البناء: هل يريد إنهاء اليورو؟… ترامب يهاجم أوروبا بشراسة: دول متحللة يقودها ضعفاء

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 10 25|09:45AM :نشر بتاريخ

شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً غير مسبوق على أوروبا، بعدما أشارت وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأميركي الصادرة قبل أيام إلى أن أوروبا تفقد هويتها وأنها تشهد صعود التطرف وتفتقد حماية كافية للحريات، وقد وصف ترامب أوروبا بأنها مجموعة دول «متحللة» يقودها أشخاص «ضعفاء»، منتقداً ما اعتبره إخفاقاً أوروبياً في السيطرة على الهجرة وإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأعرب ترامب عن قلقه الشديد من «الاتجاهات السيئة» التي تتجه إليها أوروبا. ورغم تأكيده أن الولايات المتحدة لا تريد «تغييراً كبيراً» في القارة الأوروبية، هاجم قادتها قائلاً «أعتقد أن قادة أوروبا ضعفاء، ويريدون أن يكونوا ملتزمين جداً الصوابية السياسية»، مضيفاً أنهم «لا يعرفون ماذا يفعلون»، كما انتقد ترامب تأثير الهجرة غير المنظمة من الشرق الأوسط وأفريقيا على مدن مثل لندن وباريس، محذراً من أن بعض الدول الأوروبية «لن تظل دولاً قابلة للحياة» إذا لم يتغيّر الوضع، واصفاً عمدة لندن صادق خان بأنه «كارثة» بسبب دعم المهاجرين له، وعن الحرب في أوكرانيا وخطته لإنهاء الحرب وتقييمه للرئيس الأوكراني اتهم ترامب، القادة الأوروبيين بعدم القدرة على إنهاء النزاع، قائلاً «يتحدّثون كثيراً لكنهم لا ينجزون شيئاً، والحرب تستمرّ بلا نهاية». كما شكّك في الديمقراطية الأوكرانيّة، مشيراً إلى أن «لم تجرَ انتخابات في أوكرانيا منذ وقت طويل، ووصل الأمر إلى نقطة لم تعُد فيها ديمقراطية»، وأشار ترامب إلى اقتراح خطة سلام جديدة، قائلاً «إن بعض المسؤولين الأوكرانيين أعجبتهم المسودة، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي لم يراجعها بعد»، محذّراً من أن روسيا في موقف أقوى»، ويعتقد باحثون وخبراء أوروبيون أن هجوم ترامب يتعدّى الخلاف حول الحل في أوكرانيا، لا الحل نفسه نابع من قرار بالتخلّي عن أوروبا كحليف خاض حرباً بالوكالة عن أميركا وخسر فيها اقتصاده المستقلّ والقويّ، والسؤال الأهم الذي طرحه الخبراء هو هل هناك اتفاق روسي أميركي على تقاسم التركة الأوروبية وتفكيك الاتحاد الأوروبي بما يخدم روسيا أمنياً، بينما يُنهي منافسة اليورو مع الدولار عالمياً؟
في المنطقة كانت تصريحات ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي تتهّم المبعوث الرئاسي الأميركي توماس برّاك بأنه سفير تركيا في المنطقة وأميركا وليس سفير أميركا في تركيا ومبعوث الرئيس الأميركي إلى المنطقة، ويعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه، حيث حظي برّاك طوال مهمته كمبعوث أميركي في سورية ولبنان بتعامل إسرائيلي صامت، بحيث فتحت الاتهامات اللاذعة التي طالته باب التكهنات عن طلب يحمله نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن بتغيير برّاك، الذي لم يتأخر عن تبرير انتهاك «إسرائيل» المستمر لوقف إطلاق النار في لبنان، لكن يبدو أن الخلاف التركي الإسرائيلي حول كيفية تقاسم سورية فجّر الخلاف مع برّاك وتسبب بهذا الهجوم.
لبنانياً، مع اقتراب نهاية العام كموعد لنهاية المرحلة من خطة حصر السلاح في جنوب الليطاني، تؤكد مصادر متابعة للموقف الرسمي اللبناني، أن الدولة بكل مؤسساتها لن تعلن اكتمال المرحلة الأولى والانتقال إلى مرحلة ثانية قبل أن يتسنى للجيش اللبناني الانتشار حتى الخط الأزرق كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة ووقف الاعتداءات يُعتبران شرطين للانتقال إلى مرحلة ثانية من خطة حصر السلاح التي ينفذها الجيش اللبناني.

وفيما تترقب الأوساط الرسمية الجلسة الثانية للجنة الميكانيزم بحضور رئيس الوفد اللبناني السفير السابق السابق سيمون كرم في 19 الشهر الحالي، تشهد الساحة الداخلية هجمة دبلوماسية مكثفة باتجاه لبنان، فبعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر، وبعده وزير الخارجية القطري، حطّ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت وعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين، فيما تحدّثت مصادر إعلامية عن زيارة قريبة لرئيس الوزراء المصري إلى لبنان أكدها مصدر دبلوماسي لـ»البناء» بهدف استكمال الاقتراحات والأفكار المصرية الذي حملها وزير الخارجية المصري منذ أسابيع وقبله مدير المخابرات المصري، والجديد في الأمر هو تعميم نظرية استبدال مصطلح ومهمة نزع السلاح باحتوائه إلى منع أو تعطيل استخدامه، وبالتالي يتركز الجهد المصري بالتنسيق مع الأميركيين على التوصل إلى حلّ مع الجانب اللبناني يمكن تسويقه في «إسرائيل»».
ولفتت أوساط سياسية إلى «تزخيم الضغط السياسي والديبلوماسي على لبنان والزيارات المتتالية للمسؤولين الغربيين والعرب بهدف رفع مستوى الضغط على لبنان لفرض الشروط السياسيّة بشكل تدريجي وأوّلها جرّ لبنان إلى مفاوضات تبدأ غير مباشرة تتحوّل مباشرة وتتوسّع لتشمل ملفات اقتصادية وسياسية وبالتالي جرّ الدولة اللبنانية إلى مزيد من التنازلات الشكلية والجوهرية»، واوضحت المصادر أنّ «»إسرائيل» تريد شرعنة المنطقة العازلة التي تسعى إليها والتي كانت أحد أهداف الحرب الأخيرة ومسلسل الاعتداءات المتتالية منذ عام حتى الآن وبالتالي وظيفة المنطقة العازلة ضمان أمن الحدود الشمالية والتمهيد لإنشاء المنطقة الاقتصادية التي تحدّث عنها توم برّاك ومشاريع الغاز والنفط التي تحضّر لها الولايات المتحدة للدخول على خط استثمار الغاز في البلوكات اللبنانية امتداداً إلى الغاز في المياه الإقليمية السورية وصولاً إلى بحر غزة.
وإذ لا يعوّل سفير لبناني سابق في واشنطن على المفاوضات في لجنة الميكانيزم لـ»وجود موانع عدة تبدأ بالداخل اللبنانيّ ولا تنتهي بالتعقيدات الإقليمية والدولية»، يشير السفير لـ «البناء» إلى أن «لا حلّ أمام لبنان إلا بالمفاوضات لاستعادة حقوقه والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وتثبيت الحدود وحصرية السلاح بيد الدولة».
إلا أنّ مصدراً نيابياً حذّر عبر «البناء» من «جرّ لبنان إلى تقديم تنازلات إضافيّة من دون مقابل، والهدف من الضغط المكثف على لبنان هو نزع سلاح المقاومة واتفاقية سلام وتطبيع مع «إسرائيل»»، مشدّداً على أنّ «لبنان الرسمي لن يقبل بأن يصبح البلد تحت السطوة والنفوذ الإسرائيلي وكذلك الأمر إذا استمرّ العدوان والاحتلال فستنشأ مقاومة شعبية جديدة من أهالي الجنوب والقرى الحدودية ومن كلّ لبنان».
وواصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان جولته على القيادات المحلية. في السياق، التقى لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو. اللقاء الذي استمرّ لأكثر من ساعة تناول تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة «إسرائيل» لاعتداءاتها على لبنان إضافة للعلاقات الثنائيّة بين لبنان وفرنسا.
وعلمت «البناء» أن الرئيس برّي شرح للوفد الفرنسي ما طرحه خلال لقائه مع وفد سفراء دول مجلس الأمن الدولي. وأكد انّ الاحتلال الإسرائيلي يعيق عمل الجيش المكلف بالعمل جنوب الليطاني، كما شدّد أمام الفرنسيين على أن لبنان طبّق كل ما عليه ضمن اتفاق 27 تشرين الثاني، بينما الإسرائيلي لم يطبق أيّ شيء ويريد الإطاحة بالاتفاق وفرض قواعد ومعادلات جديدة.
وأفادت معلومات صحافيّة، بأّن «الرئيس نبيه برّي شدّد خلال لقائه لودريان على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وأنّ زيارة لودريان تأتي في إطار الموقف الفرنسي الداعم لقرار تعيين السفير سيمون كرم في رئاسة الوفد المفاوض». وأشارت المعلومات إلى أن «ملف الانتخابات النيابية حاضر في لقاءات لودريان، وشدّد على إجراء الاستحقاق في موعده وعدم إعطاء أي إشارة سلبية خلال العهد الجديد».
لودريان زار أيضاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، وجرى عرض التطورات في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظلّ التحديات الراهنة. وأتى اللقاء قبيل اجتماع سيُعقد في باريس في 18 كانون الأول الحالي، بمشاركة لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان، بالإضافة إلى قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، سيُخصص للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب مطلع السنة المقبلة.
ووفق معلومات «البناء» فإنّ فرنسا تسعى مع الأميركيين إلى إحياء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن. وتوقعت مصادر سياسية لـ «البناء» أن توجَّه دعوة أميركية جديدة إلى قائد الجيش لزيارة واشنطن بعد اجتماع باريس.
واستقبل النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط لودريان في كليمنصو وكان عرض للملفات المطروحة على الساحة.
إلى ذلك بدأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارة رسمية لسلطنة عُمان تستمر يومين، بدعوة رسمية من السلطان هيثم بن طارق.
ولدى وصوله قال الرئيس عون: لا يفوتني أن أشيد بالدور الحكيم والمسؤول الذي تضطلع به سلطنة عُمان الشقيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، تحت القيادة الرشيدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق. إن سياسة عُمان القائمة على الحوار والوساطة والتوازن وحسن الجوار قد أكسبتها مكانة مرموقة ودوراً محورياً في تعزيز الاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية. نحن في لبنان نقدّر عالياً هذا النهج الحكيم، ونثمّن مواقف السلطنة الداعمة للبنان في مختلف المحافل الدولية، ووقوفها إلى جانبنا في مواجهة التحديات التي نمرّ بها. إنّ لبنان، بموقعه الجغرافي المميّز وتنوّعه الثقافي وإرثه الحضاري، يتطلع إلى أن يكون جسراً للتواصل والحوار، وشريكاً فاعلاً في بناء منطقة يسودها الأمن والاستقرار والازدهار. أتطلع بكل ثقة إلى أن تثمر هذه الزيارة عن نتائج ملموسة تعود بالنفع على بلدينا وشعبينا الشقيقين، وأن تفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر بين لبنان وسلطنة عُمان.»
أمنياً، نفّذ جيش الاحتلال الٳسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة حمامص باتجاه سهل مرجعيون. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، سلسلة من الغارات على مواقع في الجنوب، فاستهدف بما لا يقلّ عن ثماني غارات مرتفعات إقليم التفاح، ومنطقة جبل صافي ووادي رومين وأطراف بلدة جباع ووادي عزة بين قضاءي النبطية وصيدا، بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء المنطقة.
إلى ذلك، تسللت قوة إسرائيلية قرابة الثالثة والنصف فجراً، إلى وسط بلدة عديسة، وفجّرت منزلاً على الطريق العام. كما تسلّلت قوة إسرائيلية ليلًا إلى أطراف مدينة الخيام – تحديدًا في منطقة وادي العصافير قرب المسلخ – وفجّرت أحد المنازل.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر على «أكس» بأنّ «جيش الاحتلال «هاجم أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان ومنها مجمع تأهيل وتدريب لقوة الرضوان ومبانٍ عسكرية».
وليس بعيداً، أفادت صحيفة «معاريف» بأنّ تقديرات في تل أبيب تشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلي بعد تحسّن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عمليّة نزع سلاح حزب الله». وحذّرت قيادة المنطقة الشماليّة في جيش الاحتلال الإسرائيلي من أن الظروف الجوية القاسية المتوقّعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح حزب الله فرصة لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة «قوة الرضوان» لتنفيذ عمليات ضدّ «إسرائيل»، وفق صحيفة «معاريف». وأكد جيش الاحتلال أنه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشماليّة لمواجهة أيّ تحرك محتمل.
على صعيد آخر وبعد استباحة مجموعة من النازحين السوريين الموالين للرئيس الانتقالي أحمد الشرع عدداً من الطرقات احتفالاً بسقوط النظام السابق ما يهدّد بتوترات أمنيّة في الشوارع أفادت قناة «ال بي سي» أنّ الوفد القضائيّ الذي سيتوجّه إلى سورية اليوم للبحث في ملف الموقوفين يضمّ مندوب نائب رئيس الحكومة طارق متري ومندوب الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي كلود غانم والقاضي رجا أبي نادر، وستعقد لقاءات في وزارة العدل السوريّة، حسب جدول الأعمال.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء