيثة لحضها على وقف هذا الاعتداء.

عون «يرفع السقف»

وفي اول رد فعل رسمي عالي السقف، على «العربدة» الاسرائيلية، منح رئيس الجمهورية الغطاء السياسي لقيادة الجيش للتحرك ميدانيا في للتصدي لاي «توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين». وقد اتسم اللقاء بين الرئيس وقائد الجيش رودولف هيكل، في بعبدا، بالكثير من المشاعر الغاضبة، ازاء الوقاحة الاسرائيلية، وكان عون حاسما في توجيهاته، بعدما استعرض القائد الحيثيات الكاملة للجريمة، واطلعه على نتائج الاتصالات التي كانت «ساخنة» مع اعضاء لجنة «الميكانيزم» وقيادة قوات «اليونيفيل»، وابلغه عن حصول تفاهم على استحداث مواقع جديدة في محيط المنطقة حيث حصل التوغل، لمحاولة طمأنة الاهالي، ومنح الجيش موقعا متقدما يسمح له بالتصرف ميدانيا على نحو افضل. وقد ترجم ذلك بعد الظهر بدخول جرافة للجيش عملت على رفع ساتر في منطقة غاصونة» حيث تم تثبيت نقطة عسكرية. وقد حاولت دبابة ميركافا «استفزاز» عناصر الجيش بعد توغلها داخل الأراضي اللبنانية باتجاه أطراف منطقة الكيلو 9 لجهة بليدا.

واشنطن على خط الاتصالات

وبعد موقف رئيس الجمهورية، علمت «الديار» ان اتصالات رفيعة المستوى جرت بمبادرة من الجانب الاميركي مع بعبدا، وكذلك «اليرزة»، في محاولة لمعرفة الترجمة العملية لدعوة الرئيس قائد الجيش للرد على التوغلات الاسرائيلية، وكان الجواب واضحا لجهة مسؤولية القوى الشرعية عن حماية السيادة اللبنانية وحماية الاهالي الذين شعروا انهم متروكون لمصيرهم بعد تخلي «اليونيفيل» عن واجباتها، وغياب اي رد فعل من قبل «الميكانيزم» على اعتداء واضح وصريح ضد منشآت مدنية تابعة للدولة اللبنانية، وكانت «اسرائيل» تتعمد اظهار الجيش ضعيفا، وتحاول تشويه مهمته في جنوب الليطاني. وقد تم ابلاغ الاميركيين بان جنود وضباط الجيش كانوا «قاب قوسين» او ادنى من الدخول في اشتباك مباشر مع القوة الاسرائيلية المتوغلة بعدما نفذت انتشارا ميدانيا استفزازيا، ما استدعى استقدام تعزيزات للجيش اللبناني الى المنطقة، وكادت الامور تخرج عن «السيطرة». فهل هذا هو المطلوب؟

...وتحذر من تعديل «قواعد الاشتباك»!

وعلم في هذا السياق، ان الأميركيين أبلغوا الجانب اللبناني انهم يقومون بمراجعة الموقف مع الاسرائيليين، دون ان يقدموا اي ضمانة حيال وقف التوغلات، وسط قلق واضح من تداعيات امر العمليات الجديد لقيادة الجيش اللبناني، الذي قد يؤدي الى مواجهة مباشرة بين عناصر وضباط الجيش المنتشرين قرب الحدود والقوات الاسرائيلية، وهو ما لا ترغب به واشنطن، التي نصحت بطريقة اقرب الى «التحذير» بالذهاب بعيدا في تغيير «قواعد الاشتباك» لان التداعيات قد تكون خطرة، ويصعب السيطرة عليها اذا ما حصل اي «سوء تفاهم» ميداني.

غراهام يمارس «الابتزاز»

وقد دخل عضو الكونغرس الاميركي الداعم «لاسرائيل» لندسي غراهام على خط تبرير الاعتداءات الاسرائيلية، وتحذير الجيش من التصدي للجيش الاسرائيلي، وزعم انه لو «نزع سلاح حزب الله لتوقفت العمليات الإسرائيلية» وقال ان «التوغلات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تهدف إلى قمع عودة ظهور الحزب. وفي محاولة مفضوحة لابتزاز المؤسسة العسكرية، قال غراهام، ان انضمام الجيش اللبناني إلى الحزب في قتال إسرائيل، يعرقل جهود المساعدة؟!

لماذا صعّد عون؟

ووفق مصادر مطلعة، لم يكن امام الرئيس عون اي خيار، الا رفع مستوى «الغضب» السياسي، لان الاعتداء الاسرائيلي على بليدا يبدو انه بداية لتصعيد ميداني، في سياق الضغط لفرض تفاوض مباشر، وفق شروط مجحفة، وبعدما بات الموقف الاميركي اكثر وضوحا لجهة منح «اسرائيل» حرية التحرك دون اي تقييد لاي «خطر» تصنفه تهديدا لها. وقد حصلت على «ضوء اخضر» اميركي للتحرك «اينما تشاء وكيفما تشاء»، وقد عبر وزير الحرب اسرائيل كاتس عن ذلك بالتاكيد ان الجيش الاسرائيلي سيستمر في عمليات التوغل متحدثا عن منطقة امنية في الجنوب. وفي حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط، قال إيال زامير رئيس اركان العدو «اننا نعمل في جميع الجبهات بجهوزية عالية وسنعود بقوة أكبر في بعض الساحات...

مزاعم وتهديدات اسرائيلية

وفي السياق نفسه، وفيما نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤول امني قوله ان حزب الله ينجح بدرجات في اعادة بناء قدراته العسكرية، اكدت ان» إسرائيل» تدرس تكثيف هجماتها في لبنان، وابلغت الولايات المتحدة انها ستواصل زيادة هجماتها، خصوصا ان الاميركيين يشعرون بالقلق من رد فعل الحكومة اللبنانية، وزعمت ان حزب الله نجح في تهريب صواريخ قصيرة المدى عبر الحدود السورية.

بدوره زعم وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر» بان حزب الله بدعم من إيران يكثف جهوده لإعادة البناء والتسليح، وهذا خطر على أمن إسرائيل وعلى مستقبل لبنان، مؤكدا انه لا يمكن لإسرائيل أن تدفن رأسها في الرمال أمام مواصلة حزب الله جهوده لإعادة البناء والتسليح، ولفت الى انه اكد لمنسقة الأمم المتحدة لشؤون لبنان «عزمنا توسيع دائرة التطبيع والسلام في الشرق الأوسط».

ايام دقيقة وحاسمة

وامام هذه التطورات، تعتقد مصادر امنية، ان الايام المقبلة دقيقة، وقد تكون حاسمة لاستكشاف المدى الذي ستذهب اليه «اسرائيل» في التصعيد، اثر عقد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو اجتماعا امنيا بالامس، خصصه لمناقشة التطورات على الحدود مع لبنان، وكيفية التعامل مع اعادة حزب الله بناء نفسه... يضاف الى ذلك، كيف يمكن ان تترجم تعليمات الرئيس للجيش بالتصدي للتوغلات؟ وكيف ستتصرف «اليرزة» مع أي حَراك اسرائيلي ميداني؟ وهل كل تحرك يستدعي الدخول في مواجهة؟ وما هو شكلها؟ واذا حصلت ما هي التداعيات؟

«جس نبض»؟

ولفتت تلك الاوساط، الى ان ما يثير الريبة، ان التصعيد البري الخطِر، يمكن ان يكون عملية «جس نبض» لمستوى الجهوزية داخل الاراضي اللبنانية، كمقدمة لتوغلات اوسع، وهو ما دفع الرئيس عون الى التحذير من مغبة حصول ذلك كونه سيشعل شرارة المواجهة مع الجيش، خصوصا ان هذه التطورات تاتي بين زيارتَي المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس ورسائلها التفاوضية والمسؤولين المصريين السياسيين والامنيين لبيروت، وعلى اعتاب وصول السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى الى لبنان وما بينهما رفض «إسرائيل» اعتبار لجنة «الميكانيزم» الطرف الصالح لاجراء مفاوضات امنية مع لبنان الذي يرفض اي مفاوضات مباشرة.

ماذا حصل في بليدا؟

وفي التفاصيل الامنية، اكد بيان صادر عن قيادة الجيش انه «فجر امس توافرت معلومات حول إطلاق نار في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون. على الفور، توجهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده». وتابعت « إن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين. وإن الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا». وطلبت قيادة الجيش من «لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل.

تحركات غاضبة... واعتداءات

وفي تحرك غاضب، أقدم عدد من أهالي بلدة بليدا على قطع الطريق، احتجاجًا على اقتحام الجيش الاسرائيلي مبنى البلدية. وخلال التحرك، مرت دورية لـ «اليونيفيل» في المنطقة، إلا أن المحتجين اعترضوا طريقها وأجبروها على التراجع. من جانبه، زعم المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي عبر حسابه على «أكس» ان مبنى البلدية استخدم في الآونة الأخيرة لنشاطات «إرهابية» تحت غطاء بنية تحتية مدنية. كما شن طيران العدو غارة على منطقة اللبونة في الناقورة قبل ان تنفذ مسيرة اسرائيلية غارةً ثانية على بعد مئتي متر من نقطة الجيش في اللبونة. وقبل ظهر امس شن سلسلة غارات استهدفت محيط الجرمق والخردلي والمحمودية. ونفذت قوات الاحتلال تفجيرات في محيط موقع اللبونة. بالتزامن، سجّل تحليق لمسيّرة إسرائيلية على علو منخفض فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية وخلدة والجوار. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة متفجرة على أطراف بلدة شبعا بالقرب من أحد رعاة الماشية، فراس حمدان، بالتزامن مع اطلاق رشقات رشاشة، كما اغارت على بلدة حاروف.

مواقف رسمية مندّدة

وفيما دانت «اليونيفيل» التوغل الاسرائيلي، محذرة من التداعيات، لم يمر الاعتداء من دون موقف رئاسي متقدم وحاسم. فقد طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل صباح امس في قصر بعبدا تصدي الجيش لاي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين. واعتبر الرئيس عون ان هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الإسرائيلية العدوانية ، اتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض ألا تكتفي بتسجيل الوقائع، بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على «إسرائيل» ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.

بدوره دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى دعم موقف الرئيس عون، وقال «إن ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحا على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وانتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الاستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة، بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة». وأكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام «ان التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها»... اما حزب الله فرأى في بيان «ان تمادي العدو في جرائمه وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى ‏السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة». وثمن «حزب الله موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة ‏التوغلات الإسرائيلية، ودعا إلى دعم الجيش بكل الإمكانات اللازمة لتعزيز ‏قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدو المتوحش.

ملف التزوير

قضائيا، وبعد ان اثبتت التحقيقات القضائية التي تولاها جهاز أمن الدولة بإشارة من النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان وجود شبهات حول عمليات تلاعب بنتائج الامتحانات وتزوير كراسات الإجابة والتلاعب بنظام العلامات، ما أدى إلى توقيف عدد من المتهمين وإحالتهم إلى القضاء المختص، ادّعت النيابة العامة المختصة باسم الحق العام على كلٍّ من المدير السابق للفرع الأول في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية (م. م.)، وأمين سرّ الفرع (ط. ب.) وعدد من الموظفين والمتدخّلين، وذلك بجرائم تزوير مستندات رسمية واستعمال مزوّر، والإخلال بواجبات الوظيفة، والإهمال الوظيفي، وعرقلة التحقيق، وتمزيق وإخفاء مستندات رسمية، والشروع بطمس أدلة، وتبييض وقائع تتعلق بالامتحانات الجامعية. وقد جاءت الادعاءات سندًا إلى المواد 454، 458، 459، 460، 352، 357، 376، 377، 219، و655 من قانون العقوبات اللبناني، إضافة إلى المواد المتعلقة بالإخلال بالوظيفة العامة المنصوص عليها في قانون العقوبات وقانون تنظيم الجامعة اللبنانية.

 

 

نداء الوطن:

تؤكد التحركات الدبلوماسية باتجاه بيروت نظرة المجتمعَين العربي والدولي إلى الساحة اللبنانية بأنها ليست بمعزل عن توازنات إقليمية، خشية من أن تتحول إلى فوهة نار إذا لم تقفل ثغرات السيادة وحصرية السلاح بالتزامن مع نهاية العام الجاري الذي وصَفه الرئيس جوزاف عون بعام تسليم السلاح، وهذا ما سبق وأكدته من جديد المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس في خلال حضورها اجتماع "الميكانيزم".

كل المؤشرات توحي، باستياء الإدارة الأميركية من إضاعة لبنان فرصة كبيرة لحل الأزمة السياسية والاقتصادية المستفحلة، وخشيتها من تطور الأوضاع في المستقبل، بعدما حاولت مرارًا وتكرارًا عبر أورتاغوس وتوم براك توفير مناخ ملائم يحفز "حزب الله" على معالجة جذرية وطوعية لمسألة السلاح من دون تحقيق النتائج المرجوة. ولفتت مصادر لـ "سكاي نيوز" أن خطة الإنقاذ التي تم اقتراحها على لبنان تضمنت ترتيبات مستلهمة من "الاتفاقيات الإبراهيمية"، وأن هذه الخطة كانت تتضمن تقديم مليارات الدولارات من دول خليجية لدعم الاقتصاد اللبناني المتدهور.

إسرائيل تدرس تكثيف هجماتها

وفيما أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي مشاورات أمنية حول الملف اللبناني، لفت موقف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أمام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، أن إسرائيل لا يمكنها أن تدفن رأسها في الرمال أمام مواصلة "حزب الله" جهوده لإعادة البناء والتسليح.

كلام ساعر، وإعلان هيئة البث الإسرائيلية درس إسرائيل تكثيف هجماتها في لبنان، وتشديد السيناتور الأميركي ليندسي غراهام على أن انضمام الجيش اللبناني إلى "حزب الله" في قتال إسرائيل إنما يُعرقل جهود مساعدة لبنان، يترجم تسخين الميدان الذي يسابق اللهو اللبناني والرقص على حافة الهاوية. فالتوغل الإسرائيلي في بليدا فجر أمس وقتل الموظف في المجلس البلدي ابراهيم سلامة بذريعة أن المبنى تحول إلى نقطة لـ "حزب الله"، حمل رسائل بالجملة إلى الدولة اللبنانية و"الحزب" والجيش، فهو ينذر بالأسوأ ويظهر قابلية إسرائيلية لتكرار مشهد التوغل في أي منطقة من لبنان الذي بات برمته في مرمى الغارات اليومية. وتؤكد مصادر أن ما حصل استفزاز محسوب لمعرفة كيف سيتصرف الجيش، ومدى جديته في مواصلته تطبيق خطته لحصر السلاح غير الشرعي.

التصدّي للتوغل

وفي تفاصيل التوغل الإسرائيلي في بليدا، أعلنت قيادة الجيش أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده. القيادة التي وصفت الحادثة بالعمل الإجرامي والخرق السافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، طلبت من لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية.

في المقابل لفت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى أن المبنى استخدم في الآونة الأخيرة لنشاطات إرهابية لـ "الحزب".

بالتوازي، أعربت "اليونيفيل" عن قلقها وجددت دعوتها جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بوقف الأعمال العدائية، مشيرة إلى أن "بسط سلطة الدولة من خلال مؤسساتها هو جوهر القرار 1701".

التوغل في بليدا، لم يعف منطقة اللبونة في الناقورة من الغارات الإسرائيلية على بعد مئتي متر من نقطة الجيش، كما بلدات شبعا وحاروف ومحيط الجرمق والخردلي والمحمودية.

هذه التطورات الميدانية دفعت برئيس الجمهورية خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى الطلب منه أن يتصدى الجيش لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعًا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين.

واعتبر الرئيس عون أن هذا الاعتداء أتى بعيد اجتماع لجنة (الميكانيزم) التي يفترض ألا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على إسرائيل.

على صعيد آخر، اطلع الرئيس عون من العماد هيكل على نتائج التحقيقات الجارية في مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص مسلحين في مخيم شاتيلا وشدد على ضرورة المضي في التحقيقات لجلاء حقيقة ما حصل.

اتصالات دولية رفضًا للتجاوزات

وبعد حادثة بليدا، علمت "نداء الوطن" أن الرئيس عون أجرى سلسلة اتصالات دولية شملت واشنطن وباريس ولجنة "الميكانيزم"، وركزت على رفض لبنان هذه التجاوزات التي تمس بالسيادة الوطنية وتنذر بتصعيد خطير.

واعتبرت المصادر أن طلب الرئيس عون من الجيش التصدي للتوغلات، لا يعني خرق اتفاقية وقف إطلاق النار، وإشعالًا للحرب بل دفاعًا في مواجهة أي توغل في الأراضي أو أي اعتداء وحماية لقرى لبنانية، خصوصًا أن لبنان لطالما عبر عن التزامه بالهدنة والحل السلمي.

وأوضحت المصادر أن موقف عون يؤكد عزم الدولة على بسط سلطتها على تلك المنطقة وحماية الأهالي لدحض أي حجج واهية تروج لعجز الجيش عن فرض سلطته وحماية المنطقة.

مصادر أمنية علقت لـ "نداء الوطن" على طلب الرئيس عون من الجيش التصدي لأي توغل بري، بأن الأمر طبيعي بحكم أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة. واعتبرت أنها تعليمات دائمًا ما كان يوجهها الرؤساء للجيش منذ أكثر من 50 عامًا. أضاف المصدر، هذا لا يعني فتح جبهة مع الجيش الإسرائيلي، بل التصدي في المكان الذي حصل فيه التوغل وبشكل محدود ضمن الإمكانيات المتوافرة لديه، والجيش قادر على ذلك.

سلّم سلاحك

في المقلب الانتخابي، سأل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ضمن برنامج "صار الوقت" عبر الـ mtv: لماذا لم ترسل الحكومة حتى اليوم مشروع قانون إلى المجلس النيابي لتعديل قانون الانتخاب؟ هناك تحالف عريض قوامه عون وسلام و"القوات" و"الكتائب" ولكن المشكلة أن الممارسة في مكان آخر.

أضاف: "يُحكى عن اتفاق بين برّي وسلام وهذا ما لمسناه في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء ووافقنا على تشكيل لجنة لدرس قانون الانتخاب قبل الجلسة المقبلة للحكومة وسنبحث الأمور في إطارها، وإذا تبيّن لنا أن الاتفاق قائم فعلًا فسيكون لنا موقفٌ مختلف".

وفي ملف السلاح اعتبر جعجع أن أيّ حلّ يجب أن يبدأ بحصره بيد الدولة وحدها، وعلى رئيس الجمهورية أن يقول لـ "حزب الله" إنه يجب أن يُسلّم سلاحه وإذا لم يقبل فيجب على الجيش اللبناني أن يوقف كل المظاهر المسلحة في لبنان ويُحاكم من يخالف القرار. أضاف: "منذ 10 أشهر ومع العهد الجديد والحكومة الجديدة لم نتمكّن من التقدّم شعرة واحدة". وردًا على سؤال عن السلام مع إسرائيل قال: "في السياسة نسير خطوة خطوة واليوم الأولويّة لحلّ التنظيمات العسكريّة والأمنيّة خارج الدولة".

قانون الانتخاب والمخرج المتبقي

انتخابيًا أيضًا، عقدت اللجنة المشتركة من وزارتي الداخلية والخارجية اجتماعها الأول بحضور الوزيرين أحمد الحجار ويوسف رجي، لدراسة تطبيق أحكام الفصل الحادي عشر من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، المتعلق باقتراع المغتربين.

وخلال الاجتماع، شدد الوزيران على أنه التزاما بالإجراءات والمهل التي يفرضها القانون النافذ حاليًا باشرت اللجنة المشتركة اجتماعاتها على أن تقوم بدراسة المواد المتعلقة باقتراع اللبنانيين غير المقيمين والاطلاع على التقرير المعد سابقًا في العام 2021، على أن ترفع اللجنة تقريرًا بنتيجة أعمالها. وأكد الوزيران أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها من جهة وضمان مشاركة فعالة للبنانيين المنتشرين حول العالم، بما يكرّس حق المغترب في الاقتراع بشفافية وسلاسة، ويعزز ثقة اللبنانيين في العملية الانتخابية.

وقد علقت مصادر دستورية لـ "نداء الوطن" بالقول: "إن إعادة ملف قانون الانتخاب إلى اللجنة الوزارية التي سبق تشكيلها وإمهالها أسبوعًا كي تتقدم بمشروع قانون معجل يدمج بين مشروعي القانونين المقدمين من رجي والحجار، يعني أن يصار إلى تحديد مشروع قانون يحدد التعديلات والإلغاءات المطلوبة لبعض النصوص أو تعليق البعض منها.

تضيف المصادر، إن اللجنة وبعد إتمام عملها ستعرض مشروع القانون على مجلس الوزراء في جلسة الخميس المقبل ليصوّت عليه بأكثرية الثلثين ويحال إلى مجلس النواب ليتم درسه وإقراره.

وتلفت المصادر إلى عودة الملف إلى المشكلة ذاتها، لأن الرئيس نبيه بري قد لا يضع مشروع القانون على جدول أعمال أول جلسة تشريعية أو ربما قد لا يدعو إلى جلسة تشريعية، في انتظار الانتهاء من الموازنة ليدعو المجلس إلى جلسة لدراستها، عندها سيقول بري، عملًا بأحكام المادة 32 من الدستور، إن عمل مجلس النواب يقتصر على البحث في الموازنة وإقرارها دون أي عمل آخر. الأمر الذي يؤكد أن الرئيس بري لا يتصرف بطريقة منطقية وواقعية ودستورية وقانونية.

وتختم المصادر بالقول، "إن هذا الباب يلزم الرئيس جوزاف عون حامي المؤسسات والدستور بضرورة اتخاذ موقف، يطالب من خلاله مجلس النواب بدراسة ملف قانون الانتخاب والبت بشأنه سندًا إلى أحكام المادة 53 من الدستور الفقرة 10، عندها يصبح الرئيس بري ملزمًا بفتح المجلس وتلاوة الرسالة ومناقشتها لاتخاذ الموقف ضمن إطار قانون الانتخاب. وتختم المصادر بأنه هذا هو المخرج الوحيد المتبقي.

الادعاء على أبو دية

قضائيًا، ادّعت النيابة العامة المختصة على كلّ من المدير السابق للفرع الأول في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية (م.م)، وأمين سرّ الفرع (ط.ب) وعدد من الموظفين والمتدخلين، وذلك بجرائم تزوير مستندات رسمية واستعمال مزوّر، والإخلال بواجبات الوظيفة، والإهمال الوظيفي، وعرقلة التحقيق، وتمزيق وإخفاء مستندات رسمية، والشروع بطمس أدلة، وتبييض وقائع تتعلق بالامتحانات الجامعية. من بين المدعى عليهم فادي أبو دية، وأشارت المصادر إلى أن اسم أبو ديّة ليس جديدًا في عالم الفضائح، إذ سبق أن تورّط في ملف المنح التعليمية للبنانيين إلى بيلاروسيا، حيث تلقى مبالغ مالية ضخمة من طلاب مقابل وعود بالحصول على منح دراسية لم تتحقق، قبل أن تُطوى القضيّة حينها بتدخل مباشر من وفيق صفا.

 

 

الجمهورية:

 لجأت إسرائيل إلى أسلوب جديد في عدم التزامها المتمادي لاتفاق وقف إطلاق النار، بتوغل قواتها فجر أمس في بلدة بليدا الجنوبية وقتل الموظف في قصرها البلدي إبراهيم سلامة بدم بارد، قبل أن تنسحب إلى حيث أتت، ما دلّ إلى أنّها بدأت في طور جديد من اعتداءاتها المستمرة على لبنان، الامر الذي استدعى رداً لبنانياً نوعياً هذه المرّة، تمثل بطلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من الجيش اللبناني «التصدّي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية، دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين». وقد جاء هذا التوغل الإسرائيلي لينسف ما كان تقرّر من تفعيل لعمل لجنة «الميكانيزم» المكلّفة مراقبة وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، بعد أقل من 24 ساعة على اجتماعها في الناقورة في حضور الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس، التي استبقته بجولة أمس الاول على الرؤساء الثلاثة، داعية إيّاهم إلى اقتناص ما سمّته «فرصة» يتيحها اهتمام الرئيس دونالد ترامب بتحقيق إنجازات سلام في المنطقة، ولم تنقل تهديداً إسرائيلياً مباشراً بحرب جديدة على لبنان، مكتفية بالإشارة إلى ما سمّته «عدم اطمئنان إسرائيلي» إلى انّ «حزب الله» «يعاود بناء قدراته»، حسب تل ابيب.

‏أبلغت مصادر سياسية إلى «الجمهورية»، انّ «توغل قوة إسرائيلية في بلدة بليدا وقتلها أحد موظفي مجلسها البلدي يؤشران إلى أنّ العدوانية الإسرائيلية باتت متفلتة من أي ضوابط». ولفتت إلى «انّ الاستباحة الإسرائيلية للسيادة اللبنانية ولاتفاق وقف الأعمال العدائية بكل الاشكال، تُظهر انّ تل ابيب تتصرف على أساس انّها طليقة اليدين في لبنان وغير محكومة بأي قواعد، بحيث انّها تعطي لنفسها حرّية أن تفعل ما تريد، كأنّه لا توجد لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار ولا من يحزنون». واعتبرت المصادر، انّ موقف الرئيس عون الذي طلب من الجيش التصدّي لأي توغل إسرائيلي «هو تطور نوعي في استراتيجية التعامل الرسمي مع الوضع الجنوبي». وأشارت إلى «أنّ من شأن موقف عون أن يعيد الاعتبار لصورة الدولة والجيش، وأن يشكّل ضغطاً على «الميكانيزم» حتى تبادر إلى تفعيل دورها ولجم الاعتداءات الاسرائيلية التي اتخذت منحى تصاعدياً خلال الفترة الأخيرة، في ظل الصمت المريب للجهات الضامنة».

الأشد خطورة

وإلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إنّ «القرار الأشدّ خطورة كان قرار السلطة السياسية تكليف الجيش الردّ على أي اعتداء إسرائيلي يستهدف المناطق المحرّرة، بعد الاعتداء الشنيع الذي ارتكبته إسرائيل في بليدا فجر أمس». فهذا القرار، في قراءة المصادر، «سيضع الجيش اللبناني في الموقع الصدامي مع القوات الإسرائيلية، بعدما كان حتى اللحظة يُعتبر طرفاً شبه محايد، إذ يقتصر عمله على تنفيذ عمليات نزع السلاح المتبقي لـ«حزب الله» في جنوب الليطاني». وتتوقع المصادر «أن تتغيّر طريقة التعاطي من جانب الإسرائيليين مع الجيش اللبناني، لاحقاً، خصوصاً من خلال اجتماعات لجنة «الميكانيزم». فالإسرائيليون اعتادوا، في هذه الاجتماعات، اتباع قناة اتصال غير مباشرة مع الجيش، والشكوى على «حزب الله» من خلال الجانب الأميركي. والجيش كان يقوم بتلبية المطالب إذا تحقق من صحتها. ولكن، بعد قرار المواجهة أمس، سيكون صعباً عليه تلبية المطالب الإسرائيلية. وعلى العكس، سيصرّ الجانب اللبناني على الطلب من إسرائيل أن توقف ضرباتها واعتداءاتها في الدرجة الأولى. وهذا ما سيؤدي إلى إدخال اللجنة في مناخات جديدة قد تقلب المناخ رأساً على عقب».

التصدّي للتوغل

وكان الرئيس عون التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، واطلع منه على تفاصيل التوغل الإسرائيلي في بليدا. وطلب «تصدّي الجيش لأي توغّل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين». واعتبر «انّ هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الإسرائيلية العدوانية، أتى بُعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض أن لا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل على وضع حدّ لها، من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية».

وبدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري قال: «إنّ ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحاً على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وإنتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الإستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة، بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة». وأكّد «أنّ اللحظة الراهنة تستدعي من جميع اللبنانيين إستحضار كل عناوين الوحدة ودعم فخامة رئيس الجمهورية وموقفه الأخير حيال ما حصل اليوم».

وقال رئيس الحكومة نواف سلام، انّ التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا «اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها». وأضاف: «كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يوميًا ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها». وقال: «‏نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من اراضينا».

المر زار منسّى

في هذه الأجواء، زار النائب ميشال المر أمس، وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسّى في مكتبه بالوزارة، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في البلاد، ولا سيّما منها التطورات الأمنية ودور المؤسسة العسكرية في حفظ الاستقرار وصون السلم الأهلي.

وخلال اللقاء، أكّد المر دعمه الكامل للمؤسسة العسكرية، مثمّناً التضحيات التي يبذلها الجيش اللبناني في مواجهة التحدّيات، ومشدّدًا على ضرورة توفير كلّ الدعم اللازم له لتمكينه من أداء مهمّاته الوطنية بعيدًا من أي تجاذبات سياسية.

من جهته، رحّب الوزير منسّى بالنائب المر، وأشاد بدوره النيابي والوطني، مؤكّدًا أهمية استمرار التعاون في كلّ ما يعزّز الجيش والمصلحة الوطنية ويحمي وحدة البلاد.

ووصف المر اللقاء بأنّه «ودّي وصريح، عَكَس روح الصداقة والاحترام المتبادل مع الوزير منسّى»، مشيرًا إلى أنّ «الجيش اللبناني يبقى الركيزة الأساسية لوحدة لبنان واستقراره».

الجيش

وكانت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه أصدرت أمس بياناً، شرحت فيه التوغل الإسرائيلي في بليدا، وقالت «إنّ ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701». واعتبرت «أنّ الادّعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمتّ إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضدّ وطننا ومواطنينا. وقد طلبت قيادة الجيش من لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية وضع حدّ لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية».

الموقف الإسرائيلي

في المقابل، ذكرت «هيئة البث» الإسرائيلية، أنّ إسرائيل «تدرس تكثيف هجماتها في لبنان في ظل محاولات «حزب الله» تعزيز موقعه»، وأعلنت «أنّ إسرائيل أبلغت إلى الولايات المتحدة أنّ وتيرة الضربات الإسـرائيلية على لبنان ستتزايد». واعتبرت انّ طلب الرئيس عون من الجيش للتصدّي لأي توغل إسرائيلي «ليس سوى تصعيد خطابي، على أقل تقدير، فنظرًا لتزايد وتيرة النشاط الإسرائيلي ضدّ «حزب الله»، يبدو أنّ القيادة اللبنانية تحاول تصوير نفسها على أنّها تبذل جهوداً أكبر لتحدّي إسرائيل».

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس «أننا اغتلنا الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله وفرضنا أقصى العقوبات ضدّ «الحزب» وأقمنا منطقة أمنية على حدود لبنان لحماية قرى الشمال». فيما قال رئيس الأركان إيال زامير: «اننا نعمل في جميع الجبهات بجهوزية عالية وسنعود بقوة أكبر في بعض الساحات».

الموقف الأميركي

وفي موقف كأنّه ردّ غير مباشر على طلب الرئيس عون من الجيش التصدّي للتوغل الإسرائيلي، قال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام اللصيق بالرئيس ترامب «إنّ انضمام الجيش اللبناني إلى «حزب الله» في قتال إسرائيل يُعرقل جهود مساعدة لبنان». واعتبر «انّ التوغلات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تهدف إلى قمع عودة ظهور حزب الله». وقال: «لو نُزع سلاح «حزب الله» لتوقفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان».

إلى ذلك، نسبت «سكاي نيوز» إلى «مصادر ديبلوماسية أميركية»، قولها «إنّ لبنان قد أضاع فرصة كبيرة لحل الأزمة السياسية والاقتصادية المستفحلة»، مشيرة إلى «القلق الكبير من تطور الأوضاع إلى الأسوأ في المستقبل القريب». وأضافت: «سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى توفير مناخ ملائم يحفز «حزب الله» على معالجة جذرية وطوعية لمسألة السلاح، إلّا أنّ هذه الجهود لم تحقق النتائج المتوقعة». وقالت: «إنّ خطة الإنقاذ التي تمّ اقتراحها على لبنان تضمنت ترتيبات مستلهمة من «الاتفاقيات الإبراهيمية». وأوضحت «أنّ هذه الخطة كانت تتضمن تقديم مليارات الدولارات من دول خليجية لدعم الاقتصاد اللبناني المتدهور». وأضافت: «رفض مواجهة الوضع المسلح لـ«حزب الله» يضمن استمرار التآكل المؤسسي في البلاد. وقلوبنا تأمل في الأفضل للبنان وعقولنا تستعد للأسوأ».

 

 

الأخبار:

 تصاعد التوتر على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. وبعد يوم طويل من الغارات الجوية جنوباً، والتحليق فوق العاصمة ومناطق عدة، جاءت «غزوة» العدو لبلدة بليدا واغتيال المواطن إبراهيم سلامة، لتفتح الباب أمام مستوى جديد من التعامل الرسمي مع التهديدات الأميركية الأخيرة، والتي ترافقت ليل أمس، مع إعلان انعقاد جلسة أمنية برئاسة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو للبحث في الملف اللبناني.

وقد أحدث عدوان الأمس، نقلة نوعية في الموقف الرسمي، حيث طلب رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى قيادة الجيش التصدّي لقوات الاحتلال، وذلك رداً على قيام جنود العدو بتوغّل في بلدة بليدا، وإعدامهم الموظف في بلديتها إبراهيم سلامة، ما جعل عون يستدعي لاحقاً قائد الجيش رودولف هيكل، ليطلب إليه، كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة، التصدّي لأي عملية توغّل إسرائيلية باتجاه المناطق المحرّرة، واتخاذ الإجراءات العسكرية التي تسمح بنشر قوات للجيش على الحدود مع فلسطين المحتلة. كما أوصى بأن «لا تكتفي لجنة «الميكانيزم» بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حدّ لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار».

ونقل زوار رئيس الجمهورية أنه «كانَ مستاء جداً يوم أمس مما حصل»، وتحدّث أمام مقرّبين منه أن «ما حصل لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولم يعد ممكناً الصمت، لأن إسرائيل تقول لنا إنها لا تريد التفاوض ولا الوصول إلى اتفاق». وأضاف: «سابقاً كانوا يغتالون عناصر من الحزب، ويدّعون بأنهم يستهدفون مخازن لحزب الله وكنا نسكت ونقول هذه من نتائج الحرب، علماً أننا كنا نعلم أن هناك تضليلاً كبيراً، لكننا، كنا نتجاوز الحديث باعتبار أن ذلك ضمن مسار التصعيد والتفاوض، فضلاً عن الرهان على لجنة الميكانيزم باعتبارها مسؤولة». وتابع عون بأن «الجيش يقوم بما هو مطلوب منه لجهة حصرية السلاح بما يكفل تطبيق القرار 1701، لكن دور الجيش غير مقتصر على ذلك، ولا يمكننا أن نقف ونتفرج على مثل هذه التطورات».

واكتسبت خطوة عون أهمية مضاعفة، كونها أتت في أعقاب اجتماع لجنة «الميكانيزم» بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي طالبت الجيش بتنفيذ خطته لسحب سلاح حزب الله فوراً، مبرّرة ذلك بأن لدى الإدارة الأميركية معلومات بأن الحزب يُعيد بناء قدراته. فيما برّر ‌‏السناتور الجمهوري ليندسي غراهم عدوان إسرائيل قائلاً، إنه «لو نُزع سلاح حزب الله لتوقّفت العمليات الإسرائيلية»، مضيفاً أن «انضمام الجيش اللبناني إلى حزب الله في قتال إسرائيل يُعرقل جهود مساعدة لبنان».

في هذا السياق، قالت مصادر مطّلعة، إن «موقف عون متقدّم ويمكن البناء عليه مع المقاومة ولأنه يعكس وحدة وطنية مطلوبة بشدّة في هذه المرحلة الحساسة»، وإن ذلك «كانَ ضرورياً، إذ انتقل العدو إلى سياسة التوغلات التي قد تصل إلى أي منطقة في لبنان، حتى الضاحية»، خصوصاً أن عون اطّلع من الأجهزة الأمنية على معطيات حول نشاط استخبارات العدو في عمق لبنان، وقد كشفت التحقيقات مع شبكة العملاء التي اعتُقل عدد من أفرادها، أن العدو يجري تحضيرات لعمليات ذات طابع عسكري تنفيذي في داخل الأراضي اللبنانية، وأنه عمد إلى استئجار عدد غير قليل من مستودعات في أكثر من منطقة لبنانية، وكانت مُخصّصة لعمليات تفخيخ من أنواع مختلفة.

وعلمت «الأخبار» أن وحدات الجيش المنتشرة في القرى الحدودية، بدأت خلال ساعات النهار بتنفيذ قرار القيادة. وقد وصلت تعزيزات مؤلّلة إلى سهل المحافر في أطراف عيترون الشرقية وأطراف بليدا.

وفي تل أبيب، أُعلن ليلاً عن جلسة مشاورات أمنية عقدها رئيس الحكومة نتنياهو «في ظل محاولات حزب الله تعزيز قدراته خلال الأشهر الأخيرة». ونقلت هيئة البث عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: «إن حزب الله يحاول وينجح إلى حد ما في إعادة بناء قدراته الهجومية والدفاعية». وأضاف أن تل ابيب أبلغت واشنطن بـ«أن الضربات على لبنان ستتزايد وأميركا قلقة من رد فعل الحكومة اللبنانية».

وقال وزير خارجية العدو جدعون ساعر، إن «حزب الله يكثّف جهوده لإعادة بناء وتسليح نفسه بدعم من إيران. وإن إسرائيل لا تستطيع أن تدفن رأسها في الرمال في مواجهة توجّه حزب الله الخطير على أمنها ومستقبل لبنان».

وفي انتظار تكشّف الحقائق، يمكن القول، إن لبنان انتقل ولو ظاهرياً، إلى مرحلة جديدة من المواجهة، إذ لم يكتف بالإدانة بل تعدّاها إلى التهديد بدخول الجيش المعركة. واعتبر حزب الله، أن قرار عون «يشكّل منعطفاً جديداً له أبعاده»، فيما قال الرئيس نبيه بري: «إن ما حصل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة»، أمّا الرئيس نواف سلام فاعتبر الجريمة «اعتداءً صارخاً على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها». ووجّهت كتلة «الوفاء للمقاومة» أعنف الإشارات إلى ما سمّته «تحرك حاملي الأجندات الأميركيّة الذين ينقلون التهديدات».

وكانت قوة مؤلّلة من جنود الاحتلال توغّلت فجر أمس بمسافة أكثر من 1500 متر شرقي بليدا. وكانت تضم جنوداً من المشاة وراكبي دراجات رباعية اخترقوا الأراضي اللبنانية من ناحية خربة شعيب - بئر شعيب باتجاه منطقة الوادي صعوداً نحو البلدية مروراً بأحياء سكنية مأهولة». واقتحم الجنود مركز البلدية وتواجهوا مع عامل البلدية إبراهيم سلامة الذي يبيت في البلدية بعد أن دُمّر منزله. وقد سمع سكان البلدة أصوات رشقات نارية وصراخاً، حيث بقي الجنود لنحو ساعتين. وبعد مغادرتهم، حضرت قوة من الجيش لتجد سلامة غارقاً في دمه. وأفاد عناصر الدفاع المدني بأنّ سلامة تعرّض لرشقات نارية من سلاح رشاش وتُرك ينزف حتى استشهد.

 

 

النهار:

لم تكن صدمة بليدا فجر أمس التي أودت بموظف مدني في بلدية بليدا على يد جنود إسرائيليين توغلوا إلى البلدة، سوى الطبعة الميدانية المسلطة على لبنان لاختلاط الجانب التصعيدي العسكري مع الجانب الديبلوماسي، بما يترجم ما يعتبره بعض الأوساط المعنية الدفع نحو “السلام بالقوة” الذي رفع شعاراً كبيراً بعد “سلام غزة”. ولم يكن أدل على هذه التجربة الصعبة التي يجتازها لبنان من أن “تصعيد الخميس” الذي صار “تقليدا” ميدانياً إسرائيلياً ثابتاً، استعاد أمس الضغوط الميدانية المواكبة لتفعيل وتطوير عمل لجنة “الميكانيزم” بدءاً بجريمة قتل موصوفة لموظف مدني لا ناقة له ولا جمل بأي نشاط ميداني مسلح، علماً أنه قبل أسبوع تماماً حصلت “غارات الخميس” الكثيفة أيضاً على وقع تزامن مع جولة قام بها رئيس لجنة “الميكانيزم” على الرؤساء الثلاثة في اليوم نفسه. بذلك تجزم المعطيات الميدانية كما الديبلوماسية بأن مزيج الضغوط سيبقى يتصاعد حتى بلوغ مخرج تفاوضي يواكب “تزخيم وتكثيف وتسريع” خطة الجيش اللبناني لإنجاز حصرية السلاح، وإلا قد يتطور الأمر إلى تصعيد متدحرج في العمليات الإسرائيلية، علماً أن الرسائل التي وجهت أمس تثير الخشية من ارتفاع التوتر بما ينذر للمرة الأولى بصدام بين الجيش اللبناني والإسرائيليين.

ما يعزّز هذا الواقع معلومات توافرت لـ”النهار” من أن المسؤولين اللبنانيين الكبار يدرسون بجدية طرح مشاركة لبنانية مدنية في لجنة الـ”ميكانيزيم”، شرط أن يؤدي هذا التطور إلى انسحاب إسرائيلي من المساحات والنقاط المحتلة في الجنوب وترتيب المسائل الأمنية مع إسرائيل. وفي المعلومات أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس “انتزعت” موافقة أولية تقضي بقبول لبنان بإشراك مدنيين في الـ”ميكانيزيم” وناقشت هذه النقطة بإسهاب مع الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام. ورغم ذلك، لم ينضج هذا الطرح في شكل نهائي بعد وهو يحتاج إلى المزيد من الدرس والتحسّب من جوانب عدة، ولم يدلِ الرؤساء بكلمة نهائية في هذا الخصوص.

وأما التطور اللافت الذي حصل أمس نتيجة التوغّل الإسرائيلي إلى بليدا وقتل الموظف العامل في بلديتها ابراهيم سلامة، فبرز في طلب رئيس الجمهورية جوزف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل “تصدي الجيش لأي توغّل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين”. ولاحظ أن “هذا الاعتداء أتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية “الميكانيزم” التي يفترض ألا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية”.

واكتسب هذا التطور دلالات بارزة، خصوصاً وأن التقارير الأمنية أشارت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على محيط بلدة العيشية مسقط الرئيس جوزف عون بموازاة إعلان موقفه من طلب تصدي الجيش لأي توغّل إسرائيلي، كما حلّقت مسيّرات إسرائيلية فوق بيروت وضاحيتها المتاخمة لقصر بعبدا في تحلّق عدّ بمثابة رسالة تحذيرية سياسية للسلطات اللبنانية.

وكان الرئيس نبيه بري اعتبر “أن ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحاً على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وإنتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الاستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة، بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة”.

وأضاف، “أن اللحظة الراهنة تستدعي من جميع اللبنانيين استحضار كل عناوين الوحدة ودعم فخامة رئيس الجمهورية وموقفه الأخير حيال ما حصل اليوم”.

كما أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اعتبر “أن التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها”. وقال: “كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يوميًا ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها. و‏نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا”.

وكانت قيادة الجيش أعلنت أن إطلاق نار حصل فجر أمس في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون، وعلى الفور، توجهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده. واعتبرت “أن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين”. وأشارت إلى أنها طلبت من لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة “اليونيفيل”.

وعصر أمس، رصد تحرك جرافة تابعة للجيش اللبناني في اتجاه منطقة “غاصونة” في أطراف بلدة بليدا للمشاركة في إستحداث موقع عسكري للجيش بعد توغّل القوة الإسرائيلية من هذه المنطقة باتجاه وسط البلدة فجر أمس.

وفي تحرك غاضب، أقدم عدد من أهالي بلدة بليدا على قطع الطريق احتجاجًا على اقتحام الجيش الإسرائيلي مبنى البلدية. وخلال التحرك، مرت دورية لـ”اليونيفيل” في المنطقة، إلا أن المحتجين اعترضوا طريقها وأجبروها على التراجع، كما منعت دوريات عدة لليونيفيل في مناطق أخرى من إكمال دورياتها.

واعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بقتل الموظف في البلدية، إذ قال: “في إطار نشاط لقوات جيش الدفاع لتدمير بنية تحتية إرهابية تابعة لحزب الله الإرهابي في منطقة قرية بليدا بجنوب لبنان، رصدت القوات مشتبهًا به داخل المبنى حيث شرعت القوة في الإجراءات الهادفة لتوقيف مشتبه به ولحظة تحديد تهديد مباشر على أفراد القوة تم إطلاق نار لإزالة التهديد وتمّ رصد إصابة. تفاصيل الحدث قيد التحقيق”.

وقال إن “المبنى استخدم في الآونة الأخيرة لنشاطات إرهابية لحزب الله الإرهابي تحت غطاء بنية تحتية مدنية”.

وقبل الظهر شن سلسلة غارات استهدفت الناقورة ومحيط الجرمق والخردلي والمحمودية.

على الصعيد السياسي الداخلي، بدأت وزارتا الداخلية والخارجية الإعداد للقرار الحكومي الحاسم الذي سيتخذه مجلس الوزراء في جلسته الخميس المقبل حول قانون الانتخاب، إذ عقدت اللجنة المشتركة من الوزارتين اجتماعها الأول صباح أمس في مبنى وزارة الداخلية، بحضور الوزيرين أحمد الحجار ويوسف رجي، وذلك لدراسة تطبيق دقائق أحكام الفصل الحادي عشر من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، المتعلق باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية.

وأفاد بيان مشترك أن الوزيرين “شددا على أنه بمعزل عن النقاشات والاقتراحات القائمة على صعيد مجلسي النواب والوزراء المتعلقة بقانون الانتخاب، والتزاماً بالإجراءات والمهل التي يفرضها القانون النافذ حاليًا، باشرت اللجنة المشتركة اجتماعاتها، على أن تقوم بدراسة المواد المتعلقة باقتراع اللبنانيين غير المقيمين والاطّلاع على التقرير المعد سابقاً في العام 2021، على أن ترفع اللجنة تقريرًا بنتيجة أعمالها. وأكد الوزيران أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها من جهة، وضمان مشاركة فعّالة للبنانيين المنتشرين حول العالم، بما يكرّس حق المغترب في الاقتراع بشفافية وسلاسة، ويعزّز ثقة اللبنانيين في العملية الانتخابية”.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية