افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 09 25|09:02AM :نشر بتاريخ

 "النهار":

في "زمن التفاوض والديبلوماسية" كما وصفه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من قصر بعبدا مستبعداً الحرب، تعاظمت الرهانات اللبنانية الرسمية والسياسية على تزايد الحركة الديبلوماسية المتصلة بالوضع بين لبنان وإسرائيل، من دون ان تلغي استمرار الحذر الشديد حيال الإمكانات الواقعية والثابتة لتقدم "تفاوضي" جدي ضمن لجنة الميكانيزم يكون كافياً لمزيد من التمديد للفرصة التفاوضية. وتبعاً لما أبرزته "النهار" أمس حيال "التدخل الأميركي الحميد"، أقله ضمن ما يتردد عن مهلة حتى نهاية السنة، للإفساح أمام فرصة إنجاح الميكانيزم المطعمة بمفاوضين مدنيين في إحداث تقدم حيال القضايا الأمنية أولاً، بدا واضحاً أن تلويح السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى أمس بإزالة الأجواء السلبية التي أدت إلى إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل قبل أسابيع قليلة، صبّ في إطارين متلازمين: الأول، بدء تسليط الأضواء على إناطة الدور الأساسي في ملف العلاقات اللبنانية الأميركية وملف التفاوض أيضاً بالسفير عيسى بعد "تعددية" الموفدين بين توم برّاك ومورغان أورتاغوس. والثاني، إبراز قدرة السفير اللبناني الأصل على معالجة العقبات وتدوير الزوايا بما يتلاءم والدور الممنوح له في ظل علاقته الوثيقة المعروفة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأكدت أوساط ديبلوماسية مطلعة أن الجولة الجديدة التي بدأها أمس الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في بيروت، لا تختلف في أهدافها عن التحركات الديبلوماسية الأميركية، خصوصاً أن باريس تشجعت بتعيين السفير السفير السابق سيمون كرم رئيساً مدنياً للفريق اللبناني العسكري في لجنة الميكانيزم بغية توسيع الإطار التفاوضي للجنة، ويرجح أن تقوم فرنسا بدورها بتعيين ديبلوماسي فرنسي بالإضافة إلى الجنرال الفرنسي الذي يمثلها في الميكانيزم. ويتمحور تحرك لودريان على نقطة مركزية هي السعي إلى استبعاد تدهور عسكري واسع ينجم عن عملية إسرائيلية جديدة ضد "حزب الله" في لبنان، بما يوجب على لبنان مضاعفة الجهد لإنجاز خطة حصر السلاح وتوسيعها بسرعة نحو شمال الليطاني. كما أن لودريان يولي عبر مهمته موضوع دعم الجيش أولوية أساسية، وأفادت معلومات لـ"النهار" أن لقاءً سيعقد في باريس في 18 الحالي ويجمع لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان وقائد الجيش اللبناني للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب في مطلع السنة المقبلة.

وقد استهل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان نشاطه في لبنان بعد وصوله عصر أمس من قصر بعبدا، حيث التقى، يرافقه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، رئيس الجمهورية جوزف عون قبيل سفر عون ووفد وزاري مرافق اليوم إلى سلطنة عمان. وأفادت معلومات بعبدا الرسمية أن لودريان أثنى على خطوة رئيس الجمهورية بتعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم، وجرى خلال اللقاء البحث في التطورات الميدانية في الجنوب والمستجدات الداخلية إضافة إلى التحضيرات لإمكان انعقاد مؤتمر دعم الجيش اللبناني المفترض عقده بداية السنة المقبلة.

وسيلتقي لودريان اليوم الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، كما ستكون له لقاءات سياسية، إذ يزور معراب مساء فيما سيجمع عشاء تقيمه السفارة الفرنسية عدداً من النواب والسياسيين مع الموفد الفرنسي.

في غضون ذلك، زار السفير الأميركي ميشال عيسى وزارة الخارجية والتقى الوزير يوسف رجي بعد اجتماع رباعي، غداة موقف نُقِل عن توم برّاك من أن السفير لدى لبنان ميشال عيسى سيتولى مهمة إقامة حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل غير حوار الميكانيزم. وكشف السفير عيسى اثر زيارته لوزير الخارجية وجود "اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن". وفيما أعرب عن اعتقاده بأنّ "الزيارة ستتم"، قال إن "الأمور تصبح أوضح بالنسبة إلى زيارة قائد الجيش لواشنطن، ولكن لا شيء محدّدًا حتى الآن". ورداً على سؤال أشار إلى أن "لا علم لديه في شأن ضم سوريا ولبنان". وعن اجتماعات الميكانيزم، قال: "لم ننتظرالسلام من الاجتماع الأوّل، فعلى الأطراف أن تلتقي ومن ثم يقدمون على الطاولة ما يمتلكون".

والتقى السفير عيسي أيضاً وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في زيارة تعارف جرى خلالها عرض للتطورات والتحضيرات الجارية لإنجاز الاستحقاق الانتخابي المقبل.

ولفت ما أكده البطريرك الراعي بعد لقائه الرئيس عون في قصر بعبدا أمس من "أننا في زمن التفاوض وفجر السلام حط رحاله". وأكد أن "الجيش اللبناني يقوم بعمله في جنوب الليطاني"، موضحاً أنه "لا يتخوّف من وقوع حرب"، ومشيراً إلى أن "الأميركي يمون على الإسرائيلي ونحن في زمن التفاوض والديبلوماسية". وأكد في السياق أن "المباشرة بالمفاوضات علامة جيدة والسفير كرم شخصية ممتازة للمهمة". وقال إن "رئيس الجمهورية فوق الجميع وحتى البطريرك، ولا توجد هوة بيننا، ونحن نفرح بفجر السلام بعد زيارة البابا".

وعلى صعيد الدعم الدولي للجيش اللبناني، أفادت وكالة رويترز أنها اطّلعت على وثيقة تظهر أن الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي اللبناني لتخفيف العبء عن الجيش اللبناني حتى يتسنى له تركيز الجهود على نزع سلاح "حزب الله". وقالت الوثيقة، التي أصدرتها الذراع الديبلوماسية للاتحاد الأوروبي ووزعتها على الدول الأعضاء وعددها 27، إنها ستواصل المشاورات مع السلطات اللبنانية وإن بعثة استطلاع ستتم في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد. وذكرت الوثيقة أن جهود الاتحاد الأوروبي يمكن أن "تركز على المشورة والتدريب وبناء القدرات"، مضيفة أن التكتل لن يتولى مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي من المقرر أن ينتهي تفويضها في نهاية عام 2026 حين يتوقع أن تبدأ عملية تستمر عاما لخفض حجمها تدريجياً والانسحاب من لبنان. وبدلاً من ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي “المساهمة في النقل التدريجي لمهام الأمن الداخلي" من الجيش اللبناني إلى قوى الأمن الداخلي، ما يسمح للجيش بالتركيز على مهامه الدفاعية الأساسية، بحسب الوثيقة. ومن المتوقع أن يضع الأمين العام للأمم المتحدة خطة انتقالية في حزيران 2026، والتي ستعالج المخاطر الناجمة عن رحيل اليونيفيل.

على الصعيد السياسي الداخلي وغداة توجيه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رسالة مفتوحة إلى رئيس المجلس نبيه بري، قال معاون الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل من مجلس النواب إن "إجراء الانتخابات في موعدها مسألة ثابتة". وردًّا على جعجع، قال خليل: "نذكّر جعجع، الذي يتحدث وكأنه مرشد للجمهورية، بأن موقع رئاسة مجلس النواب وصلاحية الدعوة إلى الجلسات دستورية وقانونية، ولا تقبل المصادرة أو الوصاية من أحد، ولن نسمح لأي جهة بمحاولة التأثير عليها". وقال إن "ما يجري ليس تصويبًا تقنيًا بحتًا، بل محاولة لاستغلال لحظة سياسية". أضاف: "من يريد تعطيل الانتخابات هو من يحاول ربطها بشروط جديدة. ونذكر الدكتور جعجع أن كتلة القوات من عطلت النقاش في إقتراح لتعديل قانون الانتخابات. نذكر جعجع بأن صلاحية رئيس المجلس لا تقبل المصادرة".

 

 

 

 

 

 "الأخبار":

ما أقدم عليه لبنان برفع مستوى تمثيله من العسكري إلى المدني - الدبلوماسي في لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي، لم ينجح في تبديد مناخ الحرب أو تغيير السلوك الإسرائيلي تجاه لبنان. فكل المعلومات الواردة من كيان الاحتلال، سواء عبر موفدين دوليين أو وسطاء، تؤكد أن إسرائيل ليست معنيّة بالقيام بأي خطوة تلتزم بموجبها بالاتفاق، بما يشمل وقف الاعتداءات والانسحاب وإطلاق سراح الأسرى.

مع ذلك، تفيد المؤشرات بأن تل أبيب استجابت لطلب أميركي مُلِحّ بالانتقال من لغة التهديدات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي في لبنان، ضمن فسحة زمنية مؤقّتة، خصوصاً أن الضربات العسكرية المتواصلة لم تُحقّق أي نتائج، فيما يُمكن الاستفادة من مسارات موازية عبر الضغط على أكثر من صعيد، بما في ذلك جهات سياسية داخلية تُبرِّئ إسرائيل من العدوان وتُحمِّل حزب الله المسؤولية، فضلاً عن نشاط اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة الذي يضغط في الولايات المتحدة ويسرّب أخباراً هستيرية عن ضربة كبيرة ستقوم بها إسرائيل في حال رفض الحزب الاستسلام.

وفيما لم يُقدِم العدو على أي خطوة مقابل تسمية السفير السابق سيمون كرم، فإن الولايات المتحدة نفسها تبدو ماضية في ممارسة ضغوط إضافية. فقد علمت «الأخبار» أن «لا موافقة أميركية حتى الآن على زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل لواشنطن، ولا هي في وارد استقبال رئيس الجمهورية جوزيف عون قبل تحقيق جملة من الشروط»، خصوصاً بعد التأويلات التي ترافقت مع تصريحات السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى عن «وجود اتصالات حول زيارة قائد الجيش لواشنطن»، مُعرِباً عن اعتقاده بأنّ «الزيارة ستتم».

ففي حين تواصل إسرائيل التحريض على الجيش اللبناني من خلال الإشارة إلى وجود عناصر ووحدات لحزب الله داخله، يتصاعد الضغط الأميركي على المؤسسة العسكرية. وفي هذا الإطار، يُتوقّع أن يناقش الكونغرس الأميركي هذا الأسبوع مشروعاً لتعديل شروط المساعدات العسكريّة للبنان. وينص التعديل على أن الدعم الأميركي «يُستخدم فقط لتعزيز قدرة القوات المسلّحة اللبنانية على مواجهة التهديد الذي يمثّله حزب الله وأي منظمة إرهابية أخرى تهدّد أمن لبنان وجيرانه». كما يتضمّن التعديل تمديد العمل بالبند المُتعلِّق بالدعم الأمني للبنان حتى 31 كانون الأول 2026 بدلاً من الموعد السابق المُحدّد في نهاية 2025

وتحت عنوان «تعزيز الشراكة الأمنية مع الأردن ولبنان»، يكلّف التعديل وزير الدفاع الأميركي باستخدام صلاحياته القائمة «لتقديم مساعدات تشمل التدريب والمعدّات والدعم اللوجستي والإمدادات والخدمات لكل من حكومتَي الأردن ولبنان، لدعم وتعزيز جهود القوات المسلّحة الأردنية، وزيادة قدرات القوات المسلّحة اللبنانية بهدف نزع سلاح الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران، أي حزب الله». ويُلزِم المشروع وزير الدفاع، بالتنسيق مع القيادة المركزية الأميركية ووزارة الخارجية، بتقديم تقرير إلى لجان الدفاع في الكونغرس في موعد أقصاه 30 حزيران 2026، يوضح فيه خطة الوزارة لتقديم هذه المساعدة، ويتضمّن التقرير إطاراً أو معايير لقياس تقدّم القوات المسلحة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، مع عرض خيارات لتعليق المساعدة إذا تبيّن أن هذه القوات غير مستعدّة للتحرّك في هذا الاتجاه.

في غضون ذلك، كُشف عن لقاء سيُعقد في باريس يجمع قائد الجيش مع كل من الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والموفد السعودي يزيد بن فرحان، والموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لبحث إمكانية عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني مطلع العام المقبل.

ووصل لودريان إلى بيروت أمس، وبدأ جولته بلقاء رئيس الجمهورية في بعبدا. وأوضحت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن لودريان أعاد طرح الوساطة الفرنسية لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وهو الطرح الذي قدّمته المستشارة الفرنسية لشؤون شمالي أفريقيا والشرق الأوسط، آن كلير لوجاندر، خلال زيارتها لبيروت الشهر الماضي. كما تناول لودريان الوضع في الجنوب والمفاوضات بين لبنان وإسرائيل، ودور فرنسا في لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، مؤكّداً ضرورة أن يتوافق عمل الجيش مع المهمة الموكلة إليه لضمان استمرار الدعم الخارجي.

في المقابل، ردّ الرئيس عون برفض الاتهامات بالتقصير الموجّهة إلى الجيش جنوب نهر الليطاني، مؤكّداً أن وحدات الجيش أنجزت مَهامّها بالكامل منذ انتشارها قبل سنة، وقدّمت المؤسسة العسكرية 12 شهيداً، «بشهادة قيادة اليونيفل وزيارات سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن». وأكّد جهوزية الجيش التامة للتعاون مع اللجنة، وأنّ الادّعاءات المعاكسة مرفوضة جملةً وتفصيلاً. وأشار إلى استمرار الجيش الإسرائيلي في تدمير المنازل والممتلكات، ومنع الجيش واليونيفل والـ«ميكانيزم» من التحقّق من خلوّها من أي وجود مسلّح، مؤكّداً ضرورة تأمين التجهيزات الضرورية للجيش ليتمكّن من أداء مهامّه على كامل الأراضي اللبنانية، وليس فقط جنوب الليطاني.

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

يبدو المشهد اللبناني وكأنّه قد مُنح استراحة ممّا شهده في الآونة الأخيرة من المَوجات المكثفة من التسريبات الإعلامية والسياسية من مصادر داخلية وخارجية، التي عبثت بأعصاب البلد ووضعته أمام احتمالات ثقيلة وسيناريوهات تصعيدية خطيرة. وانتقل إلى حافة الترقّب لما قد تشهده الأيام القليلة المقبلة من مجريات وتطوّرات، من شأنها أن تحدّد مساره؛ إمّا في اتجاه العودة إلى واقع مضطرب والتخبّط في التقلّبات الحادة سياسياً وأمنياً وما قد يصاحبها من تجاذبات وانقسامات داخلية، وإمّا في الإتجاه المعاكس للمناخ التصعيدي، حيث يبرز التعويل الرسمي اللبناني على أن يؤسّس الإجتماع الثاني للجنة «الميكيانيزم» بعد تطعيمها بمدنيِّين المقرَّر في 19 من الشهر الجاري، لمرحلة جديدة تُشكِّل بداية كسر فعلي للمناخ الحربي وفاتحة لمسار معاكس لاحتمالات التصعيد.

تراجع الاعتداءات... ولكن؟

على المستوى الميداني، يبدو جلياً التراجع الملحوظ في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضدّ المناطق اللبنانية عمّا كانت عليه في الأيام الأخيرة، إلّا أنّ القراءات تتفق على أنّه أمر لا يبدو ثابتاً، إذ ليس ما يضمَن عدم تجدُّدها بوتيرة عنيفة، طالما لا يوجد رادع جدّي للإعتداءات الإسرائيلية حتى الآن. وإذا كان ثمة من ردّ هذا التراجع إلى عامل الطقس والمناخ الشتوي الذي يصعّب مهام «المسيّرات القناصة»، إلّا أنّ مصدراً سياسياً مسؤولاً أكّد لـ«الجمهورية»، وجود ما سمّاها همسات ديبلوماسية تجزم برفض أميركي لتصاعد الأمور نحو تدهور يُخشى أن يتدحرج بسرعة ككرة نار، مقرون بضغط في هذا الاتجاه، لتحقيق أمرَين:

الأول، إضفاء فعالية ملحوظة لمهمّة لجنة «الميكانيزم» بصورتها الجديدة التي رسمتها واشنطن بإشراك مدنيِّين فيها.

الثاني، توفير معبر آمن للجنة في مهمّتها الجديدة بعيداً من التوتير المعرقل لها، ذلك أنّ أي توتير قد يحصل على شاكلة الإعتداءات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت عدداً من القرى والبلدات اللبنانية غداة الإجتماع الأول للجنة بتشكيلتها الجديدة، لا يخدم تلك المهمّة، بوصفها فرصة لما يصفه الأميركيّون بـ»حوار مدني مستدام إلى جانب الحوار العسكري، تهدف إلى تحقيق الأمن والإستقرار والسلام لجميع المجتمعات المتضرّرة من النزاع»، بل يُصعّبها، ويصبّ في الوقت عينه في مصلحة المشكّكين باللجنة، ويزيد من تصلّب «حزب الله».

فرصة لبلورة حلول

وفي سياق التهدئة والنصح باعتماد مسار الحلول السياسية، والتعبير عن دعم فرنسا الكلي لقرار الحكومة بحصرية السلاح وتحقيق الهدف الأساس فيها المتمثل بسحب سلاح «حزب الله»، باعتبار ذلك يُشكِّل إطفاء لفتيل أي تصعيد وعمليات حربية، تندرج زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، التي استهلّها بلقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي يغادر في زيارة رسمية إلى سلطنة عُمان، على أن يتابع الموفد الفرنسي لقاءاته اليوم، فيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة قبل الظهر.

وخلال اللقاء مع لودريان، أبلغه الرئيس عون أنّ «لبنان يُرحِّب بأي دور فرنسي في إطار لجنة «الميكانيزم»، يساهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في إطار هذه اللجنة، وتهدف إلى وقف الأعمال العدائية، والإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية التي تحتلّها، وإطلاق الأسرى اللبنانيِّين، وتُصحِّح النقاط العالقة على الخط الأزرق».

وأشار إلى أنّ «الإجتماع المقبل للجنة، يُفترَض أن يباشر البحث في النقاط المطروحة، وفق الأولويات المحدّدة»، مضيفاً: «موقفنا من تحريك اجتماعات «الميكانيزم»، يعكس رغبتنا في التفاوض لإيجاد حلول ديبلوماسية، لأنّنا لا نريد مطلقاً اعتماد لغة الحرب، ولعلّ ردود الفعل الإيجابية التي تلت موقف لبنان من الدول الشقيقة والصديقة، تعني التأييد لهذه الخطوة، وتُخفِّف حتماً الضغط الذي كان سائداً مع استمرار الإعتداءات ضدّ لبنان».

الجيش يقوم بدوره كاملاً

وجدّد الرئيس عون أمام لودريان، رفضه للإتهامات التي تدّعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملاً في جنوب الليطاني، مؤكّداً أنّ «هذه الإدّعاءات لا أساس لها من الصحة، وقول مرفوض جملة وتفصيلاً، لأنّ الجيش منذ انتشاره قبل سنة من الآن، نفّذ مهمّته كاملة في كل المناطق التي حلّ فيها وسقط له 12 شهيداً».

ولفت إلى أنّ «القوات الإسرائيلية تواصل تدمير المنازل والممتلكات، ولا تفتح في المجال أمام الجيش و«اليونيفيل» ولجنة «الميكانيزم» للتأكّد من خلوّها من العناصر المسلّحة»، مؤكّداً على «التنسيق الكامل القائم بين الجيش و«اليونيفيل»، لافتاً إلى ضرورة توفير العتاد والتجهيزات الضرورية ليتمكن الجيش من تنفيذ المهام الموكلة إليه، التي لا تقتصر فقط على جنوب الليطاني، بل تشمل كل الأراضي اللبنانية».

وأعرب عن «أمله في التوصّل إلى تحديد موعد للمؤتمر المقترح لدعم الجيش والقوات المسلحة من الدول المانحة، وذلك خلال الاجتماع المرتقب في باريس في 18 كانون الأول الجاري بين ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية».

وفي مجال آخر، أكّد الرئيس عون أنّه «ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، مصمِّمون على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، وأنّ وزارة الداخلية والبلديات تُنجِز التحضيرات اللازمة لذلك، ومسألة تعديل القانون المعمول به حالياً أو عدم تعديله تعود لمجلس النواب وليس للسلطة التنفيذية».

إيجابيات في الأفق

والواضح دولياً، أنّ الإجتماع الثاني للجنة «الميكانيزم» بصورتها الجديدة، يُقارَب دولياً على أنّه يُشكّل تأسيساً لبلورة حلول، وهو ما أكّد عليه مصدر ديبلوماسي غربي لـ«الجمهورية»، بضرورة تعزيز الفرصة المتاحة عبر «الميكانيزم» لفتح مسار ترسيخ الأمن والاستقرار بين لبنان وإسرائيل، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة الأميركية جادة في الدفع بهذا المسار لتحقيق هذه الغاية بما يحقق مصلحة جميع الأطراف».

وأشار الديبلوماسي عينه، إلى أنّه «متفائل بمرحلة إيجابيات تلوح في الأفق»، مضيفاً: «المرحلة ليست مظلمة بالقدر الذي يُروَّج له، صحيح أنّ الوضع دقيق إنّما هناك أمل في انتقال الأمور إلى الأفضل، فيما لو استُغِلّت الفرصة المؤاتية والمتاحة عبر لجنة «الميكانيزم»، لتبديد هواجس الجميع، وذلك لا يمكن أن يتحقق سوى بحوار جدّي وموثوق بين مختلف الأطراف».

ويبرز في هذا السياق، ما ألمح إليه السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى بعد زيارته وزارة الخارجية أمس، بقوله: «لم ننتظرالسلام من الإجتماع الأول، فعلى الأطراف أن تلتقي ومن ثم يُقدّمون على الطاولة ما يمتلكون»، كاشفاً «أنّ اتصالات تجري لإتمام زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، جازماً بأنّ هذه الزيارة ستتمّ».

انقشاع الغيمة

وفيما تبدو غيمة تعيين السفير السابق سيمون كرم كرئيس مدني لوفد لبنان في لجنة «الميكانيزم» قد انقشعت، وسُجِّل تراجع ملحوظ لحدّة التجاذبات والالتباسات التي رافقته، أكّد مصدر رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «هذا الأمر أصبح خلفنا، وليس المهم هو الشخص، بل الهدف المرجو بتحقيق الموقف الرسمي والثوابت التي تؤكّد عليها المرجعيات السياسية والرسمية لجهة الإلتزام الكلّي باتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ووقف الإعتداءات الإسرائيلية، وتحقيق انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، ولاسيما من النقاط الخمس أو الست أو السبع، والإفراج عن الأسرى اللبنانيِّين، وإتاحة المجال أمام اللبنانيِّين في القرى والبلدات الحدودية للعودة إليها وإعادة إعمار بيوتهم».

وإذ شدّد المصدر الرفيع على رفض لبنان القاطع القبول بشكل من الأشكال بأي قواعد أو إجراءات يُريد الإسرائيلي فرضها في المنطقة الجنوبية، لفت إلى مسؤولية الحكومة اللبنانية بأن تبادر إلى لعب الدور الوطني المطلوب منها بعيداً من أي ذرائع أو اعتبارات.

ورداً على سؤال عن موقف «حزب الله»، أوضح: «على رغم من الكلام العالي النبرة الصادر عن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ضدّ إشراك مدني في لجنة «الميكانيزم»، إلّا أنّ الحزب لم يقم بأيّ إجراء أو خطوة ممانعة لذلك، إذ بدا وكأنّه قد سلّم بالأمر الواقع، مع ترك الكرة في ملعب الحكومة لكي لا تقع في الخطأ القاتل».

دعم أوروبي

وفي سياق متصل، كان لافتاً في الساعات الماضية ما كُشف أمس عن وثيقة للاتحاد الأوروبي، تُفيد بأنّ الاتحاد يدرس عدّة خيارات لتعزيز قدرات قوى الأمن الداخلي في لبنان، بهدف تخفيف العبء عن الجيش اللبناني، حتى يتسنّى له تركيز الجهود على نزع سلاح «حزب الله». ووفق الوثيقة، فإنّ «المشاورات ستتواصل مع السلطات اللبنانية، وإنّ بعثة استطلاع ستتمّ في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد».

تضيف الوثيقة «أنّ جهود الاتحاد الأوروبي يمكن أن تُركِّز على المَشوَرة والتدريب وبناء القدرات»، مشيرةً إلى أنّ التكتل لن يتولّى مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي من المقرّر أن ينتهي تفويضها في نهاية عام 2026 حيث يُتوقع أن تبدأ عملية تستمر عاماً لخفض حجمها تدريجياً والإنسحاب من لبنان، إذ «يمكن للإتحاد الأوروبي المساهمة في النقل التدريجي لمهام الجيش اللبناني إلى قوى الأمن الداخلي، ممّا يسمح للجيش بالتركيز على مهامه الدفاعية الأساسية».

البطريرك في بعبدا

إلى ذلك، زار البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أمس، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في القصر الجمهوري في بعبدا، ودعاه إلى المشاركة في قداس عيد الميلاد. وهنّأه بزيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان ونتائجها، وعلى تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة «الميكانيزم». وطمأن أنّ كل كلام عن هوّة بين بكركي ورئاسة الجمهورية، غير صحيح.

ورداً على سؤال، استبعد الراعي «أن نشهد حرباً جديدة»، مضيفاً: «من الجيّد أن تحصل المفاوضات، لأنّها على الأقل تبقى أفضل من الحرب، وهذا نقرأه على أنّه من نتائج قداسة البابا، فنحن في زمن سلام وعلينا أن نعيشه، وهو ما يُشكِّل فرحة للبنانيِّين، فعهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، وبدأ عهد الجلوس والتفاوض معاً وهو أمر مدعوم دولياً».

وعن موقف «حزب الله» الذي لا يزال رافضاً للتفاوض وتسليم السلاح، أمَلَ الراعي: «أن يستوعب الجميع موقف رئيس الجمهورية والمفاوضات، والأخذ في الإعتبار أنّ المفاوضات لا تعني أنّنا ذاهبون إلى اتفاق مع إسرائيل، بل هي أولية، ولن يبقى أحد جانباً، ولا أحد يمكنه أن يضع جانباً أياً كان. هم يقولون إنّهم لا يرغبون في تسليم كل شيء إلى إسرائيل، وهذا أصلاً أمر غير وارد، والمفاوضات أولية ولهم دورهم والرئيس يستمع إليهم، وأعتقد أنّ لا خَوف من هذا الأمر، فهم ليسوا على الهامش، ومن حقهم التعبير عن رأيهم، وحق رؤساء الجمهورية ومجلسَي النواب والوزراء التأكّد من هذا الأمر ووضعهم في الأجواء. أعتقد أنّ جو السلام هو المفضّل وهم سيرتاحون إلى هذا الجو».

خليل يردّ

إلى ذلك، أكّد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، أنّ إجراء الانتخابات النيابية في موعدها «مسألة ثابتة»، مشيراً إلى أنّ «مَن يُريد تعطيل الانتخابات هو مَن يحاول ربطها بشروط جديدة». وأضاف أنّ ما يجري حالياً «ليس تصويباً تقنياً بحتاً، بل محاولة لاستغلال لحظة سياسية».

وفي سياق الردّ على مواقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أكّد خليل: «نذكّر جعجع بأنّ كتلة القوات هي التي عطّلت اقتراحاً لتعديل قانون الانتخابات. ونذكّر جعجع بأنّ صلاحية رئيس المجلس لا تقبل المسايرة. مَن يُريد الانتخابات حقاً، فليتوقف عن استخدامها كسلاح».

 

 

 

 

 

"الديار":

عشية زيارة الرئيس جوزاف عون الى سلطنة عمان اليوم، في اطار سعيه للاستفادة من دورها كوسيط موثوق في المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران، حيث يسعى الى استكشاف امكانية اعتمادها كقناة خلفية لايجاد ثغرة يمكن النفاذ منها لاستعادة الاستقرار الى البلاد عبر استخدام قوتها الناعمة مع الاطراف المؤثرة على الساحة اللبنانية، تتزاحم الافكار الدبلوماسية التي تحاول الاستفادة من تراجع التهويل بالتصعيد العسكري، بعد خطوة «شراء الوقت» الجديدة بتعيين ممثلين مدنيين في لجنة «الميكانيزم» والتي قد لا تدوم طويلا اذا ما قررت «اسرائيل» اطلاق موجة جديدة من الضغوط للحصول على تنازلات لبنانية اقتربت من الوصول الى «القاع». وفي هذا السياق، عادت الى التداول في «الكواليس» مجددا فكرة «تجميد» سلاح حزب الله بدل نزعه، وهي فكرة مصرية ولدت من «رحم» التسوية المفترضة في غزة، ويفترض ان يعاد تفعيلها بايفاد مبعوث جديد قريبا الى بيروت لم تحدد هويته بعد، فيما بدات هذه الفكرة تجد من يتلقفها في واشنطن ويبدي اهتماما بمناقشتها، فيما ما تسعى «لوبيات» اسرائيلية، واخرى لبنانية معادية للمقاومة على زرع الالغام في طريقها في محاولة لاجهاضها قبل ان تولد.

هل تنضج افكار براك؟

هذه المعطيات، تشكل خلاصة دبلوماسي غربي، لفت امام زواره الى ان المبعوث الاميركي توم براك لا يطلق تصريحاته جزافا، وبعيدا عن نظرياته حول القبائل التي تعيش في المنطقة، وتمنياته بضم لبنان الى سوريا، الا ان كلامه حول ملف سلاح حزب الله لا يبدو مجرد ثرثرة في غير مكانها، فتكرار القول بان نزع سلاح حزب الله امر غير واقعي، والافضل تحييده، اي ضمان عدم استعماله، نظرية بدأت تجد من يسوق لها في محيط الرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الابيض، وان كانت الفكرة لم تنضج بعد. لكن براك يعد احد المقربين من الرئيس الاميركي، وهو احد المنظرين للفكرة كحل واقعي طويل الامد للتخلص من سلاح حزب الله، وهو خاض «كباشا» ساخنا مع اعضاء في الكونغرس من المناصرين «لاسرائيل، وفي مقدمهم السيناتور لندسي غراهام الذي يخوض معركة مفتوحة، مع اعضاء آخرين من الحزب الجمهوري، لمنع تحول تلك الافكار الى قناعة لدى الرئيس دونالد ترامب.

محطة مهمة واستثنائية

وتعتقد اوساط سياسية بارزة، ان القمة الاميركية- الاسرائيلية نهاية الشهر الجاري، محطة مهمة واستثنائية لمعرفة مدى نضج التسويات المتعلقة بالساحة اللبنانية، وبينما تحتل المرحلة الثانية من خطة غزة الاولوية، وكذلك الملف السوري، في محادثات الرئيس ترامب مع نتانياهو في البيت الابيض، الا ان الحراك السياسي والدبلوماسي ـ والتصعيد الاسرائيلي على الجبهة اللبنانية، اعاد الملف اللبناني الى واجهة الاهتمام، في ظل قلق جدي في واشنطن من محاولات نتانياهو لتفجير الاوضاع، واشعال المنطقة، كمقدمة لنسف التفاهمات حول غزة والتي قبلها على «مضض» ويحاول التملص منها.

موقف ترامب

وتبدو الفرصة مواتية لمحاولة التاثير على الرئيس الاميركي مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية، فالانقسام العمودي داخل معسكر الجمهوريين تجاه الدعم المفتوح «لاسرائيل» وازدياد الانتقادات ضدها من قبل مجموعة»اميركا اولا»، واتهامها بانها تورط الولايات المتحدة في حروب وصراعات هي بغنى عنها، تجعل من ترامب شديد الحساسية من اشتعال حرب جديدة في المنطقة، كونه يسعى الى توسيع تمثيل مجموعة «اميركا اولا» داخل الكونغرس، ولا يريد ان يدخل معها بصدام يقلل حظوظها لاسباب خارجية حتى لو كانت «اسرائيل».

مباحثات اميركية – اسرائيلية حول لبنان

وفي هذا السياق، يزور السفير الاميركي في الامم المتحدة مارك والتز «اسرائيل» وجال بالامس على الحدود اللبنانية، يرافقه السفير الاسرائيلي في المنظمة الدولية داني دانون الذي اكد ان نظيره الاميركي جاء للبحث بشكل رئيسي بالملف اللبناني، ووفق الاعلام الاسرائيلي، ابلغ والتز الاسرائيليين ان واشنطن ترغب في عدم التصعيد على اي جبهة في المنطقة.

توقيت الحراك الدبلوماسي؟

ولان الرئيس ترامب مقتنع انه حان الوقت للاستفادة من نتائج الحروب سياسيا في المنطقة بعدما انخرطت فيها واشنطن على نحو مباشر، ولا داع لاستئناف القتال على اي جبهة لانتفاء الغرض منها في ظل قناعة ان اعداء «اسرائيل» في حالة من الضعف، تتحرك الدبلوماسية المصرية بالتنسيق مع السعودية وقطر، وكذلك باريس، بهدف تجنيب لبنان حربا اسرائيلية جديدة. وفي هذا السياق، تتلاقى الافكار المصرية التي تتحدث عن فكرة «تجميد» السلاح مع القناعة القطرية بصوابية هذا الحل الذي تحاول ان تعممه في قطاع غزة مع حركة حماس، فيما لا يزال الموقف السعودي متحفظا، وليس معارضا بالمطلق،بينما لا تزال فرنسا غير حاسمة في موقفها، فهي تعتقد ان الفرصة المتاحة اليوم قد لا تتكرر للتخلص من سلاح حزب الله، لكنها لن تقف في وجه اي تفاهم يمكن ان يفضي الى اخراج السلاح من الخدمة لمدة طويلة، اذا كان نزعه مستحيلا راهنا!.

تواصل مصري – ايراني… ودور تركي

واذا كانت المعلومات تشير الى وجود تواصل مصري- ايراني، بعد تحسن العلاقات الذي أثمر دخول القاهرة وسيطا بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فان ثمة مستجدا دبلوماسيا يجب انتظار تبلور نتائجه، وقد يكون له انعكاسات على الساحة اللبنانية، وهو يرتبط بالاتصالات الايرانية التركية، عقد بالامس اجتماع بين وزير الخارجية الايراني عباس عراقتشي ونظيره التركي حقان فيدان، لما لانقرة من دور فاعل واستراتيجي في سوريا، وكذلك في اتفاق غزة الذي عزز العلاقة بين الرئيس رجب طيب اردوغان، والرئيس دونالد ترامب.

ما هو موقف حزب الله؟

وفيما تبقى قيادة حزب الله بعيدة عن اي نقاش جدي يرتبط بمستقبل السلاح، مع تمسكها بحصر اي نقاش حوله بخطة الامن الوطني بعيدا عن الضغوط الخارجية بعد التزام «اسرائيل» بمندرجات وقف الاعمال العدائية، الا ان مصادر رسمية لبنانية، سبق وابلغت الجانب المصري ان معرفتها الدقيقة بما اسمته «براغماتية» الحزب، تجعل من فكرة «تجميد» السلاح قابلة للنقاش الايجابي، خصوصا اذا ارتبطت بضمانات جدية بالزام «اسرائيل» بوقف اعتداءاتها على لبنان. وقد جاء قبول حركة حماس رسميا بالامس بانفتاحها على فكرة الهدنة الطويلة مع «اسرائيل» و»تحييد» السلاح، ليثبت ان الفكرة قابلة للتطبيق لدى فصائل المقاومة في المنطقة والتي تقرأ جيدا موازين القوى. لكن يبقى ان تلقى الفكرة قبولا اميركيا واسرائيليا» ليبنى على الشيء مقتضاه».

قلق لدى خصوم المقاومة

ولعل ارتفاع نسق هذه المداولات، يفسر «استياء» خصوم حزب الله في لبنان، ومحاولاتهم لرفع منسوب الضغط على رئيس الجمهورية والحكومة، وحضهم على الاستعجال باتخاذ خطوات «متهورة» تجاه حزب الله، والهواجس بدأت تتحول الى قلق خوفا من خسارة مفاعيل الزخم الخارجي والضربات الاسرائيلية، والاضطرار مجددا الى التعايش القسري مع حزب الله القوي داخليا، بعد ان ظنوا ان الفرصة تبدو مؤاتية لسحقه، عسكريا، وسياسيا، واجتماعيا، ويمكن وضع كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع يوم الاحد في هذا السياق.

السباق مع الوقت

وفي هذا الاطار، جاءت الخطوة اللبنانية بتعيين السفير سيمون كرم في توقيت شديد الاهمية، فقد كانت خطوة»حسن نية» دون مقابل او ضمانات، الا انها منحت الدبلوماسية زخما كانت تحتاجه لمحاولة إخراج الاوضاع من المراوحة القاتلة التي تستنزف لبنان، ويبدو ان الجميع في سباق مع الوقت، لمحاولة اقتناص الفرصة المؤاتية اذا كانت موجودة، قبيل القمة الاميركية- الاسرائيلية، وقد حضر الفرنسيون مجددا الى بيروت عبر جان ايف لودريان دون اي «خارطة طريق» متكاملة، لكن مجرد افكار للتداول حول دور فرنسا المستقبلي في الجنوب بعد انسحاب «قوات اليونيفيل»، والمؤتمر المرتقب مطلع العام المقبل لدعم الجيش في الرياض، والذي يسبقه اجتماع في 18 الجاري في باريس، تحضره المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس، والموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي تلقى «رسالة» اميركية ايجابية عبر اعلان السفير الاميركي في بيروت ميشال عيسى ان الامور باتت اكثر وضوحا وثمة محاولات لاعادة جدولة زيارته الى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد محدد.

عيسى يكشف النوايا الاسرائيلية

وبعد ساعات على كلام توم براك بان السفير الاميركي ميشال عيسى سيتولى مهمة اقامة حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل، غير حوار «الميكانيزم»، اعلن عيسى من وزارة الخارجية ان لا رابط بين التفاوض ووقف الاعتداءات الاسرائيلية، معتبرا ان ما حصل الاسبوع الماضي في «الميكانيزم» بعد اشراك مدنيين جزء من مفاوضات لكسر الجليد بين الطرفين، وقال ان «اسرائيل» لا تربط بين مسالة التفاوض واستمرار هجماتها. وكشف عن وجود «اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن». وفيما أعرب عن اعتقاده بأنّ «الزيارة ستتم»، قال ان «الأمور تصبح أوضح بالنسبة الى زيارة قائد الجيش لواشنطن ولكن لا شيء محدّدًا حتى الآن». وردا على سؤال أشار إلى أن «لا علم لديه في شأن ضم سوريا ولبنان». ..

عون يرفض الاتهامات للجيش

وفيما ينظم الجيش الاسبوع المقبل، جولة لوفد دبلوماسي على منطقة جنوب الليطاني، ابلغ رئيس الجمهورية جوزاف عون الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ان لبنان يرحب باي دور فرنسي في اطار لجنة الميكانيزم يساهم في تحقيق الاهداف الاساسية للمفاوضات التي تجري في اطار هذه اللجنة. واكد عون رفضه للاتهامات التي تدعي قيام الجيش بدوره كاملا في الجنوب الليطاني، وقال»لبنان يؤيد اي تدقيق تقوم به لجنة الميكانيزم في الاجراءات المطبقة جنوب الليطاني وفق القرار 1701. وشدد لودريان على ضرورة التحقق عبر جهة معينة من ان عمل الجيش في الجنوب يتم بالشكل الصحيح. واشار لودريان الى ان آلية التحقق تساعد في اقناع الاميركيين بمساعدة لبنان وعقد مؤتمر دعم الجيش.

رجي يحرض على حزب الله

واللافت وفق المعلومات، ان وزير الخارجية اسهب امام لودريان بالتحريض على حزب الله من خلال اصراره على التاكيد بان تمسك الحزب بسلاحه لا يساعد، لكنه اشار الى ان الجيش يقوم بما عليه ولكن قدراته لا تزال محدودة ما يحتم زيادة المساعدات له. وقال ان المفاوضات في الميكانيزم محصورة بوقف النار. وكان لافتا اهتمام لودريان بالحدود اللبنانية-السورية مع استعداد فرنسا للمساعدة وشدد على ان اي تأجيل للانتخابات قد يعطي صورة سلبية مناقضة للأجواء التي أرستها زيارة البابا. واليوم يلتقي لودريان الرئيس بري ورئيس الحكومة نواف سلام.

خطة اوروبية لتعويض «اليونيفيل»

وفي وقت، نقلت مصادر دبلوماسية غربية اجواء ايجابية حول دور الجيش في جنوب الليطاني، أظهرت وثيقة اطلعت عليها وكالة «رويترز»، أن الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي اللبناني لتخفيف العبء عن الجيش اللبناني حتى يتسنى له تركيز الجهود على نزع سلاح حزب الله. وقالت الوثيقة، التي أصدرتها الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ووزعتها على الدول الأعضاء وعددها 27، إنها ستواصل المشاورات مع السلطات اللبنانية وإن بعثة استطلاع ستتم في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد. وذكرت الوثيقة أن جهود الاتحاد الأوروبي يمكن أن «تركز على المشورة والتدريب وبناء القدرات»، مضيفة أن التكتل لن يتولى مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي من المقرر أن ينتهي تفويضها في نهاية عام 2026 حين يتوقع أن تبدأ عملية تستمر عاما لخفض حجمها تدريجيا والانسحاب من لبنان. وبدلاً من ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي «المساهمة في النقل التدريجي لمهام الأمن الداخلي» من الجيش اللبناني إلى قوى الأمن الداخلي، مما يسمح للجيش بالتركيز على مهامه الدفاعية الأساسية، بحسب الوثيقة. ومن المتوقع أن يضع الأمين العام للأمم المتحدة خطة انتقالية في حزيران 2026، والتي ستعالج المخاطر الناجمة عن رحيل اليونيفيل.

لا مصادرة لصلاحيات بري

وغداة توجيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رسالة مفتوحة لرئيس المجلس نبيه بري طالبا اياه بفتح المجلس امام مناقشة قانون الانتخابات، رد معاون الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل من مجلس النواب عبر التاكيد ان إجراء الانتخابات في موعدها مسألة ثابتة. وتوجه الى اليه بالقول»نذكّر جعجع، الذي يتحدث وكأنه مرشد للجمهورية، بأن موقع رئاسة مجلس النواب وصلاحية الدعوة إلى الجلسات دستورية وقانونية، ولا تقبل المصادرة أو الوصاية من أحد، ولن نسمح لأي جهة بمحاولة التأثير عليها». وأكد خليل أن «ما يجري ليس تصويبًا تقنيًا بحتًا، بل محاولة لاستغلال لحظة سياسية». اضاف «من يريد تعطيل الانتخابات هو من يحاول ربطها بشروط جديدة». وتابع «نذكر الدكتور جعجع أن كتلة القوات من عطلت النقاش في إقتراح لتعديل قانون الانتخابات. نذكر جعجع بأن صلاحية رئيس المجلس لا تقبل المصادرة.

 

 

 

 

 

 "نداء الوطن":

دخل لبنان الشهر الأخير من المهلة المتاحة لحصر السلاح غير الشرعي، التي التزم بها حتى نهاية العام الجاري. ورغم أن تعيين السفير سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني إلى "الميكانيزم" ساهم موقتًا في تبريد مناخات الحرب، فإن هذه الخطوة التي نالت حظوة لدى المجتمع الدولي، وأصابت "حزب الله" بـ "مغصٍ سياسي شديد" متعدد الأسباب، أبرزها موافقة "الأخ الأكبر" على اختيار كرم، ثم فرحة اللبنانيين بالذكرى الأولى لسقوط بشار الأسد، التي تبقى ناقصة، ما لم تترافق مع إجراءات فعلية لترسيخ السيادة على كامل الأراضي اللبنانية.

هذا ما تؤكد عليه الوفود العربية والغربية المتقاطرة إلى بيروت، وآخرها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، محمّلًا في يده اليمنى دعمًا متجددًا، وفي اليسرى تحذيرات واضحة من خطر الانفجار.

في هذا السياق، علمت "نداء الوطن" أن زيارة لودريان تقدّم مشهدًا دبلوماسيًّا، يوحي بدخول باريس مرحلة أكثر انخراطًا في الملف اللبناني، في توقيت إقليمي حساس تتقاطع فيه التهديدات الأمنية مع الضغوط السياسية. ووفق مصدر مطّلع، قال لـ "نداء الوطن"، إن اللقاء بين لودريان ورئيس الجمهورية جوزاف عون، طغى عليه الطابع العسكري والتفاوضي. فقد استفسر الموفد الفرنسي بإسهاب عن عمل "الميكانيزم"، مشيدًا بانعقاد أولى جلساتها بعد تعيين الأعضاء السياسيين، واصفًا إياها بالخطوة الإيجابية التي قد تساهم في تجنيب لبنان ضربة عسكرية، شرط استكمال المسار وتحقيق نتائج ملموسة.

وأبدى الموفد الفرنسي اهتمامًا بإعادة تفعيل "مؤتمر دعم الجيش"، لافتًا إلى أهمية اللقاء المرتقب في 18 كانون الأول، والذي سيضم قائد الجيش العماد رودولف هيكل، الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، حيث تراهن الإليزيه، على أن يشكّل هذا اللقاء منصة لتوحيد المقاربة الدولية حول المسارين السياسي والأمني، خصوصًا لجهة ضبط التوتر على الجبهة الجنوبية.

من جهته، أكد الرئيس عون الذي يتوجّه اليوم إلى سلطنة عُمان، التي تؤدي دور "الوسيط الهادئ" والمفاوض في النزاعات الإقليمية، أن "تحريك اجتماعات "الميكانيزم" يُجسّد إرادة لبنان باعتماد الحلول الدبلوماسية ورفضه المطلق للغة الحرب"، معتبرًا أن "المواقف المرحّبة من الدول الشقيقة والصديقة تؤكد صواب هذا الخيار، وتُسهم في خفض منسوب الضغط الناتج عن الاعتداءات المتكررة على لبنان".

وبحسب المصدر فإن زيارة لودريان حملت ما يكفي من المعطيات لتأكيد استمرار الحضور الفرنسي في صلب المساعي الدولية، وسط انتظار لما ستفرزه الاجتماعات المقبلة، وما إذا كانت ستنجح في نقل الأزمة من مربع إدارة الوقت إلى دائرة السعي الحقيقي لإنتاج حلول قابلة للتطبيق.

اهتمام أوروبي بقوى الأمن الداخلي

في غضون ذلك، وعلى صعيد الدعم الدولي للجيش اللبناني، أظهرت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" أن الاتحاد الأوروبي، يدرس خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي اللبناني لتخفيف العبء عن الجيش اللبناني حتى يتسنى له تركيز الجهود على نزع سلاح "حزب الله". وقالت الوثيقة، التي أصدرتها الذراع الدبلوماسية للاتحاد ووزعتها على الدول الأعضاء وعددها 27، إنها ستواصل المشاورات مع السلطات اللبنانية، وإن بعثة استطلاع ستتم في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد. وذكرت الوثيقة أن جهود الاتحاد الأوروبي يمكن أن "تركز على المشورة والتدريب وبناء القدرات"، مضيفة أن الاتحاد لن يتولى مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي من المقرر أن ينتهي تفويضها في نهاية عام 2026. وبدلاً من ذلك، يمكن "المساهمة في النقل التدريجي لمهام الأمن الداخلي" من الجيش اللبناني إلى قوى الأمن الداخلي، مما يسمح للجيش بالتركيز على مهامه الدفاعية الأساسية، بحسب الوثيقة. ومن المتوقع أن يضع الأمين العام للأمم المتحدة خطة انتقالية في حزيران 2026، والتي ستعالج المخاطر الناجمة عن رحيل "اليونيفيل".

إيجابية أميركية تجاه قائد الجيش

تماهيًا مع هذا المناخ الإيجابي الممزوج بالحذر، برز أمس مؤشر واضح إلى أن الإدارة الأميركية لم تحسم خيار مقاطعة المؤسسة العسكرية، وأن "غيمة الصيف" التي خيّمت بعد إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، بدأت الانقشاع تدريجيًا. وهو ما يعكس استمرار التزام واشنطن بدعم الجيش اللبناني ضمن معادلة واضحة: "لا سلاح شرعي خارج كنف الدولة". إذ كشف السفير الأميركي ميشال عيسى، عقب لقائه وزير الخارجية يوسف رجي، عن وجود "اتصالات لإعادة تفعيل زيارة قائد الجيش إلى واشنطن"، مرجّحًا أن "الزيارة ستتم"، مع إشارته إلى أن "الصورة باتت أوضح في ما يتعلّق بها، وإن لم يُحدّد موعدها النهائي بعد". كما أطلق مواقف بارزة في ما يخصّ مسار التفاوض بين بيروت وتل أبيب، مشدّدًا على أن "أحدًا لم ينتظر السلام من الاجتماع الأول للميكانيزم". واعتبر أن "المطلوب اليوم هو جمع الأطراف حول الطاولة ليقدّم كل منهم ما لديه". وكان السفير عيسى قد تناول مع وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، خلال لقائهما في الوزارة، آخر المستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية، إضافة إلى التحضيرات الجارية لإنجاز الاستحقاق النيابي المرتقب.

رسائل جعجع تصيب مكانها

في هذا الإطار الانتخابي، لا تزال الرسائل المباشرة التي وجّهها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لا سيما لرئيس المجلس النيابي نبيه بري تتفاعل سياسيًا، خصوصًا في ظل مطالبته إياه بأن "يرحمنا انتخابيًا". فردّ المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل، معتبرًا أن جعجع "يتحدث وكأنه مرشد للجمهورية"، ومؤكدًا أن "موقع رئاسة المجلس وصلاحية الدعوة إلى الجلسات دستورية وقانونية ولا تقبل المصادرة من أحد".

تصريحات خليل استدعت ردّا قويًا من عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب غياث يزبك، قائلًا: "هناك مرشد مغتصب، خرّب جمهوريته والجمهوريات المجاورة، وهناك مرشد حكيم يرشد لبناء جمهوريته". أما في ما خصّ غلطات النبيه التشريعية والسياسية، التي لا تأتي إلا بخراب المؤسسات والحروب، فهذه لا يمكن الدفاع عنها مهما ارتفعت نسبة التشاطر".

مسيرات احتفالية تزعج "الحزب"

أمنيًا، شهد ليل أمس توترًا متنقلاً في عدد من المناطق اللبنانية، على وقع مسيرات احتفالية بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الطاغية بشار الأسد. وأدّت المسيرات إلى اندلاع صدامات بين المشاركين وأنصار من "حزب الله" و"أمل"، لا سيما عند دوّار القناية، مدخل حارة صيدا، حيث سُجّل سقوط عدد من الجرحى.

وبحسب المعلومات، بدأ الإشكال على خلفية مرور المسيرة في المنطقة، قبل أن يتطوّر سريعًا إلى احتكاك مباشر، عمل الجيش والقوى الأمنية على تطويقه وفتح الطريق ومنع تفاقم الوضع، فيما نُقل الجرحى إلى مستشفيات المدينة، وفتح تحقيق لتحديد الملابسات والمسؤوليات. كما سُجّلت مسيرة دراجات نارية مماثلة على كورنيش المزرعة في بيروت. في السياق، أفادت مصادر مطّلعة بأن قرارًا سياسيًا - أمنيًا اتُخذ للحد من أي مسيرات استفزازية على الأراضي اللبنانية، تجنبًا لانزلاق الأوضاع نحو الفوضى، مع تكليف الجيش ضبط الميدان ورفع الجهوزية في مناطق التوتر.

مصادرة "درون" في مرفأ طرابلس

علمت "نداء الوطن" من مصادر أمنية أنه تمّت مصادرة 4 "درون" داخل مستوعبات قادمة من الصين في مرفأ طرابلس منذ حوالى 15 يومًا، وذلك من قبل مخابرات الجيش ومديرية الجمارك، وتُحفظ "الدرونات" حاليًا لدى الجمارك، على أن تُسلَّم لاحقًا إلى مخابرات الجيش فور انتهاء التحقيقات.

وتأتي عملية المصادرة بعد أن تبيّن للأجهزة الأمنية أن كل طائرة منها قادرة على حمل نحو 14 كيلوغرامًا، وهي ممنوعة من الدخول إلى لبنان نظرًا لإمكان استخدامها في قضايا أمنية. كما أظهر التدقيق في هوية صاحب الشحنة أنها مسجّلة باسم شركة وهمية.

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

عنوان واحد يختصر مشهديّة الحراك العربي والدولي تجاه لبنان: زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى سلطنة عُمان اليوم، والاجتماع التنسيقي لدعم الجيش اللبناني الذي ستستضيفه باريس في الثامن عشر من الشهر الجاري، ويحضره قائد الجيش العماد رودولف هيكل، إلى جانب الأمير يزيد بن فرحان، والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ومبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، وفق معلومات "الأنباء الإلكترونية".
ويأتي الاجتماع قبل ساعات من انعقاد الجلسة الثانية للجنة "الميكانيزم" بعد ضمّ شخصيات مدنية إليها، ويُعوَّل عليه للدفع نحو عقد المؤتمر المرتقب لدعم الجيش، خصوصًا مع اقتراب نهاية ولاية قوات "اليونيفيل".

ويتقاطع هذا الحراك مع الزخم الدبلوماسي في لبنان تحت عنوان رئيسي: لجم العدوان الإسرائيلي ومنع تجدد الحرب.

فمن اجتماع لجنة "الميكانيزم" نهاية الأسبوع الماضي برئاسة السفير سيمون كرم وبمشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، مرورًا بالجولة الدولية في جنوب الليطاني للاطلاع على آلية تنفيذ خطة “درع الوطن”، وصولًا إلى زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل أمس إلى بيروت للقاء المسؤولين، تبرز مؤشرات دولية واضحة إلى أنّ الدولة اللبنانية، برئاساتها الثلاث، والجيش اللبناني بقيادته الحكيمة، يقومان بدورهما الكامل في الجنوب وفق خطة "درع الوطن"، التي تنتهي مرحلتها الأولى نهاية الشهر الجاري.
كما أنّ الجيش يلتزم تنفيذ البيان الوزاري المتعلّق بسحب السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية. ويرحب لبنان بأي دعم دولي يسهّل تنفيذ خطواته الهادفة إلى تثبيت الاستقرار ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب جديدة، مؤكّدًا عزمه عدم السماح بتحويل لبنان إلى ساحة مواجهة أو ورقة تفاوض في الملفات الإقليمية.

عون – موقف واضح من الميكانيزم

على هذا الأساس، أبلغ رئيس الجمهورية الموفد الفرنسي خلال لقائه أمس في قصر بعبدا بأنّ لبنان يؤيد أي تدقيق تجريه لجنة الميكانيزم في الإجراءات المطبّقة جنوب الليطاني وفق القرار 1701، رافضًا الاتهامات التي تدّعي عدم قيام الجيش بدوره كاملاً في الجنوب.
وأكد أنّ هذا الموقف أثبتته قيادة "اليونيفيل" و"الميكانيزم" كما لمسه سفراء دول مجلس الأمن. كما رحّب بأي دور فرنسي ضمن اللجنة يساهم في تحقيق أهداف المفاوضات.

لودريان – دعم فرنسي للجيش وللآلية التفاوضية

لودريان أثنى بدوره على خطوة الرئيس عون بتعيين السفير كرم رئيسًا للوفد المفاوض في لجنة "الميكانيزم"، ونقل تحيّات الرئيس إيمانويل ماكرون ودعمه لخطوات تفعيل عمل اللجنة.
وأكد أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان في خياراته الوطنية وتدعم كل ما يعزز أمنه واستقراره.

وفي تصريح بعد لقائه وزير الخارجية يوسف رجّي، أوضح لودريان أنّ هدف زيارته هو الاطلاع على الموقف اللبناني قبل الاجتماع الثلاثي المنتظر الأسبوع المقبل في باريس بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية، تحضيرًا للمؤتمر الداعم للجيش ولخارطة طريق نحو تثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد.

حراك دبلوماسي متصاعد

وفي رسالة لافتة تؤكد الدعم الأميركي للجيش وقائده، كشف السفير الأميركي ميشال عيسى بعد لقائه الوزير رجي عن وجود اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش إلى واشنطن، معتبرًا أنّ "الزيارة ستتم"، وأن الأمور تتضح أكثر، رغم عدم تحديد الموعد بعد.

مصادر مطلعة أكدت لـ"الأنباء الإلكترونية" أنّ الحراك الدولي والعربي يستهدف نقطتين أساسيتين:

1- تعزيز الثقة الدولية بالجيش وتوفير الدعم اللازم له

وذلك بالتوازي مع موافقة الكونغرس الأميركي على تزويد الجيش بمعدّات حديثة، وموافقة واشنطن على تنظيم مؤتمر دولي لدعم الجيش مطلع الشهر المقبل، بعد الإعلان عن تنفيذ المرحلة الأولى من سحب سلاح "حزب الله" جنوب الليطاني.

2- زيارة الرئيس عون إلى سلطنة عُمان

وتأتي في إطار دور مسقط كمنصّة تفاوضية بين واشنطن وطهران. وتشير المعلومات إلى أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نجح في الحصول على موافقة إيرانية على التفاوض بشأن ثلاث نقاط أساسية: التخصيب النووي والصواريخ الباليستية ووقف دعم الفصائل الموالية لطهران في لبنان والعراق واليمن.

وتكشف المصادر أنّ طهران وافقت على تسليم السلاح المتوسط والثقيل الخاص بحزب الله إلى الجيش اللبناني، ونقل الصواريخ الدقيقة من لبنان إلى العراق، وأن النقاش توقف عند الجهة التي ستتولى إدارة هذه الصواريخ في العراق بين الجيش العراقي و "الحشد الشعبي" الذي ترفض واشنطن منحه هذه الصلاحية.

كما توقف النقاش عند موضوع تخصيب اليورانيوم، إذ تصر واشنطن على التخصيب خارج إيران، فيما تطالب طهران بالتخصيب داخل أراضيها تحت إشراف دولي وعربي.

وتؤكد المصادر أنّ زيارة الرئيس عون إلى مسقط ستلامس هذا الملف، خصوصًا في ظل مواقف إيرانية متضاربة تجاه لبنان بين من ينفي التدخل في شؤونه وبين من يعتبر سلاح "حزب الله" أولوية تتقدم على الوضع المعيشي.
وسيوجّه عون عبر مسقط رسالة واضحة إلى طهران مفادها: "لبنان يرفض أن يكون ورقة تفاوض لمصلحة ملف التخصيب النووي".

 

 

 

 

 

"اللواء": بدا الرئيس جوزف عون حاسماً خلال اللقاء مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لجهة تأكيده رفض الاتهامات التي تزعم أن الجيش اللبناني لم يقم بدوره كاملاً في جنوب الليطاني.

ونقل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن الرئيس عون أنه «لا يتخوف من وقوع حرب»، والبلاد الآن في زمن الدبلوماسية.

ومن هذه الوجهة بدا أن انتظار الحركة الدبلوماسية على الرغم من تفريق السفير الاميركي ميشال عيسى بين اجتماعات الميكانيزم والعمليات العسكرية الاسرائيلية، يتقدم على سواه، لا سيما في ضوء توجُّه الرئيس دونالد ترامب لهذه الوجهة، قبيل اللقاء الخامس مع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في واشنطن بحلول نهاية الشهر الجاري.

وإذ اكد السفير الاميركي انه يسعى الى اقامة حوار مباشر بين لبنان واسرائيل غير حوار «الميكانيزم» وان زيارة قائد الجيش الى واشنطن عادت الى المسار الذي يسمح بأن تحصل.قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان تقدم الحديث عن التفاوض واللجوء الى خيار السلام ما يؤشر الى مرحلة جديدة عنوانها التهدئة مع العلم ان لا شيء مؤكداً بسبب التهديدات الإسرائيلية.

وقالت هذه المصادر ان موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان استفسر من رئيس الجمهورية حول التعيين الأخير للسفير السابق سيمون كرم في لجنة الميكانيزم وما يمكن ان يؤول اليه، واكدت ان المسؤول الفرنسي أكد دعم فرنسا لجهود لبنان في المحافظة على الإستقرار.

اما بالنسبة الى التحضيرات لمؤتمر دعم لبنان فلم يوضح البيان الرسمي أية تفاصيل في هذا السياق.

وأفادت ان الحراك الخارجي الذي يستكمله الرئيس عون لزيارة سلطنة عمان يهدف الى تعزيز العلاقات بين البلدين في عدة مجالات.

وكشف مصدر دبلوماسي ان اجتماع الميكانيزم بمشاركة مدني هو السفير سيمون كرم ادى الى تعويم زيارة العماد هيكل الى واشنطن وتحريك مؤتمر دعم الجيش اللبناني في فرنسا بتنيسق فرنسي – اميركي -سعودي مشترك.

وقبل يوم من الاجتماع الثاني للميكانيزم برئاسة شخصيتين مدنييتن لبنانية واسرائيلية، تحدثت المعلومات عن اجتماع تنسيقي يُعقد في باريس في 8 الجاري بهدف دعم الجيش اللبناني، بحضور لورديان وربما المستشارة الفرنسية آن كلير لوجوندر والموفد السعودي يزيد بن فرحان والمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس، وقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل.

لقاءات لودريان

إذاً، عادت الحركة الفرنسية الى لبنان لمواكبة التطورات الجديدة بعد تعيين السفير سيمون كرم عضواً في لجنة الاشراف الخماسية على وقف اطلاق النار التي تشارك فيها فرنسا بضابط كبير، على امل ان تعطي اللجنة دفعاً الى الامام يضع حداً للعدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، فيما ترددت معلومات عن زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت خلال الأيام المقبلة لترؤس وفد مصر في اللجنة العليا المشتركة بعد اجتماعها الاول في مصر، وأكّد وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي أنّ مصر تعمل مع جميع الأطراف اللبنانيّة والإقليميّة والدوليّة على خفض التصعيد في لبنان.

وقد وصل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت عصر امس، وباشر حركته بإجتماع مع الرئيس عون. رافقه السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.وقرابة الخامسة والنصف عصر أمس، غادر لودريان القصر الجمهوري من دون الإدلاء بأي تصريح.

وحسب المعلومات، أثنى لودريان على خطوة الرئيس عون بتعيين السفير سيمون كرم رئيسا للوفد المفاوض في لجنة «الميكانيزم». وأبلغه عون أن لبنان يرحب بأي دور فرنسي في إطار لجنة الميكانيزم يساهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في إطار هذه اللجنة.كما يؤيد أي تدقيق تقوم به لجنة الميكانيزم في الإجراءات المطبقة جنوب الليطاني وفق القرار 1701. وابدى عون رفضه الاتهامات التي تدَّعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملا في جنوب الليطاني، بعكس ما أكدته قيادة اليونيفيل والميكانيزم ولمسه سفراء دول مجلس الأمن.

كما ابلغ لودريان الرئيس عون بعقد اجتماع في 18 كانون الجاري في باريس، يضمّ الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع العام المقبل، والموقف اللبناني المطلوب منها الاجتماع.

وحسب المعلومات ايضاً، اثار الموفد الفرنسي موضوع تحضير البديل لقوات اليونيفيل عند انتهاء مهامها نهاية العام المقبل، وابدى استعداد فرنسا للتعاون في تحديد القوة البديلة إذا طلب لبنان منها ذلك. ورحب عون «بالرغبة التي ابدتها دول من الاتحاد الأوروبي في استمرار مساهمتها في حفظ الامن على الحدود، بالتعاون مع الجيش اللبناني، وذلك بعد وضع الأطر القانونية المناسبة لذلك.واكد أهمية حصول الجيش على الدعم المطلوب».

كما التقى لودريان مساء أمس وزير الخارجية يوسف رجي، الذي أكد أن الجيش اللبناني ينفذ مهاماً كبيرة رغم ضعف إمكانياته، وشدد على ضرورة توفير الدعم اللازم له لتعزيز قدراته وتمكينه من تنفيذ الخطة التي أقرتها الحكومة اللبنانية بمراحلها كافة لجهة بسط سيطرتها وحصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية. واعتبر الوزير رجّي أن تسمية السفير سيمون كرم لترؤس وفد لبنان في لجنة الميكانيزم خطوة ايجابية متمنياً أن تسهم في منع أي تصعيد اسرائيلي كبير.

وسيلتقي لودريان اليوم الثلاثاء عند الساعة 11:00 رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.على ان يلتقي رئيس الحكومة نواف سلام الى مأدبة عشاء مساءً في قصر الصنوبر بحضور عدد من الوزراء والشخصيات السياسية.

وقبل مغادرته اليوم الى سلطنة عمان في زيارة رسمية تستمر يومين، استقبل الرئيس جوزيف عون البطريرك الراعي، الذي «طمأن جميع القلقين على العلاقة بين بكركي وبعبدا، في ظل الكلام عن وجود هوة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان هذا الكلام غير صحيح ومعيب بحق الرجلين، وانه لا يمكن وجود مثل هذه الهوة بينهما».

ودعا البطريرك الرئيس عون الى المشاركة في قداس عيد الميلاد، كما تحدث عن رؤيته للأوضاع على الساحة المحلية، واعرب عن اعتقاده بـ«أن عهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولى، واليوم بات عهد التفاوض والسلام»، وبأننا «لن نشهد حرباً جديدة، وانه لن يتم تهميش حزب الله في التفاوض».

كما ابلغ سفير الاتحاد الروسي الكسندر روداكوف رئيس الجمهورية، «دعم بلاده للمواقف التي اتخذها مع الحكومة، لا سيما في ما خص التفاوض عبر لجنة «المكانيزم»، مؤكدا ثبات الموقف الروسي في مجلس الامن الى جانب القضية اللبنانية، وهو ما عبر عنه المندوب الروسي الذي رافق بعثة سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن خلال زيارتهم الى بيروت نهاية الأسبوع الماضي».

واشار روداكوف الى ضرورة قيام الرئيس عون بزيارة رسمية الى موسكو في اقرب فرصة..

إقرار موازنة الرئاسة الأولى والحكومة

مالياً، اقرت لجنة المال والموازنة النيابية بحضور وزير المال ياسين جابر اعتمادات رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والمجلس الدستوري ومجلس الخدمة المدنية، والهيئة العليا للتأديب ضمن مشروع موازنة العام 2026، مع بعض الملاحظات التي ستعود اليها لاحقا، على ان تستكمل اليوم وغدا بحث اعتمادات الأجهزة التابعة ادارياً لرئاسة الحكومة والاعتمادات الأخرى المتعلقة بالادارات والمجالس والهيئات الرقابية والامنية، وتخصيص جلسة الخميس لحقوق الاساتذة والاعتماد الاضافي بقيمة ٢٠٠ مليار والتعليم التقني والدفاع المدني، وهي ملحة ولن يتم تأخيرها الى ما بعد اقرار الموازنة، على ان نعود الاثنين المقبل الى اعتمادات الوزارات والادارات، شدد كنعان على ان تؤمن موازنة العام 2026 الحد الادني من العدالة لكل موظفي القطاع العام من اداريين وعسكريين لانهم يستحقون الانصاف.

بالمقابل، دعت رابطة موظفي الإدارة العامة إلى التوقف عن العمل ثلاثة ايام بدءا من يوم الأربعاء 10 كانون الأول، احتجاجا على ما وصفته بـ«المماطلة المستمرة» في معالجة ملف الرواتب والأجور، مؤكدة دعمها الكامل للموظفين في تحركاتهم، واتهمت السلطة بالمراوغة والتهرب واقفال الابواب امام اي نقاش جدي، كما ظهر من اللقاء الاخير مع وزير المال.

خليل يرد على جعجع

انتخابياً، وفي ردّ مباشر على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، قال معاون الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ان صلاحيات رئيس المجلس هي صلاحيات دستورية وقانونية ونظامية لرئيس المجلس ولا تقبل المصادرة او الوصاية.

ووصف خليل جعجع «بمرشد الجمهورية» داعياً اياه اذا كان يريد الانتخابات حقاً ان يتوقف عن استغلالها كسلاح لتعطيل المؤسسات.

إهتمام أوروبي بتعزيز قوى الأمن

أظهرت وثيقة أن الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي اللبناني لتخفيف العبء عن الجيش اللبناني حتى يتسنى له تركيز الجهود على نزع سلاح «حزب الله». وقالت الوثيقة، التي أصدرتها الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ووزعتها على الدول الأعضاء وعددها 27، إنها ستواصل المشاورات مع السلطات اللبنانية وإن بعثة استطلاع سيتم تشكيلها في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد.

وذكرت الوثيقة أن جهود الاتحاد الأوروبي يمكن أن «تركز على المشورة والتدريب وبناء القدرات»، مضيفة أن التكتل لن يتولى مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي من المقرر أن ينتهي تفويضها في نهاية عام 2026 حين يتوقع أن تبدأ عملية تستمر عاما لخفض حجمها تدريجيا والانسحاب من لبنان. وبدلاً من ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي «المساهمة في النقل التدريجي لمهام الجيش اللبناني إلى قوى الأمن الداخلي، مما يسمح للجيش بالتركيز على مهامه الدفاعية الأساسية، بحسب الوثيقة. ومن المتوقع أن يضع الأمين العام للأمم المتحدة خطة انتقالية في حزيران 2026، والتي ستعالج المخاطر الناجمة عن رحيل اليونيفيل.

احتفالات في بيروت والمناطق

واحتفلت مناطق متعددة في لبنان بالذكرى السنوية الاولى لسقوط نظام آل الاسد.

فمن الجنوب، افيد عن وقوع اشكال عند دوار كفرمان بعد رفع صورة للرئيس احمد الشرع وراية لداعش من قبل عدد من السوريين، مما ادى الى تدخل الجيش اللبناني لفض الاشكال.

وفي عرمون، رفع متظاهرون راية داعش بالساحة.

وقال مصدر امني ان هناك قراراً سياسياً واضحاً ويقضي بالحد من المسيرات ذات الطابع الاستفزازي.

وفي بيروت تم ايقاف متورطين باعمال شغب بعد مسيرة في شارع الحمرا.

وحسب المعلومات فإن الجيش فرض سيطرته الكاملة في صيدا ومحيطها منعاً للفوضى.

 

 

 

 

 

 "البناء":

بعد أيام قليلة على صدور وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأميركي، وما تضمنته من إعلان رؤية للحرب الروسية الأوكرانية أقرب إلى روسيا من أوروبا، واستبدال الانتقادات التقليدية للوثائق المماثلة لروسيا في مجال حقوق الإنسان والحريات، خصصت الوثيقة أوروبا دون كل دول العالم بهذه الانتقادات، بينما بررت لدول لا انتخابات فيها ما وصفته بـ نموذجها الخاص بالحكم الذي ينسجم مع تقاليدها وعاداتها، وردت أوروبا بلسان رئيس المفوضية الأوروبية حيث رأى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقبل «التهديد بالتدخل» في سياساته، بعد كشف الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي وجهت انتقاداً شديداً إلى الأوروبيين. وقال كوستا في مداخلة في معهد جاك ديلور: «ما لا يمكننا القبول به هو هذا التهديد بالتدخل في الحياة السياسية لأوروبا»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة لا يمكن أن تحل محل المواطنين الأوروبيين»، والتعليقات الأوروبية التي ركز أغلبها على التخلي الأميركي عن أوكرانيا تزامنت مع موقف أوكراني يبدو أكثر تفهماً للموقف الأميركي، نظراً لتراجع قدرة أوكرانيا على الصمود وتمسكها بصيغة تسوية منع الانهيار الدراماتيكي، مؤكداً أن ما يريده ترامب هو إنهاء الحرب وأن بعض نقاط التصور الأميركي للحل يحتاج إلى نقاش خصوصاً الخرائط المرفقة بالمشروع.
في سورية احتفالات في أغلب المدن بمرور سنة على دخول جبهة النصرة إلى العاصمة السورية وسقوط النظام السابق، وإعلان تولي الحكم بقيادة زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني بعد كشف اسمه أحمد الشرع، الذي تحدث بالمناسبة مشيراً إلى النجاح بإقامة علاقات ممتازة مع اغلب دول الاقليم والعالم، بينما ركزت التقارير الغربية التي تناولت الذكرى إلى مخاطر وعقبات تنتظر سورية، منها الطابع الحزبي الديني الضيق للفئة الحاكمة والعجز عن إقامة بيئة تشاركية للحكم، مع ذاكرة دموية عبرت عنها مجازر الساحل والسويداء، وبقاء مرتكبيها دون محاسبة، بينما الوضع الاقتصادي رغم حديث الاستثمار ورفع العقوبات في أسوأ أيام السوريين الذين لا يصل دخل العامل والموظف منهم إلى مئة دولار تغطي بالكاد فاتورة الكهرباء بعد إلغاء السلطة الجديدة لدعم الكهرباء والخبز والوقود والطبابة والتعليم، وسط عدم استقرار أمنيّ مع بقاء الشمال الشرقي والجنوب تحت إدارات ذاتيّة ومواصلة «إسرائيل» التوغل في الأراضي السورية واستهداف العمق السوري، وانتقلت العدوى إلى السوريين المقيمين في لبنان، الذي خرج الآلاف منهم في تظاهرات دون ترخيص وجالوا على الدراجات النارية كثيراً من الشوارع العامة وأقفلوا الطرقات، وتسببوا بصدامات في أكثر من منطقة، اضطر الجيش للتدخل لفضها ومنع تطورها إلى فتنة، مع تسجيل صمت سياسي من الحكومة والقيادات السيادية وسط تساؤل عن موقفها لو كانت الأعلام والصور والتظاهرات تخصّ حزب الله.
في الجنوب غارات ليلية شملت عدداً من المناطق شمال الليطاني وجنوبه، مع إعلان إسرائيلي عن استهداف 35 نقطة قال الاحتلال إنها مواقع تدريب ونقاط تخزين لحساب المقاومة، بينما رأى متابعون للغارات وعلاقتها بضم مفاوض مدني إلى لجنة الميكانيزم أن «إسرائيل» كلما أرادت طرح أهداف جديدة في اجتماعات التفاوض سوف تقوم بتمهيد ناريّ كهذا قبل الاجتماع.

وأبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان، الذي استقبله أمس، في قصر بعبدا بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، أنّ «لبنان يرحّب بأي دور فرنسي في إطار لجنة «الميكانيزم»، يساهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في إطار هذه اللجنة، والتي تهدف إلى وقف الأعمال العدائية، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية التي تحتلها، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتصحّح النقاط العالقة على الخط الأزرق».
وشرح الرئيس عون للموفد الرئاسي الفرنسي «المعطيات التي أدت إلى تفعيل اجتماعات لجنة «الميكانيزم»، وتولي السفير السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني». وأشار الى أنّ «الاجتماع المقبل للجنة في 19 كانون الأول الجاري، يفترض أن يباشر البحث في النقاط المطروحة، وفق الأولويات المحدّدة»، مضيفاً «موقفنا من تحريك اجتماعات «الميكانيزم»، يعكس رغبتنا في التفاوض لإيجاد حلول دبلوماسية لأننا لا نريد مطلقاً اعتماد لغة الحرب، ولعل ردود الفعل الإيجابية التي تلت موقف لبنان من الدول الشقيقة والصديقة، تعني التأييد لهذه الخطوة، وتخفف حتماً الضغط الذي كان سائداً مع استمرار الاعتداءات ضد لبنان».
كما جدّد عون رفضه للاتهامات التي تدّعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملاً في جنوب الليطاني، وقال إنّ «هذه الادّعاءات لا أساس لها من الصحة، لأنّ الجيش منذ انتشاره قبل سنة من الآن، نفذ مهمته كاملة في كلّ المناطق التي حلّ فيها، وفقد 12 شهيداً، في أثناء تأديته لمهامه وفق ما حدّدته قيادة الجيش، وهذا ما أكدته قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، ولمسه كلّ من زار الجنوب ومنهم مؤخراً، سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن. والجيش في جهوزية تامة للتعاون مع لجنة «الميكانيزم» التي نوّه رئيسها بفعالية الجيش وبقيامه بواجبه كاملاً».
وعلمت «البناء» أنّ اتصالات تجري على الخطوط الرئاسية للتشاور بمسألة التفاوض مع «إسرائيل» عبر لجنة الميكانيزم وتقييم الاجتماع الأول بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني، وتنسيق المواقف وتزويد السفير كرم بالتوجيهات اللازمة من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قبل الاجتماع المقبل في التاسع عشر من الشهر الحالي. كما علمت «البناء» أن دوائر القصر الجمهوريّ أجرت سلسلة اتصالات بأعضاء في لجنة الميكانيزم وبمسؤولين أميركيين وأوروبيين لاستنكار الاعتداءات الإسرائيلية بعد يوم واحد على اجتماع الميكانيزم وضرورة رفع وتيرة الضغط على «إسرائيل» للتوقف عن اعتداءاتها وإفساح المجال أمام المفاوضات والحلول السلمية والدبلوماسية، وذلك بعد أن تسبّبت هذه الغارات بإحراج للرئاسة الأولى التي كانت تأمل بأن هذه الخطوة ستقابل بخطوة إسرائيلية مقابلة بوقف الاعتداءات لفترة زمنية معينة بالحد الأدنى.
إلا أنّ مصادر مقرّبة من الأميركيين تشير لـ»البناء» الى أن المسار التفاوضي يختلف عن مسار التصعيد العسكري، والضربات الأخيرة التي أعقبت تعيين كرم واجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار كانت بمثابة رسالة تؤكد ذلك، موضحة أنّ «إسرائيل» لن تتراجع عن مسارها العسكري حتى تحقيق أهدافها وهي تفاوض لبنان تحت النار حتى نزع سلاح حزب الله. وتضيف أنّ الولايات المتحدة مرتاحة للخطوة الرئاسية بتعيين عضو مدني في اللجنة لكنها خطوة غير كافية وتحتاج الى خطوات إضافية على صعيد حصرية السلاح بيد الدولة، إلا أنّ لا قرار أميركياً نهائياً بالطلب من الجيش اللبناني نزع السلاح بالقوة بانتظار نتائج المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم، كاشفة أن الأميركيين قد يطلبون من الحكومة اللبنانية فتح مسار تفاوضي موازٍ للجنة الميكانيزم والانتقال إلى مستوى متقدّم في المفاوضات لحلّ النزاع العسكري والتعاون على الصعد الاقتصادية والنفطية. وتكشف أيضاً أنّ المساعي مستمرة لإعادة دعوة قائد الجيش اللبناني لزيارة الولايات المتحدة.
وكشف السفير الأميركيّ لدى لبنان ميشال عيسى، بعد لقائه وزير الخارجية يوسف رجي، عن وجود اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل إلى واشنطن، معرباً عن اعتقاده بأنّ الزيارة ستتمّ.
وعن اجتماعات «الميكانيزم»، أكد انه «لم ننتظر السلام من الاجتماع الأوّل فعلى الأطراف أن تلتقي ومن ثم يقدمون على الطاولة ما يمتلكون».
ورداً على سؤال حول كلام المبعوث الأميركي توم برّاك بشأن جمع سورية ولبنان، أجاب عيسى: «لا علم لي في شأن ضمّ سورية ولبنان».
غير أن أجواء عين التينة ترفض بشدة توسّع المفاوضات المباشرة وإلى لجنة غير الميكانيزم وإلى ملفات أخرى غير الجوانب العسكرية والأمنية والتقنية، وتشير الأجواء لـ»البناء» الى أنّ الرئيس نبيه بري أبلغ من يعنيهم الأمر بالثوابت الأساسية للمفاوضات وهي الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة ووقف الاعتداءات وتثبيت الحدود واستعادة الأسرى، وايّ انحراف للمفاوضات عن مسارها المعروف فلكلّ حادث حديث، ولا نقبل بأيّ شكل من أشكال التطبيع مع «إسرائيل»».
وعلمت «البناء» أنّ الرئيس بري شرح لوفد سفراء مجلس الأمن الدولي حقيقة ما يجري في الجنوب وأنّ لبنان طبق كلّ موجباته في اتفاق 27 تشرين فيما «إسرائيل» لم تلتزم بأيّ شيء ولا تنفع معها الضغوط الدولية أو أنها غير كافية للجم الاعتداءات الإسرائيلية، ولفت الرئيس بري خلال اللقاء بالسفراء لى أنّ التفاوض تحت النار لن يحلّ الأزمة بل سيؤدي إلى زيادة التوتر واستئناف الحرب في أي لحظة والعودة إلى ما قبل اتفاق 27 تشرين.
وعلمت «البناء» أنّ الرئيس بري لا يزال يرفض حتى الساعة استقبال السفير سيمون كرم، فيما استبعدت أوساط سياسية أن تؤدي المفاوضات بعد تعيين كرم إلى نتائج عملية، محذّرة عبر «البناء» من أنّ «إسرائيل» ستطلب شروطاً جديدة لن يستطيع لبنان تحملها.
وفيما تسعى قوى سياسية ووسائل إعلام لبنانية، إلى التسويق لخيار السلام والتطبيع مع «إسرائيل»، أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي من قصر بعبدا «أننا في زمن التفاوض وفجر السلام حطّ رحاله». ولفت إلى أنّ «الجيش اللبناني يقوم بعمله في جنوب الليطاني»، موضحاً بعد زيارته رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون أنه «لا يتخوّف من وقوع حرب»، مشيراً إلى أن «الأميركي يمون على الإسرائيلي ونحن في زمن التفاوض والديبلوماسية». وأكد في السياق أن «المباشرة بالمفاوضات علامة جيدة والسفير كرم شخصية ممتازة للمهمة». وقال: «إنّ رئيس الجمهورية فوق الجميع وحتى البطريرك، ولا توجد هوة بيننا، ونحن نفرح بفجر السلام بعد زيارة البابا».
وتجدّد السجال السياسي العنيف على خط معراب ـ عين التينة، فبعد توجيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رسالة مفتوحة لرئيس المجلس نبيه بري طالباً فيها «ان يرحمنا انتخابياً»، ردّ المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل من مجلس النواب على جعجع معتبراً أن «إجراء الانتخابات في موعدها مسألة ثابتة».
وردّاً على جعجع، قال خليل «نذكّر جعجع، الذي يتحدث وكأنه مرشد للجمهورية، بأنّ موقع رئاسة مجلس النواب وصلاحية الدعوة إلى الجلسات دستورية وقانونية، ولا تقبل المصادرة أو الوصاية من أحد، ولن نسمح لأيّ جهة بمحاولة التأثير عليها». وأكد خليل أنّ «ما يجري ليس تصويباً تقنياً بحتاً، بل محاولة لاستغلال لحظة سياسية». أضاف «من يريد تعطيل الانتخابات هو مَن يحاول ربطها بشروط جديدة». وتابع «نذكر الدكتور جعجع أن كتلة القوات هي مَن عطلت النقاش في اقتراح لتعديل قانون الانتخابات. نذكر جعجع بأن صلاحية رئيس المجلس لا تقبل المصادرة».
إلى ذلك، ظهرت وثيقة اطلعت عليها «رويترز» أن الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي اللبناني لتخفيف العبء عن الجيش اللبناني حتى يتسنّى له تركيز الجهود على نزع سلاح «حزب الله». وقالت الوثيقة، التي أصدرتها الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ووزعتها على الدول الأعضاء وعددها 27، إنّها ستواصل المشاورات مع السلطات اللبنانية وإن بعثة استطلاع ستتم في أوائل عام 2026 بشأن المساعدة الجديدة المحتملة لقوى الأمن الداخلي في البلاد.
في غضون ذلك، شهدت بعض المناطق توترات في الشارع بسبب مسيرات لدراجات نارية احتفالاً بالذكرى الأولى لسقوط النظام السوري السابق. وقد جابت بعض المسيرات شوارع في طرابلس، عرمون، كورنيش المزرعة، الروشة، وخلدة. وأفيد في صيدا أمس، عن «إشكال مع مناصري الرئيس السوري الإنتقالي احمد الشرع الذين قاموا بعمليات تكسير للسيارات على القناية عند مدخل حارة صيدا الشماليّ فيما تدخل الجيش اللبناني لاحتواء الإشكال».

 

 

 

 

 

"الشرق":

قبل ان يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى سلطنة عُمان، الوسيطة السرية والمفاوضة المؤثرة في مجمل خلافات المنطقة، ومع وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت للاجتماع بالقوى السياسية ونقل نصائح الاليزيه بحصر السلاح تجنباً للحرب، وبعد تعيين السفير سيمون كرم في لجنة الميكانيزم، تبدو واشنطن اعادت التفكير بزيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في ما يمكن اعتباره خطوة مقابل خطوة، الا انها تبقى غير كافية لبنانياً، .

من وزارة الخارجية التي اختلى فيها مع الوزير يوسف رجي بعد اجتماع رباعي، وعلى وقع موقف نُقِل عن توم برّاك من ان السفير لدى لبنان ميشال عيسى سيتولى مهمة اقامة حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل، غير حوار “الميكانيزم”، اطلق السفير عيسى مواقف مهمة من التطورات اللبنانية على خط بيروت – تل ابيب، اذ كشف اثر زيارته وزير الخارجية يوسف رجي عن وجود “اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن”.

لودريان

من جهة ثانية، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يرافقه السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.

وأثنى لودريان على “خطوة رئيس الجمهورية بتعيين السفير سيمون كرم رئيسا للوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم”.

وخلال اللقاء، تم البحث في التطورات الميدانية في الجنوب، إلى جانب المستجدات الداخلية، والملفات المرتبطة بالإصلاحات، إضافة إلى التحضيرات لإمكان انعقاد مؤتمر دعم الجيش اللبناني، والمفترض عقده بداية العام المقبل.

وأبلغ عون، الموفد لودريان أن “لبنان يرحب بأي دور فرنسي في إطار لجنة الميكانيزم، يساهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في اطار هذه اللجنة، والتي تهدف الى وقف الاعمال العدائية، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية التي تحتلها، واطلاق الاسرى اللبنانيين، وتصحح النقاط العالقة على الخط الأزرق”.

وشرح الرئيس عون للموفد الرئاسي الفرنسي “المعطيات التي أدت الى تفعيل اجتماعات لجنة الميكانيزم، وتولي السفير السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني”، مشيرا إلى أن “الاجتماع المقبل للجنة في 19 كانون الأول الجاري، يفترض ان يباشر البحث في النقاط المطروحة، وفق الأولويات المحددة”، وقال: “موقفنا من تحريك اجتماعات الميكانيزم، يعكس رغبتنا في التفاوض لايجاد حلول ديبلوماسية لأننا لا نريد مطلقا اعتماد لغة الحرب، ولعل ردود الفعل الإيجابية التي تلت موقف لبنان من الدول الشقيقة والصديقة، تعني التأييد لهذه الخطوة، وتخفف حتما الضغط الذي كان سائدا مع استمرار الاعتداءات ضد لبنان”.

وجدد الرئيس عون “رفضه للاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملا في جنوب الليطاني، وقال ان هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، لأن الجيش منذ انتشاره قبل سنة من الآن، نفذ مهمته كاملة في كل المناطق التي حل فيها، وفقد 12 شهيداً، في اثناء تأديته لمهامه وفق ما حددته قيادة الجيش، وهذا ما أكدته قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل”، ولمسه كل من زار الجنوب ومنهم مؤخراً، سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن. والجيش في جهوزية تامة للتعاون مع لجنة الميكانيزم، التي نوه رئيسها بفعالية الجيش وبقيامه بواجبه كاملا، وبالتالي فإن القول إن الجيش لا ينفذ مهمته كما يجب ادعاء غير صحيح، وقول مرفوض جملة وتفصيلا”.

واشار الرئيس عون الى ان “القوات الاسرائيلية تواصل تدمير المنازل والممتلكات ولا تفتح في المجال أمام الجيش واليونيفيل ولجنة الميكانيزم للتأكد من خلوها من العناصر المسلحة”.

وجدد رئيس الجمهورية “تأكيد التنسيق الكامل القائم بين الجيش واليونيفيل”، لافتا الى “ضرورة توفير العتاد والتجهيزات الضرورية ليتمكن الجيش من تنفيذ المهام الموكلة اليه والتي لا تقتصر فقط على جنوب الليطاني، بل تشمل كل الأراضي اللبنانية”.

ولفت الرئيس عون الوزير السابق لودريان الى أن “لبنان يؤيد أي تدقيق تقوم به لجنة الميكانيزم في الإجراءات المطبقة في جنوب الليطاني، وفق قرار مجلس الامن 1701”.

وعن مرحلة ما بعد انسحاب اليونيفيل خلال عام 2027، أوضح الرئيس عون للموفد الرئاسي الفرنسي ان “لبنان يرحب بالرغبة التي ابدتها دول من الاتحاد الأوروبي في استمرار مساهمتها في حفظ الامن على الحدود، بالتعاون مع الجيش اللبناني، وذلك بعد وضع الأطر القانونية المناسبة لذلك”. وفي ما اكد “أهمية حصول الجيش على الدعم المطلوب”، قال الرئيس عون: “ان الجيش سيتحمل مسؤوليته كاملة في حماية حدوده، سواء تحقق هذا الدعم أم لم يتحقق”.

وأمل في “ان يتم التوصل الى تحديد موعد للمؤتمر المقترح لدعم الجيش والقوات المسلحة من الدول المانحة، وذلك خلال الاجتماع المرتقب في باريس في 18 كانون الأول الجاري بين ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية”.

 

 

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

دعم البطريرك الماروني بشارة الراعي خطوة لبنان باتجاه مفاوضات مدنية مع إسرائيل، وطمأن إلى أن «عهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، واليوم بات عهد التفاوض والسلام»، وذلك وسط مساعٍ لترتيب زيارة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن. ويأتي ذلك بعد ساعات على الإعلان عن اتفاق في الكونغرس الأميركي على «قانون تفويض الدفاع الوطني» الذي تضمن نصوصاً تربط بين زيادة الدعم للقوات المسلحة اللبنانية وبين هدف مواجهة التهديدات التي يمثلها «حزب الله» والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

ويحتل دعم الجيش اللبناني قائمة أولويات السلطات اللبنانية ودول صديقة للبنان، وذلك بهدف تمكينه من تنفيذ مهامه، بما في ذلك قرار «حصرية السلاح» في أيدي الدولة فقط، وتثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وكان من المفترض أن يزور قائد الجيش، رودولف هيكل، العاصمة الأميركية الشهر الماضي، قبل تأجيل الزيارة عقب تبلّغه بإلغاء بعض اللقاءات المدرجة على جدول أعماله.

زيارة قائد الجيش

وبينما يستعد الجيش لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة «حصرية السلاح» في منطقة جنوب الليطاني الحدودية مع إسرائيل قبل نهاية هذا العام، كشف السفير الأميركيّ لدى لبنان ميشال عيسى عن وجود «اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن». وإذ أعرب عن اعتقاده أنّ «الزيارة ستتم»، قال إثر زيارته وزير الخارجية يوسف رجي، إن «الأمور تصبح أوضح بالنسبة إلى زيارة قائد الجيش لواشنطن، ولكن لا شيء محدّداً حتى الآن».

وعن اجتماعات لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل (لجنة «الميكانيزم»)، قال عيسى: «لم ننتظر السلام من الاجتماع الأوّل، فعلى الأطراف أن تلتقي، ومن ثم يقدمون على الطاولة ما يمتلكون».

وجاء ذلك بالتزامن مع موافقة الكونغرس الأميركي على إلغاء العقوبات التي فُرضت على سوريا بموجب «قانون قيصر»، وتضمن النص النهائي لقانون «تفويض الدفاع الوطني» الأميركي، بعد التعديلات، «زيادة الدعم للقوات المسلحة اللبنانية بما يمكنها من مواجهة التهديدات التي يمثلها (حزب الله) وأي تنظيم إرهابي آخر يهدد أمن لبنان وجيرانه». ومدّد صلاحية الدعم إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2026، بعدما كانت المهلة تنتهي في 31 ديسمبر 2025. ونصت «المادة 1226» من قانون «تفويض الدفاع الوطني» على «تعزيز الشراكة الأمنية مع الأردن ولبنان»، وجاء فيها: «يسعى وزير الدفاع، استناداً إلى الصلاحيات القائمة، إلى تقديم المساعدة – بما في ذلك التدريب والمعدات والدعم اللوجستي والإمدادات والخدمات – لحكومتَي الأردن ولبنان». وحدد الهدف من الدعم لحكومة لبنان بـ«زيادة قدرات القوات المسلحة اللبنانية بهدف نزع سلاح تنظيم (حزب الله) الإرهابي المدعوم من إيران».

مفاوضات مدنية

وبموازاة ذلك، يمضي لبنان في المفاوضات المدنية مع إسرائيل بهدف تثبيت الاستقرار ومنع تجدد القتال على الجبهة الجنوبية. وبحث البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الرئيس اللبناني جوزيف عون الأوضاع على الساحة المحلية والتطورات بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة «الميكانيزم»، وترؤسه أول اجتماع لها بوجود مفاوضين مدنيين يوم الأربعاء الماضي.

وقال الراعي بعد لقائه عون: «نحن نفرح اليوم بأن فجر السلام حطّ رحاله في لبنان بعد زيارة» بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، مضيفاً أنه «من الجدّي أن تحصل المفاوضات؛ لأنها على الأقل تبقى أفضل من الحرب، وخصوصاً بعد تعيين السفير كرم الذي يحظى بثقة دولية بشخصه، وهذا نقرأه على أنه من نتائج زيارة البابا، فنحن في زمن سلام وعلينا أن نعيشه، وهو ما يشكل فرحة للبنانيين؛ فعهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، وبدأ عهد الجلوس والتفاوض معاً، وهو أمر مدعوم دولياً».

وقال الراعي: «لا أعلم لماذا لا تزال إسرائيل تهدد بالحرب، فالأميركيون قادرون و(يمونون) عليها كما يبدو، وقبولهم بالمفاوضات علامة جيدة، ولا يجب أن ننسى أن الجيش اللبناني يقوم بعمله، وينتشر كما يجب في جنوب الليطاني، وهو أمر معروف لدى إسرائيل والأميركيين».

وتابع الراعي: «لا خوف لديّ من اندلاع حرب؛ لأن اللغة حالياً هي لغة التفاوض والدبلوماسية والسياسة وليست لغة الحرب التي لا يريدها أحد، وخصوصاً أن الجيش اللبناني يقوم بالمهام الموكلة إليه».

وإذ أعرب عن اعتقاده «أننا لن نشهد حرباً جديدة»، قال الراعي: «نعتبر السفير كرم شخصية ممتازة للمفاوضات، ومن المفترض أن يكون من عيّنه الإسرائيليون في المقابل شخصاً قادراً على التفاوض. الأمور تحتاج إلى بعض الوقت، ولا يمكن الاستعجال، ولكن هذا هو الجو السائد؛ جو المفاوضات والسلام وليس جو الحرب، وهذا هو الأهم».

وأمل الراعي «أن يستوعب الجميع موقف رئيس الجمهورية والمفاوضات، والأخذ في الاعتبار أن المفاوضات لا تعني أننا ذاهبون إلى اتفاق مع إسرائيل، بل هي أولية، ولن يبقى أحد جانباً، ولا أحد يمكنه أن يضع جانباً أياً كان».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية