افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح الاثنين 23 سبتمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Sep 23 24|08:26AM :نشر بتاريخ

"الأخبار":

بعد أيام على إعلان العدو دخول الحرب مع لبنان مرحلة جديدة، قبلت المقاومة التحدي، وأعلنت من جانبها الدخول في مرحلة جديدة، دشّنتها بقصف منطقة حيفا بصواريخ ثقيلة، في سياق ما أسماه حزب الله معركة الحساب المفتوح. وهو ما أكّده نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته خلال تشييع القائد الجهادي إبراهيم عقيل.وبعد ساعات من جنون الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت ما قال العدو إنه منصات معدّة للإطلاق، دشّنت المقاومة المرحلة الجديدة بقصف قاعدة «رامات ديفيد» الجوية في شرقي حيفا، ومجمع الصناعات العسكرية ‏لشركة «رفائيل» المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية الواقعة في منطقة زوفولون شمال حيفا. وأعلنت المقاومة إدخال عشرات الصواريخ من نوع «فادي 1» و«فادي 2»، إلى الخدمة، للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006.

وقال الشيخ قاسم، خلال مراسم تشييع الشهيدين عقيل ومحمود حمد، إنّ «إسرائيل ارتكبت 3 جرائم حرب مؤلمة بالنسبة إلينا، وهي تمثّل أعلى درجات التوحّش»، إذ «استهدفت الأطفال والمسعفين والصيدليات والمنازل وكل حياة شريفة آمنة ولم تستهدف المقاتلين فقط». وذكر أنّ إسرائيل «كانت تريد من عملية الاعتداء على قادة الرضوان شلّ المقاومة وتحريض بيئتها عليها وإيقاف جبهة المساندة لغزة لإعادة سكان الشمال، لكنّ المقاومين عطّلوا هذه الأهداف». وقال: «عدنا أقوى والميدان سيشهد بذلك». وشدّد على أنّ «جبهة الإسناد اللبنانية مستمرّة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة»، مضيفاً: «لن نحدّد كيفية الرد على العدوان، ودخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح»، وتابع: «ما جرى ليلة أمس دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح، وراقبوا الميدان».

وكانت المقاومة قصفت بالصواريخ الثقيلة مواقع عسكرية وصناعية عسكرية، بعد ساعات من الغارات المعادية على أكثر من 230 هدفاً، قال العدو إنه ضربها في الجنوب. وأعلن جيش الاحتلال، أن المقاومة أطلقت نحو 120 صاروخاً من جنوب لبنان، منها نحو 30 صاروخاً أُطلقت باتجاه المنطقة الوسطى قرب حيفا. فيما دوّت صافرات الإنذار في كامل الشمال المحتل، ابتداء من منطقة حيفا والعفولة، وصولاً إلى إصبع الجليل والجولان السوري المحتل، ما دفع بنحو مليون مستوطن إلى الملاجئ والأماكن المحمية. وسُجّل سقوط صواريخ في 5 مواقع على الأقل، في المنطقتين المستهدفتين قرب حيفا، بينما أظهرت مقاطع الفيديو التي صوّرها المستوطنون دماراً كبيراً في المباني والسيارات. وعلى الأثر، أعلنت «جبهة العدو الداخلية»، تمديد إغلاق المدارس في الشمال، وإدخال المستشفيات في حالة الطوارئ، ونقل بعضها إلى الأماكن المحمية. كما تمّ استدعاء آلاف الجنود والعاملين ضمن الجبهة الداخلية. وتقرّر «تقليل كميات المواد الخطيرة القابلة للانفجار في معامل حيفا، وفرض رقابة وتشديدات على إدخالها»، بحسب قناة «كان» التي أشارت إلى أن «حيفا ومحيطها قد يصبحان كصفد وروش بينا، بحيث يستهدفها حزب الله بشكل دائم حتى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار».

وأمس، عقدت القيادات الإسرائيلية، السياسية والأمنية، اجتماعات هدفت «إلى تحديد الاستراتيجية الشاملة بشأن حزب الله»، وأُعلن في كيان الاحتلال، أنه تقرر «التصعيد التدريجي دون دخول حرب شاملة». فيما أعرب وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عن دعمه لـ«حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها إزاء هجمات حزب الله»، مشيراً في الوقت عينه، إلى «أهمية إيجاد حل دبلوماسي لتمكين السكان من العودة شمالاً». وأفادت «القناة 12» بأن «إدارة بايدن أبلغت إسرائيل عدم دعمها دخول الحرب استباقياً، أو تعمّد الانجرار إلى حرب شاملة»، وأشارت «القناة 13» إلى استعداد «لليلة أخرى من التصعيد في شمال البلاد، ويتوقّع توسّع رقعة القصف من حزب الله لشمال البلاد». وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «إيكونوميست» عن مصادر عسكرية قولها إن «إسرائيل تخطّط لهجوم بري يشمل الاستيلاء على مناطق من بضعة أميال في عمق أراضي لبنان». ونقلت الصحيفة عن ضابط احتياط إسرائيلي أن «خطط الغزو جاهزة، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه قبل أن يكون لدينا ما يكفي من قوات لتطبيق ذلك».

من جهته، قال نتنياهو إن «تل أبيب وجّهت خلال الأيام الماضية إلى حزب الله ضربات لم يكن يتخيّلها»، مضيفاً: «إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، أعدكم بأنه سيفهمها». بينما قال غالانت، إن «حزب الله بدأ يستشعر بعض قدراتنا». أما هاليفي، فقال إن الاغتيال في الضاحية هو «رسالة واضحة إلى حزب الله، وإلى الشرق الأوسط برمته. بل وأكثر من ذلك: سنعرف كيف نصل إلى كل من يهدّد مواطني إسرائيل». وأضاف: «منذ أشهر، كنا نعمل على تآكل القدرات التي بناها حزب الله على مدى عقود، طبقة بعد طبقة. نحن نُبعد حزب الله عن الخط الحدودي». لكن بعد دقائق قليلة من تصريحات هاليفي، خصوصاً حول إبعاد حزب الله عن الحدود، كشفت وسائل إعلام العدو عن إصابة نحو 5 جنود إسرائيليين بصاروخ مضادّ للدروع أُطلق باتجاههم من المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وتمّ نقلهم بمروحية إلى مستشفى رمبام، في حين أعلنت المقاومة تنفيذ عدة عمليات باتجاه المواقع العسكرية الحدودية، واستهداف مواقع العدو بالصواريخ وقذائف المدفعية، إضافة إلى استهداف دبابة إسرائيلية في موقع المرج، بصاروخ موجّه، ما أدى إلى مقتل وجرح من فيها.

 

 

 

"النهار":

لم يكن أدل من توزيع الجيش الإسرائيلي صورة لعدد من قادة “حزب الله” على رأسهم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ومن بينهم ستة اغتالتهم إسرائيل في رسالة تهديد مباشرة باغتيال نصرالله، لكي يتضح الطابع الأشد خطورة للتصعيد الاستراتيجي الذي بلغته الحرب في شكلها المتطور في الأسبوع الماضي بين إسرائيل و”حزب الله”.

وإذ تعاظمت المخاوف من انسداد كامل للحل الديبلوماسي مع تهافت السفارات والدول على الطلب من رعاياها مغادرة لبنان في أسرع وقت، رسمت الوقائع الميدانية الوجه الآخر للإنزلاق المتدحرج نحو حرب بلا سقوف او خطوط حمر لم يعد يفصل عنها سوى ترقب أي مفاجأة جديدة. ذلك ان إسرائيل في “اجتياح” جوي حربي واستباقي جديد ليل السبت، عمّقت غاراتها الكثيفة التي فاق عددها الـ 100 غارة الى عمق تجاوز اكثر من ثلاثين كيلومتراً وطاول البقاع الغربي.

في المقابل، وصف الردّ الصاروخي الأولي للحزب صباح امس على شمال إسرائيل بأنه الأعمق منذ اندلاع المواجهات وصولاً الى حيفا ناهيك عن استعمال طراز جديد من الصواريخ الثقيلة البعيدة المدى. بذلك ترتسم معالم اتساع التصعيد الاستراتيجي المنذرة بتعمق واتساع أكثر فأكثر مع كل جولة من جولات تبادل الضربات الثقيلة والمدمرة بما يخشى معه المراقبون بأن يكون انفجار الحرب الشاملة مسألة وقت قصير.

وتفاقمت هذه المخاوف مع معطيات ديبلوماسية بدت أقرب الى إنذار من ان المواقف التي أعلنت في جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في لبنان عكست عقم أي رهان او أمال على تحرك دولي فعال راهناً على الأقل من شأنه ردع إسرائيل عن المضي في تصعيد الوضع واستدراج “حزب الله” الى حرب واسعة. وهو الأمر الذي ساهم في قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العزوف عن السفر الى نيويورك والبقاء في بيروت.

وعكس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش امس خطورة الوضع في لبنان، عندما حذر من مخاطر تحويل لبنان “غزة أخرى” في خضم تصعيد للأعمال العدائية بين إسرائيل و”حزب الله”. وقال غوتيريش في تصريح لشبكة “سي ان ان” الإخبارية الأميركية قبل يومين من موعد انطلاق أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة “ما يثير قلقي (هو) خطر تحويل لبنان غزة أخرى”، في إشارة إلى القطاع الفلسطيني حيث تدور منذ تشرين الأول الماضي حرب مدمّرة بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وفي السياق نفسه، شككت أوساط معنية في أي نجاح محتمل للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي سيصل اليوم الى لبنان في تحريك الملف الرئاسي وسط هذا الانفجار الحربي. ومن المقرر ان يقوم لودريان بمشاورات جديدة في ظل معالم ومؤشرات ديبلوماسية وعسكرية مختلفة تماماً في مهمته بعد ان تغييرت قواعد اللعبة عما كانت في زياراته السابقة. وأدرجت الزيارة كرسالة دعم فرنسية في ظل الاوضاع المقلقة التي يعيشها البلد، فيما ذكر ان لودريان لا يحمل ورقة اقتراحات جديدة لحل الأزمة الرئاسية بل يعوّل على المتغيرات للدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية بعدما شارفت الازمة على طي سنتها الثانية.

“رد اولي”

اما أبرز الوقائع العسكرية في الساعات الأخيرة فتمثلت في اول ردّ لـ”حزب الله” على سلسلة الضربات الموجعة والخطيرة والعمليات التي استهدفته الأسبوع الماضي، اذ أعلن صباح الأحد بأنه قصف مُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة “رفائيل” المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة شمال ‏مدينة حيفا “بعشرات الصواريخ من نوع “فادي1″ و”فادي 2″ والكاتيوشا في ردٍ أولي على ‏المجزرة الوحشية التي إرتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء ‌‏”مجزرة البيجر وأجهزة اللاسلكي”.

وأعلن الحزب انه لمرتين استهدف ايضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من ‏نوع “فادي”. واكد الجيش الإسرائيلي، أن أكثر من 150 صاروخاً أطلقت من لبنان صباح الأحد بعد ساعات من توجيهه ضربات جوية مكثّفة ضد أهداف لـ”حزب الله”. واعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الحزب وسّع بصورة جوهرية مدى الصواريخ التي أطلقها وسجل سقوط عدد منها في مناطق عدة. واشارت الى ان صفارات الإنذار دوت في مدينة العفولة وفي العديد من القرى المحيطة بها وفي محيط حيفا للمرة الأولى منذ 7 تشرين الأول. وافيد عن أضرار كبيرة خلفتها الصواريخ التي أطلقها الحزب على شمال مدينة حيفا الإسرائيلية، وافيد عن تضرر 12 منزلا واحتراق سيارات وسقوط أشجار في كريات بياليك قرب حيفا. وعلى الأثر نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي هجوماً جوياً واسعاً، حيث شنّ سلسلة من الغارات استهدفت بلدات حدودية ومناطق حرجية ومفتوحة في الجنوب والبقاع الغربي وسجل تنفيذ اكثر من 60 غارة جوية أدت الى سقوط ثلاثة وعدد من الجرحى .

يشار الى ان الدفاع المدني اعلن امس ان الحصيلة الأخيرة الذين تم انتشالهم من موقع موقع المبنى الذي انهار في الغارة الإسرائيلية على محلة الجاموس ارتفعت الى 50 شهيدا بعد انتشال طفلين من تحت الأنقاض، أما الجرحى فبلغ عددهم ٦٦ جريحاً. ويبلغ عدد المفقودين 11 مواطناً.

اما في موقف “حزب الله” من التصعيد فقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في مراسم تشييع قائد “وحدة الرضوان” إبراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية

“لن توقفنا التهديدات ولا نخشى أخطر الاحتمالات ونحن مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية”. وأشار الى “ان جبهة الاسناد في لبنان مستمرة إلى أن تتوقف الحرب على غزة ولن يعود سكان الشمال بل سيزداد النزوح وسيتوسع الاسناد ولسنا بحاجة إلى إطلاق التهديدات ولن نحدد كيفية الرد على العدوان فلقد دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح. وراقبوا الميدان لينبئكم عن دفعات الحساب”.

الراعي وعودة

واعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته امس ان “لبنان في حزن شديد لما أوقعت إسرائيل من ضحايا لبنانيّة مدنيّة وحزبيّة وقياديّة في صفوف حزب الله أيّام الثلاثاء والأربعاء والجمعة في ضربات غير مسبوقة خالية من الإنسانيّة، ومتعدّية كلّ حدود المشاعر البشريّة. وقد أوقعت عشرات القتلى وآلاف الجرحى ومنهم حاملون إعاقة جسديّة دائمة”. ووجه نداء إلى مجلس الأمن “لوضع حدّ لهذه الحرب بالسبل المتاحة. فإذا تُرك المتحاربون، يفنون بعضهم بعضًا قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا. فلا بدّ من فرض إيقاف الحرب والدعوة إلى مفاوضات السلام. فالسلام هو “صنيع العدالة” وثمرة المحبّة النابتة من الأخوّة الإنسانيّة. في الحرب الجميع مغلوبون، والجميع خاسرون. أمّا الرابحون الوحيدون فهم تجّار الأسلحة.”

بدوره اعلن ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة الأحد: “لا بُــدَّ مِــن إدانــة الــجـــرائــم الــمــروّعة الـتـي تـحـصـل، وهـي تــفـــوق كـــلّ تـصــوّر وتـتخــطى كل الأعــراف الإنـسـانـية والــمـواثـيـق الـدوْلــية. أملـنا فــي هـذا الــوقـت الــعصــيـب أن يتغـلـب الــمـنـطـق والـعـقـل عـلى الغـرائــز، وأن تــتــضافـر الجهـود مـن أجــل وَقْـــف الــحـرب والــنــارِ والــتـنــكــيــل بخلــيــقــة الله الــتـي خــلــقــهـا لـلـحـيـاة. حــمـى الله لـبـنان وأبـناءه وبـســط سلامه فــي بلـدنــا وفــي الـعـالم أجــمع”.

 

 

"الجمهورية":

هي «معركة حساب مفتوح» وليست «حرباً شاملة»، قرّر «حزب الله» أن يخوضها ضدّ اسرائيل رداً على العمليات الإجرامية التي شنّتها ضدّه طوال الاسبوع الماضي، وكانت «الدفعة الاولى على الحساب» القصف الصاروخي والمسيّر العنيف الذي طاول فجر أمس وصباحه حيفا وما بعد حيفا، وطاول بعض الأهداف الحسّاسة التي رصدها «هدهده المسيّر» قبل اسابيع، ومنها قاعدة رامات دافيد الجوية ومصانع «رافائيل» العسكرية ومواقع عسكرية حسّاسة، في الوقت الذي واصل الطيران الحربي اعتداءاته على المنطقة الجنوبية وجوارها، فيما توعدت القيادة السياسية والعسكرية في تل ابيب «حزب الله» بشن مزيد من الهجمات، دافعةً بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة الشمالية، موحية بأنّها تستعد لغزو برّي.

أوحى ردّ «حزب الله» النوعي على الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، أنّ الحزب استوعب الضربات الاخيرة التي تلقّاها واستطاع احتواء هزّاتها الارتدادية على جسمه العسكري ومنظومة التحكّم والسيطرة لديه.

وبهذا المعنى، فإنّ قصف حيفا ومحيطها بصواريخ «فادي 1» و«فادي 2» كان مؤشراً واضحاً إلى أنّ الحزب لم يحتج إلى وقت طويل لكي يعيد ترتيب أوراقه التي بعثرها عصف الاستهدافات الإسرائيلية المتلاحقة لبنيته العسكرية وبيئته الحاضنة، والأهم انّ قوة ضربة حيفا ونجاحها اثبتا انّ المقاومة تمكنت من إعادة وصل ما انقطع في السلسلة القيادية جرّاء تفجيرات «البيجر» واللاسلكي، والغارة التي استهدفت القائد ابراهيم عقيل ورموز قوة الرضوان.

وبناءً عليه، يُستدلّ من الهجوم الصاروخي على قاعدة ومطار رامات ديفيد ومجمع «رفائيل» للصناعات العسكرية في منطقة حيفا، انّ المقاومة تريد أن تقول للإسرائيلي إنّها لم تستعد الوضعية التي كانت عليها قبل مجزرتي الثلاثاء والأربعاء والغارة على الضاحية فحسب، بل هي حققت وثبة إلى الأمام عبر الارتقاء في التصعيد المضاد نحو استهداف حيفا التي تقع على مسافة اكثر من 50 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية وبصواريخ جديدة لم يسبق أن تمّ استخدامها، وذلك تطبيقاً للقاعدة التي كان قد وضعها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وقوامها: «بتوسّع منوسّع».

واللافت في ردّ الحزب الأولي، انّه كان تصاعدياً ومحسوباً في الوقت نفسه، بمعنى انّه تجاوز قواعد الاشتباك السابقة انما من دون أن يذهب إلى المواجهة الشاملة، مع ما يتطلّبه تطبيق هذه المعادلة من دقّة في المزج بين «المقادير المدروسة».

ولعلّ أهم ما في ردّ «حزب الله» ليس ما ظهر منه فقط بل ما لم يظهر أيضاً، إذ انّ الحزب تقصّد أن يوحي، في سياق رسائله المتعددة، بأنّ قصف حيفا ليس سوى مثال حي ومصغّر عن جهوزيته لخوض الحرب الشاملة بلا ضوابط اذا فُرضت عليه، وعن قدرته على توسيع دائرة الاستهداف إلى ما بعد بعد حيفا متى لزم الأمر، خصوصاً انّ الصواريخ التي استعملها في الهجوم الاخيرهي من النوع المتوسط ولا تنتمي إلى عائلة الصواريخ الدقيقة التي لم يستخدمها الحزب حتى الآن.

ويجدر التوقف في هذا الاطار عند اعلان الشيخ نعيم قاسم خلال تشييع القائد الشهيد ابراهيم عقيل عن دخول المقاومة في «مرحلة جديدة عنوانها الحساب المفتوح» والتي ستواصل خلالها إسناد غزة «وبين الحين والآخر نقتلهم من حيث يحتسبون ولا يحتسبون»، موضحاً انّ ما جرى هو «دفعة على الحساب».

وبذلك أراد الحزب ان يبلغ إلى الاسرائيلي أنّ ما أصاب حيفا ومحيطها هو أول الغيث على مستوى هذا النمط من الردود، وانّ عليه ان يتهيأ لتسديد أثمانٍ إضافية في سياق الفاتورة التي يجب أن يدفعها عقاباً على مجازره خلال الاسبوع الماضي، وذلك بمعزل عن خيار المواجهة الشاملة التي لها حسابات أخرى.

واستطراداً، بدا الحزب معنياً بأن يُفهم الاسرائيلي انّه لن يسمح له بأن ينفرد في رسم قواعد الاشتباك الجديدة وفق ما يناسبه، ولن يدعه يفرضها على المقاومة حتى لو تمكن في بعض المراحل من إلحاق الأذى بها وببيئتها، أي أنّ الحزب أراد ان يعطّل الأهداف التكتيكية لهجمات الاسبوع الماضي الى جانب الاستمرار في تعطيل الأهداف الاستراتيجية للعدو والمتمثلة في فصل جبهة الجنوب عن غزة وإعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال بالقوة. حيث تبين امس انّ على الجبهة الداخلية في الكيان ان تستعد لاستقبال مزيد من النازحين وليس العكس. وأكّد قاسم، أنّ «إسرائيل ارتكبت 3 جرائم حرب مؤلمة بالنسبة إلينا، وهي تمثّل أعلى درجات التوحّش»، موضحًا أنّ «إسرائيل استهدفت الأطفال والمسعفين والصيدليات والمنازل وكل حياة شريفة آمنة ولم تستهدف المقاتلين فقط، وحتى هذا لا يبرر لها استهداف المدنيين».

وقال: «إبراهيم عقيل كان قائدًا للعمليات وأسس قوّة «الرضوان»، وهو شهيد القدس وفلسطين أرقى ميادين الجهاد». واضاف: «إنّ إسرائيل كانت تريد من عملية الاعتداء على قادة الرضوان شلّ المقاومة وتحريض بيئتها عليها وإيقاف جبهة المساندة لغزة لإعادة سكان الشمال، لكن المقاومين عطّلوا هذه الأهداف»، مشيرًا إلى «أننا سرعان ما تغلّبنا على الصدمة وعدنا إلى مواقعنا أقوى وأصلب ويؤازرنا الناس». وقال: «أيها الأميركيون أصبحتهم في الأسفل ولن يصدّقكم أحد وستلحقون بإسرائيل التي ستنهار حتمًا». وشدّد على أنّ «جبهة الإسناد اللبنانية مستمرّة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة»، وقال: «لن نحدّد طريقة الردّ على العدوان، ودخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح»، معتبراً انّ «ما جرى ليلة أمس (في إشارة إلى قصف حيفا) دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح وراقبوا الميدان».

الموقف الإسرائيلي

وفي المقابل، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى «أننا نفضّل عدم الذهاب إلى حرب شاملة في التصعيد مع «حزب الله»، ولكن يجب إبعاده»، في إشارة إلى إبعاد الحزب عن الحدود اللبنانية الجنوبية. واعتبر أنّه «لا يمكن لأي دولة أن تقبل القصف العشوائي لمدنها بالصواريخ، ونحن أيضاً لا نستطيع أن نقبل ذلك»، زاعماً «أننا وجّهنا لـ«حزب الله» خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الضربات لم يكن يتخيّلها». وأضاف: «إذا لم يفهم حزب الله الرسالة فأنا أعد بأنّه سيفهمها».

وإذ نُقل عن نتنياهو قوله في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، إنّ «إسرائيل تمرّ بأيام مصيرية»، كشفت القناة 13 الإسرائيلية، أنّه «يقدّر أنّ أوامر الاعتقال الدولية ضدّه وضدّ مسؤولين آخرين ستصدر قريباً»، وذلك عن المحكمة الجنائية الدولية بسبب الحرب على غزة.

ونقلت القناة عن مصادر أنّ «نتنياهو تجاهل أسئلة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في شأن احتمال إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت».

والى ذلك اعلن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، «أننا لسنا مهتمين بالحرب مع لبنان، لكن احتمالات التصعيد مع حزب الله كبيرة جداً»، وقال: «لا علاقة لإسرائيل بهجمات أجهزة «البيجر» التي وقعت في لبنان». معتبراً «أنّ حزب الله يخنق لبنان ويدمّره ويُحدث الفوضى فيه مراراً وتكراراً، ولديه أعداء كثيرون هذه الأيام».

وبدوره، وزير الخارجيّة الإسرائيليّة ​يسرائيل كاتس ​قال إنّ «الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد ​حسن نصرالله​ يحرق ​لبنان​ من أجل «حماس» في ​غزة».

ومن جهته توجّه رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الى «سكان الشمال» قائلا: «إنّ الجيش يبذل جهودًا على مدار الساعة لإعادتكم الى دياركم»، واضاف: «سنعيد مواطنينا في الشمال إلى ديارهم وإذا لم يستوعب «حزب الله» ذلك فسيتلقّى مزيدًا من الضربات»، وقال: «نعمل على جبهات متعددة في غزة والشمال واليمن والعراق وإيران». ولفت إلى «أننا كثفنا عملياتنا ضدّ حزب الله خلال الأيام الأخيرة وسنواصل ضرباتنا إذا لزم الأمر».

وأفاد قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، «إننا ألحقنا ضرراً كبيراً بحزب الله وسنواصل الضرر ونعمّقه»، لافتاً الى «أننا نحن في حالة استعداد عالٍ لخطط الهجوم الإضافية على حزب الله».

حراك أميركي

وعلى صعيد الموقف الاميركي، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ الاسبوع الطالع سيشهد حركة للسفيرة الاميركية ليزا جونسون تزامناً مع الحراك في مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومواكبة للشكاوى اللبنانية، نتيجة العدوان الاسرائيلي المتعدد الوجوه في لبنان وغزة والضفة الغربية، توضيحاً للمواقف الاميركية وتذكيراً بمسلسل التحذيرات السابقة التي لفتت إلى خطورة المرحلة والاستعدادات القائمة، مخافة الانتقال إلى ما يؤدي إلى الحرب الواسعة.

وإلى ذلك، أولت أوساط سياسية اهتماماً خاصاً بإعلان الإدارة الأميركية أنّ الفرصة لا تزال متاحة لتسوية سياسية بين إسرائيل و«حزب الله». وقد تقاطع الموقف مع تأكيد مستمر من جانب حكومة بنيامين نتنياهو، على تفضيل الحل الديبلوماسي على الجبهة اللبنانية.

وقالت هذه الأوساط لـ«الجمهورية»، إنّ هذا التقاطع بين موقفي الولايات المتحدة وإسرائيل يؤشر إلى وجود تنسيق مشترك، يهدف إلى تثمير الضغط العسكري الإسرائيلي المتصاعد لدفع «حزب الله» إلى القبول بتسوية في الجنوب، وفقاً للرؤية الإسرائيلية ـ الأميركية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنّ «وزير الدفاع لويد أوستن بحث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت الوضع عقب سلسلة هجمات «حزب الله» الصاروخية على شمال إسرائيل»، وتحديدًا في مدينة حيفا. وعبّر أوستن لغالانت عن «قلقه بشأن سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في المنطقة»، وشدّد على «أهمية التوصل لحل ديبلوماسي لإعادة الإسرائيليين إلى الشمال».

وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، «أننا لا نذرف الدموع على (القيادي في حزب الله) إبراهيم عقيل الذي تلطخت يداه بالدماء الأميركية، ولكننا لا نريد التصعيد»، وفق تعبيره. وزعم «أننا ندرك أنّ الأمور لا تسير في الاتجاه الأفضل ولا نريد أن تكون هناك جبهة أخرى في لبنان»، مضيفًا: «لا نزال نعتقد أنّ هناك وقتاً ومجالاً للعمل الديبلوماسي لحل الصراع وإعادة الإسرائيليين لمنازلهم. وقال: «لا نعتقد أنّ تصعيد النزاع على الصعيد العسكري هو السبيل الأفضل لإعادة الإسرائيليين إلى بيوتهم»، لافتًا إلى أنّ «هناك طرقًا أفضل لإعادة الإسرائيليين لمنازلهم في الشمال بدلاً من الحرب وفتح جبهة ثانية ضدّ حزب الله». وذكر كيربي أنّ الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تعتقد أنّ «هناك وقتًا ومجالًا للتوصل إلى حل ديبلوماسي وهذا ما نعمل عليه».

مواقف دولية

في غضون ذلك، شدّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على «أننا نريد وقفًا فوريًا لإطلاق النار في لبنان لبدء العمل على المسار السياسي»، ولفت إلى أنّ «الحكومة البريطانية حريصة على تأكيد مواقفها بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى».

وأشار مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى «أننا نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في لبنان وتصاعد العنف بين حزب الله وإسرائيل».

وكشف أنّه «يجب تفادي الحرب بالوساطة الديبلوماسية المكثّفة، وسنركّز على ذلك خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة». وقال: «الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في أعقاب هجوم الجمعة على الضاحية وتصاعد العنف عبر الحدود»، مضيفًا: «المدنيون على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية يدفعون ثمناً باهظاً ووقف إطلاق النار الفوري أمر ضروري».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لشبكة «سي إن إن» الأميركية قبل يومين من موعد انطلاق أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إنّ «ما يثير قلقي هو خطر تحويل لبنان غزة أخرى»، في خضم التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

زيارة لودريان

وفي هذه الاجواء، يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان اليوم، وقد نظّمت له مجموعة لقاءات تشمل الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جوزف عون، عدداً من القيادات السياسية.

وبعدما تردّد انّ لودريان سيشارك في الاحتفال السنوي بالعيد الوطني السعودي غداً، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» أن «ليس هناك من دعوة شخصية للودريان، وانّ الدعوات شملت السلك الديبلوماسي في لبنان كاملاً، وإن حضر لودريان سنكون سعيدين باستقباله، فهو ممن ينسقون في كثير من الملفات مع الحكومة السعودية والتي تفيض على تكليف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون له متابعة ملف لبنان، ولا ننسى انّه رئيس المؤسسة الفرنسية التي تعمل على تطوير مدينة العلا».

 

 

"الديار":

«دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح» قام بها حزب الله صباح الاحد ردا على المجازر الاسرائيلية بحق المقاومة وبالتحديد مجزرتي البايجر وأجهزة اللاسلكي. سريعا استعاد الحزب المبادرة بعد هجومات اسرائيلية مكثفة الاسبوع الماضي هدفت لزعزعة اساساته، شل قدراته وقلب المزاج الشعبي ضده، فاذا بالردود الاولية تضع نصف مليون مستوطن في الملاجئ ليتبين انه وبدل ان يُعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المستوطنين المهجرين منذ أشهر الى منازلهم، ها هو يستعد لتهجير مئات آلاف جدد منهم.

وبمحاولة لاستيعاب الوضع، خرج نتانياهو، ليؤكد «أننا نفضّل عدم الذهاب إلى حرب شاملة في التصعيد مع حزب الله ولكن يجب إبعاده».

عمليات حزب الله

واستيقظ اللبنانيون الأحد على بيان لحزب الله « أعلن فيه انه «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشّريفة، وفي ردٍّ أوّلي على ‏المجزرة الوحشيّة الّتي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللّبنانيّة يومَي الثّلثاء والأربعاء ‌‏(مجزرة البايجر وأجهزة اللاسلكي)، قامت المقاومة الإسلاميّة بِقصف مُجمّعات الصّناعات العسكريّة ‏لشركة «رفائيل» المتخصّصة بالوسائل والتّجهيزات الإلكترونيّة، والواقعة في منطقة زوفولون شمال ‏مدينة حيفا، بعشرات الصّواريخ من نوع «فادي 1» و»فادي 2» والـ»كاتيوشا»؛ وذلك عند السّاعة 6:30 من ‏صباح هذا اليوم».

واستتبع الحزب هذه العملية باستهداف قاعدة ومطار «رامات ديفيد» بعشرات من الصّواريخ من نوع «فادي 1» و»فادي 2»، مرتين على التوالي، ليتبين ان عمليات المقاومة انتقلت الى مستوى جديد يرتقي مع مستوى الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات من حيفا تُظهر النيران مشتعلة في عدد من السيارات ومبان متضررة بشدة.

معركة الحساب المفتوح

وفي كلمة له في مراسم تشييع القائد الشهيد إبراهيم عقيل والشهيد محمود ياسين حمد في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان المقاومة مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية، مشددا على ان جبهة الاسناد في لبنان مستمرة إلى أن تتوقف الحرب على غزة ولن يعود سكان الشمال بل سيزداد النزوح وسيتوسع الاسناد والحل «الاسرائيلي» يزيد مأزقهم فاذهبوا الى غزة وأوقفوا الحرب.

وقال الشيخ قاسم: «لسنا بحاجة إلى إطلاق التهديدات ولن نحدد كيفية الرد على العدوان فلقد دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح».

وأضاف ليلة أمس قدّمنا دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح وراقبوا الميدان لينبئكم عن دفعات الحساب.

انها البداية

وقالت مصادر مطلعة على جو حزب الله ان «ما شهدناه ليس الا البداية، ويؤكد ان المقاومة لا تزال على جهوزيتها رغم الضربات التي تلقتها وهي عادت الى الميدان اقوى واشد ارادة بتحقيق النصر»، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان «الردود المقبلة قد تشبه تلك التي رأيناها الاحد كما انها قد تكون مفاجئة بالشكل والتوقيت». واضافت المصادر:»ظن الاسرائيليون انهم وبالضربات المتتالية التي نفذوها اضعفوا الحزب وجلسوا يترقبون احواله لتبيان ما اذا كان قد حان موعد الانقضاض عليه، فاذا بهم يتفاجأون بأنه جهوزيته لم تُمس لذلك خرج نتنياهو سريعا ليؤكد انه لا يرغب بحرب شاملة مع الحزب».

وظهرا تواصلت عمليات المقاومة، فنفذت هجومين بأسراب من المسيرات على تموضعات للعدو في محيط موقع المنارة وثكنة يفتاح.

بالمقابل، ومنذ مساء السبت كثّف العدو حملته الجوية مدعيا شن غارات واسعة في جنوب لبنان بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة. وصباحا وبعد عمليات الحزب، عاد الطيران الحربي الاسرائيلي ليقصف البلدات والقرى اللبنانية موقعا عدد من الشهداء والجرحى.

وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» الى ان «الطيران الحربي المعادي، نفذ منذ ساعات الفجر الاولى (الاحد) عدوانا جويا واسعا، حيث شن سلسلة من الغارات استهدفت بلدات حدودية ومناطق حرجية ومفتوحة في الجنوب والبقاع الغربي ، وسجل تنفيذ اكثر من 60 غارة جوية حتى الساعة الثامنة والنصف صباحا.

وشملت الغارات مناطق في قضاء صور كما بادان حولا، مركبا وشبعا. وادت غارة على بلدة المالكية إلى استشهاد شخص وجرح أربعة أشخاص.

من جهته، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، ان غارة للعدو الإسرائيلي على بلدة عيترون، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة شخص آخر بجروح.

حماس تشيد

في هذا الوقت، أشادت حركة «حماس» بـ «الرد الواسع الذي قامت به المقاومة الإسلامية في لبنان فجر الأحد على المواقع العسكرية والاستراتيجية للكيان الصهيوني، ردًا على جرائمه في فلسطين ولبنان»، مؤكدة أنّ «رد المقاومة الإسلامية النوعي على جرائم الاحتلال يؤكد فشل المخطط الصهيوني في الاستفراد بقطاع غزة، وفك الارتباط بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في المنطقة».

أما مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فقال «أننا نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في لبنان وتصاعد العنف بين حزب الله وإسرائيل».

وشدد على أنّه «يجب تفادي الحرب بالوساطة الدبلوماسية المكثّفة، وسنركز على ذلك خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة».

نفي.. فتأكيد

في هذا الوقت، بدا خروج الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لينفي ضلوع تل أبيب في عملية تفجير أجهزة المناداة (البيجر) في لبنان وأجهزة الاتصال التوكي ووكي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، مفاجئا.

زعم هرتسوغ «الا علاقة لإسرائيل بهجمات أجهزة البيجر التي وقعت في لبنان»، مشيرا إلى أن «لدى حزب الله أعداء كثيرون هذه الأيام». وقال في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز»، إن إسرائيل ليست مهتمة «بالحرب مع لبنان لكن احتمالات التصعيد مع حزب الله كبيرة جدا».

وتفادت اسرائيل في الايام الماضية التعليق على الموضوع بالرغم من ان بصماتها واضحة على العملية. ورجحت مصادر معنية بالملف ان يكون سعيها لنفي مسؤوليتها «تجنبا لملاحقتها دوليا لانتهاكها الصارخ للقوانين الدولية ولتجنب نزاعات كبرى مع شركات عالمية تصنع وسائل الاتصال والتواصل» لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «ما يعنيها من العملية حققته وبالتالي لا داعي لتبنيها والدخول في نزاعات هي بغنى عنها».

من جهته، يرجح رئيس مؤسسة JUSTICA في بيروت المحامي بول مرقص ان يكون نفي اسرائيل مسؤوليتها عن تفجير هذه الاجهزة مرتبطا بسعيها للتنصل من التبعات الكبيرة لهذا العمل، موضحا في تصريح لـ «الديار» ان «تفجير ‎أجهزة الاتصال انتهاك للقانون الدولي الانساني لكونه لا يميّز بين المقاتلين والمدنيين فتقع اصابات عشوائية بين المدنيين.»ويضيف: «هذه قاعدة عرفية من قواعد الحرب لا يمكن لإسرائيل التنصّل منها لمجرّد أنها لم تبرم البروتوكول الأول لعام ١٩٧٧ الملحق باتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩ والذي يحمي المدنيين أثناء النزاعات المسلحة. فضلاً عن أن تفخيخ أجهزة الاتصال وتفجيرها قد يتحوّل بذلك إلى تحدّ عالمي كبير يزعزع قواعد استعمال التكنولوجيا ويرفع مخاطرها فيُخشى معه أن تنسحب هذه التقنيات على سائر النزاعات في أمكنة أخرى من العالم وأن تضرب قواعد السلامة والأمان المعلوماتي».

لكن ما نفاه هرتسوغ اكده بنيامين نتنياهو بقوله امس إن تل أبيب وجهت خلال الأيام الماضية لحزب الله ضربات «لم يكن يتخيلها»، متوعدا بمزيد منها «في حال لم يفهم الرسالة».

البحث مستمر

في هذا الوقت، واصل الدفاع المدني عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع المبنى الذي انهار في محلة الجاموس نتيجة العدوان الإسرائيلي. هو اعلن بعد ظهر امس أن «حصيلة الشهداء الذين تم انتشالهم ارتفعت الى 50 شهيدا بعد انتشال طفلين من تحت الأنقاض أما الجرحى فبلغ عددهم 66 جريحاً. أما المفقودون لغاية الآن فيبلغ عددهم 11 مواطناً».

 

 

"اللواء":

مع مطلع أيلول، وفي الأسبوع الأخير منه، وفي أول يوم شتاء مبكر، بدا التحدّي على أشده بين اسرائيل وحزب الله، الذي استعاد المبادرة، وتجاوز محنات تفجيرات البايجرز واللاسلكي واغتيال قائد وحدة الرضوان ابراهيم عقيل ومعاونه و15 قيادياً في وحدة النخبة داخل حزب الله.

وفي وقت، ذهب رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى التباهي بما فعله الجيش الاسرائيلي باستخباراته وقواته الجوية من خلال ما اسماه برسائل الى حزب الله، رفض الحزب استلام الرسائل، وقال على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم في كلمة تأبينية، في تشييع القيادي الكبير ابراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) والقيادي محمود حمد الذي كان في عداد القيادة المجتمعة، ان «ما جرى باستهداف حيفا دفعة على الحساب» مع استخدام صواريخ استراتيجية، بعيدة المدى من نوع «فادي1» و«فادي 2» التي استخدمت في حرب الـ2006، وتستخدم لاول مرة في الحرب الدائرة اليوم بين اسرائيل وحزب الله.

قال قاسم: مستمرون بالاسناد والتهديدات لن توقفنا، ولا نخشى الأخطر، ومستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية.

اضاف: سكان المستوطنات لن يعودوا بل سيزداد النزوح ويتوسع الاسناد.

وأول طلائع الرد على تفجيرات البايجرز واللاسلكي الثلثاء والاربعاء؟ الماضيين اشعال النار في شركة «رافائيل للصناعات التكنولوجية الحربية في اسرائيل»، ورامات ديفيد، القاعدة الجوية، ضمن 3 قواعد كبرى للاحتلال، وهي محصنة وتقع في عمق حيفا.

نتنياهو يتبجح

وفي رسالة تبجح جديدة، اعلن بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة اسرائيل) «وجّهنا في الايام الأخيرة سلسلة من الضربات لحزب الله لم يكن يتوقعها، وإذا لم يكن قد فهم الرسالة، فإنه سيفهمها بعد هذه الضربات».

وكشفت صحيفة «حدشوت يسرائيل» ان سلاح الجو الاسرائيلي سيوسع هجماته في لبنان.

واعلن المنسق الاميركي جون كيري ان الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لمحاولة منع تمدُّد الحرب بين اسرائيل وحزب الله الى حرب واسعة.

وتتحرك في نيويورك الدبلوماسية اللبنانية ممثلة بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب، بعد قرار الرئيس نجيب ميقاتي صرف النظر عن السفر بسبب التطورات الجارية في لبنان، والتي تقتضي بقاءه لمتابعة الوضع.

غوتيريش يحذِّر من تحوُّل لبنان إلى غزة

وحذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من مخاطر تحويل لبنان الى غزة اخرى.

المشهد الميداني

لم يتأخّركثيراً ردّ حزب الله «الاوّلي» على مجازر الكيان الاسرائيلي الاخيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق جنوبية وبقاعية وشمالية، التي ادت الى ارتقاء اكثرمن 70 شهيداً وآلاف الجرحى بتفجيرات اجهزة الاتصال «بايجر» واللاسلكي، وبالغارة على حي القائم في حارة حريك التي استهدفت قادة ميدانيين للمقاومة وعائلات كاملة من المدنيين، فقصفت المقاومة بعد منتصف ليل السبت- الاحد وبصواريخ ثقيلة (فادي1 و2) تستخدم للمرة الاولى قاعدة «رامات ديفيد» العسكرية ومُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة «رفائيل» المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة «زوفولون» شمال ‏مدينة حيفا المحتلة، وهي اهداف سبق ونشرت المقاومة تقارير مصورة عنها في ما عاد به «الهدهد»الاستطلاعي.

وإعترفت وسائل اعلام عبرية ظهراً بسقوط 13 جريحاً أحدهم إصابته خطرة واندلاع حرائق وأضرار كبيرة في المباني والسيارات، نتيجة إطلاق صليات الصواريخ من قبل حزب الله. وحيث تم إطلاق اكثرمن 150صاروخاً. وكشفت القناة 12 الإسرائيلية: «أن أكثر من مليون إسرائيلي باتوا في نطاق نيران حزب الله». وأن نصف مليون مستوطن في تل ابيب باتوا ليلتهم في الملاجيء.

وحسب مصادر مقربة جداً من المقاومة فإنّ هذا «الردّ الاوّلي الثقيل» يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان بنية المقاومة العسكرية ما زالت متينة برغم الضربات الموجعة التي تلقتها الاسبوع الماضي وخسارتها لعدد من كبار القادة الميدانيين، وانها فعلاً ما زالت تحتفظ بمفجآت كبيرة للعدو الاسرائيلي، برغم شدة التصعيد الذي قام به العدو خلال الاسبوعين الماضيين بمئات الغارات على مناطق الجنوب والبقاع عدا المجازر الاخيرة منذ الثلاثاء الماضي.

وتشير مصادر ميدانية في المقاومة الى «ان الصواريخ الثقيلة التي استخدمتها امس، تؤكد فشل أهداف الحملات الجوية العنيفة التي ينفذها العدو عبر طائراته الحربية على الأودية في جنوب لبنان والبقاع، وتكشف زيف ادعاءاته بتدمير مئات منصات الاطلاق حيث تم اطلاق الصواريخ الثقيلة من الجنوب، وتؤكد قدرة المقاومة على تكبيد العدو خسائر موجعة بالقدر الذي تتطلبه طبيعة المواجهة».

وافادت مصادر مقربة جداً من المقاومة لـ «اللواء» ان آليات التنظيم والعمل في هيكلية المقاومة مرنة ودقيقة، بحيث انها تستطيع ان تجدد نفسها بسرعة وتلبّي اي متغيرات او خسائر بشرية بسرعة نظراً للإعداد الدائم للكوادر وتطوير قدراتها واعادة تنظيم الوحدات، لذلك من المنتظر أن يأخذ حزب الله قليلاً من الوقت لملء الشغور في المراكز القيادية العليا وما دونها من مساعدين وكوادر، بحيث تعود بنية المقاومة الى سابق عهدها بعد الخسائر التي منيت بها جراء تفجيرات اجهزة الاتصالات والاغتيالات، بخاصة ان لديها عشرات آلاف المقاتلين المدربين والمُجهّزين.

وفي المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية امس، «أن اغتيال القائد العسكري للمقاومة ابراهيم عقيل ومعاونيه كان بمثابة رسالة واضحة للحزب أن حرب الاستنزاف انتهت وقواعد اللعبة تغيّرت». لكن مصادرمتابعة اكدت لـ «اللواء»: ان قصف اهداف حيوية للعدو في حيفا ومناطق اخرى في عمق الكيان الاسرائيلي يؤكد ايضاً ان قواعد المواجهة لدى المقاومة تغيرت ايضاً، وانها نفذت كلامها بأن حيفا ستكون هدفاً مقابل الضاحية الجنوبية، واذا تمادى العدو اكثر بالإعتداء على بيروت ستكون تل ابيب مقابل بيروت. ولدى المقاومة القدرة على تنفيذ ما تقوله حسبما ظهر امس من قصف حيفا.

وقالت قناة «كان» الاسرائيلية ان حيفا ومحيطها قد تصبح كصفد وروش بنا، بحيث يستخدمها حزب الله بشكل دائم، بعد وصول صواريخ «فادي1» و«فادي 2» إليها.

أميركا – إسرائيل

وفي واشنطن ذكرت وزارة الدفاع الاميركية ان الوزير لويد أوستن أعرب لنظيره الإسرائيلي «عن قلقه بشأن سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في المنطقة».

واعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يوم السبت: انه بحث مع القادة الإسرائيليين كيفية إيجاد طريقة للمضي قدماً للتهدئة مع حزب الله وعودة سكان الشمال إلى منازلهم. وقال: خطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله مرتفع.واعتبر سوليفان: أن الطريقة التي قدّم بها نصرالله خطابه هذا الأسبوع فتحت جبهة الشمال.و أن حزب الله هو من بدأ هذا التصعيد بعد هجوم حماس في تشرين الأول الماضي.

ورأى سوليفان أن (الشهيد) «إبراهيم عقيل يحمل دماء أميركيين قتلوا، وقد رصدنا مكافأة مقابل القبض عليه...ومن الجيد أن يتم تقديم الأشخاص للعدالة» .

وذكرت صحيفة «بوليتيكو» الاميركية ان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخشى اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله بعد الهجمات التي نفذتها تل أبيب خلال الأسبوع الماضي ومقتل قادة كبار في الحزب.

اضافت: أنّ مسؤولَيْن أميركيَّين لم يفصحا عن هويتهما يعتقدان أنّ الهجمات الإسرائيلية يمكن أن تكون بمثابة بداية لحملة عسكرية أكبر في جنوب لبنان.

وقال مسؤولان أميركيان كبيران مطلعان على المناقشات للصحيفة: يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يشتد القتال بين إسرائيل و«حزب الله» بشكل كبير في الأيّام المقبلة، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين الطرفين.. ويشير أحدث تحليل من داخل إدارة بايدن إلى أنّه سيكون من الصعب على الجانبين وقف التصعيد.

وقال مسؤول أميركي للصحيفة: إنّ الهجمات في لبنان، وتحديدًا في (ضاحية) العاصمة بيروت ستستمرّ، وتعتقد الولايات المتحدة أنّ حزب الله سوف ينتقم من إسرائيل، ربما عبر هجمات بطائرات مسيَّرة. بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لمسؤول أميركي آخر، فإن القتال سيشمل أيضًا عمليات اغتيال لقادة حزب الله، وشن هجمات على مستودعات الأسلحة، وكذلك على البنية التحتية لاتصالات الحزب.

اضاف المسؤولان: إنّ الاشتباكات الدورية في شمال إسرائيل من غير المرجح أن تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع لبنان، لكن الهجمات على الأراضي الإسرائيلية أو اللبنانية تثير القلق ولن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر.

ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي قوله:«إن مسؤولين بالبيت الأبيض يعتقدون أن استراتيجية إسرائيل الأوسع في لبنان غير واضحة».

ميقاتي يُلغي سفره إلى نيويورك

الى ذلك، صدر يوم السبت الماضي عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيان قال فيه: كنت عزمت على السفر الى نيويورك في اطار تكثيف التحرك الديبلوماسي اللبناني،خلال أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، لوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان والمجازر التي يرتكبها العدو.

مهمة لودريان

ومن المتوقع ان يصل في الساعات المقبلة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، في مهمة اصلية، تتصل بتحريك الملف السياسي، والبحث بإمكان الاستفادة من التطورات الجارية لإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى.

وفي اطار حراك سفراء اللجنة الخماسية في بيروت، استقبل الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط مساء السبت السفير السعودي وليد البخاري، في كليمنصو بحضور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور.. وجرى حسب معلومات «اللواء» استعراض آخر المستجدات والبحث في الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان. وتطرَّق النقاش الى المخاوف على لبنان من تطور الأمور بشكل أسوأ من قبل العدو الاسرائيلي.

وفي اطار متابعة مناقشة موازنة العام 2025، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم الاثنين في السراي الكبير.

الراعي لوقف الحرب

في المواقف، ناشد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مجلس الامن وضع حد للحرب الجارية بكل الوسائل المتاحة.

وطالب بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد لمجلس النواب صلاحياته التشريعية والمحاسبة ولمجلس الوزراء كامل صلاحياته الدستورية، رئيس جدير بثقة اللبنانيين والدول الصديقة.

وقال الراعي من الديمان: نصلي من اجل نهاية الحروب، واحلال سلام عادل وشامل في جنوب لبنان وغزة، ونصلي لراحة نفوس القتلى وشفاء الجرحى الذين سقطوا من حزب الله الاسبوع المنصرم.

عدد الشهداء

في عمليات رفع الانقاض في المبنىالمستهدف استمرت خلال اليومين الماضيين، أعمال رفع الانقاض في موقع المبنى الذي انهار في محلة الجاموس نتيجة العدوان الإسرائيلي بحثاً عن مفقودين، وتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة، وباشرت الأدلة الجنائية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أخذ عينات من جثامين شهداء في المستشفيات لم تحدد هويتهم بعد وذلك لإجراء فحوصات الـ DNA وتحديد هويات أصحابها.

وأعلن الدفاع المدني امس، أن الحصيلة الأخيرة للشهداء الذين تم انتشالهم من المبنى ارتفعت الى 51 شهيداً بعد انتشال جثامين 5 شهداء بينهم طفلان من تحت الأنقاض، أما الجرحى فبلغ عددهم ٦٦ جريحاً. أما المفقودين لغاية الآن فيبلغ عددهم 10 مواطنين.

واوضح الدفاع المدني، أن عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل ستستمر في الموقع الى حين العثور على كافة المفقودين.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية ان 3 شهداء سقطوا و4 مصابين في غارات اسرائيلية على بلدات جنوبية.

وقال حزب الله انه قصف قاعدة رامات للمرة الثانية.

وشنت اسرائيل ليلا غارات على بلدة الخيام ومجرى الليطاني.

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية عن العثور على مسيَّرة مفخخة داخل مستوطنة في الشمال.

 

 

"البناء":

لم يطل الانتظار حتى أثبتت المقاومة أنها استثنائية وقد أظهرت المزيد من الإبهار في أدائها، وكان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مجدداً صادق الوعد مع الرد الأولي، كما قال بيان المقاومة الإسلامية، وقد استهدفت صواريخ تستخدم للمرة الأولى في نطاق جبهة الشمال، هي صواريخ فادي 1 وفادي 2، كلاً من قاعدة رامات ديفيد الجوية ومصانع رافائيل للتجهيزات العسكرية الإلكترونية الاستخبارية، وأصابتهما إصابات مباشرة، بينما أصاب الذعر كل منطقة خليج حيفا حيث يقع الهدفان، وقد سقطت بعض شظايا الصواريخ التي اصطدمت صواريخ القبة الحديدية، في مستوطنات تقع في المنطقة تسبّبت بإشعال حرائق هائلة ودمار كبير، نشرت صورها على وسائل التواصل الاجتماعي من مستوطنين وعادت القنوات العبرية ونشرت بعضها.

حزب الله الذي شيّع أحد قادته الكبار من رعيل المؤسسين الشهيد القائد إبراهيم عقيل، أعلن بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب تجاوز الصدمة، وأنه اليوم أقوى بكثير من قبل ويدرك حجم المسؤولية والتحدي وهو جاهز للتعامل مع ما تفرضه المرحلة ولن يتراجع، مؤكداً تمسّك حزب الله بمواصلة مهام الإسناد لغزة من جبهة لبنان وفق معادلة لا وقف إطلاق نار ولا عودة لمهجّري شمال فلسطين المحتلة إلا عبر التوصل الى اتفاق يُنهي الحرب على غزة، واصفاً الردّ الذي نفّذته المقاومة أمس، باعتباره دفعة على الحساب في حساب مفتوح بين المقاومة والاحتلال.

في الكيان مزيد من خطاب التصعيد لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحديث عن رسائل القوة التي يجب أن يفهمها حزب الله حتى تتحقق عودة المهجرين، وتهديدات رئيس أركان جيش الاحتلال تلاقيه في الاتجاه نحو المزيد من التصعيد، بينما تكفل رد المقاومة أمس، بنزول مليون مستوطن الى الملاجئ، كما قالت القنوات التلفزيونية العبرية، بينما قدّرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد الذين غادروا شمال فلسطين المحتلة يوم أمس، بربع مليون أصابهم الذعر من تساقط الصواريخ على منطقة حيفا.

دخل لبنان مرحلة جديدة من الحرب الإسرائيليّة عليه، تتمثل بتكثيف العدو الغارات وتوسيع رقعة الاستهداف، حيث شهد الجنوب اللبناني، سلسلة مكثفة وطويلة الأمد من الغارات، في محاولة من حكومة بنيامين نتنياهو لإنشاء أحزمة ناريّة على امتداد جنوب نهر الليطاني وشماله.

وفي سياق الجنون الإسرائيلي، أعلن جيش العدو الإسرائيلي، أن «الضربات ضد حزب الله ستتواصل وتتصاعد»، مشيراً إلى أنه «نفذ هجمات استهدفت بعض الأهداف للحزب في لبنان». وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الغارات استهدفت بلدات حدودية ومناطق حرجية ومفتوحة في الجنوب والبقاع الغربي، وسجّل تنفيذ اكثر من 60 غارة جوية تركزت على الوادي بين أنصار والزرارية، عيتا الشعب، الوادي المحاذي لطريق النبطية – الخردلي، المنطقة بين المعلية والمالكية، أطراف زبقين لجهة شيحين، وادي حسن عند أطراف مجدل زون، أطراف بلدة ياطر، أطراف الطيبة ومركبا وطلوسة، ومدينة الخيام، أطراف بلدة كفرملكي، ومجرى نبع الطاسة – اللويزة في منطقة إقليم التفاح، أطراف فرون، المحمودية، أطراف لبايا، منطقة الدمشقية، أطراف رب الثلاثين ويارون وبلدة عديسة كما نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي عدواناً جوياً حيث شنّ غارات مستهدفاً أطراف بلدتي جباع وعين قانا. وقد أدّت الغارات إلى سقوط 6 شهداء أحدهم في القليلة، والآخر في عيترون والثالث في الخيام، بالإضافة إلى 3 شهداء سقطوا في المالكية.

ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مختلف مناطق لبنان، وسّع حزب الله مدى استهدافاته، حين أطلق رشقات صاروخية متعددة على مناطق واسعة في مناطق الجليل والجولان وضواحي حيفا، حيث دوّت صافرات الإنذار بشكل متكرر في جميع أنحاء “الشمال”. وأعلن حزب الله عن استهداف قاعدة ومطار “رامات دافيد” جنوب شرق حيفا بعشرات الصواريخ من طراز فادي 1 وفادي 2.

وفي غضون ساعة، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على 3 دفعات، باتجاه مناطق في “إسرائيل”، وطالت الرشقات الصاروخية الجديدة مناطق في شرق حيفا والجليل الأسفل، وتسببت بأضرار واشتعال النيران في بعض المناطق.

وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات جديدة بسبب الأوضاع الأمنية، والتصعيد مع حزب الله، وشملت التعليمات فرض نشاطات جزئية مع منع الأنشطة التعليمية في “الجولان الجنوبي، والجليل الأعلى، ومركز الجليل، والجليل الأسفل، ومنطقة حيفا، والأغوار”. وتم الإعلان عن إلغاء التعليم لليومين المقبلين في الجولان والجليل الأعلى والجليل الأسفل وخليج حيفا والمروج وغور الأردن.

وأعلن “حزب الله” عن استهدافه للمرة الثانية قاعدة ومطار “رامات ديفيد” الواقعة جنوب شرق حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2. وهذه القاعدة هي واحدة من 3 قواعد جوية رئيسية في “إسرائيل”. لها أهمية استراتيجية لجهة ساحة لبنان وسورية. تقع في مثلث بين حيفا وجنين وطبريا. مساحتها لا تقلّ عن 10 كيلومترات وهي الأكبر في القطاع الشمالي. تنطلق منها طائرات محاربة وتجسّسية وهي محاطة بمنظومة دفاع صاروخي وجوية متطوّرة. أما الصواريخ المستخدمة، فصاروخ “فادي 1” هو من عيار 220 ملم ومداه 80 كلم، وصاروخ “فادي 2” هو من عيار 302 ويصل مداه إلى 105 كلم.

وفي بيان ثانٍ، أعلن حزب الله أنه “في رد أولي على ‏المجزرة الوحشيّة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء، قصفنا مجمّعات الصناعات العسكرية ‏لشركة رفائيل المتخصّصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال ‏مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا”.

وفي المقابل، أشار رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى “أننا نفضّل عدم الذهاب إلى حرب شاملة في التصعيد مع حزب الله ولكن يجب إبعاده”. ولفت رئيس الأركان الإسرائيلي، إلى “أننا كثفنا عملياتنا ضد حزب الله خلال الأيام الأخيرة وسنواصل ضرباتنا إذا لزم الأمر”. ونقلت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي عن وزارة التعليم إعلانها عن “استمرار تعليق الدراسة في مستوطنات الشمال غدًا الاثنين تنفيذًا لتعليمات الجبهة الداخلية”.

وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، واصلت فرق الدفاع المدني وكشافة الرسالة الإسلامية والهيئات الصحية والصليب الأحمر انتشال جثث الشهداء والمصابين ورفع الأنقاض من مكان الغارة المعادية، حيث دمّر المبنى المستهدف بشكل كلي وتضررت بعض المباني المجاورة بشكل جزئي، وتمّ العمل على إخلاء بعضها، وضرب الجيش طوقًا امنيًا حول المنطقة. وتمّ انتشال عائلة بكاملها استشهد أفرادها الأربعة من تحت أنقاض المبنى الذي استهدفه العدوان.

ويقوم أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، بتوجيهات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبالتعاون مع بلديات الضاحية، بجولة تفقدية لمنطقة القائم في الضاحية الجنوبية يرافقه فريق فني للكشف والاطلاع على الأضرار وأوضاع المواطنين هناك. وأعلن الدفاع المدني، أن “الحصيلة الأخيرة للشهداء الذين تم انتشالهم من موقع المبنى الذي انهار في محلة الجاموس نتيجة العدوان الإسرائيلي ارتفعت الى 50 شهيداً بعد انتشال طفلين من تحت الأنقاض أما الجرحى فبلغ عددهم ٦٦ جريحاً. أما المفقودون لغاية الآن فيبلغ عددهم 11 مواطناً”.

وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مراسم تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد إبراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية الى أن “جبهة الإسناد في لبنان مستمرة إلى أن تتوقف الحرب على غزة ولن يعود سكان الشمال، بل سيزداد النزوح وسيتوسع الإسناد والحل “الاسرائيلي” يزيد مأزقهم فاذهبوا الى غزة واوقفوا الحرب، ولسنا بحاجة إلى إطلاق التهديدات ولن نحدد كيفية الرد على العدوان فلقد دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح”.

وقال: ليلة أمس قدّمنا دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح وراقبوا الميدان لينبئكم عن دفعات الحساب، نتابع جبهة الإسناد والمواجهة وبين الحين والآخر نقتلهم ونقاتلهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون.

وفي سياق التحقيقات، بدأ حزب الله تحقيقاته الداخلية للوقوف على أسباب الخرق وتتولى إيران من جهتها التحقيق في توريد أجهزة اللاسلكي، وهي أرسلت وفداً إلى بيروت مهمته كشف الخروق المتعددة في حزب الله. وكان القضاء العسكري باشر بجمع المعطيات الأمنية والفنية المتعلقة بتفجير أجهزة الـPagers، وأجهزة اللاسلكي فضلاً عن الأدلة حول الشركة المصنّعة للأجهزة.

وكانت إذاعة العدو أعلنت أنّ مصدرًا استخباريًّا موثوقًا نقل معلومة بشأن اجتماع قادة “فرقة الرضوان” ما جعل الجيش ينفذ عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.

الى ذلك يواصل لبنان الرسميّ، اتصالاته مع الأطراف الخارجيّة الدولية والغربية لوضع حدّ للتصعيد الإسرائيلي، وجدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التزام لبنان بكل قرارات مجلس الأمن للتهدئة، وقال: “نسعى لوقف الحرب الإسرائيلية وتفادي الوقوع في المجهول ونداؤنا لكل الدول الصديقة للعمل على وقف إطلاق النار ومنع الانزلاق في الحرب”.

وقال: “أنا اقوم باتصالاتي ومشاوراتي مع اطياف المجتمع اللبناني للوصول الى السلام والاستقرار في لبنان وتجنيبه دخول الحرب، كما ونبحث إعادة تطبيق القرار 1701 كجزء من استقرار طويل المدى”، موضحاً أن “الدور الأساسي في تطبيق القرار 1701 هو للجيش اللبناني في حين ان دور قوات اليونيفيل هو دور مساند”.

والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، خلال مشاركته في الأعمال التحضيرية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في نيويورك، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. واتفق الوزيران، على “أهمية الاستفادة من اجتماعات الجمعية العامة لحشد دعم المجتمع الدولي للعمل على تجنب حرب واسعة، خاصة في ظل التصعيد الخطير الإسرائيلي وأحداث الأيام الأخيرة، وذلك يتمّ عبر وقف إطلاق النار في غزة، والوقف الفوري للأعمال العدوانية على لبنان”.

كذلك التقى بو حبيب وزير الخارجية النروج اسبين بارث، حيث أعربا عن “قلقهما الشديد من التصعيد المتدحرج، وضرورة العودة الى وقف إطلاق النار الشامل على كل الجبهات، ومعالجة اسباب الصراع”.

ووضع بو حبيب أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، في أجواء جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول لبنان ومواقف الدول الأعضاء في المجلس. وقد توافق الجانبان على “أهمية اعطاء أصوات الاعتدال والعقل فرصة بدلاً من ترك الساحة للمتطرفين، وأهمية وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة”.

وتوافق المجتمعان، على “أهمية الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية نظراً للانعكاس السلبي للفراغ الرئاسي على التحديات التي يواجهها لبنان”.

هذا ويصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت اليوم، بهدف متابعة تطوّرات الوضع اللبنان على المستويين السياسي والأمني، حيث سيلتقي رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وعدداً من القيادات السياسية ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية. وتشير مصادر فرنسية إلى أن زيارة لودريان الى لبنان مهمة أكثر من أي وقت وتشير المصادر الى أن الرئيس ايمانويل ماكرون يعمل مع الأميركيين من أجل خفض التصعيد وإيجاد حل لما يجري بالدبلوماسية. وليس بعيداً ترى مصادر سياسية ان ما حصل في الايام الماضية على مستوى المجازر التي ارتكبتها “إسرائيل” الثلاثاء والاربعاء والجمعة فضلا عن تكثيف غاراتها في الجنوب يؤكد ان الاهتمام اليوم منصبّ على مستوى التهدئة وليس على الملف الرئاسي، مشيرة الى أن ما يجري من اتصالات في ما خص الملف الرئاسي سيبقى يدور في حلقة مفرغة طالما أن الحرب مستمرة.

الى ذلك يعقد هذا الأسبوع في باريس الاجتماع العسكري الدولي الذي يهدف إلى البحث في تعزيز تجهيزات الجيش اللبناني، بحضور ممثل عن قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي لن يشارك في الاجتماع نظراً للظروف التي يمر بها لبنان جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الفائت.

ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الاثنين في السراي الحكومي لمتابعة البحث في مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2025.

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

 انتهى أسبوع التصعيد الأعنف بين إسرائيل و"حزب الله" بحصيلة كارثية غير نهائية بعد، فاقت الـ80 شهيداً بين عناصر للحزب ومدنيين، وأكثر من 4000 جريح، والأرقام مرشّحة للارتفاع أكثر مع وجود مفقودين وجرحى بحالات خطرة في المستشفيات.

أسبوع من التصعيد أطلقته إسرائيل مع تحديث أهداف الحرب وإضافة بند "إعادة سكّان الشمال إلى مستوطناتهم"، بدأ بتفجير أجهزة "بايجرز" ثم أجهزة الاتصال اللاسلكي، واستُكملت بقصف عنيف يوم الخميس، إلى أن حصل الاستهداف الأخطر، وهو قصف الضاحية الجنوبية.

تخطّت إسرائيل هذا الأسبوع كافة الخطوط الحمراء التي رسمها "حزب الله" وخرقت كافة قواعد الاشتباك، فاستهدفت المدنيين وقتلتهم، وقصفت عمق الضاحية الجنوبية، وأفقدت الحزب قادة وحدته النخبوية "الرضوان" والعديد من قادة الصف الأول.

رسالة واضحة أرادت إسرائيل إرسالها إلى "حزب الله"، وفق ما رأت مصادر متابعة عن كثب لمستجدات الأسبوع الماضي، وهي "التصعيد المبدئي"، أي تجربة سيناريو الحرب الشاملة دون إطلاقها، والتي ستشمل خسائر بشرية فادحة تفوق قدرة المستشفيات على تحملها، وقصف عنيف يطال عمق لبنان.

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفتت المصادر إلى أن إسرائيل أوصلت رسالتها بالنار إلى "حزب الله"، وقد تتراجع حدّة الضربات نسبياً هذين اليومين لتعرف إسرائيل نتيجة ضرباتها ميدانياً، وهذا يتناسب مع تصريح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو حينما قال "وجهنا سلسلة من الضربات، وإذا لم يكن حزب الله قد فهم الرسالة، فأنا أؤكد لكم أنه سيفهمها".

في هذا السياق، أطلق "حزب الله" فجر الأحد ردّه "الأولي" كما وصفه على الاستهدافات الإسرائيلية، فأطلق صواريخ "فادي 1 و"فادي 2" على حيفا مستهدفاً قاعدة ديفد رامات الجوية العسكرية ومصانع رفائيل للصناعات العسكرية، لكنه أصاب محيط المنشأتين حسب المعلومات الأولية، وقتل إسرائيلياً واحداً وجرح ٨.

وحدها الولايات المتحدة قادرة على وقف حمام الدماء عبر وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وهذا ما يؤكده الرئيس وليد جنبلاط، وهذا ما يحتّمه فارق القدرات العسكرية والاستخباراتية والسيبرانية وغياب توازن القوّة وفق ما يُجمع الخبراء العسكريون، لأن "حزب الله" غير قادر على استهدافات مماثلة لاغتيال قادة مجموعة "الرضوان"، أو لعمليات أمنية مُشابهة لعمليتيت "بايجرز" وأجهزة اللاسلكي.

إلّا أن الحزب توعّد إسرائيل على لسان نائب أمينه العام نعيم قاسم، الذي قال إن "الحساب بات مفتوحاً"، لأن العمليات النوعية ضدّه كانت كثيرة في الأسبوع الماضي وكلها تستوجب ردوداً نوعية، لكنه في الوقت نفسه سيحرص على ألا ينجر إلى حرب شاملة لا تخدم مصلحته وتهدّد لبنان بسيناريو غزّة.

هذه الرسالة أرسلها رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليل أمس بحديث صحافي، قال خلاله إن لبنان لن يقع في فخ إسرائيل ولن ينجر إلى حرب شاملة، هو يلتزم قواعد الاشتباك، وبالتالي فإن نيّة "حزب الله" واضحة وهي عدم التصعيد مع الإبقاء على ردوده بدرجة أقل من الاستهدافات الإسرائيلية، وهذا ما أكّده الميدان في الفترة الأخيرة.

في سياق، من المرتقب أن يصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في الساعات المقبلة، ليُلاقي بطريقة أو بأخرى طروحات جنبلاط لجهة وقف إطلاق النار والإلتزام بالقرار 1701، وتكتسب الزيارة أهمية كون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أضاف من زخم دبلوماسيته على خط لبنان – إسرائيل وتواصل مع نتنياهو قبل أيام.

وحسب المعلومات، سيطرح لودريان أفكاراً منسقة مع السعودية للتخفيف من حدّة التصعيد جنوباً، وقد يتلاقى مع الطروحات الأميركية عبر التطرّق إلى ما يطرح مبعوث الولايات المتحدة آموس هوكشتاين، لكن الآمال على إحداث خرق فعلي ضئيلة جداً، كون الولايات المتحدة نفسها لم تتمكّن من تحقيق نتائج فعلية، ونتنياهو يستغل فترة الوقت الضائع حتى الانتخابات الأميركية ليُنفّذ مشاريعه في المنطقة.

إذاً، فإن المنطقة على شفير هاوية خطيرة وفق وصف الأمم المتحدة، وفي حال لم تتوقف إسرائيل عن تصعيدها ولم يسر "حزب الله" بالتسويات، فإن تهديد الحرب الشاملة قد يُصبح واقعاً لا مفر منه، وهذا ما يتم التحذير منه وبشكل كبير في الفترة الأخيرة.

 

 

"الشرق":

تواصلت امس الغارات والقصف الاسرائيلي العنيف على البلدات الجنوبية الحدودية، وفي المستجدات الميدانية امس فقد نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي منذ ساعات الفجر الاولى عدوانا جويا واسعا، حيث شن سلسلة من الغارات استهدفت بلدات حدودية ومناطق حرجية ومفتوحة في الجنوب والبقاع الغربي، وسجل تنفيذ اكثر من 60 غارة جوية تركزت على الوادي بين انصار والزرارية، عيتا الشعب (تدمير منزلين لال ابراهيم تدميرا كاملا)، الوادي المحاذية لطريق النبطية- الخردلي، المنطقة بين المعلية والمالكية، اطراف زبقين لجهة شيحين، وادي حسن عند اطراف مجدل زون، أطراف بلدة ياطر، اطراف الطيبة ومركبا وطلوسة، ومدينة الخيام، اطراف بلدة كفرملكي، ومجرى نبع الطاسة – اللويزة في منطقة اقليم التفاح، اطراف فرون، المحمودية، اطراف لبايا، منطقة الدمشقية، اطراف رب الثلاثين ويارون وبلدة عديسة. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، ان غارة للعدو الإسرائيلي على بلدة عيترون، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة شخص آخر بجروح، كما اعلن في بيان ثان ان «غارة للعدو الإسرائيلي على بلدة الخيام أدت إلى استشهاد شخص». وفي بيان مستحدث صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة تحديث لحصيلة غارة العدو الإسرائيلي على بلدة المالكية والتي أدت إلى استشهاد شخص وارتفع عدد الجرحى إلى أربعة أشخاص. وأدت شدة الغارات الاسرائيلية الى تضرر واجهات كنيسة مار مارون في بلدة بصليا قضاء جزين،واستهدف الطيران الإسرائيلي بلدة مركبا بعدد من القذائف المدفعية الثقيلة، وأغار على بلدة حولا. هذا، واستهدفت غارتان اسرائيليتان وادي الحجير لجهة بلدات قبريخا، بني حيان وطلوسة،وافيد عن قصف مدفعي استهدف أطراف بلدة بليدا. واعتبارا من الثامنة من صباح  امس نفذ اللطيران الحربي الاسرائيلي عدوانا جويا حيث شن غارات مستهدفا اطراف بلدتي جباع وعين قانا في منطقة اقليم التفاح، ومنطقة المحمودية – العيشية،كما تعرضت بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل لغارة. ونفذ الطيران الحربي عدوانا جويا، حيث شن غارة وعلى دفعتين مستهدفا الوادي بين بلدتي رومين ودير الزهراني، واستهدفت المدفعية الاسرائيلية المرتفعات الشرقية لـبلدة شبعا. وفي المقابل، اعلنت المقاومة الاسلامية في بيان انه «وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، شن هجومين جويين بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على تموضعات مستحدثة لجنود العدو في محيط موقع المنارة وثكنة يفتاح وأصابت أهدافها بدقة». وكان لافتاً امس استخدام المقاومة صواريخ للمرة الأولى، مطلقاً عليها اسم «فادي 1» و «فادي 2»، تميّزت هذه الصواريخ بانها طالت عمقاً لم تستهدفه «المقاومة» من قبل، منذ بدء الحرب في الثامن من تشرين الاول الماضي. وأعلنت «المقاومة الاسلامية» صباح امس بانها «قصفت مُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال ‏مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا، وذلك عند الساعة (6:30) من ‏صباح هذا اليوم الأحد في ردٍ أولي على ‏المجزرة الوحشية التي إرتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء ‌‏»مجزرة البيجر وأجهزة اللاسلكي»،ولفتت  الى ان هذا القصف هو «رد أولي على تفجيرات البيجر وأجهزة اللاسلكي يومي الثلاثاء والأربعاء».

هذا، وأعلن حزب الله للمرّة الثانية وفي بيانين منفصلين «استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من ‏نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف ‏المناطق اللبنانية والتي أدّت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين».

والى ذلك، نفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية قرابة الثانية والنصف من بعد منتصف الليل عدوانا جويا، حيث شنت غارة مستهدفة المنطقة الواقعة بين بلدتي زوطر الشرقية ودير سريان،وتعرضت بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي. وعند الرابعة الا عشر دقائق فجرا شنت الطائرات المعادية غارة مستهدفة محيط وادي السلوقي. وعمد جنود العدو من موقعهم المقابل الى توجيه نيران رشاشاتهم الثقيلة قرابة الرابعة والربع فجرا باتجاه الاحياء السكنية لبلدة رامية،وشنت غارة جوية على الوادي بين بلدتي رومين ودير الزهراني ، وتبعتها غارة مماثلة استهدفت اطراف بلدة كفرملكي في منطقة اقليم التفاح، كما تعرضت بلدة كونين لغارة جوية، وتبعها غارة ممائلة طاولت المنطقة الواقعة بين دير الزهراني وعزة .

وتم إطلاق رشقات صاروخية جديدة من جنوب لبنان على ضواحي حيفا والجليل الأسفل، صباح اليوم الأحد، ما أدى إلى اندلاع النيران في السيارات والمباني، وافيد ان المقاومة أطلقت أكثر من 100 صاروخ تجاه الجليل الأعلى وجنوب حيفا.

 

 

"الشرق الأوسط":

تبادل «حزب الله» وإسرائيل التهديدات في أعقاب تصعيد كبير بين الطرفين، قصف خلاله الحزب حيفا للمرة الأولى منذ بدء الحرب، فيما وسعت إسرائيل استهدافاتها إلى شمال نهر الليطاني وحولت المنطقة إلى ساحة حرب، بغياب أي أفق لوقف الحرب قبل انتهاء حرب غزة.

وأكد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الأحد، أن التنظيم دخل في «مرحلة جديدة» من القتال مع إسرائيل، عنوانها معركة «الحساب المفتوح»، وذلك بعد اغتيالها قادة «قوة الرضوان»، وهي وحدة النخبة في الحزب.

وفي كلمة ألقاها خلال تشييع قائد القوة إبراهيم عقيل، في ضاحية بيروت الجنوبية، قال قاسم: «دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح»، مضيفاً: «لن توقفنا التهديدات... ومستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية». ورأى أن الحل العسكري «يزيد مأزق إسرائيل وسكان الشمال».

في المقابل، تدفع إسرائيل باتجاه الحل العسكري ومضاعفة التصعيد. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن تل أبيب وجّهت «سلسلة من الضربات لـ(حزب الله)»، مؤكداً «تصميمها» على إعادة السكان الذين نزحوا من مناطقها الشمالية الحدودية مع لبنان منذ بدء النزاع مع الحزب قبل نحو عام.

وقال نتنياهو في بيان: «وجهنا في الأيام الأخيرة سلسلة من الضربات لـ(حزب الله) لم يكن يتوقعها أبداً. إذا لم يكن (حزب الله) قد فهم الرسالة، فأنا أؤكد لكم أنه سيفهم الرسالة» بعد هذه الضربات.

وشدد على أنه «لا يمكن لأي دولة أن تتساهل مع الهجمات على مواطنيها وعلى مدنها. نحن، دولة إسرائيل، لن نتساهل مع ذلك أيضاً».

بدوره، توعّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بـ«ضرب أي طرف يهدد» الإسرائيليين، معتبراً أن العملية العسكرية المستمرة ضد حزب الله اللبناني تشكل «رسالة» إلى أعداء البلاد في المنطقة وخارجها.

وقال الجنرال هرتسي هاليفي في تصريح مصور إن «هذه العملية ضد الهرمية القيادية في حزب الله هي رسالة واضحة إلى حزب الله، ولكنها أيضاً رسالة إلى الشرق الأوسط وخارجه: سنضرب أي طرف يهدد مواطني دولة إسرائيل».

وبعد نحو عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل في الأيام الماضية انتقال الثقل العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان، محددة لنفسها هدفاً جديداً يتمثّل بإعادة السكان إلى هذه المناطق الحدودية.

وفي بيان أصدره مكتبه، قال وزير الدفاع يوآف غالانت: «بدأ (حزب الله) يعاني تأثير» القدرات العسكرية الإسرائيلية، «ويشعرون بأنهم يتعرضون للملاحقة». وأكد أن العمليات العسكرية «ستستمر حتى نصل إلى نقطة يمكننا فيها ضمان العودة الآمنة لمجتمعات شمال إسرائيل إلى ديارها». وتابع: «هذا هو هدفنا، وهذه هي مهمتنا، وسنستخدم الوسائل اللازمة لتحقيقها».

وانسحب التهديد الإسرائيلي على وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، الذي قال: «إذا لم يقم العالم بإزالة (حزب الله) من شمال نهر الليطاني، طبقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، فإن إسرائيل ستفعل ذلك». وأكد أن «إسرائيل ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية مواطنيها من (حزب الله)، وهو منظمة إرهابية تهاجم بشكل متواصل إسرائيل». وأضاف: «لن نتوقف حتى نعيد الأمن لمواطنينا وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم».

حيفا للمرة الأولى

وتصاعد الصراع بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي. وبعد استهداف إسرائيل لمبنيين في الضاحية الجنوبية أسفر عن مقتل قادة في «وحدة الرضوان»، نفذ «حزب الله» هجوماً باتجاه حيفا، هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق نحو 150 صاروخاً وصواريخ كروز وطائرات مسيرة على إسرائيل خلال الليل وصباح الأحد، وإن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت معظمها، ومنها «هدف جوي» كان قادماً من الشرق.

وتعرض عدد من المباني في إسرائيل للقصف، بما في ذلك منزل تضرر بشدة بالقرب من مدينة حيفا. وعالجت فرق الإنقاذ الجرحى، لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى، وصدرت تعليمات للسكان بالبقاء بالقرب من الملاجئ والأماكن الآمنة.

وقال «حزب الله» على قناته على «تلغرام»: «قامت المقاومة ‏الإسلامية يوم الأحد باستهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من ‏نوع فادي 1 وفادي 2؛ وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف ‏المناطق اللبنانية».

وتعد الهجمات الصاروخية على رامات ديفيد أعمق ضربات يعلن «حزب الله» المسؤولية عنها منذ بدء الأعمال القتالية. وأغلقت إسرائيل المدارس وفرضت قيوداً على التجمعات في الكثير من المناطق الشمالية، وأمرت المستشفيات هناك بنقل عملياتها إلى مرافق تتمتع بحماية إضافية من نيران الصواريخ والقذائف.

رد «حزب الله»

في المقابل، شهدت الساحة اللبنانية تصعيداً كبيراً بالغارات الجوية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب نحو 290 هدفاً السبت، بما في ذلك آلاف من فوهات إطلاق الصواريخ التابعة لـ«حزب الله». وأضاف أنه سيواصل ضرب مزيد من الأهداف.

كما دوت صفارات الإنذار طوال الليل بعد إطلاق العديد من الصواريخ والقذائف من لبنان والعراق.

وقال مسؤول في «المقاومة الإسلامية في العراق»، وهي مجموعة من فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، إنها شنت هجمات بصواريخ كروز وطائرات مسيرة متفجرة على إسرائيل فجر اليوم الأحد، في إطار «مرحلة جديدة في جبهة الإسناد» مع لبنان. وأضاف المسؤول: «التصعيد في لبنان يعني تصعيداً من العراق».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية