البناء: أول تنسيق أميركي سوري ضد داعش: عنصر حماية يقتل 3 أميركيين في تدمر

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 15 25|09:49AM :نشر بتاريخ

 اهتزت الكثير من الحسابات والتوقعات والخطط مع حادث إطلاق النار الذي استهدف اجتماعاً تنسيقياً أميركياً سورياً في تدمر، هو أول عملية تنسيق للحرب على تنظيم داعش، بعدما تبين أن مطلق النار هو أحد عناصر الحماية السورية، وبعدما أسفر الحادث عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، ورغم البيانات المتبادلة بين دمشق وواشنطن بالتعزية وتأكيد المضي في التحالف ارتفعت بقوة في واشنطن أصوات تدعو لمراجعة خيار العمل مع الحكم السوري الجديد الذي تعود أصوله إلى جبهة النصرة المتفرّعة عن تنظيم القاعدة والذي يتبنى أفكار تنظيم داعش ذاتها، وقد جاء عدد من قياداته من صفوف داعش نفسه ومنهم زعيم جبهة النصرة والرئيس الانتقالي في الحكم الجديد أحمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني، وسط تساؤلات عن المخاطرة التي يمثلها هذا التعاون القائم على الرهان على قدرة النصرة على محاصرة داعش بسبب هذا التداخل، لأن داعش سوف يملك القدرة على فعل العكس في البيئة الثقافية الاجتماعية المشتركة ذاتها لكل من التنظيمين، كما قال الحادث، وخرجت أصوات تدعو للتمسك بالتعاون مع قوات «قسد» وعدم التسرع بحلها ودفعها للاندماج في أجهزة الحكم الجديد، باعتبارها الحليف الموثوق المجرب في هذه المواجهة مع داعش، وذهب البعض بعيداً بالتساؤل عما إذا كان ممكناً للمبعوث الأميركي توماس برّاك بعدما جرت مواصلة الحديث عن دور سوري في لبنان لحساب واشنطن، وما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف يكون متحمساً للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمساعدة الحكم السوري الجديد على النهوض وسط تجاذب إسرائيلي تركي حول سورية وحول القوة الدولية في غزة؟

في سيدني سقط 16 قتيلاً وجرح 40 آخرون في هجوم مسلح قالت السلطات الأمنية الأسترالية ليل أمس إن أبا وابنه قاما بتنفيذه على تجمع احتفالي بعيد الحانوكا اليهودي، وبالرغم من ترجيح احتمال أن يكون الحافز الذي دفع إلى تنفيذ الهجوم هو جرائم الإبادة التي تعرّض لها الفلسطينيون في غزة، فإن مسلماً أسترالياً تصدّر وسائل الإعلام العالمية والاسترالية وهو يقوم بنزع سلاح أحد المهاجمين، بينما أصدرت الهيئات الإسلامية في استراليا بيانات إدانة للهجوم، مشيدة بموقف الحكومة الاسترالية التي أدانت جرائم الإبادة، وحيث خرج عشرات آلاف الأستراليين في تظاهرات تضامنية مع فلسطين، يعتقد منظموها أن الحادث سوف يجعل مهمتهم في تحفيز الشارع الأسترالي على المزيد من الانخراط في الأنشطة المناوئة لـ»إسرائيل» أكثر تعقيداً، مضيفين أنه بالرغم من وجود شخصيات يهودية متطرفة بتبني العنصرية الصهيونية فإن هناك شخصيات يهودية مناصرة للحق الفلسطيني، سوف تتمّ محاصرتها في بيئتها وإضعاف موقفها بفعل هذا الهجوم.

في لبنان، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مناسبة احتفالية للحزب مطلقا معادلة ثلاثية الأرض والسلاح والروح، حيث لا مساومة على الأرض والسلاح ولو كلف ذلك الأرواح، فقال إن «المقاومة مستعدة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني لكنها ليست مستعدة للاستسلام لأميركا و«إسرائيل»»، وأضاف مخاطباً المسؤولين، «لا تطلبوا منّا أن لا ندافع عن أنفسنا والدولة عاجزة عن حماية مواطنيها»، مضيفاً، «ندعو الدولة إلى أن تتوقف عن التنازلات وأن تتراجع وتعيد حساباتها وتطبق الاتفاق»، ورسم معادلة «أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض ولن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف «إسرائيل»»، ومعادلة «إذا حصلت الحرب لن تحقق أهدافها وهذا أمر واضح بالنسبة إلينا ومع الاستسلام لن يبقى لبنان»، وختم قاسم بالقول إن «حصرية السلاح بالصيغة المطروحة هو مطلب أميركي إسرائيلي وبهذا المنطق هو إعدام لقوة لبنان».

تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو باريس، حيث تستضيف اجتماعاً دولياً عالي المستوى، يضم الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير لوجاندر وعن الولايات المتحدة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وعن السعودية الأمير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش اللبناني رودولف هيكل.

وفيما يحطّ المبعوث الأميركي توم برّاك اليوم في تل أبيب للبحث في منع التصعيد مع لبنان والتوصل إلى تفاهمات مع سورية، يبدو الترقب سيّد الموقف للاجتماع المقبل للجنة مراقبة وقف الأعمال القتالية (الميكانيزم) يوم الجمعة المقبل، حيث يترأس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم.

إلى ذلك أكدت قيادة الجيش أنه في إطار التنسيق بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، أجرى الجيش تفتيشًا دقيقًا لأحد المباني في بلدة يانوح بموافقة مالكه، فتبين عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر داخل المبنى.

وبعدما غادر الجيش المكان، وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وَرَد تهديد بقصف المنزل نفسه، فحضرت على الفور دورية من الجيش وأعادت تفتيشه من دون العثور على أي أسلحة أو ذخائر، فيما بقيت الدورية متمركزة في محيط المنزل منعًا لاستهدافه. إن قيادة الجيش تقدّر عاليًا ثقة الأهالي بالمؤسسة العسكريّة، ووقوفهم إلى جانبه وتعاونهم أثناء أدائه واجبه الوطني.

كما تُعرب عن شكرها العميق للجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية التي قامت بالاتصالات اللازمة بالتنسيق مع قيادة الجيش، وأدّت دورًا أساسيًّا من أجل وقف تنفيذ التهديد.

إن القيادة تنحني أمام الجهود الجبارة والتضحيات التي يبذلها العسكريون في مواجهة ظروف استثنائية في صعوبتها ودقتها، حفاظًا على سلامة أهلهم وذودًا عنهم، ما أدى إلى إلغاء التهديد في الوقت الحالي، في حين لا يزال عناصر الجيش متمركزين في محيط المنزل حتى الساعة.

وأكد الجيش أن هذه الحادثة تثبت أكثر من أي وقت مضى أن السبيل الوحيد لصون الاستقرار هو توحيد الجهود والتضامن الوطني الجامع مع الجيش، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، بالتنسيق مع الـ (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، في مرحلة صعبة تستلزم أقصى درجات الوعي والمسؤولية.

هذا وينتظر أن يصل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت الخميس المقبل على أن تسجل لقاءاته الأساسية يوم الجمعة، وتشمل رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.

وجدّد مستشار قائدِ الثورةِ والجمهوريّة الإسلاميّة للشؤون الدوليّة، علي أكبر ولايتي، تأكيد بلاده أنها «ستواصل بحزم دعم حزب الله» الذي «يقف في الخطوطِ الأماميّة للمقاومة»، وذلك خلال لقائه ممثّل حزب الله في طهران عبد الله صفي الدين.

وقال ولايتي، وفق ما نقل عن أجواء اللقاء، إنّ «حزب الله أحد أهمّ أعمدة جبهة المقاومة» وإنّه «يؤدّي دورًا أساسيًّا في مواجهةِ الصهيونيّة»، في إشارةٍ إلى ما تسمّيه طهران وحلفاؤها «محور المقاومة» الممتدّ في المنطقة، والذي يضمّ قوًى وفصائل تتقاطع في خطابِها السياسيّ والعسكريّ حول مواجهة «إسرائيل» ونفوذها.

وأكّد صفيّ الدِّين من جهته، أنّ «حزب الله اليوم أقوى من أيّ وقتٍ مضى»، وأنّه «مستعدٌّ للدفاع عن وحدة أراضي لبنان وشعبه»، مشدِّدًا على أنّه «لن يضع سلاحه بأيِّ حالٍ من الأحوال». وأضاف أنّ «الكيان الصهيونيّ وداعميه يجب أن يعلموا أنّ حزب الله، متى ما قرّر، سيردّ بحزم».

وأعلنت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أنّ «الإجراءات المتعلّقة باستقرار السفير الإيرانيّ الجديد في لبنان جاريةٌ»، معربةً عن أملها في أن «تسير بشكلٍ طبيعيّ». كانت الخارجيّة الإيرانيّة قد قدّمت طلب قبول اعتماد سفيرٍ جديدٍ في بيروت، بدلاً من السفير الحاليّ مجتبى أماني، غير أنّ وزير الخارجيّة لم يُجب بعد على الطلب.

ودعت الخارجيّة الإيرانيّة «أصدقاءنا اللبنانيّين» إلى التركيز على التفاهم والحوار بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبنانيّ، مضيفةً، «نفضّل تفادي إطلاق تصريحاتٍ أو مواقف تصرف لبنان عن التركيز على صون سيادته ووحدة أراضيه».

استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، رئيس تيار «المردة» الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في البلاد خلال جولة أفق تناولت أبرز الملفات السياسية والأمنية، إلى جانب التطورات الإقليمية المتسارعة. وخلال اللقاء، أعرب فرنجية عن دعمه لمواقف رئيس الجمهورية في مقاربته للمرحلة الراهنة، ولا سيما في ما يتصل بالجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، مؤكّدًا أهمية تحصين الساحة اللبنانية في ظل ما تشهده المنطقة من توترات. كما هنّأ فرنجية الرئيس عون بقرب حلول عيدي الميلاد ورأس السنة، متمنيًا أن يحمل العام الجديد مزيدًا من الاستقرار للبنان واللبنانيين.

وحذّر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ممن «يراهن على «إسرائيل» أو سورية»، مشيرًا إلى أنّ «الأفظع هو الرهان على الجهتين معًا»، معتبرًا أنّ ذلك يدفع إلى الخوف والتوحّد «للدفاع عن لبنان عندما يكون بخطر». كما تطرّق باسيل إلى ملفّ النزوح السوري، معتبرًا أنّه تحدّث سابقًا عمّا وصفه بـ«جيش نزوحٍ سوريّ»، وقال إنّه شاهد الأسبوع الماضي «أرتالًا من النازحين السوريّين» على الطُّرق «يسرحون ويهتفون هتافات تخصّهم»، مضيفًا أنّ أيّ شخصٍ «يعيش في لبنان بطريقة غير شرعيّة» يجب ألّا تقبل به السُّلطة اللبنانيّة، ولا سيّما إذا «تحوّل أداةً لمشروعٍ سياسيّ ليس لبنانيًّا».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء