افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 08 25|09:17AM :نشر بتاريخ
"النهار":
يتّجه السباق بين الجهود الديبلوماسية الهادفة إلى تثبيت مسار التفاوض بين لبنان وإسرائيل واستبعاد عملية إسرائيلية جديدة وواسعة ضد "حزب الله" نحو مرحلة أشد وضوحاً، مع تأكد المعطيات الديبلوماسية المستقاة من كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا حيال تدخل الإدارة الأميركية لدى إسرائيل لإفساح المجال أمام أمرين: الأول، إعطاء الإطار المحدّث لعمل لجنة الميكانيزم بعد تكليف السفير السابق سيمون كرم برئاسة الفريق اللبناني فيها وتعيين إسرائيل أوري رازنيك ضمن فريقها، فرصة الحد الأدنى التجريبية لتطوير نتائج عمل اللجنة. والثاني، تثبيت مهلة استكمال نزع سلاح "حزب الله" من جنوب الليطاني في نهاية السنة، ولو أن العمليات والغارات الإسرائيلية ضمن وتيرتها الجارية لن تتوقف. لذا، اكتسبت الحركة الديبلوماسية الكثيفة في لبنان غداة زيارة البابا لاوون الرابع عشر الأسبوع الماضي، دلالات بارزة صبّت كلها في إطار الدفع نحو استبعاد حرب جديدة والتحفيز على تحكيم مسار المفاوضات، علماً أن المعنيين اللبنانيين يلفتون إلى وجود ما يشبه إجماعاً دولياً على هذا النهج بما يفسر اندفاع الحكم والحكومة في ملاقاة النهج التفاوضي واستقطاب الدعم الدولي لمصلحة لبنان. وإذ ينضم اليوم الموفد الفرنسي الدائم الوزير السابق جان إيف لودريان إلى أجندة الموفدين البارزين إلى بيروت، يستعد رئيس الجمهورية جوزف عون للقيام بزيارة سلطنة عُمان الثلاثاء والأربعاء المقبلين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان. ويضم الوفد الرسمي المرافق عدداً من الوزراء .
وبرز تركيز إعلامي إسرائيلي على التدخل الأميركي حيال الوضع بين لبنان وإسرائيل، إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولها إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوصى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقال من التهديدات العسكرية إلى الدبلوماسية في غزة ولبنان وسوريا. كما نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إنّ "نتنياهو يتلقى توصية من كبار قادة الجيش بإنهاء القتال والانتقال إلى إعادة بناء الجيش". ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية إسرائيليّة أنّ "إسرائيل أبلغت لبنان أنه في حال عدم نزع سلاح حزب الله سيتم تصعيد القتال"، مشيرةً إلى أنّ "الجيش اللبناني نجح تقريباً في إخلاء جنوب لبنان من وجود حزب الله". ونقلت عن مصادر أميركية، أنّ "ترامب يدخل على خط الوساطة المباشرة لمنع تصعيد واسع في لبنان" .
وكان لافتاً إبلاغ قائد قوات اليونيفيل الجنرال ديوداتو أبانيارا القناة 12 الإسرائيلية، أن "ليس لدينا أي دليل على أن حزب الله يعيد تأهيل نفسه جنوب الليطاني وأن اسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار بشكل صارخ.
وفي السياق الديبلوماسي، أفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين أن باريس رحبت بتعيين السفير السابق سيمون كرم للتفاوض مع المسوؤل المدني الإسرائيلي عبر آلية وقف إطلاق النار، ورأت في ذلك تطوراً مهماً غير مسبوق منذ وقت طويل. ولكن مصادر ديبلوماسية فرنسية ترى أن هذا لا يعني أن التهديد الإسرائيلي سيزول عن لبنان طالما لم يتم نزع سلاح "حزب الله". وتؤكد المصادر أن في إمكان الجيش اللبناني أن يقدم على مزيد من الجهود وإظهار براهين عن قيامه بنزع سلاح الحزب في عدد من الأماكن حتى في المنازل، حيث بإمكانه أن يدخل عندما تكون لديه معلومات عن وجود سلاح فيها ويجب الكشف عما يفعله. وتكشف المصادر أن الحوار مع الجيش في هذا الموضوع مستمر وتقول إنها مدركة أن نهاية السنة هي الفترة التي على المحك.
أما في شأن زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، فتدخل في إطار اللقاءات الدورية التي يجريها كلما زار لبنان، وسوف يطّلع على تطورات الوضع الأمني وأيضاً الإصلاحات التي بعضها متوقف بسبب تعطل البرلمان نتيجة الخلاف على تصويت المغتربين اللبنانيين في الانتخابات التشريعية. ويبدو أن لودريان لا يحمل أي جديد معه.
وسط هذه الصورة العامة للتطورات، اكتسبت الرسائل المفتوحة التي وجهها أمس رئيسُ حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى الرؤساء الثلاثة، عبر منبر المؤتمر العام الأول للحزب من معراب دلالات بارزة، إذ بدا واضحاً أن جعجع أطلق من خلال هذه المحطة الحزبية العلنية مساراً اعتراضياً عالي النبرة سياسياً حيال أركان الحكم في السياسات المتبعة في ملف نزع السلاح كما في ملف "اعتقال" تصويت المغتربين، ولو أن حدة نبرته اختلفت في التمييز بين رئيسي الجمهورية والحكومة ورئيس مجلس النواب. وإذ أكد جعجع لرئيسي الجمهورية والحكومة أن "لا سبب أو مبرِّراً للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزبِ الله، بعدَ قرارَي مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم"، واجه الرئيس نبيه بري بقوله: "ما تقوم به بما يتعلّق بقانون الانتخاب تخطّى كلَّ حدود. ارحم المجلس النيابيّ والحكومة واللُّبنانيين جميعاً بتوقّفِكَ عن التعطيل". وجاء كلام جعجع خلال ترؤسه المؤتمر العام الأول للحزب الذي حمل عنوان "قوات نحو المستقبل"، وبعد عرض تاريخي مسهب للمحطات والحقبات التي مرت فيها "القوات" بادر جعجع إلى توجيه رسالة مفتوحة أولاً إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، معتبراً "أننا لا نجد سببا أو مبرّرا للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزب الله، خصوصاً بعد قراريْ مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم. إنّ التذرّع بحرب أهليّة "مزعومة" ليس في مكانه، إذ إنّنا لا نتحدّث عن خلاف بين حزبيْن أو بين مجموعتيْن مدنيّتيْن، بل نحن نتحدّث عن قرارات اتّخذتْها الدولة؛ دولة شرعيّة كاملة المواصفات، وبكلّ وعي وإدراك. ومن جهة ثانية، هل يجوز، ومهما كانت الذرائع، ترك لبنان واللّبنانيين في مواجهة المجهول وما هو أعظم، فقط "كرمى لعيون" بعض المسؤولين الحزبيّين المرتبطين أصلاً بالقرار الإيرانيّ، وليس بأيّ قرار لبنانيّ؟ ومن ثمّ، بأيّ منطق تخضع الأكثريّة في لبنان لتصرّفات الأقليّة، وتخضع الشرعيّة لتصرّفات "اللّاشرعيّة"؟ وأين أنتم، الممثّلون الفعليّون الشرعيّون للدولة، من ذلك؟".
ولفت الى "إنّ رمي كرة النار هذه في حضن الجيش وحده لا يجوز؛ فمع عمل الجيش، هناك عمل سياسيّ، تصميم سياسيّ واضح وحاسم تجاه كلّ من يرفض تنفيذ قرارات الحكومة في 5 و7 آب. فليس من المنطق بمكان الطلب من الجيش الاهتمام ببعض الفروع، في الوقت الذي تصدح فيه الأصول علناً ويومياً، برفضها لقرارات الدولة، وباستمرارها بإعادة تأهيل بنيانها العسكريّ والأمني ، وتسايرونها على الرغم من كل ذلك بتمييع خطابكم السياسي، بدلاً من أن تكونوا واضحين صريحين حاسمين معها".
ثم وجّه رسالة مفتوحة ثانية إلى الرئيس بري قائلاً: "تستطيع أن تتذرّع بالنظام الداخليّ لمجلس النوّاب قدْر ما تشاء، ولكنّ هذا لا يخفي نيّتك "المبيّتة" بفعل كلّ ما يلزم، وبكلّ الأساليب، لتعطيل انتخاب المغتربين في أماكن تواجدهم في الخارج… إنّ النظام الداخليّ وجد لتطبيقه بكلّ نيّة حسنة، وخدمة لـروح النظام الداخليّ، وليس لاستعماله مطيّة للوصول إلى غايات حزبيّة ضيّقة، وتعطيل مجلس النوّاب ومحاولة تعطيل الانتخابات النيابيّة. إنّ الصراحة في الحياة تبقى الطريق الأفضل والأسهل للجميع. لذلك فضّلت أن أصارحك اليوم وأن أطلب منك أن ترحم المجلس النيابيّ والحكومة واللّبنانيين جميعا، مقيمين ومنتشرين، بتوقّفك عن التعطيل".
وسارع رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل إلى التعليق على جعجع، فكتب عبر منصة "أكس": "بين دعوة قداسة البابا اللبنانيين قبل أيّام للسلام والعيش معًا وبين تهديد السيّد جعجع بقطع الرؤوس والتخلّص من البقايا والرواسب، أيها المسيحيون أيها اللبنانيون ماذا تختارون؟".
"الأخبار":
بينما ينتظر المسؤولون في لبنان أن تبادر الولايات المتحدة باتخاذ خطوة تلزم إسرائيل بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، لا يزال النقاش محتدماً حول الهدف من تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني إلى اجتماعات الـ«ميكانيزم». وفي ظل الحملة السياسية الرافضة لهذه الخطوة، يردّ الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد أمام لبنان حالياً، وبأن تعيين كرم يعكس التزام لبنان بالقيام بكل ما يلزم لتحقيق وقف العدوان وإنهاء الاحتلال.
وهو موقف يلاقيه الرئيس نبيه بري الذي لا ينأى بنفسه عن فكرة ضم مدني إلى وفد التفاوض. إلا أنه حرص خلال الأيام الماضية على تسريب معلومات تركز على أنه لم يكن شريكاً في هذا الاختيار، وعلى إطلاق مواقف تحدّد دور كرم مع الامتناع عن تحديد موعد لاستقباله. وهو كرر خلال عطلة نهاية الأسبوع أن مهمة كرم «محصورة في التوصل إلى آلية تلزم إسرائيل بتنفيذ الاتفاق». ونُقل عنه قوله أمام زواره: «مهمة كرم ليست مفتوحة، ومن المفترض أن تصل خلال أسابيع إلى نتائج واضحة، وأن تبادر الولايات المتحدة إلى إقناع إسرائيل بالالتزام بالاتفاق عبر وقف الاعتداءات، وإطلاق سراح الأسرى، والانسحاب من المناطق المحتلة». وخلص إلى أنه «في حال لم تتحقق هذه الأمور، فإن المفاوضات لن يكون لها أي معنى بعد ذلك».
وربما يهدف موقف بري، جزئياً، إلى الرد على الانتقادات التي وُجهت إليه لموافقته على ضم مدني إلى الوفد، من دون أي ضمانات في المقابل بأن إسرائيل ستلتزم بالاتفاق. والحال نفسها تنطبق على عون وسلام اللذين يعتبران أن القرار يهدف إلى «إلقاء الحجة على الأميركيين والإسرائيليين وكل الوسطاء»، وأنه في حال لم تُلزم إسرائيل تنفيذ الاتفاق، قد يواجه الجيش اللبناني صعوبة في مواصلة مهمة حصر السلاح، ليس فقط شمال نهر الليطاني، بل أيضاً في جنوبه. وهو ما أكده قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، أمام وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إذ عرض أمامهم المهام الكبيرة التي نفذها الجيش منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، رغم استمرار إسرائيل في عرقلة عمله ومنعه من بسط سلطته على كامل المناطق الحدودية، إضافة إلى استمرار الغارات وعمليات الاغتيال وتوسيع نقاط الاحتلال.
وبعد لقائه الرئيس برّي، مساء أمس، قال النائب السابق وليد جنبلاط،: «نحن مع تعزيز الجيش ومع الإجراءات التي يقوم بها في جنوب الليطاني، في ما يتعلّق بحصر السلاح وسيادة الدولة على أرض الجنوب ومن ثمّ تعميم الأمر على كامل الأراضي اللبنانية». وأضاف: «لا نقبل بأن يكون التفاوض تحت النار، وسيمون كرم، مفاوض محنّك ونحن نفاوض تحت شعار الانسحاب ووقف النار، ونتمسّك بالهدنة. صحيح أن ظروف الهدنة بين الماضي واليوم اختلفت، فالتطور السياسي العسكري والإلكتروني اطاح بكل شيء، لكن هناك مبادئ عامة نتمسك بها هي الارض والسيادة». وشدد على ان «الجيش اللبناني يريد مساعدات، ونحن بحاجة الى مزيد من الجنود في الجنوب وعلى الحدود مع سوريا خصوصاً، لأن الجنوب سيكون خاليا من القوة الدولية».
في المقابل، لا يبدو أن هناك من يهتم في إسرائيل أساساً بعمل «الميكانيزم». فإلى تجاهل حكومة العدو وقادته للأمر، تستمر تسريبات جيش الاحتلال في الإعلام العبري عن «أيام مواجهة مقبلة مع لبنان»، ما يناقض الانطباعات التي حاول الأميركيون والفرنسيون وبعض العرب إشاعتها بعد قرار لبنان تعيين كرم رئيساً للوفد اللبناني إلى المفاوضات.
وفي آخر التسريبات، نقل الصحافي المقرب من المؤسسة الأمنية في الكيان، أمير بوحبوط، في موقع «واللا»، أن جيش الاحتلال «يستعد لتصعيد على الجبهة الشمالية في ظل سباق التسلح مع حزب الله». وأضاف أن «مصادر أمنية تقدّر أن التدهور الأمني قد يستمر لأكثر من بضعة أيام، وأن الحكومة اللبنانية أضاعت الفرصة التي أتاحتها إنجازات الجيش الإسرائيلي لنزع سلاح حزب الله». بل «على العكس، فقد حوّلت إيران مئات الملايين من الدولارات بطرق مختلفة لدعم تسلح الحزب، ودعم عملية التدريب والتوجيه، ودفع رواتب عناصره النظاميين والاحتياطيين».
وبحسب التقرير نفسه، فإن المؤسسة الأمنية في إسرائيل توصلت إلى قناعة بأن «الجيش اللبناني غير قادر فعلياً على فرض سيطرته على حزب الله»، وأن عناصره «واصلوا عملياتهم الميدانية رغم الغارات الجوية الإسرائيلية ومقتل أكثر من 350 عنصراً». وأشار إلى أن الحزب «يواصل تهريب أنواع مختلفة من الصواريخ، والصواريخ المضادة للدبابات، وأجزاء من الطائرات المسيّرة التي تضررت خلال المواجهات مع إسرائيل، ويعمل على بناء مواقع ومعسكرات ومقرات، مع نقل بعض أنشطته إلى مناطق تحت الأرض».
وفي تقدير إضافي لافت، نقل الصحافي نفسه عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن «وحدة النخبة التابعة لحزب الله، رغم تلقيها ضربات موجعة، لا تزال قادرة على تنفيذ محاولات تسلل، خصوصاً في القطاع الغربي». وأضاف أن «اغتيال رئيس أركان حزب الله، علي الطبطبائي، كان من المفترض أن يضع قيادة الحزب على شفا مأزق جديد، إلا أن حزب الله يبدو مصمّماً على إعادة بناء قوته العسكرية». وختم بوحبوط نقلاً عن المصادر العسكرية أن «إسرائيل لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي بينما يعزز حزب الله قوته العسكرية ويتسبب في تآكل إنجازات الجيش الإسرائيلي».
التسريبات نفسها تتداولها أكثر من وسيلة إعلامية إسرائيلية، لكن مقالة لأيال زيسر في «يسرائيل اليوم» لفتت الانتباه إلى أن الولايات المتحدة، التي طالبت إسرائيل بوقف العمل ضد السلطة الجديدة في سوريا، تبدو قلقة من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. وتشير المقالة إلى أن واشنطن كانت وراء قرار تعيين مدنيين في وفدي المفاوضات الإسرائيلي واللبناني، «ما يشير إلى اختراق ديبلوماسي قد يُبطئ وربما يُجمّد السباق نحو مواجهة عسكرية بين الطرفين». وأضافت أن إسرائيل «تستغل فرصة قائمة بسبب غضب إدارة الرئيس دونالد ترامب من المسؤولين اللبنانيين الذين لا يسارعون إلى الامتثال لإملاءاته، ولا يفككون سلاح حزب الله، ما يمنح إسرائيل ضوءاً أخضر للعمل في لبنان».
كما ورد في التسريبات، قول «مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى» إن «نزع سلاح حزب الله غير منصوص عليه في الاتفاق، وبالتالي لا جدوى من الاستمرار فيه. سنصعّد، وسنقرّر متى نتخذ القرار وفق مصلحتنا».
جعجع لعون وسلام: إنزعوا السلاح
في موقف تصعيدي، يبدو في شكله وجوهره مخالفاً لما دعا إليه بابا الفاتيكان من تعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين، دعا قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة حزب الله وإجباره على تنفيذ القرار 1701 وحلّ المقاومة بشكل كامل. وأكد جعجع أن الجيش يتحمّل مسؤولية تنفيذ قرارات 5 و7 آب الماضي، لكنه حمّل القيادة السياسية، ممثلة برئيسي الجمهورية والحكومة، الجزء الأكبر من المسؤولية.
وجاء موقف جعجع بعد حملة عنيفة شنّها على حزب الله، متهماً إياه بالمسؤولية عن كل المشاكل التي عصفت بالبلاد خلال الثلاثين سنة الماضية. ومن جهة أخرى، انتقد جعجع رئيس المجلس نبيه بري، لمنعه عرض مشروع تعديل قانون الانتخابات على الهيئة العامة، والذي كان من شأنه السماح للمغتربين بالاقتراع من مكان إقامتهم.
"الجمهورية":
على وقع التحضير لاجتماع لجنة «الميكانيزم» الثاني بعد تطعيمها بمدنيين، المقرّر في 19 من الجاري، وما يمكن أن ينتهي اليه حول مستقبل المفاوضات، تنشط اتصالات بين بعبدا وواشنطن بعيداً من الأضواء، لترتيب زيارة رسمية لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس دونالد ترامب مطلع السنة الجديدة. علماً أنّ عون سيزور غداً وليومين سلطنة عُمان بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، يرافقه عدد من الوزراء. وأفاد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية «انّ هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان وسلطنة عُمان». فيما أعلنت الخارجية العمانية مساء أمس، انّه سيتمّ خلال هذه الزيارة «التشاور والتنسيق بين القيادتين، بما يُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وبحث مختلف التطوّرات على الساحتين الإقليمية والدولية».
يزور لبنان اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، فيما تستعد باريس لاستضافة اجتماع يُعقد في 18 كانون الجاري، ويضمّ الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، الذين زار كل منهم لبنان في الآونة الأخيرة، وسيشارك في هذا اللقاء ايضاً قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل. وعدا عن أنّ اللقاء سيبحث في الوضع في جنوب لبنان بعد تطعيم لجنة «الميكانيزم» بشخصيتين مدنيتين، وانطلاقها في التفاوض للتوصل إلى حل، إلّا أنّ مشاركة هيكل تعطي إشارة إيجابية تجاه الجيش، خصوصاً أنّ الاجتماع سيبحث في جانب أساسي منه، المؤتمر الذي ستنظّمه باريس الشهر المقبل لدعم الجيش اللبناني، وكان مقرراً انعقاده خلال الشهر الجاري، ولكن الجانب الفرنسي أرجأه لاستكمال التحضيرات في شأنه.
المطلوب من واشنطن
وفي انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع المقبل للجنة «الميكانيزم»، ومع اقتراب البلاد من الدخول في فترة الأعياد، أملت أوساط سياسية عبر «الجمهورية»، في أن يمضي اللبنانيون هذه الفترة بهدوء، وإن كان أحد لا يستطيع أن يضمن الطرف الإسرائيلي الذي لا تهمّه سوى أجندته.
ولفتت هذه الاوساط، إلى انّ قرار الرئيس عون بتعيين السفير السابق للبنان في الولايات المتحدة الأميركية سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني المفاوض في لجنة «الميكانيزم»، ربما يكون قد سمح بكسب بعض الوقت وبسحب فتيل الحرب الواسعة التي كانت تبدو قريبة، لكنه لم يمنع تل أبيب من مواصلة اعتداءاتها وانتهاكاتها لاتفاق وقف الأعمال العدائية، الأمر الذي يبقي الوضع فوق صفيح ساخن.
وأشارت الاوساط نفسها، إلى انّ المطلوب من واشنطن أن تضغط على القيادة الإسرائيلية حتى تقابل التجاوب اللبناني مع رفع مستوى تمثيل التفاوض بنوع من التهدئة الميدانية، لإفساح المجال أمام نجاح التجربة الجديدة وإجراء المفاوضات في بيئة ملائمة وليس تحت النار. وشدّدت الأوساط على انّ «من غير المقبول أن يستمر لبنان في إبداء المرونة والإيجابية من دون أن تكون هناك في المقابل أي خطوة ولو متواضعة من الجانب الإسرائيلي». واعتبرت انّ اجتماع «الميكانيزم» في 19 كانون الأول الجاري، والذي قد يكون الأخير هذه السنة، سيحمل مؤشرات إلى المنحى الذي ستتخذه الأمور، بعد انضمام العضوين المدنيين عن لبنان وإسرائيل إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.
مؤشرات مقلقة
وفي السياق، أبدت مصادر سياسية عبر «الجمهورية»، قلقها من مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان، على رغم من موافقة لبنان على مبدأ التفاوض والمشاركة برئيس مدني للوفد في اجتماعات «الميكانيزم»، بما في ذلك قيامها بالتوغل براً إلى مناطق إضافية خارج النقاط الخمس المحتلة، ثم التراجع. وقرأت المصادر في هذا السلوك مؤشرات مثيرة للقلق، من اعتماد إسرائيل فعلاً أسلوب المفاوضة تحت ضغط التصعيد العسكري، طمعاً في تحقيق أكبر مكاسب ممكنة. وهذا الأمر توقّعه كثير من المراجع في لبنان والخارج، كما أبدى «حزب الله» مخاوفه إزاءه، معتبراً أنّ العدو الإسرائيلي يستدرج لبنان إلى تقديم تنازل معين، وعندما يتحقق له، يبدأ بالضغط لفرض تنازل أكبر، إلى حدّ وصول لبنان إلى الاستسلام. وهذا هو الهدف الحقيقي الذي يتيح لإسرائيل السيطرة على الأرض والموارد ضمن مشروعها المعروف تاريخياً، والذي يحمل عنوان «إسرائيل الكبرى».
لكن اللافت هو أنّ الأوراق التي يملكها المفاوض اللبناني، والتي تسمح له بكبح جماح إسرائيل وعدوانها وأطماعها تبقى محدودة، لأنّها تقتصر على مقدار محدود من الدعم الذي تتلقّاه الحكومة اللبنانية من بعض العرب والغربيين وبعض المرجعيات الدولية ذات الطابع المعنوي كالأمم المتحدة والفاتيكان. ولذلك، سيكون تحدّي الحكومة في المرحلة المقبلة، إقناع الولايات المتحدة باتخاذ مواقف اكثر حزماً تجاه اعتداءات إسرائيل على لبنان. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت أمس عن الرئيس دونالد ترامب دعوته بنيامين نتنياهو إلى التخلّي عن اسلوب التهديد العسكري ضدّ لبنان والانتقال إلى المفاوضات والحراك الديبلوماسي.
توصية ترامب
في غضون ذلك، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولها، إنّ ترامب أوصى نتنياهو «بالانتقال من التهديدات العسكرية إلى الديبلوماسية في غزة ولبنان وسوريا». ونسبت إلى مصدر أمني إسرائيلي، أنّ «نتنياهو يتلقّى توصية من كبار قادة الجيش بإنهاء القتال والانتقال إلى إعادة بناء الجيش».
في السياق، أشارت هيئة الأركان العامة الإسرائيلية إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي يؤيّد مجاراة خطة ترامب في غزة والانتقال للمرحلة المدنية منها»، وفق ما نقلت عنها وسائل إعلام إسرائيليّة.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر ديبلوماسية، أنّ «مهلة ترامب الممنوحة للبنان لتجريد «حزب الله» من سلاحه تنتهي في 31 كانون الأول الجاري». كذلك نقلت عن مصادر أميركية، أنّ «ترامب يدخل على خط الوساطة المباشرة لمنع تصعيد واسع في لبنان». كما لفتت مصادر أمنية إسرائيليّة إلى أنّ «إسرائيل أبلغت إلى لبنان أنّه في حال عدم نزع سلاح «حزب الله» سيتمّ تصعيد القتال»، مشيرةً إلى أنّ «الجيش اللبناني نجح تقريباً في إخلاء جنوب لبنان من وجود حزب الله».
جمع لبنان وسوريا
ولكن كان اللافت أمس، ما قاله الموفد الأميركي توم برّاك في منتدى الدوحة 2025، من أنّه «يجب أن نجمع سوريا ولبنان معًا، لأنّهما يمثّلان حضارة رائعة»، مشيرًا إلى أنّ «واشنطن تبحث في سبل حل المشكلات في لبنان وسوريا». وأكّد برّاك أنّ «الإنجازات التي تحقّقت في سوريا كانت بطوليّة ويجب تشجيع القائمين عليها ودعمهم. والرئيس الأميركي دونالد ترامب سمح لدمشق باتخاذ قراراتها بنفسها»، لافتاً إلى «ضرورة منح الوقت والفرصة للسوريين كي يحدّدوا كيف يبنون بلادهم وإسهامهم في الحضارة». واعتبر أنّ «كلّ قرارات الغرب بشأن الشرق الأوسط منذ «سايكس بيكو» كانت خاطئة». وأضاف: «إسرائيل في وضع محيّر». وأكّد انّه «لا يمكن تحقيق الديمقراطية في 12 شهراً». ونُقِل عن برّاك قوله إنّه «ليس من الضَّروري نزعُ سلاح الحزب، الهدف أن نمنعَه من استعماله»، لافتًا إلى وجوب أن «يكون هناك حوارٌ مباشر بين لبنان وإسرائيل، غير حوار الـ«ميكانيزم»»، مشيرًا إلى أنّ «سفيرنا عيسى سيقوم بالمهمَّة» في هذا الإطار.
بري وجنبلاط
على أنّ مجمل التطورات في لبنان والمنطقة كانت مساء امس مدار بحث في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي قال بعد اللقاء: «نواكب ما يجري من تطورات. وسبق وأعطيت رأيي الشخصي في ما يتعلق بالتفاوض، والتفاوض في شتى المجالات أو بالأحرى في شتى الدول مشروع، لكن لا نستطيع أن نقبل بأن يكون التفاوض تحت النار، والأستاذ سيمون كرم الذي عُيّن رئيساً للوفد المفاوض يتمتع بصفات أخلاقية وسياسية معروفة وجيدة وهو مفاوض محنك، نفاوض تحت شعار الانسحاب، وقف إطلاق النار، تثبيت وقف اطلاق النار، وعودة اهل الجنوب إلى قراهم، ولاحقًا أذكّر بأنّ المعاهدة التي ترعى العلاقات بيننا وبين إسرائيل هي معاهدة الهدنة التي نتمسك بها، على رغم من أنّ الظروف بين الهدنة عام 1949 واليوم اختلفت، لأنّه كما تعلمون وكما نعلم، أنّ التطور السياسي العسكري والتطور الإلكتروني وإلى آخره أطاح بكل شيء، لكن في النهاية هناك مبادئ عامة نتمسك بها، الأرض والسيادة، وعندما أقول الأرض من فوقها ومن تحتها، حتى لو انّ اليوم الشتاء قليل، لكن لا ننسى المطامع القديمة في مياه الليطاني وغير الليطاني، لا ننسى في النهاية هذه الذاكرة، هذا ما أريد أن أقوله بعد هذا اللقاء الودي والحار كالعادة مع الرئيس الصديق الحليف التاريخي الأستاذ نبيه بري».
ورداً على سؤال حول إصرار إسرائيل على التطبيع وحديثها عن علاقات اقتصادية، قال جنبلاط: «فليسمحوا لي، لقد صدر تصريح عن السفير الإسرائيلي في واشنطن تحدث عن التطبيع، كلا نتمسك بالهدنة، ثم نعود إلى الأسس التي انطلقنا منها. تذكّروا في القمة العربية التي عقدت في بيروت 2002 ماذا قلنا آنذاك؟ أو ماذا قال العرب آنذاك؟ وماذا يقول العرب حتى هذه اللحظة؟ الأرض مقابل السلام».
وعن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية واستمرار اسرائيل في عدوانها، قال جنبلاط: «نحن مع تعزيز الجيش اللبناني ومع الإجراءات التي يتخذها في الجنوب، جنوب الليطاني في ما يتعلق بحصر السلاح وبسيادة الدولة على أرض الجنوب، ثم لاحقاً مع تعميم هذا الأمر على كل الأرض اللبنانية، أيضاً في الوقت نفسه لا ننسى أين هي المساعدات للجيش اللبناني؟ فقط دولة وحيدة أعتقد انّها قطر تقدّم بعض المساعدات المالية. لكن نريد مساعدات للتطويع، نحن بحاجة ولا ننسى أنّه بعد عام سيكون الجنوب خالياً من القوات الدولية، إذاً نحن في حاجة الى مزيد من الجنود، للجنوب وللحدود اللبنانية- السورية أو لقسم منها».
ورداً على سؤال عن تصريحات توم برّاك، الذي اعتبر فيها أنّه ليس من الضروري نزع سلاح الحزب بل الهدف منعه من استخدامه.
أجاب جنبلاط: «فلنتكلم في الشكل الآن، وفي المضمون هناك لجنة «الميكانيزم» أو الخماسية، فلنكتفي بـ«الميكانيزم» وتصريحات المسؤولين فيها».
الموقف الإيراني
وعلى صعيد الموقف الإيراني، ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي على عدم قبول وزير الخارجية اللبناني دعوة نظيره الإيراني عباس عراقجي لزيارة إيران، واتهامه طهران بالتدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، فقال: «إنّ الحديث عن تدخّل إيران في الشؤون اللبنانية، والذي تكرّر مرّات عدة من قبل، هو حديث منحرف تماماً. ليس لدينا أي تدخّل في الشؤون الداخلية للبنان. «حزب الله» مؤسسة راسخة ومؤثرة في المجتمع اللبناني، وتقرّر سلوكها وسياساتها بنفسها». واضاف: «إنّ حرصنا الدائم على السلام والأمن في المنطقة، وإعلاننا الدائم عن مواقفنا من تهديدات الكيان الصهيوني، لا ينبغي أن يُفهم على أنّه تدخّل في الشؤون الداخلية لأي دولة. هذا النهج دليل على مسؤولية الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأضاف بقائي: «كما ذكر الوزير (عراقجي)، نحن على أتمّ الاستعداد لمناقشة العلاقات الثنائية مع المسؤولين اللبنانيين. تربطنا علاقات ديبلوماسية طويلة الأمد مع لبنان، وقد تمّ تعيين سفير لبناني جديد في طهران مؤخرًا. ولذلك وكما تمّ التأكيد عليه مراراً وتكراراً، فإنّ اتخاذ القرار في القضايا اللبنانية، بما في ذلك مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، هو أولاً وقبل كل شيء أمر يجب أن يتمّ من خلال الحوار اللبناني-اللبناني ومن خلال التفاهم بين مختلف المكونات التي يتألف منها لبنان. ثانياً، إنّ موضوع سلاح المقاومة هو أيضاً موضوع يجب على لبنان نفسه، بما في ذلك «حزب الله»، أن يتخذ قراراً بشأنه».
"الديار":
في الوقت الذي يستعد فيه اللبنانيون للأعياد وهم يخشون جولة حرب اسرائيلية جديدة تطيح كل مشاريعهم، بدا واضحا في الأيام القليلة الماضية تراجع حدة الخروقات والعمليات الاسرائيلية في الداخل اللبناني بالتوازي مع تعيين رئيس مدني لوفد لبنان في لجنة «الميكانيزم».
اذ وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن «تل أبيب أوصلت رسالتها بعد ساعات من أول اجتماع للجنة «المطعمة» من خلال سلسلة من الاستهدافات جنوبا، ومفادها أن انطلاق التفاوض السياسي لا يعني وقف الغارات، لكنها في الوقت عينه ترى نفسها ملزمة بالخضوع للضغوط الاميركية التي تقول باعطاء فرصة للمفاوضات وعدم التصويب عليها بالنار».
وتشير المصادر في حديث لـ «الديار» الى أن «المسؤولين اللبنانيين أُبلغوا بمهلة تنتهي مطلع العام لحسم مصير سلاح حزب الله شمالي الليطاني، بحيث إنه اذا لم تكن هناك خطوات عملية في مجال حصر هذا السلاح فإنه سيكون هناك ضوء أخضر جديد لتل أبيب لاستكمال عملية القضاء على الجناح العسكري للحزب».
سلام: طريقتي مختلفة عن عون
وخلال مشاركته في جلسة في «منتدى الدوحة»، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على أنّه «كان على إسرائيل أن تنسحب قبل 10 أشهر من كل الأراضي التي احتلتها لكنها لم تفعل»، لافتا الى أنه لا يعتقد أن هناك ضرورة أمنية لبقاء القوات الإسرائيلية في النقاط التي احتلتها بالجنوب. وفيما أوضح أن الإصلاحات هي إحدى ركيزتي حكومته إضافة إلى استعادة سيادة الدولة وحصر السلاح بيدها، أشار إلى أنّ الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة بصورة شبه يومية. وقال: «أنا والرئيس جوزاف عون نريد الاصلاحات وحصر السلاح لكننا نملك طرقًا مختلفة ومتوافقون في الوجهة نفسها».
جنبلاط: لا لتفاوض تحت النار
وبعد فترة من الانكفاء، تحرك الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يوم أمس الأحد باتجاه عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال بعد اللقاء:»نحن مع تعزيز الجيش ومع الاجراءات التي يقوم بها في جنوب الليطاني في ما يتعلق بحصر السلاح وسيادة الدولة على أرض الجنوب ومن ثم تعميم الامر على كامل الاراضي اللبنانية». وأضاف: «لا نقبل أن يكون التفاوض تحت النار، وسيمون كرم مفاوض محنك، ونحن نفاوض تحت شعار الانسحاب ووقف النار».
واذ أكد التمسك بالهدنة لفت الى أن «ظروف الهدنة بين الماضي واليوم اختلفت، فالتطور السياسي العسكري والالكتروني اطاح كل شيء، ولكن هناك مبادئ عامة نتمسك بها هي الارض والسيادة». وأشار جنبلاط الى ان «الجيش اللبناني يريد مساعدات، ونحن بحاجة الى المزيد من الجنود في الجنوب وعلى الحدود مع سوريا خصوصا، لأن الجنوب سيكون خالٍيا من القوة الدولية».
من جهته، وخلال احتفال تأبيني في بلدة برج رحال، شدد النائب علي خريس على أن «مسؤولية لجنة الميكانيزم التي تجتمع في الناقورة محددة بوقف الإعتداءات الإسرائيلية على بلدنا، ومسؤوليتها الضغط على العدو للانسحاب من أرضنا وأن تسعى بكل جهد لاستعادة الأسرى اللبنانيين في السجون، وترسيم الحدود الواضحة لا أكثر من ذلك، كما أكّد الرئيس نبيه بري، وقال: «لا للتطبيع».
هجوم جعجع
في هذا الوقت، شنّ رئيسُ حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال ترؤسه المؤتمر العام الأول للحزب الذي حمل عنوان «قوات نحو المستقبل» حملة عنيفة على الرؤساء الثلاثة من خلال رسالة مفتوحة وجهها اليهم، فتوجه لرئيسي الجمهورية والحكومة قائلا «أن لا سبباً أو مبرِّراً للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزبِ الله، بعدَ قرارَي مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم». واذ شدد على أنه لا يتحدث من موقع الخصومة او المنافسة بل من موقع اللُّبنانيّ «الضنينِ» على بلاده ومستقبل أجياله، اعتبر أن المطلوب «إعلانٌ سياسيّ واضح يتكرّرُ كلّ يوم، في العلن والاجتماعات المغلقة، لتتبعُه خطوات سياسيّة وإداريّة واضحة لوضع هذه الأصول الفاجرة عند حدّها».
وتوجه لعون وسلام قائلا إنّ «رمي كرة النار هذه في حضن الجيش وحده لا يجوز؛ فمع عمل الجيش، هناك عمل سياسيّ، تصميم سياسيّ واضح وحاسم تجاه كلّ من يرفض تنفيذ قرارات الحكومة في 5 و7 آب. فليس من المنطق بمكان الطلب من الجيش الاهتمام ببعض الفروع، بالوقت الذي تصدح فيه الأصول علنا ويوميا، برفضها لقرارات الدولة، وباستمرارها في إعادة تأهيل بنيانها العسكريّ والأمني ، وتسايرونها على الرغم من كل ذلك بتمييع خطابكم السياسي، بدلا من ان تكونوا واضحين صريحين حاسمين معها، وتلزمونها أنتم بتبنّي خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة بشكل واضح وصريح».
وخصّ جعجع الرئيس بري بجزء كبير من خطابه، فقال له: «لطالما تخاطَبنا بصراحة واحترام، لكنّ ما تقوم به بما يتعلّق بقانون الانتخاب تخطّى كلَّ حدود. ارحم المجلس النيابيّ والحكومة واللُّبنانيين جميعاً بتوقّفِكَ عن التعطيل، من خلال إحالة كلّ ما له علاقة بقانون الانتخاب إلى الهيئة العامّة في أسرع وقت لتتّخذ القرار المناسب».
ردود على جعجع
واستغربت مصادر وزارية «اللغة عالية النبرة» التي اعتمدها جعجع خلال مؤتمره، معتبرة أنه «بدل أن يلاقي الخطوة الكبيرة التي أقدم عليها الرؤساء الـ 3 بسيرهم بمفاوض مدني، وهو ما كان يريده جعجع ويسعى اليه، قرر مهاجمة الرئيسين عون وسلام ومطالبتهما بخطوات أكبر بملف حصرية السلاح». وأضافت المصادر لـ «الديار»:»يُدرك جعجع وسواه أن الرئيسين عون وسلام يسيران في حقل من الألغام وقد نجحا الى حد بعيد في تجنيب البلد لغما يطيحنا جميعا.. فبدل اللجوء الى خطابات باتت مكشوفة أنها لشد العصب الانتخابي قبل نحو 5 أشهر على موعد الانتخابات النيابية، الأجدى به اعتماد خطاب لتهدئة النفوس في مرحلة قد تكون الاخطر في تاريخ لبنان الحديث».
كذلك رد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على جعجع فقال:»بين دعوة قداسة البابا اللبنانيين قبل ايّام للسلام والعيش معًا وبين تهديد السيّد جعجع بقطع الرؤوس والتخلّص من البقايا والرواسب»، أيها المسيحيون أيها اللبنانيون ماذا تختارون؟!»
أما النائب طوني فرنجيه فتوجه لجعجع دون ان يسميه بالقول: «خلصنا مزايدات وادعاءات... ربما أكثر ما يغضب الحكيم أن العهد الحالي يُعيد بناء الدولة التي أرهقتها الانقسامات والمزايدات التي كان أحد أبطالها، وأن سياسة هذا العهد تثبت يوماً بعد يوم فعاليتها بهذه الظروف الدقيقة».
وتابع فرنجية: «الشعب قرف من الخطابات الرنانة التي لم تجلب إلا الهلاك، كفاكم الادعاء أن ما وصلنا اليه هو نتيجة نضالكم إلا إذا كنتم...».
"نداء الوطن":
تحل اليوم ذكرى مرور سنة على سقوط حزب البعث - الأسد . واختار حزب "القوات اللبنانية" عشية الذكرى عقد مؤتمره الأول تحت عنوان "نحو المستقبل". وأطلت في المناسبة دعوة غير مسبوقة وجهها رئيس الحزب سمير جعجع للحكم كي يحلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لـ "حزب الله"، بعدَ قرارَي مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم.
واعتبرت أوساط سياسية بارزة لـ "نداء الوطن" أن ذكرى سقوط الأسد اليوم "هي تأسيسية لمرحلة جديدة بعد ضرب مشروع إيران في المنطقة بما يخدم لبنان على مستويات عدة لا سيما ما يتعلق بتعزيز نفوذ الدولة، وهذا يعني أن هذه الذكرى ليست فقط للسوريين وإنما أيضًا للبنانيين الذين ساهموا على مدى عقود في مواجهة النظام الأسدي".
برّاك ومنع "الحزب" من استعمال السلاح
في غضون ذلك، نُقِل عن المبعوث الأميركي توم برّاك قولُه إنه "ليس من الضَّروري نزعُ سلاح "الحزب"، الهدف أن نمنعَه من استعماله"، لافتًا إلى وجوب أن "يكون هناك حوارٌ مباشر بين لبنان وإسرائيل، غير حوار الميكانيزم"، مشيرًا إلى أن "سفيرنا عيسى سيقوم بالمهمَّة" في هذا الإطار.
لودريان ومؤتمر دعم الجيش
إلى ذلك، يحضر اليوم الوضع العام اللبناني في لقاءات المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت حيث تقيم السفارة الفرنسية مساء غد الثلاثاء عشاءً في قصر الصنوبر يجمع عددًا من الفاعليات السياسية يتقدّمهم رئيس الحكومة نواف سلام.
وعلمت "نداء الوطن" أنه إضافة إلى مناقشة الوضع الجنوبي ومسألة التفاوض وخطر اندلاع الحرب وترسيم الحدود والإصلاحات، سيناقش لودريان مؤتمر دعم الجيش والذي ستعمل باريس على محاولة عقده في العام المقبل بعد تعذر انعقاده في تشرين الثاني الماضي كما كان مقررًا.
وتشير المعلومات إلى أن لودريان سيكون ناصحًا خلال زيارته، وسيؤكد أهمية اتخاذ لبنان خطوات من أجل تجنب الحرب والعمل سريعًا على تطبيق القرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار ووقف الخروقات.
زيارة عون إلى سلطنة عمان
كذلك علمت "نداء الوطن" أن زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى سلطنة عمان يوميّ غد وبعد غد، تعتبر مهمة في هذه اللحظة الحساسة. فقد تم تحديد الموعد منذ شهر، أي عندما فتح عون باب المفاوضات. فعمان دولة تلعب أدوارًا تفاوضية وانطلقت من أرضها عدة مبادرات، وتشكل تقاطعًا بين أميركا وإيران ودول الخليج. وإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية، ينتظر أن تكشف الزيارة عن أي محاولة عمانية أو دور ستلعبه في الملف اللبناني الإسرائيلي، وهذا الأمر سيظهر بعد الزيارة.
سلام: حصر السلاح بشكل كامل
توازيًا، أكد الرئيس سلام، أن "الخطّة التي قدّمها الجيش اللبناني للحكومة ستفضي إلى حصر السلاح بشكل كامل بيد الدولة".
وقال سلام في كلمة خلال منتدى الدوحة: "إن البيان الوزاري أعاد التذكير بالتزام لبنان بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية". وأشار إلى أن "إسرائيل تشنّ حرب استنزاف وبالتالي لسنا في وضعية سلام"، مشيرًا إلى أن "الجانب الإسرائيلي لم يلتزم باتفاق وقف الأعمال العدائية المبرم منذ نحو عام". وختم: "لا أعتقد أن هناك ضرورة أمنيّة لبقاء القوات الإسرائيلية في النقاط التي احتلّتها في الجنوب".
والتقى الرئيس سلام في الدوحة وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع في لبنان، إضافة إلى مناقشة التطوّرات في سوريا والمنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
3 مطالب رفعها بري إلى طهران
من جهة ثانية، ووفق معلومات خاصة نقلها مصدر دبلوماسي واسع الاطلاع لـ "نداء الوطن"، فإن الانقسام بات واضحًا داخل "الثنائي الشيعي"، حيث تتخذ مقاربة حركة "أمل" منحى مختلفًا إلى حد التناقض مع مقاربة "حزب الله". وكشف المصدر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري عبّر للإيرانيين، عبر قنوات تواصله المباشرة، عن ثلاثة مطالب أساسية تعكس قلقه المتزايد من استمرار تورط لبنان في لعبة المحاور:
الطلب الأول، تمثل في تحييد لبنان بالكامل عن أي مواجهة مقبلة بين إيران وإسرائيل، وعدم استخدام الساحة اللبنانية كورقة ضغط في مفاوضات طهران مع واشنطن.
الطلب الثاني كان أكثر حساسية، إذ طلب بري الحصول على فتوى من المرشد علي خامنئي تتيح لـ "حزب الله" تسليم الصواريخ الدقيقة والمسيرات، واضعًا على عاتقه مهمة تأمين الموافقة الأميركية على صفقة تؤدي إلى إنهاء كامل للحرب، وقال بحسب المصدر: "الأميركان عندي".
أما الطلب الثالث، فكان الحصول على تمويل سريع وعاجل لدعم عشرات آلاف الشيعة الذين خسروا منازلهم وأعمالهم ومواردهم بفعل الحرب الأخيرة.
وبحسب المصدر، فإن الرد الإيراني أتى ملتبسًا، إذ وافقت طهران على بند التمويل فقط، بينما لم تقدّم أي جواب واضح حول مطلب التحييد أو الفتوى، ما زاد منسوب القلق داخل أوساط سياسية ودينية شيعية تعتبر أن "الصمت الإيراني" هو الرسالة بحدّ ذاتها، وأن قرار طهران الاحتفاظ بالورقة اللبنانية ما زال ثابتًا رغم الأثمان الباهظة.
وقد تزامن هذا القلق مع إعلان وزارة الخارجية الإيرانية أمس، "أن إيران لا تتدخل في لبنان، وأن "حزب الله" مؤسسة تتخذ قرارها بشأن سلاحها بشكل مستقل".
جنبلاط في عين التينة يشيد بتعيين كرم
ومساء أمس، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الحزب رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي.
وبعد اللقاء، قال جنبلاط: "نواكب ما يجري من تطورات، وسبق وأعطيت رأيي الشخصي في ما يتعلق بالتفاوض، والتفاوض بشتى المجالات أو بالأحرى بشتى الدول مشروع، لكن لا نستطيع أن نقبل بأن يكون التفاوض تحت النار، والأستاذ سيمون كرم الذي تعين كرئيس الوفد المفاوض يتمتع بصفات أخلاقية وسياسية معروفة وجيدة ومفاوض محنك، نفاوض تحت شعار الانسحاب، وقف إطلاق النار، تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة أهل الجنوب إلى قراهم".
رسالتان مفتوحتان من جعجع إلى الرئاسات الثلاث
من ناحيته، وجه رئيسُ حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال ترؤسه أمس المؤتمر العام الأول للحزب، رسالة مفتوحة إلى الرؤساء الثلاثة، مؤكّدًا لرئيسي الجمهورية والحكومة "أن لا سبب أو مبرِّر للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لـ "حزب الله"، بعدَ قرارَي مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم".
امّا للرئيس نبيه بري فقال: "لطالما تخاطَبنا بصراحة واحترام، لكن ما تقوم به بما يتعلّق بقانون الانتخاب تخطّى كلَّ حدود. إرحم المجلس النيابيّ والحكومة واللُّبنانيين جميعًا بتوقفِكَ عن التعطيل، من خلال إحالة كلّ ما له علاقة بقانون الانتخاب إلى الهيئة العامّة في أسرع وقت لتتخذ القرار المناسب".
التحقيق بأموال الدعم
على الصعيد المالي، سُجل أمس تطور لافت في ملف استعادة أموال المودعين، من خلال بدء مصرف لبنان آلية تعيين شركة تدقيق عالمية للتحقيق في حركة خروج الأموال من احتياطي مصرف لبنان بين تشرين الأول 2019 و2023.
في السياق، كشفت مصادر متابعة لـ "نداء الوطن"، أن حجم الأموال التي خرجت من احتياطي مصرف لبنان بين تشرين 2019 ونهاية العام 2023، وصل إلى 16،4 مليار دولار.
وأكدت المصادر نفسها أن حاكم مصرف لبنان حريص على إنجاز تدقيق جنائي لتحديد مسار تلك الأموال، واسترداد ما خرج منها بطريقة غير شرعية.
"الأنباء" الالكترونية:
استشعارُ المجتمع الدولي بدقّة المرحلة في لبنان فرضَ عليه تحرّكاً مكثّفاً في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد. وفي هذا الإطار تندرج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت اليوم. وفي المقابل، يراهن لبنان على تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم" بعد ضمّ مدنيين إليها، لمفاوضات حول التزام إسرائيل باتفاق وقف الأعمال العدائية والانسحاب من النقاط التي احتلّتها وإطلاق الأسرى.
وهذا ما شدّد عليه الرئيس وليد جنبلاط من عين التينة بعد زيارته ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي رئيسَ مجلس النواب نبيه بري. إذ جدّد جنبلاط تأكيده أن التفاوض مشروع، لكن لا نستطيع أن نقبل بأن يكون التفاوض تحت النار، مشيراً إلى أن السفير سيمون كرم يتمتّع بصفات أخلاقية وسياسية معروفة وجيّدة، وهو مفاوض محنّك.
وقال جنبلاط: "نفاوض تحت شعار الانسحاب، وقف إطلاق النار، تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة أهل الجنوب إلى قراهم". وذكر بأن المعاهدة التي ترعى العلاقات بيننا وبين إسرائيل هي معاهدة الهدنة التي نتمسّك بها، مضيفاً: "نتمسّك بالأرض والسيادة، وعندما أقول الأرض، من فوقها ومن تحتها"، مشيراً إلى المطامع القديمة في مياه الليطاني وغيره.
ورداً على سؤال حول إصرار إسرائيل على التطبيع وحديثها عن علاقات اقتصادية، أجاب جنبلاط: "نتمسّك بالهدنة، ثم نعود إلى الأسس التي انطلقنا منها. تذكّروا في القمة العربية في بيروت عام 2002 ماذا قال العرب آنذاك، وماذا يقول العرب حتى هذه اللحظة؟ الأرض مقابل السلام".
وحول حصر السلاح بيد الدولة، قال جنبلاط: "نحن مع تعزيز الجيش اللبناني، ومع الإجراءات التي يقوم بها في جنوب الليطاني، ثم لاحقاً مع تعميم هذا الأمر على كل الأراضي اللبنانية". وسأل: أين هي المساعدات للجيش اللبناني؟ لافتاً إلى أن الجنوب بعد عام سيكون خالياً من القوات الدولية، ونحن بحاجة إلى مزيد من الجنود للجنوب وللحدود اللبنانية – السورية.
وعن تصريحات توم براك الأخيرة، أجاب جنبلاط: "هناك لجنة الميكانيزم، فلنكتفِ بالميكانيزم وتصريحات المسؤولين فيها".
سلام
رئيس الحكومة نواف سلام أكّد خلال مشاركته في منتدى الدوحة أن إسرائيل تشنّ حرب استنزاف ضد لبنان، وهي لم تلتزم باتفاق وقف الأعمال العدائية، وواصلت احتلال عدد من النقاط داخل الأراضي اللبنانية. وأشار إلى أن المفاوضات مع إسرائيل انتقلت إلى مستوى أعلى من المستوى العسكري، مشدّداً على تمسّك لبنان بمبادرة السلام العربية.
وقال سلام: "نحن نؤمن بالسلام العادل الذي يملك مقوّمات الديمومة. أمّا لجهة الحديث عن تعاون اقتصادي بين لبنان وإسرائيل فهو سابق لأوانه ولن يحدث الآن". وأكّد أنه والرئيس جوزاف عون يعملان على تنفيذ الإصلاحات وحصرية السلاح.
عون إلى مسقط
أكّد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس عون سيبدأ بعد غدٍ الثلاثاء زيارة إلى سلطنة عُمان ليومين، تلبيةً لدعوة من السلطان هيثم بن طارق، في إطار تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان وسلطنة عُمان.
مصادر مواكبة لفتت عبر "الأنباء الإلكترونية" إلى أن مسقط تلعب دور الوسيط بين المحاور على مستوى المنطقة والعالم، وتحديداً بين واشنطن وطهران. وقد تُشكّل بالنسبة إلى لبنان منصةً لتمرير رسائل غير مباشرة إلى طهران، ومحاولةً لإدراج بيروت ضمن مسار التهدئة الإقليمي الجاري، من دون إسقاط النقاشات حول إمكان حصول بيروت على دعم اقتصادي واستثمارات تسهم في لجم الانهيار القائم.
نفي سوري لإعدام حويجة
وبعد شائعات تناقلتها وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، نفى مصدر سوري رسمي لـ"الأنباء الإلكترونية" صحة المعلومات التي زعمت أنّ السلطات السورية ستُنفّذ اليوم الاثنين حكم الإعدام برئيس المخابرات الجوية في عهد حافظ الأسد، إبراهيم حويجة، المتّهم باغتيال المعلّم الشهيد كمال جنبلاط وبارتكاب جملة من الجرائم ضد الإنسانية.
وأكد المصدر أنّ حويجة لا يزال يخضع للتحقيق بإشراف وزارة العدل، نافياً اتخاذ السلطات القضائية أي قرار يقضي بتنفيذ حكم إعدام بحقّه.
"اللواء":
بانتظار يوم الجمعة المقبل، حيث تعود «الميكانيزم» للاجتماع، وسط تفاؤل بتحقيق تقدم، بعد ما رُسمت الحدود الممكنة لحركة التفاوض بمشاركة السفير سيمون كرم، الذي لاقى اختياره دعماً قوياً، عبر الكلام الذي صدر عن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة.
وبالتزامن تتزخَّم الحركة الدبلوماسية بزيارات مرتقبة الى بيروت، يستهلها اليوم وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان.
وثمة رهان على مهمة الموفد الفرنسي الذي يلتقي كبار المسؤولين وشخصيات أخرى، لتفعيل عمل الميكانيزم، فضلاً عن اطلاع المسؤولين عن مصير انعقاد مؤتمرَيْ دعم الجيش والتعافي في لبنان.
ويلتقي لودريان الرئيس جوزف عون عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، على أن يلتقي وزير الخارجية يوسف رجي عند الساعة العاشرة صباحاً، ومتابعة ما قامت به بعثة مجلس الامن وما حققه الجيش اللبناني من انجازات جنوب نهر الليطاني..
ومن المتوقع أن تقيم السفارة الفرنسية مساء غد عشاءً لعدد من الشخصيات السياسية والنيابية.
وقالت مصادر رسمية لـ لـ«اللواء» أن البحث الجدي في النقاط العالقة سيبدأ في اجتماع 19 الجاري وسيتم طرح المواضيع التي تهم الجانب اللبناني تعويلاً على دفع ودعم أميركي وفرنسي لمسار التهدئة والتوصل الى وقف نهائي لإطلاق النار بما يمهِّد لتسهيل التفاوض على النقاط الاخرى..
عون إلى سلطنة عمان
وغداً، يتوجه الرئيس جوزف عون الى سلطنة عمان تلبية لدعوة رسمية تستمر الى يوم الاربعاء تلقاها من السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، ويضم الوفد الرسمي المرافق عدداً من الوزراء.
وحسب مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الاخوية المتينة التي تجمع لبنان وسلطنة عمان..
أمير قطر يبلِّغ سلام عن حزمة مساعدات جديدة
في الدوحة، تبلَّغ الرئيس نواف سلام، الذي شارك في منتدى الدوحة السبت الماضي، من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استمرار بلاده، في دعمها للبنان سياسياً واقتصادياً، كاشفاً عن حزمة جديدة من مشاريع الدعم المخصصة للبنان.
من جهته، أكّد سلام حرصه على صون أفضل العلاقات بين البلدين، وعبّر عن تقديره للدعم المتواصل الذي تقدّمه قطر للبنان، ولا سيّما في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية.
وأشاد بالدور الذي تؤديه الدوحة في مساندة جهود الاستقرار في لبنان وتعزيز قدرات مؤسساته الشرعية، مشيراً الى ان «الجيش اللبناني يواصل القيام بمهامه في بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية، بدءًا من جنوب الليطاني حيث شارفت المرحلة الأولى على الاكتمال».
كما شدّد سلام على «ضرورة تكثيف الحشد الدبلوماسي للضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها والانسحاب من المناطق التي ما زالت تحتلّها»، داعيًا دولة قطر إلى مواصلة دورها الحيوي في دعم هذا المسعى وتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى ترسيخ الاستقرار في الجنوب.
وأكد سلام التزام حكومته بالمضيّ قدمًا في تنفيذ الإصلاحات وتعزيز سيادة الدولة على كامل أراضيها، معربًا عن تطلّعه إلى توسيع مجالات التعاون الثنائي في المرحلة المقبلة.
والتقى سلام الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دولة قطر، وذلك بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، والسفير بلال قبلان، ومديرة مكتب الرئيس فرح الخطيب.
وقد أكّد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني استمرار دعم قطر للبنان، مع حزمة جديدة من مشاريع الدعم التي سيُعلن عنها قريبًا.
وأعرب الرئيس سلام بدوره عن تقديره الكبير للدور الذي تؤديه قطر في دعم لبنان، وتعزيز الاستقرار فيه، ومساندة مؤسساته.
والتقى سلام الرئيس السوري أحمد الشرع في مستهل «منتدى الدوحة».
وقال سلام في كلمة خلال منتدى الدوحة: «البيان الوزاري أعاد التذكير بالتزام لبنان بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية»، لافتا إلى أن «الخطّة التي قدّمها الجيش اللبناني للحكومة ستفضي إلى حصر السلاح بشكل كامل بيد الدولة».
وأضاف: «لا أعتقد أن هناك ضرورة أمنيّة لبقاء القوات الإسرائيلية في النقاط التي احتلّتها في الجنوب».
وقال: «أريد ورئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الاصلاحات وحصر السلاح، لكننا نأتي من خلفيات مختلفة إذ نملك طرقًا مختلفة قد لا نكون نسير في السرعة نفسها ولكننا موافقون في الوجهة نفسها».
اضاف: «سأتقدم بمشروع قانون يقضي بتوزيع الخسائر ومنح المودعين الفرصة للوصول إلى حساباتهم المحجوزة ولا بد من مناقشته داخل الحكومة».
وكان الرئيس سلام اكد أن الحديث الإسرائيلي عن تعاون اقتصادي مع لبنان سابق لأوانه ولن يحدث إلا بعد السلام.
وشدد على أننا متمسكون بمبادرة السلام العربية ونحن نؤمن بالسلام العادل الذي يملك مكونات الديمومة، وأضاف في حديث للتلفزيون العربي: «يهمنا إعادة إعمار الجنوب وإنعاشه اقتصاديًا وملتزمون بإخلاء جنوب الليطاني من السلاح».
وعن السفير سيمون كرم قال:«مشاركة عنصر مدني هو الجديد في لقاءات لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، لافتًا إلى أنه إذا كان حاجة لمشاركة مدنيين آخرين في المفاوضات مع إسرائيل فسنقوم بذلك».
ورأى ان المفاوضات مع إسرائيل انتقلت إلى مستوى أعلى من المستوى العسكري، مشيرًا إلى أن رئيس مجلس النواب كان على علم بمشاركة السفير سيمون كرم في المفاوضات ولم يعترض.
توصية أميركية لإسرائيل
وطالبت الولايات المتحدة الاميركية من اسرائيل الكف عن التهديدات العسكرية والانتقال الى الوسائل الدبلوماسية في كل من غزة ولبنان وسوريا.
وجاء ذلك، خلال اتصال أجراه الرئيس دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت «يديعوت آحرونوت» عن مصادر دبلوماسية أن «مهلة ترامب الممنوحة للبنان لتجريد حزب الله من سلاحه تنتهي في 31 ك 1 الحالي، وأن ترامب يدخل على خط الوساطة مع لبنان لمنع التصعيد.
وحسب مصادر أمنية اسرائيلية فإن «اسرائيل أبلغت لبنان أنه في حال عدم نزع سلاح حزب الله سيتم تصعيد القتال، مشيرة إلى أن الجيش اللبناني نجح تقريباً في اخلاء جنوب لبنان من وجود حزب الله.
طهران لا تتدخل
وفي طهران، أعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي ان طهران لا تتدخل في لبنان، وأن حزب الله هو الجهة التي تتخذ قرارها بشأن سلاحها بصورة مستقلة.
حزب الله يطالب عون بالردّ على نتنياهو
وسط ذلك، يطالب حزب الله الرئيس جوزف عون بموقف رافض علني ورسمي لما قاله رئيس حكومة دولة الاحتلال حول التعاون الاقتصادي مع لبنان.
وقالت مصادر مقربة من الحزب اذا كان العدو لا يتخلى عن الاسرى ويبني جدراناً داخل الاراضي اللبنانية، وخراسانات مسلحة في التلال الخمس، ويستمر باعتداءاته والتي كان اخرها خلال اجتماع الميكانيزم، وبعد موافقة لبنان على تطعيم اللجنة بمدني، وتزامنت مع وجود المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس في لبنان ووفد مجلس الامن الدولي في المنطقة، فكيف نتوقع منه الالتزام بوقف اطلاق النار وتطبيق القرار الدولي ١٧٠١، وتقدير التنازلات التي تقدمها الدولة اللبنانية.
ومن عين التينة، قال جنبلاط: لا نستطيع أن نقبل التفاوض تحت النار، نفاوض تحت شعار الانسحاب، وقف النار، تثبيت وقف النار وعودة أهالي الجنوب الى قراهم،، متسائلاً عن المساعدات للجيش اللبناني، وأشاد بالسفير سيمون كرم الذي يتمتع بصفات أخلاقية وسياسية معروفة وجيدة، وهو مفاوض محنك.
جعجع لحل الجناح العسكري لحزب الله
وفي كلمة أمام مؤتمر حزبي طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رئيسي الجمهورية والحكومة بـ «حل التنظيم العسكري والامني لحزب الله خصوصاً بعد قراري مجلس الوزراء في 5 و 7 آب مشيراً إلى أن التذرع بحرب أهلية «مزعومة» ليس في مكانه.
كما خاطب جعجع الرئيس بري: بالقول ما تقوم به تخطَّى كل حدود، فهناك اقتراح قانون معجل مكرَّر موقَّع من نواب يمثلون الاكثرية وأنت تتجاهله فضلاً عن مشروع قانون أرسلته الحكومة منذ اسبوعين، متهماً إياه «بفعل كل ما يلزم، لتعطيل انتخاب المغتربين في أماكن تواجدهم».
اليونيفيل: إسرائيل تنتهك وقف النار
وقال قائد قوات اليونيفيل الجنرال ديوداتو ابانيارا للقناة 12 الاسرائيلية: ليس لدينا أي دليل على أن حزب الله يعيد تأهيل نفسه جنوب الليطاني، ومهمتنا دعم الجيش اللبناني لتهيئة الظروف ليسيطر على جنوب لبنان، واسرائيل تنتهك اتفاق وقف اطلاق النار بشكل صارخ.
انتهاكات ترويعية
ميدانياً، لم تتوقف الانتهاكات الترويعية، فشهد محيط يارين صباحا أمس تمشيطاً بالاسلحة الرشاشة، ثم ظهراً باتجاه بلدة الضهيرة التي استهدفتها مسيَّرات معادية بالقنابل الصوتية، وحلَّق الطيران المعادي على علو منخفض من الجنوب الى العاصمة، مروراً باقليم التفاح وصولاً الى مرتفعات البقاعين الشرقي والغربي.
"البناء":
أصدرت واشنطن استراتيجية الأمن القومي التي عبرت عن حصيلة اختبارات التجارب العسكرية والسياسية والاقتصادية الأميركية، على جبهات الشرق الأوسط وأوكرانيا والصين، حيث تقترب الهزيمة الأوكرانية والأوروبية أمام روسيا، فتغير توصيف روسيا من عدو تلتزم أميركا بمواجهته، الى السعي لتسوية سلمية للحرب الأوكرانية، وحيث تغيب الانتقادات للوضع الداخلي في روسيا والصين نال أوروبا نقد كثير واتهم بتضييع الهوية الغربية، والتهاون أمام صعود اليمين وتراجع الحريات وحقوق الإنسان، بينما للشرق الأوسط نص صريح على رفض الانخراط في الحروب، والسعي لصناعة الاستقرار، ولم تنل «إسرائيل» مكانة الحليف الاستراتيجي الذي كان يتم التذكير به في كل وثيقة مماثلة باعتبار مواجهة إيران وقوى المقاومة اولوية أميركية والتطبيع مع «إسرائيل» معيار التحالف مع أميركا، بينما على جبهة الصين فظهر خطاب متوازن يسعى لتنظيم المنافسة الاقتصادية، وظهرت أولوية الداخل الأميركي والجوار الأميركي المباشر، على أي اهتمامات أخرى في مفهوم الأمن القومي.
في سورية والمنطقة نقاش بمناسبة مرور سنة على سقوط النظام السوري السابق وسيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم، وسط حملات إعلامية ضخمة سيطرت على بث الفضائيات العربية عن إنجازات النظام الجديد، والإنجازات هي نيل نصف الجوائز التي سبق وعرض ضعفها على النظام السابق إذا قبل بتقديم نصف ما قدّمه النظام الجديد في الخروج من الصراع مع «إسرائيل» أو التخلي عن محور المقاومة، سواء جائزة رفع العقوبات التي علّقت فقط، أو جائزة العلاقات الدبلوماسية التي قطعت كما فرض العقوبات لأن النظام السابق رفض إغلاق سورية أمام قوى المقاومة، بما في ذلك من كان صديقاً لجبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، كما صار اسمها، كما رفض القبول بالتفاوض على أقلّ من استعادة الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران، بينما يفاوض النظام الجديد على اتفاق يعود بالوضع إلى ما قبل إسقاط النظام السابق، بعدما صار الإسرائيلي يجرؤ على التجول بحرية في الأراضي السورية وقصف ما يشاء من داخل الأجواء السورية بعدما دمرت كل القدرات العسكرية السورية، وصار الشعار لن ننجر إلى الرد بعدما كان الحديث عن الرد في الزمان والمكان المناسبين يثير السخرية.
في لبنان، تحدث النائب السابق وليد جنبلاط بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري برفقة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط والنائب السابق غازي العريضي، وقال جنبلاط «لا ننسى المطامع القديمة في مياه الليطاني وغير الليطاني لا ننسى في النهاية هذه الذاكرة». وأضاف: «لا نستطيع أن نقبل بأن يكون التفاوض تحت النار ونحن نفاوض تحت شعار الانسحاب، وتثبيت وقف إطلاق النار، وعودة أهل الجنوب إلى قراهم»، وختم بالقول «نتمسك بالهدنة، ثم نعود إلى الأسس التي انطلقنا منها، تذكروا في القمة العربية التي عقدت في بيروت 2002 ماذا قلنا آنذاك؟ أو ماذا قال العرب آنذاك؟ وماذا يقول العرب حتى هذه اللحظة؟ الأرض مقابل السلام».
تتكثّف الضغوط الأميركية على «إسرائيل» لدفعها نحو اعتماد المسار الدبلوماسي بدل الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة على الحدود اللبنانية. فخطوة التفاوض، في هذا التوقيت، تُعدّ بحسب واشنطن حمايةً للبنان وتماشياً مع رغبة المجتمع الدولي في ضبط الإيقاع العسكري والحدّ من احتمالات التدهور. غير أنّ ثغرة الموقف اللبناني تكمن في أنّ هذا التفاوض يُجرى تحت النار، ما يمنح «إسرائيل» هامشاً واسعاً لتوسيع مطالبها وفرض شروط تتجاوز سقوف النقاش السابقة، مستفيدةً من الضبابية السياسيّة والضغط الميداني لانتزاع تنازلات إضافية.
نقل عن الموفد الأميركي توم بارّاك قولُه إنّه «ليس من الضَّروري نزع سلاح الحزب. الهدف أن نمنعَه من استعماله»، لافتًا إلى وجوب أن «يكون هناك حوارٌ مباشر بين لبنان و»إسرائيل»، غير حوار الـ»ميكانيزم»»، مشيرًا إلى أنّ «سفيرنا عيسى سيقوم بالمهمَّة» في هذا الإطار.
ونشرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» تقريرًا موسّعًا عن رسالةٍ مصوّرة للسفير الإسرائيليّ في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، موجّهة إلى مَن وصفهم بـ«صُنّاع القرار والرأي العام» في بيروت، معتبرًا أنّ أمام لبنان «فرصةً تاريخيّة» لإعادة تموضعه في خريطة المنطقة.
وبحسب ما أوردته الصحيفة، ربط السفير بين أيّ مسار تطبيع محتمل و»التطبيق الكامل لبنود وقف إطلاق النار» على الحدود، مع تركيز خاص على «إخلاء جنوب لبنان من مقاتلي حزب الله»، استنادًا إلى اتفاق الهدنة للعام 2024. وتضيف «تايمز أوف إسرائيل» أنّ لايتر تحدّث في رسالته عن إمكان انتقال لبنان، في حال تحقيق هذه الشروط، إلى مرحلة «الاستقرار وجذب الاستثمارات» عبر مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة والبنى التحتية والسياحة، مقدِّمًا هذا الطرح على أنّه جزء من مناخ «اتفاقات أبراهام» التي وقّعتها دول عربية أخرى مع «إسرائيل».
وبينما يصل اليوم إلى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لإجراء جولة محادثات جديدة مع المسؤولين اللبنانيين، وليضعهم في اقتراح تعيين سفير سابق لبلاده في بيروت، رئيساً للوفد الفرنسي في لجنة الميكانيزم على أن تقيم السفارة الفرنسية مساء غد عشاءً في قصر الصنوبر يجمع عدداً من الفاعليات السياسية يتقدّمهم رئيس الحكومة نواف سلام، يزور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون غداً وبعد غد، سلطنة عُمان بدعوة من السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان. ويضمّ الوفد الرسمي المرافق عدداً من الوزراء. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان وسلطنة عُمان. وسيتم خلال هذه الزيارة «التشاور والتنسيق بين القيادتين بما يُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وبحث مختلف التطوّرات على الساحتين الإقليمية والدولية».
وفيما بدأت التحضيرات لزيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت خلال الأيام المقبلة أكّد وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي أنّ «مصر تعمل مع جميع الأطراف اللبنانيّة والإقليميّة والدوليّة على خفض التصعيد في لبنان»، في إشارةٍ إلى محاولة القاهرة التموضع كوسيطٍ بين الضغوط الأميركيّة والغربيّة من جهة، والهواجس اللبنانيّة والإقليميّة من جهةٍ أخرى.
أكّد متحدّث وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أنّه «لا يوجد أيّ تدخّلٍ من إيران في لبنان»، مشيرًا إلى أنّ «حزب الله مؤسّسةٌ راسخةٌ في المجتمع اللبناني، وهو الجهة التي تتّخذ قرارها بشأن سلاحها في شكلٍ مستقلّ». وربط المتحدّث الموقف الإيرانيّ بملفّه النوويّ أيضًا، فأوضح أنّ «طهران على تواصلٍ مباشرٍ ومستمرٍّ مع الوكالة الدوليّة للطاقة الذرّيّة»، لافتًا إلى أنّه «لا تجرى أيّ مفاوضاتٍ خاصّةٍ معها في الوقت الراهن».
وصرَّح قائد قوّات «اليونيفيل» للقناة الإسرائيلية «12» بأنّه «ليس لدينا أيُّ دليلٍ على أنّ حزب الله يُعيد تأهيل نفسه جنوب الليطاني»، موضحًا أنّ مهمَّة القوّات الدوليَّة «هي دعم الجيش اللبناني لتهيئة الظروف التي تتيح له السَّيطرة على جنوب لبنان»، مضيفًا في الوقت نفسه أنّ «»إسرائيل» تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار بشكلٍ صارخ».
واستقبل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيسَ السّابق للحزب التقدّميّ الاشتراكيّ وليد جنبلاط، حيث جرى البحث في تطوّرات الأوضاع العامة والمستجدّات السياسيّة في لبنان والمنطقة، ولا سيّما ملفّ الجنوب ومسار التفاوض. وبعد اللّقاء، قال جنبلاط إنّهم «يُواكِبون ما يجري من تطوّرات»، مجدِّدًا تأكيده أنّ «التفاوض، وبشتى المجالات ومع شتّى الدّول، مشروع، لكن لا نستطيع أن نقبَل بأن يكون التفاوض تحت النار»، مضيفًا: «نُفاوِض تحت شعار الانسحاب، وقف إطلاق النار، تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة أهل الجنوب إلى قراهم».
وأشاد جنبلاط بتعيين السفير سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبنانيّ المفاوِض، معتبرًا أنّه «يتمتّع بصفاتٍ أخلاقيّة وسياسيّة معروفة وجيّدة، وهو مفاوضٌ مُحنَّك»، مشيرًا في المقابل إلى أنّ «المعاهدة التي ترعى العلاقات بيننا وبين «إسرائيل» هي معاهدة الهدنة التي نتمسّك بها، بالرغم من اختلاف الظروف بين هدنة عام 1949 واليوم، بعدما أطاح التطوّر السياسيّ والعسكريّ والإلكترونيّ بكلّ قواعد الماضي»، لكنّه شدّد على أنّ «المبادئ العامّة تبقى ثابتة، وفي مقدّمها الأرض والسيادة».
وأضاف جنبلاط: «عندما نقول الأرض، فنحن نقصدها من فوقها ومن تحتها»، لافتًا إلى «المطامع القديمة في مياه الليطاني وغير الليطاني»، ومؤكّدًا أنّه «لا يجوز أن ننسى هذه الذاكرة». ووصف اللّقاء مع برّي بأنّه «لقاءٌ وديّ وحارّ، كالعادة، مع الرئيس الصديق الحليف التاريخيّ الأستاذ نبيه برّي».
وردًّا على سؤال حول إصرار «إسرائيل» على التطبيع وحديثها عن علاقاتٍ اقتصاديّة، قال جنبلاط: «فليسمحوا لي، لقد صدر تصريح من قِبَل السفير الإسرائيلي في واشنطن تحدّث فيه عن التطبيع. كلا، نتمسّك بالهدنة، ثم نعود إلى الأسس التي انطلقنا منها، تذكّروا القمّة العربيّة التي عُقِدت في بيروت عام 2002، ماذا قلنا آنذاك؟ وماذا قال العرب حتى هذه اللحظة؟ الأرض مقابل السّلام».
وفي ما يتعلّق بحصر السلاح بيد الدولة واستمرار الاعتداءات الإسرائيليّة، أكّد جنبلاط: «نحن مع تعزيز الجيش اللبناني ومع الإجراءات التي يقوم بها في الجنوب، جنوب الليطاني، في ما يتعلّق بحصر السلاح وبسيادة الدولة على أرض الجنوب، ثمّ لاحقًا مع تعميم هذا الأمر على كلّ الأراضي اللبنانيّة»، سائلًا في المقابل: «أين هي المساعدات للجيش اللبناني؟».
وأوضح جنبلاط أنّ «دولةً واحدة فقط، أعتقد قطر، تقدّم بعض المساعدات الماليّة»، مشيرًا إلى «الحاجة إلى مساعدات تسمح بالتطويع، لأنّنا بحاجة إلى مزيدٍ من الجنود، للجنوب وللحدود اللبنانيّة السوريّة أو لقسمٍ منها»، ومحذِّرًا من أنّه «بعد عامٍ سيكون الجنوب خاليًا من القوّات الدوليّة، ما يستدعي دعمًا أكبر للمؤسّسة العسكريّة».
وأكّد رئيسُ الحكومةِ نواف سلام أنّ «»إسرائيل» لم تلتزم باتّفاق وقف إطلاق النار، وهي تشنّ حربَ استنزاف، وبالتالي لسنا في وضعيّة سلام»، مشيرًا إلى أنّ «الاعتداءات الإسرائيليّة المتواصلة تُبقي الجبهة مفتوحة رغم الحديث عن تهدئة».
ولفت سلام، في كلمةٍ له من «منتدى الدوحة»، إلى أنّ «خطوة ضمّ دبلوماسيٍّ سابقٍ إلى اللجنة خطوةٌ مُحصَّنة سياسيًّا وتحظى بمظلّة وطنيّة»، موضحًا أنّ «الخطّة التي قدّمها الجيش اللبناني للحكومة ستُفضي إلى حصر السلاح بشكلٍ كامل بيد الدولة».
وأشار إلى أنّ «البيان الوزاري أعاد التذكير بالتزام لبنان بالقرار 1701 واتّفاق وقف الأعمال العدائيّة»، معتبرًا أنّ «هذا الالتزام يشكّل الإطار القانوني والسياسي لتحصين الموقف اللبناني في مواجهة الخروقات».
وشدّد سلام على أنّه «لم يتمّ إطلاق أيّ صاروخ من لبنان، بينما «إسرائيل» مستمرّة في الاعتداءات»، داعيًا «حزب الله إلى الالتزام باتّفاق وقف الأعمال العدائيّة»، ومؤكّدًا في الوقت نفسه أنّه «لا جدوى من الوجود الإسرائيلي في النقاط الخمس من الناحية الأمنيّة أو الاستراتيجيّة».
وأوضح أنّه «كان من المفترض أن تنسحب «إسرائيل» قبل عشرة أشهر من كامل الأراضي اللبنانيّة التي احتلّتها، ولكنّها لم تفعل ذلك حتّى الآن»، لافتًا إلى أنّ «ما يتمّ النقاش بشأنه يجري عبر الآليّة الخماسيّة لمراقبة تطبيق الاتّفاق».
وعن علاقته برئيس الجمهوريّة ميشال عون، قال سلام: «نمشي في الاتّجاه ذاته، وكلانا يريد حصر السلاح بيد الدولة»، مشدّدًا على أنّ «توحيد الموقف الداخلي يعزّز قدرة لبنان على فرض احترام سيادته».
وبشأن الاستحقاق النيابي، أكّد سلام أنّ الحكومة «ملتزمة بإجراء الانتخابات في موعدها، كما حصل في ما يتعلّق بالانتخابات البلديّة»، معتبرًا أنّ «تجديد الحياة الديموقراطيّة جزء أساسي من استعادة ثقة اللبنانيّين بالدولة».
وفي الملفّ المالي، كشف سلام أنّه «وقبل نهاية الشهر الحالي، سنعرض أمام الحكومة مشروع قانون الفجوة الماليّة الذي سيعالج مسألة ودائع اللبنانيّين، وبعدها سيُحال إلى مجلس النوّاب» لإقراره، في محاولةٍ لوضع مسارٍ تشريعيّ لمعالجة الأزمة الماليّة والمصرفيّة المستمرّة.
وعلى هامش المنتدى، التقى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في الدوحة وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع في لبنان، إضافة إلى مناقشة التطوّرات في سورية والمنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكّد نائبُ رئيسِ الوزراء طارق متري، أنّ أيَّ حربٍ قد تندلع في جنوب لبنان «ستكون من طرفٍ واحد، هو «إسرائيل»»، مشدِّدًا على أنّ «أولوية الدولة اللبنانية هي وقف العمليات العدائية الإسرائيلية وانسحابها من الأراضي اللبنانية، إضافة إلى بسط سلطة الدولة على كامل ترابها».
وأوضح متري أنّ «اللبنانيين لا يرغبون في حربٍ أهلية»، لافتًا إلى أنّ «الدولة تستخدم كلَّ الوسائل الممكنة لتجنّب أيّ انزلاق داخلي، والحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي».
وفي ما يتعلّق بالعلاقة مع دمشق، اعتبر متري أنّها «اليوم أفضل ممّا كانت عليه منذ خمسة عقود»، مشيرًا إلى أنّها «تقوم على الاحترام المتبادل والثقة»، ومؤكّدًا أنّ «سورية، للمرّة الأولى، لا تسعى للهيمنة على لبنان أو التدخّل في شؤونه الداخلية».
كما شدّد على أنّ «التعاون القائم بين بيروت ودمشق سمح بتحقيق مستوى غير مسبوق من ضبط الحدود المشتركة»، معتبرًا أنّ هذا التعاون «يخدم مصلحة البلدين، ويشكّل عنصرًا أساسيًا في حماية الاستقرار الأمني على جانبي الحدود».
"الشرق":
مع برودة الطقس، بردت الحركة السياسية نسبيا في نهاية الاسبوع، فيما تتجه الانظار الى مرحلة ما بعد تعيين لبنان السفير سيمون كرم رئيسا لفريق ممثليه الى لجنة الميكانيزم، والى تداعيات هذه الخطوة. فهي بدت حتى الساعة ايجابية، لا سيما على علاقة بيروت مع المجتمع الدولي عموما والولايات المتحدة خصوصا، حيث افيد اول امس ان البنتاغون وافق على بيع محتمل لمركبات تكتيكية متوسطة “إم1085إيه 2” و”إم1078إيه2” وعتاد ذي صلة، إلى لبنان، بتكلفة تقديرية 90.5 مليون دولار. غير ان لا صورة واضحة بعد، حول انعكاسها على قرار اسرائيل التصعيد في وجه لبنان عسكريا.
فرنسا ومصر
ولمواكبة التطورات المتسارعة على ضفة لبنان – اسرائيل، يحط الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت اليوم. اما وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، فأكد في مقابلة صحافية، ان هناك جدية لدى الجانب اللبناني لتنفيذ قرار وقف الاعتداءات، مشيراً إلى تحرك بلاده مع الجانب الأميركي لخفض التصعيد والتركيز على المسار الدبلوماسي لدعم خطة الحكومة اللبنانية. وأضاف أن مصر تدعم كل مسار دبلوماسي وسياسي يُبعد شبح العدوان عن لبنان ويُحقّق الاستقرار في المنطقة.
وفي هذا الاطار، يقوم رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي سيقوم بزيارة رسمية الى لبنان في 18 الجاري، لاجراء محادثات تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين.
سلطنة عُمان
قبل ذلك من المقرر ان يزور رئيس الجمهورية جوزاف عون سلطنة عمان منتصف الاسبوع المقبل، تلبية لدعوة تلقاها من السلطان هيثم بن طارق نقلها إليه وزير خارجيته في شباط الماضي.
المرحلة الاولى
وفي انتظار اي موقف لبناني رسمي من تشدُد قاسم ازاء تسليم السلاح ومن انتقاده تكليف مدني في الميكانيزم، معتبرا اياه سقطة وتنازلا مجانية، التقى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في الدوحة، بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك عقب الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة. وأكّد سلام حرصه على صون أفضل العلاقات بين البلدين، وعبّر عن تقديره للدعم المتواصل الذي تقدّمه قطر للبنان، ولا سيّما في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية. وأشاد بالدور الذي تؤديه الدوحة في مساندة جهود الاستقرار في لبنان وتعزيز قدرات مؤسساته الشرعية، مشيراً الى ان “الجيش اللبناني يواصل القيام بمهامه في بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية، بدءًا من جنوب الليطاني حيث شارفت المرحلة الأولى على الاكتمال”. كما شدّد سلام على “ضرورة تكثيف الحشد الدبلوماسي للضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها والانسحاب من المناطق التي ما زالت تحتلّها”، داعيًا دولة قطر إلى مواصلة دورها الحيوي في دعم هذا المسعى وتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى ترسيخ الاستقرار في الجنوب. وأكد سلام التزام حكومته بالمضيّ قدمًا في تنفيذ الإصلاحات وتعزيز سيادة الدولة على كامل أراضيها، معربًا عن تطلّعه إلى توسيع مجالات التعاون الثنائي في المرحلة المقبلة.
دعم قطري
من جهته، وخلال اللقاء، أكّد أمير قطر استمرار دولة قطر في دعم لبنان سياسيًا واقتصاديًا، مشيرًا إلى أنّ الدوحة ستعلن قريبًا عن حزمة جديدة من مشاريع الدعم المخصّصة للبنان. والتقى سلام الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دولة قطر. وأكّد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني استمرار دعم قطر للبنان، مع حزمة جديدة من مشاريع الدعم التي سيُعلن عنها قريبًا. وأعرب الرئيس سلام بدوره عن تقديره الكبير للدور الذي تؤديه قطر في دعم لبنان، وتعزيز الاستقرار فيه، ومساندة مؤسساته.
الشرع
والتقى سلام الرئيس السوري أحمد الشرع في مستهل “منتدى الدوحة”. وخلال اللقاء تم التركيز على سبل تعزيز التعاون وتطوير العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا.
جولة السفراء
في الميدان، برزت جولة وفد السفراء اعضاء مجلس الامن الدولي في الجنوب اليوم، حيث عاينوا آثار الحرب الاخيرة بين اسرائيل وحزب الله لتقييم الاوضاع والبحث في مستقبل الوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل وبين لبنان وسوريا بعد نهاية ولاية قوات اليونيفيل في الصيف المقبل.
منتدى الدوحة
وفي كلمة خلال منتدى الدوحة اكد سلام، أن “إسرائيل تشنّ حرب استنزاف وبالتالي لسنا في وضعية سلام”، مشيرا إلى أن “الجانب الإسرائيلي لم يلتزم باتفاق وقف الأعمال العدائية المبرم منذ نحو عام”.
اضاف: “البيان الوزاري أعاد التذكير بالتزام لبنان بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية”، لافتا إلى أن “الخطّة التي قدّمها الجيش اللبناني للحكومة ستفضي إلى حصر السلاح بشكل كامل بيد الدولة”.
وأضاف: “لا أعتقد أن هناك ضرورة أمنيّة لبقاء القوات الإسرائيلية في النقاط التي احتلّتها في الجنوب”.
وقال: “أريد ورئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الاصلاحات وحصر السلاح لكننا نأتي من خلفيات مختلفة إذ نملك طرقًا مختلفة قد لا نكون نسير في السرعة نفسها ولكننا موافقون في الوجهة نفسها”.
لقاءات
من جهة ثانية، التقى سلام في الدوحة وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع في لبنان، إضافة إلى مناقشة التطوّرات في سوريا والمنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما التقى سلام على هامش مشاركته في منتدى الدوحة، نائبة رئيس مؤتمر ميونخ للأمن السيدة هيلغا شميد، التي وجّهت إليه دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن الذي سيُعقد من 14 إلى 16 شباط.
كما التقى سلام وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام السيدة روزماري ديكارلو رئيس معهد السلام الدولي (IPI)، الأمير زيد رعد الحسينومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) السيد ألكسندر دي كرو.
"الشرق الأوسط":
تدخل المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية، برعاية لجنة «الميكانيزم» حتى موعد انعقاد اجتماعها المقبل في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بمرحلة اختبار النيات للتأكد من تجاوب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع الضغوط الأميركية التي مورست عليه بخفض منسوب التوتر لخلق أجواء مريحة لتفعيل المفاوضات، في مقابل استعداد لبنان للقيام بخطوات ملموسة لاستكمال تطبيق حصرية السلاح في ضوء وقوفه على مشارف الانتهاء من تطبيقه في جنوب الليطاني نهاية العام الحالي.
الاجتماع المقبل للجنة «الميكانيزم» هو الثاني، بعد أن أوكل كلٌّ من لبنان وإسرائيل رئاسة وفديهما إلى مدنيَّيْن استجابة لرغبة واشنطن التي كانت وراء التهدئة غير المسبوقة التي يشهدها الجنوب منذ ثلاثة أيام بغياب الخروق الإسرائيلية، واقتصرت على تحليق المسيّرات من دون أي استهدافات.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية أن تكليف لبنان السفير السابق لدى الولايات المتحدة الأميركية المحامي سيمون كرم ترؤس وفد لبنان لمفاوضات «الميكانيزم»، قوبل بارتياح أميركي عبّرت عنه مورغن أورتاغوس التي كانت في عداد وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي خلال زيارته الأخيرة لبيروت.
ونقلت المصادر الوزارية عنها قولها، خلال استقبال رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لوفد السفراء، أن وجود مدني على رأس الوفد اللبناني يؤدي لتطرية الأجواء، ويسهم في خلق مناخات مريحة لتفعيل اجتماعات «الميكانيزم» واستعدادها لاتخاذ قرارات عند الضرورة بخلاف اجتماعاتها السابقة.
ورغم أن أورتاغوس لم تتطرق إلى مطالبة إسرائيل الجيش اللبناني بدهم المنازل الواقعة في جنوب الليطاني بذريعة أن «حزب الله» حوّلها مخازن لسلاحه، فإنها في المقابل شددت، بحسب المصادر، على أن بدء المفاوضات بضم مدني للوفد اللبناني، لا يعني أننا سنغض النظر عما هو مطلوب من الحكومة اللبنانية باتخاذ خطوات ملموسة لتطبيق حصرية السلاح.
ولفتت المصادر إلى أن أورتاغوس تحدثت بإيجابية عن موقف الرئيس عون الذي كان وراء تطعيم الوفد اللبناني بمدني، لكنها أشارت إلى أن المطلوب يكمن في نزع سلاح «حزب الله» بصرف النظر عن استعماله أو الاحتفاظ به، ما يساعد بتفعيل اجتماعات «الميكانيزم».
طمأنة قاسم للشمال
لكن المصادر تجنّبت التعليق على ما يتردد بأن مطلع العام المقبل يمكن أن يشهد تحولاً في الموقف الأميركي مع الانتهاء من تطبيق حصرية السلاح في جنوب الليطاني، وخلوه من المنشآت العسكرية للحزب، والتأكد من تطبيق الجيش الخطة التي وضعتها قيادته وتبنتها الحكومة.
فالتحول في الموقف الأميركي، في حال حصوله، يقضي بإلزام إسرائيل القيام بخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تدعيم موقف الحكومة بإعدادها لجدول زمني لاستكمال تطبيق حصرية السلاح، بدءاً من شمال الليطاني حتى الحدود الدولية للبنان لبسط سلطته على أراضيه كافة؛ تنفيذاً للقرار «1701»، خصوصاً وأن ذلك يحرج «حزب الله» الذي ليس في وارد الأمر أن يرفع سلاحه في وجه «الميكانيزم»، فيما بادر أمينه العام الشيخ نعيم قاسم لطمأنة المستوطنين، بأنه لا خطر على المستوطنات الواقعة شمال فلسطين.
وتوقفت مصادر سياسية أمام قول قاسم في هذا الخصوص، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط»، أن خطابه الأخير يبقى تحت سقف تسجيل موقف اعتراض على تطعيم الوفد اللبناني بمدني، وتقديم الحكومة موقفاً مجانياً دون أي مقابل، ومن دون أن ينطوي على بُعد عسكري، ولم يكن مضطراً لطمأنة المستوطنات وحصره قدراته العسكرية بالدفاع عن لبنان، ولا يتسم ذلك بطابع هجومي أو قتالي. ولفتت إلى أنه لا خيار أمام الحزب سوى إعطاء فرصة للمفاوضات انسجاماً مع وقوفه خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي لإلزام إسرائيل بالانسحاب تطبيقاً للقرار «1701».
قلق الفراغ
وكشفت المصادر السياسية أن مرحلة ما بعد انتهاء خدمات قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل»، بالمفهوم السياسي للكلمة مع نهاية عام 2026، يبقى الشغل الشاغل لدى الرؤساء الثلاثة (عون ورئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نواف سلام) الذين عبروا عن قلقهم، لدى استقبالهم سفراء مجلس الأمن الدولي، من حصول فراغ بالجنوب في حال أن الفترة الزمنية الفاصلة قبل حلول موعد إنهاء خدماتها لم تؤدّ لتطبيق القرار «1701». وقالت إنهم شددوا على إيجاد البديل الأممي لملء الفراغ، وإن كانوا تمنوا عليهم بقاء «اليونيفيل» ولو بأعداد رمزية.
وأكدت أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كما نقلت عنه أوساطه، خلص في ضوء اجتماعه بالسفراء إلى قناعة بأن جميعهم دون استثناء أبدوا تفهماً للموقف اللبناني، في مقابل تمسكهم بحصرية السلاح، وأن أحداً منهم لم يدافع عن وجهة نظر إسرائيل، خصوصاً وأن أورتاغوس لم تكن طرفاً في تبادل الأحاديث، وفضّلت الاستماع إلى ما طرحه بري.
وقالت إن رئيس الحكومة نواف سلام شدّد أمام السفراء على ضرورة تأمين قوة أممية بديلة لتحل مكان «اليونيفيل»، وإن كان رأى وجوب تدخل مجلس الأمن لتمديد فترة انتدابها لمؤازرة لبنان بتطبيق القرار «1701»، على أن يحظى الطلب اللبناني بموافقة واشنطن، وأنه لا مانع من أن تقلّص عديدها وعتادها، لأن ما يهمنا الإبقاء على المرجعية الدولية كأنها شاهد على تمرّد إسرائيل على تطبيق القرار في مقابل إصرار لبنان على حصر السلاح بالدولة، ولن يتراجع عنه مهما تعددت الضغوط أكانت محلية أو خارجية.
ولاحظت المصادر أن بري طرح أمام وفد السفراء إصرار إسرائيل على تدمير المنازل بذريعة أنها تحولت مخازن لسلاح «حزب الله»، ونقلت عنه قوله إن ذرائعها باطلة، وهذا ما أكدته قيادة الجيش في كشفها على المنازل المدمّرة، ورفعها تقريراً للجنة «الميكانيزم».
وأكدت أن مواصلة إسرائيل تدميرها للمنازل أُثير في اجتماعات «الميكانيزم» من زاوية أنه لا شيء يمنعها من أن تحيل إليها ما لديها من شكاوى، لتقوم بدورها بإعلام قيادة الجيش التي تكلف، بحسب الأصول القانونية، وحداتها المنتشرة في جنوب الليطاني بالتعاون مع «اليونيفيل» بالكشف عن المنازل التي تتذرع بها إسرائيل لمواصلة غاراتها الجوية، والتأكد من أنها لا تختزن سلاحاً للحزب، وأن تدميرها يأتي في سياق تأليب بيئته عليه.
وسألت، هل تتذرّع إسرائيل بتخزين «حزب الله» لسلاحه لقطع الطريق على مطالبتها بأن تُقدم على خطوة تكون بمثابة حسن نية تجاوباً مع انتهاء المرحلة التي حددتها قيادة الجيش لبسط سلطة الدولة دون أي شريك، وبمؤازرة «اليونيفيل»، على منطقة جنوب الليطاني وخلوّها من سلاح الحزب بشهادة مزدوجة من القوات الدولية و«الميكانيزم»، ما يشكّل إحراجاً للحزب في حال أصر على ربط سلاحه بالاستراتيجية الدفاعية من دون أن يتمكن من استخدامه بعد أن طمأن قاسم المستوطنات في شمال فلسطين بأنه لا خطر عليها؟
دور إيران
كما سألت الحزب، لماذا لا يطمئن قاسم اللبنانيين ويضع السلاح بعهدة حليفه بري لتدعيم موقف لبنان في المفاوضات التي تبقى تحت سقف أمني بامتياز بإلزام إسرائيل بالانسحاب، ما يضع واشنطن أمام تعهدها بمساعدته لوقف الأعمال العدائية ومندرجاتها تطبيقاً للقرار «1701»؟
مع أن المصادر، وإن كانت أخذت علماً بعدم تدخل إيران في الشأن الداخلي بحسب بيانها الصادر عن وزارة خارجيتها، فإنها تتوقع من طهران أن تلتزم، بخلاف السابق، بخطوات عملية لإقناع الحزب بالتخلي عن سلاحه الذي هو إيراني، وانخراطه بمشروع الدولة وإنما بلباس مدني.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا