الديار: «اسرائيل» تصعّد لفرض «الخط الاصفر» وتفتيش المنازل؟

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 21 25|09:01AM :نشر بتاريخ

 لا تغيير في المشهد السياسي والامني، ترقب للتطورات والاحداث دون القدرة على التحكم بها، جلسة للحكومة في بعبدا تظهر العجز الرسمي عن مواكبة التصعيد الاسرائيلي الخطير، والاكتفاء بوعد معلق بعقد جلسة حكومية في الجنوب. في المقابل»اسرائيل» لا تزال تهدد بجولة قتالية جديدة، وتسريبات حول نقاش مستمر عما اذا كانت «الايام القتالية» تضمن توغلا بريا او فقط تصعيدا وتوسيعا للغارات الجوية؟! فيما برز سيناريو تكرار سيناريو غزة من خلال ايجاد» خط اصفر» داخل الاراضي اللبنانية،عبر توسيع الاحتلال، وخلق مناطق عازلة، وهو امر بات على «طاولة» الحكومة الامنية، بحسب الاعلام العبري الذي واصل التشكيك بالجيش.

سابقة خطيرة؟

في هذا الوقت، لم يتبلغ لبنان جديدا يتعلق بالاتصالات الدبلوماسية، لا سعوديا، ولا اميركيا، وحدها باريس تتحرك في محاولة للجم التصعيد الاسرائيلي خوفا من انهيار دراماتيكي للدولة اللبنانية، كما اكد مصدر دبلوماسي «للديار»، اشار الى ان المخاوف جدية من توسيع «اسرائيل» نطاق استهدافاتها للقرى والمدن في الجنوب ومناطق اخرى بهدف اجبار الجيش اللبناني على تنفيذ مهمة تفتيش المنازل المدنية، بعد رفض قيادته الرضوخ للضغوط الاميركية- الاسرائيلية. وما حصل في بلدة بيت ليف مساء امس الاول، يشكل سابقة خطيرة، بعدما هددت قوات الاحتلال باستهداف نحو 35 منزلا في البلدة بحجة احتوائها على اسلحة، وبعد مناشدة اهالي البلدة، دخلت قوات مؤللة للجيش الى البلدة، ودخلت عناصره بعض المنازل بطلب من اصحابها لخشيتهم من استهدافها. ووفقا لمصادر مطلعة، قد تستغل «اسرائيل» هذه السابقة لتوسيع نطاق تهديداتها، وفرض امر واقع ميداني، مع العلم ان المصادر العسكرية تؤكد عدم وجود اي تغيير في التعليمات، والاصرار على رفض تنفيذ الاملاءات الخارجية، لان في الامر مخالفة للقانون اللبناني الذي يشترط الحصول على استنابات قضائية لتفتيش المنازل.

مطالب مستحيلة

من جهته، اكد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية ان الجيش ملتزم بالخطة ضمن الجدول الزمني المصدق عليه في مجلس الوزراء والذي يعرفه الأميركيون والاطراف المعنية كافة، لكن المطالبة بسحب سلاح حزب الله مع نهاية هذا العام امر مستحيل، وهو ما يعرفه الجميع. ونقلت الوكالة عن مسؤول في جيش الاحتلال قوله» إن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار تعمل لكن ليس بالسرعة التي نرغب بها، ولا في الأماكن التي نرغب بها»، وزعم ان حزب الله يعيد بناء نفسه.. ولن نسمح بتنامي هذا النوع من التهديدات في منطقتنا. وقال «لن يحدث هذا وعندما أنهينا الحرب، كنا نعلم أنه تبقى لديهم ما بين 20 و30 في المئة من قدراتهم النارية، مضيفا لا يمكن أبدا تحقيق الصفر.

الاستعداد لجولة قتالية؟

وفيما واصل الطيران المسير المعادي استباحة الاجواء اللبنانية، اكدت القناة 13 الإسرائيلية، بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة قتال تستمر عدة أيام ضد حزب الله. بدورها، نقلت صحيفة»اسرائيل اليوم» عن مسؤول عسكري ان «الهجوم الإسرائيلي المرتقب على لبنان يأتي في ظل تقديرات برد حزب الله بالصواريخ والمسيّرات». أما موقع «والا» الإسرائيلي فزعم ان «واشنطن تمنع تل أبيب من رد قاسٍ على خروقات حزب الله». وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إنّ الضغط الأميركي يقيّد حالياً أي ردّ إسرائيلي أشد على خروقات حزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار.

علاقة الجيش وواشنطن

في غضون ذلك، لا يبدو رئيس الجمهورية جوزاف عون قلقا حيال مستقبل العلاقة بين الجيش اللبناني وواشنطن، وعلمت «الديار» انه اقفل «باب النقاش» امام عدد من الوزراء، حاولوا الحصول على اجابات حول اسباب الازمة، وتحدث عن سوء تفاهم يجري العمل على حله عبر الاتصالات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وفي هذا الاطار، تلقى قائد الجيش رودولف هيكل «رسالة» دعم فرنسية نقلها السفير هيرفيه ماغرو ، كما وصلت تطمينات اميركية، شبه رسمية الى بعبدا، واليرزة، تفيد بان واشنطن لا تزال تعتبر الجيش «حليفا استراتيجيا»، وان المشكلة مع»القائد» قابلة للحل، لكن هذا لا يعفي الجميع من ضرورة احداث تغيير ما في المقاربات الحالية.

سلام يستغرب..؟

من جهته، استغرب رئيس الحكومة نواف سلام عدم استجابة «اسرائيل» لعرض التفاوض الذي جدد الالتزام به، مجددا الرهان على «الوساطة» اميركية، واكد أنّه «عندما نظهر استعدادنا للتفاوض لا نحصل على موعد». لافتاً إلى أنّه «يكرّر عرض لبنان السابق للاستعداد للتفاوض بشأن الحدود البرية والمناطق التي ما زالت إسرائيل تحتفظ بها». وجاءت الاجابة على استغراب الرئيس سلام، من «اسرائيل» عبر صحيفة «يديعوت احرنوت» التي لفتت الى ان المشكلة تكمن في ان دولة الاحتلال تُفضّل التركيز على مخاوفها بدلًا من إدراك أن الوقت الحالي هو الأنسب لعملية «السلام» – من حيث ضعف الفلسطينيين واستعدادهم للإصلاح، ومن حيث الاعتراف الدولي باحتياجات «إسرائيل» الأمنية مع كل الدول المحيطة بها. لكن لا توجد قيادة اسرائيلية مستعدة للذهاب الى اي تفاهمات.

لا جدية اسرائيلية

واعتبرت الصحيفة ان الأمور مُحيّرة أيضاً فيما يتعلق بلبنان. وزعمت، ان لبنان يطالب بمفاوضات مباشرة بشأن الانسحاب من المواقع جنوب لبنان، مقابل استمرار تفكيك حزب الله والتوصل إلى اتفاق سلام. واضافت» من المُحتمل أن تكون الحكومة اللبنانية ضعيفة للغاية، لكن من المُؤكد أن أفضل طريقة لإحباط تهديد حزب الله هي التوصل إلى اتفاق مع لبنان. وحتى الان لا يوجد أي نقاش جاد حول السياسة الإسرائيلية في هذا الشأن.

فشل الاستراتيجية

وينطبق الأمر نفسه على سوريا. فمع سقوط نظام الأسد، استولى الجيش الإسرائيلي على جبل الشيخ، وهي خطوة لم تُعتبر يومًا هدفًا إسرائيليًا. الآن، يقترح الشرع اتفاقية أمنية مقابل الانسحاب. هل يدور نقاش في إسرائيل حول جدوى انسحابنا واغتنام هذه الفرصة التاريخية؟ لا يبدو ذلك لأن «إسرائيل» تُفضل بالأساس الحفاظ على ما هو قائم، والتركيز على الجانب الأمني الضيق، وعدم إدراك أن الأمن الحقيقي ينبع من الاتفاقيات. وينطبق الأمر نفسه على السعودية. فمزايا السلام مع السعوديين واضحة. لكن المفارقة تكمن في أن التبادل الذي يسعى إليه السعوديون – وهو طريقٌ نحو دولة فلسطينية منزوعة السلاح وخاضعة للإشراف – يُنظر إليه في إسرائيل على أنه تهديد، بينما هو في الواقع مكسبٌ ضخمٌ آخر، لكن القيادة في «اسرائيل» تفتقر الى استراتيجية دبلوماسية شجاعة، وهو ما سيُذكر بأنه الفشل الأعظم للحرب.

دعم فرنسي للموقف اللبناني

واليوم يوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الثامنة مساء اليوم رسالة الى اللبنانيين في الذكرى الـــ 82 لاستقلال لبنان وذلك عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، ويتناول فيها التطورات وموقف لبنان منها. هذا واستقبل الرئيس عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو واجرى معه جولة افق تناولت مواضيع الساعة لا سيما منها التطورات في الجنوب في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وعمل لجنـة «الميكانيزم»، إضافة الى مواضيع تتناول العلاقات اللبنانية- الفرنسية، وعلمت «الديار» ان السفير الفرنسي ابلغ الرئيس ان باريس تؤيد موقف لبنان، وتختلف مع واشنطن واسرائيل، وهي كدولة تشارك في «الميكانيزم» تعرف جيدا ان الجيش يلتزم بتعهداته، ولا تحصر خروقات من الجانب اللبناني. ومواكبة لجولة السفير الفرنسي في بيروت، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس قلقة بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وقال»نحن قلقون بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان. نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في الجنوب. موقفنا هو موقف احترام وقف إطلاق النار. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انها تعمل مع واشنطن على تخفيف التوتر بين «إسرائيل» ولبنان. لكن حتى مساء امس، لم يتبلغ المسؤولون اي جديد من الفرنسيين.

عون يحدد موقع لبنان؟

وفي موقف يعكس استياءه من «لوبي» لبناني يعمل ليل نهار على تقويض عهده، ويسعى لافشاله، نوه رئيس الجمهورية جوزاف عون في بداية جلسة مجلس الوزراء، بالمؤتمرات الدولية التي يستضيفها لبنان، وقال نُقدّر الجهود التي يبذلها الوزراء في إنجاحها عبر عملهم وتنسيقهم، ونشكر كل المشاركين فيها، وخصوصًا الأشقاء السعوديين. ونأمل أن تُشكّل هذه المؤتمرات بادرة خير ونجاح للبنان. وهذا هو الردّ الحقيقي على بعض النفوس السوداء التي تتقصّد تشويه صورة البلد وعدم تقبّل وجود دولة تعمل للنهوض. وهناك ثلاثة أنواع من المعارضين: من لا يرغب في العمل، ومن كان يريد أن يقوم بعملك، ومن يعمل عكس ما تقوم به. وفي موقف لافت، قال عون «تسلّمنا دراسة من المدير العام لسكك الحديد والنقل المشترك تتضمّن مشروع ربط بيروت بالبقاع وبطرابلس عبر القطار، والجدوى المالية والاقتصادية منه. وقال» إنها دراسة تستحق المتابعة الفعلية، لأنها قادرة على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة في عالم النقل العام، خصوصًا مع المشاريع التي تُعَدّ في المنطقة، ومنها الخط الذي يربط الهند بالمملكة العربية السعودية».

جلسة حكومية جنوبا؟

تجدر الاشارة الى ان رئيس الحكومة نواف سلام، وردا على مطالبة وزير الصحة ركان ناصرالدين عقد جلسة للحكومة في الجنوب، اكد انه يفضل عقدها بعد اقرار قرض البنك الدولي 250 مليون دولار في المجلس النيابي،وهي تحتاج الى تحضير مناسب.

بري يدعم الجيش

ولمناسبة ذكرى الاستقلال وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين رسالة جاء فيها «الإستقلال ليس يوماً من تاريخ، وليس فعلاً ماضياً مبنياً على المجهول، إنما هو امتحان يومي للبنانيين شعباً وجيشاً ولسائر السلطات، وهو دعوة دائمة لهم لاستكمال معركة إستقلال الوطن وتحصينه من الإرتهان والخضوع، وصون السيادة، وتحصين الإرادة الوطنية من التبعية، وتحرير الأرض والإنسان من براثن الإحتلال، والسعي الحثيث لتأمين كل مستلزمات الدعم والمؤازرة لتمكين الجيش من تحقيق وانجاز كل المهام المناطة به باعتباره مؤسسة ضامنة وحامية للبنان واللبنانيين ولسلمهم وبالطبع لمكافأة قيادتها وجنودها وضباطها ورتبائها على عظيم ما يقدمون، وليس التشكيك والوشاية والتحريض عليهم في الداخل والخارج وإستهداف دورهم الوطني المقدس الذي كان وسيبقى عنواناً للشرف والتضحية والوفاء من أجل حماية لبنان وصون كل تلك العناوين من عدوانية اسرائيل التي كانت ولا تزال تقف حائلاً بين اللبنانيين وبين إستقلالهم الحقيقي الناجز براً وبحراً وجواً».

توقيف «اسكوبار» لبنان

وفي انجاز نوعي في الحرب على الرؤوس الكبيرة في عالم تجارة المخدرات، اعلن الجيش اللبناني توقيف المطلوب نوح زعيتر، المعروف بانه بابلو»اسكوبار» لبنان، اشهر تجار المخدرات الكولومبيين، في كمين محكم لمخابرات الجيش في الكنيسة في البقاع، ودون حصول اي مقاومة تذكر من المطلوب، واعلن الجيش اللبناني عبر اكس ان «الجيش أوقف زعيتر ووصفه انه أحد أخطر المطلوبين بكمين على طريق الكنيسة – بعلبك، واعلن مصدر أمني ان نوح زعيتر لم يتعرّض لأي إصابة خلال توقيفه. من جهته، اكد محامي نوح زعيتر اشرف الموسوي ان موكله مطلوب بتهم ترويج وزراعة المخدرات، ولا علاقة له بتهريب الأسلحة. وكانت المحكمة العسكرية، أصدرت حكماً يقضي بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحق زعيتر، المطلوب بمئات مذكرات التوقيف، لارتكابه أعمال الإتجار بالمخدرات وممارسة العنف المسلّح، وسعت السلطات الأمنية، منذ سنوات، لاعتقال زعيتر الذي يتمكن من الفرار مستخدماً الأسلحة النارية في مقاومة القوة العاملة على اعتقاله، مثلما حصل عام 2014، حيث أصيب بطلقات نارية وأدخل إلى المستشفى ثم فرّ منها، وهو مطلوب للانتربول.

الانتخابات النيابية

انتخابيا، وبينما انتهت امس المهلة المعطاة للبنانيين غير المقيمين، للتسجيل للتصويت في الانتخابات المقبلة، واصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حملته على الرئيس نبيه بري، وقال أنه «ليس لرئيس مجلس النواب نبيه بري الحق في أن يعطل عمل المجلس أو أن يمنع النواب من ممارسة دورهم الدستوري، وقال متوجها إليه «لماذا لا تدعو إلى جلسة تشريعية فورية وتضع مشروع القانون المعجل واقتراح القانون المعجل المكرر على جدول الأعمال؟ أم أنك تخشى الديمقراطية وآراء النواب.. في المقابل، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبسي أن «الانتخابات النيابية المقبلة توازي عمل المقاومة وبالمستوى نفسه، والاهتمام بها لا يقل أهمية عن الاهتمام بالمجتمع والشهداء والمقاومة، لأنها استحقاق يسعى البعض من خلاله للسيطرة على كل ما في لبنان من ثقافة مقاومة ودفاع عن الأرض. فالاستحقاق القادم هو مواجهة مع كل من يحمل مواقف ملتبسة ويستهدف المقاومة وسلاحها ولا يكترث بتضحيات شهدائها».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار