اللواء: مبادرة أميركية لجنوب الليطاني بالتزامن مع اجتماعات الميكانيزم
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 13 25|09:43AM :نشر بتاريخ
في وقت كانت تنشط الاتصالات والرهانات عليها لدرء المخاطر من تصعيد اسرائيلي يفوق التوقعات ضد لبنان، كانت الغارات الاسرائيلية تسجل نقلة نوعية وثقيلة من الاعتداءات، على خلفية فصل مسار الانتهاكات عن المفاوضات التي تجري في الناقورة عبر «الميكانيزم».
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان الاجتماع المقبل للجنة الميكانيزيم من شأنه إعتماد آلية للنقاش وسيلتزم السفير السابق سيمون كرم بتوجيهات الدولة اللبنانية والمطالب المتصلة سابقا بوقف الاعتداءات الاسرائيلية والانسحاب من النقاط التي تحتلها على ان يتوسع البحث في مراحل لاحقة ليشمل ملفات متنوعة.
ولفتت المصادر الى ان الاجتماع الجديد للميكانيزيم سيخضع للتقييم لاسيما من قبل «الثنائي الشيعي»، ورجحت ان اي طرح جدي في هذه اللجنة فقد يستدعي تشاورا رئاسيا، مع العلم ان السفير كرم سيطلع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بمجريات الإجتماع المقبل.
الى ذلك، من غير المستبعد عقد جلسة أخيرة لمجلس الوزراء لهذا العام الاسبوع المقبل، يرجح أن تكون الخميس القادم.
وفيما اعتبر الرئيس جوزاف عون أن التصريحات الاخيرة للسفير الاميركي توماس براك مرفوضة من كل اللبنانيين، وكأنها غير موجودة، انشغلت أوساط معنية بما يدور في أروقة البيت الابيض لجهة تشجيع دور على السعي لنزع سلاح حزب لله، اذا لم يقدم الجيش اللبناني على ذلك..
وعلى الرغم من تمسُّك لبنان بالتفاوض لخيار لا مفرَّ منه، فإن المعلومات المسرَّبة من اسرائيل، تتحدث عن خيارات على طاولة الكابينت الاسرائيلي بعد 31 ك1 الجاري..
والسؤال: ماذا يمكن أن يحمل رئيس الوفد اللبناني السفير السابق سيمون كرم الى اجتماع الميكانيزيم الخميس المقبل في الناقورة: هل يطالب بوقف الاعتداءات الاسرائيلية، واطلاق الاسرى والالتزام بقرار وقف النار وفقاً للقرار الاممي 1701.
وسط ذلك، وعشية الحركة المفتوحة حول لبنان، تحدثت معلومات عن حراك دبلوماسي تقوده واشنطن، يرتكز على مبادرة متكاملة تُطرح على لبنان تحت عنوان «إدارة منطقة جنوب الليطاني ما بعد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار»، والمقصود هنا إنشاء الحزام الامني تحت مسمى «المنطقة الاقتصادية»، وتتضمن المبادرة الأميركية وفق معلومات موثوقة حصلت عليها «اللواء»، عناصر عدّة، أبرزها:
اولا: ضمانات اميركية مكتوبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، بالتوازي مع ضمانات لبنانية بإخلاء منطقة جنوب الليطاني نهائيا من السلاح، واعلان حزب لله رسميا التزامه بقرار الدولة.
ثانيا: دعم عسكري حقيقي للجيش اللبناني يمكِّنه من الانتشار في كامل منطقة جنوب الليطاني، وتغطية الفراغ الامني الذي سيخلفه انسحاب قوات اليونيفيل.
ثالثا: مشاركة موفدين «شيعي وسني» في لجنة «الميكانيزيم».
رابعا: بالنسبة الى اسلحة وصواريخ حزب لله الدقيقة والثقيلة، فهناك بحث اميركي مكثف مع جهات دولية وعربية ولبنانية واقليمية لمنح الحزب ثمنا سياسيا وازنا في حال تسليمها، وسط حديث مصادر دبلوماسية عن وساطة عربية على خط طهران وواشنطن والحزب لاعادة هذه الصواريخ الى طهران.
خامسا: تعهد واشنطن بتامين الاموال اللازمة لاعادة الاعمار فور سريان الاتفاق، ويجري الحديث عن رصد ميزانية ضخمة للاعمار تتجاوز ١٥ مليار دولار ممولة من دولتين عربيتين.
سادسا: استئناف اعمال التنقيب عن النفط والغاز مباشرة بعد موافقة لبنان على الاتفاق.
سابعا: التزام لبنان والكيان الغاصب باتفاقية الهدنة ١٩٤٩ كبديل عن اي تطبيع مباشر بين الطرفين في مرحلة اولى،على ان تليها مفاوضات جديدة برعاية اميركية للتوصل الى سلام دائم بينهما.
على انه رغم الضغوط والتهويل بالحرب ، فان الموقف اللبناني نقلا عن مراجع رسمية ومهمة، واضح وثابت : لا بحث في المنطقة الاقتصادية ولا في اي تسوية جديدة ، قبل وقف العدوان، وانسحاب العدو، وإعادة الأسرى..
ومقابل استمرار التهويل عبر تسريبات اعلامية ومصادر مجهولة وتحديد مهل للتصعيد الاسرائيلي، اكدت مصادر رسمية لـ «اللواء» ان هناك ضخ اخبار لم يصل منها اي شيء للمسؤولين الرسميين من اشارات سلبية خطيرة من الوفود التي زارت رئيس الجمهورية على الاقل، ما عدا ما ينقله وسائل الاعلام العبرية عن مسؤولين اسرائيليين، عن «مهلة تنتهي نهاية العام الحالي لنزع سلاح حزب لله بالقوة».
اضافت المصادر: ان ليس لدى لبنان الرسمي اي معطيات غير التي نقلها الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان عن مسعى لتفعيل لجنة الميكانيزيم وتهدئة الوضع عند الحدود، وما نقله الجانب المصري عن مساعٍ مماثلة، ولبنان ينتظر رد اسرائيل في اجتماع لجنة الميكانيزيم المقبل على ما اعلنه من عناوين للتفاوض وهل تريد التوصل الى حل ام لا؟
ولكن تم تسريب كلام عبر قناة «الجديد» على لسان السفير الاميركي ميشال عيسى خلال عشاء مع مجموعة من النواب خلال وفد الوفد الاميركي مفاده «ان على لبنان القيام بما يتوجب عليه لجمع السلاح وإلّا فإن الادارة الاميركية عاجزة عن وقف اي تصعيد اسرائيلي»!
وجاء كلام السفير المصري علاء موسى بعد لقاء رئيس الجمهورية مبشّراً بقوله «أن المؤشرات تدل على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد انفراجات تعمل عليها مصر عبر اتصالات مكثفة تهدف إلى تخفيف التوتر وتجنيب لبنان شبح الحرب، والمسألة يجب ان تتم خطوة تلوَ الأخرى لخلق حالة من الزخم للاستفادة منها في حل الكثير من المعوقات.. والفترة المقبلة ستحمل تطوّراً إيجابيًّا، وأعني بالإيجابيّة وجود فرص للحوار ومحاولات لإيجاد أرضيّة يمكن البناء عليها. كما أعلن أن زيارة رئيس الوزراء المصري بيروت الأسبوع المقبل، تهدف إلى مواصلة تبادل رسائل الدعم للبنان، آملاً أن تفضي هذه الجهود إلى نتائج ملموسة.
لكن بالمقابل، كشفت مصادر لبنانية: أن الجانب الفرنسي عبّر عن تخوّفه من أن التصعيد الإسرائيلي في الجنوب ليس مستبعداً في المرحلة المقبلة. وأوضحت المصادر أنه لا توجد ثقة مطلقة بشأن التقدم الذي يقوم به الجيش اللبناني جنوب الليطاني، ولا حول دقّة التقارير المتعلقة بنسبة نزع سلاح حزب لله.
من جهته، قال وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي «وصلتنا تحذيرات من جهات عربيّة ودوليّة أنّ إسرائيل تحضّر لعمليّة عسكريّة واسعة ضدّ لبنان». وأضاف رجّي، وفق ما نقلت عنه «الجزيرة»: «نكثّف اتصالاتنا الدبلوماسية حتى نحيِّد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيلية»، مشدّداً على أنّ «سلاح حزب لله أثبت عدم فعاليته بإسناد غزة والدفاع عن لبنان وجلب الاحتلال الإسرائيلي».
وتابع:«الدولة اللبنانية تحاور حزب لله لإقناعه بتسليم سلاحه، لكنه يرفض ذلك». كما لفت إلى أنّ «اجتماعات لجنة الميكانيزيم لا تعني أننا إزاء مفاوضات تقليدية مع إسرائيل، ونسعى للعودة إلى اتفاقية الهدنة، ومعاهدة السلام بعيدة حالياً».
ولاحقا رد النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسين الحاج حسن على رجي قائلاً، أن تصريحات وزير الخارجية يوسف رجي تمثل حزب القوات اللبنانية أكثر من الحكومة. وقال في حديثٍ لـ«الجزيرة»: أن تصريحات وزير الخارجية اللبناني بدت وكأنها تبرر لإسرائيل الاستمرار في عدوانها، ولا ينبغي لوزير الخارجية تبني سردية تبرر ضربات إسرائيل.
وأضاف: على وزير الخارجية التركيز على انسحاب العدو واستعادة الأسرى قبل سلاح حزب لله، لبنان التزم بوقف إطلاق النار لكن العدو هو من لم يلتزم.والجانبان الأميركي والإسرائيلي سيواصلان طلب المزيد كلما قدَّم لبنان تنازلات.
واكد السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو من دارة النائب فريد هيكل الخازن الذي اولم على شرفه في حضور عدد من النواب الحاليين والسابقين، التزام فرنسا الثابت تجاه لبنان، مشيرًا إلى أن زيارات الموفد الرئاسي الخاص جان إيف لودريان المتكررة تعكس تصميم باريس على إبقاء الملف اللبناني أولوية دولية. وأن فرنسا تواصل العمل للحفاظ على حضور الملف اللبناني في المحافل الدولية، لا من أجل أمن إسرائيل أو استقرار سوريا، بل من أجل مستقبل لبنان نفسه. معلنًا في هذا الاطار أن فرنسا ستنظّم مؤتمرًا لدعم الجيش اللبناني في الأسابيع المقبلة.
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله وفداً من جمعية «إعلاميون من أجل الحرية»، انه في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها الى طريق مسدود يتم بعد ذلك الإتجاه الى خيار التفاوض، وتساءل: هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا امام عدو يحتل ارضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه اسرى من أبنائنا؟
وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، أكد الرئيس عون أنها مرفوضة من كافة اللبنانيين. لا تضيعوا وقتكم بها.
وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار الى أنه في العام 2011 وضعت حكومة الرئيس ميقاتي قواعد الترسيم، وما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وقد استشرنا هيئة التشريع والقضايا في ما اذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب الى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي.
وسئل عن كلام مجموعة نواب من حزب لله انه اعطى الحزب إلتزاما قبل جلسة إنتخابه رئيسا بموضوع إستراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه الى سحب السلاح، وتواكب هذا الكلام مع حملة إعلامية اشارت الى ان هناك ورقة موجودة موقعة منه حول هذا الإلتزام سيتم نشرها في الوقت المناسب، فأجاب: «فلينشروها الآن ... اذا كانت موجودة. هناك مسؤولية الكلمة. لا إتفاق ولا ورقة موقعة. ولنسلم جدلا بهذا الأمر، فكيف التزم بذلك، وبعد ساعة ألقيت خطاب القسم الذي تعهدت فيه بحصرية السلاح؟».
وأكد الرئيس عون أن علاقة لبنان مع سوريا جيدة، معلناً أنه سيزور دمشق عندما يبرم اتفاقية يتعلق بالحدود اللبنانية - السورية أو أي اتفاق آخر بين البلدين.
وأوضح عون في حديث لتلفزيون سوريا أن الجانب القضائي اللبناني عرض مسودة تتعلق بالموقوفين السوريين، والجانب السوري ووضع ملاحظات عليها، مشيراً الى أن لبنان لا يستطيع تسليم متهمين سوريين بقتال الجيش اللبناني.
هيئة الإشراف على الانتخابات
اقر مجلس الوزراء في جلسته امس، معظم بنود جدول أعماله والذي يتخطى ٣٠ بندا، وأبرزها مسألة التعيينات، ومنها تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات، وقد جاءت التعيينات على النحو التالي: عفيف الحكيم رئيسًا، فادي غنطوس نائبًا للرئيس، ميراي عماطوري، جمال محمود، انطونيو الهاشم، ندين فرغل، عماد بشير، فريد جبران، طلال حاطوم، فيرا يعقوبيان وزياد الصائغ اعضاء.
كما اقرمشروع قانون الغابات والمراعي، وهذا المشروع الجديد يدمج ٣ قوانين قائمة حاليا حول الزراعة والغابات ويعزز أموراً هامة والتي تتعلق بتغير المناخ، والتصحّر، والتنوع البيولوجي ويتصدى لهذه المسائل،كذلك المساحات الخضراء، ويشدّد مشروع القانون على العقوبات، وأنشأ صندوقاً مخصصاً لادارة الغابات والمشاهد الطبيعية.
تجاوب سلام مع إعادة الإعمار
وكان وفد كتلة الوفاء للمقاومة ضم النائب امين شري وحسن فضل لله زار السراي الكبير، والتقى الرئيس نواف سلام حول موضوع اعادة الاعمار.
وكشف النائب فضل لله عن رئيس الحكومة تجاوباً مع إعادة التأكيد على الالتزام باعادة الاعماد كما ورد في البيان الوزاري.
غارات من الجنوب إلى البقاع الغربي
على الأرض عاود العدو الإسرائيلي عدوانه الجوي على مناطق واسعة من لبنان ومن دون سابق إنذار وبحجج واهية ساقطة، فإستهدف طيرانه صباح أمس مناطق الجرمق والمحمودية وجبل صافي وأطراف بلدتَي جباع وعرمتى وجبل الريحان، تبنا، وادي حومين – رومين.. ثم شن غارات على المنطقة الواقعة بين بلدتي انصار والزرارية.
كما شن العدو غارات على البقاع الغربي مستهدفاً وادي زلايا..فيما سجل تحليق للطيران الحربي المعادي فوق مناطق بعلبك والبقاع الشمالي وصولا للهرمل على ارتفاع منخفض.
وزعم الاحتلال «بأن الهجمات إستهدفت مجمع تدريب وعدة أهداف أخرى لحزب لله، وإن الضربات على مواقع حزب لله تمت بتوجيه من مديرية الاستخبارات العسكرية». بينما قالت القناة 14 الإسرائيلية نقلاً عن مصدر: «إن الجيش الإسرائيلي استهدف مستودعات أسلحة ومواقع للحزب»...فيما استمر اطلاق التبريرات للعدوان بأن زعم موقع «واللا» الإسرائيلي: ان جنود احتياط في «فرقة الجليل ابلغوا عن زيادة تحركات عناصر حزب لله قرب الحدود مع إسرائيل»!
وألقت مسيَّرة إسرائيلية قنبلة صوتية عند أطراف منطقة اللبونة قرب الناقورة. وأفادت المعلومات مساء أمس أن زورقًا حربيًا إسرائيليًا أطلق رشقات نارية باتجاه المياه الإقليمية اللبنانية قبالة رأس الناقورة.ونفذت قوات الإحتلال الإسرائيلي عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع روسيات العلم بإتجاه كفرشوبا وسهل مرجعيون.
وفي السياق، نقلت سكاي نيوز عربية عن مصادر لبنانية «تقديرها أن إسرائيل لن تتوقف عن تنفيذ عمليات عسكرية في لبنان ما لم ينتهِ الجيش اللبناني من نزع سلاح حزب لله».
وكشفت المصادر اللبنانية أن «الجانب الفرنسي أبلغ الجانب اللبناني أن الأعمال العسكرية الإسرائيلية غير مرتبطة بالمسار الدبلوماسي. وأن هناك طلباً فرنسياً بأن تقوم قوات اليونيفيل بمؤازرة الجيش اللبناني بعمليات نزع السلاح، خصوصاً في ما يتعلق بالدخول إلى المنازل والأملاك الخاصة، مشيرة إلى أن فرنسا متشددة بشأن السماح لقوات اليونيفيل القيام بدورها كاملاً».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا