افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 10 25|09:13AM :نشر بتاريخ
"النهار":
على رغم أن معاودة إسرائيل شن غاراتها الجوية على مناطق مختلفة من جنوب الليطاني وشماله جدّدت المخاوف من احتمالات مخبأة ومفاجئة لا يمكن إسقاطها من الحسابات السياسية والعسكرية في أي لحظة، بقيت صورة التحركات الديبلوماسية المكوكية، إن في بيروت أو عبر المشاورات الجارية بين الدول المعنية برعاية الوضع اللبناني غالبة على المشهد، بما يعزّز المعطيات التي تربط تطور الوضع بين لبنان وإسرائيل بالاختبار التفاوضي من جهة، والنتائج المحققة لخطة حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية من جهة أخرى. وإذا كان انحسار "العاصفة" الميدانية الواسعة التي كان يخشى هبوبها في أي توقيت قبل التطور الذي أفضى إلى تعيين لبنان السفير السابق سيمون كرم رئيساً للفريق اللبناني في لجنة الميكانيزم، يكتسب طابع انحسار ظرفي موقت، فإن مجمل الانطباعات التي تركها الموفدون الدوليون المتعاقبون على لبنان ومن ضمنهم حالياً الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لم تُزل المخاوف من تجدّد احتمال التصعيد الواسع ما لم يبرز جديد ملموس في قابل الأيام وتحديداً في الجولة المقبلة للجنة الميكانيزم، باعتبار أن كلاً من لبنان وإسرائيل يتحفّز لرفع وتيرة التفاوض حول أولوياته بما سيشكل اختباراً عملياً مهماً لنتائج توسيع إطار الميكانيزم عبر الطابع السياسي المدني الذي طُعمت به. وعلى صعوبة الجزم بأي احتمالات حاسمة في فترة نهاية السنة وما بعدها، تبدو الأوساط اللبنانية المعنية شديدة التطلع إلى دلالات التحركات الديبلوماسية للموفدين بما يعكس رغبة دولية باحتواء ومحاصرة أي حرب متجددة ودفع لبنان إلى تسريع خطواته لحصرية السلاح، بما يزوّد المجتمع الدولي بالقدرة على إلزام إسرائيل بتجميد خططها التصعيدية والإفساح أبعد من مجرد هدنة عابرة لفرصة التفاوض.
ولأن سلطنة عُمان معروفة برمزيّتها التفاوضية الدولية، لم تكن الزيارة الرسمية التي بدأها أمس رئيس الجمهورية جوزف عون للسلطنة تلبية لدعوة رسمية من السلطان هيثم بن طارق الذي كان في مقدمة مستقبليه، بعيدة عن آفاق الحركة الناشطة على مستويات متعددة لتجنيب لبنان تصعيداً واسعاً جديداً.
وأما في الجانب الثنائي، فأكد الرئيس عون أن زيارته لسلطنة عُمان "ستفسح في المجال أمام تعزيز التعاون الثنائي اقتصادياً وتجارياً وثقافياً وتعليمياً"، لافتاً إلى أن "اللبنانيين يتطلعون إلى آفاق جديدة من التعاون بين لبنان والسلطنة"، منوهاً بعمق العلاقات الثنائية. ومن جهته، شدّد سلطان عُمان هيثم بن طارق على "اهتمام السلطنة بالوضع في لبنان ومتابعتها لآخر التطورات فيه"، مركزاً على "عمق العلاقات بين البلدين وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي"، ومؤكداً "الدور الإيجابي الذي يقوم به اللبنانيون المقيمون في عُمان". وقد عقد عون والسلطان هيثم بن طارق لقاء قمة في قصر العلم مساء أمس.
ونوّه عون لدى وصوله "بالدور الحكيم والمسؤول الذي تضطلع به سلطنة عُمان الشقيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي"، معتبراً أن "سياسة عُمان القائمة على الحوار والوساطة والتوازن وحسن الجوار قد أكسبتها مكانة مرموقة ودوراً محورياً في تعزيز الاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية. نحن في لبنان نقدّر عالياً هذا النهج الحكيم، ونثمّن مواقف السلطنة الداعمة للبنان في مختلف المحافل الدولية، ووقوفها إلى جانبنا في مواجهة التحديات التي نمر بها".
في غضون ذلك، واصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان جولته على القيادات المحلية، فالتقى لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري وتناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وأفادت معلومات بأن الرئيس نبيه برّي شدّد خلال لقائه لودريان على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وأن زيارة لودريان تأتي في إطار الموقف الفرنسي الداعم لقرار تعيين السفير سيمون كرم في رئاسة الوفد المفاوض، كما أن ملف الانتخابات النيابية كان حاضراً وأن لودريان يشدد على إجراء الاستحقاق في موعده وعدم إعطاء أي إشارة سلبية خلال العهد الجديد.
والتقى لودريان أيضاً قائدُ الجيش العماد رودولف هيكل، وجرى عرض سبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة، وذلك قبيل اجتماع سيعقد في باريس في 18 كانون الأول الحالي، بمشاركة لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان، بالإضافة إلى قائد الجيش اللبناني، سيُخصص للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع السنة المقبلة.
وزار لودريان النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط في كليمنصو. كما زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مساء ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وليلاً التقى لودريان رئيس الحكومة نواف سلام على مأدبة عشاء في قصر الصنوبر في بيروت بمشاركة عدد من الوزراء.
وفي اطار المواقف البارزة من الوضع في لبنان، قال سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في حفل استقبال أقامه لمناسبة ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الحكم، "لم تتوان دولة قطر يوماً عن الوقوف إلى جانب لبنان ومساندته لتخطي الأزمات والظروف. وها هي اليوم تجدّد التزامها الثابت بدعم الأشقاء اللبنانيين في مختلف المجالات، من الاستثمار والتنمية إلى الثقافة والتعليم والصحة وغيرها، كما تواصل دعمها للجيش اللبناني بالتنسيق مع الجانب الأميركي انطلاقاً من حرصها الصادق على استقرار لبنان وسيادته ووحدة أراضيه".
أما ميدانياً، فعاودت إسرائيل عملياتها جنوباً ونفّذ الجيش الٳسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة حمامص باتجاه سهل مرجعيون. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، سلسلة من الغارات على مواقع في الجنوب، فاستهدف بما لا يقل عن ثماني غارات مرتفعات إقليم التفاح، ومنطقة جبل صافي ووادي رومين وأطراف بلدة جباع ووادي عزة بين قضائي النبطية وصيدا. وتسللت قوة إسرائيلية فجر أمس إلى وسط بلدة عديسة، وفجّرت منزلاً على الطريق العام. كما تسللت قوة إسرائيلية ليلًا إلى أطراف مدينة الخيام – تحديدًا في منطقة وادي العصافير قرب المسلخ – وفجّرت أحد المنازل.
إلى ذلك، لفتت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى أن تقديرات في تل أبيب تشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلي بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عملية نزع سلاح "حزب الله". وحذّرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي من أن الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة "قوة الرضوان" لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وفق صحيفة "معاريف". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل.
"الأخبار":
تلقّت المصارف، بواسطة مصرف لبنان، إحالة من النائب العام المالي، القاضي ماهر شعيتو، بعنوان «طلب معلومات» يلزم المصارف بتقديم كشوفات حسابات مفصّلة عن حسابات رؤساء مجلس الإدارة وأعضاء المجلس ومديري الإدارة العامة والفروع وأزواجهم وزوجاتهم وأولادهم، وهو ما أثار قلق إدارات وأصحاب المصارف، وهي رأت في الخطوة نقطة تحوّل في متابعة ملف توزيع الخسائر في القطاع المالي، مع سعي إلى تحديد المسؤوليات الجزائية التي قد تترتّب على المصارف، لا سيّما أنّ الأمر تزامن مع تسرّب النسخة التاسعة من مسوّدة مشروع قانون «الانتظام المالي واسترداد الودائع» الذي تناقش مسوّدته الـ14.
وقد وجّه شعيتو في 17/11/2025 طلب معلومات إلى حاكم مصرف لبنان، كريم سعيد، بالاستناد إلى «تحقيقات أوّلية تجريها النيابة العامة المالية بموضوع اشتباه بحصول جرائم جزائية ومنها جرائم مصرفية»، ويطلب فيه كشوفات مفصّلة بحركة الحسابات والتحاويل المصرفية في أثناء المدّة الممتدة من 1/7/2019 حتى 1/1/2023، والعائدة إلى كل من: «رؤساء وأعضاء مجالس إدارة المصارف التجارية العاملة في لبنان، سابقين وحاليين، مديري المصارف المذكورة على كافة المستويات ومنهم مديرو الإدارة العامة ومديرو الفروع، السابقون والحاليون، والمفوّضون بالتوقيع».
لم يكتفِ شعيتو بذلك، بل قرّر أن يضيف إلى لائحة كشوفات الحسابات المطلوبة «زوج/ زوجة المذكورين أعلاه وأولادهم». وحدّد شعيتو ما المطلوب إظهاره بالتفصيل في هذه الكشوفات، مشيراً إلى أنه يتوجّب تبيين التحاويل المصرفية الحاصلة في المدّة ما بين 1/7/2019 ولغاية 1/1/2023 إلى حسابات مصرفية خارج لبنان، وقيمة كل منها، وتاريخها، وتاريخ إيداع الأموال المحوّلة إلى الخارج في المصارف اللبنانية، وبيان كامل هوّية صاحب الحساب وصفته لدى المصرف، والتبرير المذكور في عملية التحويل، والجهة المحوّل إليها. أيضاً، طلب شعيتو بياناً مفصّلاً بكل «التحاويل الحاصلة من أي من حسابات المذكورين إلى حسابات مصرفية داخل لبنان عمد أصحابها، بعد بيان هوّيتهم، إلى تحويلها إلى الخارج».
وقبل يومين، تلقّت المصارف إحالة من مصرف لبنان تتضمّن طلب المعلومات الصادر عن شعيتو «ما أثار قلق المصرفيين وخوفهم من أن يشكّل هذا الكتاب بداية لبدء تحميل المصارف مسؤوليات جزائية» وفق ما قال أحد المصرفيين لـ«الأخبار».
إذ إنّ المصارف ومصرف لبنان صاروا ملزمين عبر الآليات القانونية، بإعداد وتقديم الكشوفات إلى النيابة العامة وفق الآليات المعتمدة أصولاً، لا سيّما أنّ هذا التوسّع في معرفة تفاصيل الكشوفات لم يكن معتمداً في طلب المعلومات السابق الذي أصدره شعيتو.
فالتحويلات التي تمتدّ في المدّة المشار إليها في طلب المعلومات الأخير تشمل حركة حسابات «الفريش» بالإضافة إلى ما يسمّى «لولار» ولم تعُد التحاويل تقتصر على طرفين بين حساب محلّي وحساب خارجي، بل تتطلّب نوعاً من تتبّع حركة الحسابات عبر العمليات الثلاثية التي تبدأ من حساب محلّي إلى حساب محلّي ثم إلى تحويل نحو الخارج، كما أنّ هذه الحركة تشمل الأزواج والأولاد ومفوّضي التوقيع ومديري الفروع «من دون أن تشمل حسابات السياسيين» المصنّفين مع عائلاتهم إلى جانب أصحاب المصارف وكبار التنفيذيين فيها من «ذوي الارتباطات السياسية» أو من «الأشخاص المكشوفين سياسياً» (PEPs).
ويقول المصرفي نفسه لـ«الاخبار»، إنه على إثر تبلّغ المصارف طلب المعلومات، دعت جمعية المصارف إلى اجتماع كان يفترض أن يكون يوم الإثنين المقبل، ثم جرى تقديمه إلى يوم الخميس، ربطاً بأهمية الموضوع. والنقاش الدائر بين المصرفيين بخصوص كتاب شعيتو، هو أنه يضرب السردية التي يحاول مصرف لبنان والمصارف تقديمها إلى الجمهور عن أنّ الأزمة نظامية وأنّ سببها خلل في العلاقة بين الدولة ومصرف لبنان، ولو اشتركت فيه المصارف، التي تقول إنها فعلت ذلك عن طريق الخضوع لا بمحض إرادتها، وأنه بناء على ذلك لا يفترض أن تترتّب مسؤوليات جزائية على المصارف نتيجة ذلك. فهذا الكتاب بما يحمله من اشتباه بارتكاب جرم، يجعل المصارف في حال ترقب لاحتمال تحميلها مسؤوليات قانونية في المرحلة المقبلة، إذا أقرّ قانون «الانتظام المالي واسترداد الودائع».
القرار تزامن مع قرب عرض مشروع قانون «الانتظام المالي واسترداد الودائع» على مجلس الوزراء. وهو المشروع الذي فجّر صراع مصالح واسعاً منذ أكثر من ستّ سنوات بين أركان السلطة، بمشاركة مؤسسات دولية تدعمها الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، لا سيّما صندوق النقد الدولي. ويبدو أنّ هذا الصراع احتدم محلّيّاً وانتقل إلى مرحلة جديدة نتيجة الضغوط الدولية، إذ تطالب هذه الجهات، الحكومة اللبنانية، بالإسرع في إقرار قانون يتناسب مع واقع إفلاس المصارف وأُفق استدامة المالية العامة، وفي الوقت نفسه لا يراعي حسابات القوى السياسية ومصالحها.
كما تحتدّ الصراعات المحلّية ربطاً بالنقاش الفعلي القائم مع جمعية المصارف التي تبدي خشيتها من أن يتّخذ القانون وجهة تطيح بكامل رساميل المصارف ويفتح باب إلقاء المسؤوليات الجزائية على مصراعيه، وهو ما تفسّره المصارف وداعموها على أنه بداية مرحلة إعادة تشكيل القطاع المصرفي بعيداً من مساعي المصارف الحالية التي تسعى بكل جهدها من أجل انتزاع «براءة ذمّة» عن ارتكاباتها بالتعاون مع مصرف لبنان والقوى السياسية.
وعليه، فإنّ جمعية المصارف تمارس اليوم ضغوطاً كبيرة على السلطة من أجل وقف الملاحقات القضائية القائمة على دعاوى مودعين، وهي ستضغط من أجل إجراء تعديلات تناسبها على مسوّدة مشروع قانون الانتظام المالي واسترداد أموال المودعين. وعلمت «الأخبار» أنّ اجتماعاً عقد في أثناء اليومين الماضيين ضمّ الحاكم كريم سعيد، الموجود في العاصمة البريطانية، مع وفد مجلس إدارة جمعية المصارف، بمن فيهم ممن ممثّلين عن ثمانية مصارف من المصارف العشرة الكبيرة في لبنان، إلى جانب شركتَي «روتشيلد» اللتين يستعين فيهما مصرف لبنان، وشركة «انكورا» التي تستعين بها جمعية المصارف، وتبلّغت المصارف في هذا الاجتماع بالخطوط الأساسية للخطّة التي أسّس لها الحاكم كريم سعيد، بالتعاون مع نائبه سليم شاهين، وصاغها على شكل مسوّدة مشروع قانون فريق مكلّف من رئيس الحكومة على رأسه القاضية رنا العاكوم، ومروان صقر (أقصي المحامي علي زبيب عن إعداد مشروع القانون بعدما سجّل الكثير من الاعتراضات على مضامينه)، ثم نوقشت مع وزيرَي المال، ياسين جابر وعامر البساط.
ولا تتوقّع مصادر نيابية تمرير هذا المشروع في مجلس النواب، بل وصلت معلومات إلى الرئيس سلام، بأنّ سعيد وجمعية المصارف بصدد شنّ حملة كبيرة على المشروع إلى جانب تعاون على آلية ضغط تمارس في العاصمة الأميركية بقيادة فريق يقوده المصرفي أنطون الصحناوي.
المصارف تريد المزيد
قالت مصادر مصرفية إن مجلس إدارة جمعية المصارف عقد بعد ظهر الجمعة الماضي، اجتماعاً لمناقشة أرقام الخطّة التي أعدّها مصرف لبنان والتي على أساسها أعدّ مشروع قانون الفجوة المالية، وقرّرت بالاتفاق مع مستشارها المالي «انكورا» أن تعدّ ردّاً مفصّلاً لنقض الخطة في محاولة لانتزاع تنازلات أكبر تجاههم سواء للمقايضة عليها مع مسألة المسؤوليات التي بدأت تظهر في طلب المعلومات الصادرة في قرار للنائب العام المالي القاضي ماهر شعيتو، أو للحصول على المزيد من المكاسب مثل القول إنّ حصّة مصرف لبنان من الخطة والمقدّرة بنحو 16 مليار دولار منها نحو 8 مليارات دولار (من التوظيفات الإلزامية بالعملات الأجنبية لدى مصرف لبنان) يفترض أن تُحتسب للمصارف لأنها ما تبقّى من التزامات مصرف لبنان تجاههم، وهي نفسها من التزامات المصارف تجاه الزبائن. أي أنّ المصارف تريد ألّا تشطب رساميلها بالكامل، وأن تكون حصّتها من تسديد الودائع أقلّ ممّا تنصّ عليه الخطّة.
وتشير بيانات موجودة لدى رئاسة الحكومة إلى أنّ المصارف تحاول التفلّت من مسؤوليات مباشرة تقع على عاتقها، وأنّ الرئيس سلام يعتبر أنّ أي نقاش إيجابي مع المصارف يبدأ عندما يعمد أصحاب الأسهم فيها والمديرون إلى إعادة الأموال التي تخصّهم والتي حوّلت إلى الخارج في أثناء الأعوام الماضية.
مترتّبات الفجوة المالية: الذهب على المحكّ!
تشير الخطّة التي يعدّ على أساسها مشروع قانون الفجوة المالية واسترداد الودائع، إلى أنّ ما سيترتّب على المصارف هو 12 مليار دولار على مدّة زمنية طويلة نسبياً، مقابل حصة تتجاوز 16 مليار دولار لمصرف لبنان وبقيمة مماثلة على الدولة. هذا المبلغ هو الفجوة الفعلية بالعملة الأجنبية، إذ أنه سيتمّ خفض التزامات مصرف لبنان تجاه المصارف بقيمة 35 مليار دولار من أصل 80 مليار حالياً، وذلك عبر الآتي: 11 مليار من الفوائد الإضافية، 10 مليارات دولار من الأموال ذات المصدر المجهول أو غير المشروع، ونحو 15 مليار دولار ستشطب من حسابات الزبائن الذين حوّلوا ودائعهم من ليرة إلى دولار بعد أيلول 2019 وفق أسعار مختلفة مبنيّة على أساس متوسّط سعر الصرف الفعلي في سنوات ما بعد الانهيار.
كما ستمنح المصارف مدّة زمنية طويلة لإعادة الرسملة، ولن يتمّ شطب رساميلها في وقت واحد، بل سيجري اعتماد الشطب بالتناغم مع الرسملة الجديدة. وسيحصل المودعون بالعملات الأجنبية على مبالغ نقدية «فريش» لغاية 100 ألف دولار، وكل المبالغ التي تفوق ذلك ستتحوّل إلى سندات يصدرها مصرف لبنان، ويكون ذلك على إثر إنشاء صندوق يضع فيها كل الأصول التي يملكها من عقارات وشركات بما فيها المعادن الثمينة وتحديداً الأرباح الدفترية الناتجة من فروقات أسعار الذهب.
يشار هنا، إلى أنّ الكثير من المصرفيين وبعض العاملين في الحقل الاقتصادي، يعتقدون أنه على لبنان التخلّي عن سياسة عدم المسّ بالذهب، عبر أفكار مختلفة بينها رهن كمية منه مقابل مبالغ تصرف على معالجة أزمة الديون والمودعين، أو العمل على تحديد فروقات قيمة الذهب في أثناء الأعوام الثلاثة الماضية وتسييل ما يساوي قيمة هذه الفروقات واستخدامهم لضخّ سيولة تعالج جانباً من أزمة المودعين وتفتح دورة اقتصادية جديدة. ولكن، لا يبدو أنه يوجد في لبنان اليوم، من يقف في موقع المسؤولية ويمكنه إشهار موافقته على هذا الأمر، مع العلم أنه يحتاج إلى قانون خاص يصدر عن مجلس النواب.
"الجمهورية":
في زمن التفاوض الذي دخله لبنان «يذهب العاشق ويأتي المشتاق»، ولكن شيئاً لا يتغيّر في مسار الأوضاع، فإسرائيل مستمرة في عدم التزامها وقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق التي تحتلها، على رغم من «التطعيم المدني» للجنة «الميكانيزم»، فيما لبنان كان ولا يزال يعوّل على المساعي والوساطات الإقليمية والدولية، ولا سيما منها الأميركية، في وقت بدأ يسود بعض الأوساط السياسية مخاوف تتعدّى التهديد الإسرائيلي بحرب جديدة، إلى أحداث أمنية داخلية يمكن أن تحصل وتفرض نفسها من خارج المسار.
قال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»: «بدأنا نلمس خفض منسوب التشاؤم، لكن هذا لا يعني أننا أبعدنا شبح الحرب عن لبنان، لأنّ إسرائيل مستمرة في عدوانها اليومي، ووصلتنا رسالتها أنّها لن توقف النار للتفاوض، والنار بالنسبة اليها هي فوق التفاوض».
وكشف المصدر «انّ المعنيين استطاعوا أن ينتزعوا عدم نكران الموفدين الدوليين من أنّ لبنان يقوم بخطوات إيجابية». ودعا المصدر إلى «التوقف ملياً عند كل كلمة قالها رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. فالأزمة في صلبها تكمن في عدم التزام إسرائيل بكل الاتفاقات، وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً انّ «حزب الله» التزم وانسحب كلياً من جنوب نهر الليطاني بحسب الاتفاق، وفي المقابل فإنّ العدو لم يقم بأي خطوة لا لجهة وقف الأعمال العدائية ولا الانسحاب. والذي استجد أننا قدّمنا خطوة إضافية تدحض الإدّعاءات الإسرائيلية ولم نسمع الصدى».
وقال المصدر نفسه «إنّ ما يتجاهله البعض وللأسف، يتقاطع مع مَن في الداخل، انّ إسرائيل ملزمة بتطبيق الاتفاق، ونحن نكرر الموقف، وهو أن لا يصح التفاوض تحت النار، والخوف أن تستمر إسرائيل في حربها لا بل تذهب إلى أبعد من الخطوط المرسومة حالياً، وإنّ كل التدخّل الخارجي لا يعمل بطريقة فاعلة، وخصوصاً الجانب الأميركي ذو التأثير الأكثر فعالية، في اعتبار انّ العدو لا يعير اهتماماً لأي مطالب أخرى، وربما ما يؤخّر التصعيد الكبير أننا لا نعطي عدونا ذريعة». ويؤكّد المصدر «انّ الالتزام بالمكتوب هو الحل، ونحن ننتظر تطبيقه ومساعدة الأميركي على فرضه من دون لا مهل ولا رهانات».
وأكّد المصدر، انّ جولة الموفد الفرنسي لن تقدّم ولن تؤخّر في الواقع شيئاً، حتى انّ اللقاء الرباعي الذي تردّد انّه سيُعقد في 18 من الجاري في باريس بين لودريان ولوجاندر والموفد السعودي يزيد بن فرحان والموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس وقائد الجيش العماد رودولف هيكل عشية اجتماع لجنة «الميكانيزم» في 19 من الجاري، لا تأكيد بعد انّه سيحصل وربما لن يحصل.
الحراك الفرنسي
في سياق متصل، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، إنّ المؤشر الأبرز الذي توحي به عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، هو أنّ مسار التفاوض قد تحرّك فعلاً، وأنّ هناك حاجة إلى تفاعل مجموعة كبيرة من الأفكار والطروحات، خارج الطرحين الأميركي والإسرائيلي اللذين يدوران حول نقطة واحدة هي: نزع سلاح «حزب الله» بكامله وقبول الحكومة اللبنانية بمسار التفاوض خارج إطار «الميكانيزم».
وأوضحت هذه المصادر، أنّ الحراك الفرنسي جاء منسقاً مع المبادرات العربية الثلاثية، السعودية ـ القطرية ـ المصرية، التي استؤنفت جميعها بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة على خط بيروت، بهدف تجنّب وصول الوضع اللبناني إلى نقطة الانفجار الحتمية، كما كان متوقعاً، مع مطلع العام الجديد.
وأكّدت المصادر، وفق ما وصل إليها من معلومات، أنّ مبادرة باريس التي بقيت جامدة لفترة طويلة بسبب تعثر المفاوضات، تمّ تحريكها بالتزامن مع بدء «المفاوضات المدنية» بين لبنان وإسرائيل، بطلب من واشنطن وبتنسيق دقيق معها، لما لفرنسا من رصيد لدى كل الأطراف في لبنان، بما في ذلك «حزب الله». ولذلك، سيلعب الفرنسيون في الناقورة دوراً مهمّاً في تسهيل المخارج في الفترة المقبلة، بدعم عربي، ولكن تحت المظلة الأميركية.
جولة لودريان
وكان لودريان واصل جولاته على المسؤولين اللبنانيين، والتقى أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ودام اللقاء أكثر من ساعة، وتناول تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لاعتداءاتها على لبنان، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.
والتقى لودريان أيضاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة، وعرض معه للتطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة. ثم زار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي شدّد على ضرورة دعم الخطوات اللبنانية الإيجابية، سواء مبادرة رئيس الجمهورية بتكليف السفير سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني في لجنة «الميكانيزم»، أو الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني. وتمّ التشديد على الالتزام ببنود التفاوض التي كان جنبلاط قد تناولها مع رئيس مجلس النواب، ويأتي في طليعتها تثبيت وقف إطلاق النار وعودة الجنوبيين وتحرير الأسرى. وأكّد المجتمعون أهمية الدور الفرنسي في تعزيز المسار الإيجابي للعلاقات اللبنانية ـ السورية.
كذلك التقى لودريان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، وتمحورالبحث حول المؤتمر الدولي الذي سيُخصّص لدعم الجيش اللبناني، بمشاركة أميركية وسعودية وفرنسية، فضلًا عن ضرورة إجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها المحدّد. وعقب اللقاء الذي دام ساعة، اكتفى لودريان بالقول للصحافيين: «Quand je parle je parle».
وفي المساء التقى لودريان رئيس الحكومة نواف سلام على مأدبة عشاء في قصر الصنوبر في بيروت بحضور عدد من الوزراء.
قمة لبنانية ـ عُمانية
على انّ التطورات في لبنان والمنطقة كانت محور بحث في سلطنة عمان، خلال لقاء القمة الذي انعقد مساء أمس في قصر العلم في مسقط بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وسلطان عمان هيثم بن طارق.
وأكّد الرئيس عون أنّ «زيارته لسلطنة عمان ستفسح المجال أمام تعزيز التعاون الثنائي اقتصادياً وتجارياً وثقافياً وتعليمياً»، لافتاً إلى أنّ «اللبنانيين يتطلعون الى آفاق جديدة من التعاون بين لبنان والسلطنة»، منوّها بـ«عمق العلاقات الثنائية».
ومن جهته، شدّد سلطان عمان على «اهتمام السلطنة بالوضع في لبنان ومتابعتها آخر التطورات فيه»، مركّزاً على «عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي»، مؤكّداً «الدور الإيجابي الذي يقوم به اللبنانيون المقيمون في عمان».
وكان الرئيس عون والسلطان هيثم بن طارق انتقلا معاً من المطار إلى قصر العلم، وبعد مراسم الاستقبال عُقدت محادثات موسعة تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة.
وثمّن الرئيس عون «الدعم الذي تقدّمه سلطنة عمان إلى لبنان في مختلف المجالات، استناداً إلى ما يربط البلدين من علاقات متجذرة». وأشار إلى أن «اللبنانيين يتطلعون الى آفاق جديدة من التعاون بين لبنان والسلطنة، التي تلعب بقيادة جلالته، دوراً مميزاً في المنطقة والعالم، وجعلت لها مكانة مرموقة ودوراً محورياً في تعزيز الاستقرار والنزاعات بالوسائل السلمية».
ثم عرض عون والسلطان لعدد من المواضيع في المنطقة، لا سيما منها الوضع في الجنوب اللبناني نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية. وشرح عون ما حققه الجيش اللبناني منذ انتشاره في جنوب الليطاني لتطبيق القرار 1701. كما تناول موضوع الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية التي تقوم بها الحكومة. واتفق عون والسلطان على عقد اجتماع للجنة العمانية- اللبنانية المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في مسقط، والعمل على توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزز التعاون بين البلدين. ثم عُقدت خلوة بين رئيس الجمهورية وسلطان عمان دامت نحو ساعة.
وأفادت وكالة الأنباء العمانية انّه «تمّ البحث في الفرص المتاحة لفتح آفاق جديدة من التعاون والشراكة والاستثمار بين البلدين الشقيقين، لا سيما في القطاعات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية، علاوة على مناقشة المستجدات السياسية الراهنة في المنطقة وسبل دعم مسارات الامن والاستقرار».
برقية للشرع
من جهة ثانية، أفادت وكالة «سانا» السورية، أنّ الرئيس السوري أحمد الشرع تلقّى برقية من الرئيس عون خلال عبوره الأجواء السورية متوجهاً إلى سلطنة عُمان، و«ذلك بالتزامن مع احتفال سوريا بالذكرى الأولى للتحرير من النظام البائد».
وجاء في البرقية: «فخامة الرئيس أحمد الشرع المحترم، يطيب لي وأنا أعبر أجواء بلادكم في طريقي إلى سلطنة عمان أن أعبّر لكم عن خالص أمنياتي لكم وللشعب السوري الشقيق، سائلاً الله المولى عز وجل أن يمنّ عليكم بوافر الصحة، ويمكنكم من مواصلة قيادة بلادكم إلى برّ الأمان والاستقرار».
جنوباً
وعلى الجبهة الجنوبية، توالى الخرق الإسرائيلي لوقف اطلاق النار، إذ مشط الجيش الإسرائيلي بالأسلحة الرشاشة من تلة حمامص سهل مرجعيون. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، ثماني غارات على مواقع في الجنوب، فاستهدف مرتفعات اقليم التفاح، ومنطقة جبل صافي ووادي رومين وأطراف بلدة جباع ووادي عزة بين قضاءي النبطية وصيدا. وإلى ذلك، تسلّلت قوة إسرائيلية قرابة فجر أمس الى وسط بلدة عديسة، وفجّرت منزلاً على الطريق العام. كما تسللت قوة أخرى إلى منطقة وادي العصافير في الخيام وفجّرت أحد المنازل.
وكتبت صحيفة «معاريف»، أنّ تقديرات في تل أبيب تشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلي بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عملية نزع سلاح «حزب الله». وحذّرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي من أنّ الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح «حزب الله» فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة «قوة الرضوان» لتنفيذ عمليات ضدّ إسرائيل، وفق صحيفة «معاريف». وأكّد الجيش الاسرائيلي أنّه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل.
وفي غضون ذلك، أعلنت قوات «اليونيفيل» في منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، أنّ جنود حفظ السلام يواصلون تنفيذ المهمات الموكلة إليهم على رغم من المخاطر الأمنية المتكرّرة التي تواجههم خلال الدوريات. وأشارت إلى أنّ عناصرها يرصدون الانتهاكات للقرار 1701 ويرفعون تقارير في شأنها إلى مجلس الأمن، مؤكّدة أنّ أي انتهاك، مهما كان صغيرًا، قد يهدّد التقدّم نحو الاستقرار على المدى الطويل.
كاتس
في غضون ذلك، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صباح امس قيادة المنطقة الشمالية يرافقه نائب رئيس هيئة الأركان اللواء تامير يدعي، وقائد المنطقة الشمالية اللواء رافي ميليو، إلى جانب عدد من القادة الآخرين.
وتلقّى كاتس إحاطة عملياتية واستخباراتية شاملة حول المواضيع ذات الصلة بالمنطقة. وأشاد بنشاط القيادة الهجومي في مختلف القطاعات، مؤكّداً على أنّ الجيش الإسرائيلي يجب أن يبقى داخل المنطقة كحاجز يفصل بين «أعداء جهاديين» وبين سكان الجليل والجولان. وقال: «مهمتنا هي حماية مواطني إسرائيل من أي تهديد – وهذا ما سنفعله».
"الديار":
في لحظة سياسية وأمنية دقيقة تشهد اعادة خلط أوراق، حط الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت، املا في اعادة ضبط الإيقاع الداخلي قبل بلوغ استحقاق 19 كانون الأول، موعد اجتماع لجنة «الميكانيزم»، بصيغتها الجديدة، على وقع التصعيد الإسرائيلي، وسط اختبار اسرائيلي لحدود تدخل الوسطاء الدوليين.
لودريان، العائد إلى بيروت بالتنسيق مع المعنيين بالملف اللبناني، مصرّ على تفادي أي انزلاق نحو مرحلة أكثر خطورة، فالتصعيد الإسرائيلي ليل الاثنين، وإن اتخذ طابعا موضعيا، الا انه حمل رسائل مباشرة إلى بيروت مفادها أن تل أبيب ستواصل الضغط بالنار ريثما تتبلور «الترتيبات الحدودية الجديدة»، وأن أي تباطؤ في هذا المسار سيواجَه بسياسة الأمر الواقع.
ومع اقتراب موعد اجتماع «الميكانيزم»، تتقاطع دوائر القرار الدولية عند قناعة بأن لبنان بات يقف عند منعطف دقيق: فإما ينجح في وضع أسس ثابتة للتهدئة تجنب البلاد الانزلاق إلى مواجهة أوسع، وإما انفتاح مرحلة تفاوضية صعبة تستخدم فيها الضغوط العسكرية كورقة تحسين شروط. وبين هذا وذاك، تبدو زيارة لودريان محاولة لالتقاط الأنفاس قبل حلول لحظة الحقيقة.
في ظل هذا المشهد، يعود إلى واجهة النقاش الداخلي، الوضع الأمني والسياسي، مع ارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية وتزايد التهديدات بالتصعيد، على وقع توترات امنية في اكثر من منطقة لبنانية، من صيدا امتدادا الى بيروت، على خلفية الاحتفالات بذكرى سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، والتي نجحت الاتصالات والاجراءات الميدانية في تطويقها ومنع امتدادها، وبين الضغوط الدولية والإقليمية والمساعي اللبنانية لتثبيت آليات التهدئة، حيث يبقى السؤال إلى أي حد قد يذهب التصعيد الإسرائيلي؟
عون في عمان
في هذا الاطار شكلت زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى سلطنة عمان محطة ديبلوماسية لافتة في توقيتها ورسائلها، اذ جاءت لتعيد فتح نافذة عربية جديدة أمام لبنان، وتؤكّد أنّ بيروت ما زالت قادرة على بناء جسور الثقة مع العواصم الخليجية، إذا ما توافرت الإرادة السياسية والرؤية الواضحة، على ما تشير مصادر مقربة من بعبدا.
فمن مسقط، حرص الرئيس عون على التأكيد أنّ لبنان «منفتح على كل دعم عربي صادق»، مشدداً على أنّ إعادة النهوض تمرّ عبر تعزيز «الشراكات» الاقتصادية وتثبيت الاستقرار الأمني، حيث لاقت تصريحاته اهتماماً عُمانياً واضحاً، خصوصاً لناحية تأكيده أنّ الجيش اللبناني سيبقى الضمانة الأولى لوحدة البلاد ومنع الانزلاق إلى الفوضى، وأنّ المؤسسة العسكرية تحتاج إلى دعم مستدام كي تتمكن من القيام بواجباتها.
هذا ويحمل عون معه، وفقا للمعلومات، ملفات اقتصادية وتنموية تتعلق بالطاقة والاستثمار والتعاون في مجالات البنى التحتية، إضافة إلى أفكار حول انخراط الشركات العُمانية في مشاريع حيوية داخل لبنان. أما في الجانب السياسي، فسيشدّد على أنّ أي تسوية داخلية يجب أن تكون لبنانية الهوية، مدعومة عربياً ودولياً، من دون إملاءات أو مقايضات، مؤكدا ان لبنان يبحث عن مظلة عربية تحمي استقراره، وأنّ مسقط تُعدّ إحدى العواصم القادرة على القيام بدور توازني في المرحلة المقبلة.
زيارة لودريان
اما في بيروت، فقد عادت الحركة الفرنسية لمواكبة المستجدات الجديدة، اذ استكمل الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان جولاته امس بين عدد من المقرات، من عين التينة، الى كليمنصو، اليرزة، ومعراب، مستمرا بالتمسك بصمته، ممتنعا عن الادلاء باي تصريح، تاركا للسفير هرفيه ماغرو التاكيد ان اللقاء مع رئيس مجلس النواب «كان جيدا جدا»، وسط التساؤلات التي اثارها غيابه عن السراي، واكتفائه بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام على مادبة عشاء في قصر الصنوبر في حضور عدد من الوزراء والشخصيات.
مصادر مواكبة اشارت، الى ان زيارة لودريان تأتي في اطار الموقف الداعم لقرار تعيين السفير سيمون كرم في رئاسة الوفد المفاوض الى الميكانيزم، بعد التشاور مع القاهرة، التي تدرس امكان ارسال موفد لها الى بيروت لاعادة تفعيل مبادرتها، بعد الخطوة اللبنانية، وكلام توم براك، حول السلاح، الذي يتقاطع مع المسعى المصري، وسط توقعات بان يزور الامير يزيد بن فرحان بيروت، عشية لقاء باريس المنتظر في 18 كانون الاول، مؤكدة ان لودريان يحمل «طرحاً جديداً لخفض التصعيد يدمج بين جملة طروحات»، أولها، إقناع لبنان بوضع جدول زمني لحصر السلاح على نحوٍ كامل مقابل خفض التصعيد الإسرائيلي.
وكشفت المصادر ان ملف الانتخابات النيابية كان حاضرا في لقاءاته، حيث اكد على ضرورة اجرائها، وايجاد الحلول اللازمة للخروج من عنق زجاجة التعطيل النيابي، الذي بدأ يترك اثره السلبي في النظرة الدولية، في ما خص الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة، في ظل التعثر والعرقلة الواضحة، ما سيؤخر مؤتمرات الدعم والمساعدات التي قد تحصل عليها بيروت.
وكانت اشارت معلومات الى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط طلب من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان دعم الخطوات اللبنانية الإيجابية، سواء مبادرة رئيس الجمهورية بتكليف السفير سيمون كرم لقيادة الوفد في لجنة «الميكانيزم»، أو الإجراءات التي ينفذها الجيش اللبناني على الأرض، كما شدّد جنبلاط خلال لقائه لودريان على البنود التي ناقشها مع الرئيس نبيه بري، وفي طليعتها تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة أهالي الجنوب إلى منازلهم، إضافة إلى متابعة ملف تحرير الأسرى ضمن المسار التفاوضي القائم.
مؤتمر الدعم
لودريان الذي زار ايضاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل، عارضا معه التطورات وسبل دعم الجيش في ظل التحديات الراهنة، ناقش في اليرزة جدول الاجتماع الذي سيعقد في باريس في 18 كانون الأول الجاري، بمشاركته، ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان، بالإضافة إلى العماد هيكل، والذي سيخصص للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع السنة المقبلة، والذي ما زالت واشنطن على موقفها منه، بحسب اوساط اميركية متابعة، والتي كشفت أن مسؤولين لبنانيين يجرون سلسلة اتصالات تهدف إلى تجنب الضغوط التي يمارسها بعض أعضاء الكونغرس الأميركي لوقف المساعدات المقدمة إلى الجيش اللبناني، حيث من المتوقع أن تصل إلى بيروت خلال الأيام المقبلة بعثة من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان، على رأس جدول أعمال مباحثاتها موضوع الجيش.
اجتماع الميكانيزم
وليس بعيدا علم ان رئيس الوفد اللبناني، السفير سيمون كرم سيحمل معه الى طاولة الناقورة في 19 الجاري»جدول اعماله»، وفقا لما تم الاتفاق عليه مع الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، بعد «كسر الجليد» خلال اللقاء الاول بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي، على ما اكد السفير الاميركي ميشال عيسى. ووفقا للمعلومات، فان «الاجندة اللبنانية» تتضمن اربع نقاط تم الاتفاق عليها بين الرؤساء الثلاثة، لتكون محور التفاوض: وقف الاعمال العدائية الاسرائيلية، الانسحاب من النقاط المحتلة، اطلاق الاسرى، وحل الخلافات حول النقاط الحدودية العالقة وانجاز ترسيم الخط الازرق.
ورأت مصادر مطلعة، ان الارباك ما زال يسيطر على المشهد السياسي الداخلي، خصوصا ان لبنان لم يتسلم أي ضمانات مقابل الخطوة التي قام بها، والتي لم تقابل باي مبادرة من الجهة المقابلة، مع استمرار التهديدات والاعتداءات، مشيرة الى ان الرهان على نجاح النقاش الديبلوماسي ووصوله إلى نتائج عملية على صعيد ردع إسرائيل، دونه عقبات كبيرة ومعقدة مرتبطة بالمعادلة الميدانية في الجنوب، والتي يبدو واضحاً فيها التشدد من قبل الاطراف المعنية، رغم امتلاك لبنان لاوراق قوة في هذه المعركة.
اوساط وزارية قالت، ان واشنطن «ألمحت» الى انه في حال لمست تعاملا جديا في عملية حصر السلاح في منطقة شمال الليطاني، فان الادارة الاميركية ستمارس ضغوطا على رئيس الوزراء الاسرائيلي لاجباره على الانسحاب من نقطتين او ثلاث، من النقاط المحتلة داخل الاراضي اللبنانية، واشارت المصادر الى ان الجيش اللبناني الذي يواصل عمله في جنوب نهر الليطاني لانجاز مهمته، على أن يقدم تقريره الرابع للحكومة يوم 5 كانون الثاني المقبل، سيعمل على وضع خطة لحصر السلاح في شمال الليطاني، فوره تلقيه قرار الحكومة بشأن ذلك.
دعم قطري
ودائما على خط المواكبة الخارجية للاوضاع اللبنانية، قال سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في حفل استقبال اقامه لمناسبة ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الحكم «لقد جمعت دولة قطر والجمهورية اللبنانية علاقات أخوية راسخة، شكلت نموذجاً مميزا للتعاون الثنائي القائم على الاحترام المتبادل والدعم المتواصل، بحيث لم تتوان دولة قطر يوما عن الوقوف إلى جانب لبنان ومساندته لتخطي الازمات والظروف. وها هي اليوم تجدد التزامها الثابت بدعم الاشقاء اللبنانيين في مختلف المجالات، من الاستثمار والتنمية الى الثقافة والتعليم والصحة وغيرها، كما تواصل دعمها للجيش اللبناني بالتنسيق مع الجانب الأميركي انطلاقا من حرصها الصادق على استقرار لبنان وسيادته ووحدة أراضيه».
تصعيد اسرائيلي
وفي موازاة الجهود الدولية لمنع تدهور الامور عسكريا في لبنان، عاودت اسرائيل اعتداءاتها، حيث شن طيرانها الحربي، منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، سلسلة من الغارات استهدفت منطقة جبل صافي ووادي رومين وأطراف بلدة جباع ووادي عزة بين قضاءي النبطية وصيدا، بالتزامن مع تسلل قوة اسرائيلية الى وسط بلدة عديسة، وفجرت منزلا على الطريق العام، كذلك، إلى أطراف مدينة الخيام، تحديدًا في منطقة وادي العصافير قرب المسلخ، وفجّرت أحد المنازل.
«معاريف»
وليس بعيدا، أفادت صحيفة «معاريف» بأن تقديرات تل أبيب تشير «إلى إمكان تحرّك الجيش بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عملية نزع سلاح «حزب الله»، حيث حذرت قيادة المنطقة الشمالية من أن الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة «قوة الرضوان» لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل»، مؤكدة ان «الجيش الاسرائيلي رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل»، فيما نشر مركز «معهد القدس للاستراتيجيا والأمن» تقريرًا أفاد فيه أنّ لبنان يقف فعليًّا أمام خيارين فقط: الحرب أو الحرب، مع اختلافٍ في توقيت اندلاعها.
موقع «واللا»
من جهته، زعم موقع «واللا» الاسرائيلي، نقلاً عن مسؤولين في جهاز «أمان»، أن «الحكومة الجديدة في لبنان، أضاعت الفرصة التي نشأت بعد الحرب الأخيرة، والإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي لنزع سلاح حزب الله»، مدعيا، أن «الجيش اللبناني، غير قادر فعليًا على فرض سلطته على حزب الله، والدليل أن عناصر التنظيم واصلوا العمل في الميدان رغم الضربات الجوية الإسرائيلية واستهداف أكثر من 350 عنصرا».
ورأى، أن «حزب الله، مصمم على إعادة بناء قوته العسكرية، ويعمل في مسارين رئيسيين: تهريب صواريخ من أنواع مختلفة، وصواريخ مضادة للدروع، وأجزاء من طائرات مسيّرة تضررت في المواجهة الأخيرة، وبناء مواقع وقواعد ومقرات، ونقل نشاطات إلى تحت الأرض، كاشفا ان «حزب الله لا يزال قادرًا على تنفيذ محاولات تسلل، من خلال قوة الرضوان».
الانتخابات النيابية
على صعيد آخر، ومع احالة رئيس المجلس مشروع الحكومة حول تعديل قانون الانتخاب إلى اللجان، يزداد النقاش حول ضيق المهل الدستورية، وحجم التعقيدات القانونية التي قد تنعكس مباشرة على موعد الانتخابات النيابية المقبلة، ما يفرض سباقاً مع الزمن لتفادي أي خرق في المهل، تحديدا لجهة «إصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ونشره في الجريدة الرسمية في شهر شباط كحد أقصى، استنادا إلى قانون انتخاب واضح ونافذ، لا يجوز تعديله قبل فترة قصيرة من الانتخابات»، على ما تقول اوساط دستورية، مشيرة الى انه في حال لم يدرج مجلس النواب المشروع على جدول الأعمال ولم تُقَر التعديلات، فان السؤال المطروح هو حول كيفية تطبيق القانون الحالي، خاصة في ما يتعلق بانتخاب المنتشرين، ما قد يضع العملية الانتخابية برمتها في مأزق قانوني كبير، محذرة من «أن تأجيل الانتخابات نفسه يحتاج إلى قانون يمدد ولاية البرلمان، وهو قانون معرض حكماً للطعن أمام المجلس الدستوري، ما قد يفتح الباب أمام أزمة قانونية ودستورية غير مسبوقة».
قانون الفجوة المالية
على صعيد آخر استمرت موجة الجدل حول مسودة مشروع قانون الفجوة المالية المسربة التي تعمل الحكومة على إعداده، والذي سيعرض امام الوزراء الاسبوع المقبل، على ان ترسل نسخة منه إلى صندوق النقد الدولي لأخذ رأيه قبل إقراره، تحديدا حول التوجّه لإعادة احتساب الفوائد بأثر رجعي وتمييز الودائع وفق معايير غير واضحة، وهو ما نفته مصادر وزارية، مؤكدة ان ما اعد هو افضل الممكن حاليا، مشيرة الى ان الاسابيع المقبلة حاسمة، لجهة السير في اكثر من ملف مالي، اولها، الموازنة، العالقة عند النقاش حول بندي، رواتب القطاع العام والمبالغ المحددة لاعادة الاعمار، كاشفة ان المشكلة الكبرى تبقى في ايجاد المخارج السياسية لمسالة «تعطيل التشريع»، على خلفية معركة قانون الانتخابات.
كنعان
وكانت عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، قال بعدها:» اليوم طبقنا القول بالفعل. واتخذنا قراراً مبدئياً بنقل اعتمادات من احتياط الموازنة الى موازنة ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي لزيادة امكاناته بعملية تعيين خبراء أو متابعة ملفات تتعلق بقطوعات الحسابات منذ العام 2010 كما تفعيل وتزخيم عمل التفتيش المركزي في القطاعات كافةً. ولا نطلب من الديوان مجرد التدقيق، بل نريد أحكاماً ومحاسبة على هدر المال العام الذي حصل. وتقرير لجنة المال أو وزارة المال بعدما ألزمنا كل المؤسسات والأجهزة التابعة للإدارة العامة بإعادة النظر بالحسابات، وتبيّن وجود 27 مليار دولار من الأموال غير المعروف كيفية صرفها، ولم يصدر أي حكم بشأنها حتى الآن لتحديد المسؤوليات عن الصرف والانفاق خارج الأصول وأي مادة قانونية».
وأضاف «طلبنا من التفتيش المركزي تزويدنا بخطة كاملة لأجهزة الرقابة، خصوصاً أنها تعاني من شغور بنسبة 80%. فكيف يمكن للدولة أن تقوم بظل هذا الفراغ؟ وهل هو مقصود؟ فاذا كانت السلطة التنفيذية لا تولي هذه الأجهزة الرقابية وهذا القضاء المستقل الامكانات ليتمتع بالاستقلالية والقيام بمهامه، فمن يكون المسؤول عن الفساد المستشري وضياع أموال المودعين التي هدرت بسبب هذه السياسة والتفلت من المحاسبة وتعطيل أجهزة الرقابة واخضاعها».
ضرائب صندوق النقد
وسط ذلك اوضحت مصادر مالية، ما كشف عنه وزير المالية ياسين جابر، خلال جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في بعبدا، من أنّ «صندوق النقد الدولي» طلب من لبنان فرض مزيد من الضرائب، ان ما طالب به الصندوق ليست ضرائب على الاستهلاك، بل ضرائب مباشرة تستهدف توسيع قاعدة التحصيل الضريبي وإعادة هيكلة النظام الضريبي، وفقا لمعايير الصندوق، اذ إن النظام الضريبي الحالي في لبنان يعتمد بشكل شبه كامل على الضرائب غير المباشرة، أي تلك التي تُحمل مباشرة للمستهلك.
واشارت المصادر الى أن إصلاح البنية الضريبية في لبنان أمر حاسم لمستقبل المالية العامة، إذ يتطلّب إيجاد توازن بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة، وكذلك بين الضرائب على أرباح الشركات والضرائب على الأجور، خصوصا ان العديد من الشركات لا تصرح عن أرباحها الحقيقية وهي امور اساسية في أي اتفاق قد ينجز مع الصندوق.
"نداء الوطن":
يتموضع لبنان على خط التماس بين صنوي الدبلوماسية والحرب، حيث يطلّ الخياران برأسيهما معًا، وسط مناخ دقيق تتناوب فيه الهبات الحامية والباردة على الميدان اللبناني. فإسرائيل تخاطب "حزب الله" بالصواريخ والتصاريح، مهددة بأن ساعة النار تقترب. في بيروت، لا يزال الخطّ السياسي ساخنًا مع مواصلة موفد الإليزيه جان إيف لودريان لقاءاته بالمسؤولين. بالتوازي حطّ رئيس الجمهورية جوزاف عون في سلطنة عمان عاصمة التفاوض بين المتناقضين، في محاولة لتحرير الملف اللبناني من بازار إيران التفاوضي مع الغرب، وسحبه من لعبة أوراقها المحترقة.
وعلمت "نداء الوطن" أن الخلوة الأساسية التي جمعت رئيس الجمهورية جوزاف عون بالسلطان هيثم بن طارق شهدت بحثًا معمقًا في مختلف الملفات، حيث قدّم عون شرحًا مفصلًا حول الوضع اللبناني، لا سيما في الجنوب، وآلية عمل "الميكانيزم" واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية. وبالنظر إلى الدور الذي تضطلع به السلطنة وعلاقاتها المتينة مع مختلف دول المنطقة، وخصوصًا مع الولايات المتحدة وإيران، تناول البحث إمكانية مساهمة مسقط في تسهيل المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية عبر لعب دور وساطة يقرّب وجهات النظر ويدفع نحو نتائج عملية.
كما حضر ملف تعزيز العلاقات الثنائية في اللقاء الموسّع، مع التركيز على تفعيل اللجان المشتركة، تكثيف الاجتماعات، وتعزيز التعاون في قطاع الطيران. ومن المتوقع أن تُستكمل المحادثات اليوم نظرًا لأهمية الملفات التي تُناقش.
وكان الرئيس عون خلال عبوره الأجواء السورية متوجهًا إلى سلطنة عُمان، أرسل برقية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، ورد فيها: "أعبّر عن خالص أمنياتي لكم وللشعب السوري الشقيق، سائلاً الله المولى عز وجل أن يمنّ عليكم بوافر الصحة، ويمكّنكم من مواصلة قيادة بلادكم إلى برّ الأمان والاستقرار"، وفق وكالة "سانا".
لاعب جديد على خط الوسطاء
أما التطوّر البارز على "أوتوستراد الوسطاء"، فتمثل بدخول تركيا على خط التفاوض بين الضاحية ودمشق من جهة، ودمشق – طهران من جهة أخرى، في تحرّك يعكس سعي أنقرة إلى الإمساك بخيوط مرحلة إقليمية دقيقة تتبدّل توازناتها بسرعة.
في هذا السياق، أفاد مصدر واسع الاطلاع لـ "نداء الوطن"، بأن العاصمة التركية نجحت خلال الأسابيع الماضية في جمع مسؤول رفيع من الحكم السوري الجديد مع مسؤول بارز في "حزب الله"، في لقاءات عُقدت مرارًا بعيدًا من الأضواء. كذلك، استضافت أنقرة مسؤولين رفيعين من سوريا وإيران.
لكن اللافت، بحسب المصدر، أن الاجتماعات لم تُعقد بصيغة رباعية كما أشيع، بل جاءت على شكل لقاءات ثلاثية منفصلة: اجتماع سوري – "حزب الله" بوساطة تركية، وآخر سوري – إيراني بوساطة تركية أيضًا. هذا الفصل في مسار اللقاءات يعكس حرص أنقرة على إدارة دقيقة للوساطة، تُمكّنها من التحكّم بالإيقاع السياسي، وإبقاء كل طرف في موقع الحاجة إلى دورها.
ويتابع المصدر أن نتائج هذه الاجتماعات تبدو إيجابية، إذ تناولت ملفات شديدة الحساسية تتصل بمرحلة ما قبل التحوّلات المرتقبة في الحكم السوري وما بعدها، وتركّزت على إعادة ترتيب العلاقة بين دمشق وكل من طهران و"حزب الله"، في محاولة لإعادة ضبطها بما يراعي مصالح الأطراف الثلاثة ويمنع أي اهتزاز في التفاهمات التي يجري العمل على ترسيخها.
الدور التركي غير منسّق عربيًّا
غير أن المعضلة الأساسية التي تثقل هذا المسار، بحسب المصدر، تكمن في أن هذه الاجتماعات تُعقد من دون أي تنسيق أو توافق مع الدول العربية المحورية، باستثناء قطر التي تبدو مطّلعة على تفاصيله وتوفر بعض التسهيلات لانعقاد اللقاءات. هذا التفرّد التركي يثير تساؤلات جدّية حول قدرة هذا المسار على الاستمرار، وحول ردّ فعل العواصم العربية التي تبذل جهودًا منذ فترة لإعادة إدماج سوريا في الحاضنة العربية، ضمن تفاهمات واضحة لا يبدو أن أنقرة تضعها في حساباتها.
جدول زمني لحصر السلاح
هذا التفرّد التركي الذي يتم خارج الإطار العربي، لا يؤثر فقط على مسار الوساطة بين دمشق وطهران والضاحية، بل يمتد تأثيره إلى التوازنات الإقليمية ومجريات الدعم الدولي للبنان. في هذا السياق، كشفت مصادر "نداء الوطن" أن إعادة تحريك ملف مؤتمر الدعم الدولي للجيش جاءت بعد بادرة لبنانية بتعيين السفير سيمون كرم رئيسًا لوفد لبنان في اجتماعات "الميكانيزم". وأوضحت المصادر أن اللقاء المرتقب في 18 الجاري في باريس، في إطار التحضير للمؤتمر، سيشهد مطالب من فرنسا والولايات المتحدة والسعودية لقائد الجيش العماد رودولف هيكل بتكثيف الجهود لإنهاء حصر السلاح جنوب الليطاني بأسرع وقت، تمهيدًا لامتداد العملية إلى شمال النهر ومن ثم إلى كامل الأراضي اللبنانية. وسيشدد الدبلوماسيون على ضرورة أن يضيء الجيش على إنجازاته في الإعلام وألا يعمل في السر، مع التمسك بوضع جدول زمني واضح لكل مرحلة بحيث يتم تحديد تاريخ انتهاء الخطة، على ألا يتجاوز الأشهر الأولى من عام 2026.
سلاح المخيمات إلى الواجهة مجددًا
تحت ضغط المهلة الأميركية التي تفرض تسريع وتيرة حصر السلاح في لبنان، علمت "نداء الوطن" أن ملف السلاح الفلسطيني عاد إلى الواجهة، كأحد المفاتيح الأساسية لاستكمال الخطة الأمنية الشاملة. إذ تشير المعطيات إلى أن ما جرى سابقًا من خطوات تسليم لم يبلغ المستوى المطلوب، ما استدعى إعادة تفعيل الاتصالات على أكثر من مستوى سياسي وأمني، بهدف استكمال خطة جمع السلاح من المخيمات. وإذا كانت غالبيتها لا تشكّل تحديًا كبيرًا، إلا أن الأنظار تتجه إلى شمال نهر الليطاني، حيث يُدرج مخيم عين الحلوة كأحد أبرز محطات المرحلة المقبلة. في هذا الإطار، يجري الحديث عن إمكانية معالجة ملف السلاح في عين الحلوة قبل انتقال خطة الجيش إلى شمال الليطاني، إلا أن التعقيدات ما زالت حاضرة، في ظل غياب قرار حاسم من الدولة بدخول المخيم.
لودريان يستكمل جولاته اللبنانية
بالعودة إلى يوم لودريان الثاني في بيروت، التقى الموفد الفرنسي جان إيف لودريان كلًا من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. وأفادت معلومات الـ mtv بأن "ملف الانتخابات النيابية حاضر في لقاءات لودريان وكذلك التشديد على إجراء الاستحقاق في موعده وعدم إعطاء أي إشارة سلبية خلال العهد الجديد".
تل أبيب تلوّح بعملية بعد الأعياد
أما على خطوط الميدان الحربي، فأفادت صحيفة "معاريف" بأن تقديرات في تل أبيب تشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلي بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عملية نزع سلاح "حزب الله". وحذرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي من أن الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح "حزب الله" فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة "قوة الرضوان" لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل.
وفي ظل الجهود الدولية الرامية إلى منع التصعيد، نفذ الجيش الإسرائيلي أمس، عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة انطلقت من تلة حمامص باتجاه سهل مرجعيون. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن منتصف ليل الإثنين – الثلثاء، سلسلة غارات عنيفة على مواقع جنوب لبنان، مستهدفًا ما لا يقل عن ثمانية مواقع منها مرتفعات إقليم التفاح، وجبل صافي، ووادي رومين، وأطراف بلدة جباع، ووادي عزة بين قضاءي النبطية وصيدا، مع تحليق مكثف للطيران في أجواء المنطقة.
إلى ذلك، تسللت قوة إسرائيلية فجر أمس إلى وسط بلدة عديسة وفجرت منزلاً على الطريق العام، كما تسللت قوة أخرى إلى أطراف مدينة الخيام، وفجرت منزلًا آخر.
"الأنباء" الالكترونية:
عاد الدور الفرنسي مجدداً إلى الواجهة على الساحة اللبنانية، إذ تشكّل زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت حلقةً أساسية في الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد. ويأتي توقيت زيارة لودريان قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء المهلة المحددة لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، فيما تسعى باريس إلى منع الانفجار الميداني نظراً إلى مخاطره على لبنان والمنطقة من جهة، وإظهار الخطوات العملية التي اتخذها الجيش اللبناني والتقدم الذي أحرزه في تنفيذ الخطة التي قدّمها إلى مجلس الوزراء، إلى جانب ما يعيق أي تعطيل أو تأخير من جهة أخرى.
وخلال زيارته إلى لبنان، استقبل الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط لودريان في كليمنصو، بحضور النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، حيث تم التشديد على ضرورة دعم الخطوات اللبنانية الإيجابية، سواء مبادرة رئيس الجمهورية بتكليف السفير سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة "الميكانيزم"، أو الإجراءات التي يقوم بها الجيش اللبناني، وفق معلومات "الأنباء الإلكترونية".
وأشارت المعلومات إلى أنه جرى التأكيد على الالتزام ببنود التفاوض التي كان الرئيس وليد جنبلاط قد تناولها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويأتي في طليعتها تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة الجنوبيين، وتحرير الأسرى، وإعادة الإعمار. كما أكد المجتمعون خلال اللقاء أهمية الدور الفرنسي في تعزيز المسار الإيجابي للعلاقات اللبنانية – السورية.
عون في مسقط
إلى ذلك، بدأ رئيس الجمهورية جوزاف عون زيارةً رسميةً إلى سلطنة عُمان تستمر يومين، وتكتسب أهمية كبرى في ما ستحمله من عناوين بحث، ولا سيما أن مسقط لعبت دور الوسيط في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وأشاد عون فور وصوله إلى المطار السلطاني في عُمان "بالدور الحكيم والمسؤول الذي تضطلع به سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي"، متطلعاً إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية.
حماية الجيش
توازياً، يسود في الأروقة الدولية مطلبٌ للجانب اللبناني بتسريع الخطوات، علماً أن الجيش يقوم بما التزم به، وبجهود تفوق ما يملكه من إمكانيات لوجستية وعديد، ولا سيما في منطقة جنوب الليطاني. وفي هذا الصدد، شددت مصادر سياسية عبر "الأنباء الإلكترونية" على أن السلطة السياسية ومختلف القوى السياسية ترفض تصويب السهام على الجيش، وتحثّ على تقديم الدعم له، إذ إنه أحرز تقدّماً ملحوظاً، وما هو مطلوب بالمقابل اتخاذ الخطوات كافة والضغط على العدو الإسرائيلي لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية واحترام السيادة اللبنانية.
كما أكدت المصادر أن توثيق ما يقوم به الجيش من مهام يشكّل خطوة مهمة في هذا الإطار، علماً أنه يقدّم تقريره الدوري إلى مجلس الوزراء، خصوصاً مع وجود تنسيق دائم بين الجيش وقوات "اليونيفيل". ومن ناحية أخرى، فإن تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني في لجنة "الميكانيزم" يجب أن يُقرأ من الخارج بإمعان، إذ يدحض أي شكوك تُشاع حول تململ من السلطات اللبنانية، والسفير كرم تحديداً يمكن أن يضطلع بهذا الدور في هذه المرحلة التفاوضية الدقيقة، وفق المصادر.
وفي السياق نفسه، أشارت مصادر لـ"الأنباء الإلكترونية" إلى بذل كل الجهود للتوصل إلى إطار يوفر ضمانات جدية لاستقرار مستدام ضمن الثوابت اللبنانية، محذّرة من أن ما يعيق ذلك هو عدم الثقة بالتزام العدو الإسرائيلي بأي اتفاق.
عضّ أصابع
حتى الآن، تلعب لجنة "الميكانيزم" دور صمّام الأمان لتفادي رفع مستوى التصعيد، ومن هنا تبرز أهمية دعم عملها.
وفي السياق، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد هشام جابر، في حديث لـ"الأنباء الإلكترونية"، أن هناك جهوداً أميركية أيضاً، وأن المفاوضات جارية، فيما تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل ليكون التصعيد مدروساً وليس واسعاً جداً، على نحو يمكن أن يستدعي رداً عسكرياً من "حزب الله"، إذ قد تستمر إسرائيل في تنفيذ الاغتيالات أو قصف مواقع، والادعاء لاحقاً أنها تعود إلى "حزب الله" في مختلف الأراضي اللبنانية، مستبعداً أي هجوم بري أو عمليات عسكرية واسعة.
وأشار إلى أن عوامل عديدة أثّرت في عدم بدء العدوان الإسرائيلي الواسع مبكراً، منها زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، والتدخل الأميركي من الرئيس دونالد ترامب شخصياً، معتبراً أنها عملية "عضّ أصابع" وحرب نفسية وتهديد. ولفت إلى أن "الحرب النفسية حاصلة، فعلى الرغم من المفاوضات، فإن النمط الإسرائيلي مستمر".
ومن ناحية أخرى، لفتت مصادر مراقبة لـ"الأنباء الإلكترونية" إلى أن أحد أبرز المخاوف يتمثل في تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، والذي قد تُترجم نتائجه في لبنان، ولا سيما في ظل امتلاك إيران ورقة سلاح "حزب الله"، مشيرة إلى أن "المفاوضات حول الملف النووي الإيراني متعثّرة، إذ تشهد المنطقة صراع نفوذ بين طهران من جهة، وواشنطن وإسرائيل من جهة أخرى، فيما يستمر التنسيق الأميركي – الإسرائيلي على المستويات كافة، وأبرز مثال على ذلك المناورات البحرية المشتركة بينهما مؤخراً، والتي جاءت بعد مناورات للقوات البحرية الإيرانية في الخليج".
"اللواء":
بعد أقل من أسبوعين تدخل البلاد في عطلة عيد الميلاد ورأس السنة والتي تمتد الى الاسبوع الاول كاملاً من السنة الجديدة، وسط نشاط الدبلوماسية العربية والدولية من قبل «أصدقاء لبنان»، لمواجهة التهويلات والتهديدات الاسرائيلية بانتظار تحسُّن الطقس ومضي الاعياد المجيدة للعودة الى توجيه ضربات جديدة قوية في لبنان، وربما في ايران ايضاً، بما يشبه الترابط على غرار ما حصل في الحرب بدءاً من العام 2023.
وعليه أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» انه من المتوقع قيام تواصل مع السفير السابق سيمون كرم قبيل انعقاد لجنة الميكانيزيم المقبلة، وذلك في سياق متابعة ما سيُطرح خلالها وإبلاغ المعنيين في اللجنة الموقف اللبناني.
واشارت المصادر الى انه لا يمكن الحديث عن كيفية سير النقاش في اللجنة او تقدم معين خصوصا انه الإجتماع الثاني بعد التعيين والمواضيع التي قد تُطرح وتختص بوقف اطلاق النار ستتطور في وقت قريب بعد انضمام شخصية مدنية الى اللجنة حيث ان موضوع التفاوض سيكون من ضمن أولويات البحث.
واشارت الى انه قد يكون الإجتماع المقبل للجنة الأخير في هذا العام الا اذا تقرر تكثيف الإجتماعات.
وبصرف النظر عن الحركة الدبلوماسية باتجاه لبنان، التي شغلها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، حيث عقد في اليوم الثاني لزيارته لقاءً مع الرئيس نبيه بري في عين التينة وصف بأنه فائض بالايجابية، على الرغم من طنين الاخبار العاجلة عن المسار الانتهاكي الاسرائيلي لاتفاق وقف النار وسلامة الجنوب وسيادة الدولة اللبنانية.
على ان الابرز في هذا الخضم، الزيارة التي يقوم بها الرئيس جوزف عون الى سلطنة عمان، والرهان على التعاون الثنائي معها، فضلاً عن إمكان القيام بدور يساعد لبنان في مواجهة الضغوطات والاعتداءات الاسرائيلية.
لبنان بين روبيو وعبد العاطي
وحضر الوضع في لبنان في الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو ونظيره المصري بدر عبد العاطي، الذي اطلع نظيره الاميركي على نتائج زيارته الى بيروت بهدف دعم الدولة اللبنانية، وبحث سبل خفض التوتر وتعزيز الاستقرار واعادة التأكيد على الموقف المصري الداعم للبنان ووحدته وامنه واستقراره.
اليوم الثاني من لقاءات لودريان
وفي اليوم الثاني لزيارته لبنان، إنصبَّ الاهتمام الرسمي والسياسي على متابعة لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان امس، لا سيما مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام وبعض القوى السياسية الاساسية وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث علمت «اللواء» من مصادر تابعت الزيارة انه ركز على الموضوع الاقليمي بشكل عام، واكد على المسؤولين ضرورة متابعة مسائل الاصلاحات وضرورة تتويجها بإتفاق مع صندوق النقد الدولي. وحصر السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها، وعلى عمل لجنة لاميكانيزم وكيفية تفعيل دورها مع تأكيد دعم فرنسا للموقف اللبناني وخيارات الدولة اللبنانية بعد تعيين السفير سيمون كرم عضوا سياسيا فيها، اضافة الى خطوات التحضير لمؤتمر دعم الجيش اللبناني. واطلع على خطوات تقدم الجيش في تنفيذ مهامه جنوبي نهر الليطاني والخطوة المقبلة.
وأشارت المعلومات أن لودريان ركز ايضاً على موضوع العلاقات اللبنانية – السورية وضرورة ترسيم الحدود البرية. وعلى ملف الانتخابات والتشديد على إجراء الاستحقاق في موعده وعدم إعطاء أي إشارة سلبية خلال العهد الجديد.
واوضحت المصادر ان لودريان لن يلتقي هذه المرة وفداً من حزب الله لكن ذلك لا يعني موقفاً او إجراءً سلبياً او رسالة فرنسية سلبية للحزب، وهو إلتقاه في الزيارة الماضية ويعلم موقفه من كل التطورات علما ان التواصل واللقاءات مع الحزب لم ولن تنقطع، لكن اجندة زيارته هذه المرة مختلفة. لكن الحضور الفرنسي دائم في لبنان ولقاءاته تشمل كل الاطراف وفرنسا منحازة دوما الى جانب لبنان.
وقد التقى لودريان امس الرئيس بري في عين التينة، والرئيس نواف سلام الى مأدبة عشاء في قصر الصنوبر مع شخصيات وزارية وسياسية. ووليد وتيمور جنبلاط (الى عشاء مساء امس الاول)، وسامي الجميل وسمير جعجع.
وأفادت المعلومات بأن «الرئيس برّي شدّد خلال لقائه لودريان على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وذكرت مصادر الحزب التقدمي انه جرى خلال اللقاء التأكيد «على ضرورة دعم الخطوات اللبنانية الإيجابية، سواء مبادرة رئيس الجمهورية بتكليف السفير سيمون كرم، أو الإجراءات التي يقوم بها الجيش اللبناني. وعلى الالتزام ببنود التفاوض التي يأتي في طليعتها تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة الجنوبيين، وتحرير الأسرى، كما أكد المجتمعون على أهمية الدور الفرنسي في تعزيز المسار الإيجابي للعلاقات اللبنانية – السورية.
ويلتقي لودريان اليوم البطريرك الماروني بشارة الراعي.
عون في عمان
عربياً، وفي اطار تحركاته لحشد الدعم للبنان، وصل الرئيس عون الى سلطنة عمان على رأس وفد وزاري في زيارة تستمر ليومين.
وكان سلطان عمان هيثم بن طارق في مقدمة مستقبليه.
وقال عون في المطار: إننا نتطلع خلال هذه الزيارة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين ويلبي تطلعاتهما نحو مستقبل أفضل. وإن سياسة عُمان القائمة على الحوار والوساطة والتوازن وحسن الجوار قد أكسبتها مكانة مرموقة ودوراً محورياً في تعزيز الاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية. أتطلع بكل ثقة إلى أن تثمر هذه الزيارة عن نتائج ملموسة تعود بالنفع على بلدينا وشعبينا الشقيقين، وأن تفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر بين لبنان وسلطنة عُمان.»
وانتقل عون والسلطان هيثم الى قصر العلم، حيث جرت المحادثات الرسمية بحضور الوفد الرسمي اللبناني المرافق والذي ضم وزراء: الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، الزراعة نزار هاني والصحة العامة ركان ناصر الدين، وسفير لبنان المعيّن في سلطنة عمان السفير مجدي رمضان، والمستشار الشخصي لرئيس الجمهورية العميد اندريه رحال..
وشدد السلطان هيثم بن طارق خلال لقاء القمة والمحادثات الموسعة، «على اهتمام السلطنة بالوضع في لبنان ومتابعتها لآخر التطورات فيه، مركزاً على عمق العلاقات الاخوية بين البلدين وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي، مؤكداً على الدور الايجابي الذي يقوم به اللبنانيون المقيمون في عمان.
واتفق الرئيس عون مع السلطان هيثم بن طارق على عقد اجتماع للجنة العمانية اللبنانية المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في مسقط، والعمل على توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزز التعاون بين البلدين.
ووزعت وكالة الانباء العمانية معلومات عن المحادثات جاء فيها انه «تم بحث الفرص المتاحة لفتح آفاق جديدة من التعاون والشراكة والاستثمار بين البلدين الشقيقين لا سيما في القطاعات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية، علاوة على مناقشة المستجدات السياسية الراهنة في المنطقة وسبل دعم مسارات الامن والاستقرار».
ومساءً أمس، أقام السلطان هيثم بن طارق حفل عشاء على شرف الرئيس عون والوفد المرافق، في قاعة المآدب الرسمية في قصر العلم على انغام مقطوعات موسيقية شرقية وغربية واغان لكبار المطربين وبينهم السيدة فيروز، ادتها الفرقة السلطانية الاولى للموسيقى والفنون الشعبية، واوركسترا مسقط الفلهارمونية السلطانية.
وكان الرئيس عون توجه عند الساعة السابعة والنصف الى مكتب السلطان هيثم بن طارق حيث تم تبادل الاوسمة، فمنح السلطان هيثم الرئيس عون وسام عمان العسكري من الدرجة الاولى فيما منحه الرئيس عون وسام الارز الوطني من رتبة القلادة الكبرى.
كما قدَّم سلطان عمان لرئيس الجمهورية خنجرا عمانيا مذهبا فيما قدم الرئيس عون للسلطان هيثم بن طارق طقما جزينيا.
ومن المقرر ان يواصل الرئيس عون زيارته لسلطنة عمان غدا حيث يستكمل محادثاته مع السلطان هيثم بن طارق عند الساعة التاسعة صباحا(السابعة صباحا بتوقيت بيروت) على ان تعقد خلوة بين الرئيس عون والسلطان تليها محادثات موسعة بحضور اعضاء الوفد اللبناني الرسمي.
وينتظر ان يلتقي الوزراء المرافقون لرئيس الجمهورية نظراءهم العمانيين للبحث في تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين والبحث في العلاقات الثنائية.
كما يزور الرئيس عون بعد ذلك، المتحف الوطني ودار الاوبرا وجامع السلطان قابوس قبل ان يعود الى بيروت.
وفد قضائي إلى دمشق
ويتوجه الى دمشق اليوم وفد قضائي، يضم مندوب نائب رئيس الحكومة طارق متري، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي كلود غانم، والقاضي رجا ابي نادر، وستعقد لقاءات في وزارة العدل السورية، تتناول الملفات العالقة، ومن ضمنها ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية.
الانتهاكات: تفجير منازل وغارات
على الارض، لم تتوقف الانتهاكات الاسرائيلية للقرار 1701 وحرمة سيادة لبنان وجنوبه، ففجرت القوات الاسرائيلية فجر امس عدة مبانٍ في «وادي العصافير» في الحي الجنوبي لمدينة الخيام، كما فجرت منزلاً بالقرب من ساحة بلدية العديسة على الطريق العام، بعد غارات عنيفة على جبل صافي ووادي عزة في اقليم التفاح وقضائي النبطية وصيدا.. وادت الغارات الى اضرار كبيرة في المنازل والممتلكات.
وذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي حذرت من أن الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة «قوة الرضوان» لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وأكد الجيش الاسرائيلي أنه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل، حسب الصحيفة.
"البناء":
شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً غير مسبوق على أوروبا، بعدما أشارت وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأميركي الصادرة قبل أيام إلى أن أوروبا تفقد هويتها وأنها تشهد صعود التطرف وتفتقد حماية كافية للحريات، وقد وصف ترامب أوروبا بأنها مجموعة دول «متحللة» يقودها أشخاص «ضعفاء»، منتقداً ما اعتبره إخفاقاً أوروبياً في السيطرة على الهجرة وإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأعرب ترامب عن قلقه الشديد من «الاتجاهات السيئة» التي تتجه إليها أوروبا. ورغم تأكيده أن الولايات المتحدة لا تريد «تغييراً كبيراً» في القارة الأوروبية، هاجم قادتها قائلاً «أعتقد أن قادة أوروبا ضعفاء، ويريدون أن يكونوا ملتزمين جداً الصوابية السياسية»، مضيفاً أنهم «لا يعرفون ماذا يفعلون»، كما انتقد ترامب تأثير الهجرة غير المنظمة من الشرق الأوسط وأفريقيا على مدن مثل لندن وباريس، محذراً من أن بعض الدول الأوروبية «لن تظل دولاً قابلة للحياة» إذا لم يتغيّر الوضع، واصفاً عمدة لندن صادق خان بأنه «كارثة» بسبب دعم المهاجرين له، وعن الحرب في أوكرانيا وخطته لإنهاء الحرب وتقييمه للرئيس الأوكراني اتهم ترامب، القادة الأوروبيين بعدم القدرة على إنهاء النزاع، قائلاً «يتحدّثون كثيراً لكنهم لا ينجزون شيئاً، والحرب تستمرّ بلا نهاية». كما شكّك في الديمقراطية الأوكرانيّة، مشيراً إلى أن «لم تجرَ انتخابات في أوكرانيا منذ وقت طويل، ووصل الأمر إلى نقطة لم تعُد فيها ديمقراطية»، وأشار ترامب إلى اقتراح خطة سلام جديدة، قائلاً «إن بعض المسؤولين الأوكرانيين أعجبتهم المسودة، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي لم يراجعها بعد»، محذّراً من أن روسيا في موقف أقوى»، ويعتقد باحثون وخبراء أوروبيون أن هجوم ترامب يتعدّى الخلاف حول الحل في أوكرانيا، لا الحل نفسه نابع من قرار بالتخلّي عن أوروبا كحليف خاض حرباً بالوكالة عن أميركا وخسر فيها اقتصاده المستقلّ والقويّ، والسؤال الأهم الذي طرحه الخبراء هو هل هناك اتفاق روسي أميركي على تقاسم التركة الأوروبية وتفكيك الاتحاد الأوروبي بما يخدم روسيا أمنياً، بينما يُنهي منافسة اليورو مع الدولار عالمياً؟
في المنطقة كانت تصريحات ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي تتهّم المبعوث الرئاسي الأميركي توماس برّاك بأنه سفير تركيا في المنطقة وأميركا وليس سفير أميركا في تركيا ومبعوث الرئيس الأميركي إلى المنطقة، ويعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه، حيث حظي برّاك طوال مهمته كمبعوث أميركي في سورية ولبنان بتعامل إسرائيلي صامت، بحيث فتحت الاتهامات اللاذعة التي طالته باب التكهنات عن طلب يحمله نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن بتغيير برّاك، الذي لم يتأخر عن تبرير انتهاك «إسرائيل» المستمر لوقف إطلاق النار في لبنان، لكن يبدو أن الخلاف التركي الإسرائيلي حول كيفية تقاسم سورية فجّر الخلاف مع برّاك وتسبب بهذا الهجوم.
لبنانياً، مع اقتراب نهاية العام كموعد لنهاية المرحلة من خطة حصر السلاح في جنوب الليطاني، تؤكد مصادر متابعة للموقف الرسمي اللبناني، أن الدولة بكل مؤسساتها لن تعلن اكتمال المرحلة الأولى والانتقال إلى مرحلة ثانية قبل أن يتسنى للجيش اللبناني الانتشار حتى الخط الأزرق كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة ووقف الاعتداءات يُعتبران شرطين للانتقال إلى مرحلة ثانية من خطة حصر السلاح التي ينفذها الجيش اللبناني.
وفيما تترقب الأوساط الرسمية الجلسة الثانية للجنة الميكانيزم بحضور رئيس الوفد اللبناني السفير السابق السابق سيمون كرم في 19 الشهر الحالي، تشهد الساحة الداخلية هجمة دبلوماسية مكثفة باتجاه لبنان، فبعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر، وبعده وزير الخارجية القطري، حطّ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت وعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين، فيما تحدّثت مصادر إعلامية عن زيارة قريبة لرئيس الوزراء المصري إلى لبنان أكدها مصدر دبلوماسي لـ»البناء» بهدف استكمال الاقتراحات والأفكار المصرية الذي حملها وزير الخارجية المصري منذ أسابيع وقبله مدير المخابرات المصري، والجديد في الأمر هو تعميم نظرية استبدال مصطلح ومهمة نزع السلاح باحتوائه إلى منع أو تعطيل استخدامه، وبالتالي يتركز الجهد المصري بالتنسيق مع الأميركيين على التوصل إلى حلّ مع الجانب اللبناني يمكن تسويقه في «إسرائيل»».
ولفتت أوساط سياسية إلى «تزخيم الضغط السياسي والديبلوماسي على لبنان والزيارات المتتالية للمسؤولين الغربيين والعرب بهدف رفع مستوى الضغط على لبنان لفرض الشروط السياسيّة بشكل تدريجي وأوّلها جرّ لبنان إلى مفاوضات تبدأ غير مباشرة تتحوّل مباشرة وتتوسّع لتشمل ملفات اقتصادية وسياسية وبالتالي جرّ الدولة اللبنانية إلى مزيد من التنازلات الشكلية والجوهرية»، واوضحت المصادر أنّ «»إسرائيل» تريد شرعنة المنطقة العازلة التي تسعى إليها والتي كانت أحد أهداف الحرب الأخيرة ومسلسل الاعتداءات المتتالية منذ عام حتى الآن وبالتالي وظيفة المنطقة العازلة ضمان أمن الحدود الشمالية والتمهيد لإنشاء المنطقة الاقتصادية التي تحدّث عنها توم برّاك ومشاريع الغاز والنفط التي تحضّر لها الولايات المتحدة للدخول على خط استثمار الغاز في البلوكات اللبنانية امتداداً إلى الغاز في المياه الإقليمية السورية وصولاً إلى بحر غزة.
وإذ لا يعوّل سفير لبناني سابق في واشنطن على المفاوضات في لجنة الميكانيزم لـ»وجود موانع عدة تبدأ بالداخل اللبنانيّ ولا تنتهي بالتعقيدات الإقليمية والدولية»، يشير السفير لـ «البناء» إلى أن «لا حلّ أمام لبنان إلا بالمفاوضات لاستعادة حقوقه والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وتثبيت الحدود وحصرية السلاح بيد الدولة».
إلا أنّ مصدراً نيابياً حذّر عبر «البناء» من «جرّ لبنان إلى تقديم تنازلات إضافيّة من دون مقابل، والهدف من الضغط المكثف على لبنان هو نزع سلاح المقاومة واتفاقية سلام وتطبيع مع «إسرائيل»»، مشدّداً على أنّ «لبنان الرسمي لن يقبل بأن يصبح البلد تحت السطوة والنفوذ الإسرائيلي وكذلك الأمر إذا استمرّ العدوان والاحتلال فستنشأ مقاومة شعبية جديدة من أهالي الجنوب والقرى الحدودية ومن كلّ لبنان».
وواصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان جولته على القيادات المحلية. في السياق، التقى لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو. اللقاء الذي استمرّ لأكثر من ساعة تناول تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة «إسرائيل» لاعتداءاتها على لبنان إضافة للعلاقات الثنائيّة بين لبنان وفرنسا.
وعلمت «البناء» أن الرئيس برّي شرح للوفد الفرنسي ما طرحه خلال لقائه مع وفد سفراء دول مجلس الأمن الدولي. وأكد انّ الاحتلال الإسرائيلي يعيق عمل الجيش المكلف بالعمل جنوب الليطاني، كما شدّد أمام الفرنسيين على أن لبنان طبّق كل ما عليه ضمن اتفاق 27 تشرين الثاني، بينما الإسرائيلي لم يطبق أيّ شيء ويريد الإطاحة بالاتفاق وفرض قواعد ومعادلات جديدة.
وأفادت معلومات صحافيّة، بأّن «الرئيس نبيه برّي شدّد خلال لقائه لودريان على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وأنّ زيارة لودريان تأتي في إطار الموقف الفرنسي الداعم لقرار تعيين السفير سيمون كرم في رئاسة الوفد المفاوض». وأشارت المعلومات إلى أن «ملف الانتخابات النيابية حاضر في لقاءات لودريان، وشدّد على إجراء الاستحقاق في موعده وعدم إعطاء أي إشارة سلبية خلال العهد الجديد».
لودريان زار أيضاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، وجرى عرض التطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة. وأتى اللقاء قبيل اجتماع سيُعقد في باريس في 18 كانون الأول الحالي، بمشاركة لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان، بالإضافة إلى قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، سيُخصص للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع السنة المقبلة.
ووفق معلومات «البناء» فإنّ فرنسا تسعى مع الأميركيين إلى إحياء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن. وتوقعت مصادر سياسية لـ «البناء» أن توجَّه دعوة أميركية جديدة إلى قائد الجيش لزيارة واشنطن بعد اجتماع باريس.
واستقبل النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط لودريان في كليمنصو وكان عرض للملفات المطروحة على الساحة.
إلى ذلك بدأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارة رسمية لسلطنة عُمان تستمر يومين، بدعوة رسمية من السلطان هيثم بن طارق.
ولدى وصوله قال الرئيس عون: لا يفوتني أن أشيد بالدور الحكيم والمسؤول الذي تضطلع به سلطنة عُمان الشقيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، تحت القيادة الرشيدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق. إن سياسة عُمان القائمة على الحوار والوساطة والتوازن وحسن الجوار قد أكسبتها مكانة مرموقة ودوراً محورياً في تعزيز الاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية. نحن في لبنان نقدّر عالياً هذا النهج الحكيم، ونثمّن مواقف السلطنة الداعمة للبنان في مختلف المحافل الدولية، ووقوفها إلى جانبنا في مواجهة التحديات التي نمرّ بها. إنّ لبنان، بموقعه الجغرافي المميّز وتنوّعه الثقافي وإرثه الحضاري، يتطلع إلى أن يكون جسراً للتواصل والحوار، وشريكاً فاعلاً في بناء منطقة يسودها الأمن والاستقرار والازدهار. أتطلع بكل ثقة إلى أن تثمر هذه الزيارة عن نتائج ملموسة تعود بالنفع على بلدينا وشعبينا الشقيقين، وأن تفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر بين لبنان وسلطنة عُمان.»
أمنياً، نفّذ جيش الاحتلال الٳسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة حمامص باتجاه سهل مرجعيون. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، سلسلة من الغارات على مواقع في الجنوب، فاستهدف بما لا يقلّ عن ثماني غارات مرتفعات إقليم التفاح، ومنطقة جبل صافي ووادي رومين وأطراف بلدة جباع ووادي عزة بين قضاءي النبطية وصيدا، بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء المنطقة.
إلى ذلك، تسللت قوة إسرائيلية قرابة الثالثة والنصف فجراً، إلى وسط بلدة عديسة، وفجّرت منزلاً على الطريق العام. كما تسلّلت قوة إسرائيلية ليلًا إلى أطراف مدينة الخيام – تحديدًا في منطقة وادي العصافير قرب المسلخ – وفجّرت أحد المنازل.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر على «أكس» بأنّ «جيش الاحتلال «هاجم أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان ومنها مجمع تأهيل وتدريب لقوة الرضوان ومبانٍ عسكرية».
وليس بعيداً، أفادت صحيفة «معاريف» بأنّ تقديرات في تل أبيب تشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلي بعد تحسّن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عمليّة نزع سلاح حزب الله». وحذّرت قيادة المنطقة الشماليّة في جيش الاحتلال الإسرائيلي من أن الظروف الجوية القاسية المتوقّعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة «قوة الرضوان» لتنفيذ عمليات ضدّ «إسرائيل»، وفق صحيفة «معاريف». وأكد جيش الاحتلال أنه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشماليّة لمواجهة أيّ تحرك محتمل.
على صعيد آخر وبعد استباحة مجموعة من النازحين السوريين الموالين للرئيس الانتقالي أحمد الشرع عدداً من الطرقات احتفالاً بسقوط النظام السابق ما يهدّد بتوترات أمنيّة في الشوارع أفادت قناة «ال بي سي» أنّ الوفد القضائيّ الذي سيتوجّه إلى سورية اليوم للبحث في ملف الموقوفين يضمّ مندوب نائب رئيس الحكومة طارق متري ومندوب الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي كلود غانم والقاضي رجا أبي نادر، وستعقد لقاءات في وزارة العدل السوريّة، حسب جدول الأعمال.
"الشرق":
على اوتوستراد التشاور اللبناني- العربي واللبناني- الغربي تسير السياسة من بيروت وزائرها الفرنسي الموفد جان ايف لودريان الى عُمان حيث بدأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارة رسمية لسلطنة المفاوضات ووسيطة الملفات العالقة وصاحبة الايادي الخيّرة في حل النزاعات بين الدول. زيارتان متزامنتان لا بدّ ستحملان جديداً للملف اللبناني المُترنح والعالقة ازماته على حبال التجاذب بين الدولة والدويلة وبين تنفيذ قرارات السلطة السياسية وتلك الدولية التي تصب في الاتجاه نفسه، حصر السلاح بيد الدولة.
اما اوتوستراد الدعم السريع المطلوب للبنان فيبدو حتى الساعة مغلقاً بسواتر عدم تنفيذ قرار حصر السلاح، اذ بعدما تعذّر انعقاده في تشرين الماضي تتركّز الجهود راهنا على توفير ظروفه في مطلع العام بدفع فرنسي ينتظر اشارتين اميركية وسعودية لفتحه وازالة العوائق بما يوفر هامش تحرك اوسع وأفعل للدولة والجيش في آن.
لودريان
امس واصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان جولته على القيادات المحلية . في السياق، التقى لودريان قبل الظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو. اللقاء الذي إستمر لأكثر من ساعة تناول تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة اسرائيل لاعتداءاتها على لبنان إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.
تفاوض وانتخابات
وأفادت معلومات صحافية ، بأن “الرئيس نبيه برّي شدّد خلال لقائه لودريان على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيليّة وأن زيارة لودريان تأتي في إطار الموقف الفرنسي الداعم لقرار تعيين السفير سيمون كرم في رئاسة الوفد المفاوض”. وأشارت المعلومات الى أن “ملف الانتخابات النيابية حاضر في لقاءات لودريان وسيشدد على إجراء الاستحقاق في موعده وعدم إعطاء أي إشارة سلبية خلال العهد الجديد”.
مؤتمر الدعم
لودريان زار ايضاً قائدُ الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، وجرى عرض التطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة. وأتى اللقاء قبيل اجتماع سيعقد في باريس في 18 كانون الأول الجاري، بمشاركة لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان، بالإضافة إلى قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، سيُخصص للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع السنة المقبلة.
في كليمنصو
واستقبل النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان في كليمنصو وكان عرض للملفات المطروحة على الساحة.
جعجع والجميّل فسلام
ومساء التقى لودريان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الصيفي، واستقبل لودريان رئيس الحكومة نواف سلام لودريان على مأدبة عشاء في قصر الصنوبر في بيروت بمشاركة عدد من الوزراء.
عون- جعجع
وليس بعيداً، كّد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبّور أنّ “رئيس الحزب سمير جعجع حريص على العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعلى إبقائها، رغم بعض التّراكمات، كي لا يستفيد حزب الله”. وكشف عن “حصول تواصل بعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان بين رئاسة الجمهورية و”القوات” عبر بعض القنوات”.
دعم قطري
ودائما على خط المواكبة الخارجية للاوضاع اللبنانية، قال سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في حفل استقبال اقامه مساء اول امس لمناسبة ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الحكم “لقد جمعت دولة قطر والجمهورية اللبنانية علاقات أخوية راسخة، شكلت نموذجاً مميزا للتعاون الثنائي القائم على الاحترام المتبادل والدعم المتواصل، بحيث لم تتوان دولة قطر يوما عن الوقوف إلى جانب لبنان ومساندته لتخطي الازمات والظروف. وها هي اليوم تجدد التزامها الثابت بدعم الاشقاء اللبنانيين في مختلف المجالات، من الاستثمار والتنمية الى الثقافة والتعليم والصحة وغيرها، كما تواصل دعمها للجيش اللبناني بالتنسيق مع الجانب الأميركي انطلاقا من حرصها الصادق على استقرار لبنان وسيادته ووحدة أراضيه”.
الكتائب وهدف السلاح
من جهته، اعلن حزب الكتائب رفضه “ما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، من حصرٍ للحلّ بجنوب الليطاني بما يناقض اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، ويعتبر أن قبول حزب الله بحصر السلاح وتفكيك البنية العسكرية والأمنية من منطقة الحدود مع إسرائيل حصراً، يقطع الشك باليقين من أن هدف السلاح والبنية العسكرية هو الداخل اللبناني ومنع قيام الدولة. ورحب المكتب السياسي للحزب في بيان بتعيين السفير سيمون كرم رئيسًا للفريق اللبناني المفاوض، “ويعتبر أنّ هذه الخطوة تعكس رغبة الدولة في استعادة زمام المبادرة عبر مؤسساتها الشرعية. ويجدّد دعوته بضرورة مواكبة هذا الإجراء عبر تسريع بسط سيادة الدولة بحصر السلاح في يد القوات المسلّحة الشرعيّة”.
بعد الاعياد؟
ليس بعيدا، أفادت صحيفة “معاريف” بأن تقديرات في تل أبيب تشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلي بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عملية نزع سلاح “حزب الله”. وحذرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي من أن الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة “قوة الرضوان” لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وفق صحيفة “معاريف”. وأكد الجيش الاسرائيلي أنه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل.
"الشرق الأوسط":
استكمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لليوم الثاني على التوالي، لقاءاته في بيروت بهدف تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».
والتقى لودريان، الثلاثاء، كلاً من رئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش رودولف هيكل ورئيسي الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، والحالي النائب تيمور جنبلاط، كما اجتمع مساءً مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء على مأدبة العشاء في قصر الصنوبر.
وكان لودريان قد بدأ زيارته إلى بيروت، مساء الاثنين، بلقاء مع رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي أبلغه أن لبنان يرحب بأي دور فرنسي في إطار لجنة «الميكانيزم»، رافضاً كذلك الاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملاً.
وكان رئيس الجمهورية جوزيف عون أبلغ الموفد الفرنسي في لقائهما الاثنين «أن لبنان يرحب بأي دور فرنسي في إطار لجنة «الميكانيزم»، يسهم في تحقيق الأهداف الأساسية للمفاوضات التي تجري في إطار هذه اللجنة، والتي تهدف إلى وقف الأعمال العدائية، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية التي تحتلها، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتصحح النقاط العالقة على الخط الأزرق».
وأكد عون، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية، أن المواقف الداعمة للبنان التي أعلنها دائماً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعكس عمق العلاقات اللبنانية - الفرنسية المتجذرة في التاريخ، والتي نحرص على تطويرها في المجالات كافة».
وشرح عون للموفد الرئاسي الفرنسي المعطيات التي أدت إلى تفعيل اجتماعات لجنة «الميكانيزم»، وتولي السفير السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني، مشيراً إلى أن الاجتماع المقبل للجنة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يفترض أن يباشر البحث في النقاط المطروحة، وفق الأولويات المحددة، وقال: «موقفنا من تحريك اجتماعات (الميكانيزم)، يعكس رغبتنا في التفاوض لإيجاد حلول دبلوماسية لأننا لا نريد مطلقاً اعتماد لغة الحرب، ولعل ردود الفعل الإيجابية التي تلت موقف لبنان من الدول الشقيقة والصديقة، تعني التأييد لهذه الخطوة، وتخفف حتماً الضغط الذي كان سائداً مع استمرار الاعتداءات ضد لبنان».
وجدد الرئيس عون رفضه للاتهامات التي تدعي عدم قيام الجيش اللبناني بدوره كاملاً في جنوب الليطاني، وقال إن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وأشار عون إلى أن القوات الإسرائيلية تواصل تدمير المنازل والممتلكات ولا تفتح في المجال أمام الجيش و«اليونيفيل» ولجنة «الميكانيزم» للتأكد من خلوها من العناصر المسلحة. وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على التنسيق الكامل القائم بين الجيش و«اليونيفيل»، لافتاً إلى ضرورة توفير العتاد والتجهيزات الضرورية ليتمكن الجيش من تنفيذ المهام الموكلة إليه والتي لا تقتصر فقط على جنوب الليطاني، بل تشمل كل الأراضي اللبنانية. ولفت الرئيس عون الوزير السابق لودريان إلى أن لبنان يؤيد أي تدقيق تقوم به لجنة «الميكانيزم» في الإجراءات المطبقة في جنوب الليطاني، وفق قرار مجلس الأمن 1701.
وكان لودريان نقل في مستهل الاجتماع إلى عون دعم الرئيس ماكرون للخطوات التي اتخذها بتسمية السفير كرم لرئاسة الوفد اللبناني إلى المفاوضات وتفعيل عمل لجنة «الميكانيزم»، مؤكداً أن بلاده تقف دائماً إلى جانب لبنان في خياراته الوطنية، وتدعم كل ما من شأنه أن يحقق أمنه واستقراره.
بري
استقبل بري لودريان والوفد المرافق، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو. وتناول اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة، بحسب بيان صادر عن رئاسة البرلمان، تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لاعتداءاتها على لبنان، إضافة للعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.
«تثبيت وقف النار» مع «الاشتراكي»
والتقى لودريان، الثلاثاء، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، بحضور النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، وتم خلال الاجتماع استعراض التطورات السياسية الراهنة ومناقشة الأوضاع العامة في البلاد.
وشدد المشاركون، بحسب بيان «الاشتراكي» على ضرورة مواكبة الخطوات الإيجابية المطروحة لبنانياً، سواء ما يتعلق بتكليف السفير سيمون كرم بناءً على مبادرة رئيس الجمهورية، أو بالخطوات الميدانية التي يتولاها الجيش».
كما تناول البحث النقاط التي سبق أن طرحها وليد جنبلاط مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار، وتأمين عودة أبناء الجنوب وتحرير الأسرى، إلى جانب التأكيد على أهمية الدور الفرنسي في دعم المسار الإيجابي في العلاقات اللبنانية – السورية.
قائد الجيش
وأفاد بيان للجيش اللبناني بأن العماد هيكل استقبل لودريان على رأس وفد مرافق، و«جرى عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة».
كما التقى لودريان، الاثنين، وزير الخارجية يوسف رجي، مشدداً على «أهمية إيجاد آلية تتيح التحقق من مدى التقدم المحرز فعلياً لحصر السلاح في يد الدولة».
وقال إن «هدف زيارته الاطلاع على الموقف اللبناني قبل الاجتماع الثلاثي المرتقب عقده، الأسبوع المقبل، في باريس بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية، تحضيراً للمؤتمر المنتظر لدعم الجيش اللبناني، ودعم خريطة طريق لتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأجل».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا