افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 24 نوفمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 24 25|09:04AM :نشر بتاريخ
النهار:
الغارة على حارة حريك قد تُشكّل الإنذار الأخطر والأكثر تقدّماً إلى احتمال أن تكون نذير العملية العسكرية الموسعة أو الضربات الواسعة التي تُهدّد إسرائيل بأنّها خيار حتمي وشيك
لم تقف خطورة اغتيال رئيس أركان "حزب الله" هيثم الطبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية على نجاح إسرائيل التصاعدي في اغتيال قادة الحزب الأساسيين والأركان والكوادر والعناصر، وكذلك عودة الغارات الإسرائيلية ان بقصد الاغتيالات وان بقصد قصف البيئة الحاضنة للحزب على الضاحية الجنوبية لبيروت، وإنما تجاوزتها في التوقيت والجغرافيا والظروف إلى دلالات اعمق وأوسع خطورة تمثلت اقله في ابرز الوقائع والمعطيات الاتية:
أولا: ان نهج الاغتيالات الإسرائيلية لا مرد له ولا خطوط حمر ولا اتفاقات حتى تردع إسرائيل عنه على ما ترمز اليه عملية اغتيال الطبطبائي البارحة قبل أربعة أيام من مرور سنة كاملة على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل.
ثانيا : ان الغارة الإسرائيلية على حارة حريك، ولو كان هدفها الحصري اغتيال الرجل الثاني في هيكلية "حزب الله "، قد تشكل الإنذار الأخطر والأكثر تقدما إلى احتمال ان تكون نذير العملية العسكرية الموسعة أو الضربات الواسعة التي تُهدّد إسرائيل بانها خيار حتمي وشيك والتي يضج الإعلام الإسرائيلي بتقارير على مدى الساعات تشرح أهدافها ودوافعها . وهو الأمر الذي بات يثبت معادلة ان السؤال لم يعد هل تحصل الحرب الواسعة الجديدة بل متى تحصل فقط ؟ هذه المعطيات لم تبددها معلومات الإعلام الإسرائيلي عن أن لجنة "الميكانيزم" تبلغت بأن عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل لن تشكل تصعيدًا إلا إذا ردّ عليها "حزب الله".
ثالثا : يثبت التصعيد الإسرائيلي الحاصل ان لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأميركية أيضا ، أخذتا في الاعتبار بعد خيار التفاوض الذي يعرضه لبنان بدليل ان الغارة على الضاحية واغتيال الطبطبائي حصلا بعد 48 ساعة من إعلان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مبادرته الأخيرة ولم يكن بعدها إلا تصعيد إسرائيلي من جهة وصمت وتجاهل أميركي من جهة أخرى اقله كما توحي المعطيات الظاهرة حتى الان.
رابعا : لم يعد خافيا ان مخاوف تعاظمت في الساعات الأخيرة من احتمال تدهور الوضع في لبنان في الأيام القليلة المقبلة بما يضع زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان التي تبدأ الأحد المقبل وتستمر إلى الثلاثاء الذي يليه ، في مهب الخطورة مهما جرى الكلام عن ضمانات لعدم حصول ما يتهدد حصولها.
اذن سارعت مصادر إسرائيلية ، وقبل التأكيدات التي صدرت لاحقا من "حزب الله" ولبنان ، إلى تأكيد اغتيال هيثم الطبطبائي في الغارة الإسرائيلية بعد ظهر امس على شقة سكنية في شارع العريض - حارة حريك في الضاحية الجنوبية. وقد أدت الغارة التي أطلقت خلالها ثمانية صواريخ إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانية وعشرين آخرين بجروح حسب حصيلة وزارة الصحة.
وأعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو أصدر الأمر بتنفيذ الهجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت امس وذلك بناء على توصية وزير الدفاع ورئيس الأركان. وأوضح المكتب أن الغارة استهدفت هيثم الطبطبائي، الذي يُعدّ وفق الرواية الإسرائيلية المسؤول عن قيادة عملية تعزيز القوة والتسلح داخل "حزب الله". وأشار الاعلام العبري الى أن الطبطبائي قاد على مدار السنوات الأخيرة قوات النخبة في "حزب الله"، وشارك العام الماضي مع محمد حيدر في مسؤولية إعادة التأهيل وتعزيز القدرات العسكرية للحزب. وحاولت إسرائيل تصفيته مرتين خلال الحرب وكانت امس المرة الثالثة . وفق المعلومات فإن والد المستهدف إيراني ووالدته لبنانية، ويعيش هو في لبنان.
وأبو علي الطبطبائي، هو القائد السابق لقوة الرضوان، الوحدة الخاصة التي شاركت في العمليات العسكرية في سوريا واليمن، وهو على قائمة المطلوبين لدى الولايات المتحدة مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وقال مسؤول أميركي إن "إسرائيل لم تبلغنا قبل قصف الضاحية الجنوبية لبيروت". وأضاف المسؤول لـ"أكسيوس": "إسرائيل أبلغتنا بغارة الضاحية الجنوبية بعد تنفيذها".
وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بتنفيذ الغارة في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أُطلقت عليها قناة "14" اسم "الجمعة السوداء". وأكدت أن العملية تأتي في إطار جهود إسرائيل لمنع حزب الله من إعادة بناء قوته وتهديد الأمن الإسرائيلي، مشددة على أن التنظيم يعمل بشكل فاعل على انتهاك التفاهمات بين لبنان وإسرائيل".وأضافت أن "الحكومة ستواصل اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان عدم تعافي حزب الله أو تعزيز قدراته العسكرية داخل لبنان. وفي السياق، اشارت القناة 13 الإسرائيلية الى ان "البيت الأبيض لم يعد يعارض تنفيذ هجوم ببيروت مع تعاظم قوة حزب الله وعجز الحكومة".
أما من جانب "حزب الله " فاعلن نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي أنّ "هناك شخصية جهادية تم استهدافها ونعمل على التأكد من هوية الشخصية". ولفت إلى أنّ "العدوان اليوم على الضاحية يفتح الباب أمام تصعيد العدوان على كلّ لبنان"، موضحًا أنّ "المقاومة هي من تقرر كيفية الرد على هذا العدوان".
سبق هذا التطور ان صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكدت ان إسرائيل تعمل على إعداد خطة هجومية تشمل ضربات جوية مكثفة في لبنان، وعمليات موجهة ضد بنية حماس العسكرية في غزة، إلى جانب احتمال تنفيذ هجوم استباقي ضد منشآت صاروخية ونووية داخل إيران.
واورد تقرير لصحيفة "معاريف" أنّ "سلاح الجو الإسرائيلي يواصل تنفيذ هجمات يومية على مواقع مرتبطة ببناء قدرات حزب الله، سواء في البقاع أو شمال نهر الليطاني"، معتبرا "أنّ المسألة لم تعد مرتبطة بـ"إذا" سيتحرّك الجيش، بل بـ"متى": خلال أسبوع، أو الأسبوع المقبل، أو الشهر القادم". وشددت "معاريف" على أنّ "الجيش اللبناني لا يقوم بمهمته في نزع سلاح حزب الله، ما يجعل المواجهة مسألة وقت".
اما رد الفعل اللبناني الرسمي فتمثل في اعلان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ان استهداف اسرائيل الضاحية الجنوبية من بيروت بعد ظهر امس وتزامن هذا الاعتداء مع ذكرى الاستقلال "دليل آخر على انها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد واعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها ". واضاف : "ان لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم ، وقدم المبادرة تلو المبادرة ، يجدد دعوته للمجتمع الدولي بان يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعا لاي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة ، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة اخرى ".
من جهته اعتبر رئيس الحكومة نواف سلام "ان الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها". وأضاف "إنّ حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة. فهي ستواصل العمل بشتى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أيّ تصعيد مفتوح، وبما يضمن ووقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من ارضنا، وعودة أسرانا".
اما في المواقف السياسية فتوجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قائلا "لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية، لا نستطيع التصرف كالعادة: مهاجمة إسرائيل ولعنها، والتقدُّم بشكوى إلى مجلس الأمن. فهذه الخطوات لم تُفِد يوما بشيء، وعلى الأكيد لن تفيد اليوم .. أتمنى دعوة مجلس الوزراء إلى جلسة طارئة لوضع قراري مجلس الوزراء في 5 و7 آب موضع التنفيذ، وإجراء مشاورات سريعة وفي العمق وبالتفاصيل كلها مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وبقية أصدقاء لبنان، للاستعانة بقدراتهم على وقف الاعتداءات الإسرائيلية نهائيا، وسحب إسرائيل من لبنان، والعودة إلى اتفاقية الهدنة لعام 1949 ".
الأنباء الإلكترونية:
التصعيد الاسرائيلي المتدرج بلغ أمس الضاحية الجنوبية مستهدفاً شخصية كبيرة في "حزب الله" هو هيثم علي الطبطبائي الذي وصفته إسرائيل بـ "الرجل الثاني" في الحزب. ويعتبر الإستهداف في قلب الضاحية الجنوبية بحد ذاته تصعيداً خطيراً جاء بعد يومين من مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون التي أطلقها من صور، وغداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته دعوة الرئيس عون إلى البيت الأبيض.
الرئيس عون أكد أن استهداف اسرائيل الضاحية الجنوبية "دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد واعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها". وأضاف: "ان لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية وقدم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي الى أن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه، منعاً لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة أخرى".
سلام
رئيس الحكومة نواف سلام رأى أن "الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها"، مشدداً على أنّ "حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة". وقال: "لقد أثبتت التجارب أنّ الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمرّ عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه".
"حزب الله" ينعى الطبطبائي
ونعى "حزب الله" في بيان "القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي)، الذي ارتقى شهيداً فداءً للبنان وشعبه إثر عدوان إسرائيلي غادر على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وقال الحزب: "لقد التحق القائد الكبير بإخوانه الشهداء بعد انتظار طويل للقاء الله تعالى، وبعد مسيرة حافلة بالجهاد والصدق والإخلاص والثبات على طريق المقاومة والعمل الدؤوب في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى اللحظة الأخيرة من حياته المباركة. لم يعرف الكلل ولا الملل في مسيرة الدفاع عن أرضه وشعبه، وأفنى حياته في المقاومة منذ انطلاقتها، وكان من القادة الذين وضعوا المدماك الأساسي لتبقى هذه المقاومة قوية عزيزة مقتدرة تصون الوطن وتصنع الانتصارات".
إسرائيل تحذّر
إسرائيل التي أعلنت أنها أخبرت واشنطن بالضربة، أبلغت لجنة "الميكانيزم" أن الاغتيال في الضاحية لن يشكل تصعيداً إلا إذا ردّ عليه "حزب الله". وأكدت على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أنها لن تسمح لـ "حزب الله" بأن يشكل تهديداً لإسرائيل مرة أخرى، متوقعة من حكومة لبنان تنفيذ التزاماتها بتجريد "حزب الله" من سلاحه.
الحصيلة الرسمية
مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد خمسة أشخاص وإصابة ثمانية وعشرين آخرين بجروح.
ماكرون
وسبق عملية الضاحية الجنوبية موقف لافت للرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون الذي رأى أن خطاب الرئيس عون بمناسبة ذكرى الاستقلال "بالغ الأهميّة"، معتبراً أنّه "عبّر عمّا نراه نحن أيضاً، أي ضرورة التصرّف بحزم وفاعليّة حيال حزب الله، وتنفيذ خطّتنا الرامية بوضوح إلى استعادة السيادة اللبنانيّة في الجنوب". وأشار ماكرون إلى أنّ "الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة للغاية في تحقيق هذا الهدف"، معرباً عن اعتقاده أنّ "الالتزامات الّتي أعلنها الرّئيس عون في خطابه مهمّة للغاية، وسنتابع تنفيذها". وقال: "في الوقت نفسه، سننظّم مؤتمراً في فرنسا لدعم تعافي لبنان، وأصدقاؤنا في السعودية سينظّمون أيضاً مؤتمراً لتمويل القوّات المسلّحة اللّبنانيّة، بالتنسيق الوثيق معنا. وهذان الرّكنان أساسيّان لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض".
انتخابات نقابية
إلى ذلك، تمكن صيادلة لبنان من انتخاب مجلس جديد لنقابتهم في حين فشل أطباء الأسنان في القيام بذلك بعدما كان الحزب التقدمي الاشتراكي قد "اشتمّ" اصطفافات "طائفية" غير صحية، فأعلن صباح أمس سحب مرشحه ودعا إلى تأجيل الانتخابات.
وتمكن الدكتور عبد الرحمن مرقباوي، من الفوز بمركز نقيب الصيادلة في لبنان، على رأس لائحة "نقابة ٢٠٢٨" والتي حققت فوزاً كاسحاً بكامل أعضائها في الانتخابات التي جرت أمس.
بالمقابل، وبعدما أعلن "التقدمي" سحب مرشحيه إلى انتخابات نقابة أطباء الأسنان، كرّت سبحة الانسحابات حتى لم يبق أي مرشح إلى مركز عضوية النقابة، فأعلن تأجيل الانتخابات إلى وقت يحدد لاحقاً.
الشرق الأوسط:
عادت الضاحية الجنوبية لبيروت إلى الواجهة مجدداً مع استهدافها مرة جديدة من قبل الجيش الإسرائيلي، في عملية طالت الرجل الثاني في «حزب الله»، الإيراني الأصل، هيثم علي طبطبائي، ظهر الأحد، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى و28 جريحاً.
ونعى «حزب الله» في بيان، مساء الأحد، «القائد الجهادي الكبير»، مشيراً إلى أنه «أفنى حياته في المقاومة منذ انطلاقتها، وكان من القادة الذين وضعوا المدماك الأساسي» للآلة العسكرية للحزب. لكن الحزب لم يتوعد بالرد في بيانه.
وأتى هذا الاستهداف في سياق التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد لبنان، الذي كان يتركز في الفترة الأخيرة على الجنوب والبقاع (شرق)، مترافقاً مع تهديدات مستمرة من قبل المسؤولين الإسرائيليين بتوسيع دائرة الحرب، وكان آخرها صباح الأحد، على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي جدد التأكيد على مواصلة القيام بما يلزم لمنع «حزب الله» من إعادة بناء قدراته، في وقت تستمر فيه الاغتيالات المتنقلة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
عون لوضع حد للتصعيد
وبينما أتت العملية بعد يومين من إطلاق الرئيس اللبناني جوزيف عون، مبادرة لوضع حل مستدام للأزمة مع إسرائيل، يقضي بتثبيت الاستقرار، ويربط الخطوات اللاحقة بالموقف العربي، اعتبر عون، في بيان الأحد، أن استهداف الضاحية الذي تزامن مع ذكرى الاستقلال، «دليل آخر على أنها (إسرائيل) لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار؛ ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها».
وأضاف أن «لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم، وقدم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعاً لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة أخرى».
سلام لتوحيد الجهود
من جهته، قال رئيس الحكومة نواف سلام عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم، يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها»، مؤكداً أنّ «حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هما أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة؛ فهي ستواصل العمل بشتى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أيّ تصعيد مفتوح، وبما يضمن وقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من أرضنا، وعودة أسرانا».
وأضاف: «لقد أثبتت التجارب أنّ الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمرّ عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه».
اغتيال دون إنذار
ونفذ الجيش الإسرائيلي العملية من دون إطلاق أي إنذار كما جرت العادة عند استهداف الضاحية الجنوبية، إن خلال الحرب العام الماضي، أو في الضربات التي استهدفت المنطقة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وهو ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في غارة الأحد، إذ أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الغارة أوقعت 5 قتلى و28 جريحاً.
وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» بأن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، استهدفت شقة سكنية بأحد المباني في حارة حريك، حيث خلفت أضراراً كبيرة في السيارات والمباني المحيطة، مشيرة إلى أنه «أطلقت 3 صواريخ باتجاه المبنى المستهدف، وقد حضرت إلى المكان سيارات الإسعاف وعملت على نقل مصابين، كما فرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول المكان».
ومع العلم أن هذه العملية هي الضربة الثالثة التي تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، منذ 5 يونيو (حزيران) الماضي، والخامسة منذ إعلان وقف إطلاق النار.
وجاءت عملية الضاحية بعد ساعات من مقتل الأسير المحرر محمد صالح، إثر استهداف مسيرة إسرائيلية السيارة التي كان يستقلها في حي الرجم، لإحضار معدات يستخدمها في ترميم منزله ببلدته عيتا الشعب، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».
بأمر من نتنياهو
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأخير أمر بشن ضربة على بيروت الأحد، استهدفت «رئيس الأركان» في «حزب الله».
وجاء في بيان مقتضب: «قبل قليل، وفي قلب بيروت، هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي رئيس أركان (حزب الله)، الذي كان يقود عمليات إعادة بناء وتسليح التنظيم الإرهابي»، مضيفاً أن نتنياهو «أصدر الأمر بشن الهجوم».
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان، إن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بتنفيذ الغارة في الضاحية الجنوبية لبيروت»، والتي أُطلقت عليها قناة «14» اسم «الجمعة السوداء».
وأشارت إلى أن «العملية تأتي في إطار جهود إسرائيل لمنع (حزب الله) من إعادة بناء قوته وتهديد الأمن الإسرائيلي، مشددة على أن التنظيم يعمل بشكل فاعل على انتهاك التفاهمات بين لبنان وإسرائيل»، مؤكدة أن «الحكومة ستواصل اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان عدم تعافي (حزب الله)، أو تعزيز قدراته العسكرية داخل لبنان».
في المقابل، ذكر مراسل لموقع «أكسيوس» في منشور على منصة «إكس»، نقلاً عن مسؤول أميركي كبير، أن «إسرائيل لم تخطر الولايات المتحدة مسبقاً بالغارة التي استهدفت مقاتلاً من جماعة (حزب الله) في إحدى ضواحي بيروت»، بحسب ما أفادت وكالة «رويترز». ولفت المنشور نقلاً عن المسؤول، إلى «أنه تم إبلاغ الإدارة الأميركية مباشرة بعد الضربة، بينما قال مسؤول كبير ثانٍ إن الولايات المتحدة كانت تعلم منذ أيام أن إسرائيل تخطط لتصعيد».
«حزب الله»: القيادة ستتخذ القرار المناسب
وفي حين يسود الترقب في لبنان لما ستكون عليه الخطوات المقبلة، لا سيما من قبل «حزب الله» بعد هذه العملية، قال رئيس المجلس السياسي في «الحزب» محمود قماطي، إن «كل الاحتمالات واردة، والقيادة ستتخذ القرار المناسب حول الرد»، في وقت أكدت فيه وسائل إعلام إسرائيلية مقتل طبطبائي، وأن «الجيش يستعد لرد محتمل من (حزب الله)».
وأقر قماطي، من موقع الاستهداف حيث استمر تحليق المسيرات الإسرائيلية، بأن «قيادياً عسكرياً كبيراً استهدف في الضربة على الضاحية الجنوبية، والنتائج غير معلومة بعد». وقال إن «عدوان اليوم خرق خطاً أحمر جديداً، ونحن ملتزمون بالتنسيق الكامل مع الدولة والجيش اللبناني، ولا خيار إلا بالتمسك بالمقاومة، ولا يمكن قبول الاستمرار بهذه الاستباحة».
ورأى أن «العدوان الإسرائيلي دليل جديد على أن العدو لا تنفع معه الاتفاقات، وهو لا يريد أن ينفذ أي اتفاق، وأي تفاوض جديد معه هو مضيعة للوقت، ونحن معنيون جيشاً وشعباً ومقاومة بوقف هذه الاستباحة».
إيراني الأصل... على لائحة «العدالة» الأميركية
وطبطبائي هو إيراني الأصل من أم لبنانية، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن «إسرائيل حاولت تصفيته مرتين خلال الحرب، وهذه هي المرة الثالثة».
وطبطبائي هو القائد السابق لـ«قوة الرضوان»، وبات من أهم القادة في «حزب الله» بعد اغتيال أمينيه العامين؛ حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وقياديين في الصفين الأول والثاني.
وتشير المعلومات إلى أنه تولى مهام القيادي العسكري إبراهيم عقيل بعد اغتياله في شهر سبتمبر (أيلول) 2024، وهو الذي «كان يعدّ الرجل الثاني في الهيكلية العسكرية لـ(حزب الله)».
وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي، أعلن عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن طبطبائي المعروف أيضاً باسم «أبو علي طبطبائي». وقالت إنه «قيادي عسكري بارز في (حزب الله)، وقاد القوات الخاصة للجماعة في كل من سوريا واليمن»، مشيرة إلى أن «الأعمال التي قام بها طبطبائي في سوريا واليمن ما هي إلا جزء من جهد أكبر يبذله (حزب الله) لتوفير التدريب والعتاد والجنود لدعم أنشطته الإقليمية لزعزعة الاستقرار».
وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2016، كانت قد صنفت وزارة الخارجية الأميركية طبطبائي بشكل خاص كـ«إرهابي عالمي» بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة. ونتيجة لهذا التصنيف، ومن بين العواقب الأخرى، تم حظر جميع ممتلكات طبطبائي، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع طبطبائي. كما يدخل في إطار الجريمة كل من الدعم المتعمد عن علم، أو محاولة توفير الدعم المادي، أو الإمكانات المادية، أو التآمر لتوفيرهما لـ(حزب الله) الذي صنفته الولايات المتحدة بوصفه منظمة إرهابية أجنبية».
جعجع لجلسة طارئة لمجلس الوزراء
وتوجه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، إلى كل من رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، عبر حسابه على منصة «إكس»، قائلاً: «لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف اليوم الضاحية الجنوبية، لا نستطيع التصرف كالعادة... إذا كان لدينا أي طريقة، وأؤكد أي طريقة، لإقامة توازن عسكري شرعي يمكِّننا من إيقاف الهجمات الإسرائيلية.. فلنعتمدها فوراً».
وأضاف جعجع: «أما إذا لم يكن لدينا هذا الخيار، وكما هو واضح وجلي، فلا يبقى أمامنا إلا طريق واحد لا غير: الاستعانة بأصدقاء لبنان، غرباً وشرقاً، وفي طليعتهم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من لبنان».
وأشار إلى أن «ما تطلبه الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان هو قيام دولة فعلية في لبنان فحسب، تحتكر السلاح كله والقرارين العسكري والأمني كلياً. وهذا كان مطلبنا جميعاً نحن اللبنانيين، بدءاً باتفاق الطائف، مروراً بقرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701، وليس انتهاء باتفاقية 27 نوفمبر 2024، وقراري مجلس الوزراء في 5 و7 أغسطس (آب) 2025».
وتمنى جعجع «دعوة مجلس الوزراء إلى جلسة طارئة لوضع قراري مجلس الوزراء في 5 و7 أغسطس موضع التنفيذ، وإجراء مشاورات سريعة وفي العمق وبالتفاصيل كلها مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وبقية أصدقاء لبنان، للاستعانة بقدراتهم على وقف الاعتداءات الإسرائيلية نهائياً، وسحب إسرائيل من لبنان، والعودة إلى اتفاقية الهدنة لعام 1949».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا