خاص ايكو وطن في اليوم العالمي للمرأة...كتبت الدكتورة ليليان قربان عقل: والمرأة متى فكرت
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : د. ليليان قربان عقل
Mar 08 23|19:41PM :نشر بتاريخ
في مناسبة يوم المرأة العالمي تحيّة إلى المرأة اللّبنانيّة الكاتبة التي اتكأت في فكرها على قلمٍ إجتهد ليتألّق مع الحركات النسائيّة المعاصرة، بالرغم من كلّ تلك الأحكام المسبقة التي إعترضتها وإعتبرتها غير قادرة على حمل طروحات فلسفيّة عميقة في كتاباتها، وُضِعَت غالباً في خانة الترف اللغوي ونُظِرَ إليها على أنّها لغّة مشاعر فضفاضة أقرب إلى الهواية منها إلى الإلتزام.
كتبت المرأة اللّبنانيّة بفكرٍ نهضويٍ واعدٍ، فأبدعت.
وَعَت المرأة لدورها الرّيادي الثقافي والإجتماعي والسّياسي فأضاءت عليه وحاولت أن تصنع رصيداً فكرياً يرتكز على تراثٍ أدبي إصلاحي تفتّح مع النهضة الفكريّة العامّة في القرن التاسع عشر، تحايلت على العادات والتقاليد على حقوق ضائعة بين ملفاتٍ ومؤتمراتٍ وتوصياتٍ وقراراتٍ، ولم تمنعها ظروفها من كسرِ الصورة النمطيّة التي اعتادت عليها على مرّ الزمن فاجتهدت ونجحت في معالجة بعض القضايا إنطلاقاً من إهتمامها في التنمية الشاملة ومواكبتها لمتطلّبات العصر.
لكن إلى أي مدى تمكنّت المرأة اللّبنانيّة من خوض غمار الفكر في سبيل إثبات قدراتها الإبداعيّة للنهوض بالمجتمع وتحرّرها كليّاً؟
وإن كانت المرأة في كتاباتها الفكريّة الفلسفيّة شعرت كأنّها تدخل عالماً مخصّصاً للرجال كما قالت مي زيادة إلى باحثة البادية "نحن بحاجة إلى نساءٍ تتجلّى منهنّ عبقريّة الرجل"، لكنّها أيقنت أنّها قادرة على معالجة مواضيع فكريّة وبجرأة بحيث تكون مؤثّرة وفاعلة وليست متلقّية وخاضعة، فكتبت بفكرٍ حرٍ وبجرأةٍ، سلاحها القلم النابض بالحق والمساواة، فأغنت الأدب والصحافة بأرضيّة فكريّة حملت الطروحات الفلسفيّة وتخطّت معركة الخروج من سلطة الرجل التي ناضلت من أجلها طويلاً لتصبح اليوم أمام تحدّي إثبات جدارتها وقدرتها على التعاطي بوعي وإلتزام إنطلاقاً من النسوية كمفهوم فلسفي يسعى إلى التغيير في النظرة للعالم وللذات في آن معاً ويحمي المرأة من نفسها بإزالة الموروث السلبي من عقلها أولاً وأخيراً لإنتاجِ واقعٍ جديدٍ يرسّخ مفهوم الهويّة الثقافيّة وينتقل من الخطاب إلى الممارسة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا