نداء الوطن: إيران تُواصل توريط لبنان: دعم "الحزب" مستمر

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 15 25|09:32AM :نشر بتاريخ

 آخر ما كان لبنان ينتظره هو أن تكون له صلة ما بالاعتداء الذي وقع أمس في مدينة سيدني الأسترالية انطلاقًا مما تردد إعلاميًّا عن هوية أحد المنفذين للاعتداء، أو لجهة ربط الاعتداء بثأر دبرته إيران ردًا على اغتيال إسرائيل رئيس أركان "حزب الله" هيثم طبطبائي الشهر الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي موازاة التواصل الأمني بين السلطات في لبنان وأستراليا، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إدانته الكاملة للاعتداء قائلًا: "كما ندين ونرفض الاعتداء على أي مدني بريء في غزة أو في جنوب لبنان أو في أي منطقة من العالم، كذلك بالمبدأ والواجب نفسيهما، ندين ما حصل في سيدني". وشدد على "أن لبنان، كان وسيظل مكافحًا دؤوبًا لكل تطرف، وموطنًا لكل اعتدال وعدالة وسلام بين كل البشر".

قاسم وحالة الإنكار والتمسك بالسلاح

داخليًا، يعيش الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم حالة إنكار ورفض الامتثال للقرار الرسمي بحصر السلاح ما يعني تزايد احتمالات الحرب واستمرار المواجهة العسكرية.

وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي رفيع لـ "نداء الوطن" إن الخطاب الأخير لقاسم "لا يمكن قراءته خارج سياق رفع السقوف القصوى في لحظة إقليمية دقيقة، حيث تختلط الرسائل المحلية بالرهانات الخارجية، ويجري توظيف الداخل اللبناني مجددًا كورقة ضغط في بازار المفاوضات الكبرى".

وبرأي المصدر، "فإن الإصرار على معادلة "السلاح أو الحرب" لا يعكس قوة بقدر ما يكشف مأزقًا سياسيًا، لأن تحويل السلاح إلى قدر أبدي فوق الدولة يعني عمليًا تعطيل أي إمكانية لقيام دولة قادرة، وتحميل اللبنانيين كلفة خيارات لم يشاركوا في اتخاذها".

ويعتبر المصدر أن "محاولة تصوير الدولة على أنها جهة "تقدّم التنازلات" تتجاهل حقيقة أساسية، وهي أنها الطرف الأضعف في هذه المعادلة، وأنها تدفع منذ سنوات ثمن ازدواجية القرار الأمني والعسكري. فالدعوة إلى أن تتحمّل الدولة مسؤولية السيادة فيما يُحرّم عليها امتلاك أدوات هذه السيادة ليست سوى إعادة إنتاج للمعادلة نفسها التي أوصلت لبنان إلى الانهيار والعزلة والدمار، والحديث عن التزام كامل من الجانب اللبناني باتفاق وقف إطلاق النار، مقابل اتهام إسرائيل وحدها بخرقه، لا يغيّر في الواقع شيئًا طالما أن المجتمع الدولي يرى أن جوهر المشكلة يكمن في السلاح الخارج عن سلطة الدولة".

ويرى المصدر أن "استحضار سيناريوات وجودية، من زوال لبنان إلى مصير الأقليات، يدخل في إطار التخويف السياسي لا أكثر، وهو أسلوب بات مستهلكًا ولم يعد يقنع شريحة واسعة من اللبنانيين الذين خبروا نتائج هذه السياسات، ومقارنة لبنان بسوريا، والتلويح بمشاريع ضمّ ودمج، يُستخدمان لتبرير استمرار الأمر الواقع، فيما الوقائع تقول إن أخطر ما يهدد الكيان اللبناني هو استمرار تحويله إلى ساحة صراع مفتوحة لحسابات إقليمية".

ويؤكد المصدر "أن تحميل الولايات المتحدة وحدها مسؤولية الخيارات المطروحة، ووصم أي نقاش حول حصرية السلاح بأنه مطلب أميركي ـ إسرائيلي، هو تجاهل متعمّد لمطلب لبناني داخلي واسع يرى في قيام دولة واحدة بسلاح واحد المدخل الوحيد للإنقاذ. فالمسألة لم تعد أيديولوجية ولا مرتبطة بشعارات المقاومة، بل تتصل مباشرة بمصير بلد ينهار اقتصاديًا واجتماعيًا، ويُترك شعبه رهينة احتمالات حرب يقرّرها طرف واحد".

ويرى المصدر أن "خلاصة خطاب قاسم تكمن في رفع السقف إلى حدّه الأقصى، ليس بهدف تغيير الوقائع الداخلية، بل لتوجيه رسالة إلى الخارج، وتحديدًا إلى واشنطن، مفادها أن أي تسوية في لبنان تمر حكمًا عبر "الحزب"، وأن تجاهله غير ممكن، وهذا السقف المرتفع يندرج في إطار محاولة دفع الأميركي إلى الاستجابة للطلب الإيراني بفتح باب تفاوض مباشر مع طهران و"الحزب" معًا، ولو كان الثمن إبقاء لبنان معلّقًا بين الحرب والهدنة، وبين الدولة واللادولة، إلى أن تتضح نتائج المساومات الكبرى في الإقليم".

المساران العسكري والتفاوضي والجيش يشيد بتعاون الأهالي

من جهة ثانية، أشار مصدر رسمي لـ "نداء الوطن" إلى أن تكثيف الغارات في الساعات الماضية دليل على السياسة الإسرائيلية المتبعة تجاه لبنان، خصوصًا أنها تريد القضاء على منظومة "حزب الله" الصاروخية والأسلحة والمسيرات التي تهددها، وبالتالي قد ترفع من وتيرة عملياتها.

في هذا السياق، أعلن الجيش اللبناني في بيان، أنه "في إطار التنسيق بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية "الميكانيزم"، أجرى تفتيشًا دقيقًا لأحد المباني في بلدة يانوح بموافقة مالكه، وتبيّن عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر. وأشادت قيادة الجيش بثقة الأهالي وتعاونهم.

ميدانيًا، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانات منفصلة، اغتيال ثلاثة من عناصر "حزب الله" أحدهم قياديّ يدعى زكريا يحي الحاج. كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" خرق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، أكثر من 1900 مرة. وقال إن الجيش الإسرائيلي قضى على نحو 40 مسلحًا منذ مطلع شهر تشرين الأول في منطقة جنوب لبنان.

ولايتي: إيران ستواصل بحزم دعم "حزب الله"

أكد مستشار قائد الثورة والجمهورية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي خلال لقائه ممثل "حزب الله" في طهران عبد الله صفي الدين، أن إيران ستواصل بحزم دعم "حزب الله" الذي "يقف في الخطوط الأمامية للمقاومة" وفقًا لما أوردته وكالة "مهر". من جهته، قال صفيّ الدين: "الكيان الصهيوني وداعموه يجب أن يعلموا أن حزب الله متى ما قرر سيردّ بحزم".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : نداء الوطن