اللواء: دبلوماسية «أصدقاء لبنان» بمواجهة التهديدات الإسرائيلية بالحرب في العام المقبل

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 10 25|09:44AM :نشر بتاريخ

بعد أقل من أسبوعين تدخل البلاد في عطلة عيد الميلاد ورأس السنة والتي تمتد الى الاسبوع الاول كاملاً من السنة الجديدة، وسط نشاط الدبلوماسية العربية والدولية من قبل «أصدقاء لبنان»، لمواجهة التهويلات والتهديدات الاسرائيلية بانتظار تحسُّن الطقس ومضي الاعياد المجيدة للعودة الى توجيه ضربات جديدة قوية في لبنان، وربما في ايران ايضاً، بما يشبه الترابط على غرار ما حصل في الحرب بدءاً من العام 2023.

وعليه أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» انه من المتوقع قيام تواصل مع السفير السابق سيمون كرم قبيل انعقاد لجنة الميكانيزيم المقبلة، وذلك في سياق متابعة ما سيُطرح خلالها وإبلاغ المعنيين في اللجنة الموقف اللبناني.

واشارت المصادر الى انه لا يمكن الحديث عن كيفية سير النقاش في اللجنة او تقدم معين خصوصا انه الإجتماع الثاني بعد التعيين والمواضيع التي قد تُطرح وتختص بوقف اطلاق النار ستتطور في وقت قريب بعد انضمام شخصية مدنية الى اللجنة حيث ان موضوع التفاوض سيكون من ضمن أولويات البحث.

واشارت الى انه قد يكون الإجتماع المقبل للجنة الأخير في هذا العام الا اذا تقرر تكثيف الإجتماعات.

وبصرف النظر عن الحركة الدبلوماسية باتجاه لبنان، التي شغلها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، حيث عقد في اليوم الثاني لزيارته لقاءً مع الرئيس نبيه بري في عين التينة وصف بأنه فائض بالايجابية، على الرغم من طنين الاخبار العاجلة عن المسار الانتهاكي الاسرائيلي لاتفاق وقف النار وسلامة الجنوب وسيادة الدولة اللبنانية.

على ان الابرز في هذا الخضم، الزيارة التي يقوم بها الرئيس جوزف عون الى سلطنة عمان، والرهان على التعاون الثنائي معها، فضلاً عن إمكان القيام بدور يساعد لبنان في مواجهة الضغوطات والاعتداءات الاسرائيلية.

لبنان بين روبيو وعبد العاطي

وحضر الوضع في لبنان في الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو ونظيره المصري بدر عبد العاطي، الذي اطلع نظيره الاميركي على نتائج زيارته الى بيروت بهدف دعم الدولة اللبنانية، وبحث سبل خفض التوتر وتعزيز الاستقرار واعادة التأكيد على الموقف المصري الداعم للبنان ووحدته وامنه واستقراره.

اليوم الثاني من لقاءات لودريان

وفي اليوم الثاني لزيارته لبنان، إنصبَّ الاهتمام الرسمي والسياسي على متابعة لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان امس، لا سيما مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام وبعض القوى السياسية الاساسية وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث علمت «اللواء» من مصادر تابعت الزيارة انه ركز على الموضوع الاقليمي بشكل عام، واكد على المسؤولين ضرورة متابعة مسائل الاصلاحات وضرورة تتويجها بإتفاق مع صندوق النقد الدولي. وحصر السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها، وعلى عمل لجنة لاميكانيزم وكيفية تفعيل دورها مع تأكيد دعم فرنسا للموقف اللبناني وخيارات الدولة اللبنانية بعد تعيين السفير سيمون كرم عضوا سياسيا فيها، اضافة الى خطوات التحضير لمؤتمر دعم الجيش اللبناني. واطلع على خطوات تقدم الجيش في تنفيذ مهامه جنوبي نهر الليطاني والخطوة المقبلة.

وأشارت المعلومات أن لودريان ركز ايضاً على موضوع العلاقات اللبنانية – السورية وضرورة ترسيم الحدود البرية. وعلى ملف الانتخابات والتشديد على إجراء الاستحقاق في موعده وعدم إعطاء أي إشارة سلبية خلال العهد الجديد.

واوضحت المصادر ان لودريان لن يلتقي هذه المرة وفداً من حزب الله لكن ذلك لا يعني موقفاً او إجراءً سلبياً او رسالة فرنسية سلبية للحزب، وهو إلتقاه في الزيارة الماضية ويعلم موقفه من كل التطورات علما ان التواصل واللقاءات مع الحزب لم ولن تنقطع، لكن اجندة زيارته هذه المرة مختلفة. لكن الحضور الفرنسي دائم في لبنان ولقاءاته تشمل كل الاطراف وفرنسا منحازة دوما الى جانب لبنان.

وقد التقى لودريان امس الرئيس بري في عين التينة، والرئيس نواف سلام الى مأدبة عشاء في قصر الصنوبر مع شخصيات وزارية وسياسية. ووليد وتيمور جنبلاط (الى عشاء مساء امس الاول)، وسامي الجميل وسمير جعجع.

وأفادت المعلومات بأن «الرئيس برّي شدّد خلال لقائه لودريان على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وذكرت مصادر الحزب التقدمي انه جرى خلال اللقاء التأكيد «على ضرورة دعم الخطوات اللبنانية الإيجابية، سواء مبادرة رئيس الجمهورية بتكليف السفير سيمون كرم، أو الإجراءات التي يقوم بها الجيش اللبناني. وعلى الالتزام ببنود التفاوض التي يأتي في طليعتها تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة الجنوبيين، وتحرير الأسرى، كما أكد المجتمعون على أهمية الدور الفرنسي في تعزيز المسار الإيجابي للعلاقات اللبنانية – السورية.

ويلتقي لودريان اليوم البطريرك الماروني بشارة الراعي.

عون في عمان

عربياً، وفي اطار تحركاته لحشد الدعم للبنان، وصل الرئيس عون الى سلطنة عمان على رأس وفد وزاري في زيارة تستمر ليومين.

وكان سلطان عمان هيثم بن طارق في مقدمة مستقبليه.

وقال عون في المطار: إننا نتطلع خلال هذه الزيارة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين ويلبي تطلعاتهما نحو مستقبل أفضل. وإن سياسة عُمان القائمة على الحوار والوساطة والتوازن وحسن الجوار قد أكسبتها مكانة مرموقة ودوراً محورياً في تعزيز الاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية. أتطلع بكل ثقة إلى أن تثمر هذه الزيارة عن نتائج ملموسة تعود بالنفع على بلدينا وشعبينا الشقيقين، وأن تفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر بين لبنان وسلطنة عُمان.»

وانتقل عون والسلطان هيثم الى قصر العلم، حيث جرت المحادثات الرسمية بحضور الوفد الرسمي اللبناني المرافق والذي ضم وزراء: الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، الزراعة نزار هاني والصحة العامة ركان ناصر الدين، وسفير لبنان المعيّن في سلطنة عمان السفير مجدي رمضان، والمستشار الشخصي لرئيس الجمهورية العميد اندريه رحال..

وشدد السلطان هيثم بن طارق خلال لقاء القمة والمحادثات الموسعة، «على اهتمام السلطنة بالوضع في لبنان ومتابعتها لآخر التطورات فيه، مركزاً على عمق العلاقات الاخوية بين البلدين وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي، مؤكداً على الدور الايجابي الذي يقوم به اللبنانيون المقيمون في عمان.

واتفق الرئيس عون مع السلطان هيثم بن طارق على عقد اجتماع للجنة العمانية اللبنانية المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في مسقط، والعمل على توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزز التعاون بين البلدين.

ووزعت وكالة الانباء العمانية معلومات عن المحادثات جاء فيها انه «تم بحث الفرص المتاحة لفتح آفاق جديدة من التعاون والشراكة والاستثمار بين البلدين الشقيقين لا سيما في القطاعات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية، علاوة على مناقشة المستجدات السياسية الراهنة في المنطقة وسبل دعم مسارات الامن والاستقرار».

ومساءً أمس، أقام السلطان هيثم بن طارق حفل عشاء على شرف الرئيس عون والوفد المرافق، في قاعة المآدب الرسمية في قصر العلم على انغام مقطوعات موسيقية شرقية وغربية واغان لكبار المطربين وبينهم السيدة فيروز، ادتها الفرقة السلطانية الاولى للموسيقى والفنون الشعبية، واوركسترا مسقط الفلهارمونية السلطانية.

وكان الرئيس عون توجه عند الساعة السابعة والنصف الى مكتب السلطان هيثم بن طارق حيث تم تبادل الاوسمة، فمنح السلطان هيثم الرئيس عون وسام عمان العسكري من الدرجة الاولى فيما منحه الرئيس عون وسام الارز الوطني من رتبة القلادة الكبرى.

كما قدَّم سلطان عمان لرئيس الجمهورية خنجرا عمانيا مذهبا فيما قدم الرئيس عون للسلطان هيثم بن طارق طقما جزينيا.

ومن المقرر ان يواصل الرئيس عون زيارته لسلطنة عمان غدا حيث يستكمل محادثاته مع السلطان هيثم بن طارق عند الساعة التاسعة صباحا(السابعة صباحا بتوقيت بيروت) على ان تعقد خلوة بين الرئيس عون والسلطان تليها محادثات موسعة بحضور اعضاء الوفد اللبناني الرسمي.

وينتظر ان يلتقي الوزراء المرافقون لرئيس الجمهورية نظراءهم العمانيين للبحث في تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين والبحث في العلاقات الثنائية.

كما يزور الرئيس عون بعد ذلك، المتحف الوطني ودار الاوبرا وجامع السلطان قابوس قبل ان يعود الى بيروت.

وفد قضائي إلى دمشق

ويتوجه الى دمشق اليوم وفد قضائي، يضم مندوب نائب رئيس الحكومة طارق متري، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي كلود غانم، والقاضي رجا ابي نادر، وستعقد لقاءات في وزارة العدل السورية، تتناول الملفات العالقة، ومن ضمنها ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية.

الانتهاكات: تفجير منازل وغارات

على الارض، لم تتوقف الانتهاكات الاسرائيلية للقرار 1701 وحرمة سيادة لبنان وجنوبه، ففجرت القوات الاسرائيلية فجر امس عدة مبانٍ في «وادي العصافير» في الحي الجنوبي لمدينة الخيام، كما فجرت منزلاً بالقرب من ساحة بلدية العديسة على الطريق العام، بعد غارات عنيفة على جبل صافي ووادي عزة في اقليم التفاح وقضائي النبطية وصيدا.. وادت الغارات الى اضرار كبيرة في المنازل والممتلكات.

وذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي حذرت من أن الظروف الجوية القاسية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة «قوة الرضوان» لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وأكد الجيش الاسرائيلي أنه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل، حسب الصحيفة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة اللواء