افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 23 نوفمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 23 25|08:22AM :نشر بتاريخ
النهار :
المعطى البارز الذي واكب رصد ردود الفعل على مبادرة عون تمثل في إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ردّاً على سؤال مراسل لبناني في واشنطن، انه سيدعو الرئيس جوزف عون إلى زيارة البيت الأبيض.
عطلة ذكرى الاستقلال أمس لم تحجب الترددات السياسية الداخلية للكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عشية الذكرى من صور متضمنة مبادرة من خمسة بنود لاستكمال نشر الجيش اللبناني حتى الحدود والتحقق من بسط سلطته في جنوب الليطاني والشروع في مفاوضات مع إسرائيل لتكريس وقف الأعمال العدائية.
وإذ بدت طلائع ردود الفعل الداخلية على هذه المباردة مشجعة، إلا أن بلورة الصورة الواسعة حيالها لا تزال غير مكتملة لان قوى أساسية عديدة لم تعلق عليها بعد. والاهم من الترددات الداخلية، وهو ما يشغل الأوساط الرسمية، رصد الاصداء الخارجية على المبادرة وما إذا كانت ستخرق جدار التجاهل الذي أتبعته قبل أسابيع حيال الدعوات المتكررة التي اطلقها الرئيس عون إلى التفاوض مع إسرائيل.
ولكن المعطى البارز الذي واكب رصد ردود الفعل على مبادرة عون تمثل في إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ردّاً على سؤال مراسل لبناني في واشنطن، انه سيدعو الرئيس جوزف عون إلى زيارة البيت الأبيض من دون ان يعلن أي تفاصيل إضافية او يلمح إلى أي توقيت. هذا التطور جاء ليخفف نسبياً صورة التوتر الذي ساد في الأيام الأخيرة اثر الغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن وليطلق التساؤلات عن المعطيات التي لا بد ان تكون مهمة ومفصلية في موقف الإدارة الأميركية حين توجه الدعوة إلى رئيس الجمهورية لزيارة واشنطن . وقد استبعدت مصادر مطلعة ان يكون تأكيد الرئيس ترامب لاعتزامه استقبال الرئيس اللبناني ، من دون تحديد موعد ، مرتبطا بما أعلنه عون اذ ان الأمر بدا مقررا مسبقا ولا صلة له بمبادرة عون ولا يزال مبكرا الجزم بما سيكون عليه موقف واشنطن منها قبل مرور بضعة أيام على الأقل.
كما ان بيان معايدة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للبنان بمناسبة عيد الاستقلال امس لم تكن ذات ارتباط بتطور معين ولكنها اتسمت بمنحى إيجابي مشجع للحكومة اللبنانية اذ قال "اتّخذت الحكومة اللبنانية هذا العام خطوات شجاعة لتعزيز مستقبل أكثر إشراقًا للشعب اللبناني. وستستمرّ الولايات المتحدة في الوقوف إلى جانب لبنان والعمل معه من أجل تعزيز الاستقرار والازدهار الاقتصادي في لبنان وفي مختلف أنحاء المنطقة".
ومع ذلك لم تغب المواقف الأميركية التي تحمل مؤشرات سلبية ومنها ما نقل عن مسؤول أميركي امس من أنّ "الجيش اللبناني يقوم بعمليات نزع سلاح حزب الله لكنه لا يملك قدرات كبيرة". وأضاف لـقناة "الحدث": "ربما لا يقوم الجيش اللبناني بما يكفي لنزع سلاح حزب الله"، وقال: "ما يحدث في لبنان يساهم في إعادة تمكين حزب الله". وتابع: "حزب الله يتلقّى المزيد من السلاح من إيران". ولفت المسؤول الأميركي إلى أنّ "واشنطن تسهّل الاتصالات بين لبنان وإسرائيل من خلال اللجنة الخماسية"، مضيفاً: "نتابع مع الجيش اللبناني تبادل المعلومات لنزع سلاح حزب الله".
اما في الاصداء الداخلية لكلمة الرئيس عون فبرزت مسارعة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى الإشادة بها فكتب على منصة "أكس": "من صور وضع رئيس البلاد جوزف عون تصوراً واضحاً لتحرير الجنوب وسيادة الدولة وحصرية السلاح. من صور المقاومة تاريخيًا أرسى رئيس البلاد أفضل طريقة وتصوّر للمستقبل".
في غضون ذلك عقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة اجتماعًا استثنائيًّا، حضره أركان القيادة وقادة الوحدات والأفواج العملانية، وعدد من الضباط، وتناول فيه آخر التطورات التي يمر بها لبنان والجيش في ظل المرحلة الاستثنائية الحالية . وتوجه إلى الحاضرين بالقول: "تكتسب وحدة اللبنانيين وتَضامنهم أهمية استثنائية في المرحلة الحالية، بخاصة حول الدور الوطني للجيش وضرورة تعزيز قدراته، وبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها، ووقف الاعتداءات وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية".
وأضاف: "في ما خص خطة الجيش في منطقة جنوب الليطاني، فإنها تسير وفق الجدول الزمني المحدَّد لها، والخطوات التي تحققت خلال المرحلة الماضية تُعد إنجازًا كبيرًا، وقد قدمت المؤسسة العديد من الشهداء والجرحى من أجل القيام بواجبها، ولا بد من الوفاء لدمائهم وتضحياتهم. وينبغي أن نشيد بوقوف أهالي الجنوب إلى جانب الجيش ودوره الوطني".
واعتبر أن لبنان ملتزم باتفاق وقف الأعمال العدائية وبالقرار ١٧٠١ بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل. وشدد على أن "المؤسسة تحرص على أفضل العلاقات مع الدول والجيوش الصديقة، وتسعى إلى التعاون معها خدمة لمصلحة الجيش والوطن".
على الصعيد الميداني سجلت جولة تصعيدية إسرائيلية واسعة استهدفت بغاراتها بعد الظهر جرد شمسطار في قضاء بعلبك حيث افيد عن سقوط اصابات. بالتزامن، استهدفت غارات إسرائيلية محيط الجرمق والمحمودية ومرتفعات الجبور ومحيط مقام النبي سجد في النبطية جنوبا. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات جوية مستهدفا منطقة الجبل الرفيع لجهة عربصاليم. واعلن الجيش الإسرائيلي "اننا هاجمنا منصات إطلاق صواريخ قصيرة المدى جنوب لبنان كانت موجهة إلى اسرائيل". تابع: في غارة بمنطقة البقاع هاجمنا موقعيْن عسكرييْن لحزب الله تم رصد داخلهما نشاطات لعناصر بالإضافة إلى مستودعات أسلحة ومبانٍ عسكرية أخرى".
وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة “إكس”: “أغار الجيش الاسرائيلي قبل قليل على منصات صاروخية لحزب الله والتي تم رصدها أخيرًا وتم وضعها داخل مواقع عسكرية في جنوب لبنان .في غارة أخرى بمنطقة البقاع هاجم الجيش الاسرائيلي موقعيْن عسكرييْن لحزب الله تم رصد داخلهما نشاطات لعناصر بالإضافة إلى مستودعات أسلحة ومبان عسكرية أخرى . أضاف: "وجود المنصات الصاروخية والأنشطة العسكرية داخل المواقع المستهدفة يشكلان خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل الجيش الاسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل".
وقرابة الرابعة عصرا، استهدفت غارة من مسيّرة سيارة في وادي نحلة بين بلدتي شقرا ومجدل سلم.
وكان قتل صباحا الشاب كامل رضا قرنبش من بلدة زوطر الشرقية جراء استهداف مسيرة اسرائيلية بغارة جوية سيارته من نوع "رابيد" التي كان يقودها على طريق عين السماحية في بلدته زوطر الشرقية.
الانباء
من الجنوب حيث ينتشر الجيش اللبناني حاصِراً السلاح بيده، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون جهوزية الدولة اللبنانية للدخول في مفاوضات برعاية أممية أو أميركية أو رعاية دولية مشتركة، للتوصل إلى اتفاق يرسّخ وقفاً نهائياً لأي اعتداءات إسرائيلية.
وبينما ينتظر لبنان ردود الفعل على كلام عون، الذي قدّم مبادرة مكتملة العناصر، قابلَه العدوّ بمزيد من الاعتداءات التي بلغ عددها عشرة اعتداءات يوم الاستقلال نفسه. وفي الأثناء، عادت الأنظار إلى قطاع غزة مع تكثيف العدوّ الإسرائيلي خروقاته لاتفاق شرم الشيخ.
فقد أدّت غارة إسرائيلية استهدفت قطاع غزة أمس السبت إلى استشهاد أكثر من 20 فلسطينياً، فيما تذرّع العدوّ بأنه أراد استهداف أحد مسلّحي حماس من دون الكشف عن اسمه. واعتبر الفلسطينيون أنّ هذه الممارسات تؤكد أنّ جيش الاحتلال “اشتاق” للعودة إلى حرب الإبادة.
انزلاق المشهد في غزة، وتلويح حماس بالانسحاب من الاتفاق الذي لا تلتزم به إسرائيل، أعادا تحريك الوسيط الأميركي، وتحديداً مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي كان من المفترض أن يلتقي قبل أيام القيادي في حماس خليل الحيّة في إسطنبول. ومع كثافة التواصل بين الحيّة وويتكوف منذ ما قبل توقيع اتفاق شرم الشيخ، يبقى لبنان بانتظار انفراجة يستحقّها، في ضوء التقدّم الكبير الذي حققه لبنان على طريق حصر السلاح، والذي أشاد به وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو في رسالته إلى لبنان، بمناسبة عيد الاستقلال الثاني بعد الثمانين.
رسالة الرئيس عون بحجم المرحلة
أكد خطاب الرئيس عون الأخير أنّ لبنان أمام فرصة تاريخية لتجديد استقلاله، وأن الدولة لن تسمح بعد اليوم باستثناءات أو أعراف تقوّض تماسكها الذي ضُرب لعقود. ومن هنا يبرز الجهد الذي يبذله الجيش اللبناني لتثبيت الاستقرار وضبط الأمن على كامل الأراضي اللبنانية، رغم الحملات المشبوهة التي تتعرض لها المؤسسة من جهات معروفة الخلفيات والغايات.
جنبلاط يشيد بخطاب عون
وفي استمرار لردود الفعل الإيجابية، أشاد الرئيس وليد جنبلاط بخطاب عون، قائلاً: "من صور وضع رئيس البلاد تصوراً واضحاً لتحرير الجنوب وترسيخ سيادة الدولة وحصرية السلاح”. ولفت إلى أنّ عون “أرسى أفضل رؤية للمستقبل”.
الجيش يواجه الحملات
بالتوازي، ومع تصاعد الحملات التي تستهدف الجيش، شدّد قائد الجيش العماد رودولف هيكل على أهمية الوحدة الداخلية لصمود لبنان في وجه صعوبات المرحلة وتداعيات الأزمات الإقليمية على الداخل. وأكد، خلال اجتماع استثنائي في اليرزة، أنّ الجيش متماسك وصلب بفضل إيمان عناصره برسالتهم وقدسية مهمتهم، وعزمهم على حماية الاستقرار والسلم الأهلي رغم الشائعات وحملات التشكيك.
التزامٌ ثابت بالأمن والاستقرار
وفي السياق، لفت مراقبون عبر “الأنباء الإلكترونية” إلى أن قائد الجيش واثق بخطواته رغم محدودية الإمكانات، ومدرك لحساسية المرحلة والظروف الاستثنائية التي يمرّ بها البلد، لكن المصلحة الوطنية العليا تبقى فوق كل اعتبار. وأكد المراقبون أنّ المؤسسة العسكرية ماضية في ثوابتها: حفظ الأمن والسلم الأهلي، وتنفيذ الخطة الموضوعة لحصر السلاح بيد الدولة من دون أي خسائر.
وفي الإطار نفسه، أشارت مصادر متابعة إلى أن الجيش مستمر في تنفيذ خطته، وإتمام المرحلة الأولى مع نهاية العام الجاري، وسط ضرورة انسحاب إسرائيل لاستكمال انتشاره جنوب الليطاني. أمّا التقرير الثالث حول خطة حصرية السلاح، والذي سيُعرض على مجلس الوزراء الشهر المقبل، فسيتضمن وقائع ميدانية تثبت حجم الجهود المبذولة.
ضرورة دعم الجيش
وجدّدت المصادر دعوتها إلى ضرورة دعم الجيش في هذه المرحلة الحساسة، وعدم الانجرار إلى حملات التشكيك بمهامه، لما يمثله دوره من التزام واضح بإعادة وضع البلاد على السكة الصحيحة، واستعادة الثقة الدولية بلبنان بعد سنوات من التراجع.
الديار:
في خطوة لافتة وجريئة، تحمل مضامين كبيرة في عيد الاستقلال ورسائل بمختلف الاتجاهات، للداخل والخارج، بعد الحملات والتهديدات الاسرائيلية والاميركية وعمليات التحريض والتشكيك في الجيش ودوره وقائده العماد رودولف هيكل، وصل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في سيارته الخاصة الى ثكنة «بنوا بركات» في صور، بالتزامن مع تحليق مكثف للمروحيات اللبنانية فوق موكبه، وكان في استقباله قائد الجيش وكبار الضباط، وبعد ان اطلع عون من الضباط على حسن سير العمل وتنفيذ الخطة الموضوعة من قبل قيادة الجيش جنوب الليطاني، اعطى توجيهاته وخاطب العسكريين قائلا: «الجيش الذي يحمي الجنوبيين كما جميع اللبنانيين ثابت في مواقفه والتزامه في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال» واضاف: «الجيش يقدم وفاء لمبادئه الشهيد تلو الشهيد غير آبه بما يتعرض له احيانا من حملات التجريح والتشكيك والتحريض»، متمنيا ان تعود ذكرى الاستقلال «السنة المقبلة وقد تحرر كل الجنوب وارتفع على حدوده العلم اللبناني وحده رمز السيادة» .
فيما جدد قائد الجيش رودولف هيكل امام عون التمسك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الاهلي، واضاف: «لقد بذل الجيش جهودا جبارة رغم الامكانات المحدودة لتطبيق خطته وتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني»، وتابع: «قدمت المؤسسة العسكرية تضحيات جسام وصمدت في مواقعها رغم الظروف الخطرة ولن تتوانى او تبخل باي جهد او قطرة دم للمحافظة على سيادة لبنان»، وقال: «ان القيادة مدركة تماما للاوضاع الاستثنائية المحيطة بتنفيذ خطة الجيش التي تسير وفق البرنامج المحدد لها، وهذه الظروف تستلزم اعلى درجات الحكمة والتأني والحزم والاحتراف بما يخدم المصلحة الوطنية والسلم الاهلي بعيدا عن أي حسابات اخرى.
واللافت، ان كلمتي الرئيس عون والعماد هيكل ركزتا على حماية السلم الاهلي اولا ووحدة اللبنانيين وتنفيذ الخطة الموضوعة لجنوب الليطاني بحذافيرها بالحزم والحكمة والتأني والاحتراف. ويبقى البارز، الالتفاف اللبناني الواسع حول رئيس الجمهورية والجيش وقائده، وظهر ذلك باحتفالات عيد الاستقلال التي عمت كل لبنان. وتضمنت الكلمات اشادات بالرئيس عون وقائد الجيش في الدفاع عن لبنان من خلال مواقفهما الجريئة، في أخطر مرحلة استثنائية يمر بها لبنان منذ الاستقلال.
خطاب الاستقلال
وبمناسبة عيد الاستقلال اطلق الرئيس عون مواقف واضحة للبنانيين، وحرص على ان تكون رسالة الاستقلال من الجنوب وقال: ليس صحيحا ولا مقبولا ان نتصرف وكأن جماعة لبنانية زالت او اختفت او هزمت، فهؤلاء لبنانيون وعلينا جميعا أن نعود معهم ومع كل اللبنانيين الى حضن الوطن وتحت سقف الدولة الحصري، واضاف الرئيس عون: لا استقلال حقيقيا الا بتحرير وتعمير الجنوب وكل لبنان.
وأطلق مبادرة تأكيد استعداد الدولة للتقدم بجدول زمني واضح حول جهوزية الجيش تسلم النقاط الخمس وتأكد اللجنة الخماسية من بسط الدولة وحدها سيطرتها على هذه النقاط، كما تتعهد الدولة اللبنانية بالتلازم بانها المسؤولة الوحيدة عن امن الحدود واراضيها كافة، وهي جاهزة للتفاوض برعاية اممية او اميركية او دولية مشتركة على اي اتفاق لوقف نهائي للاعتداءات.
لبنان صندوق لتبادل الرسائل
لبنان ساحة وليس دولة، وصندوق بريد لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، ومع دخول المنطقة حرب المفاوضات الصعبة والتسويات المستحيلة من ايران الى غزة وسوريا ولبنان، فان الاوضاع الداخلية ستبقى تتراوح بين هبّة عسكرية ساخنة وأخرى باردة. وفي المعلومات، ان التصعيد الاسرائيلي الأخير ليس الا تشويشا بالرصاص والغارات على زيارة محمد بن سلمان الى واشنطن، وكلامه على استعداد طهران للحل ورفضه ادخال منطقة الخليج بالتوترات والحروب من بوابة أضعاف ايران واسقاطها. ورد الرئيس الإميركي بالتأكيد على وجود اتصالات اميركية إيرانية ورغبة المسؤولين في طهران بإجراء المفاوضات. ولاول مرة في تاريخ العلاقات السعودية الايرانية، يحمل محمد بن سلمان الى واشنطن تصورا مغايرا ونهجا جديدا في النظرة السعودية الى ايران والحوار معها، محاولا اقناع ترامب وفريقه بفتح خطوط التواصل مع المسؤولين الإيرانيين. وهذا الامر يعتبر تطورا استراتيجيا سيفتح المنطقة على مسارات كبرى اذا نجحت جهود محمد بن سلمان، فزيارة ولي العهد السعودي كانت مختلفة جذريا عن كل الزيارات السابقة، وحملت كلاما جديدا عن ايران وضرورة الحوار معها بدلا من ضربها واضعافها وتضييق الخناق عليها. وهذا ما ازعج نتنياهو الذي رد بالتصعيد في لبنان والجولة داخل الاراضي السورية، وما رفع من منسوب التوتر الاسرائيلي رسم ولي العهد السعودي سقفا لا يمكن النزول تحته للدخول بالاتفاقات الابراهيمية، قائم على مبدأ قبول نتنياهو حل الدولتين. وهذا الامر من رابع المستحيلات الموافقة عليه اسرائيليا، وبالتالي فان الامور تراوح مكانها، وكل حروب نتنياهو لم تحقق شيئا لاسرائيل، ولن تفتح ابواب المفاوضات بينها وبين الدول العربية، وسينعكس ذلك على الارض عبر الضغوط العسكرية في الأشهر المقبلة وإصرار نتنياهو على اقامة مناطق عازلة في الجنوب السوري ولبنان، لكن صمود أهالي الجنوب ورفضهم مغادرة اراضيهم رغم كل الغارات يعرقل تنفيذ المخطط الاسرائيلي بالمنطقة العازلة، وهناك معلومات تتحدث عن وصول المنطقة العازلة الى وادي عربة في الأردن.
وفي المعلومات، ان الاجواء الإيرانية السعودية الجديدة والجيدة تشكل باب الأمل الوحيد امام الرئيس نبيه بري لاخراج لبنان من أزماته، وكما كان يقول سابقا، الحل لا يكون الا « س ـ س»، فإنه يؤكد حاليا ان المدخل لانتقال لبنان من ضفة الى اخرى لن ينجز الا بالتوافق السعودي الإيراني. وكان لافتا تزامن دخول الموفد السعودي يزيد بن فرحان الى عين التينة مع اجتماع مستشار الرئيس بري النائب علي حسن خليل مع المسؤول الإيراني علي لاريجاني في طهران، الذي يعمل على تحسين العلاقات السعودية مع الثنائي الشيعي. وحصل تقدم غير مباشر مع حزب الله في هذا المجال، وستظهر الصورة بشكل أفضل خلال المرحلة المقبلة والمؤشرات الأولية ايجابية.
وفي ظل هذه المعمعة من التهويلات والتسريبات عن الحرب المقبلة، كان لافتا استبعاد سفير دولة اقليمية بارزة امام إعلاميين أقدام اسرائيل على شن حرب كبرى على لبنان بسبب التوازنات القائمة في المنطقة، وتاكيده ان اسرائيل لا يمكن ان تتحمل سقوط صواريخ جديدة عليها بعد عودة سكان المستوطنات الى شمال فلسطين بنسبة 95 %، وجزم ان الاوضاع لن تتغير اذا بقي نتنياهو في السلطة في انتخابات الكنيست في تشرين الثاني 2026، وحتى ذلك الوقت، فان المنطقة ستبقى على صفيح ساخن من التوترات ورفع مستوى العمليات في لبنان وسوريا واللجوء الى الاغتيالات في المرحلة المقبلة، لكن «الرقص سيبقى على حافة الهاوية». وعلم ان جميع المنازل التي قصفتها اسرائيل خلال الايام الماضية، كانت لجنة وقف اطلاق النار قد طلبت من الجيش اللبناني دخولها وتفتيشها ورفض الجيش التنفيذ.
المبادرة المصرية
من المتوقع ان يصل وزير خارجية مصر الى بيروت الأربعاء المقبل لاستكمال ما بدأه مدير المخابرات المصرية حسن رشاد من مباحثات في بيروت شملت حزب الله، والسؤال: هل حصلت تطورات استدعت قيام الوزير المصري بزيارة بيروت؟
ما سر التوتر في العلاقات بين بري وجنبلاط مع سلام
العلاقات بين بري وجنبلاط مع نواف سلام يسودها التوتر الدائم، ولم ينجح سعاة الخير في ترطيب الاجواء. وفي المعلومات، ان تمسك الرئيس سلام بدعم النواب التغييريين وجمعية «كلنا ارادة» يثير الشكوك عند بري وجنبلاط، وصولا الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. وفي المعلومات أيضا، ان النائب عن منطقة الشوف- عالي مارك ضو المقرب جدا من رئيس الحكومة والذي فتح له مكتبا بجواره في السرايا، اثار موضوع الصرف الصحي في الشحار الغربي مع سلام الذي لبى طلبه ووضعه على جدول اعمال الحكومة، وهذا ما اثار غضب جنبلاط الداعم بقوة ّلعودة طلال ارسلان الى المجلس النيابي، لكن رئيس الحكومة لا يرد على تمنيات جنبلاط وطلباته في هذا المجال، بعد معلومات عن دعم رئيس الحكومة لضو ولعدد من نواب التغيير في الانتخابات النيابية المقبلة، فيما العلاقة بين بري وسلام عادت الى التوتر بعد استقبال رئيس الحكومة هنيبعل القذافي واطلاق مواقف تتضمن انتقادات مبطنة للرئيس بري ودوره في الاعتقال غير القانوني للقذافي، كما لمح رئيس الحكومة.
الشرق الأوسط :
تتواصل الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، الذي بدأ تنفيذه في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، بشكل يتصاعد من حين إلى آخر، كان آخرها عملية اغتيال جديدة وقعت ظهر السبت، بما ينتهك بشكل واضح بنود الاتفاق.
ويمنح الاتفاق إسرائيل حرية العمل العسكري في المناطق الواقعة تحت سيطرتها وفق خطط الانسحاب المقررة في مراحلها المختلفة، ومنها المرحلة الأولى التي ما زالت مستمرة، وتحدد عند الخط الأصفر، بما يمثل ما يزيد على 50 في المائة من مساحة القطاع، تحت السيطرة الإسرائيلية، الأمر الذي تستغله من خلال عمليات نسف وتدمير ما تبقى من منازل في تلك المناطق، والكشف عن أي أنفاق فيها والعمل على تدميرها بالكامل، وحتى تنفيذ عمليات من خلال القصف الجوي في بعض الأحيان.
وتسجل انتهاكات واضحة لاتفاق وقف إطلاق النار، من خلال قصف جوي في بعض الأحيان، ومدفعي في أحيان أخرى، إلى جانب إطلاق نار من آليات، ومسيّرات، وحتى التوغل لمسافات لعشرات أو مئات الأمتار في المناطق الفلسطينية الواقعة غرب الخط الأصفر، وتتسبب هذه الأحداث في وقوع قتلى أو جرحى في بعض الأحيان.
وحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإنه منذ وقف إطلاق النار رصد ما لا يقل عن 6 عمليات توغل برية محدودة في بعض المناطق قبل أن تنسحب منها مجدداً القوات الإسرائيلية، فيما في 4 حالات على الأقل، تم تحريك المكعبات الأسمنتية المشار إليها باللون الأصفر، في مسافات لعشرات الأمتار، فيما وصلت في حالة واحدة شرق حي الشجاعية إلى أكثر من 280 متراً، في عملية سيطرة واضحة على مزيد من المناطق لتقضم أكثر من 80 في المائة من مساحة الحي الذي أصبح تحت سيطرة قوات الاحتلال. كما توضح المصادر.
وبينت المصادر أن ذلك تسبب في نزوح عائلات يقدر عددها بنحو 150 كانت موجودة في تلك المناطق، إما في منازل متضررة جزئياً وإما في خيام، وهي مناطق معدومة من كل مقومات الحياة.
قصف وعملية اغتيال
وقتل 5 فلسطينيين على الأقل في غارة جوية استهدفت مركبة في حي الرمال غرب مدينة غزة، واستهدفت قيادياً من «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، كما أفاد مصدر أمني إسرائيلي، وهي أول غارة جوية تستهدف مركبة بهذه الطريقة منذ انتهاء الحرب.
وسبق ذلك أن أُصيب فلسطيني برصاص قناص إسرائيلي شرق مخيم جباليا في شمال القطاع، فيما أصيب آخران على الأقل في إطلاق نار من آليات في المنطقة الواقعة شرق مخيم البريج، وأصيب آخر في إطلاق نار جنوب خان يونس.
وشهدت مناطق رفح وجنوب وشرق خان يونس، وكذلك شرق مدينة غزة، وتحديداً أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، غارات جوية إسرائيلية، طالت أهدافاً شرق الخط الأصفر، الواقع تحت سيطرة قواتها، فيما وقعت عمليات نسف في تلك المناطق، وكذلك شرق المنطقة الوسطى للقطاع.
وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «إن بعض الغارات الجوية أو القصف المدفعي كانت تنفذ إما عند الخط الأصفر تماماً أو غربه، داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية وفق تصنيف خريطة الانسحاب، ما يشير إلى أن هناك خروقاً واضحة لوقف إطلاق النار».
وحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن الخروق الإسرائيلية تسببت في مقتل ما لا يقل عن 318 فلسطينياً، وإصابة 788، ما رفع حصيلة العدوان إلى 69733 قتيلاً و170863 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ولا يحسب بين القتلى الفلسطينيين نشطاء من «حماس» قتلتهم القوات الإسرائيلية داخل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تسيطر عليها تلك القوات منذ أشهر طويلة، وهم ممن بقوا فيما تبقى من أنفاق بالمدينة، وانقطع الاتصال بهم منذ نهاية شهر مارس (آذار) الماضي. حسب بعض المعلومات الميدانية.
التزام «حماس»
وتقول مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إن الحركة ما زالت ملتزمة بوقف إطلاق النار، ولم تنفذ أي هجمات ضد أي أهداف إسرائيلية، مؤكدةً أن الادعاءات التي كان يطلقها جيش الاحتلال بهذا الصدد ليست صحيحة، وهدفها كان واضحاً تصعيد الوضع الميداني لإرضاء بعض السياسيين في حكومة نتنياهو، على حساب دماء الشعب الفلسطيني، ولانتهاز الفرص لتوجيه ضربات لبعض نشطاء المقاومة، فيما كانت أكثرية الخسائر من المدنيين.
وحسب تلك المصادر، فإن قيادة «حماس» تطلع الوسطاء على جميع الخروق الإسرائيلية وتفاصيلها، وأنها تتابع سياسياً معهم تلك الخروق، وتتحرك في أكثر من اتجاه بهدف وضع الجميع أمام مسؤولياته لإلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق الموقع.
وفي بيان لها وزعته على وسائل الإعلام، عدت «حماس» استمرار جيش الاحتلال في إزالة الخط الأصفر والتقدم به يومياً باتجاه الغرب، وما يرافق ذلك من نزوح جماعي للسكان، إضافة إلى الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق شرق القطاع؛ بأنه خرقاً فاضحاً يرتكبه الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت «حماس» رفضها لكل محاولات حكومة نتنياهو لفرض أمر واقع يتعارض مع ما جرى الاتفاق عليه، داعيةً الوسطاء إلى التدخل العاجل والضغط لوقف هذه الخروقات فوراً، مطالبةً الإدارة الأميركية بالوفاء بتعهداتها وإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته، والتصدي لمحاولاته الرامية إلى تقويض مسار وقف إطلاق النار في غزة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا