افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 ديسمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 13 25|08:45AM :نشر بتاريخ
"النهار":
تتسع دائرة الغموض حيال ما يمكن ان تشهده الفترة القصيرة المتبقية من السنة الحالية من تحركات ومفاوضات وتطورات تتصل بتحديد البوصلة للوضع الشديد الخطورة القائم بين لبنان وإسرائيل، اذ ان أي جزم استباقي باي اتجاه قد تسلكه الأوضاع يبدو اشبه بالضرب بالمندل علما ان الاحتمال التصعيدي الواسع يبقى متقدما كل الاحتمالات حتى اشعار آخر. وقد عكست التطورات الميدانية والتحركات الديبلوماسية في الساعات الأخيرة نموذجاً معبراً عن معادلة التعايش بين التصعيد واستمرار المساعي الديبلوماسية لمنع تفاقم التصعيد ولو ان أي معالم إيجابية حقيقية لهذه المساعي تبدو كأنها لا تزال تدور في حلقة فارغة.
وترجم ذلك في موجة واسعة جديدة وعنيفة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت جبل الرفيع ومحيط بلدة سجد في منطقة اقليم التفاح. كما توسع إطارها لتشمل وادي زلايا في البقاع الغربي وأطراف بلدة جباع وأطراف عرمتى الريحان ووادي بنعفول وتبنا والجرمق والمحمودية وجبل صافي بالجنوب والمنطقة الواقعة بين بلدتي انصار والزرارية. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ان الجيش الإسرائيلي “أغار على مجمع تدريب وتأهيل استخدمته وحدة قوة الرضوان التابعة لحزب الله بغية تدريب وتأهيل عناصرها. وفي مطلع الأسبوع أغار على مجمع تدريب آخر لحزب الله. وقد شملت التدريبات والتأهيلات التي خضع لها عناصر الوحدة تدريبات رمي وأخرى لاستخدام أنواع مختلفة من السلاح وذلك بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات ضد الجيش الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل”. وأضاف : “في إطار الغارات تم استهداف ايضاً بنى تحتية عسكرية إضافية لحزب الله في مناطق عدّة بجنوب لبنان. ويعتبر إجراء تدريبات عسكرية وترسيخ بنى تحتية ارهابية مخصصة للعمل ضد إسرائيل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديدًا على دولة إسرائيل حيث سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل”.
وفي اطار التحركات والمواقف الديبلوماسية استقبل رئيس الجمهورية جوزف عون السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، الذي قال بعد اللقاء: “ليس أمامنا سوى العمل من أجل تجنيب لبنان أي تدهور”. وأضاف: “الفترة المقبلة ستحمل تطوّراً إيجابيًّا، وأعني بالإيجابيّة وجود فرص للحوار ومحاولات لإيجاد أرضيّة يمكن البناء عليها”. وأوضح ان هناك تواصلا بين القاهرة والعواصم المعنية، “ويتم التشاور في ما نعلمه من الجانب اللبناني او الأطراف الأخرى، والمؤشرات تفيد اننا نسير في الطريق الصحيح، ولا بد من مواصلة العمل لانه لا يمكن ضمان أي شيء، ولكن ما يتم العمل عليه هو محاولة تخفيف حدة التوتر وتجنيب لبنان أي تطور في حدة الاعتداءات، وهذا هو الهدف الأساسي، والمسألة يجب ان تتم خطوة تلو الأخرى لخلق حالة من الزخم للاستفادة منها في حل الكثير من المعوقات”.
وفي موقف بارز له خلال استقباله وفداً إعلامياً أكد رئيس الجمهورية أنه “في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها إلى طريق مسدود يتم بعد ذلك الإتجاه الى خيار التفاوض، وتساءل: هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا امام عدو يحتل ارضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه اسرى من أبنائنا؟
وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، أكد الرئيس عون أنها مرفوضة من كافة اللبنانيين.
وسئل عن كلام مجموعة نواب من “حزب الله” انه اعطى الحزب إلتزاما قبل جلسة إنتخابه رئيسا بموضوع إستراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه الى سحب السلاح، وتواكب هذا الكلام مع حملة إعلامية اشارت الى ان هناك ورقة موجودة موقعة منه حول هذا الإلتزام سيتم نشرها في الوقت المناسب، فأجاب: “فلينشروها الآن اذا كانت موجودة. هناك مسؤولية الكلمة. لا إتفاق ولا ورقة موقعة. ولنسلم جدلا بهذا الأمر، فكيف التزم بذلك، وبعد ساعة ألقيت خطاب القسم الذي تعهدت فيه بحصرية السلاح؟”.
من جهته، اعلن وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي انه “وصلتنا تحذيرات من جهات عربيّة ودوليّة أنّ إسرائيل تحضّر لعمليّة عسكريّة واسعة ضدّ لبنان”. وأضاف رجّي، وفق ما نقلت عنه “الجزيرة”: “نكثّف اتصالاتنا الدبلوماسية حتى نحيد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيلية”، مشدّداً على أنّ “سلاح حزب الله أثبت عدم فعاليته بإسناد غزة والدفاع عن لبنان وجلب الاحتلال الإسرائيلي”. وتابع: “الدولة اللبنانية تحاور حزب الله لإقناعه بتسليم سلاحه، لكنه يرفض ذلك”. كما لفت إلى أنّ “اجتماعات لجنة الميكانيزم لا تعني أننا إزاء مفاوضات تقليدية مع إسرائيل، ونسعى للعودة إلى اتفاقية الهدنة، ومعاهدة السلام بعيدة حالياً”.
وزار السفير الاميركي ميشال عيسى معراب والتقى رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع وافيد ان الإجتماع الذي استغرق ساعتين تناول المستجدات السياسيّة على المستويين اللبناني والإقليمي.
وسجل لقاء في السرايا بين رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وعضوي كتلة الوفاء للمقاومة النائبين امين شري وحسن فضل الله الذي قال: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار وبوضع الاعتمادات اللازمة للخطوات المطلوبة، ونحن لا نتحدث عن الملف بكلياته، نحن نعرف أنه يحتاج إلى تمويل كبير ولكن عندما نجزئ هذا الملف إلى نقاط محددة يمكن أن نقوم كدولة لبنانية بالكثير الكثير ، ورأينا بعض الخطوات التي قامت بها الحكومة سواء في ما يتعلق بالكهرباء أو ببعض البنى التحتية أو بما قام به مجلس الجنوب أو بما يمكن أن تقوم به الهيئة العليا للإغاثة، وقد سعينا مع رئيس الحكومة وهذا السعي وفقنا فيه بتحويل بعض الأموال أو رصد بعض الأموال للهيئة العليا للإغاثة كي تباشر العمل في الترميم الإنشائي، خصوصا في الضاحية الجنوبية أو في بيروت وهذا من الملفات الحيوية الأساسية التي تعيد آلاف العائلات إلى منازلها ، كذلك موضوع الإيواء للعائلات التي لا تزال غير قادرة على الوصول إلى قراها أو البقاء فيها، خصوصا في المناطق الحدودية أي القرى الأمامية التي يمارس العدود ضدها المزيد من الاعتداءات “.
"الأخبار":
بينما ترتفع وتيرة التصعيد الأوروبي ـ الروسي، وتترك سياسات الرئيس دونالد ترامب مخاوف أوروبية من التزامات الحليف الأميركي، يزداد الاهتمام الأوروبي العسكري والأمني بالشاطئ الشرقي للمتوسط. وذلك ربطاً بشعور الأوروبيين باقتراب الخطر الروسي، إضافة إلى القلق الذي يساور أوروبا من التطور التكنولوجي الصيني وما يعتبرونه خطراً على أمنهم القومي. فضلاً عن المخاوف من التوترات الناجمة عن «الخطر الإيراني» وتفكّك الدول وتزايد تهديدات اللجوء غير الشرعي وانتشار الإرهاب قرب أوروبا وداخل بعض دولها.
كذلك، فإن الإدارة الأميركية الحالية، ليست مأمونة الجانب بالنسبة إلى الأوروبيين، خصوصاً أنها تبتزّها كل الوقت لرفع موازناتها الدفاعية من جهة، وحجم مساهمتها في ميزانية «الناتو».
كما أن أوروبا ليست راضية عن مقترح ترامب للصفقة حول أوكرانيا، وترى أنه يعطي موسكو فرصة للسيطرة على أوروبا بالتعاون مع ترامب. وقد عبّرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن ذلك، في تعليقها على خطة السلام المطروحة في أوكرانيا، علماً أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عبّر بوضوح عن هذا الموقف، حيث أشار إلى أن «أوروبا ليست مجرد بيدق بل طرف فاعل يسعى لتحقيق مصالحه وقيمه، وأن الجهود الأميركية مُرحّب بها لكنّ القرارات الأوروبية يجب أن تُتّخذ بالتوافق مع الأوروبيين».
هذه الأسباب الأوروبية، تدفع الاتحاد والدول الكبرى في أوروبا الغربية، منفردة وبالتعاون، إلى القيام بمبادرات للحضور المباشر في أكثر من ساحة، والتواجد بشكل مباشر في مناطق النفوذ وعلى خطوط النقل العالمية، وقد ظهرت خلال الأسبوعين الأخيرين، مبادرة أوروبية جديدة، كشفها وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، حول نية فرنسا إرسال قوات درك إلى غزّة، للمساهمة ضمن مبادرة أوروبية في تدريب ثلاثة آلاف جندي في غزة، على غرار ما فعلته سابقاً القوات الأوروبية في الضفة الغربية. وبحسب مسؤول أوروبي، فإن قوة الشرطة الأوروبية الحالية في الضفة الغربية ستتولى قيادة عملية إنشاء قوة شرطة في غزة، ويمكن أن يصل حجم هذه القوة الجديدة في غزة على المدى الطويل إلى 13 ألفاً.
مصادر أمنية أوروبية أكّدت لـ«الأخبار» أن «المبادرة هي جزء من توجّه أوروبي عام لنشر قوات وخبراء ورجال شرطة في أكثر من دولة مثل فلسطين ولبنان وسوريا بهدف مساعدة القوات المحليّة على إدارة أفضل ولتأمين حضور عسكري أوروبي مباشر في مناطق حيوية للغاية بالنسبة إلى الأمن الأوروبي». وأضافت أن المُرجّح أن «تكون القوات الألمانية والإيطالية والفرنسية في طليعة القوات التي ستقوم بهذه المهام».
وتأتي تلك الخطوة، بالتوازي مع عودة ظهور المستشارين الأوروبيين في شرق الفرات، في مناطق سيطرة قوات «قسد»، حيث يعمل مستشارون ألمان وإيطاليون ودنماركيون وهولنديون وفرنسيون. بينما تتحفّظ الدول الأوروبية حالياً على التواجد والظهور داخل المناطق التي تسيطر عليها قوات السلطة السورية الجديدة، في ظل انعدام «اليقين الأمني» وارتفاع منسوب الخشية من تهديد الإرهاب. إلّا أن الجيوش الأوروبية ليست بعيدةً مستقبلاً عن فكرة الحاجة إلى نشر بعض القوات العسكرية في الساحل السوري، أو في مناطق من دمشق، في إطار دعم عمليات «مكافحة الإرهاب وحماية الأقليات»، وهو ما قد يثير حفيظة الأتراك والروس.
مخاوف أوروبا تبدأ من أوكرانيا ولا تنتهي في الصين، لكنّ مخاوفها من الدول المجاورة لها تتعاظم وتفرض عليها البحث عن خيارات جديدة
ويبدو أن لبنان، في طليعة اهتمامات القوى الأوروبية، خصوصاً بعد قرار مجلس الأمن إنهاء مهمة قوات «اليونيفل» نهاية عام 2026 (راجع الأخبار، ما بعد «اليونيفل»: أوروبا تبحث عن تثبيت حضورها العسكري، 28 تشرين الأول 2025).
وقد تكثّف أخيراً النقاش حول الخيارات البديلة عند الأوروبيين للإبقاء على وجودهم العسكري في لبنان، مع سعي واضح من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا إلى البحث عن صيغ تعاون ثنائية مع الجيش اللبناني، تعوّض عن احتمال فشل الوصول إلى صيغة جماعية للإبقاء على قواتها المسلحة في لبنان. وقد دفعت هذه الرغبة، ألمانيا وإيطاليا إلى رفع مستوى دعمهما المادي والتدريبي للجيش اللبناني بشكل ملحوظ، حتى باتتا تتفوّقان بذلك على فرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى استمرار الدعم الإسباني بوتيرة منتظمة.
وأكّدت مصادر أمنية غربية لـ«الأخبار» تسارع البحث عن الصيغ البديلة، وأن وفوداً عسكرية وأمنية سوف تزور لبنان في المرحلة المقبلة لبلورة فكرة واضحة حول البديل عن وجود «اليونيفل» بما يحفظ الحضور العسكري الأوروبي المباشر، مع وجود إيجابية لبنانية في التعاطي مع الطروحات الأوروبية، وهو ما عبّر عنه رئيسا الجمهورية جوزف عون والحكومة نواف سلام.
وتقول المصادر، إن الصيغ المطروحة، مثل تشكيل قوّة أوروبية على غرار القوة الأوروبية في البلقان، تحتاج إلى غطاء دولي واضح من مجلس الأمن، وهو أمر ليس متوفّراً حالياً في ظلّ الكباش مع الصينيين والروس. ويؤكّد المصدر أن واحدة من النتائج الإيجابية القليلة بالنسبة إلى الأوروبيين لإنهاء مهمة «اليونيفل»، هي إخراج القوات الصينية من لبنان، وتعذّر بقائها بصيغة مختلفة. فرغم محدوية انتشار القوات الصينية في لبنان، إلّا أن مجرد وجود الكتيبة الصينية العاملة إلى جانب القوات الأوروبية، بات يثير ريبة هؤلاء، خصوصاً أن عماد القوة الصينية يتألّف من مهندسين وتقنيين وفنيين متخصّصين في البنى التحتية، ويساعدون لبنان في مهام من هذا النوع.
ويبدو الرهان ضعيفاً على تغيّر ما في مجلس الأمن، ولا سيّما بعد زيارة السفراء الأعضاء في مجلس الأمن لبيروت الأسبوع الماضي، لكنّ مصادر أمميّة تقول، إن «أفضل بديل عن اليونيفل هو لجنة مراقبة الهدنة (UNTSO) التابعة لمكتب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان (UNSCOL)»، خصوصاً أنها تستطيع القيام بمهام مراقبة «الخروقات» الإسرائيلية أو اللبنانية رغم عديدها الصغير، ويمكن توسيع مهامها للمراقبة في حال توسيعها. لكن تضيف المصادر أنه «يبدو أن الدول الأوروبية باتت تفضّل رؤية أعلامها بدل رؤية رايات الأمم المتحدة».
ولا تنفصل زيارة قائد الجيش رودولف هيكل لهولندا عن هذا السياق، وهو بحث نهاية الشهر الماضي مع نظيره الهولندي الجنرال أونو إيشلشايم، مستقبل الحضور الأوروبي من ضمن ملفات أخرى. كذلك فُهم من الزيارة توجّه أوروبي بدعم الجيش وهيكل، خصوصاً أن ذلك أتى بعد إلغاء زيارته للولايات المتحّدة، مع تخوّف الأوروبيين من الضغط الأميركي الزائد على الجيش اللبناني (راجع الأخبار، قلق أوروبي من الجنون الأميركي: المؤسسة العسكرية هي الضمانة الأخيرة، 20 تشرين الثاني 2025).
"الجمهورية":
الغموض السلبي، هو سِمة المرحلة الراهنة، تنعدم فيه رؤية اتجاهات الرياح السياسية والأمنية، أكان في اتجاه التصعيد الواسع ربطاً بالإعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت العديد من المناطق اللبنانية في الساعات الأخيرة، وبالتهديدات والتهويلات المتدفّقة من أكثر من مصدر داخلي وخارجي، وبالرسائل العدوانية اليومية التي تُترجَم باعتداءات برّية وجوّية على المناطق اللبنانية، أو في اتجاه التبريد، ربطاً بإشارات خارجية، وتحديداً أميركية ممانعة للتصعيد، بالتوازي مع حراكات واتصالات تجري بصورة مكثفة على خطوط دولية متعدّدة، لضبط الأزمة في مسار سياسي يُنهيها بتفاهمات، وربطاً أيضاً بوعود بإيجابيات منتظرة من لجنة «الميكانيزم»، يؤكّد رعاة اللجنة بأنّها ستتراكم خلال اجتماعاتها اللاحقة.
وضع مفتوح
نظرياً، تبدو الاحتمالات متساوية في الوقت الراهن، إلّا أنّ صورة الميدان تعكس بشكل لا يرقى إليه الشك، بأنّ احتمال التصعيد أعلى من احتمال التبريد، ويعزّز ذلك من جهة، ما هو ملموس من اعتداءات وتهديدات إسرائيلية تكثفت في الفترة الأخيرة، في سياق ضغط إسرائيلي على لبنان لنزع سلاح «حزب الله». ما يعني أنّ الوضع مفتوح.
ومن جهة ثانية، ما يكشفه مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، لجهة انعدام الضغط الجدّي على إسرائيل، وعدم وجود أي ضمانة من أي جهة خارجية، بوصول المسار السياسي وما يُحيطه من اتصالات وحراكات، إلى النتائج التي يرجوها لبنان، بالتزام إسرائيل باتفاق وقف الأعمال العدائية ووقف استهدافاتها واعتداءاتها واغتيالاتها، وسحب جيشها من الأراضي اللبنانية وإطلاق الإسرى اللبنانيِّين.
موقف ترامب
يُضاف إلى ذلك، الموقف اللافت في مضمونه، كما في توقيته، الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات للصحافيِّين خلال الساعات الماضية، إذ كشف أنّ «لدينا دولاً ترغب في التدخّل والتعامل مع «حماس»، ودولاً أخرى تريد التدخّل للتعامل مع «حزب الله» في لبنان كمثال آخر». مضيفاً: «أنا أقول لهم؛ حالياً لا داعي لذلك. وأرى أنّه ليس من الضروري القيام بذلك الآن. قد تحتاجون إلى ذلك لاحقاً، لكن، لدينا دول تعرض التطوّع للتدخّل وتولّي الأمر بالكامل حرفياً».
ماذا عن شمال الليطاني؟
وفي وقت يواصل فيه الجيش اللبناني تنفيذ مهمّته المناطة إليه في جنوب الليطاني، رفعت إسرائيل من وتيرة تهديداتها بعمل عسكري ضدّ لبنان، فيما المريب في موازاة ذلك، لا بل الخبيث، تبرّع بعض القنوات العربية، ببث أخبار منسوبة إلى مصادر لبنانية، تروّج بأنّ «إسرائيل لن تتوقف عن تنفيذ عمليات عسكرية في لبنان ما لم ينتهِ الجيش اللبناني من نزع سلاح الحزب». ومن ثم التشكيك بقدرة الجيش اللبناني عبر القول بأنّ «الجانبَين الأميركي والفرنسي لا يريدان التخفيف من الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، لكن ليست هناك ثقة مطلقة بشأن التقدّم الذي يقوم به الجيش جنوب الليطاني، ولا بشأن التقارير المتعلقة بنسبة نزع السلاح».
في السياق، أكّد مصدر رسمي لـ«الجمهورية»، أنّ «الجيش اللبناني بلغ المرحلة الأخيرة من مهمّته المناطة به في منطقة جنوب الليطاني، ويقوم بمهمّته على أكمل وجه، وفق مقتضيات اتفاق وقف الأعمال العدائية وبشهادة كل الأطراف من دون استثناء. وعلى هذا الأساس، لم يتبقَ أمام الجيش سوى ما دون الـ10% لتصبح مهمّته في تلك المنطقة منجزة بالكامل، ولاسيما في الشق المتعلّق بإخلاء منطقة جنوب الليطاني من السلاح والمسلّحين والمظاهر المسلحة» (رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكدّ أمام وفد مجلس نقابة الصحافة اللبنانية أنّ الجيش أنجز 90% من مهمّته، ورفع عديده في المنطقة إلى ما يزيد عن 9 آلاف جندي).
ورداً على سؤال، أكّد المصدر ثقته بأنّ «الجيش سينهي مهمّته المناطة به أصلاً في جنوب الليطاني في الموعد المحدَّد، أي نهاية السنة الحالية. ما يعني أنّ لبنان نفّذ ما التزم به إزاء هذا الإتفاق، إلّا أنّ هذا الاتفاق ما زال مبتوراً حتى الآن، ولاسيما من الجانب الإسرائيلي الذي لم يقم بأي خطوة تخدمه، ولبنان في هذه الحالة صار في حل من أي مطالبة له بأي إجراءات، وبالتالي تصبح الكرة في الملعب الإسرائيلي، وكذلك في ملعب لجنة «الميكانيزم» والراعي الأميركي لها، لممارسة الدور الذي يُلزم إسرائيل بتنفيذ مندرجات الاتفاق لجهة وقف اعتداءاتها والإنسحاب وإطلاق الأسرى، وقبل حصول لذلك، فإنّ كل حديث عن مرحلة ثانية لتنفيذ إجراءات شمال الليطاني بلا أي قيمة أو معنى، فلتقم إسرائيل أولاً، بما هو مطلوب منها في الاتفاق، وبعدها قد يُصبح الحديث ممكناً بمراحل أخرى».
إنجاح «الميكانيزم»
إلى ذلك، وعلى رغم من الجو المشحون بالغموض والاحتمالات، فإنّ الأجواء الديبلوماسية تشي بتفاؤل حذر إزاء المرحلة المقبلة. ووفق ما نقله سفير دولة كبرى إلى أحد كبار المسؤولين، فإنّ «احتمالات التصعيد والحرب الواسعة ضعيفة جداً»، مؤكّداً أنّ لا أحد يرغب في ذلك، ومشيراً إلى ترقّب اجتماعات لجنة «الميكانيزم» في المرحلة المقبلة، موحياً أنّ الأميركيِّين راغبون في إنجاح اللجنة بصورتها الجديدة التي أصبحت عليها بإشراك مدنيِّين فيها، وكان الدافع الأساس إلى ذلك.
ويؤكّد السفير أنّ «رعاة لجنة «الميكانيزم» مُصرّون على إنجاحها في مهمّتها، وقيامها بالدور الفاعل الذي يعوّل عليه أن يفضي من خلال التفاوض الجاري فيها عبر ممثلين عسكريِّين ومدنيِّين لبنانيِّين وإسرائيليِّين، إلى إيجابيات تثبت الأمن والإستقرار على جانبَي الحدود، لكن هذا الأمر قد يتطلّب بعض الوقت، إنّما ليس الوقت الطويل».
ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، يُشير مصدر سياسي مشارك في حركة الاتصالات واللقاءات مع الوفود الخارجية، إلى أنّ الأجواء التي تُنقَل تُفيد بتشديد الدول، خصوصاً الراعية للجنة «الميكانيزم» على أهمّية دورها، كونها في المرحلة الحالية تُشكِّل نافذة عسكرية سياسية ديبلوماسية لمنع الانزلاق نحو تصعيد واسع.
إلّا أنّ ذلك، في رأي المصدر السياسي عينه لا يعدو أكثر من تعبير عن مشاعر، لا يُغيِّر في واقع الحال. فاللجنة منذ تشكيلها بدت إطاراً شكلياً، فاقدة للفعالية والدور، وتحوّلت في كل اجتماعاتها إلى منبر شكلي وصفر نتائج. وبالتالي ستبقى اللجنة على حالها هذا، ما لم تُمنَح الدور الفاعل، وقدرة الضغط الحقيقي لإسرائيل على وقف خروقاتها وإلزامها باتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي جعلت منه فسحة حركة أوسع لها، وتتصرّف بحرّية ميدانية شبه كاملة، من دون رادع أو ضوابط لها.
وإذ لفت المصدر عينه إلى أنّ «ثمة وعوداً قد قُطِعت بأن تحمل المرحلة المقبلة (ربطاً باجتماعات «الميكانيزم») إيجابيات ملموسة، ونحن ننتظر ونترقّب ما يُحكى عن فعالية جديدة في عمل هذه اللجنة، عبّر عن خشية بالغة ممّا تبيّته إسرائيل التي من الواضح أنّها لا تريد «اليونيفيل»، ولا القرار 1701 ولا اتفاق وقف الأعمال الحربية، وما يصدر عن مستوياتها السياسية والعسكرية، وكذلك عن الإعلام العبري، يكشف بأنّها تريد فرض قواعد جديدة لمصلحتها، وصولاً إلى المنطقة العازلة، وبأنّها تُمهِّد إلى ذلك في ظل اتفاق اعتبرت أنّه يعُطيها حرّية الحركة، وتعوّل من خلال تماديها في التصعيد على خلق ظروف معيّنة في لحظة ما، تلزم لبنان بقواعد تفرضها، ولا يستطيع أن يرفضها. وقد كان لها الدور الأول في إخلاء المنطقة الجنوبية من «اليونيفيل» (حتى آخر السنة المقبلة)، وإفراغ المنطقة من «اليونيفيل» يعني بالتأكيد إفساح المجال أمام الخطة الإسرائيلية بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان».
دعم مصري فرنسي
سياسياً، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لوفد «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحرّرين»، أنّ «عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تُشكّل أولوية في المفاوضات، وأنّ الاتصالات مستمرّة لإطلاقهم، آملاً الوصول إلى نتائج إيجابية في أسرع وقت ممكن».
فيما نقل عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله عن رئيس الحكومة نواف سلام، الذي التقاه مع عضو الكتلة النائب أمين شري: «أننا وجدنا من رئيس الحكومة تجاوباً، خصوصاً أنّه أعاد التأكيد على الإلتزام بإعادة الأعمار كما ورد في البيان الوزاري».
وأمام إعلاميين، أكد عون، أنّه «في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها الى طريق مسدود يتم بعد ذلك الاتجاه الى خيار التفاوض»، وتساءل: «هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا امام عدو يحتل ارضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه اسرى من أبنائنا؟».
وردّا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، قال: «لا تضيعوا وقتكم بها، هي مرفوضة من كافة اللبنانيين».
وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار إلى أنه في العام 2011 وضعت حكومة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي قواعد الترسيم، وما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وقد استشرنا هيئة التشريع والقضايا في ما اذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب الى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي، مضيفًا: «لقد إتبعنا مبدأ الخط الوسط المعتمد في قوانين الترسيم البحري الدولية التي تطبق في ترسيم البحار».
وسئل عن كلام مجموعة نواب من حزب الله انه اعطى الحزب إلتزاما قبل جلسة إنتخابه رئيسا بموضوع إستراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه الى سحب السلاح، وتواكب هذا الكلام مع حملة إعلامية اشارت الى ان هناك ورقة موجودة موقعة منه حول هذا الإلتزام سيتم نشرها في الوقت المناسب، فأجاب: «فلينشروها الآن... اذا كانت موجودة. هناك مسؤولية الكلمة. لا إتفاق ولا ورقة موقعة. ولنسلم جدلا بهذا الأمر، فكيف التزم بذلك، وبعد ساعة ألقيت خطاب القسم الذي تعهدت فيه بحصرية السلاح؟».
وكان عون قد استقبل السفير المصري علاء موسى، الذي أكّد أنّ ليس أمامنا سوى العمل لتجنيب لبنان أي تطوّر في الإعتداءات الإسرائيلية على أراضيه، مشيرا الى ان الأمور تسير بشكل جيد والمؤشرات تفيد أنّنا نسير في الطريق الصحيح.على صعيد ديبلوماسي آخر،
ومن جهة أخرى، أعلن السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو من دارة النائب فريد هيكل الخازن، أنّ زيارات الموفد الرئاسي الخاص جان إيف لودريان المتكرّرة، تعكس تصميم باريس على إبقاء الملف اللبناني أولوية دولية. ولفت إلى أنّ فرنسا تواصل العمل للحفاظ على حضور الملف اللبناني في المحافل الدولية، لا من أجل أمن إسرائيل أو استقرار سوريا، بل من أجل مستقبل لبنان نفسه.
وشدّد السفير الفرنسي على أهمّية الهوية اللبنانية المتعدّدة، معتبراً أنّ الوجود المسيحي يلعب دوراً محورياً في توازن الشرق الأوسط، ومشيراً إلى أنّ نموذج العيش المشترك في لبنان يبقى فريداً على رغم من كل التحدّيات. ودعا إلى ضرورة إنجاز الإصلاحات الاقتصادية والمالية، معتبراً أنّ النهوض بالمؤسسات، خصوصاً المؤسسة العسكرية، يستدعي معالجة أوضاع الدولة المالية، معلناً في هذا الإطار أنّ فرنسا ستُنظِّم مؤتمراً لدعم الجيش اللبناني في الأسابيع المقبلة. وختم ماغرو مؤكّداً ثقته بقدرات اللبنانيِّين وبنوعية طلابهم وشبابهم، ومشدّداً على أنّ فرنسا ستواصل دعم لبنان بالتعاون مع شركائها الدوليِّين، وأنّ أي رئيس أو رئيسة مقبلة في فرنسا سيحافظ على العلاقة الخاصة مع لبنان.
اعتداءات
أمنياً، سُجِّلت أمس سلسلة غارات إسرائيلية جوية عنيفة استهدفت جبل الرفيع، محيط بلدة سجد في منطقة إقليم التفاح، وادي زلايا في البقاع الغربي، أطراف بلدات جباع، عرمتى، الريحان، وادي بنعفول، تبنا، الجرمق، المحمودية وجبل صافي بالجنوب، والمنطقة الواقعة بين بلدتَي أنصار والزرارية. فيما حلّق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض فوق البقاع وبعلبك. وأعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ الجيش الإسرائيلي أغار على مجمّع تدريب وتأهيل استخدمته وحدة قوّة الرضوان التابعة لـ«حزب الله» بغية تدريب وتأهيل عناصرها.
وأكّد المصدر، أنّ «الجيش نفّذ ما هو مطلوب منه، وفق التزام لبنان بمندرجات اتفاق وقف الأعمال العدائية، وليس مطلوباً منه أكثر من ذلك، فيما العائق الأساس أمام استقرار المنطقة، هو إسرائيل التي تجاوزت هذا الاتفاق، وتضغط باعتداءاتها على لبنان لفرض قواعد جديدة، بل واقع مرفوض من قِبله خارج هذا الاتفاق، وتُهدِّد بمزيد من التصعيد لدفعه إلى نزع سلاح «حزب الله» بالقوّة، بمعزل عن المخاطر التي يمكن أن تتأتى من ذلك على لبنان».
"الديار":
سلسلة محطات اساسية تنتظر لبنان ما بين 19 كانون الاول موعد الاجتماع الدوري للجنة «الميكانيزم» و5كانون الثاني وما بينهما اجتماع ترامب ونتنياهو في 29 كانون الاول ومؤتمر دعم الجيش، ويبقى موعد 5 كانون الثاني اساسيا ومفصليا لانه يشكل تاريخ انتهاء المرحلة الاولى التي اعطيت للجيش اللبناني لانجاز سحب السلاح في جنوب الليطاني وتقديم تقريره في هذا الشان الى لجنة «الميكانيزم» والانتقال الى مرحلة شمال الليطاني، وعلى ضوء نتائج الاجتماع في 5 كانون الثاني سترسم ملامح المرحلة المقبلة، ومن المتوقع، ان يتضمن تقرير الجيش، استكمال انتشاره على مساحة 95% من منطقة الجنوب باستثناء الاراضي التي تحتلها اسرائيل في التلال الخمس ومنع الجيش من تنفيذ بعض المهام الاساسية في قرى الحافة الامامية بالاضافة الى الاعتداءات الاسرائيلية وعمليات الاغتيال، وبالتالي، الانظار متجهة الى 5 كانون الثاني، فهل ستوافق اللجنة على تقرير الجيش اللبناني ويتم الانتقال إلى مرحلة شمال الليطاني؟ هل ترفض اسرائيل التقرير وتستانف غاراتها؟ كيف سيكون موقف الولايات المتحدة، هل ستمدد المهلة؟ كلها اسئلة من دون اجوبة بانتظار الجلسة الحاسمة.
هذا الانتظار القلق لكل اللبنانيين المصحوب بسيل من التسريبات السوداوية عن الحرب القادمة اواخر الشهر ونتائجها، جمد الحركة التجارية في لبنان وادى الى تراجع في اعداد المغتربين العائدين لتمضية الاعياد حتى الان، مع تقديرات بارتفاع النسب بعد 15 كانون الاول ووصولها الى 18 الف يوميا، هذا التراجع يطال ايضا حجوزات حفلات الميلاد وراس السنة.
ارتفاع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية
من المتوقع ان ترفع اسرائيل وتيرة اعتداءاتها هذا الشهر بالتزامن مع ٤ محطات اساسية، وقد شن العدو الاسرائيلي 25 غارة جوية عنيفة استهدفت جبل الرفيع محيط بلدة سجد في اقليم التفاح ومرتفعات جبل الريحان ومناطق الجرمق والمحمودية وجبل صافي وتبنا في قضاء صيدا ووادي حومين وقلعة ميس بين أنصار والزرارية بالاضافة الى قصف مدفعي طال عددا من المناطق، وكان لافتا اتهام قوات اليونيفيل اسرائيل بالتعرض لاحدى دورياتها.
واشنطن وضم مسلمين ضالى الوفد المفاوض
في ظل الاجواء الملبدة بالغيوم السوداء، تم تسريب معلومات عن رغبة الولايات المتحدة الاميركية وتحديدا الموفدين التابعين لفريق الرئيس ترامب ضم 3 شخصيات مدنية اسلامية، شيعي - سني - درزي الى الوفد اللبناني المفاوض برئاسة سيمون كرم، كما حصل في تشكيل الوفد اللبناني الذي وقع اتفاق 17 ايار، فواشنطن مصرة على الغطاء الاسلامي وتحديدا الشيعي لاي مفاوضات مباشرة بين لبنان واسرائيل لاعتقادها بان ذلك يشكل ممرا الزاميا لترسيخ الهدوء في المنطقة وفتحها على اكبر المشاريع الاستثمارية في العالم، ففريق الرئيس الاميركي من ويتكوف الى توم براك الى ميشال عيسى يدعمون التطبيع السلمي القائم على المال والمشاريع، فيما اورتاغوس والجناح الدبلوماسي في الإدارة الأميركية يؤيدون الحسم بالقوة وعدم التنازل في موضوع سحب السلاح ويعتبرون ذلك ضرورة لامن اميركا، هذا التناقض في المواقف الاميركية لمسه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط أثناء لقائه مجموعة العمل الاميركية، متسائلا، «مع اي وجهة نظر اميركية سيتعامل لبنان، لنعرف حالنا كيف بدنا نشتغل».
وضمن المعلومات عن التناقض في المواقف الاميركية، افيد بان موفد الرئيس الاميركي الى المنطقة ويتكوف زار العراق وعقد صفقات كبرى افضت الى القبول الاميركي عدم التزام العراق قرار تجميد اموال حزب الله والحوثيين، وفي المعلومات ايضا، ان نتنياهو التقى وفدا درزيا من الجولان السوري المحتل، وقال لهم «اذا وافقنا على سياسات ترامب ومشاريعه في جبل الشيخ فان اسرائيل ستتعرض الى 7 أكتوبر جديدة بعد 5 سنوات، وهذه المرة من الجولان والقنيطرة».
وفي المعلومات المسربة ايضا، ان موضوع حصرية السلاح ليس مطلوبا من لبنان فقط بل يشمل سوريا وتركيا والاردن والعراق واليمن ضمن اطار الشرق الاوسط الجديد.
تصريح ترامب
وكان لافتا تصريح الرئيس الاميركي ترامب والذي كشف عن اعتماده سياسة «العصا والجزرة» تجاه ملفات المنطقة، وقال ترامب: لدينا دول ترغب في التدخل والتعامل مع حزب الله في لبنان. واضاف: اقول الان، لستم مضطرين لفعل ذلك،وقد تضطرون لفعل ذلك، لكن لدينا دول تتطوع للتدخل والتعامل مع الامر برمته، وتابع : لدينا سلام عظيم في الشرق الاوسط، مؤكدا، انه لم يحدث هذا من قبل، وختم : اعتقد انه سلام قوي للغاية.
لبنان مع اي خط غاز؟
ويبقى السؤال الاساسي، لبنان مع اي خط غاز لأوروبا، مع خط الغاز التركي القطري او اللبناني القبرصي الاسرائيلي، وهنا المعركة الكبرى، وعنوان الضربة الاسرائيلية على الدوحة تحذيرها من اي تحالف نفطي مع تركيا، ومن الطبيعي ان يكون لبنان وسوريا الساحتين الاساسيتين للصراعات الكبرى حول الغاز، ولا يمكن في هذا المجال تجاهل المطامع الكبرى على غاز غزة، وما يدور على ارضها حاليا مرتبط بالتاريخ والغاز، وبالتالي لا مصلحة للبنان بتجاهل المصالح التركية في ظل الرسائل الاخيرة عن وجود 15 الف إرهابي على خط الرقة تدمر حمص وصولا الى الحدود اللبنانية لا يخضعون لسياسات الشرع، وبالتالي لن تستقر العلاقات اللبنانية السورية اذا بقيت العلاقات التركية اللبنانية على حالها.
وحسب المتابعين للتطورات السياسية الاخيرة، فان جوهر الصراع في لبنان حاليا، خطوط الغاز؟ واين موقع لبنان؟ ومن يملأ الفراغ الإيراني اذا كان هناك فعلا تراجع في الدور، كما يسرب البعض؟ وحتى انقشاع الصورة، فان الوضع الداخلي اللبناني سيبقى خاضعا للتسريبات من كل «حدب وصوب»، وستكبر وتتعاظم قبل الانتخابات النيابية مع استخدام كل الاسلحة الطائفية والمذهبية والمالية والاصلاحية والاقتصادية واستثمارها انتخابيا، وسيترك هذا الامر اثاره السلبية على الاقتصاد اللبناني في ظل معلومات مخيفة بان الطلبات للتطوع في الجيش والامن العام وأمن الدولة وقوى الامن الداخلي فاقت الـ65 الف طلب بينما المطلوب تطويع 5000 الاف عنصر فقط، وجميع هؤلاء من فئة الشباب، وهذا الامر يدل على حجم البطالة في لبنان.
تصريحات رجي وموسى
وما رفع من حرارة المشهد السياسي في الساعات الماضية التصريح المنسوب لوزير الخارجية يوسف رجي وكشفه عن تحذيرات وصلت من جهات عربية ودولية بان اسرائيل تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان، كاشفا عن اتصالات دبلوماسية لتحييد لبنان ومرافقه عن أي ضربة اسرائيلية، في المقابل، حمل كلام السفير المصري في لبنان علاء موسى من امام القصر الجمهوري اجواء مناقضة لمعلومات رجي، وقال، ان «مصر تعمل على تجنيب لبنان اي تدهور والفترة القادمة ستحمل تطورا ايجابيا في ظل وجود فرص للحوار ومحاولات لايجاد أرضية يمكن البناء عليها، علما ان رئيس الحكومة المصرية يزور بيروت منتصف الاسبوع القادم بعد المعلومات عن تقدم الطرح المصري بتجميد سلاح حزب الله».
زيارة حزب الله الى سلام
وكان لافتا زيارة وفد نواب حزب الله الى رئيس الحكومة، وجاءت هذه الزيارة بعد موافقة الحكومة على إلافراج عن جزء من اموال موازنة مجلس الجنوب واقرار بعض المساعدات لاهالي الجنوب مع موسم الشتاء، وقد شكر وفد الحزب الرئيس سلام على هذه الخطوات كما تم التطرق الى العديد من الملفات بشكل ايجابي.
"نداء الوطن":
أطلق رئيس الجمهورية جوزاف عون ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي أمس جملة مواقف رسّما فيها الحدود على مستوى السيادة لجهة “المضي قدمًا بتنفيذ قرار الحكومة حصر السلاح”. وأكد الرئيس عون مجددًا خيار التفاوض لإخراج لبنان من دائرة الاستهداف الإسرائيلي.
وتزامنت هذه المواقف الرسمية مع اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “هناك دولًا ترغب في التدخل والتعامل مع “حزب الله” في لبنان”. وأضاف، خلال دردشة مع الصحافيين في البيت الأبيض: “أقول الآن لستم مضطرين إلى فعل ذلك. قد تضطرون لاحقًا، لكنْ لدينا دول تتطوّع للتدخل والتعامل مع هذا الملف بالكامل”. وتابع: “لدينا سلام عظيم في الشرق الأوسط وهذا لم يحدث من قبل”. وختم بالقول: “أعتقد أنه سلام قوي للغاية”.
بري والتواصل مع “الحزب” وواشنطن
في السياق، أشارت مصادر كتلة “التنمية والتحرير” النيابية لـ “نداء الوطن “إلى أنه مع كثرة الحديث عن اقتراب الضربة الإسرائيلية، يجهد الرئيس نبيه بري من أجل إبعاد شبح المعارك والحرب والتهجير عن لبنان، فالوضع اللبناني مرتبط بما يحصل في المنطقة لذلك لا يمكن تجاهل التطورات الكبرى الحاصلة. ومن جهة ثانية، لا يمكن الضغط أكثر في الداخل كي لا يتسبب الأمر بإشكال شيعي- شيعي داخل الطائفة أو إشكال داخلي أكبر وصدام بين الجيش و”حزب الله”.
وشددت المصادر على أن الظرف دقيق جدًا، ولا يمكن القول إن محاولات بري فشلت لأن أبواب التواصل ما تزال مفتوحة بين عين التينة و”حزب الله” وبين عين التينة وواشنطن، والاتصالات تتكثف لإقناع “الحزب” بتقديم تنازلات نظرًا للخطر الداهم الذي بات معروفًا، وكذلك مع الأميركيين لمحاولة إيجاد مخرج والضغط على إسرائيل لتجنيب لبنان الحرب.
مصر على الخط
وفي الإطار نفسه، علمت “نداء الوطن” أن زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت الخميس المقبل ستحمل معها محاولة مصرية جديدة لتأخير الحرب وتجنيب لبنان مواجهة عسكرية. وسيلتقي مدبولي عون والمسؤولين اللبنانيين وسيعرض الأجواء التي تلف المنطقة ومسار المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية، ولن يحمل معه مبادرة جديدة، بل سيستكمل ما بدأه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد خصوصًا أن الوضع “لا يبشر بالخير واحتمال تجدد الحرب وارد في أي لحظة، وسط تشدد طهران ومنعها “حزب الله” من تسليم سلاحه ونية إسرائيل القضاء على كل من يهدد أمنها”، وفق ما ذكرت مصادر هذه المعلومات.
عون ومزاعم “التزامه باستراتيجية دفاعية مع الحزب”
وكان رئيس الجمهورية أكد أمس أنه في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها إلى طريق مسدود يتم بعد ذلك الاتجاه إلى خيار التفاوض”. وسئل عن كلام مجموعة نواب من “حزب الله” أنه أعطى “الحزب” التزامًا قبل جلسة انتخابه رئيسًا بموضوع استراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه إلى سحب السلاح، وتواكب هذا الكلام مع حملة إعلامية أشارت إلى أن هناك ورقة موجودة موقعة منه حول هذا الالتزام سيتم نشرها في الوقت المناسب، فأجاب: “فلينشروها الآن… إذا كانت موجودة. ولنسلم جدلًا بهذا الأمر، فكيف التزم بذلك، وبعد ساعة ألقيت خطاب القسم الذي تعهدت فيه بحصرية السلاح؟”.
رجّي والتحذيرات العربية والدولية
بدوره، كشف وزير الخارجية يوسف رجي لقناة “الجزيرة” عن تحذيرات وصلت من جهات عربية ودولية أن إسرائيل تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان. وأضاف أن بلاده تقوم حاليًا باتصالات دبلوماسية لتحييد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيلية. وقال رجي إن سلاح “حزب الله” أثبت عدم فعاليته بإسناد غزة والدفاع عن البلاد، مضيفًا أن الدولة اللبنانية تحاور “الحزب” لإقناعه بتسليم سلاحه لكنه يرفض ذلك. وتابع إن الدور الإيراني في لبنان والمنطقة سلبي جدًا، وإن سياسات طهران من أسباب عدم الاستقرار في المنطقة.
وقد أبلغت مصادر سياسية بارزة “نداء الوطن” أن ما أعلنه رجي عن تحذيرات عربية ودولية أن إسرائيل تحضر لعملية عسكرية “كان معلومات، ولم يكن الوزير رجي يدلي برأيه أو يحلل”. وكانت اجتماعاته الأخيرة مع دبلوماسيين مصريين وأميركيين وفرنسيين. وقالت إن العمل الرسمي جار مع المجتمع الدولي من أجل حصر أضرار الحرب في أضيق وضعية جغرافية معينة فلا تكون تداعياتها بضرب المرافق اللبنانية .
إسرائيل: لا مفر من عملية ضد “حزب الله”
ولاحقًا، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف “حزب الله” في لبنان بهدف منع انضمامه إلى مواجهة محتملة مع إيران. وأكدت المصادر أن لا مفر من عملية لاستهدافه لمنعه من استعادة قدراته العسكرية.
ميدانيًا، استهدفت سلسلة غارات اسرائيلية أمس جبل الرفيع ومحيط بلدة سجد في منطقة إقليم التفاح. كما استهدف الجيش الإسرائيلي وادي زلايا في البقاع الغربي وأطراف بلدة جباع وأطراف عرمتى الريحان ووادي بنعفول وتبنا والجرمق والمحمودية وجبل صافي في الجنوب والمنطقة الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية. فيما حلقت المسيرات على علو منخفض فوق البقاع وبعلبك. إلى ذلك، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية عند أطراف منطقة اللبونة.
هيئة الإشراف على الانتخابات
من جهة ثانية، “أقر مجلس الوزراء أمس في جلسته تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات، على الشكل الآتي: عفيف الحكيم رئيسًا، فادي غنطوس نائبًا له، وميراي عماطوري، جمال محمود، أنطونيو الهاشم، ندين فرغل، عماد بشير، فريد جبران، طلال حاطوم، فيرا يعقوبيان وزياد الصائغ أعضاء.
"الأنباء":
فيما لا تزال أصداء حديث الرئيس وليد جنبلاط لبرنامج "صار الوقت" تتفاعل في الأوساط السياسية، محلياً وخارجياً، لجهة مقاربته الملفات الساخنة في لبنان والمنطقة، ورفضه الاستسلام أمام "الزمن الإسرائيلي"، ومطالبته إيران بالكف عن تحويل لبنان ساحة في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن ملفها النووي، ودعوته "حزب الله" الى مراجعة نقدية من أجل تفويت فرصة تعرضه لضربة عسكرية واسعة من اسرائيل، وازاء ازدياد التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - بحسب مصادر مطلعة - اتصالات مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلنسكي لتأمين هدنة تمتد الى ما بعد عيدي الميلاد ورأس السنة، يؤمل منها أن تساعد على البدء بمفاوضات بناءة قد تفضي الى التوصل الى اتفاق لوقف الحرب بين الدولتين.
المصادر أشارت في اتصال مع "الأنباء الالكترونية" الى أن أردوغان أجرى اتصالاً بالمسؤولين الايرانيين للضغط على "حزب الله" بغية السير في عملية حصر السلاح بيد الدولة، منعاً لتجدد الحرب الاسرائيلية على لبنان.
فرنسا متخوفة
الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وبحسب مصادر مواكبة للقاءاته مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، بحث توسيع مهام "لجنة الميكانيزم"، وبدا متشدداً للمرة الأولى في حديثه عن ضرورة أن يسلم "حزب الله" سلاحه، لأن فرنسا متخوفة من تصعيد اسرائيلي كبير.
وأشارت المصادر عبر "الأنباء الالكترونية" الى أن الموفد الفرنسي على تواصل دائم مع الموفدين السعوديين في الملف اللبناني من جوانبه كافة، لاسيما مؤتمر الدول المانحة ومؤتمر دعم الجيش، وقد حظي موضوع دعم الجيش باهتمام كبير في لقاءات لودريان في بيروت.
ولفتت المصادر الى أن تشديد لودريان على حصرية السلاح نابع من أنه يؤسس لمرحلة جديدة للبنان، لأن هذا المطلب يحظى باجماع دولي، في حين كان سفراء فرنسا المتعاقبون يزورون الضاحية ويلتقون نواباً وقيادات من "حزب الله"، أما اليوم فالموقف الفرنسي تبدل، وهو ما ظهر جلياً في زيارة لودريان الأخيرة.
عون
رئيس الجمهورية جوزاف عون وخلال استقباله وفداً من جمعية "اعلام من أجل الحرية" أوضح أنه في المفهوم العسكري الصرف عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها الى طريق مسدود، يتم بعد ذلك الاتجاه الى خيار التفاوض. وتساءل: "هل لبنان قادر على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا أمام عدو يحتل أرضنا ويستهدفنا كل يوم، ولديه أسرى من أبنائنا؟".
كما أشار الى أنه لم يقدم لـ "حزب الله" أي التزام يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية، قائلاً: "لا اتفاق ولا ورقة موقعة"، وخطابه واضح لجهة حصرية السلاح بيد الدولة.
وعن امتعاض بعض النواب من ترسيم الحدود البحرية مع قبرص، كشف عون أن قواعد الترسيم وضعت في أيام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وأن ما تم القيام به هو تثبيت هذه القواعد والاعتماد على مبدأ الخط الأوسط المعمول به في قوانين الترسيم البحري الدولية. وعما اذا كان الجيش سيواصل حصرية السلاح شمال الليطاني، ذكر بأنه والحكومة أول من تكلموا بحصرية السلاح واتخاذ قرار بذلك، أما التنفيذ فهو يخضع تقنياً للجيش وقد بدأنا منذ سنة بذلك، وما أنجز حتى الآن ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض. فالجيش لا يركز عمله في الجنوب فقط، بل هو منتشر في كل لبنان، ويقوم بمهامه كاملة. المهم أن القرار اتخذ وهو يطبق وسنكمل به، كاشفاً أن "فرنسا سلمت لبنان خرائط تتعلق بالحدود بين بلدينا، ونحن جاهزون لترسيم الحدود معهم عندما يقررون ذلك واللجنة اللبنانية جاهزة. أما بشأن مزارع شبعا فانها ستترك للنهاية ويمكن أن ننشئ لجنة للترسيم البحري وأخرى للبري".
ترامب يلوح بضرب ايران
أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى احتمال أن تقوم الولايات المتحدة بتوجيه ضربة جديدة لايران في حال رفضت قيادتها التوصل الى اتفاق مع واشنطن وواصلت تنفيذ برنامجها الصاروخي. وأكد مجدداً أن تسوية النزاع في الشرق الاوسط ما كانت لتتحقق لولا الضربات الأميركية على المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان.
ويعتقد ترامب أن ايران قد تحاول مواصلة تنفيذ برنامجها النووي، الا أن هذا الأمر سوف يستغرق وقتاً طويلاً لاعادة بنائه، "لكن اذا أرادوا استعادته من دون التوصل الى اتفاق معنا فسندمر هذا البرنامج، كما سندمر صواريخهم... بسرعة كبيرة".
هاني يحذر من الحمى القلاعية
في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السراي عصر أمس الخميس، أشار وزير الزراعة نزار هاني الى موضوع الحمى القلاعية، وهو مرض يتفشى في لبنان بعد انتشاره في دول الجوار كما قال، ويؤثر بشكل كبير على الثروة الحيوانية، وأن الحكومة تدعم الاجراءات التي تقوم بها وزارة الزراعة لاسيما لجهة تأمين اللقاحات اللازمة ووقف استيراد المواشي من الدول التي ظهر فيها هذا الوباء.
بعد ذلك، أقر مجلس الوزراء معظم البنود المدرجة على جدول الأعمال، بينها تشكيل لجنة الاشراف على الانتخابات، فجاءت على الشكل التالي: عفيف الحكيم رئيساً، فادي غنطوس نائباً للرئيس، ميراي عماطوري، جمال محمود، أنطونيو الهاشم، ندين فرغل، عماد بشير، فريد جبران، طلال حاطوم، ميرا يعقوبيان وزياد الصايغ أعضاء.
"اللواء":
في وقت كانت تنشط الاتصالات والرهانات عليها لدرء المخاطر من تصعيد اسرائيلي يفوق التوقعات ضد لبنان، كانت الغارات الاسرائيلية تسجل نقلة نوعية وثقيلة من الاعتداءات، على خلفية فصل مسار الانتهاكات عن المفاوضات التي تجري في الناقورة عبر «الميكانيزم».
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان الاجتماع المقبل للجنة الميكانيزيم من شأنه إعتماد آلية للنقاش وسيلتزم السفير السابق سيمون كرم بتوجيهات الدولة اللبنانية والمطالب المتصلة سابقا بوقف الاعتداءات الاسرائيلية والانسحاب من النقاط التي تحتلها على ان يتوسع البحث في مراحل لاحقة ليشمل ملفات متنوعة.
ولفتت المصادر الى ان الاجتماع الجديد للميكانيزيم سيخضع للتقييم لاسيما من قبل «الثنائي الشيعي»، ورجحت ان اي طرح جدي في هذه اللجنة فقد يستدعي تشاورا رئاسيا، مع العلم ان السفير كرم سيطلع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بمجريات الإجتماع المقبل.
الى ذلك، من غير المستبعد عقد جلسة أخيرة لمجلس الوزراء لهذا العام الاسبوع المقبل، يرجح أن تكون الخميس القادم.
وفيما اعتبر الرئيس جوزاف عون أن التصريحات الاخيرة للسفير الاميركي توماس براك مرفوضة من كل اللبنانيين، وكأنها غير موجودة، انشغلت أوساط معنية بما يدور في أروقة البيت الابيض لجهة تشجيع دور على السعي لنزع سلاح حزب لله، اذا لم يقدم الجيش اللبناني على ذلك..
وعلى الرغم من تمسُّك لبنان بالتفاوض لخيار لا مفرَّ منه، فإن المعلومات المسرَّبة من اسرائيل، تتحدث عن خيارات على طاولة الكابينت الاسرائيلي بعد 31 ك1 الجاري..
والسؤال: ماذا يمكن أن يحمل رئيس الوفد اللبناني السفير السابق سيمون كرم الى اجتماع الميكانيزيم الخميس المقبل في الناقورة: هل يطالب بوقف الاعتداءات الاسرائيلية، واطلاق الاسرى والالتزام بقرار وقف النار وفقاً للقرار الاممي 1701.
وسط ذلك، وعشية الحركة المفتوحة حول لبنان، تحدثت معلومات عن حراك دبلوماسي تقوده واشنطن، يرتكز على مبادرة متكاملة تُطرح على لبنان تحت عنوان «إدارة منطقة جنوب الليطاني ما بعد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار»، والمقصود هنا إنشاء الحزام الامني تحت مسمى «المنطقة الاقتصادية»، وتتضمن المبادرة الأميركية وفق معلومات موثوقة حصلت عليها «اللواء»، عناصر عدّة، أبرزها:
اولا: ضمانات اميركية مكتوبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، بالتوازي مع ضمانات لبنانية بإخلاء منطقة جنوب الليطاني نهائيا من السلاح، واعلان حزب لله رسميا التزامه بقرار الدولة.
ثانيا: دعم عسكري حقيقي للجيش اللبناني يمكِّنه من الانتشار في كامل منطقة جنوب الليطاني، وتغطية الفراغ الامني الذي سيخلفه انسحاب قوات اليونيفيل.
ثالثا: مشاركة موفدين «شيعي وسني» في لجنة «الميكانيزيم».
رابعا: بالنسبة الى اسلحة وصواريخ حزب لله الدقيقة والثقيلة، فهناك بحث اميركي مكثف مع جهات دولية وعربية ولبنانية واقليمية لمنح الحزب ثمنا سياسيا وازنا في حال تسليمها، وسط حديث مصادر دبلوماسية عن وساطة عربية على خط طهران وواشنطن والحزب لاعادة هذه الصواريخ الى طهران.
خامسا: تعهد واشنطن بتامين الاموال اللازمة لاعادة الاعمار فور سريان الاتفاق، ويجري الحديث عن رصد ميزانية ضخمة للاعمار تتجاوز ١٥ مليار دولار ممولة من دولتين عربيتين.
سادسا: استئناف اعمال التنقيب عن النفط والغاز مباشرة بعد موافقة لبنان على الاتفاق.
سابعا: التزام لبنان والكيان الغاصب باتفاقية الهدنة ١٩٤٩ كبديل عن اي تطبيع مباشر بين الطرفين في مرحلة اولى،على ان تليها مفاوضات جديدة برعاية اميركية للتوصل الى سلام دائم بينهما.
على انه رغم الضغوط والتهويل بالحرب ، فان الموقف اللبناني نقلا عن مراجع رسمية ومهمة، واضح وثابت : لا بحث في المنطقة الاقتصادية ولا في اي تسوية جديدة ، قبل وقف العدوان، وانسحاب العدو، وإعادة الأسرى..
ومقابل استمرار التهويل عبر تسريبات اعلامية ومصادر مجهولة وتحديد مهل للتصعيد الاسرائيلي، اكدت مصادر رسمية لـ «اللواء» ان هناك ضخ اخبار لم يصل منها اي شيء للمسؤولين الرسميين من اشارات سلبية خطيرة من الوفود التي زارت رئيس الجمهورية على الاقل، ما عدا ما ينقله وسائل الاعلام العبرية عن مسؤولين اسرائيليين، عن «مهلة تنتهي نهاية العام الحالي لنزع سلاح حزب لله بالقوة».
اضافت المصادر: ان ليس لدى لبنان الرسمي اي معطيات غير التي نقلها الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان عن مسعى لتفعيل لجنة الميكانيزيم وتهدئة الوضع عند الحدود، وما نقله الجانب المصري عن مساعٍ مماثلة، ولبنان ينتظر رد اسرائيل في اجتماع لجنة الميكانيزيم المقبل على ما اعلنه من عناوين للتفاوض وهل تريد التوصل الى حل ام لا؟
ولكن تم تسريب كلام عبر قناة «الجديد» على لسان السفير الاميركي ميشال عيسى خلال عشاء مع مجموعة من النواب خلال وفد الوفد الاميركي مفاده «ان على لبنان القيام بما يتوجب عليه لجمع السلاح وإلّا فإن الادارة الاميركية عاجزة عن وقف اي تصعيد اسرائيلي»!
وجاء كلام السفير المصري علاء موسى بعد لقاء رئيس الجمهورية مبشّراً بقوله «أن المؤشرات تدل على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد انفراجات تعمل عليها مصر عبر اتصالات مكثفة تهدف إلى تخفيف التوتر وتجنيب لبنان شبح الحرب، والمسألة يجب ان تتم خطوة تلوَ الأخرى لخلق حالة من الزخم للاستفادة منها في حل الكثير من المعوقات.. والفترة المقبلة ستحمل تطوّراً إيجابيًّا، وأعني بالإيجابيّة وجود فرص للحوار ومحاولات لإيجاد أرضيّة يمكن البناء عليها. كما أعلن أن زيارة رئيس الوزراء المصري بيروت الأسبوع المقبل، تهدف إلى مواصلة تبادل رسائل الدعم للبنان، آملاً أن تفضي هذه الجهود إلى نتائج ملموسة.
لكن بالمقابل، كشفت مصادر لبنانية: أن الجانب الفرنسي عبّر عن تخوّفه من أن التصعيد الإسرائيلي في الجنوب ليس مستبعداً في المرحلة المقبلة. وأوضحت المصادر أنه لا توجد ثقة مطلقة بشأن التقدم الذي يقوم به الجيش اللبناني جنوب الليطاني، ولا حول دقّة التقارير المتعلقة بنسبة نزع سلاح حزب لله.
من جهته، قال وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي «وصلتنا تحذيرات من جهات عربيّة ودوليّة أنّ إسرائيل تحضّر لعمليّة عسكريّة واسعة ضدّ لبنان». وأضاف رجّي، وفق ما نقلت عنه «الجزيرة»: «نكثّف اتصالاتنا الدبلوماسية حتى نحيِّد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيلية»، مشدّداً على أنّ «سلاح حزب لله أثبت عدم فعاليته بإسناد غزة والدفاع عن لبنان وجلب الاحتلال الإسرائيلي».
وتابع:«الدولة اللبنانية تحاور حزب لله لإقناعه بتسليم سلاحه، لكنه يرفض ذلك». كما لفت إلى أنّ «اجتماعات لجنة الميكانيزيم لا تعني أننا إزاء مفاوضات تقليدية مع إسرائيل، ونسعى للعودة إلى اتفاقية الهدنة، ومعاهدة السلام بعيدة حالياً».
ولاحقا رد النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسين الحاج حسن على رجي قائلاً، أن تصريحات وزير الخارجية يوسف رجي تمثل حزب القوات اللبنانية أكثر من الحكومة. وقال في حديثٍ لـ«الجزيرة»: أن تصريحات وزير الخارجية اللبناني بدت وكأنها تبرر لإسرائيل الاستمرار في عدوانها، ولا ينبغي لوزير الخارجية تبني سردية تبرر ضربات إسرائيل.
وأضاف: على وزير الخارجية التركيز على انسحاب العدو واستعادة الأسرى قبل سلاح حزب لله، لبنان التزم بوقف إطلاق النار لكن العدو هو من لم يلتزم.والجانبان الأميركي والإسرائيلي سيواصلان طلب المزيد كلما قدَّم لبنان تنازلات.
واكد السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو من دارة النائب فريد هيكل الخازن الذي اولم على شرفه في حضور عدد من النواب الحاليين والسابقين، التزام فرنسا الثابت تجاه لبنان، مشيرًا إلى أن زيارات الموفد الرئاسي الخاص جان إيف لودريان المتكررة تعكس تصميم باريس على إبقاء الملف اللبناني أولوية دولية. وأن فرنسا تواصل العمل للحفاظ على حضور الملف اللبناني في المحافل الدولية، لا من أجل أمن إسرائيل أو استقرار سوريا، بل من أجل مستقبل لبنان نفسه. معلنًا في هذا الاطار أن فرنسا ستنظّم مؤتمرًا لدعم الجيش اللبناني في الأسابيع المقبلة.
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله وفداً من جمعية «إعلاميون من أجل الحرية»، انه في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها الى طريق مسدود يتم بعد ذلك الإتجاه الى خيار التفاوض، وتساءل: هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا امام عدو يحتل ارضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه اسرى من أبنائنا؟
وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، أكد الرئيس عون أنها مرفوضة من كافة اللبنانيين. لا تضيعوا وقتكم بها.
وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار الى أنه في العام 2011 وضعت حكومة الرئيس ميقاتي قواعد الترسيم، وما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وقد استشرنا هيئة التشريع والقضايا في ما اذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب الى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي.
وسئل عن كلام مجموعة نواب من حزب لله انه اعطى الحزب إلتزاما قبل جلسة إنتخابه رئيسا بموضوع إستراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه الى سحب السلاح، وتواكب هذا الكلام مع حملة إعلامية اشارت الى ان هناك ورقة موجودة موقعة منه حول هذا الإلتزام سيتم نشرها في الوقت المناسب، فأجاب: «فلينشروها الآن ... اذا كانت موجودة. هناك مسؤولية الكلمة. لا إتفاق ولا ورقة موقعة. ولنسلم جدلا بهذا الأمر، فكيف التزم بذلك، وبعد ساعة ألقيت خطاب القسم الذي تعهدت فيه بحصرية السلاح؟».
وأكد الرئيس عون أن علاقة لبنان مع سوريا جيدة، معلناً أنه سيزور دمشق عندما يبرم اتفاقية يتعلق بالحدود اللبنانية - السورية أو أي اتفاق آخر بين البلدين.
وأوضح عون في حديث لتلفزيون سوريا أن الجانب القضائي اللبناني عرض مسودة تتعلق بالموقوفين السوريين، والجانب السوري ووضع ملاحظات عليها، مشيراً الى أن لبنان لا يستطيع تسليم متهمين سوريين بقتال الجيش اللبناني.
هيئة الإشراف على الانتخابات
اقر مجلس الوزراء في جلسته امس، معظم بنود جدول أعماله والذي يتخطى ٣٠ بندا، وأبرزها مسألة التعيينات، ومنها تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات، وقد جاءت التعيينات على النحو التالي: عفيف الحكيم رئيسًا، فادي غنطوس نائبًا للرئيس، ميراي عماطوري، جمال محمود، انطونيو الهاشم، ندين فرغل، عماد بشير، فريد جبران، طلال حاطوم، فيرا يعقوبيان وزياد الصائغ اعضاء.
كما اقرمشروع قانون الغابات والمراعي، وهذا المشروع الجديد يدمج ٣ قوانين قائمة حاليا حول الزراعة والغابات ويعزز أموراً هامة والتي تتعلق بتغير المناخ، والتصحّر، والتنوع البيولوجي ويتصدى لهذه المسائل،كذلك المساحات الخضراء، ويشدّد مشروع القانون على العقوبات، وأنشأ صندوقاً مخصصاً لادارة الغابات والمشاهد الطبيعية.
تجاوب سلام مع إعادة الإعمار
وكان وفد كتلة الوفاء للمقاومة ضم النائب امين شري وحسن فضل لله زار السراي الكبير، والتقى الرئيس نواف سلام حول موضوع اعادة الاعمار.
وكشف النائب فضل لله عن رئيس الحكومة تجاوباً مع إعادة التأكيد على الالتزام باعادة الاعماد كما ورد في البيان الوزاري.
غارات من الجنوب إلى البقاع الغربي
على الأرض عاود العدو الإسرائيلي عدوانه الجوي على مناطق واسعة من لبنان ومن دون سابق إنذار وبحجج واهية ساقطة، فإستهدف طيرانه صباح أمس مناطق الجرمق والمحمودية وجبل صافي وأطراف بلدتَي جباع وعرمتى وجبل الريحان، تبنا، وادي حومين – رومين.. ثم شن غارات على المنطقة الواقعة بين بلدتي انصار والزرارية.
كما شن العدو غارات على البقاع الغربي مستهدفاً وادي زلايا..فيما سجل تحليق للطيران الحربي المعادي فوق مناطق بعلبك والبقاع الشمالي وصولا للهرمل على ارتفاع منخفض.
وزعم الاحتلال «بأن الهجمات إستهدفت مجمع تدريب وعدة أهداف أخرى لحزب لله، وإن الضربات على مواقع حزب لله تمت بتوجيه من مديرية الاستخبارات العسكرية». بينما قالت القناة 14 الإسرائيلية نقلاً عن مصدر: «إن الجيش الإسرائيلي استهدف مستودعات أسلحة ومواقع للحزب»...فيما استمر اطلاق التبريرات للعدوان بأن زعم موقع «واللا» الإسرائيلي: ان جنود احتياط في «فرقة الجليل ابلغوا عن زيادة تحركات عناصر حزب لله قرب الحدود مع إسرائيل»!
وألقت مسيَّرة إسرائيلية قنبلة صوتية عند أطراف منطقة اللبونة قرب الناقورة. وأفادت المعلومات مساء أمس أن زورقًا حربيًا إسرائيليًا أطلق رشقات نارية باتجاه المياه الإقليمية اللبنانية قبالة رأس الناقورة.ونفذت قوات الإحتلال الإسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع روسيات العلم بإتجاه كفرشوبا وسهل مرجعيون.
وفي السياق، نقلت سكاي نيوز عربية عن مصادر لبنانية «تقديرها أن إسرائيل لن تتوقف عن تنفيذ عمليات عسكرية في لبنان ما لم ينتهِ الجيش اللبناني من نزع سلاح حزب لله».
وكشفت المصادر اللبنانية أن «الجانب الفرنسي أبلغ الجانب اللبناني أن الأعمال العسكرية الإسرائيلية غير مرتبطة بالمسار الدبلوماسي. وأن هناك طلباً فرنسياً بأن تقوم قوات اليونيفيل بمؤازرة الجيش اللبناني بعمليات نزع السلاح، خصوصاً في ما يتعلق بالدخول إلى المنازل والأملاك الخاصة، مشيرة إلى أن فرنسا متشددة بشأن السماح لقوات اليونيفيل القيام بدورها كاملاً».
"البناء":
كشفت العاصفة التي تضرب المنطقة ولحق بقطاع غزة منها نصيب وافر من الرياح والأمطار حجم الخداع في الحديث عن المساعدات ودور الوسطاء في تطبيق ما نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار، حيث ظهر الناس بلا غطاء أمام العاصفة وغرقت الخيام الهزيلة بالمياه ومات الأطفال والكبار من البرد والغرق والمرض، ولم تنفع المناشدات المتعدّدة المصادر في ضمان فتح المعابر أمام آلاف الشاحنات المحمّلة بمستلزمات العيش والصمود التي تحمي السكان من الكوارث التي لحقت بهم وتلحق بهم كل يوم، بينما الاحتلال لا يزال يفرض الحصار كأن وقف إطلاق النار ليس موجوداً، والوسطاء الذين تقودهم واشنطن، عاجزون عن فعل شيء حتى إصدار بيان تنديد بالتعطيل الذي يمارسه الاحتلال، ولم ينجح قرار صدر مساء أمس عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة فتح المعابر فوراً وإتاحة المجال لتدفق المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة، ورفع القيود عن أنشطة المنظمات الأممية التي قال المسؤولون عنها وفي مقدمتهم الأونروا إن منظماتهم تملك في مستودعاتها ما يلبي حاجات غزة، لكنها ممنوعة من إيصال هذه الحاجات إلى من يحتاجها، كل هذا والرئيس الأميركي دونالد ترامب منشغل بتشكيل مجلس السلام الذي يريد ترؤسه كمجلس وصاية على غزة دون دفع فاتورة هذه الوصاية بتأمين الحد الأدنى من شروط الحياة لسكان غزة.
ترامب منشغل أيضاً بقرع طبول الحرب على فنزويلا، وبعد قرصنة ناقلة نفط فنزويلية أعلن أن الجيش الأميركي سوف يقوم بعمليات خاصة ضد فنزويلا تحت شعار ملاحقة تجارة المخدرات، بينما تمتلئ البرامج السياسية في قنوات التلفزة الأميركية والصحف الأميركية بالحديث عن شيء مختلف، بعضها يقول إن الهدف هو النفط الفنزويلي وبعض آخر يقول إن خطة لإسقاط النظام الفنزويلي بالتزامن مع إعداد بديل تابع لواشنطن يترجم وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأميركي بإحكام السيطرة على القارة الأميركية، لكن التحليلات الأكثر انتشاراً كانت تلك التي تحدثت عن استحقاقات في ملف الديون الأميركي المتفاقم تعجز الخزينة عن توفير مواردها البالغة ثلاثة تريليونات دولار، وإن حلفاء واشنطن يتساوون معها بالعجز المالي من أوروبا إلى اليابان، وإن الصين وحدها تملك القدرة على إنقاذ أميركا بالعودة إلى سوق سندات الأسهم الأميركية، والتحرّش بفنزويلا هو مدخل للتفاوض مع الصين حول تمويل الديون؟
في لبنان أثار كلام المبعوث الأميركي توماس برّاك صخباً حول التهديد بالحرب وعدم وجود تأثير لتعيين السفير السابق سيمون كرم على مسار التهديد بالحرب، وبينما كرر وزير الخارجية كلام برّاك وقال، إن “المسار التفاوضي من خلال آلية الميكانيزم المتعلق بالترتيبات الأمنية لن يمنع “إسرائيل” من الاستمرار في اعتداءاتها”، بينما كان رئيس الجمهورية يدعو إلى عدم إضاعة الوقت بما قاله برّاك، شارحاً كيفية تسمية السفير كرم بناء على رسالة أميركية نقلت الموافقة الإسرائيلية على خيار التفاوض عبر لجنة الميكانيزم لتفادي التصعيد.
تتصاعد وتيرة الضغوط الدولية على لبنان مترافقة مع حملة تهويل بحرب إسرائيلية واسعة ضد لبنان، وسط تضارب في المعلومات والمعطيات الدبلوماسية بين الأميركيين والفرنسيين والمصريين، بين مخاوف فرنسية من تصعيد قريب وبين أجواء إيجابية أشاعها السفير المصري في لبنان علاء موسى. وما بينهما حذّرت مصادر أوروبية من تصعيد إسرائيلي عسكري سيطال أهدافاً عسكرية لحزب الله، مشيرة لـ»البناء» إلى أنّ «الجهود الدبلوماسيّة التي تقوم بها الدولة اللبنانية لا سيما بعد الخطوة الرئاسية بتعيين عضو مدنيّ في لجنة الميكانيزم، أخّرت الضربات العسكرية الإسرائيلية، لكنها لم تلغها لوجود قرار في «إسرائيل» بمواصلة العمل العسكري والأمني لإضعاف حزب الله ومنعه من ترميم قدراته العسكرية وترسانته الصاروخية».
وكشفت المصادر أنّ «»إسرائيل» غير مقتنعة كلياً بما يقوم به الجيش اللبناني في إزالة سلاح حزب الله وتدمير بنيته العسكرية، وهذا ما يبلغه الوفد الإسرائيلي للوفد اللبناني عبر الأميركيين خلال اجتماعات لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار»، واستبعدت اندلاع حرب واسعة النطاق بين حزب الله و»إسرائيل» في المدى المنظور لأنّ كلا الطرفين لا مصلحة لهما بإشعال حرب كبيرة.
وفيما يواصل السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى حراكه الدبلوماسية والسياسي على خطوط المقار الرئاسية والسياسية، تترقب الساحة السياسية الاجتماع المرتقب للجنة الميكانيزم في 19 الشهر الحالي والذي يسبقه اجتماع باريس الذي سيضمّ فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والسعودية ولبنان بحضور قائد الجيش العماد ردولف هيكل.
كما علمت «البناء» أنّ المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ستحضر اجتماع باريس على أن تنتقل إلى بيروت للمشاركة في اجتماع لجنة الميكانيزم.
ووفق معلومات «البناء» فإنّ الوفد البناني سيبدي اعتراضه خلال اجتماع الميكانيزم على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، والتوسع في قرى الجنوب وتنفيذ عمليات نسف للمنازل والاعتداء على المدنيين والمزارعين، وسيشدّد على المهام الميدانيّة التي يقوم بها الجيش اللبناني وعرض جدول إحصاء لعمليات الجيش واليونيفيل وما أنجزه الجيش خلال عام ومدى التزام لبنان ببنود اتفاق 27 تشرين الثاني، مقابل رفض «إسرائيل» الالتزام بموجباتها واستمرارها بمسلسل العدوان.
وانتقدت مصادر سياسية كلام السفير الأميركي عن فصل المسار العسكري عن المسار التفاوضي، متسائلة عبر «البناء»: إذا كان المساران منفصلين فما جدوى التفاوض وعلى ماذا سنتفاوض؟ وأليس موضوع وقف الأعمال العدائية الوارد في اتفاق 27 تشرين والقرار 1701 أحد أهم بنود التفاوض في لجنة الميكانيزم؟ وهل سيستمر الوفد اللبناني بالتفاوض إذا لم يتوقف العدوان بالحدّ الأدنى للانتقال إلى بند الانسحاب وتثبيت الحدود والأسرى وغيرها؟
واستقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، الذي قال بعد اللقاء: «ليس أمامنا سوى العمل من أجل تجنيب لبنان أي تدهور». وأضاف: «الفترة المقبلة ستحمل تطوّراً إيجابيّاً، وأعني بالإيجابيّة وجود فرص للحوار ومحاولات لإيجاد أرضيّة يمكن البناء عليها».
وذكرت قناة «الجديد»، أنّ «مهلة نهاية العام ضاغطة على الادارة اللبنانية»، بشأن ملف حصر السلاح. وأوضحت أنّ «لبنان نفذ جزءاً من المطلوب عبر قبول انضمام السفير سيمون كرم لاجتماعات الميكانيزم وإعلان الجيش انتهاء حصر السلاح جنوب الليطاني».
إلى ذلك، تواصلت حملات التهويل والحرب النفسية والإعلامية بنقل معلومات ورسائل عن تحضير إسرائيلي لحرب واسعة ضد لبنان، وأعلن وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي أنه «وصلتنا تحذيرات من جهات عربيّة ودوليّة أنّ «إسرائيل» تحضّر لعمليّة عسكريّة واسعة ضدّ لبنان». وأضاف رجّي، وفق ما نقلت عنه «الجزيرة»: «نكثّف اتصالاتنا الدبلوماسية حتى نحيّد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيليّة».
ميدانياً، استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية جوية عنيفة جبل الرفيع ومحيط بلدة سجد في منطقة إقليم التفاح. كما استهدف جيش الاحتلال وادي زلايا في البقاع الغربي وأطراف بلدة جباع وأطراف عرمتى الريحان ووادي بنعفول وتبنا والجرمق والمحمودية وجبل صافي بالجنوب والمنطقة الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية، فيما حلّق على علوّ منخفض فوق البقاع وبعلبك. إلى ذلك، ألقت مُسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية عند أطراف منطقة اللبونة. وزعم المتحدّث الرسمي باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر حسابه على «أكس»: «استهداف مجمع تدريب وتأهيل استخدمته وحدة قوة الرضوان التابعة لحزب الله بغية تدريب وتأهيل عناصرها».
ولاحظت أوساط عسكرية وسياسية أنّ التركيز الإسرائيلي انتقل إلى شمال الليطاني، ما يعني انتقال العمليات العسكرية من الجنوب إلى شمال الليطاني للضغط على الدولة اللبنانية باتجاه العمل على نزع سلاح حزب الله، ولفتت الأوساط إلى أنّ توسع العمليات يرمي إلى تحقيق أهداف عسكرية وأمنية وسياسية، إبقاء حزب الله في دائرة النار لعرقلة محاولاته ترميم قدراته ـ وضع مناطق بيئة المقاومة في الجنوب والبقاع والضاحية ضمن مسرح العمليات العسكرية والأمنية لاستمرار الضغط على بيئة حزب الله وتهجير ما يمكن تهجيره من المدنيين في جنوب اليطاني تحديداً ـ تكثيف الضغوط السياسية والتفاوضية على الحكومة اللبنانية لتقديم مزيد من التنازلات والاستجابة مع الشروط الأميركية الإسرائيلية في ثلاث نقاط: نزع سلاح حزب الله، مفاوضات سياسية مباشرة عبر لجنة موازية للميكانيزم وصولاً إلى التطبيع، فرض المنطقة العازلة في الجنوب.
وأكد رئيس الجمهورية جوزاف عون، أنّه «في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أيّ جيش معركة ويصل فيها إلى طريق مسدود يتمّ بعد ذلك الاتجاه إلى خيار التفاوض»، وتساءل: «هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا أمام عدو يحتلّ أرضنا ويستهدفنا كلّ يوم ولديه أسرى من أبنائنا؟».
وردّا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم برّاك، قال: «لا تضيّعوا وقتكم بها، هي مرفوضة من كافة اللبنانيين».
وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار إلى أنه في العام 2011 وضعت حكومة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي قواعد الترسيم، وما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وقد استشرنا هيئة التشريع والقضايا في ما إذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب إلى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي، مضيفاً: «لقد اتبعنا مبدأ الخط الوسط المعتمد في قوانين الترسيم البحري الدولية التي تطبق في ترسيم البحار».
في مجال آخر، أشار رئيس الجمهورية في تصريح لـ»تلفزيون سورية»، إلى أنّ «علاقتنا مع سورية جيدة وسأزور دمشق عندما يتمّ إبرام اتفاق يتعلق بالحدود اللبنانية السورية أو أيّ اتفاق آخر بين البلدين». وأوضح أنّ «الجانب القضائي اللبناني عرض مسودة تتعلق بالموقوفين السوريين والجانب السوري وضع ملاحظات عليها».
وأكّد الرئيس عون أنّ «الجانب اللبنانيّ لا يستطيع تسليم سوريين متهمين بقتال الجيش اللبناني»، وفق ما نقلت عنه القناة السورية.
على صعيد آخر، أقرّ مجلس الوزراء معظم جدول أعماله الذي تخطى الـ30 بنداً، وأبرزها مشروع قانون الغابات والمراعي، فهذا المشروع الجديد يدمج 3 قوانين قائمة حالياً حول الزراعة والغابات ويعزّز أمور مهمة تتعلق بتغير المناخ والتصحّر والتنوع البيولوجي ويتصدّى لهذه المسائل، إضافة إلى المساحات الخضراء، ويشدّد مشروع القانون على العقوبات وأنشأ صندوقاً مخصصاً لإدارة الغابات والمراعي والمشاهد الطبيعية».
وذكر وزير الإعلام بول مرقص، خلال تلاوته مقرّرات جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السرايا الحكومي، أنّ «مجلس الوزراء أقرّ أيضاً عدداً كبيراً من بنود جدول أعماله، لا سيما في مسألة التعيينات، ومنها تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات، على الشكل الآتي: عفيف الحكيم رئيساً، فادي غنطوس نائباً له، وميراي عماطوري، جمال محمود، انطونيو الهاشم، ندين فرغل، عماد بشير، فريد جبران، طلال حاطوم، فيرا يعقوبيان وزياد الصائغ أعضاء».
وحطّ ملفا الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإعادة الإعمار في قصر بعبدا والسرايا الحكومي، فأكد رئيس الجمهورية لوفد «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين” الذي زاره في بعبدا، أن عودة الأسرى المعتقلين في «إسرائيل» تشكل أولوية في المفاوضات وأن الاتصالات مستمرة لإطلاقهم آملاً الوصول إلى نتائج إيجابية في أسرع وقت ممكن.
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي عضوي كتلة الوفاء للمقاومة النائبين أمين شري وحسن فضل الله الذي قال: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الإعمار وبوضع الاعتمادات اللازمة للخطوات المطلوبة، ونحن لا نتحدث عن الملف بكلياته، نحن نعرف أنه يحتاج إلى تمويل كبير ولكن عندما نجزّئ هذا الملف إلى نقاط محددة يمكن أن نقوم كدولة لبنانية بالكثير الكثير، ورأينا بعض الخطوات التي قامت بها الحكومة سواء في ما يتعلق بالكهرباء أو ببعض البنى التحتية أو بما قام به مجلس الجنوب أو بما يمكن أن تقوم به الهيئة العليا للإغاثة، وقد سعينا مع رئيس الحكومة وهذا السعي وفقنا فيه بتحويل بعض الأموال أو رصد بعض الأموال للهيئة العليا للإغاثة كي تباشر العمل في الترميم الإنشائي، خصوصاً في الضاحية الجنوبية أو في بيروت، وهذا من الملفات الحيوية الأساسية التي تعيد آلاف العائلات إلى منازلها، كذلك موضوع الإيواء للعائلات التي لا تزال غير قادرة على الوصول إلى قراها أو البقاء فيها، خصوصاً في المناطق الحدودية أي القرى الأماميّة التي يمارس العدو ضدها المزيد من الاعتداءات». وتابع: «نستطيع القول إننا بدأنا سواء في لجنة المال والموازنة أو من خلال التواصل مع رئيس الحكومة، بالخطوات العملية الأولى وبتأمين بعض الاعتمادات من أجل المباشرة بالعمل، وكما قلنا خلال هذا اللقاء أنّ إعطاء القليل أفضل من الحرمان، حتى لو كانت إمكانات الدولة الآن ليست بالمستوى الذي تستطيع فيه أن توفر كلّ الاعتمادات، ولكن هذا لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي. نستطيع القيام بخطوات كثيرة في هذا الموضوع، وأريد أن أقول لكلّ الناس الذين تضرّروا من هذا العدوان الإسرائيلي، نحن نصرّ دائماً على أن تتحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية الكاملة، ورأينا من رئيس الحكومة تجاوباً، خصوصاً أنه أعاد التأكيد على الالتزام بإعادة الأعمار كما ورد في البيان الوزاري، وهذا الالتزام يحتاج إلى خطوات عملية ونحن نقوم بهذه الخطوات بالتعاون بيننا سواء في كتلة الوفاء للمقاومة أو كتلة التنمية والتحرير مع الحكومة مع المجلس النيابي من أجل أن نبلسم الجراح التي سبّبها العدوان الإسرائيلي على بلدنا».
"الشرق":
بين معطيات مصر ومعلومات فرنسا ولبنان تناقض وأكثر. السفير المصري علاء موسى يُبشّر بإيجابيات ستحملها المرحلة المقبلة، فيما تتخوف فرنسا من تصعيد اسرائيلي يلاقيه وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي بتحذيرات وصلته من جهات عربيّة ودوليّة أنّ إسرائيل تحضّر لعمليّة عسكريّة واسعة ضدّ لبنان الذي يكثّف اتصالاته الديبلوماسية لتحييد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيلية.
وبين المواقف المتضاربة يتكثف الحراك الديبلوماسي الفرنسي والاميركي على الساحة المحلية، نصحاً وتحذيراً بوجوب تسريع وتيرة العمل لتجاوز المرحلة بأقل نسبة من الضرر.
تطور ايجابي
امس، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، الذي قال بعد اللقاء: “ليس أمامنا سوى العمل من أجل تجنيب لبنان أي تدهور”. وأضاف: “الفترة المقبلة ستحمل تطوّراً إيجابيًّا، وأعني بالإيجابيّة وجود فرص للحوار ومحاولات لإيجاد أرضيّة يمكن البناء عليها”. كما استقبل الرئيس عون، عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ الذي قال بعد اللقاء: “لدى الرئيس جوزاف عون مقاربات متعدّدة للمرحلة المقبلة أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، من شأنها نقل لبنان من حالة الحرب إلى حالة السلام الأهلي الدائم”. من جهته، أكد رئيس الجمهورية لوفد “الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين” أن عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات وأن الاتصالات مستمرة لإطلاقهم آملًا الوصول إلى نتائج إيجابية في أسرع وقت ممكن.
تخوّف فرنسي
في المقابل، كشفت مصادر لبنانية لـ”سكاي نيوز” أن الجانب الفرنسي عبّر عن تخوّفه من أن التصعيد الإسرائيلي في الجنوب ليس مستبعداً في المرحلة المقبلة وأوضحت المصادر أنه لا توجد ثقة مطلقة بشأن التقدم الذي يقوم به الجيش اللبناني جنوب الليطاني، ولا حول دقّة التقارير المتعلقة بنسبة نزع سلاح حزب الله.
تحذيرات
من جهته، قال وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي “وصلتنا تحذيرات من جهات عربيّة ودوليّة أنّ إسرائيل تحضّر لعمليّة عسكريّة واسعة ضدّ لبنان”. وأضاف رجّي، وفق ما نقلت عنه “الجزيرة”: “نكثّف اتصالاتنا الدبلوماسية حتى نحيد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيلية”، مشدّداً على أنّ “سلاح حزب الله أثبت عدم فعاليته بإسناد غزة والدفاع عن لبنان وجلب الاحتلال الإسرائيلي”. وتابع: “الدولة اللبنانية تحاور حزب الله لإقناعه بتسليم سلاحه، لكنه يرفض ذلك”. كما لفت إلى أنّ “اجتماعات لجنة الميكانيزم لا تعني أننا إزاء مفاوضات تقليدية مع إسرائيل، ونسعى للعودة إلى اتفاقية الهدنة، ومعاهدة السلام بعيدة حالياً”.
عيسى في معراب
وفي معراب حطّ السفير الاميركي ميشال عيسى اليوم حيث استقبله رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع ،يرافقه الملحقان السياسيان جسي سافو وجايمي اوماليا، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان وعضو الهيئة التنفيذيّة د. جوزف جبيلي. وعرض المجتمعون في الإجتماع الذي استغرق ساعتين من الوقت، للمستجدات السياسيّة على المستويين اللبناني والإقليمي.
وماغرو عند الخازن
من جهته، اكد السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو من دارة النائب فريد هيكل الخازن الذي اولم على شرفه في حضور عدد من النواب الحاليين والسابقين التزام فرنسا الثابت تجاه لبنان، مشيرًا إلى أن زيارات الموفد الرئاسي الخاص جان إيف لودريان المتكررة تعكس تصميم باريس على إبقاء الملف اللبناني أولوية دولية. ولفت إلى أن فرنسا تواصل العمل للحفاظ على حضور الملف اللبناني في المحافل الدولية، لا من أجل أمن إسرائيل أو استقرار سوريا، بل من أجل مستقبل لبنان نفسه، كما قال.وشدّد السفير الفرنسي على أهمية الهوية اللبنانية المتعددة، معتبرًا أن الوجود المسيحي يلعب دورًا محوريًا في توازن الشرق الأوسط، ومشيرًا إلى أن نموذج العيش المشترك في لبنان يبقى فريدًا رغم كل التحديات. ودعا إلى ضرورة إنجاز الإصلاحات الاقتصادية والمالية، معتبرًا أن النهوض بالمؤسسات، خصوصًا المؤسسة العسكرية، يستدعي معالجة أوضاع الدولة المالية معلنًا في هذا الاطار أن فرنسا ستنظّم مؤتمرًا لدعم الجيش اللبناني في الأسابيع المقبلة. وختم ماغرو مؤكدًا ثقته بقدرات اللبنانيين وبنوعية طلابهم وشبابهم، ومشدّدًا على أن فرنسا ستواصل دعم لبنان بالتعاون مع شركائها الدوليين، وأن أي رئيس أو رئيسة مقبلة في فرنسا سيحافظ على العلاقة الخاصة مع لبنان.
إعادة الاعمار
الى ذلك، وقبل ان يرأس جلسة لمجلس الوزراء، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي عضوي كتلة الوفاء للمقاومة النائبين امين شري وحسن فضل الله الذي قال: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار وبوضع الاعتمادات اللازمة للخطوات المطلوبة، ونحن لا نتحدث عن الملف بكلياته، نحن نعرف أنه يحتاج إلى تمويل كبير ولكن عندما نجزئ هذا الملف إلى نقاط محددة يمكن أن نقوم كدولة لبنانية بالكثير الكثير، ورأينا بعض الخطوات التي قامت بها الحكومة سواء في ما يتعلق بالكهرباء أو ببعض البنى التحتية أو بما قام به مجلس الجنوب أو بما يمكن أن تقوم به الهيئة العليا للإغاثة ، وقد سعينا مع رئيس الحكومة وهذا السعي وفقنا فيه بتحويل بعض الأموال أو رصد بعض الأموال للهيئة العليا للإغاثة كي تباشر العمل في الترميم الإنشائي، خصوصا في الضاحية الجنوبية أو في بيروت وهذا من الملفات الحيوية الأساسية التي تعيد آلاف العائلات إلى منازلها ، كذلك موضوع الإيواء للعائلات التي لا تزال غير قادرة على الوصول إلى قراها أو البقاء فيها، خصوصا في المناطق الحدودية أي القرى الأمامية التي يمارس العدود ضدها المزيد من الاعتداءات”.
"الشرق الأوسط":
يخطِّط الجيش الإسرائيلي لشنِّ هجوم واسع النطاق على أهداف «حزب الله» في جميع أنحاء لبنان، في حال فشلت جهود الحكومة اللبنانية وجيشها في نزع سلاح الحزب، والتي أمهلت حتى نهاية الشهر الحالي لتنفيذ القرار بوصفه خطوةً من خطوات اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفادت «هيئة البث الإسرائيلية العامة»، بأن هذه الخطط «وضعها كبار قادة الجيش الإسرائيلي بمشاركة القيادة الشمالية، ومديرية الاستخبارات، ومديرية العمليات، وتم تجهيزها للتنفيذ مع قرب نهاية الموعد النهائي الذي حددته الحكومة اللبنانية لنزع سلاح (حزب الله) مع نهاية العام الحالي». وأشارت إلى أنه كجزء من الاستعدادات لتنفيذ هذا المخطط عند ذلك الحين، أجرت القوات الجوية الإسرائيلية، تدريبات مكثفة في الأيام الأخيرة في سماء إسرائيل وفوق البحر الأبيض المتوسط بمشاركة طائرات حربية مقاتلة، وأخرى من أنواع وذات مهام مختلفة، للتدرُّب على تنفيذ العملية.
إبلاغ واشنطن
ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع، قوله إنه تم إبلاغ الولايات المتحدة بأنه في حال لم يقم «حزب الله» بنزع سلاحه بشكل فعال، فإن إسرائيل ستفعل ذلك بنفسها، حتى لو أدى ذلك إلى أيام من القتال أو حتى تجدد القتال في الشمال على نطاق واسع.
وذكرت القناة أن الولايات المتحدة نقلت هذا التحذير الإسرائيلي إلى الحكومة اللبنانية، لكن اللبنانيين أكدوا أن عملية تنفيذ «حصرية السلاح» مستمرة ومعقَّدة، وبحاجة إلى مزيد من الوقت لتحقيق أهدافها.
تحذيرات للبنان
وتلقى لبنان بالفعل هذه المعلومات، إذ أقرّ وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، بأن بيروت تلقت تحذيرات من جهات عربية ودولية مفادها أن إسرائيل تحضِّر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان، مشيراً إلى أن هناك اتصالات دبلوماسية مكثفة لتحييد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيلية متوقعة، مؤكداً أن بلاده تسعى للعودة إلى اتفاقية الهدنة مع إسرائيل.
وقال رجي في تصريحات تلفزيونية، إن «حزب الله» يرفض تسليم سلاحه، رغم محاولات إقناعه المستمرة بذلك، مشيراً إلى أن هذا السلاح أثبت عدم فاعليته بإسناد غزة والدفاع عن لبنان، وجَلَبَ الاحتلال الإسرائيلي.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا