خاص ايكو وطن ,نفاياتنا تطمرنا ...ونحتفل باليوم العالمي للبيئة

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : ريما هاني خداج حماده
Jun 06 22|09:42AM :نشر بتاريخ

بالامس كان الخامس من حزيران ...اليوم العالمي للبيئة , فاحتفل العالم ولبنان بهذا اليوم العالمي...  في لبنان نظمت النشاطات وزقزقت التغريدات  وتألقت الشاشات وغطيت" السماوات بالقبوات "

مهلا...فهنا لبنان ..هنا بيروت ...هنا الضاحية ...هنا الشمال...هنا الجنوب ...هنا جبل لبنان ...هنا البقاع ...هنا نحن من كل حدب وصوب ...هنا الشعب اللبناني  والدولة والمؤسسات 

 

نحتفل باليوم العالمي للبيئة و النفايات مكدسة في المطامر والمكبات  وفي الشوارع وفي البيوت وفي المكاتب وفي المستشفيات والمتاجر وتحت الدرج وفوق الدرج  وفي الاحراج وخلف البنايات السكنية  والمفاجاة  الكبرى  انه ولد من رحم نفاياتنا حزب جديد هو حزب " النكيشة " ومقره الرئيسي وفروعه في كل المطامر والمكبات 

نحتفل  باليوم العالمي للبيئة,  وفي الزواريب والشوارع الفرعية والعامة تتناثر نفاياتنا ومنها الحفاظات المتسخة مع قطع البطيخ والليمون المعصور والبلاستيك  والكرتون المبلل بالمياه واكياس النايلون المبعوجة والتي "تشرشر" موادا عضوية ذات روائح كريهة  والقطط والكلاب الشاردة تقتات منها وتبعثرها على طول الطريق.. انه المشهد الاول  المستدام من يومياتنا الجميلة  ونحن نمارس رياضة المشي صباحا حفاظا على صحتنا

نحتفل باليوم العالمي للبيئة عبر" البكنك " Picnic " على مقربة من تلة نفايات ونحن نحاول التقاط السلفي محاولين اخراج النفايات من الكادر الجميل في يومنا البيئي لكن عبثا فالنفايات على طول الموقع ,لا هم نتابع في البكنك ومشاوي وتبولة وبزورات وفول وزجاج المشروبات( روحية او غازية اخر هم عا قلبي )المهم انها ستستقر مكانها عندما نغادر متخومين ورافعين كؤوسنا احتفالا باليوم العالمي للبيئة.... انتهى المشهد الثاني 

نحتفل باليوم العالمي للبيئة  و غالبية البلديات مرتاحة على وضعها  وحتى انها مرتاحة جدا ولا تكلف خاطرها بكنس وتنظيف شوارعها الداخلية والعامة  ويمر الريس في بلديته وكأنه اعمى لا يرى الا  جمالية المشهد العالق في مخيلته منذ زمن الاجداد ..انتهى المشهد الثالث

نحتفل باليوم العالمي للبيئة والمجتمع الاهلي في لبنان يبقى الكارثة الكبرى حيث يغيب عنه الحس بالمسؤولية العامة والمسؤولية الشخصية والفردية ...فيجهل اهمية الفرز من المصدر اذ عليه تقوم المسؤولية الكبرى وعليه المبادرة بالانطلاق بالفرز من منزله ومكتبه ومتجره الا ان الواقع المرير غير ذلك ,فهذا المواطن الذي يعيش في مجتمعه هو المسبب الاول بتراكم النفايات وتكدسها  فهو الذي يرمي بنفاياته امام المنزل او في الساحة او امام مستوعب جاره لان المستوعب الخاص به "طاف " وامكانية وصول شاحنة المشغل التي تجمع النفايات بات متقطعا او نادرا  حسب الدولار وطلعاته ونزلاته وحسب التحركات النقابية والقبض على دولار السوق السوداء او دولار ال1500 ,والمضحك المبكي في هذا المشهد الرابع هو سخرية الجار غير المسؤول من جاره المسؤول اذا حاول الاخير  تكديس الكرتون والبلاستيك حماية للبيئة لعل " كميون" الجمعية البيئية يصدق في موعده فمرة  ياتي  ومرات مرات عديدة  لا ياتي فهو الاخر يعمل حسب الطقس وحسب تسعيرة المازوت ...ومع ما تقدم في هذا المشهد تبقى الصدمة الكبيرة بكمية النفايات اليومية التي تملأ المستوعبات بساعات الصباح الاولى وقبل ان تغيب الشمس تتكدس النفايات على جانب المستوعبات من كل الجهات 

الهي من اين كل هذا الكم من النفايات التي نصدرها يوميا !! فاين ثقافة الفرز ؟ ولو كان كل فرد في هذا المجتمع يقوم بفرز الكرتون في مستوعب والبلاستيك والنايلون في مستوعب اخر والزجاج في مستوعب ويرمي القشور  والمواد العضوية  في الحديقة وفضلات الطعام يرسلها الى مزارع الدجاج والطيور لبقي القليل القليل من النفايات ولم ندخل يوما بازمة نفايات ,لكن المطلوب من البلديات ان تنهض من جديد وتقدم المستوعبات الخاصة بانواع النفايات وتقوم بورش العمل البيئية والندوات التثقيفية وبناء معامل الفرز والتسبيخ مثل قلة قليلة من البلديات  اللبنانية التي ترفع لها القبعة 

 

نحتفل باليوم العالمي للبيئة وغالبية الجمعيات البيئية  تتحفنا بالحلول المستدامة عبر شاشات الاعلام وترددات الموجات الاذاعية وتحقيقات المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي  حالها حال الدولة اللبنانية المفلسة الا من النظريات ...انه المشهد الخامس  ما قبل الاخير 

نحتفل باليوم العالمي للبيئة وشاحنات المشغل الذي وقع عقده مع مجلس الانماء والاعمار يضرب العقود عرض الحائط فترى عمال النظافة يجمعون النفايات من المستوعبات ويكدسونها في الشاحنة اما ما يقع على الارض او على جانب المستوعب فلا يعنيهم يدوسون عليه ويرحلون فلا كنس ولا من يكنسون .واذا صادف العامل برميل مكسور لا قاعدة له وتخرج النفايات منه كسلة الماء  ينسى ان يسجل ملاحظاته 

امام المسؤول عنه  ويبقى يوميا يعيد المشهد ذاته 

نحتفل باليوم العالمي للبيئة ووزارة البيئة قدمت مخططها الا ان الجانب المالي هو المشكلة وقيمة العقود انخفضت بسبب دفعها باللولار  اوبالليرة اللبنانية  مع معادلة جديدة تتاثر بكلفة التضخم كل ذلك من خلال الاسلوب التي تعمل عليه وزارة البيئة مع مجلس الانماء والاعمار والبلديات واللجان المختصة ,اما وزارة المالية فتحجب الاموال حالها حال الحاكم الجبار( غراندايزر لبنان )

 

ان مشكلة النفايات بدأت منذ العام 1997 وبدأت معها  خطط الطوارىء الممدة والمستدامة  الى اجل غير مسمى !! فلا حلول مستدامة  بل هناك حلول آنية بنت ساعتها  ومن بعدها على الله السلام ويخلق الله ما لا تعلمون 

بعد اقفال مطمر الناعمة فتحوا عدة مطامر ومنها الكوستابرافا والجديدة  وامتلأت كشقيقاتها  واكثر من ذلك ذهبنا الى مجلس النواب واختلفنا وزايدنا على بعضنا البعض ولم نغادر الشاشات  وتشاجرنا حول الحلول اما محارق او مطامر او فرز او طاقة من النفايات او " كبوا بالبحر " ولازلنا حتى الساعة (مش عارفين الله وين حاططنا)  ولم نتفق الا على ان نبقى مختلفين 

اما المتعهد فهو الحزورة الكبرى اذ تكمن المشكلة كما ذكرنا سابقا في ابرام العقود  على المستوى المركزي وهي العقود  التي وقعها مجلس الانماء والاعمار بالدولار قبل انهيار العملة الوطنية  وبعد  الانهيار  الكبير عجزت الدولة اللبنانية  عن الدفع  بالدولار وتكدست النفايات في كل لبنان 

في المحصلة تبقى ازمتنا متجذرة في العمق لكل هذه الاسباب الا ان ثقافة واحدة تستطيع انقاذنا من هذا المستنقع الا وهي ثقافة الفرز من المصدر فليتحد كل من المجتمع الاهلي بناسه وبلدياته وجمعياته ومؤسساته  ويسوق لثقافة الفرز من المصدر ويبقى الامل في دور ادارة المدارس والجامعات فعليها المسؤولية الكبرى  في توجيه الطلاب  وتدريبهم واخضاعهم لورش عمل بيئية مختصة  واعتماد مناهج مختصة بالبيئة , والى جانب القطاع التربوي يبقى القطاع الاعلامي اللاعب الفاعل والمؤثر في تسويق ثقافة الفرز وحماية البيئة عبر افساح مساحة كبرى من مجاله العام  للبرامج البيئية الموجهة

انها صرخة وجع ...لكارثة بيئية قد تكبر وتحصد صحتنا وصحة احفادنا واجيال المستقبل  فلنتحد ونصنع سويا نهاية سعيدة لمسرحية البيئة والنفايات  في وطننا لبنان حتى لا تطمرنا نفاياتنا

فكل يوم عالمي للبيئة ولبنان بالف خير...اسدل الستار والى اللقاء العام المقبل 

 

 

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan