لقاء سياسي في ذكرى تأسيس "تيار التغيير": عودة الجنوب وبناء الدولة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Nov 24 25|00:56AM :نشر بتاريخ
ايكو وطن - الجنوب - ادوار العشي
بدعوة من "تيار التغيير" في الجنوب، انعقد في صالة "لافينتا" - النبطية لقاءٌ سياسي جامع تحت عنوان "عودة الجنوب وبناء الدولة"، بمشاركة أكثر من ٣٠٠ من أبناء القرى الجنوبية، وفعاليات من المقيمين والمغتربين، وذلك بمناسبة ذكرى تأسيس التيار في الجنوب وتزامناً مع ذكرى الاستقلال الـ٨٢. وجاء اللقاء ليؤكد أنّ المرحلة تستوجب شجاعة في مواجهة الواقع، ومقاربة وطنية واضحة تقوم على استعادة الدولة وتعزيز صمود الجنوب وحقّ أهله في العودة والإعمار.
افتُتح اللقاء بكلمة ألقاها النائب فراس حمدان، الذي رسم صورة شاملة عن واقع الجنوب تحت الحرب المفتوحة منذ سنتين، مشيراً إلى التهجير، التدمير، والاستهداف اليومي للمدنيين. وأكد أنّ الخطر الكبير يحوّل السياسة إلى واجب، وأنّ الجنوب ليس قدراً للخراب بل جزء أساسي من مشروع بناء الدولة.
وشدد النائب حمدان على أنّ "مشروع الدولة هو خط الدفاع الأول قبل السلاح وقبل الدبلوماسية"، معتبراً أنّ "بناء الدولة يبدأ بوقف الشلل في المؤسسات، وانتظام عمل الدستور، وتوحيد قرار الحرب والسلم تحت سقف الشرعية".
ورأى أن الجنوب "تعب من دورة النزوح المتكررة"، وأنّ العودة والإعمار يجب أن يكونا جزءاً من مقاربة وطنية موحّدة، داعياً إلى مشروع سياسي قائم على الإصلاح، والسيادة، والمواطنة.
ثم عرضت عصمت فاعور شهادة حيّة من القرى الأمامية، حيث عاشت التهجير والاحتلال والتحرير والنزوح الأخير. وصفت مناطقها بـ"المنكوبة والمتروكة والمحتلة"، مطالبة الدولة بخطة واضحة للتعامل مع أكثر من 100 ألف مهجّر منذ عامين.
وسألت رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام: "أين الدولة من معاناة القرى الأمامية؟ وهل من خطة طوارئ أو خلية رسمية لإدارة الإيواء؟"، لافتة إلى أنّ الجنوبيين "بحاجة إلى بناء الثقة بالدولة ومؤسساتها"، وإلى دعم نفسي، اجتماعي ومعيشي لمواجهة صدمات الحرب والتهجير والخسارة. كما دعت إلى دعم انتشار الجيش الوطني في المناطق المحاذية للحدود بوصفه الضامن الوحيد لأمن الناس ووحدة البلد.
ثم تحدث الأستاذ الجامعي عباس الحاج أحمد ممثلاً الاغتراب الجنوبي، فأكد أنّ المغتربين ليسوا داعمين مالياً وحسب، بل قوة سياسية وعلمية وشبكات علاقات يجب أن تُوظّف لصمود أهلهم وإعادة الإعمار.
ودعا إلى أدوات عملية تربط الجنوب بجالياته في أميركا، إفريقيا، أوروبا، الخليج وأستراليا، وتعيد صياغة العلاقات العامة والقدرات الانتخابية والاقتصادية للجنوبيين في الخارج. وأشار إلى أنّ "العمل الجماعي الاغترابي" نجح في رفع عدد المسجلين للانتخابات إلى أكثر من 150 ألفاً.
وأكد أنّ المطلوب "فنّ الممكن" في ظل النكبة الحالية، مع توظيف القدرات العلمية والتكنولوجية والسياسية للمغتربين، بهدف دعم صمود القرى الأمامية وبناء دولة قادرة.
ثم ألقت المحامية فيرينا العميل كلمة تناولت فيها تجربة جيل عاش حرب 2006 ويعيش اليوم حرباً أشدّ قسوة، معتبرة أنّ اللبنانيين "يعيشون في عالمين متوازيين: مشاريع اقتصادية في العاصمة مقابل قصف وتهجير في الجنوب".
وشددت على أنّ السيادة ليست شعاراً بل "قدرة الدولة على الإعمار، العدالة، وتوفير الحد الأدنى من الأمان"، مؤكدة أنّ "حصر السلاح بيد الجيش لا يكتمل من دون تمكين الدولة ومؤسساتها". ورأت أن إعادة الإعمار عبر الدولة هي الطريق الوحيد لإعادة ثقة الجنوبيين بوطنهم، ولتحويل الانتصارات من طائفية إلى وطنية، داعية إلى مقاربة جديدة تعيد بناء الذاكرة الوطنية المشتركة وتكتب تاريخاً جامعاً للبنان.
واختتم اللقاء بكلمة سياسية شاملة ألقاها الدكتور علي مراد باسم "تيار التغيير"، قدّم فيها توصيفاً عميقاً للنكبة التي يعيشها الجنوب: قرى مدمّرة، آلاف العائلات المشرّدة، وتفكك اجتماعي واقتصادي في ظل دولة ضعيفة ومؤسسات منهارة.
وأكد مراد أنّ ما يحدث منذ 1969 هو "دورة واحدة تتكرر: سلاح خارج الدولة، قصف، تهجير، ومسار دائم من النزوح". ودعا إلى طيّ ملف السلاح خارج الدولة نهائياً، وإعادة قرار الحرب والسلم إلى المؤسسات الدستورية، انسجاماً مع الدستور وروحية اتفاق الطائف.
وشدد على أنّ الجنوب ليس "وقوداً لصراع إقليمي" وأنّ مصلحة لبنان أن يكون جزءاً طبيعياً من العالم العربي بعلاقات مستقرة تحددها الدولة وحدها، مشيراً الى أنّ العودة والإعمار يجب أن يتحولا إلى مسار وطني ملزِم، وأنّ التمويل الدولي لن يأتي خارج الشرعية.
كما أكد أنّ الجنوب "قوة ثالثة" ترفض الاحتكار والإلغاء، وأن "تيار التغيير" مستمر في خوض كل الاستحقاقات دفاعاً عن مشروع الدولة، داعياً إلى استعادة المؤسسات، محاربة الفساد، وضمان أن يبقى الجنوبيون أصحاب أرضهم لا نازحين فيها.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا