افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 24 24|10:06AM :نشر بتاريخ
"النهار":
ما كان يخشاه الجميع ويحذرون منه، حصل ولم يعد ثمة شكوك في أن مجريات اليوم الدموي التدميري والتهجيري الذي شهده لبنان أمس تحت وطأة اعتى وأوسع هجوم واجتياح جوي إسرائيلي منذ العام 2006، ما كان إلا اشتعالاً للحرب الكبيرة التي أدت اليها مغامرة “إسناد غزة” والتي فتحها “حزب الله” في 8 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي. بعد 18 عاماً من حرب تموز (يوليو) 2006، وجد لبنان نفسه البارحة في بداية نفق أسود معتم لا أفق واضحاً اطلاقاً لنهايته، إذ يكفي التوقف أمام أرتال السيارات ومواكبها المتراصفة على طرق الجنوب المؤدية إلى بيروت والداخل لا سيما منها أوتوستراد صيدا – بيروت، مستعيدة مشهد النزوح الكبير لعشرات ألوف الجنوبيين، لتظهير المصير الموجع المشؤوم للبنانيين في تجرّع كأس الكلفة الباهظة دوما وتكراراً لمغامرات التورط في حروب الاخرين.
رزح الجنوب والبقاع البارحة تحت أعتى آلة حربية حديثة تعمّدت من خلالها إسرائيل، تعميم نموذج غزة في سفك دماء المدنيين وتدمير قراهم ومدنهم وتهجيرهم وترهيب جميع اللبنانيين في كل المناطق من خلال حرب الاتصالات والتخويف وإرسال الرسائل الترهيبية. كان ذلك يجري وسط انفجار حالة التساؤلات التي بحجم الحرب الذي زجّ بها لبنان وبحجم الإجرام الإسرائيلي المتفلت تحت أنظار العالم عشية “أسبوع الزعماء” في نيويورك حيث سيتجمع “كبار” هذا العالم في افتتاح الدورة العادية السنوية للأمم المتحدة، ولكن وسط عجز أسطوري عن لجم دورة الحرب الساحقة التي يتخبط فيها لبنان، كما تُطحن غزة، ويتهدد الشرق الأوسط بمصير متفجر.
ارتكبت إسرائيل مجزرة موصوفة في صفوف المدنيين الجنوبيين والبقاعيين، إذ بدا من الصعوبة بمكان حصر أعداد الشهداء والجرحى بفعل مئات الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الأولى الى ساعات الليل المتقدمة، ولم توفر خصوصاً أي قرية وبلدة في الجنوب والبقاع الشمالي والبقاع الغربي وتمدّدت حتى جرود جبيل ولاسا وكسروان قبل أن تجنح مجدداً مساءً نحو الضاحية الجنوبية في استكمال لسلسلة عمليات اغتيال قادة “حزب الله” حيث استهدفت غارة على مبنى في بئر العبد المسؤول عن جبهة الجنوب في “حزب الله” علي كركي. ولكن وكالة “رويترز” نقلت عن مصدر أمني أن مصير كركي غير معروف.
ونسبت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وزير الدفاع يوآف غالانت قوله بعد استهداف كركي، إن (الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله) “سيبقى وحيداً في حزب الله”.
وأفادت معلومات أن عدداً من الجرحى سقطوا في الاستهداف لمبنى في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، بـ3 صواريخ. واتخذت الخطورة التصاعدية للوضع دلالاتها القصوى مع طلب وزير الدفاع الأميركي إخلاء الأميركيين من لبنان بأسرع وقت.
الاجتياح الجوي الأوسع
الاجتياح الجوي التدميري لمناطق آهلة في الجنوب والبقاع خصوصاً تعتبرغير مسبوقة منذ حرب تموز 2006 إذ أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه شنّ 1100 غارة على لبنان أمس. أكثر من 274 قتيلا ونحو 1024 جريحًا بحسب وزير الصحة الدكتور فراس ابيضّ، (ارتفع في ساعة متقدمة إلى 356)، من بينهم أطفال ونساء قدرت حصيلة الغارات الإسرائيلية على لبنان. وبدأت موجة النزوح الكثيفة من الجنوب فيما فتحت اللجنة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث عشرات المدارس في مختلف المناطق لإيواء النازحين.
ووسط سيل من التهديدات الإسرائيلية والرسائل والفيديوات التي طلبت من اللّبنانيين مغادرة منازلهم إن كانوا قرب مواقع مخازن أسلحة لـ”حزب الله”، أطلق سلاح الجو الإسرائيلي أكبر موجات الغارات وأوسعها على الجنوب والبقاع هزّت صور وصيدا والنبطية وبنت جبيل والبقاع الغربي وبعلبك والهرمل والبقاع الأوسط بزعم التركيز على المناطق المأهولة حيث يخزّن الحزب أسلحته. ووصلت الغارات الى وادي فعرة في البقاع على بعد أكثر من 130 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية.
وفي المقابل، ردّ “حزب الله ” على الغارات الاسرائيلية وأطلق نحو 25 صاروخاً من لبنان باتجاه صفد ومحيطها. كما سُجّل هجوم بالصواريخ والمسيرات من جنوب لبنان باتجاه الجليل. وأدى سقوط صواريخ في الجليل إلى إصابة إسرائيلي. وأعلن إعلام إسرائيلي احتراق مصنع في الجليل جرّاء اصابته بشكل مباشر بصاروخ أطلق من لبنان. كما أفيد عن إصابة مبنى بشكل مباشر في غفعات أفني في الجليل الأسفل بصاروخ أُطلق من لبنان. وأعلن “حزب الله” أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ. وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن قصف “حزب الله” الأخير للمستوطنات على بعد 100 كيلومتر من الحدود أي ما يعادل المسافة إلى تل أبيب. وزعمت هيئة البث الإسرائيلية أن آلتقديرات تشير إلى تدمير نصف صواريخ “حزب الله” الطويلة والمتوسطة المدى خلال الضربات.
وفي حين، تلقّت مكاتب وزراء الثقافة القاضي محمّد وسام المرتضى والإعلام زياد المكاري والاقتصاد أمين سلام اتصالات، تدعو إلى اخلاء المباني الوزارية، كشف المدير العام لهيئة “أوجيرو” عماد كريدية أنّ لبنان تلقى أكثر من 80 ألف محاولة اتصال يشتبه في أنها إسرائيلية أمس الاثنين، تطلب من الناس الإخلاء. ووصف كريدية ما حدث بأنه “حرب نفسية لإثارة الذعر والفوضى”.
الموقف الرسمي
الموقف الرسمي من الحرب الإسرائيلية حدده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بداية جلسة عقدها مجلس الوزراء أمس وأقر فيها موازنة العام 2025، إذ اعتبر “أن ما أعلنه الأمين العام للامم المتحدة بشأن مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى غزة ثانية وأنها حرب يجب أن تنتهي، هذا الموقف يجب أن يكون حافزاً للجميع لا سيما لدول القرار للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولي الرقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن وحل القضية الفلسطينية على قاعدة اعتماد حل الدولتين والسلام العادل والشامل”. أضاف، “أن العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء. وفي كل الاتصالات التي نقوم بها، ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الفاعلة إلى الوقوف مع الحق، وردع العدوان، ونجدد التزامنا بالقرار 1701 بشكل كامل ونعمل كحكومة على وقف الحرب الإسرائيلية المستجدة ونتجنب قدر المستطاع الوقوع في المجهول”.
ودعي جميع الوزراء الى جلسة أخرى اليوم لمناقشة الوضع الطارئ .
لودريان وموفدون
وعلى رغم هذا التدهور الواسع وصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت عصر أمس وشرع في عقد لقاءاته بدءاً بزيارته قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، على أن يلتقي تباعاً في الساعات المقبلة الرئيسين نبيه بري وميقاتي والبطريرك الراعي إلى عدد من الزعماء السياسيين.
كذلك بدأت دولٌ التحرك ديبلوماسياً لمنع توسع المواجهات. وأفادت معلومات أن وفداً أمنياً وعسكرياً فرنسياً رفيع المستوى وصل إلى بيروت مساء الأحد، والتقى الرئيس بري، ونقل رسالة من الجانب الإسرائيلي مفادها أن تل أبيب لا تريد الحرب. وأضافت المصادر أن الوفد طلب الضغط على “حزب الله” للتراجع ووقف عملياته والقبول بحل ديبلوماسي. كما ينتظر أن يصل اليوم وفد استخباري تركي ـ قطري إلى لبنان لعقد لقاءات مكثفة مع “حزب الله” وبري بهدف التوصل إلى حل.
"الأخبار":
لا ينفع التوتر في مقاربة ما يحصل. لا ينفع، لأنه لا ينفع ونقطة على السطر. ما ينفع هو أخذ نفس عميق، والنظر من حولنا لمعرفة ما الذي حصل، ولماذا حصل، وكيف حصل، وإلى أين نسير من الآن فصاعداً.لم يقرّر العدو فجأة فتح النار. لنكن واضحين بأننا نحن من فتحنا النار إسناداً لغزة. وعندما فعلنا ذلك، لم نتصرف مثل أولاد الحي الذين قرروا الانتقام لشتيمة قريبهم. بل فعلنا ذلك بوعي كامل، وبأن جوهر ما تقوم به المقاومة وهدفها المركزي، هو العمل على إزالة كيان الاحتلال. صحيح أنه هدف يبدو خيالياً في عقول كثيرين، لكنه موجود لدى فئة من أبناء هذه المنطقة، يقف حزب الله في مقدّمتهم. وهو هدف يفترض حكماً التعاون الوثيق مع أبناء الأرض، أي مع الفلسطينيين. لذلك، قامت وتطورت العلاقة بين المقاومة في لبنان، وكل من يقاتل العدو داخل فلسطين. وبالتالي، غبيٌّ أو قاصرٌ من كان يعتقد بأن المقاومة في لبنان ستقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحصل في غزة.
ما حصل هو أن استراتيجية المقاومة في جبهة الإسناد قامت على رفع وتيرة الاستنزاف لجيش الاحتلال، لمنعه من استخدام كل جهده في وجه غزة وأهلها، وفي استنزاف جبهته الداخلية، من خلال عملية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي أجبرت نحو ربع مليون مستوطن على العيش من دون أمان، نصفهم نزح من المستعمرات بصورة كاملة، ونصفهم الآخر عانى الأمرّين منذ الثامن من تشرين الأول الماضي. خلال كل هذه الفترة، كانت المواجهة تفترض قواعد دقيقة لا تسمح للعدو بالرد خارج الإطار الذي أرادته المقاومة. وكان عليها تحمّل الأثمان الباهظة، سواء في ما يتعلق بجسمها الجهادي، أو على مستوى القادة والمقاتلين، كما كان على المقاومة التعامل بطريقة خاصة مع نحو مئة ألف نازح لبناني من قرى الحافة الأمامية. ولأكثر من 11 شهراً، كانت خطة المقاومة تسير بشكل مناسب، وهو ما زاد من غضب العدو. وعندما أيقن أنه لا مجال لوقف النار من الشمال إلا بعد وقف النار المفتوحة على الجنوب، قرّر أن يغيّر قواعد اللعبة.
منذ أسابيع طويلة، أدرك نتنياهو، ومعه فريق كبير من السياسيين والعسكريين، أن حرب غزة وصلت إلى حائط مسدود. لا فرصة عملانية لاستعادة الأسرى، ولا للقضاء الفعلي على حماس، فكان لا بد من تعديل «لائحة الأهداف» من خلال وضع ملف الشمال على الطاولة. وهو اختار لحظة لا تسمح بخروج معارضة له، لا من داخل الحكومة ولا من خارجها، فحتى من كانوا يعارضون سياسته في غزة، كانوا يتهمونه بالتخاذل أمام حزب الله، ما سهّل له الصيد المزدوج: وقف النقاش حول غزة، وجعل هدف إعادة السكان سبباً لمواصلة الحرب.
وللعلم، لم يكن نتنياهو يهرب من صفقة في غزة، بل قصد تحييد الأنظار عن مشروعه المتكامل هناك (سنعود في يوم لاحق إلى تفاصيل الخطط التي تعدّها إسرائيل بالتعاون مع دول عربية وجهات غربية لاحتلال مستدام لقطاع غزة، وخصوصاً المنطقة الممتدّة من جنوب نيتساريم إلى أقصى الشمال). لكنه يتصرف اليوم، كمن بيده الشرعية الداخلية الكافية لخوض الحرب ضد لبنان، مستفيداً من غطاء أميركي، ودعم شبه علني من حلفائه العرب الذين أخذوا على إسرائيل فشلها في التخلص من حزب الله سابقاً.
لكنّ نتنياهو، عندما قرّر تعديل وقائع المواجهة في الشمال، لم يأتنا بجديد. بل سار على المبدأ نفسه الذي اعتمده في غزة، معتقداً بأن الضغط العسكري كفيل بجعل الخصم يتراجع، مع إضافة (خطيرة) تتعلق بجبهتنا، حيث يعمل العدو، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، على محاولة توريط جماعات لبنانية، وبعض المعارضين السوريين، في حملة يريدها على شكل انتفاضة تطالب المقاومة بوقف إطلاق النار. وسنسمع المزيد من الكلام عن أن لبنان ليس معنياً بـ«إسناد غزة»، علماً أن بين هؤلاء من يؤمن بأن لبنان غير معنيّ أصلاً بكل ما يحصل في فلسطين.
لكنّ إسرائيل ليست غبية كل الوقت. وهي التي خبرت لبنان، لجهة قدرات المقاومة، ولجهة قدرات من تحالفت معهم وقدّمت لهم خدمات كبيرة، تدرك أن هزيمة حزب الله تحتاج إلى أكثر من البيانات والشعارات، وهو ما دفع العدو إلى إطلاق برنامج أمني – عسكري نوعي ومتدرّج، مع كثافة نارية عالية، لتحقيق الآتي:
أولاً، توجيه ضربات قاسية إلى الجسم القيادي العسكري في الحزب، ومحاولة محاصرة السيد حسن نصرالله من خلال ما تعتبره إسرائيل عملية «تقطيع أذرعه». وهي عملية تستند إلى نظرية لدى العدو بأن السيد نصرالله، يجب أن يتعرض لهزّة كبيرة، وفقدان للتوازن، ليكون بالإمكان دفع الحزب إلى التراجع.
ثانياً، سعى إلى إشعار الحزب والمقاومة والجمهور بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى حيث تريد، وبأنها لا تكتفي بعمليات موضعية، بل قادرة على تنفيذ غارات واسعة كالتي شنتها في الساعات الماضية، لإحداث ما يعتقد العدو بأنه زلزال سيصيب كل بناء حزب الله، وأن ضغطاً كبيراً سيظهر، يدفع الحزب إلى التراجع.
ثالثاً، اعتماد العدو مبدأ «الصدمة والترويع»، عبر عمليات قصف وحشي كالتي نفّذها أمس، مع تعمّد واضح بتوجيه ضربات مباشرة إلى المنازل والمراكز السكنية التي يتواجد فيها المدنيون، وقتل قيادات مدنية للحزب في القرى، وترويع الناجين من الأهالي… وكل ذلك، لخلق بلبلة، مصحوبة بعملية تهجير نحو نصف مليون شخص بعيداً عن منازلهم وقراهم، قبل أن يأتينا الوسطاء حاملين شروط الاستسلام، ورافعين الشعار إياه: ما لكم وغزة، أوقفوا جبهة الإسناد، واتركوا عائلاتكم تعود إلى قراها، ولندخل في تنفيذ ترتيبات تجعل إسرائيل مطمئنة لإعادة المستوطنين إلى بيوتهم.
لنعد إلى ما حصل خلال الساعات الـ 24 الماضية التي شهدت أموراً يجب التدقيق في طبيعتها قبل الحديث عن نتائجها. ولا بأس هنا، لكل من يرى نفسه معنياً بالحدث، أن يتذكر أو أن يعود إلى الأرشيف، ويعيد قراءة ومراجعة كل ما قام به العدو بين 12 و 16 تموز 2006، وسيجد تطابقاً لا يقتصر على التصريحات، بل على توقعات العدو لجهة ما حقّقته ضرباته العسكرية. وإذا كانت الموجة الحالية مختلفة، لناحية التقنيات الجديدة، والعمليات الأمنية المعقّدة أو الكثافة النارية، أطلّ قادة العدو مساء أمس، للحديث عن تدمير قدرات المقاومة، وبأنهم على مشارف النصر. وهم هنا يكررون خطأَ التجربة السابقة نفسَهُ، عندما قرأوا بطريقة خاطئة، وخاطئة جداً، طبيعة ردّ المقاومة أمس، من خلال إطلاق رشقات من الصواريخ ضد مستعمرات في قلب فلسطين المحتلة.
ما يجب فهمه جيداً هو أنه ليس لدى العدو أي إبداع خارج منطق القتل. وهو لم يتعلّم الدرس جيداً، ولم يتعلم أن الأساس هو بناء استراتيجية قابلة للتحقق. لكنه لا يزال على ما هو عليه، ذلك الوحش الذي نعرفه جيداً، منذ قيام الكيان، وتعرّفنا إليه أكثر في كل ما قام به منذ عام 1978. ومع ذلك، لا يزال يجرّب حظه، متوهّماً بأن شروط الاستسلام التي يعرضها على المقاومة قابلة للتطبيق.
نعرف أن العدو يحضّر لعمليات وحشية إضافية، ويستعد لأعمال يستعرض فيها براعته في عمليات الكوماندوس أو الاغتيال الدقيق، وحتى القصف المفاجئ، والعمليات الهجومية الخاطفة، وأنه قادر على تشغيل طائراته على مدار الساعة، ويستفيد من دعم أميركي، لا يقتصر على مدّه بالسلاح، بل أيضاً بالدعم الاستخباراتي والتعاون في الخطط العملانية. وهو يوحي بأنه في لحظات مهّد الطريق أمام الوسطاء (الذين يحملون جميعاً رسالة إسرائيلية واحدة) لإجبار المقاومة على القبول بالشروط التي تؤمّن فصل جبهة لبنان عن غزة، وتفتح الباب أمام ترتيبات مختلفة جنوباً.
واحدة من مشكلات المقاومة اليوم هي أن في لبنان من يعيش معها، لكنه لا يزال غير فاهم لمنطلقاتها وآلية اتخاذها القرارات. أما مشكلة العدو، فلم تعد محصورة في الإقرار بطبيعتها، بل في أنه لا يحسب أن ما يجب أن يقوم به، ليس تعداد صليات متفرّقة تخرج من بعض نقاط المقاومة، بل الاستعداد فعلياً لشيء لم يجرّبه من قبل، حيث سيواجه ما لم يخطر في باله. وحينها، سيكون مضطراً للبحث عن تفسيرات لجنوده ومستوطنيه، قبل البحث عن وسيط يطرق باب المقاومة ليلَ نهارَ، متوسّلاً وقفاً لإطلاق النار!
"الجمهورية":
عدوان عشوائي على المدنيِّين اللبنانيِّين، أسقط فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي نموذج مجازره في غزة على لبنان، حيث لفّ بزنار من الدم والنار والدمار مختلف المناطق اللبنانية في الجنوب من صيدا إلى صور والناقورة والنبطية وامتداداً إلى جبل الشيخ، وكذلك البقاع الغربي ومعظم قرى وبلدات البقاع الأوسط والشرقي، اتبع مساء بهجوم صاروخي على منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، تردّد أنّه محاولة لاغتيال قائد الجبهة الجنوبية علي كركي. إلّا أنّ إعلام «حزب الله» نفى سقوط شهداء، مشيراً إلى إصابة 6 أشخاص بجروح طفيفة ومتوسطة.
النتيجة الأولية لهذا العدوان، مجزرة فظيعة ذهب ضحيتها نحو 1300 شهيد وجريح من المدنيّين العزّل، وحركة نزوح كثيفة من المناطق المستهدفة. تواكب مع أجواء قلق امتدّت إلى العمق اللبناني، فاقمتها حرب نفسية شُنّت على اللبنانيّين، بثّت إشاعات تخويفية للمواطنين ودعوتهم إلى إخلاء مناطقهم ومنازلهم، ولاسيما في بيروت والضاحية الجنوبية، التي شهدت بدورها حركة نزوح كثيف منها إلى مناطق اخرى.
هي حرب واسعة على المدنيِّين الآمنين، بغارات إسرائيلية جويّة وصاروخيّة ومدفعيّة على ساحات البلدات والمدن، وعمق الأحياء الآهلة والتجمّعات السكنية المكتظة بالعائلات المهجّرة من المناطق المحاذية لميدان المواجهات على خط الحدود، لتقدّم بذلك شهادة إضافية على الهوس الإسرائيلي بالحرب والتصعيد، والإجرام الذي لا سابق له في التاريخ.
إلى أين؟
وسط هذه الأجواء، تتزاحم أسئلة قلقة حول مشهد ما بَعد هذا العدوان:
هل شكّل هذا العدوان كسراً نهائياً لكل القواعد والضوابط التي كانت تحكم المواجهات بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» منذ تشرين الأول من العام الماضي؟
هل أنّ ما حصل بالأمس، مقدّمة لعدوان جوي وصاروخي أوسع يتخطّى المنطقة الجنوبية ليشمل العمق اللبناني، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت؟
هل قصدت إسرائيل من هذا العدوان الواسع والعنيف، توجيه رسالة إلى «حزب الله» بإخلاء منطقة جنوب الليطاني؟
هل هو تمهيد لعمل عسكري إسرائيلي برّي في منطقة جنوب الليطاني، ضمن خطة حربية متدرّجة ترمي إلى فرض واقع جديد تكرّر فيه مرحلة «الحزام الأمني» في الثمانينيات، لإعادة المستوطنين وحماية مستوطنات الشمال؟
هل يحظى العدوان الإسرائيلي بغطاء دولي غير معلن، حيث لوحظ في موازاته غياب أيّ حراك جدّي لاحتواء التصعيد؟
هل بدأت المنطقة تخطو سريعاً إلى الحرب الشاملة، تفتح فيها كل الساحات والجبهات؟
إلى أي حدّ سيتصاعد ردّ «حزب الله»، وهل أنّ هذا الردّ، بعدما كسرت إسرائيل كلّ القواعد والضوابط سيتطوّر إلى هجمات أرضية غير صاروخية؟
وضع مفتوح
على ما هو ظاهر، فإنّ المشهد دراماتيكي لا أحد يمكنه التنبّؤ بمجرياته أو بملامح المرحلة المقبلة، لكنّ كلّ الإحتمالات الحربية والسيناريوهات الدراماتيكية واردة، وخصوصاً أنّ ما تأكّد مع هذا التصعيد الذي يُعدّ الأعنف منذ بدء المواجهات قبل نحو سنة من الآن، هو أنّ هذه التطوّرات الحربيّة تبدو أنّها تشكّل انتقالاً إلى منحى جديد من المواجهات، مضبوط على نوايا إسرائيلية خطيرة تصاعدية تتوالى التحذيرات منها، من مصادر خارجية مختلفة، والمخاوف من تدحرجها إلى حرب خارجة عن السيطرة، تمتدّ على مساحة المنطقة برمتها.
ويبرز في هذا السياق، التحذير الخطير الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من حرب واسعة النطاق، والذي أرفقه بتخوّف كبير من أن يتحوّل لبنان إلى غزة جديدة.
وإذا كانت إسرائيل قد أرفقت عدوانها بتسريبات حول أنّ الهدف من تكثيف استهداف ما وصفها الجيش الإسرائيلي بـ«البنى التحتية» لـ«حزب الله» وتدمير منصاته الصاروخية وشلّ قدرته على استهداف إسرائيل وإعادة المستوطنين بأمان، إلّا أنّ الميدان العسكري عكس تحفّزاً واضحاً لدى الحزب، حيث أكّدت معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» أنّه رفع حالة التأهّب والجهوزيّة لكلّ وحداته وقطاعاته المقاتلة والصاروخيّة إلى الحدّ الأقصى والاستعداد لمواجهة مفتوحة.
ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، امتنع مصدر قيادي في «حزب الله» الدخول في التفاصيل الحربية والعسكرية، واكتفى بالقول: «العدو يُعيد تكرار نموذج المجازر وقتل المدنيِّين في غزة، في لبنان. لقد دخلنا في مرحلة الحساب المفتوح مع عدو مجرم قاتل لا يقاتل، وسنذيقه مرارة الثأر لأهلنا ولبلدنا، وعليه أن ينتظر المفاجآت».
ردّ الحزب
وقد قابل «حزب الله» العدوان بردّ صاروخي أكّد الإعلام الإسرائيلي أنّه تكثّف وتوسّع بشكل غير مسبوق، على مواقع وقواعد جيش الاحتلال من مستوطنات الشمال وصولاً إلى طبريا والجولان والعفولة وصفد وحيفا والعديد من مدن ومستوطنات الجبهة الإسرائيلية الداخلية، وخلقت وضعاً مقلقاً لدى السكان وشللاً في كل القطاعات، وألحقت خسائر ضخمة خصوصاً في الشمال، على ما قال المتحدّث باسم الحكومة الإسرائيلية. فيما أشارت منصات إعلامية إسرائيلة إلى انفجار إحدى منصات القبة الحديدية قرب مستوطنة سلفيت وسط الضفة الغربية.
وأفيد في ساعات المساء الأولى أنّ «حزب الله» وسّع قصفه الصاروخي إلى ما بعد 120 كيلومتراً عن الحدود، باستهداف مستوطنات في الضفة الغربية إلى الشرق من تل أبيب للمرّة الأولى، ولاسيما مستوطنة «كرني شمرون» و»معاليه شمرون» شرق قليلية، ومنطقة عمانوئيل الصناعية في الضفة. في وقت ذكر فيه الإعلام الإسرائيلي أنّ صفارات الإنذار قد فُعّلت في مطار بن غوريون وعكا وفي منطقة هاشارون في تل أبيب الكبرى.
وفي بيانات متلاحقة، أعلن «حزب الله» أنّ «المقاومة الاسلامية» استهدفت بعشرات الصواريخ أمس، المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا مرّتَين، وقاعدة ومطار رامات ديفيد، ومجمّعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، وقيادة الفيلق الشمالي في قاعدة زيتيم ومقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد.
تهديد إسرائيلي
وفيما لوّحت مستويات عسكرية إسرائيلية بأنّ جيش الاحتلال «على جهوزية لعملية عسكرية في لبنان»، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «نحن على أعتاب أيام معقّدة، ويجب عدم وقف الضغط على «حزب الله». ولقد وعدت بأنّنا سنغيّر ميزان القوى في الشّمال، وهذا ما نفعله. وإسرائيل «لا تنتظر التهديد بل تسبقه».
وقال: «إنّ حرب إسرائيل ليست مع الشعب اللبناني بل مع «حزب الله»، وعلى الشعب اللبناني أخذ إنذاراتنا على محمل الجدّ والخروج من البيوت. ولفت إلى أنّ «حزب الله» يضع الصواريخ في المنازل ويستهدفنا بها». وأضاف: «سنواصل هذه الحملة حتى نتمكن من إعادة مواطنينا إلى منازلهم في الشمال».
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «إنّنا في مرحلة جديدة من القتال، وعلينا إظهار رباطة جأش في الأيّام المقبلة». والموقف الأخطر جاء على لسان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الذي قال: «على «حزب الله» الابتعاد من منطقة نهر الليطاني التي تُعتبر حدودنا الشمالية».
تحذير أممي
إلى ذلك، لوحظ أمس أنّ المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت توجّهت بزيارة إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليِّين. وقالت أنّه «لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يوفّر الأمان لأي جهة»، معتبرةً أنّ سلامة المدنيِّين على جانبَي الخط الأزرق واستقرار المنطقة باتا على المحكّ، ممّا يستوجب إفساح المجال لنجاح الديبلوماسية».
«اليونيفيل» قلقة
وأبدت قيادة قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب قلقها البالغ على سلامة المدنيِّين في جنوب لبنان، وسط حملة القصف الإسرائيلي الأكثر كثافة منذ تشرين الأول الماضي.
وأعلنت أنّ رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو أجرى اتصالات مع الطرفَين اللبناني والإسرائيلي، مؤكّداً على الحاجة الملحّة لخفض التصعيد. وتتواصل الجهود لتخفيف التوترات ووقف القصف. واعتبر أنّ أيّ تصعيد إضافي لهذا الوضع الخطير يمكن أن تكون له عواقب بعيدة المدى ومدمّرة، ليس فقط على أولئك الذين يعيشون على جانبَي الخط الأزرق، لكن أيضاً على المنطقة ككل.
وأشارت إلى أنّه وفقاً لتقارير السلطات اللبنانية، فقد قُتل وجُرح المئات. معتبرةً أنّ الهجمات على المدنيِّين لا تشكّل انتهاكات للقانون الدولي فحسب، بل قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب.
وكرّرت «اليونيفيل» دعوتها القوية للتوصّل إلى حل يدبلوماسي وحثّها جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحياة المدنيِّين وضمان عدم تعريضهم للأذى. واعتبرت أنّه من الضروري إعادة الالتزام الكامل بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والذي أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم».
الموقف الأميركي
إلى ذلك، كان لافتاً الموقف الأميركي من العدوان الإسرائيلي، الذي أعلنته المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة بقولها «إنّ واشنطن تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنّها لا تريد اندلاع حرب في لبنان».
وأعلن البنتاغون «أنّ المسؤولين الإسرائيليِّين بعثوا لنا إشارات عن عزمهم شنّ عمليات في لبنان، لكن من دون توفير تفاصيل».
وحذّر من أنّ اندلاع صراع إقليمي أوسع محتمل في ضوء التوترات والتصعيد بين إسرائيل و»حزب الله». مشيراً إلى «أننا نواصل التشاور مع إسرائيل وآخرين في المنطقة لتلافي اندلاع نزاع إقليمي أوسع».
رسالة إسرائيلية
في سياق متصل، نقلت «سكاي نيوز» عن مصادر «أنّ وفداً أمنياً وعسكرياً فرنسياً نقل إلى بيروت رسالة إسرائيلية بأنّ إسرائيل لا ترغب في الحرب، مشيرة إلى أنّ الوفد الفرنسي طلب الضغط على «حزب الله» للتراجع وقبول حل ديبلوماسي».
وفي السياق أيضاً، ذكرت «سكاي نيوز» أنّ وفداً استخبارياً تركياً- قطرياً سيزور لبنان (اليوم الثلاثاء) سعياً للتوصّل إلى حلّ وتجنّب الحرب.
وقائع العدوان
وكان العدوان الإسرائيلي قد بدأ اعتباراً من صباح أمس، بغارات جوية عنيفة بصورة مكثّفة على مختلف القرى والبلدات في أقضية الجنوب وصور والنبطية ومرجعيون وصولاً إلى البقاع الغربي، وتكثّف في فترة بعد الظهر على قرى وبلدات منطقة البقاع الأوسط والشمالي. وترافق هذا العدوان الجوي، الذي ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ أكثر من 100 طائرة إسرائيلية شاركت فيه، مع قصف مدفعي وصواريخ أرض أرض على البلدات المقصوفة. ما تسبّب بمجزرة رهيبة أودت بحياة ما يزيد عن 492 شهيد بينهم عدد كبير جداً من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 1645 مواطن بجروح مختلفة، ودمار هائل في القرى المستهدفة.
حرب إبادة
إلى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «إنّ العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، ومخطّط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء. وفي كل الاتصالات التي نقوم بها، ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الفاعلة إلى الوقوف مع الحق، وردع العدوان، ونجدّد التزامنا بالقرار 1701 بشكل كامل، ونعمل كحكومة على وقف الحرب الإسرائيلية المستجدة ونتجنّب قدر المستطاع الوقوع في المجهول».
واعتبر ميقاتي أنّ «ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بشأن مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى غزة ثانية وأنّها حرب يجب أن تنتهي، هذا الموقف يجب أن يكون حافزاً للجميع، لا سيما لدول القرار، للصغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولي الرقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن وحل القضية الفلسطينية على قاعدة اعتماد حلّ الدولتَين والسلام العادل والشامل».
"الديار":
انها الحرب... ما حصل خلال الساعات القليلة الماضية من استشهاد واصابة مئات المدنيين، وتدمير مئات المنازل، وتهجير الالاف، يشير الى ان كيان الاحتلال بدأ مواجهة دموية مفتوحة. فقد بدأ كيان الاحتلال الاسرائيلي مغامرة محفوفة بالمخاطر، مبنية مرة جديدة على حسابات خاطئة ومتهورة، وستثبت الساعات والايام المقبلة ان نتائجها ستكون كارثية على المستويين التكتيكي والاستراتيجي، بعد ان اصبح حزب الله مضطرا الى دخول المواجهة دون سقوف او «خطوط حمراء» بعدما اختارت حكومة اليمين المتطرفة اعلان الحرب على الشعب اللبناني، وبات الحساب المفتوح كبيرا جدا وستكون الردود من «خارج الصندوق» والتوقعات، ما دفع حكومة الاحتلال الى اعلان الطوارىء والحرب في كامل الكيان لمدة اسبوع، بعدما وصلت صواريخ المقاومة في ردها الاولي الى منطقة تل ابيب، وكذلك وسط حيفا، ومستوطنات الضفة الغربية في مفاجأة لم تكن متوقعة. اما ميدانيا، فكان الحدث الابرز فشل سلاح الجو الاسرائيلي في اغتيال احد كبار القادة العسكريين في حزب الله علي كركي في غارة على الضاحية الجنوبية.
ما هي اهداف العدوان؟
وفق مصادر ديبلوماسية، حصلت اسرائيل على «ضوء اخضر» اميركي لهذه الجولة من التصعيد الخطر، على الرغم من ادعاء المسؤولين الاميركيين عكس ذلك، وآخرهم وزير الخارجية انتوني بلينكن الذي ادعى ان واشنطن تعمل على تخفيض التصعيد. وبحسب تلك الاوساط، لم يعد الامر مرتبطا بجبهة الاسناد لغزة لان ما تنفذه اسرائيل الان من هجمات كان جزءا من خطط سابقة معدة سلفا كانت تنتظر «ساعة الصفر» للتنفيذ، واليوم تعتقد اسرائيل ان الاجواء الدولية والاقليمية متاحة «لسحق» حزب الله. ومن المتوقع ان تبدأ واشنطن ضغوطها بعد ايام من العدوان لمحاولة الحصول على تنازلات من حزب الله، حيث بدأ الحديث عن اهداف ابعد من مسالة اعادة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة، حيث اقنع نتانياهو المسؤولين الاميركيين ان الجيش الاسرائيلي ألحق خسائر فادحة بمنظومة القيادة والسيطرة، وضرب الصف الاول للقيادات العسكرية، والان يعمل على تدمير الصواريخ الدقيقة، على ان يبدا سقف المطالب باجراء ترتيبات مع لبنان تشمل نزع سلاح حزب الله، باعتبار ان مطلب تراجع الحزب عن الحدود لمسافة 10 كيلومترات بات مطلبا متواضعا مع النتائج المتوقعة.
الاوهام الاسرائيلية
هذا التفاؤل الاسرائيلي المبالغ فيه، ترى فيه مصادر مقربة من حزب الله «اوهاما» مثيرة للشفقة، وهو مبني على حسابات اقل ما يقال فيها انها خاطئة، وستدفع اسرائيل ثمنه باهظا جدا، بعد ان تكتشف انها دخلت في نفق مظلم وتكتشف ان صواريخ المقاومة «بخير». فالدمار لن يلحق بلبنان فقط، واستهداف القطاع المدني لن يقتصر على الجانب اللبناني، اما عسكريا فان مفاجآت المقاومة ستبدأ باكرا ولن يطول الامر حتى تبدأ اسرائيل باكتشاف انها كررت خطيئة الايام الاولى من حرب تموز 2006، عندما ظنت انها حققت الانتصار عبر الغارات الجوية، ولن يتأخر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته لرسم معالم المرحلة المقبلة التي تحمل الكثير من الفرص الجدية لاعادة رسم معالم الشرق الاوسط على عكس ما تعمل عليه واشنطن وتل ابيب في ظل مخاطر جدية من اتساع الحرب لتكون شاملة وعلى اكثر من جبهة. واذا كانت اسرائيل قد بدأت الحرب، فان المقاومة هي من سينهيها.
رد المقاومة آت...
ووفق مسار الاحداث، ستكون الساعات المقبلة حافلة بتصعيد متدرج، فحتى يوم امس لم يستخدم حزب الله قوته النارية الكاملة أو اقترب من ذلك حتى، ومن المتوقع ان تبدأ المقاومة بإطلاق وابل من الصواريخ بشكل أكبر بكثير، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة نحو مواقع مدنية وعسكرية رئيسية في وسط إسرائيل. وفي هذا السياق، حذر القائد السابق لمنظومة الدفاع الجويّ الإسرائيليّة العميد احتياط ران كوخاف من تحول الوضع في تل أبيب إلى ما يشبه ما يجري في مستوطنة سديروت القريبة من قطاع غزة، والتي تتعرض منذ بداية الحرب لرشقات صاروخيّة يومية.
اخفاق اسرائيلي
وفي هذا السياق، أوضحت (القناة 13) في التلفزيون الاسرائيلي ان المناطق التي وصلتها صواريخ حزب الله امس، على الرغم من كثافة الغارات، في الناصرة والعفولة و «مغدال هعيمق»، لم تكن مشمولةً بالتعليمات التي وجّهتها الجبهة الداخلية إلى المستوطنين، تحسبًا لضربات حزب الله، وهذا يعني أن تقديرات الجيش الإسرائيليّ كانت تستبعد استهدافها.
نجاة كركي
في غضون ذلك، اعلن حزب الله فشل غارة اسرائيلية في اغتيال القائد علي كركي، وقال في بيان انه «تعليقًا على ادعاءات العدو الصهيوني باغتيال الأخ المجاهد علي كركي، فإنّنا نؤكد أنّ الأخ العزيز المجاهد بخير وهو بحول الله تعالى في كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن». وجاء ذلك بعد استهداف الجيش الإسرائيلي مساء امس بـ 3 صواريخ حي ماضي في الضاحية الجنوبية ببيروت، وعلى الرغم من زعم الاعلام العبري نجاح عملية استهداف كركي، تحدثت مصادر عن احتمال نجاته اذ قصفت الشقة بينما كان في السيارة بصدد مغادرة الشارع. ولاحقا خفض الاعلام العبري من توقعاته بشأن نتائج الغارة، إذ تحدث عن فشل محاولة اغتيال كركي زاعما انه أصيب. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان كركي بصفته قائد الجبهة الجنوبية التي تقع تحت مسؤوليتها الفرق الأمامية الثلاث لحزب الله (بدر، ناصر، عزيز)، يعني أنه هو الذي قاد جميع التحركات القتالية لحزب الله ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنات الشمالية خلال كل أشهر الحرب».
اسرائيل و«الايام الصعبة»
واعلنت اذاعة البث الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي وضع خططا عملياتيّة إضافيّة، في ما يتعلّق بالأيام القليلة المقبلة، وهو سيرفع مستوى التصعيد تدريجيا، وزعمت ان سلاح الجو أصاب نحو 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع. من جهته، اكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو من غرفة التحكم الرئيسة في وزارة الحرب في تل ابيب أنه يتم القضاء على كبار المسؤولين في حزب الله وتدمير الصواريخ، واقر ان إسرائيل ستواجه أياما صعبة ومعقدة. وقال» وعدت بأننا سنغير ميزان القوى في الشمال وهذا بالضبط ما نفعله». ولفت إلى أن إسرائيل لا تنتظر التهديد بل تسبقه».
الغارات العنيفة
وحتى وقت متاخر من ليل امس تجاوزت الغارات الاسرائيلية 1200 غارة، وادعت هيئة البث الاسرائيلية استهداف نصف صواريخ المقاومة الطويلة والمتوسطة المدى، لكن حصيلة الشهداء المدنيين التي تجاوزت 356 شهيدا من بينهم 24 طفلا42 امراة واصابة نحو 1246 بجروح، تكشف زيف هذه الادعاءات حيث تركز القصف على المناطق الاهلة بالسكان في محاولة لايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا في سيناريو مشابه لما حصل في غزة. وقد شهدت مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية حالة نزوح كثيفة. وفيما هزت الغارات كل أرجاء البقاع وصولا الى جرود الهرمل، وكذلك مختلف قرى الجنوب، تبين أن الصواريخ المستخدمة ذات قدرة تدميرة عالية. وفي حدث غير مسبوق، سقط صاروخ إسرائيلي في بلدة علمات قضاء جبيل في منطقة جبلية غير مأهولة معروفة بمنطقة الورديات تقع في اللقلوق. وقد توجّهت إلى المكان القوى العسكرية والأمنية، فيما لم يُفَد عن سقوط إصابات أو أضرار جرّاء هذا الصاروخ. كما استهدفت غارة إسرائيلية جرود قرطبا في جبيل وأفيد عن سقوط صاروخ في ميروبا من دون وقوع إصابات.
اين وصلت صواريخ المقاومة؟
وقد وصلت صواريخ حزب الله إلى مناطق شمال الضفة الغربية للمرة الأولى في المواجهة التي تشهد تصعيدا كبيرا بين المقاومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، وأطلق الحزب، عشرات الصواريخ، جزء منها وصل حيفا، فيما وصل جزء ثان الى مستوطنات شمال الضفة الغربية في نابلس وسلفيت وقلقيلية، وسقط أكثر من صاروخ قرب مستوطنات غرب سلفيت مثل مستوطنات أرئيل وبروخيم، فيما سقطت صواريخ بالقرب من بلدة ديرستيا التي تقع شمال مدينة سلفيت، وقد بلغت المسافة التي قطعتها الصواريخ أكثر من مئة كيلو متر...
ووثقت المشاهد لحظة سقوط صاروخ قرب مستوطنة بمحيط منطقة «بئر أبو عمار» شمال بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت بالضفة الغربية. فيما سقط أحد الصواريخ قرب مستوطنة بروخيم بين بلدتي كفر الديك وبروقين غرب المدينة. ووثق المشاهد صعود دخان بعد انفجار ضخم داخل مستوطنة «رحاليم» المحاذية لبلدة قبلان ويتما جنوب شرق نابلس. وسقط صاروخ رابع في منطقه «عيون كرنيه شمرون» المقامه على أراضي بلدة عزون قضاء مدينة قلقيلية. واعتبر محللون صهاينة أن ضرب حزب الله لمستوطنات الضفة وإصابتها يعد مفاجأة غير متوقعة وخارج الحسابات.
وأدى سقوط صواريخ في الجليل الى إصابة اسرائيلي. وأعلن إعلام اسرائيلي احتراق مصنع في الجليل جرّاء اصابته بشكل مباشر بصاروخ أطلق من لبنان، كما أفيد عن إصابة مبنى بشكل مباشر في غفعات أفني في الجليل الأسفل بصاروخ أطلق من لبنان. واعلن حزب الله أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ.
الهجوم البري؟
من جهتها ذكرت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية، أن قوات الاحتلال تخطط لشن هجوم بري في لبنان، وإقامة منطقة عازلة، لإبعاد عناصر حزب الله عن الحدود». ونقلت المجلة عن مصادر عسكرية لم تسمها، قولها إن «الخطة الإسرائيلية تتضمن احتلال منطقة بعمق بضعة أميال من الأراضي شمال الحدود، وتحويلها إلى منطقة عازلة». وأكدت المصادر أن «خطط الاجتياح البري جاهزة، لكن إسرائيل لا تملك القوات اللازمة لشن هذا الهجوم حالياً. وأشارت المصادر إلى مطالبات داخل دوائر صنع القرار الإسرائيلية بتوجيه ضربات أقوى لحزب الله، بينما يطالب آخرون على رأسهم وزير الدفاع يوآف غالانت بالتأني، وقد جيش الاحتلال على خطط عملياتيّة برفع مستوى العدوان على لبنان تدريجيا، فيما حذّرت واشنطن في رسائل بعثت بها إلى تل أبيب، من الوصول الى الحرب الشاملة، وقد حذر البنتاغون مساء امس من خروج الامور عن السيطرة.
استهداف الدولة والجيش!
وبينما زعم التقرير أن استهدافات الجيش الإسرائيلي، تركّز حصراً على حزب الله ، نقلت المجلة عن مسؤول أمنيّ اسرائيلي قوله، ان «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة» في إشارة إلى أن دائرة الاستهداف الإسرائيلية قد تصيب كذلك أهدافا أخرى، كأصول للدولة أو الجيش اللبنانييْن.
الاستعداد للحرب الشاملة
ووفق مصدر اسرائيلي رفيع المستوى، ثمة اجماع واسع على الاستعداد لمخاطر متزايدة في لبنان، حتى لو كان ذلك يعني الانزلاق إلى الحرب الشاملة. وفي ما يتعلّق فيما إذا كان التوصّل إلى اتفاق وحل ديبلوماسيّ من شأنه أن ينهي التصعيد الحالي قال المسؤول نفسه، إن «القطار يسير بكل قوته على الطريق العسكريّ. وشدّد المصدر ذاته على أنه «في الوقت الحاليّ، لا يوجد إمكان للتوقّف والتوصل إلى تسوية مع حزب الله». وذكر تقرير القناة 12 أن المناقشات بشأن المواجهات مع حزب الله، والعدوان الإسرائيلي في لبنان، قد شهدت «آراء تدعو إلى اتخاذ إجراءات واسعة النطاق، وهناك أصوات تؤيد الاجتياح البريّ، إلى جانب الضربات الجوية في منطقة الضاحية الجنوبية.
حرب متدحرجة
وفي هذا السياق، عنونت صحيفة «يديعوت احرنوت» بخط عريض باللون الأحمر اشارت فيه الى ان اسرائيل انتقلت من الدفاع الى الهجوم ونقلت عن مصادر عسكرية قولها ان المواجهة الآن تدور ضمن إدارة حرب للحظات معينة مع هجمات عنيفة، ومن ثم تقييم الوضع من جديد بعد كل مرحلة ومرحلة، وسط محاولة حشد الغطاء الديبلوماسي في العالم تحت لافتة: «حرب دفاعية». وتنقل الصحيفة عن مصادر أمنية قولها «نستعد لأيام دراماتيكية بعد ان أدخلت مئات صواريخ حزب الله مليون إسرائيلي دائرة الاستهداف.
من جهتها اشارت صحيفة «معاريف» الى ان إسرائيل تتحضر لحرب كبيرة، وعليها المبادرة ومضاعفة ضرباتها الاستباقية، لان تهديد حزب الله وجودي، ما يستدعي «انتصاراً ماحقاً». وبرأيها فان إسرائيل امام مفترق طرق تاريخي، كما هي الحال عشية الحرب العالمية الثانية عام 1939. وهذا ما يراه المحلل العسكري البارز رون بن يشاي، الذي يرى أن إسرائيل تحتاج الى حرب شاملة ستكون طويلة ومكلفة.
التحذير من التورط
في المقابل، رأى المحلل السياسي البارز في القناة العبرية 13 رافيف دروكر، ان الضربات في لبنان، حسب صنّاع القرار في إسرائيل، لا تحقق الحسم، ولا تزيل التهديد، محذرا من ان»احتمال التورّط هنا عظيم». وهذا ما يؤكده الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب عوفر شيلح، الذي أصيب بجراح صعبة في حرب لبنان الأولى، وقال للإذاعة العبرية، إن الرهان على القوة فقط لن يسعف إسرائيل. ويرى شيلح أن إسرائيل تستطيع بلوغ نهر الليطاني، ولكن السؤال هو ما الجدوى؟ فحزب الله يملك صواريخ يطلقها من شمال لبنان، ولذا، حسب هذا المنطق، ينبغي احتلال بيروت، وبالتالي العودة إلى حرب مرّة خبرناها. وأشك أننا قادرون على ذلك. وقال ان إسرائيل قامت في الأسبوع الأخير، بخطوات مباغتة تم الاحتياط بها لحرب كبرى وبذلك تبدد قدرات هامة، فحرب لبنان الثانية بدأت بهجمات جوية ناجحة، وما لبثنا أن تورّطنا في قتال قاس.
الحرب النفسية
وفي حين تلقّت مكاتب وزراء الثقافة القاضي محمّد وسام المرتضى والإعلام زياد المكاري والاقتصاد امين سلام اتصالات، تدعو الى اخلاء المباني الوزارية ، كشف المدير العام لهيئة «أوجيرو» عماد كريدية أنّ لبنان تلقى أكثر من 80 ألف محاولة اتصال يشتبه في أنها إسرائيلية امس الاثنين، تطلب من الناس الإخلاء. ووصف كريدية ما حدث بأنه «حرب نفسية لإثارة الذعر والفوضى.
اقفال المدارس
وعلى خلفية التدهور الامني والعسكري، اصدر وزير التربية عباس الحلبي قرارا باقفال المدارس ومؤسسات التعليم العالي والمعاهد الفنية والتقنية اليوم، فيما يبحث في بدائل ومنها التدريس اونلاين. كما صدر عن منسق اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الاب يوسف نصر بيان اعلن الالتزام بقرار الوزير، على ان يصار إلى مزيد من المشاورات لاتخاذ القرار المناسب في ضوء المستجدات الأمنية. كما اعلن وزير الصحة اقفال الحضانات اليوم على كل الأراضي اللبنانية.
الجهوزية في القطاع الصحي
وشدد الوزير الأبيض على ضرورة محافظة القطاع الصحي على جهوزيته في حال استمر تمادي عدوان، فاشار إلى أن وزارة الصحة العامة قامت بالتواصل مع العديد من البلدان الشقيقة والصديقة التي أبدت الاستعداد للتعاون مع لبنان ودعمه في هذه المحنة، ولفت في هذا السياق الى أن الأرقام التي تسجل هي أرقام غير مسبوقة، حيث إن عدد الجرحى في حرب تموز بلغ عشرة آلاف جريح في حين أن عدد الجرحى في خلال اقل من اسبوع خلال الأيام الأخيرة قارب خمسة آلاف جريح، وهو ما يظهر التوحش والعدوانية اللذين يتصرف بهما العدو الصهيوني.
"اللواء":
استكملت اسرائيل عدوانها الواسع على لبنان وعلى مراكز حزب لله، والتي بدأته الثلاثاء الماضي. وسجل يوم امس يوماً موصوفاً بالحرب من الجنوب الى البقاع، وكانت المحطة الفاشلة في محلة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، حيث شنت غارة بـستة صواريخ لإستهداف قائد عسكري في حزب لله، في خضم المواجهة الجوية والصاروخية التي قالت اسرائيل انها استهدفت 1200 هدف لحزب لله، في حين ان قصف حزب لله تخطى يافا الى عكا وصفد وتل ابيب الكبرى، في اضخم عملية مواجهة منذ اندلاع جبهة المساندة اللبنانية لغزة والشعب الفلسطيني.
منذ ساعات ما بعد العاشرة من صباح امس، والوضع في الجنوب الى البقاع يتحرك بين قصف اسرائيل لم يبقَ وادٍ او قرية او مستشفى او مركز اسعاف صحي، الا واستهدفه الطيران والقصف المدفعي، مما ادى الى نزوح سكان الجنوب في محافظتي الجنوب والنبطية، الامر الذي تسبب بسقوط مئات الشهداء والجرحى.
وقدرت المصادر الصحية عدد الشهداء بـ492 والجرحى بـ1645 جريحاً، بينهم 24 طفلاً و42 سيدة وفضلاً عن عشرات المفقودين.
على ان الاخطر كان فشل عملية اغتيال قيادي عسكري كبير في حزب لله، بعدما كانت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية سارعت الى الاعلان عن ان المستهدف هو علي كركي قائد الجبهة الجنوبية في حزب لله، عند السابعة من مساء امس.
واكد حزب الله في بيان بعد ساعتين ونصف من اعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي انه استهدف قائد المنطقة الجنوبية في الحزب علي كركي ان «المجاهد القائد الحاج علي كركي بخير وبكامل صحيته وعافيته، وقد انتقل الى مكان آمن.
هستيريا دولة الاحتلال
شهد يوم امس هيستيريا اسرائيلية بالغة الخطورة بتنفيذ العدو عدواناً جوياً واسعاً منذ الصباح الباكر وحتى المساء على عشرات القرى والبلدات في الجنوب بكل اقضيته والبقاع الغربي والشرقي والشمالي وصولا الى اقضية جبيل وكسروان وعكار. ومساء الى بئر العبد في الضاحية الجنوبية بحيث بلغت الغارات 1100 غارة. ادت الى استشهاد اكثر من 492 مدنيا وابيدت عائلات بأكملها، واصابة اكثرمن الف بجروح عدا الاضرار المادية الكبيرة في الابينة والممتلكات والبنى التحتية. ولم توفر غارات العدو النازحين الهاربين من الجنوب تجاه صيدا وبيروت ومناطق اخرى حيث تم اقفال طريق صور القاسمية نتيجة الغارات. كما لم توفر سيارات الاسعاف. من دون ان يرف جفن اي دولة في العالم، وحيث اعلنت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة: «اننا ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولكننا لا نريد اندلاع حرب في لبنان».
واستهدف عند الغروب منطقة بئر العبد وحي ماضي بالضاحية الجنوبية. وشن العدو مساء، غارتين متتاليتين على اطراف بلدة اكروم في عكار بأقصى الشمال قرب الحدود السورية.
واعلن مركز طوارئ وزارة الصحة» في تحديث لحصيلة غارات الجيش الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية، ان هذه الغارات أدت إلى492 شهيدا و1645جريحا، ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون.
وردت المقاومة بوابل من الصواريخ على مدينة حيفا ومحيطها مستهدفة اهدافاً عسكرية، وقالت وسائل اعلام العدوان إن 300 ألف مستوطن اسرائيلي دخلوا الملاجئ، حيث وردت أنباء أولية عن سقوط عدد من الصواريخ في مدينة حيفا. كما استهدفت المقاومة مراكز قيادية لجيش الاحتلال في الجولان والجليل الاعلى والاسفل وصولا الى صفد وطبريا..
وقصفت المقاومة الإسلامية بعشرات الصواريخ مناطق: تل ابيب الكبرى وصولا الى شمال الضفة الغربية للمرة الاولى من لبنان منذ بداية الحرب. والمخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة «نيمرا». واعادوا قصفها مرة اخرى.و مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في «ثكنة يوآف».ومقر قيادة الفيلق الشمالي في «قاعدة عين زيتيم». ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة «رفائيل في منطقة زوفولون» شمال مدينة حيفا واعادوا قصفها مرة ثانية بعشرات الصواريخ. كما قصفت المقاومة «قاعدة ومطار رامات ديفيد» بعشرات الصواريخ.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن رشقة صاروخية بعيدة المدى من 120صاروخاً اتجهت من لبنان تجاه الوسط. وأضافت: أن حزب الله يوسع مدى القصف إلى 150 كلم. وبحسب وسائل إعلام عبرية، سقطت صواريخ في منطقة «عمانوئيل» الصناعية في منطقة مستوطنات الضفة. كما افادت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في موقع للجيش الإسرائيلي قرب سلفيت بالضفة الغربية. كما افادت وسائل اعلام عبرية مساءً عن سقوط صاروخ بين «كريات بياليك» وعكا.
وتم إغلاق المجال الجوي للكيان الإسرائيلي من الخضيرة إلى حدود الشمال حتى نهاية أيلول، لإعطاء حرية الحركة الجوية للطيران الحربي، ما يدل على نيته الاستمرار في المجازر.ونقل موقع «واللا» العبري عن قادة كبار بجيش الاحتلال الإسرائيلي: اننا مستعدون لمناورات برية في لبنان.
وعند غروب أمس شن العدو محاولة اغتيال جديدة في الضاحية الجنوبية، حيث اغار طيرانه على شقة مبنى في منطقة بئر العبد – حي ماضي قرب مسجد الامام الرضى بالضاحية الجنوبية وافاد إعلام العدو ان 6 صواريخ استهدفت مبنى في حي ماضي في الضاحية الجنوبية، ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصادر: «ان هدف الهجوم في ضاحية بيروت هو القيادي في حزب الله علي كركي المسؤول العسكري رقم 3 المسؤول عن جبهة الجنوب في حزب الله».ولكن حزب الله اعلن فشل محاولة الاغتيال.
ونقلت القناة 12 عن مصدر سياسي إسرائيلي تبريره للمجازر بقوله: «أن هدفنا تغيير ميزان القوى بالشمال وإجبار حزب الله على الانسحاب من الحدود»،وذكرت قناة «سكاي نيوز عربية»: أن وفداً أمنياً وعسكرياً فرنسياً نقل إلى بيروت رسالة إسرائيلية «بأن تل أبيب لا ترغب في الحرب». بينما ردت المقاومة الاسلامية بقصف واسع لتل ابيب الكبرى وقواعد عسكرية اسرائيلية.. وقد اعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة طوارئ خاصة في جميع أنحاء الكيان الإسرائيلي.
وقال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو: «ان حرب إسرائيل ليست مع الشعب اللبناني بل مع حزب الله، وعلى الشعب اللبناني أخذ إنذاراتنا على محمل الجد والخروج من البيوت والابتعاد عن مواطن الأذى». فيما قال وزير الحرب يوآف غالانت: «اننا نقوم بهدم ما تم بناؤه في حزب الله منذ 20 عاماً».
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية سام ووربيرغ : ما زالت الجهود مستمرّة لخفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله خصوصاً خلال هذه الساعات الخطيرة.
وطلب وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن إخلاء الأميركيين من لبنان بأسرع وقت ممكن، لا سيما بعد تجدد الغارات مساء على الجنوب والبقاع.
واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي ان قواته تستعد للمراحل التالية من عمليتها في لبنان، بعد شن موجة من الضربات الجوية ضد اهداف لحزب الله.
وقال: في الاساس نستهدف البنى التحتية القتالية التي اسسها حزب الله خلال 20 عاماً.
واعلنت حركة حماس انها قصفت الكرمل وسجن وفيشر بـ40 صاروخاً من الاراضي اللبنانية.
وفي الموقف الرسمي، اعتبر الرئيس ميقاتي خلال الجلسة ان «العدوان المتمادي على لبنان حرب ابادة ومخطط تدميري»، داعياً الامم المتحدة ومجلس الامن للوقوف مع الحق، مؤكداً الالتزام بالقرار 1701.
مجلس الوزراء
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الذي يتوقف عند التطورات الأخيرة والإعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان،سيعرض كل الإمكانات المتاحة لمد النازحين من الجنوب والبقاع، كما أن هناك مناقشات ستدور حول الوسائل التي يمكن اللجوء إليها من أجل وقف الحرب العدوانية التي يشنها العدو الأسرائيلي،فضلا عن تكليف الوزارات والمعنيين من أجل الأحاطة بهذه التطورات الخطيرة.
ولفتت هذه المصادر إلى أن سلسلة إجراءات يفترض اتخاذها منها صرف اعتمادات، داعياً التجار واصحاب المحلات الى عدم استغلال الوضع وتخزين المواد لبيعها بأسعار مرتفعة.
اما بالنسبة إلى إعلان حالة الطوارىء في البلاد، فإن المصادر ترى ان اعلانا كهذا ربما مناط بالمجلس الأعلى للدفاع أو مجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس الجمهورية وان الحكومة تحاول اتخاذ خطوات معينة قريبة من هذه الحالة، على أن العبارة قد تدفع المواطنين إلى إظهار المزيد من الخوف، علما ان خطة الطوارىء الموضوعة لا تزال سارية وإن كانت هناك بعض الشوائب.
وقال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان الاعداد التي نزحت من الجنوب قارب الـ6500 شخصاً، موضحاً ان الطرق المتجهة من الجنوب الى بيروت تشهد زحمة، والطرق غير جاهزة لاستيعاب الضغط الكبير.
لودريان يبدأ مهمته من اليرزة
وزار لودريان برفقة السفير الفرنسي هارفيه ماغرو قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث في الاوضاع العامة لبنان، واشار لودريان بدور الجيش خلال المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، مؤكداً استمرار دعمه.
وكان لودريان وصل مساء الى مطار رفيق الحريري، على ان يلتقي عند العاشرة من صباح أمس الرئيس نجيب ميقاتي، والرئيس نبيه بري عند العاشرة والنصف من مقر الرئاسة الثانية.
فيما يصل الى بيروت غداً موفودون دوليون من تركيا وقطر، وفرنسا للمساعدة في احتواء التصعيد، اعلنت السفارة السعودية في لبنان الغاء حفل استقبال اليوم اليوم الوطني السعودي الـ94، وذلك احتراماً لأرواح الضحايا المدنيين في لبنان وغزة، وتقديراً للظروف الامنية التي يمر بها لبنان، وما تشهده المناطق اللبنانية تصعيد خطير.
الموقف الأميركي
دولياً، اعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن قلقه مما يجري.
وكشف الرئيس الاميركي جو بايدن ان واشنطن تبذل جهداً لاحتواء التصعيد، في حين ان البيت الابيض نفى شراكته بالتخطيط للهجوم، لكن البنتاغون تحدث عن تزويد اسرائيل بما تحتاجه للدفاع عن امنها.
وقال مسؤول اميركي ان القوات الاضافية التي سترسل للمنطقة متخصصة في التخطيط للطوارئ بما فيها عمليات الاجلاء.
وكانت هيئة البث الاسرائيلية ذكرت ان تل ابيب ابلغت واشنطن بالهجوم الواسع على لبنان وتلقت الضوء الاخضر.
عربياً، دعا الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط العالم الى وقف الانزلاق الكارثي في الحرب الاقليمية.
ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى عقد اجتماع طارئ لرؤساء الوفود العربية في الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل العمل على «وقف سلوك» اسرائيل الاجرامي، .. كاشفاً عن المضي بتقديم المساعدات للبنان.
واعلن وزير خارجية فرنسا ان بلاده ستسعى الى «احتواء التصعيد» في لبنان.
ودعت فرنسا مجلس الامن لجلسة طارئة حول التصعيد بين اسرائيل ولبنان.
الخسائر
وفي الخسائر المباشرة، ادى القصف على منزل مقدم متقاعد في الجيش الى استشهاده مع زوجته وبناته الثلاث، في استهداف منزلهم في الحوش قرب صور.
كما استهدف القصف الاسرائيلي الشيخ في الجماعة حسين النادر في جديدة مرجعيون.
في الشمال الاسرائيلي، بقيت صفارات الانذار تدوي بدءاً من ظهر امس في حيفا والمدن القربية منها، بعد الردّ المدوي على ما اسماه هيلفي عملية «سهام الشمال».
وكان حزب الله رد على الغارات الاسرائيلية وأطلق نحو عشرات الصواريخ من الجنوب باتجاه صفد ومحيطها.كما سجّل هجوم بالصواريخ والمسيّرات من جنوب لبنان باتجاه الجليل.وأدى سقوط صواريخ في الجليل الى إصابة اسرائيلي.وأعلن إعلام اسرائيلي احتراق مصنع في الجليل جرّاء اصابته بشكل مباشر بصاروخ أطلق من لبنان.
كما أفيد عن إصابة مبنى بشكل مباشر في غفعات أفني في الجليل الأسفل بصاروخ أطلق من لبنان.
واعلن حزب الله أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ.
وليلاً، استمرت الغارات الاسرائيلية على بلدات ومدن الجنوب والبقاع الغربي والشمال والاوسط.
"الأنباء" الالكترونية":
يومٌ دموي شهده لبنان بعد أن بدأ العدو مرحلة جديدة وخطيرة من الحرب، صباح أمس، عبر شنّ مئات الغارات على القرى اللبنانية موسعاً نطاق استهدافاته إلى ما بعد الليطاني، ليطال صاروخ إسرائيلي مدينة جبيل في منطقة غير مأهولة، وغيرها من المناطق التي تعرّضت لسلسلة عنيفة من الغارات المعادية، مخلّفةً مئات الشهداء وآلاف الجرحى، في حصيلة غير مسبوقة منذ بداية العدوان. إلى ذلك، قصفَ العدو مرّة جديدة الضاحية الجنوبية بستة صواريخ، مستهدفاً القائد العسكري في حزب الله علي كركي، الذي نجا من الاستهداف، وفقاً لبيان الحزب، فيما سقطَ عدد من الجرحى المدنيين.
"دخلنا الحرب الشاملة وأخشى من سيناريو غزة في لبنان"، كما قال الرئيس وليد جنبلاط، لافتاً إلى أنَّنا مستعدون لاستقبال النازحين ونجهّز إمكانياتنا المتواضعة مع الدولة وأتمنى مع الدول العربي أن تدعم الدولة اللبنانية والمستشفيات والهيئات الرسمية في هذه المحنة الكبرى التي تلحق بكل الشعب اللبناني، داعياً للتسوية ولانتخاب رئيس في أسرع وقت ومضيفاً أننا "لا نملك خياراً، إلّا الصمود ولكن ليس الصمود من اجل الصمود، بل الصمود والتلاقي وطرح الأفكار والحوار الداخلي".
توازياً، لفتت مصادر أمنية إلى أنَّ "العدو الاسرائيلي في ممارساته الوحشية ضد لبنان يهدف لرد اعتباره بعد الخيبات التي مني بها في غزة رغم ادعائه بتدميرها والقضاء على حماس وهو لا يزال منذ ما يقارب السنة يتعرض لمقاومة غير مسبوقة في غزة كما في الضفة الغربية".
المصادر أشارت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنه "تحت عنوان عودة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة وفي خرق مكشوف للقرار 1701 اتخذ من توازن القوة الذي شكله حزب الله طيلة الأشهر الـ 11 الماضية ذريعة لممارسة نهجه التدمري، فالعدو أصاب أكثر من 4000 آلاف شخص يوم الثلاثاء الفائت في الهجوم السيبراني على أجهزة البيجر التي يمتلكها حزب الله، ثم عاد واستأنف هجومه على أجهزة اللاسلكي يوم الاربعاء الذي يليه، ليعود يوم الجمعة فيستكمل عدوانه الخبيث باستهداف الضاحية الجنوبية واغتيال قائد قوة الرضوان ابراهيم عقيل وعدد من معاونيه، مع استمرار الغارات المتلاحقة طوال الايام الماضية حاصدة مئات الشهداء والجرحى ومخلفة أضراراً جسيمة تقدر بملايين الدولارات.
بدوره، أشار النائب الياس جرادي في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن هذا السيناريو كان متوقعاً، وما يشهده لبنان من حرب تصعيدية بمباركة دولية الهدف منها هو الاخضاع، مؤكداً أن المقاومة ما زالت على جهوزيتها والقرار ما زال للميدان لأنها لحظة الحسم.
جرادي لفت إلى أنَّ الاجرام الإسرائيلي يأتي من ضمن الضغوطات التي تمارَس من قبله لترهيب الأهالي، وسقوط القتلى والجرحى بما يعكس ذلك من عبء مادي وعبء نزوح قد ترتفع وتيرته في الايام القادمة، متوقعاً أن يستمر الضغط العسكري وان تستمر الغارات على الجنوب والبقاع، مستبعداً الاجتياح البري.
من جهته، لفت عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أننا نحاول ما استطعنا في الجبل للتحضير على قدر الإمكانيات لتأمين مراكز لإيواء النازحين الجنوبين، وأن التركيز يتم على المدارس والثانويات، لأنه في إقليم الخروب ليس هناك شقق سكنية شاغرة بوجود النازحين السوريين.
وإذ أكّد عبدالله القيام بالجهد المطلوب عبر خلية الأزمة والقائمقام والجمعيات الانسانية منذ صباح الأمس، متوقعاً ارتفاع أعداد النازحين في الساعات المقبلة، مشدداً على أننا جاهزون كخلية أزمة ونتواصل مع الجهات الرسمية ورئيس الحكومة والجهات المعنية بالأزمة لتدارك هذا الأمر وتسهيل العمل لمساعدة الأهالي النازحين من الجنوب.
تزامناً وعلى وقع التصعيد، وصل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت للبحث في تخفيف العدوان الاسرائيلي على لبنان وإعادة تحريك الملف الرئاسي، وعلى جدول أعماله لقاءات سياسية ورسمية مكثفة.
بالمحصلة، لبنان على صفيح ساخن، والأيام المُقبلة ستكون أكثر خطورة ودقّة مع استفحال الجنون الإسرائيلي وارتفاع وتيرة التهديدات بحرب شاملة قد يفرضها العدو ما لم يتم التوصل إلى تسوية تُنقذ البلد من الأسوأ.
"البناء":
لا أحد في بيروت يصدّق الكلام الأميركي عن الحرص على منع التصعيد، بعدما تراجعت واشنطن عن نصيحتها لتل أبيب بالذهاب الى اتفاق في غزة ينهي الحرب وينجز تبادل الأسرى كطريق لإعادة المهجرين ووقف النار على جبهة لبنان، بإعلان الاستعداد لإدارة تفاوض يضمن وقفاً للنار وعودة المهجرين في جبهة لبنان دون غزة، بما يحقق ما يسعى إليه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
في لبنان قلوب مفطورة وحال ذهول والرقم يرتفع مع كل تحديث لوزارة الصحة حول أعداد الشهداء والجرحى، وقد بلغ منتصف ليل أمس، قرابة الـ 500 شهيد و1700 جريح، وتدفق آلاف المهجرين من القرى التي استهدفت بصواريخ ثقيلة نحو العاصمة وسائر المناطق اللبنانية، وفتحت المدارس لاستيعابهم وتنادى الناس يفتحون البيوت لاستقبال المهجّرين، بينما كانت الكلمات الصادرة عن هؤلاء المهجّرين تثلج القلوب عبر تمسّكهم بموقفهم المساند للمقاومة الواثق من العودة المشرّفة تحت رايات النصر، المتقبل للتضحيات من دمار المنازل وفقدان الأحبّة، أسوة بموقف المصابين في يوم تفجير البيجر وتفجير اللاسلكي.
وفق قراءة هادئة للمشهد، المقاومة بأعصاب فولاذية وعقل بارد تتعامل مع الحدث، وكما أصابت الاحتلال بالإحباط من فرص الاستثمار وتحقيق الضربة القاضية وفق التصميم الأميركي للعمليات السابقة، وضعت خريطة طريق لاستهداف العمق الاستراتيجي للشمال في حيفا، لشل القدرة العسكرية من جهة، ومضاعفة أعداد المهجّرين من جهة مقابلة، وقد بات واضحاً أن هدف المجازر هو التهجير للضغط على الداخل اللبناني بما يفتح الباب للمبادرة الأميركية بوساطة تقايض وقف النار وعودة المهجّرين على جبهة لبنان دون جبهة غزة، والاستفراد لفرض الشروط على غزة لاحقاً، والمقاومة واثقة أن الاحتلال بعد الفشل سوف يكون أمام خيارات محدودة، وهي المزيد من توسيع دائرة النار وصولاً إلى العاصمة وضاحيتها، ومعادلة المقاومة ثابتة، تل أبيب مقابل بيروت، والضاحية جزء من بيروت، أو المغامرة بحرب برية يضغط المستوطنون لخوضها بدلاً من تعريض العمق للنار، وينتظرها المقاومون بفارغ الصبر، أو الاستجابة لمعادلة المقاومة التي تخلّت عنها واشنطن، بالذهاب الى اتفاق مع المقاومة في غزة يُنهي الحرب حتى يتوقف إطلاق النار على جبهة لبنان ويعود المهجرون.
الحزب السوري القومي الاجتماعي اعتبر ما يجري حرب إبادة، واضعاً إياها في دائرة سعي الاحتلال لفرض شروطه، مؤكداً أن المقاومة لن تتراجع ولن تضعف وسوف ترسم طريق النصر حكماً.
وفي عدوان هو الأعنف على لبنان منذ فتح جبهة الإسناد الجنوبية، شن العدو الإسرائيلي عدواناً واسعاً طال الجنوب والبقاعين الغربي والأوسط والضاحية الجنوبية ما أدى الى استشهاد 492 وجرح 1654 في حصيلة حتى منتصف ليل أمس وغير نهائية، ما أدى الى موجة نزوح غير مسبوقة من قرى الجنوب والبقاع الى محافظات صيدا وبيروت وجبل لبنان والشمال التي فتحت أبواب مدراسها لإيواء النازحين، فيما ردّت المقاومة في لبنان بصليات كبيرة من الصواريخ هي الأعنف طالت مستوطنات الجليلين الغربي والأعلى والجولان ومدن صفد وطبريا وعكا وحيفا وصولاً الى شرق «تل أبيب» ما أدى الى سقوط عشرات القتلى الصهاينة.
واستهدف العدو الإسرائيلي بمئات الغارات عدداً كبيراً من القرى والبلدات، ومنها، القرعون ومجدل بلهيص، عيترون، مارون الراس، أطراف البيسارية، بين رومين ودير الزهراني، بافليه، بين عنقون ومغدوشة، حولا، مجدل سلم، السلطانية، بين حبوش وعربصاليم طورا، عيتا الشعب، برعشيت، حاريص، بين دير قانون والحلوسية، الخيام، جبشيت، بين أنصار والزرارية، كونين، بيت ياحون، جبل صافي، وادي كفرملكي، كفرحتى، وكفرصير، عدلون، حاريص، تول، برج الشمالي- المساكن، أطراف الغندورية مرتفعات سحمر، أطراف قناريت، بين جبشيت وعدشيت، بيت ليف، ميس الجبل، سهل عدلون، وادي النميرية، وادي حانين، معركة، خربة سلم، أطراف جباع، بليدا، حرش حداثا، رشاف، الطيري، طلوسة، مركبا، وادي الحجير، الطيبة، كفررمان، بنت جبيل. واستهدفت الغارات وادي فعرة في البقاع على بعد أكثر من 130 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية.
وشملت الغارات الإسرائيلية البقاع واستهدفت السفري وبدنايل وحوش الرافقة وبيت شاما والهرمل وخراج بلدة قوسايا وعلى الطريق غارة بين سحمر وسدّ القرعون وبوداي.
كما استهدف العدو بعض المباني في الضاحية الجنوبية في معوّض واوتوستراد السيد هادي نصرالله.
في المقابل ردّت المقاومة الإسلامية على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع، بسلسلة عمليات طالت مختلف المستوطنات والمواقع الصهيونية وجاءت على النحو التالي:
قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة روفائيل.
كما قصف مجاهدو المقاومة المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ مرتين.
كذلك قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف ومقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم وقاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات الصواريخ.
هذا، وقصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مُجمّعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا مرتين خلال النهار بعشرات الصواريخ.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، عن “أصوات انفجارات ضخمة سمعت في حيفا والكرمل إثر رشقة صاروخية كبيرة من لبنان”. بدورها، أعلنت كتائب القسام بأنها قصفت الكرمل وسجن الدامون ونيشر بـ40 صاروخاً من الأراضي اللبنانية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه لأول مرة صفارات الإنذار تدوّي في جميع أنحاء مدينة حيفا، ونحو 300 ألف إسرائيلي دخلوا إلى الملاجئ.
وتعليقًا على ادعاءات العدو الصهيوني باغتيال القائد المجاهد الحاج علي كركي، أكَّد حزب الله أنَّه بخير وفي كامل صحته وعافيته.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو من غرفة التحكم الرئيسيّة في وزارة حرب العدو في “تل ابيب” “أنه يتم القضاء على كبار المسؤولين في حزب الله وتدمير الصواريخ، وأن أمام “إسرائيل” أياماً معقدة”. وأضاف: “وعدت بأننا سنغير ميزان القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله، و”إسرائيل” لا تنتظر التهديد بل تسبقه”.
مساء أمس، أعلن جيش الاحتلال انه أطلق اسم “سهام الشمال” على العملية العسكرية في لبنان. ولفتت هيئة البث الإسرائيلية الى ان الجيش الإسرائيلي يشنّ موجة جديدة من الغارات الآن في لبنان، وهي الخامسة خلال اليوم (أمس).
بدورها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يقدر أن استهداف بيروت أو تل أبيب قد يؤدي إلى حرب شاملة.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين كبار، بأن “لن نتوقف قبل عودة السكان إلى منازلهم، وهذا سيستغرق بعض الوقت، و”إسرائيل” وحزب الله لم يظهرا بعد شيئاً من قدراتهما ونحن في حدث متدحرج”.
وفيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن “تل أبيب أبلغت واشنطن بالهجوم الواسع على لبنان وتلقت منها الضوء الأخضر”، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أننا “تلقينا إشارات من الإسرائيليين بشأن نيتهم شن عمليات ضد حزب الله لكنهم لم يقدّموا تفاصيل محددة”، لافتةً الى أن “الولايات المتحدة ليست ضالعة في التخطيط للعمليات الإسرائيلية أو دعمها”.
ولفتت الوزارة، الى أننا “نواصل توفير مساعدات أمنية لـ”إسرائيل” ومستعدون للدفاع عنها إن تعرضت لهجوم على غرار هجوم إيران في نيسان الماضي”، كاشفةً عن “إرسال قوات أميركية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط”.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه “يعمل على احتواء التصعيد في لبنان”، ولفت إلى أنه سيبحث مع رئيس الإمارات جهود إنهاء الحرب في غزة وسيبحثان الجهود المبذولة لتهدئة الوضع في لبنان.
أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة بأن الأمين العام انطونيو غوتيريس يشعر بالقلق إزاء تصعيد الوضع في لبنان وبقلق بالغ إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين أعلنت السلطات اللبنانية عنهم.
ولاقى العدوان الإسرائيلي على لبنان، حملة إدانة محلية ودولية واسعة، إذ عبّر آية الله العظمى المرجع السيد علي السيستاني عن تضامنه مع الشعب اللبناني ومواساته له في معاناته الكبيرة جراء العدوان “الاسرائيلي” على لبنان، رافعًا أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير بأن يرعى اللبنانيين ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار. وطالب السيد السيستاني ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجيّ المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمّرة، ودعا المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية.
ورأى الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أن “هذا الإجرام الموصوف بحق الآمنين، يثبت بالدليل القاطع، أن كيان الاغتصاب الصهيوني، يرتكب عن سبق إجرام، جرائم ضد الإنسانية، وذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع، في وقت، لا يحرّك هذا العالم ساكناً تجاه هذه الجرائم، لا بل إن حلفاء الكيان الغاصب، وفي مقدّمهم الولايات المتحدة الأميركية، يقفون الى جانب العدو ويوفرون له كل أسلحة القتل الفتاكة”.
وأضاف: لقد بات واضحاً أن العدو الصهيوني الذي يشنّ منذ عام، حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، يتعمّد توسيع هذه الحرب باتجاه لبنان، ظناً منه بأنه يستطيع أن يفرض معادلاته وشروطه، لكن هذا الظنّ خائب، خصوصاً أن المقاومة في لبنان بكل قواها، أعدّت العدة جيداً لمواجهة العدو، ولسنوات طويلة وطويلة جداً.
ولفت الى أن على العدو أن يفهم جيداً بأن آلة الإجرام والدمار التي يمتلكها لن تحقق له أهدافه، وأن جرائمه الوحشية لن تمر دون عقاب، وعلى قادة العدو أن يتذكّروا جيداً هزائمهم، أمام إصرار المقاومين على السير في خيار مقاومة الاحتلال منذ عملية الويمبي 1982 إلى اليوم.
وأعلن التيار الوطني الحر وضع كل إمكاناته “بتصرف أهلنا المهجرين من أرضهم في الجنوب، كما يدعو جميع اللبنانيين الى إظهار أعلى درجات الوعي والمسؤولية والتضامن لمواجهة حملة التخويف والترهيب والتفرقة والتفتيت التي ينفذها العدو الإسرائيلي”.
وتوجّه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى برسالة إلى أبناء الجبل طلب فيها “فتح المنازل أمام أبناء الجنوب”.
بدوره، أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، في حديث تلفزيوني الى أنني “لست أدري إذا ما كان الوضع سيأخذنا إلى الحرب البريّة لكنّنا دخلنا في الحرب الشاملة وأخشى سيناريو غزّة في لبنان بسبب العقليّة التي تسود الإسرائيليين”. ولفت جنبلاط، الى أننا “نحن لم نعط ذرائع لـ”إسرائيل” لشنّ الحرب لأنّنا احترمنا قواعد الإشتباك وزيارة هوكشتاين كانت بمثابة عمليّة تخدير تصبّ في مصلحة “إٍسرائيل””، مؤكداً أن “الإدارة الأميركيّة شريكة في جرائم “إسرائيل” وهي لم تفعل شيئاً حتّى الآن والجنوب رأى في حزب الله في حرب الـ2006 سنداً لكنّ تلك المعادلة قديمة”.
ورأى أنه “علينا بالتعامل مع بري وميقاتي ومع المعتدلين لصياغة حلّ واقترحنا ذلك على هوكشتاين الذي ردّ بأنّ على الحزب التراجع من الجنوب. وهذا الكلام يعني سلب الجنوب من أهله”، مضيفاً “الـ1701 لم يكن ليطبّق إلّا بالتراضي بين الدولة اللبنانيّة وحزب الله و”إسرائيل”».
في غضون ذلك، وعلى وقع العدوان الإسرائيلي على لبنان، وصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أمس، الى مطار بيروت الدولي على أن يلتقي المرجعيات السياسية اليوم.
"الشرق":
بقرار اسرائيلي متغطرس، اشتعل لبنان منذ الصباح الباكر امس حيث بدء جيش العدو سلسلة هجمات واسعة النطاق من جنوبه إلى شرقه، اسفرت عن سقوط ما يقارب الثلاثمائة شهيد واكثر من الف جريح، واعلن الجيش الإسرائيلي إنه أصاب نحو 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع منذ صباح امس.
وفي المستجدات الميدانية، وفي حدث غير مسبوق، سقط صباحا صاروخ إسرائيلي في بلدة علمات قضاء جبيل في منطقة جبلية غير مأهولة معروفة بمنطقة الورديات تقع في اللقلوق وآخر في ميروبا، وقد توجّهت إلى المكان القوى العسكرية والأمنية، فيما لم يُفَد عن سقوط إصابات أو أضرار جرّاء هذا الصاروخ. كما استهدفت غارة إسرائيلية عصرا جرود قرطبا في جبيل.
ومساء، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على مبنى في حي ماضي في الضاحية الجنوبية،وترددت معلومات عن عملية اغتيال لاحد القياديين في المقاومة استهدفتها الغارة.
سبق ذلك، سماع دوي في أرجاء البقاع تبين أن الصواريخ المسخدمة ذات قدرة تدميرة عالية. وهزّت أصوات عنيفة أرجاء جنوب لبنان والبقاع وجرود الهرمل، كما شهدت منطقة الزهراني غارات عنيفة آخرها على بلدات الغازية، مغدوشة وقناريت والمنطقة بين عنقون ومغدوشة، بالإضافة إلى غارة على وادي طنبوريت. وتعرضت قرى عدة من قضاء صور والساحل البحري لغارات متواصلة وشهدت المنطقة نزوحًا كثيفًا في اتجاه بيروت.
وشنت اسرائيل سلسلة غارات عنيفة طالت بلدات حولا وبلاط وبني حيان والجميجمة والشهابية وحاريص وخربة سلم، بالاضافة الى المنطقة بين طورا والعباسية واطراف طرفلسية وبدياس وطورا ومعروب، وكذلك اطراف البيسارية وعلى كوثرية السياد والنميرية واطراف قناريت. واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة الشعيتية مستهدفاً منزلا من طبقتين دمر بالكامل.
كذلك، استهدفت الغارت الاسرائيلية الاحراج المحيطة ببصليا في جزين. وشن الطيران الحربي سلسلة غارات استهدفت مفترق القليلة، المعليا والمالكية وادي عين بعال ووادي جيلو. بالاضافة الى بلدات قضاء مرجعيون: سهل مرجعيون والخيام والطيبة والعديسة وطلوسة. ونفذت غارات جوية استهدفت المناطق الواقعة بين بلدتي انصار – الزرارية، وعبا – جبشيت، طريق تول – الكفور، اطراف كوثرية السياد -الشرقية، اطراف رومين – عزة ودير الزهراني، اطراف حومين الفوقا، منطقة تول بجانب مستشفى الشيخ راغب حرب، وأيضاً مرتفعات اقليم التفاح وجبل الريحان. كما تعرضت بلدات عيترون وعيتا الشعب لغارات جوية عنيفة. كما سقط صاروخان في بلدة الخيام.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بركة الجبور في منطقة جزين. كما أغار على بلدة كفرحتى واستهدف مبنيين سكنيين في بلدات البابلية والصرفند واشارت المعلومات الى وقوع اصابات حيث هرعت فرق الدفاع المدني والاسعاف. كما أغار على مبنى في بلدة طيردبا، واستهدف منزلاً في وادي جيلو، كما اغار على المجادل الشعيتية، وبلدة العباسية قضاء صور. واصيبت سيارة اسعاف تابعة لكشافة الرسالة الاسلامية في بلدة حاريص، وقد نجا طاقمها.
الى ذلك، تعرضت طريق حبوش – عربصاليم لغارة جوية قبل جسر الست زبيدة بأقل من 500 متر، وأدت الى احتراق سيارة وأضرار كبيرة في المباني والمحال التجارية. وأغار الطيران الحربي أيضاً على التلال المقابلة لبلدة طيرفلسيه وعلى أطراف بلدة البرغلية في البساتين على الساحل البحري.
كذلك، أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على منشأة فرحات الصناعية وسط منطقة تول ودمّرتها. وأفيد عن إصابات. وأغار الطيران الحربي على منزل في بلدة برج رحال ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى والحاق اضرار جسيمة بالمنزل. وأدت الغارة على بلدة الخرايب إلى قطع الطريق، ودمرت أكثر من مبنى ودمرت سيارات عدة، مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي منزلاً يضم 7 أشخاص في باريش، ما أدّى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم أطفال.
واستهدف الطيران الحربي منزلا بين مشغرة وعين التينة، كما دمرت مؤسسة السجاد في سحمر بعد استهدافها بعدة صواريخ.
وفي سياق متصل، طلبت اليونيفيل من جميع موظفيها المدنيين ان يخرجوا مع عائلاتهم الى مناطق آمنة شمال نهر الليطاني.
وقد شهدت المناطق الجنوبية حركة نزوح كثيفة باتجاه مناطق يظنونها اكثر امنا،في الجبل والعاصمة حيث توزعت مئات العائلات على المدارس الرسمية ولدى اقرباء واصدقاء.
كما تعرضت بلدة النميرية لغارة جوية اسرائيلية، دمر بنتيجتها منزل وافيد ان عائلة بأكملها قضت فيه. واستهدفت غارة منزلا في بلدة ارنون وتسببت بوقوع شهداء، كذلك تعرضت بلدة الدوير لعدد من الغارات اوقعت اصابات فيها، كما افيد بوقوع اصابات في بلدة يحمر الشقيف جراء الغارات الاسرائيلية التي استهدفتها. كما حوّل القصف الإسرائيلي بلدة حومين إلى رماد،وسجلت غارات على بلدات عدلون وكفرحتى وعزة وعلى الحرج في جديدة مرجعيون والمنطقة الواقعة بين العديسة ورب ثلاثين وسط بلدة دبين – مرجعيون، ونفذت الطائرات الحربية قرابة الخامسة والثلث من بعد الظهر عدوانا على سلسلة غارات مستهدفة بلدات الدوير، حاروف وجبشيت، كما استهدفت البساتين في محلة القاسمية والدوير ومنزلا في عين بعال – قضاء صور، واستهدفت 4 غارات بعد الظهر منطقة بريتال البقاعية، واخرى بلدة زلايا في البقاع الغربي. وتم قصف الطريق الدولية ما بين طليا وسرعين والنبي شيت. واستهدفت غارة بلدة الخضر في بعلبك وشنت 3 غارات على بدنايل،واخرى على المنطقة الواقعة بين حور تعلا والخضر.وافيد لاحقا عن سقوط قتيل و5 جرحى مدنيين في الغارة التي استهدفت بلدة الخضر في البقاع،واستهدف الطيران الحربي تلال حرزتا قضاء زحلة، وسجل غارتان على محيط مدينة الهرمل.
وأدت الغارات على جرود الهرمل إلى استشهاد شخص وإصابة ستة أشخاص بجروح، من بينهم إثنان في العناية المركزة. كما أدّت الغارة على بلدة عيترون إلى إصابة أحد عشر شخصا بجروح من بينهم حالة في العناية الفائقة وستة احتاجوا الدخول إلى المستشفى وأربعة عولجوا في الطوارئ. كذلك أسفرت الغارة على بلدة عيناتا عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم حالتان استدعتا الدخول إلى المستشفى وحالة عولجت في الطوارىء. وأدت الغارة على بلدة تفاحتا إلى إصابة شخص بجروح طفيفة، وعلى المالكية وجبال البطم والمناطق المحيطة إلى إصابة ثلاثة عشر شخصا بجروح طفيفة جدا. وذلك بحسب بيانات مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.
وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، عن «سقوط ٣٥٦ شهيدا وجرح ١٢٤٦ جراء الغارات الإسرائيلية المعادية اليوم»، لافتا الى أن «الغارات المعادية استهدفت المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف».
في المقابل، ردّت المقاومة الاسلامية على الغارات الاسرائيلية مطلقا نحو 25 صاروخا من لبنان باتجاه صفد ومحيطها، وسجّل هجوم بالصواريخ والمسيرات من جنوب لبنان باتجاه الجليل، وأدى سقوط صواريخ في الجليل الى إصابة اسرائيلي.
وأعلن إعلام اسرائيلي احتراق مصنع في الجليل جرّاء اصابته بشكل مباشر بصاروخ أطلق من لبنان،كما أفيد بإصابة مبنى بشكل مباشر في غفعات أفني في الجليل الأسفل بصاروخ أطلق من لبنان.
واشارت «يديعوت أحرونوت» الى ان قصف «حزب الله» الأخير للمستوطنات على بعد 100 كيلومتر من الحدود أي ما يعادل المسافة إلى تل أبيب.
واعلن الحزب في سلسلة بيانات أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ.
كما اعلنت المقاومة انه «وردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع، قصف امس المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ، وقصف ايضا مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف بعشرات الصواريخ».
"الشرق الأوسط":
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 492 قتيلاً و1645 جريحاً.
وبذلك ترتفع بسرعة وتيرة الخسائر البشرية ليوم الإثنين الدامي، إذ قبل ساعات قليلة كان وزير الصحة اللبناني فراس أبيض قد أعلن مقتل 274 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين ونزوح آلاف العائلات من المناطق المستهدفة بالغارات الإسرائيلية العنيفة منذ الصباح، في أعلى حصيلة تسجل في يوم واحد منذ بدء التصعيد بين الدولة العبرية و«حزب الله» قبل نحو عام.
وقال الوزير، في مؤتمر صحافي، إن الحصيلة الأخيرة هي «274 شهيداً بينهم 21 طفلاً و39 امرأة»، علماً بأن «هناك بعض الشهداء لم يتم التعرف إليهم»، وفق الوزير، إضافة إلى «1024 جريحاً شاركت 27 مستشفى في استقبالهم». وأضاف: «نتج عن الاعتداءات نزوح الآلاف من العائلات من مناطق الاستهداف»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
في سياق متصل، دوت صفارات الإنذار في الجزء الشمالي من الضفة الغربية، اليوم، مع اتساع نطاق الصواريخ التي تطلقها جماعة «حزب الله» جنوباً مبتعدة عن المناطق الحدودية في شمال إسرائيل التي كانت الأكثر استهدافاً في أحدث تبادل لإطلاق النار.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوّت أيضاً في مناطق بشمال إسرائيل، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا