مريم البسّام: هيهات يا بو الزلف ..مان برّاك
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 02 25|10:31AM :نشر بتاريخ
كتبت مريم البسّام عبر صفحتها على "فيسبوك":
لا يختلف لبنانيان اثنان على توصيف بلدنا بـ "البلد الفاشل".
ومنذ العام 1983 صَفَّقْنا طويلاً، وما زلنا نَصفِق لزياد الرحباني لأنه أَخْتَصَرَنا بشي فاشل، ونبَشَ لنا من التراث.. أبو الزلف بشحمه ولحمه ليتحدّث باسم زملائه: أبو الميج، دلعونا، روزانا، ميجانا، أبو الهيبا and every body، ويلقِنّا درسًا حَبوبًا بشقَع الفشل على الجبال والمنحدرات، وفي داخل الجرّة "اللي رجعت لصحابا."
نحن نكتفي بما يصدر عنا شخصيًا سياسيًّا، وفنّيًا، واجتماعيًّا , لكن أن يتفوّه توم برّاك بـ"نَعْت" لبنان بالدولة الفاشلة، فهذا يقودنا إلى فيلم أميركي طويل، بطبعة عصرية جديدة.
فهذا الفشل أنتم أَجْرَيتُم عليه الصيانة السياسية، وركَّزتم دعائمه بحكم السفراء والقناصل الذين سهِروا على سفرته: منذ سفير الحرب الأهليّة جون توماس مكرثي، مرورًا بمن تَجَسّسوا على «فضفضات» السياسيين اللبنانيين وضمّنوها في وثائق ويكليكس أمثال ديفيد ساترفيلد، جيفري فلتمان، مورا كونلي، ميشيل سيسون، ديفيد هال، وريتشارد جونز؛ وبلغ الأمر إلى جلسات السمر، والرحلات على متن بواخر الأغنياء اللبنانيين، والحفلات مع دورثي شيا، التي اشتهرت بحبّ الضيافة وسحرها لسياحة لبنان وعذوبة كرمه.
ولم يتسنَّ لي معرفة الكثير عن ليسا جونسون سوى أن الغيرة أصابتها من مورغان أورْتاغوس فغادرتنا بقصة شعر مميزة عند المندلق الشهير.
كان هؤلاء وغيرهم من السفراء والقناصل شهودًا على انهيار لبنان المالي والسياسي، وكانت وظيفتهم كتابة تقارير عن المجتمع اللبناني في «مَضبوطة الفسّاديات» ذائعة الصيت. تراهم عند هذا الزعيم يدعمون خطواته وقراراته، ثم ينحَنون إلى زعيم أو مائدة سياسيّة أخرى لتناول سيجار قد يُمنَع عنهم في بلادهم.
وكلّنا يعرف أنّه، وبِالقانون الأميركي، من يشارك الفساد فهو فاسد مثله. فالمادّة 18 U.S.C. §201(b) تنطبق عليهم جميعًا، لأنهم يُعتَبَرون «مُوظَّفين عموميين (Public Officials)»، وتتوجّه هذه المادة إلى كل موظّف عمومي في حكومة الولايات المتحدة، بما في ذلك السفراء والقناصل والموظفون الدبلوماسيون أو القنصليون، بقصد:
1. التأثير في أي عمل رسمي يقوم به ذلك الموظف، أو
2. حمله على الإخلال بواجباته القانونية، أو
3. مكافأته على فعل رسمي قام به بما يخالف واجبات منصبه.
فسفراؤكم وقناصلكم أحبّوا لبنان لدرجة رفع تقارير عنه، مع دعم بعض المجموعات فيه، وتقديم خدمات لا تراعِي كل اللبنانيين، تستنسب ما يواتيها من مجموعاتٍ لصيقة.
كان هذا دعمًا على مرّ السنين وأحدث تشَقُّقاً في المجتمع اللبناني، حتى إنكم بِتَمّ مسرورين بمصطلح «شيعة السفارة»، وعدّيتموه إنجازًا لكم، وهو في نظرنا إهانة وحقارة منكم قبل غيركم.
عن أي فشل يتحدّث ابن لبنان توم برّاك؟ وهو العارف بالخميرة والعجينة اللبنانية، وكيفية خَبْزِها على النيران الأميركيّة لتصبح قابلةً للاِلتِهام؟
كُلّ فشل أنتم صُنَّاعه، كل حرب أنتم رُعاتها، وهذا الدليل يأتيكم كل يوم على طبق إسرائيلي دامٍ، يخطف أنفاسنا ويغتال أبناءنا وشبابنا وأطفالنا ونساءنا.
شريك الإبادة أليس فاشلاً؟ خاوَيْتم بنيامين نتنياهو في سنتي حرب، دعمتموه بكل الأسلحة الفتّاكة لإبادة أهل غزة، واستَكترتم أن يقول العالم عن أهل القطاع إن المجاعة قد قضَت على ما لم تخطفه حرب بكل صواريخها. ولمّا أردتم وقف الحرب.. فرضتم على نتنياهو وقفَها.
هذا التوم برّاك من ذاك النظام الأميركي الغائر، الناجح جدًّا في فرض الوصاية وممارسة الديكتاتوريّة على اللبنانيين ونعتهم بأرخص الأوصاف، وهو مدرك أنّهم لن يَجرؤوا على الردّ.
لو كان الفشل يَتكلّم لردّ عليكم؛ لو كانت الزبائنيّة التي اتّبعتها سفراؤك وقناصلك في لبنان تَتَحَدَّث، لكان كل هؤلاء قد خضعوا للتفتيش والمساءلة عند انتهاء خدماتهم في لبنان ووصولهم إلى بلادهم.
لكن.. هيهات يا بو الزلف، مان !
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا