إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 25 24|08:52AM :نشر بتاريخ
"الجمهورية": كان يوم أمس يوم تل أبيب وضواحيها بامتياز، حيث دكّها "حزب الله" بالصواريخ الثقيلة والمسيّرات الانقضاضية مرّات عدة بعد أقل من 18 ساعة على العدوان الإسرائيلي على بيروت، مكرّساً "معادلة بيروت مقابل تل ابيب" التي كان أعلنها أمينه العام الشيخ نعيم قاسم قبل ايام، وقد تزامن ذلك مع مواجهات عنيفة بين مقاتلي الحزب وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي كرّرت محاولاتها التقدّم في اتجاه البلدات والمدن الحدودية من الخيام شرقاً نزولاً إلى الناقورة غرباً، وقد كبّدوها خسائر كبيرة في الافراد والمعدات، في الوقت الذي واصلوا قصفهم الصاروخي والمسيّر لحيفا وضواحيها ومناطق الجليل، وقد طاول قصفهم ما بعد تل أبيب وصولاً إلى أشدود للمرّة الاولى منذ اندلاع الحرب. وقد أحصى الأسرائيليون إطلاق الحزب 340 صاروخاً أمس، في وقت سُجّل تراجع للقوات الاسرائيلية على محاور عدة خصوصاً على محور البياضة وشمع، حيث خسرت 6 دبابات من نوع ميركافا.
وعلى إثر الاجتماع الأمني الذي عقده نتنياهو تحت عنوان "التوصل إلى تسوية في لبنان"، تجدّدت الغارات الاسرائيلية بعنف مساء امس على الضاحية الجنوبية لبيروت، وسبقتها تهديدات بأنّ "بيروت ستهتز" حيث وجّهت إسرائيل 10 إنذارات إخلاء في الضاحية قبل نحو ساعة من البدء بالقصف الذي طاول مناطق الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة والحدث والشويفات والعمروسية. في وقت أعلن زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي بيني غانتس، أنّ "الحكومة اللبنانية تطلق يد "حزب الله"، مضيفاً: "حان الوقت للعمل بقوة ضدّ أصولها".
وكان سبق ذلك تعرّض الجيش اللبناني لاعتداء جديد طاول مركزه في العامرية ما ادّى إلى استشهاد عسكري واصابة نحو 18 آخرين بعضهم إصاباتهم بالغة.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية القريبة من نتنياهو مساء امس أنّه "رداً على إطلاق الصواريخ بشكل واسع اليوم من لبنان، فمن المتوقع أن يوسّع الجيش الإسرائيلي هجماته خلال الساعات المقبلة في العمق اللبناني". فيما أفاد إعلام إسرائيلي نقلاً عن مصدر أمني ردًا على استهداف تل ابيب بأنّ “بيروت ستهتز اليوم (أمس)”، وتعليقاً على هذا التصريح، أوضحت الإذاعة الإسرائيلية أنّ "إسرائيل وجّهت رسالة تهديد لـ"حزب الله" عقب إطلاق النار من لبنان إلى الوسط".
إنجاز الاتفاق؟
لكن هيئة البث الاسرائيلية (كان) افادت مساء امس أنّ هناك "ضوءاً أخضر إسرائيلياً لتوقيع اتفاق مع لبنان"، مشيرة إلى أنّ نتنياهو "ناقش مع مقرّبين منه كيفية تسويق الاتفاق في ظل معارضة اليمين". واشارت إلى انّ "الاتفاق مع لبنان تمّ إنجازه ونتنياهو يدرس كيفية طرحه للجمهور". وافادت انّ نتنياهو "تلقّى ضمانات أميركية بحرّية العمل في لبنان حال حدوث انتهاكات".
ووفق ما نقلت القناة 14 القريبة من نتنياهو عن "مصدر كبير" أنّ "إسرائيل ذاهبة إلى إنهاء الحرب مع لبنان ربما خلال الأيام القريبة المقبلة"، مضيفة: "الاتفاق قد يوقّع مع أميركا، لذا سيكون هناك وقف قتال موقت وبعدها سيتمّ البحث في الاتفاق الشامل مع لبنان". وأضافت نقلاً عن مصدر أمني أنّ "إسرائيل ستنقل القوات إلى غزة والضفة الغربية".
فيما أوضح مسؤول إسرائيلي، أنّ "الفرصة متاحة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان حتى الخميس المقبل"، بحسب ما نقلت قناة "العربية". واضاف المسؤول الإسرائيلي: "قد يتمّ توقيع اتفاق وقف موقت للنار مع لبنان قبل مفاوضات الترتيب النهائي". وأشار إلى "أننا سنصعّد من جهتنا في لبنان خلال الساعات المقبلة، وتقديراتنا هي أنّ القصف الصاروخي من "حزب الله" هو في إطار المشهد الختامي".
ووفق "يديعوت أحرونت"، "حزب الله سيزيد من عمليات إطلاق الصواريخ لإظهار قوته وأنّ الكلمة الأخيرة ستكون له".
إلى ذلك، قالت موريا أسرف المراسلة السياسية للقناة 13، إنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لوّح بتخلّيه عن مهمّاته في جهود ومفاوضات التوصل إلى اتفاق، ما لم يتمّ التوصل إليه بالفعل خلال أيام قليلة. وتحدثت عن رسالة تنتقل من المسؤولين الكبار في واشنطن إلى نظرائهم في إسرائيل بخصوص ذلك، فيما لم يتضح بعد ما إذا كانت تمثل موقفاً أميركياً رسمياً أم أنّها للضغط على إسرائيل ولبنان.
وفي هذه الأثناء، بثت القناة 13 الإسرائيلية أنّ المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين وضع سقفاً زمنياً لإسرائيل ولبنان للتوصل إلى اتفاق. وأضافت أنّ هوكشتاين هدّد كلا الطرفين بالانسحاب من الوساطة إذا لم يتمّ تحقيق تقدّم في الوقت المحدّد في غضون ايام.
من جهته، أكّد مكتب نتنياهو للقناة نفسها أنّ تهديد هوكشتاين قد وصل بالفعل إلى الجانب الإسرائيلي. وأشار إلى استمرار رفض إسرائيل مشاركة فرنسا في لجنة المراقبة الخاصة بالاتفاق مع لبنان.
لكن موقع "أكسيوس" نقل عن مسؤول أميركي، قوله إنّ "اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يقترب ولا يزال هناك بعض العمل يتعيّن القيام به".
ومن جهته، أكّد هوكشتاين مساء أمس لقناة "ال بي سي"، انّ ما حُكي عن انّ إسرائيل أعطته الضوء للمضي في المفاوضات مع لبنان "ليس دقيقاً".
التصرف كالنعامة
في غضون ذلك، اكّدت اوساط سياسية مطلعة لـ"الجمهورية" انّ ردّ "حزب الله" النوعي امس على الاعتداءات الاسرائيلية أعاد خلط الأوراق في الميدانين العسكري والسياسي وفرض وقائع جديدة لا يمكن لقيادة الاحتلال ان تتجاهلها، الّا إذا اصرّت على التصرف كالنعامة وان تدفن رأسها في الرمال حتى لا تعترف بالحقائق.
واشارت الاوساط إلى انّ القوة النارية غير المسبوقة التي استخدمها الحزب لقصف وسط الكيان الاسرائيلي وصولاً الى تل أبيب، مرات عدة يوم امس، نسفت كل التقديرات الإسرائيلية التي كانت مبنية على فرضية انّ غالبية القوة الصاروخية النوعية للمقاومة دُمّرت وانّ قدرته على الصمود تآكلت، وبالتالي أثبت الحزب انّه لا يزال قادراً على إيلام الكيان بقوة من خلال الاستهداف المكثف لشماله ووسطه بمئات الصواريخ، الأمر الذي يعني انّ الحرب الإسرائيلية الواسعة على لبنان فشلت بعد شهرين من بدئها في تحقيق أبسط أهدافها وهو إعادة الأمن والنازحين إلى المنطقة الشمالية، بل انّ حالة الإضطراب والنزوح امتدت من الجليل إلى قلب الكيان.
واعتبرت الأوساط انّ الضربات التي وجّهها الحزب إلى داخل الكيان تحمل رسالة مفادها أنّ عليه الّا يعوّل على الوقت لتحسين شروطه الميدانية والتفاوضية، بل انّ الوقت يمنح المقاومة فرصة لاستخدام مزيد من الأوراق التي لم تستعملها بعد، ولذلك يجب على نتنياهو ان يقبل بوقف إطلاق النار وفق ما تمّ التفاهم عليه بين المفاوض اللبناني وهوكشتاين، وعدم التوهم انّ في إمكانه تحصيل مكاسب إذا تعمّد إطالة أمد الحرب.
ولفتت الاوساط إلى أنّ قصف تل أبيب الكبرى كرّس معادلة "تل أبيب في مقابل بيروت" التي أطلقها الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قبل أيام.
مناورة خطرة
وإلى ذلك، عبّرت مصادر ديبلوماسية عبر "الجمهورية" عن اقتناعها بأنّ إسرائيل تنفّذ اليوم مناورة سياسية خطرة، إذ توحي علناً باهتمامها بوساطة هوكشتاين الذي عاد إلى واشنطن من دون الإعلان عن نتيجة واضحة لجهوده، فيما هي تطلق العنان على الأرض لأوسع تصعيد عسكري ضدّ لبنان، تريد منه توسيع خروقاتها في الجنوب اللبناني وتثبيت احتلالها لبقعة واسعة منه، ربما تصل إلى نهر الليطاني أو تتجاوزه، ليكون ذلك أساساً لأي اتفاق مفترض مع لبنان. وفي الوقت نفسه، هي تواصل عمليات التدمير في الأحياء السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، في محاولة لرفع مستوى الضغط على "حزب الله" وبيئته.
وبدا واضحاً هذا الاتجاه التصعيدي في الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء السياسي والأمني برئاسة بنيامين نتنياهو مساء أمس، والذي تمّ التمهيد له بموجة تهديدات عالية السقف بجعل "بيروت تهتز". لكن الأسوأ هو ما أوردته صحيفة "معاريف"، في تقرير لمراسلها العسكري، من أنّ الجيش الإسرائيلي قد يستهدف مبنى مجلس النواب اللبناني، في سياق حملته العسكرية لتوجيه ضربة قاسية إلى "حزب الله".
إشارات هوكشتاين
وفي هذه الاجواء، التقت مراجع ديبلوماسية وسياسية لـ "الجمهورية" على التأكيد انّ الفريق اللبناني المفاوض لا يزال ينتظر معلومات اضافية من الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين حول نتائج زيارته الاخيرة لتل ابيب وحصيلة المشاورات التي أجراها مع المسؤولين المعنيين، وتوسّعت هذه المرّة لتشمل مسؤولين جدداً يلتقيهم للمّرة الأولى.
وقالت هذه المراجع أن "ليس منطقياً ان يتوقف المسؤولون اللبنانيون أمام ما تسرّب من معلومات متناقضة حول ما انتهت إليه طروحاته، ولا سيما منها البنود المختلف حولها والتي تمّ إحصاؤها منذ أن كان هوكشتاين في بيروت، وفق جدولين للفصل بين ما هو متفق عليه بنحو سلس وطبيعي وأخرى ما زالت رهن مزاجية نتنياهو الذي تجاوز كل الخطوط الحمر في لبنان وغزة، بعدما تكرّرت التجارب عينها في الحربين.
وانتهت المراجع إلى القول انّه لا يمكن الربط بأي طريقة بين ما هو مطروح توصلاً الى وقف للنار في لبنان وبين أي حدث آخر، وخصوصاً ما يتصل بقرارات المحكمة الجنائية الدولية التي أمرت بتوقيف نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت يتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.
بلاسخارت في إسرائيل
وفي خطوة تكرّرت للمرّة الثالثة منذ أن اندلعت الحرب في جنوب لبنان وطالت بتداعياتها مواقع قوات "اليونيفيل" عمداً من جانب القوات الإسرائيلية التي توغلت في الأراضي اللبنانية، قال بيان رسمي صدر عن مكتبها، انّ المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان السيدة جينين هينيس - بلاسخارت بدأت أمس زيارة رسمية لإسرائيل لمتابعة الاتصالات الجارية بين الأمم المتحدة والقيادة الاسرائيلية لتجنيب القوات الدولية ووقف المسّ بمواقعها، بعدما أصيب عدد من عناصرها في عمليات عسكرية استهدفتها مباشرة وبطريقة مقصودة، إلى درجة هدّدت وجودها في بعض المناطق الحساسة وخصوصاً على الخط الازرق.
لا سحب لـ"اليونيفيل"
وفيما قالت المعلومات الرسمية انّ بلاسخارت ستلتقي المسؤولين الإسرائيليين الكبار لمناقشة الأزمة الحالية، وأهميّة التوصّل إلى وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بكل مندرجاته، قالت مصادر مطلعة "انّ البحث مع الجانب الإسرائيلي تجاوز الحديث عن سحب القوات الدولية من بعض المناطق التي توغلت فيها اسرائيل. وانّ القرار غير قابل للبحث في ظل الدعم الذي لقيته هذه القوة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وحكومات الدول المشاركة بوحدات وهي في حدود 36 دولة تقريباً من مختلف القارات".
واكّدت المصادر انّ البحث في تطبيق ما لم يُطبّق في القرار 1701 يفرض قيام واقع جديد، ينسحب على اهمية الحفاظ على هذه القوة ومراعاة المهمّة المكلّفة بها من أجل الإشراف على عملية السلام التي ستلي اي اتفاق لوقف إطلاق النار في الجنوب من أجل المساهمة في تطبيق المراحل التنفيذية.
ميقاتي يتهم اسرائيل
وفي هذه الأجواء، اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان اصدره امس "أنّ استهداف العدو الاسرائيلي اليوم بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب وسقوط شهداء وجرحى، يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل الى وقف اطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701. وهذا العدوان المباشر يُضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة للجيش وللمدنيين اللبنانيين. وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان". واضاف: "إنّ رسائل العدو الاسرائيلي الرافض لأي حل مستمرة، وكما انقلب على النداء الاميركي- الفرنسي لوقف اطلاق النار في ايلول الفائت، ها هو مجدداً يكتب بالدم اللبناني رفضاً وقحاً للحل الذي يجري التداول بشأنه". واكّد "أنّ الحكومة التي عبّرت عن التزامها بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، تدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد".
بوريل
وكان ميقاتي التقى امس مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وبحث معه في الوضع في لبنان والعلاقات اللبنانية - الاوروبية.
وشدّد خلال اللقاء على "ضرورة الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والتوصل الى وقف اطلاق النار". وقال: "انّ لبنان يعوّل على الدعم الاوروبي لمساعدته سياسياً واقتصادياً وتعزيز دور الجيش في المجالات كافة".
ومن جهته بوريل الذي التقى ايضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون، شدّد على ضرورة تحقيق وقف فوري للنار في لبنان في ظل الوضع الأمني المتدهور". وقال: "الاتحاد الأوروبي يعتزم إعادة سيادة لبنان"، مشدّدًا على أهمية الدور الذي تقوم به قوات "اليونيفيل" في حفظ الأمن في الجنوب، ومؤكّدًا أنّ "أي هجوم على هذه القوات غير مقبول". وأعلن عن استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم الجيش اللبناني بمبلغ 200 مليون يورو لتعزيز قدراته.
وفي سياق الأزمة السياسية، دعا بوريل قادة لبنان إلى تحمّل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرًا إلى أنّه "يجب وضع حدّ لفراغ السلطة الذي استمر لعامين".
وأضاف أنّ "رئيس مجلس النواب نبيه بري يسعى لوقف النار في لبنان أولًا"، وأشار إلى أنّ "الاتحاد الأوروبي ينتظر موافقة كل من "حزب الله" وإسرائيل على مقترح أميركا بشأن وقف إطلاق النار".
الموقف الفرنسي
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس اللبنانيين والإسرائيليين، إلى اغتنام "فرصة سانحة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله". وقال لقناة “فرانس 3”: “هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها”. وإذ أعرب عن “حذره”، أشار إلى أنّه “من خلال الديبلوماسية والعمل مع الأطراف المعنية في شأن المعايير التي تتيح ضمان أمن إسرائيل وسلامة الأراضي اللبنانية، أعتقد أننا في صدد التوصل إلى حل قد يكون مقبولاً من جميع الأطراف الذين ينبغي عليهم اغتنامه للتوصل إلى وقف النيران ووقف الكارثة الإنسانية أيضاً”.
الموقف الإيراني
من جهة ثانية، كشف مستشار المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، علي لاريجاني، أنّ "مسؤولين عسكريين يدرسون خيارات مختلفة للردّ على إسرائيل وهذا يتطلّب دقّة وسرّية". وشدّد على أنّ "حزب الله قوي في الدفاع عن لبنان والمنطقة. ومسؤولو لبنان يراعون ذلك في المفاوضات".
وكشف لاريجاني أنّ "حزب الله يصنع الصواريخ بنفسه، واستبعاده من معادلات لبنان السياسية غير مطروح". وأضاف: "حزب الله سدّ قوي أمام الكيان الصهيوني ونحترم الأطياف اللبنانية الأخرى".
"الأخبار": تتأرجح تسوية وقف إطلاق النار بين «هبّة» باردة وأخرى ساخنة، وتسريبات متناقضة، تارة حول قرب التوصل إلى اتفاق، وأخرى حول عراقيل لا تزال تعترضه، وهو ما دفع المسؤولين اللبنانيين إلى التعاطي بحذر مع كل هذه التسريبات، نظراً إلى «سوابق» كل من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو و«الوسيط» الأميركي عاموس هوكشتين. وهو ما دفع الرئيس نجيب ميقاتي، أمس، إلى الذهاب إلى حافة نعي التسوية، معتبراً أن «استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب، وسقوط شهداء وجرحى، يمثّل رسالة دمويّة مباشرة برفض كلّ المساعي والاتصالات الجارية للتّوصّل إلى وقف لإطلاق النّار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدّولي الرّقم 1701»، مذكّراً بـ«انقلاب العدو على النّداء الأميركي - الفرنسي لوقف إطلاق النّار في أيلول الفائت».
مصادر رسمية قالت إن التخوف اللبناني من انهيار مهمة هوكشتين يعود إلى أن الأخير الذي اتصل بعد زيارته إلى تل أبيب متحدثاً عن إيجابيات لم يعد بـ«ورقة الملاحظات» التي كان قد أشار إليها. وأضافت أن إصرار العدو على توجيه ضربات مباشرة إلى الجيش اللبناني والقوات الدولية، وتوسيع دائرة التدمير، لا يوحي بأنه راغب بالوصول إلى حل. ولفتت المصادر إلى أن هوكشتين سمع خلال زيارته الأخيرة لبيروت «هواجس لبنان حيال سلوك إسرائيل»، كما سمع تحذيراً مسبقاً بأن ما وافق عليه لبنان هو «الحد الأقصى من التنازلات، وفشل الولايات المتحدة في الوصول إلى تسوية سيقفل باب التفاوض، ويُترك الأمر كاملاً للميدان». وأضافت أن مسؤولاً لبنانياً بارزاً كان صريحاً مع هوكشتين بالقول: «لدينا خبرة طويلة في التعامل مع إسرائيل، سواء في الميدان العسكري أو التفاوضي، وهم يعرفون أننا خبراء بهم، وبالتالي، ليس عليهم توقّع أي تنازل من لبنان مهما بلغت حدة العدوان».
ورغم التصعيد الكبير الذي شهده يوم أمس، وسجّلت خلاله المقاومة أكبر عدد من العمليات وتوجيه أكبر عدد من الصواريخ إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في يوم واحد، في مقابل قصف عنيف تعرّضت له الضاحية الجنوبية لبيروت ليلاً، أصرّت الأوساط الأميركية على تسريبات تؤكد أن «الأجواء إيجابية». فبعدما أسهبت وسائل إعلام عبرية في الحديث عن توجيه هوكشتين «تهديداً» إلى الإسرائيليين بالانسحاب من الوساطة «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام»، حرصت مصادر أميركية على التسريب عبر قناة «الجديد» ليلاً بـ«أننا دخلنا ربع الساعة الأخير وأن اتفاق وقف إطلاق النار أصبح شبه مكتمل وإعلانه ربما خلال أيام أو أسبوعين كأقصى حد»، نافية أن يكون هوكشتين انسحب من الوساطة أو هدّد بالانسحاب. ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله إن «اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يقترب ولا يزال هناك بعض العمل يتعيّن القيام به». وأُعلن عن توجّه مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانيال شابيرو إلى إسرائيل اليوم لإنهاء تفاصيل التسوية. وفي كيان العدو، جارت وسائل الإعلام «الإيجابية» الأميركية، إذ نقلت القناة 14 عن مصدر إسرائيلي رفيع «أننا نتجه إلى إنهاء الحرب على لبنان، ربما خلال أيام»، موضحاً «أننا سنوقّع الاتفاق مع الولايات المتحدة وسيكون مؤقتاً قبل الانتقال إلى اتفاق دائم مع لبنان». وليلاً، نقل المعلق السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» نداف أيال عن «مصادر في لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل» أن «إسرائيل أعطت ضوءاً أخضر انسجاماً مع قرار نهائي للمجلس الوزاري المصغّر، للتوقيع على اتفاق مع لبنان. وأبلغ هوكشتين لبنان بذلك هذا المساء». كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن «إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لهوكشتين للمضي قدماً نحو الاتفاق مع لبنان».
غير أن هيئة البث الإسرائيلية عادت لتنقل عن مصدر مطّلع «نفيه بشدة إعطاء الضوء الأخضر للتوصل إلى تسوية»، مشيراً إلى أن «واشنطن تنتظر إجابات وتحديثات من الأطراف وحل قضايا صغيرة تحتاج إلى تسوية».
وفي بيروت، وضعت مصادر مطّلعة التصعيد الإسرائيلي في إطار سعي رئيس حكومة العدو إلى الاستفادة القصوى من «فترة السماح» التي طلبها في محاولة لتحقيق تقدم يضمن له اتفاقاً بشروطه. ورغم أنه منذ عودة هوكشتين إلى واشنطن، قبل يومين، لم تتلقَّ بيروت منه أي اتصال، إلا أن «آخر ما نقله إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو أننا ذاهبون إلى توقيع الاتفاق قريباً، لكن إسرائيل طلبت بعض الوقت من دون تحديد مهلة» وفق ما أكّدت مصادر بارزة، مؤكداً أن «الأجواء إيجابية، رغم إصرار تل أبيب على استبعاد فرنسا من لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار». وقالت المصادر إن «موقف إسرائيل من الفرنسيين مرتبط بملف المحكمة الجنائية، لكن ما يُطمئن في هذا الإطار هو أن الولايات المتحدة تُصر على إشراك باريس باعتبارها الطرف الأوروبي الوحيد الذي يتواصل مع حزب الله».
ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» أنه لا تزال هناك نقطتان خلافيتان رئيسيتان تعيقان التسوية، الأولى تتعلق بمشاركة فرنسا في آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى أن «إسرائيل تعارض منح الفرنسيين دوراً على خلفية تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون ضد إسرائيل، ورد فعل فرنسا على أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغانتس». ونقلت الصحيفة عن مصادر أن «إسرائيل مستعدة لإدخال جنود فرنسيين في مرحلة التنفيذ فقط، بينما يطالب لبنان بمشاركة أكبر، لكن الحل المتوقّع هو آلية إشراف مشتركة بين الولايات المتحدة ودولة عربية لم يتم اختيارها بعد».
أما النقطة الخلافية الثانية، فتتعلق بالمطالبة الأميركية - اللبنانية بإدراج بند في الاتفاق يلزم بإجراء مناقشة فورية بشأن 13 نقطة خلافية على الحدود البرية، فيما تفضّل إسرائيل صياغة غامضة تسمح لها بتحديد توقيت بدء المناقشات. وتوقّعت الصحيفة أن «تستمر المحادثات هذا الأسبوع في محاولة لتقليص الفجوات، وسط حديث عن تقدّم بشكل إيجابي نحو حسم نقاط الخلاف، وصولاً إلى الاتفاق». وأضافت أن هوكشتين «سينقل قريباً إلى لبنان التحفظات الإسرائيلية، وسط ترجيح إسرائيلي، بالتوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع قليلة، وربما أقل»، مشيرة إلى أنه «يُفترض أن تصل قوة أميركية إلى لبنان قريباً للإشراف على تنفيذ الاتفاق»، وأن «انسحاب الجيش الإسرائيلي سيحصل خلال 60 يوماً مع انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود».
وفي السياق، حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، من بيروت، من أن لبنان بات «على شفير الانهيار»، بعد شهرين من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل. وحثّ على «وقف فوري» لإطلاق النار. وقالت مصادر مطّلعة إن «زيارة بوريل كانت زيارة وداعية قبل انتهاء ولايته ولم تحمِل أي جديد باستثناء تكرار الدعوة لوقف إطلاق النار».
أما في الداخل، فعادت الحملة المعترضة على تولي رئيس مجلس النواب نبيه بري ملف التفاوض منفرداً، حيث قال البطريرك بشارة الراعي خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركيّ، في بكركي: «ما لم ينتخب المجلس النيابيّ رئيساً للجمهوريّة، لن يتمتّع مجلس النواب والحكومة بصلاحيّاتهما، ويبقى كلّ عملهما منقوصاً وغير ميثاقيّ». وردّت مصادر حكومية على كلام الراعي بالقول إن «التنسيق عادَ بين بري وميقاتي أخيراً، وهناك تأكيد من قبل بري أن أي اتفاق يجب أن يحظى بموافقة الحكومة مجتمعة بكل وزرائها».
في هذه الأثناء، يتحضّر مجلس النواب لإقرار التمديد الثاني لقائد الجيش العماد جوزف عون في جلسة قد تُعقد الخميس المقبل، سيدعو إليها بري بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس اليوم.
"النهار": بدت مخاوف جدية ساورت أوساطاً رسمية وسياسية وديبلوماسية لبنانية في الساعات الأخيرة من انهيار المفاوضات للتوصل الى وقف النار في لبنان في محلّها الموضوعي، بعد تصعيد وتيرة تبادل العمليات الميدانية الحربية والغارات الجوية وعمليات القصف الصاروخي بين إسرائيل و”حزب الله” إلى ذروة غير مسبوقة من دون اتضاح أي أفق لتحقيق وساطة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين اختراقا حقيقياً. ذلك أنه بالتزامن مع دخول الحرب التصعيدية شهرها الثالث، عكست وقائع اليومين الأخيرين انفجار الحرب على اقصى مدياتها في ثلاثة اتجاهات عبر تعمّق وتوسّع التوغل البري الإسرائيلي في جنوب الليطاني، واستشراس دموي في الغارات، على غرار مجزرة البسطا السبت الماضي، وتعميم المجازر الذي كانت حصيلته الشاملة 84 شهيداً، وتكثيف الهجمات الصاروخية بوتيرة عالية على شمال إسرائيل ووسطها واستهداف منطقة تل أبيب مرات بفاصل ساعات. مجمل هذه الوقائع تزامن مع عدم بلورة أي أفق عملي واضح بعد لمصير وساطة هوكشتاين على رغم المناورات التخديرية التي يتولاها الاعلام الإسرائيلي في ضخ معطيات متفائلة.
وبازاء ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اللبنانيين والإسرائيليين إلى اغتنام “فرصة” سانحة من أجل التوصل إلى وقف النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل و”حزب الله”. وقال بارو لقناة “فرانس 3”: “هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها”. وإذ أعرب عن “حذره”، أشار إلى أنه “من خلال الديبلوماسية والعمل مع الأطراف المعنية بشأن المعايير التي تتيح ضمان أمن إسرائيل وسلامة الأراضي اللبنانية، أعتقد أننا بصدد التوصل إلى حل قد يكون مقبولاً من جميع الأطراف الذين ينبغي عليهم اغتنامه للتوصل إلى وقف النيران ووقف الكارثة الإنسانية أيضاً”.
التوغّل البري
وتمثل التطور الميداني الأبرز في اشتداد المواجهات المباشرة بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية الساعية للتوغّل في عمق جنوب الليطاني وذلك في مدينة الخيام التي تشهد معارك ضارية منذ أيام، إضافة إلى معارك تدور عند محور شمع، طير حرفا، حيث يُكثّف الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي على هذه البلدات. وأفادت معلومات ميدانية أنّ القوات الإسرائيلية تندفع إلى مزيد من التوغّلات ومنذ ساعات الصباح، تعرضت الخيام إلى قصف مدفعي وجويّ ورمايات من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة في بعض أحيائها.
تزامن ذلك مع تجدد الاستهدافات الإسرائيلية للجيش اللبناني الذي ارتفع عدد شهدائه منذ بداية الحرب ألى 41 أمس باستشهاد أحد العسكريين وأصابة 18 بينهم مصابون بجروح بليغة نتيجة استهداف إسرائيلي لمركز الجيش في العامرية على طريق القليلة- صور. وسارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى اصدار بيان اعتبر فيه “أن استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب وسقوط شهداء وجرحى يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701. وهذا العدوان المباشر يضاف الى سلسلة الاعتداءات المتكررة للجيش وللمدنيين اللبنانيين وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان”. وقال إن “الحكومة تدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد”.
في المقلب الثاني من المشهد كان “حزب الله” يشنّ أوسع هجماته ويطلق أكثر من 250 صاروخاً تجاه إسرائيل في رقم قياسي لعملياته. ووسط بلوغ صواريخه تل أبيب وحيفا ونهاريا، اعتبر الوزير السابق في حكومة بنيامين نتنياهو، بيني غانتس، أنّ “الحكومة اللبنانية تطلق يد “حزب الله” وحان الوقت للعمل بقوّة ضدّ أصولها”. وكشف الإعلام الإسرائيلي سقوط صواريخ في بتاح تكفا وهرتسليا وإصابة مباشرة لبيت في بتاح تكفا قرب تل ابيب. وأفيد عن ثلاث إصابات في منطقة تل أبيب نتيجة اندلاع حريق وتوقفت حركة الإقلاع في مطار بن غوريون. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، أصيب 10 إسرائيليين إثر إطلاق صواريخ من لبنان.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أنّه في أعقاب الرشقات الصاروخية الواسعة من لبنان، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إجراء “مشاورات محدودة مهمة” مساء أمس بشأن التسوية في لبنان. وأشارت إلى أنّ “حزب الله يُظهر لأنصاره أن معادلة الأمين العام نعيم قاسم لا تزال قائمة، ضربة في قلب بيروت تعادل ضربة في تل أبيب”.
بوريل مودعاً
في غضون ذلك، اكتسب كلام مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت التي زارها أمس مودعاً بعد نهاية ولايته أهمية بارزة، إذ أوصى وشدّد على وجوب ممارسة الضغط على إسرائيل و”حزب الله” للموافقة على العرض الأميركي لوقف النار.
وقال عقب زيارتيه الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقبيل لقائه قائد الجيش العماد جوزف عون: “في أيلول جئت الى لبنان وكنت ما زلت آملاً في أن نتمكن من منع وقوع حرب كاملة من خلال اعتداء إسرائيل على لبنان. بعد شهرين، لبنان على وشك الإنهيار مع الحرب… نحن بصفتنا الإتحاد الأوروبي ندعم الشعب اللبناني والجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية ومستعدون لتكريس 200 مليون يورو للجيش اللبناني، وقد أبلغت رئيس الحكومة عن كيفية وطريقة دعم الجيش اللبناني ليس فقط مالياً بل أيضاً تقنياً، وسنقوم بهذا الشيء”.
أضاف، “إن نجاح جهود الوصول الى وقف اطلاق النار ولحل مستدام طويل الأمد هو بين أيدي الأفرقاء، ومن أجل حلّ هذه الحرب، على الرؤساء والقادة اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم السياسية من خلال انتخاب رئيس جمهورية ووضع حد لهذا الفراغ الطويل للسلطة الذي تخطى العامين، وإنني ادعو كل الأطراف السياسية لتحمل مسؤولياتهم أمام الشعب اللبناني”.
وقال: “أغادر تفويضي ومهمتي بحزن مع رؤيتي هذا العذاب والحزن الذي يزداد. يجب أن نختم هذه المأساة التي حصلت في غزة ولبنان لتفادي المزيد من العذاب لشعوب المنطقة، علينا أن نمارس الضغط على الحكومة الإسرائيلية وأيضاً ممارسة الضغط على “حزب الله” للموافقة على العرض الأميركي لوقف إطلاق النار، وهذا تم الإتفاق عليه. إن هذا الإتفاق ينتظر الموافقة العالقة مع الحكومة الإسرائيلية”.
"الديار": بمئات الصواريخ أمطرت المقاومة يوم أمس الأحد الكيان الاسرائيلي من الشمال الى الجنوب مثبتة المعادلة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم القائلة بـ «بيروت مقابل تل أبيب»، ما ادى وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا عن مصدر عسكري، الى دخول «قرابة 4 مليون شخص إلى الغرف المحصنة».
وحتى ساعات بعد ظهر الاحد، أحصت القناة 14 الإسرائيلية، «250 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل». وتأتي العمليات العسكرية التي استهدفت تل أبيب وضواحيها يوم امس بعد الغارة الغادرة التي استهدفت البسطة الفوقا في بيروت وأدت وبحسب حصيلة جديدة محدثة وغير نهائية إلى استشهاد 29 شخصاً وإصابة 67 آخرين بجروح فيما لا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة.
ويأتي تكثيف حزب الله عملياته بشكل غير مسبوق بالتوازي مع مواجهات كبرى يخوضها داخل الاراضي اللبنانية مانعا قوات الاحتلال من التقدم والسيطرة على البلدات والقرى. وأعلن الحزب امس عن استهداف وتدمير اكثر من دبابة ميركافا في بلدات البياضة وشمع وطيرحيفا وعلى تلة اللوبيا.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «عمليات حزب الله النوعية والمكثفة في الساعات الماضية قادرة على قلب المعادلات وهي لا شك ستكون مؤثرة في الموقف والقرار الاسرائيلي من المقترح الاميركي الموضوع على الطاولة لوقف النار». وشددت المصادر في حديث لـ «الديار» على ان هناك رأيين داخل اسرائيل الاول يقول بوجوب المضي فورا بالاتفاق الحالي لان حزب الله نفسه قد ينقلب عليه اذا ما استمر بزخمه في الميدان. اما الرأي الثاني فيقول بمواصلة الضغط العسكري على الحزب واللبنانيين لتحصيل المزيد من المكاسب مادمت فترة السماح الاميركية مستمرة حتى الـ 20 من كانون الثاني المقبل، تاريخ استلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه رسميا».
عمليات حزب الله
ونشر «حزب الله» الأحد بيانات متعددة تمشيا مع العمليات العسكرية المكثفة التي شنها. واعلن أنه شن هجوماً بطائرات مسيَّرة على قاعدة أسدود البحرية في جنوب إسرائيل للمرة الأولى كما قصف بالصواريخ قاعدة استخبارات عسكرية اسرائيلية قرب تل أبيب، في هجوم هو الثاني من نوعه على منطقة تل أبيب خلال ساعات.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا «قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كيلومترات، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية». كما استهدف الحزب قاعدة بلماخيم وهي قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة حيتس للدفاع الجويّ والصاروخي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كلم، جنوبي مدينة تل أبيب.
كما قصفت المقاومة قاعدة بيريا (القاعدة الأساسية للدفاع الجويّ والصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية)، بالإضافة إلى مدينة صفد ومقر قيادة المنطقة الشمالية (قاعدة دادو).
وفي حيفا، قصفت الحزب قاعدة زفولون للصناعات العسكرية كما معسكر الـ 100 (معسكر تدريب للقوات البرية) شمال أييليت هشاحر. كذلك طال القصف عشرات المستوطنات.
وعرض اعلام العدو مشاهد من الدمار الحاصل في مناطق الكيان جراء صواريخ المقاومة النوعية
من جهته، أعلن جيش العدو الإسرائيلي إطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل ووسطها. في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام العدو أن «انفجارات عنيفة سمعت في تل أبيب الكبرى بعد استهدافها بصواريخ من لبنان للمرة الثانية اليوم»، مضيفة أنه «تمّ رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه تل أبيب الكبرى». وأكدت ايضاً سقوط ستة إصابات إثر سقوط صاروخ قرب «تل أبيب».
اما «هيئة البث الاسرائيلية» فأعلنت توقف حركة الطيران في مطار «بن غوريون» شرق «تل أبيب» إثر اطلاق الصواريخ من لبنان. وأفادت «القناة 13» الإسرائيلية باندلاع حرائق في مواقع بنهاريا وحيفا إثر إصابات مباشرة بصواريخ أطلقت من لبنان. وقالت وسائل إعلام العدو إن 10 إسرائيليين أصيبوا في نهاريا وحيفا وبيتاح تكفا، إضافة إلى «إصابة خطرة في كفار بلوم بالجليل الأعلى».
الجيش هدفا
في هذا الوقت، كان العدو يستهدف وعن قصد مرة جديدة مركزا للجيش اللبناني في الجنوب. اذ أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن «استشهاد أحد العسكريّين وإصابة 18 بينهم مصابون بجروح بليغة، نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركز الجيش في العامرية على طريق القليلة- صور، كما تعرّض المركز لأضرار جسيمة».
ويأتي ذلك بعد سلسلة استهدافات لمراكز وعناصر الجيش ما ادى وبحسب ارقام رسمية حصلت عليها «الديار» الى ارتفاع عدد الشهداء الى 44 شهيدًا، 19 استشهدوا في مراكز العمل و 25 في منازلهم مع عائلاتهم.
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ «استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزًا للجيش في الجنوب، وسقوط شهداء وجرحى، يمثّل رسالة دمويّة مباشرة برفض كلّ المساعي والاتصالات الجارية للتّوصّل إلى وقف إطلاق النّار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدّولي الرّقم 1701».
ونبه مصدر امني في حديث لـ «الديار» من انه «وبعدما كان الشهداء العسكريين سقطوا عن طريق الخطأ في الاسابيع الماضية، يبدو واضحا ان العدو بات يستهدفهم اليوم عن سابق تصور وتصميم، وقد يكون يوجه رسالة بوجوب خروج الجيش من الجنوب، وهو ما لن يحصل تحت اي ظرف، وهو ما اكد عليه قائد الجيش خلال عيد الاستقلال».
على شفير الانهيار
ودعما للمؤسسة العسكرية، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بعد لقائه قائد الجيش تقديم 40 مليون يورو لمصلحة المؤسّسة العسكرية.
وهو حذّر بعد لقائه رئيسي الحكومة ومجلس النواب من أن لبنان بات «على شفير الانهيار» وحثّ على «وقف فوري» لإطلاق النار. وقال:»ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار».
الراعي- باسيل
سياسيا، لفتت يوم امس مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي كما رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. ففيما انتقد الاول في عظة الاحد كيفية تولي التفاوض باسم لبنان قائلا: «من يفاوض وقف إطلاق النّار، وباسم من، ولمصةلح من؟ وهي أولى صلاحيّات رئيس الجمهوريّة المغيّب قصدًا»، مشدّدًا على أنّه «ما لم ينتخب المجلس النّيابي رئيسًا للجمهوريّة، لن يتمتّع مجلس النّواب والحكومة بصلاحيّاتهما، ويبقى كلّ عملهما منقوصًا وغير ميثاقيّ».
من جهته، قال باسيل: «مررنا بمرحلة رفع فيها الثنائي الشيعي شعار عدم وقف إطلاق النار في لبنان من دون توقفه في غزة»، موضحاً أننا «لم نقتنع بهذا الموقف ولم نوافق عليه، بل وجهنا كتابا خطيا في 8 نيسان نطالب فيه بقرار أممي لوقف إطلاق النار».
وأشار في تصريح، إلى «أننا قلنا للحزب، من قال لكم أن إسرائيل ستوقف النار على لبنان إذا توقفت الحرب في غزة؟»، موضحاً أن «هذا ما حدث، اليوم لبنان يطالب بوقف النار متأخرا، وإسرائيل ترفض».
وتحدث باسيل عن مرحلة جديدة، موضحاً أنه «اليوم، يرفع الثنائي شعارا مفاده أنه لا انتخاب لرئيس للجمهورية في لبنان دون وقف إطلاق النار»، قائلاً: «عادة عندما تضع شرطًا لوقف إطلاق النار، يجب أن يكون هذا الشرط ضاغطًا على العدو». وأضاف: «أنتم تضعون هذا الشرط على لبنان واللبنانيين، هذا الانتخاب لمصلحة لبنان، هل تهددون إسرائيل بذلك؟». ورأى «لو قلتم أنه ممنوع على إسرائيل انتخاب رئيس لها دون أن توقف عدوانها على لبنان، كنا فهمنا».
وسأل باسيل: «من قال لكم انه عندما تريدون انتخاب رئيس، ستسمح لكم إسرائيل؟»، معتبراً أن «إسرائيل يمكن أن تهدد أو تستهدف نوابًا لبنانيين لمنع الانتخاب بمسيرة واحدة».
ودعا إلى الكف عن «ربط لبنان ومصالحه بأمور خارجة عن إرادته»، سائلاً: ماذا لو لم تتوقف الحرب، هل نبقى بلا رئيس؟». وتابع: «لا وجود لجمهورية أو بلد من دون رئيس، البلد ومؤسساته أهم منا جميعاً». وشدد على أن «المقاومة يجب أن تكون في خدمة البلد، وليس البلد في خدمة المقاومة».
"اللواء": يوم الغضب على اسرائيل: 4 ملايين في الملاجئ، أو بين الأرض وتحتها، ما يقرب من 340 صاروخاً على مستوطنات الحافة الى وسط دولة الاحتلال، دبابات (ميركافا) مدمرة بين البياضة ومثلث ديرميماس- القليقة- مرجعيون، وجلسة للمجلس الأمني- العسكري المصغر (الكابينت) برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يصر على مواصلة الحرب، مع معاوني وزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان هاليفي..
وأدت هذه الهجمات الصاروخية، بالاضافة الى عشرات المسيّرات، كرد على استهداف اسرائيل بالصواريخ الارتجاجية مبنى من عدة طوابق في البسطة الفوقا، ما تزال عمليات الدفاع المدني والصليب الاحمر جارية لرفع الانقاض وانتشال الجثث والجرحى، بعدما احصي اكثر من 30 شهيداً وجرح67 آخرين.
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان صواريخ حزب الله، خرجت عن السيطرة منذ صباح امس.
وعزت القناة 13 الى سوء الاحوال الجوية صعَّب على سلاح الجو الاسرائيلي رصد منصات اطلاق الصواريخ التي استخدمها حزب الله.
ونقلت القناة 14 عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله: سنوقف القتال في لبنان، ربما في الايام القليلة المقبلة.
ونقلت القناة 13 عن مصادر لم تكشف هويتها، ان آموس هوكشتاين هدد بترك الوساطة، ان لم يتم التوصل الى اتفاق، عبر السفير الاسرائيلي في واشنطن.
وكانت اسرائيل ابلغت هوكشتاين بعيد وصوله الى واشنطن اعتراضها على وجود فرنسا للجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف النار بحجة دعمها لقرار المدعي العام الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية، مع التأكيد على التزام لبنان بالحضور الفرنسي.
وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان اسرائيل اعطت الضوء الاخضر للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، للمضي قدماً نحو الاتفاق مع لبنان.
لكن هوكشتاين اكد ان ما نسب في هذا الاطار ليس دقيقا، لجهة المضي قدماً للاتفاق مع لبنان.
وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان نتنياهو استعرض مع مقربين منه سبل ابلاغ الجمهور باتفاق التسوية المرتقب مع لبنان.
شروط نتنياهو
بالمقابل، خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية، ابلغت الادارة الاميركية جهات مهمة في لبنان ان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو ليس مستعدا لايقاف العدوان على لبنان حاليا، وغير موافق على الطرح الاميركي لوقف اطلاق النار بصيغته الحالية ايضا، مطالبا بتعديل القرار ١٧٠١ بشكل جذري، وارفاقه بقرار جديد يتضمن كل المطالب غير المدرجة في القرار القديم، واشارت مصادر مطلعة ان نتنياهو طلب مهلة لا تقل عن اربعة إسابيع لاتمام مهمته كما يزعم للقضاء على حزب لله واعادة المستوطنين إلى الشمال.
وفقا لما قالته المصادر، فان النقاط التي يريد العدو تعديلها تشمل ما يشبه اعادة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، بحيث تصبح الحدود بين البلدين ارض ميتة، ويمنع تواجد اي مدني عليها بإستثناء القوات الدولية واللجنة المعنية بتطبيق القرار ١٧٠١ المعدل.
إذاً، حسب ما تسرّب، يكون نتنياهو بكل ما تسرّب من الإعلام العبري والأميركي عن تقدّم في المفاوضات وقُرب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، ولم يعد ممكناً تصديق الكلام الأميركي عن اتصالات من وزير الدفاع لويد اوستن وقائد المنطقة الوسطى للجيش الأميركي بالقيادة السيإسية والعسكرية الإسرائيلية، لطلب عدم إستهداف جيش العدو للجيش اللبناني، إذ ان ثمرة هذه الاتصالات كانت أمس قصف حاجز الجيش في العامرية على طريق صور - الناقورة وإستشهاد عسكري وإصابة 18 بجروح وأضرار مادية كبيرة، وقبل ذلك إستشهاد وإصابة العشرات من الجنود.
وظهر من الوقائع الميدانية خلال اليومين الماضيين ان قيادة الإحتلال ماضية في حربها المجنونة ضد لبنان على كامل مساحته، سواء بالغارات على بيروت (غارة البسطة أدّت إلى ارتقاء 29 شهيداً وجرح 70 شخصاً) والضاحية وقرى الجنوب والبقاع حيث ارتقى عشرات الشهداء، أو بتوسيع العملية البرية في محاور القطاع الغربي من الناقورة إلى شيحين وطير حرفا والجبين وشمع، وفي مدينة الخيام بشكل خاص في محاولة جديدة للوصول إلى مجرى نهر الليطاني بما يُمكّن إسرائيل من تسجيل «انتصار» ولو محدود على لبنان ومقاومته وفرض الشروط التي يريدها.
هذا التصعيد اوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الاسرائيلي ذاهب الى ابعد من مجرد مطالب وشروط امنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية واعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الاسابيع الاخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الاوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية واقامة سلام في الشرق الاوسط وفق رؤيته لهذا «السلام». وبالعودة الى وعود الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الاوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام.
وفي اطار الضغوطات الجارية، كشفت هيئة البث الاسرائيلي ان العدو ابلغ لبنان انه اذا لم يحصل اتفاق فسيقصف الجيش الاسرائيلي اهدافا لبنانية لا تقتصر على استهداف الضاحية الجنوبية، كاستهداف بيروت والمجلس النيابي.
حراك دولي
ومع ذلك استمر الحراك الدولي لوقف لحرب فبدأت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت زيارة إلى إسرائيل امس، ومن المقرر أن تلتقي خلالها بكبار المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة الأزمة الحالية، وأهمية التوصل إلى وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل شامل.
كما وسائل إعلام إسرائيلية: مبعوث البيت الأبيض دان شابيرو يجتمع غدا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لبحث الملف اللبناني
حذر فرنسي
من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الأحد، اللبنانيين والإسرائيليين إلى اغتنام «فرصة» سانحة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله.وقال بارو لقناة «فرانس 3»: هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها.
وإذ أعرب عن «حذره»، قال: أنه من خلال الدبلوماسية والعمل مع الأطراف المعنية بشأن المعايير التي تتيح ضمان أمن إسرائيل وسلامة الأراضي اللبنانية، أعتقد أننا بصدد التوصل إلى حل قد يكون مقبولاً من جميع الأطراف الذين ينبغي عليهم اغتنامه للتوصل إلى وقف النيران ووقف الكارثة الإنسانية أيضاً.
بوريل للإسراع بانتخاب رئيس
ودعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل بعد لقاء كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون الى وقف النار في لبنان واحترام سيادة هذا البلد.
واكد بوريل على دعم الجيش اللبناني، وتخصيص 200 مليون دولار لدعمه.
ودعا بوريل قادة لبنان لتحمل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
سياسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن التصعيد الذي حصل في إطار المواجهات بين حزب لله والعدو الأسرائيلي لا يعني أنه حاسم قبل تنفيذ وقف إطلاق النار ما دامت المواقف النهائية من المعنيين لم تصدر ، وأشارت في المقابل إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى مواصلة التفاوض بالنار للوصول إلى حل يتوافق عليه الجانبان اللبناني الإسرائيلي بواسطة أميركية، معتبرة أن الأمور في خواتيمها.
إلى ذلك تتحدث المصادر عن التواصل الجديد بين رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي السابق وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الدكتور سمير جعجع يندرج في إطار فتح النقاش حول المرحلة الراهنة كما المرحلة المقبلة وإمكانية إنجاز تفاهمات أو خارطة طريق للعمل بين الفريقين .
واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي ان استهداف الجيش اللبناني يمثل رسالة دموية برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل الى وقف النار وتنفيذ القرار 1701.
وتساءل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: من يفاوض لوقف اطلاق النار، وباسم مَنْ، ولصالح مَنْ؟ وهي اولى صلاحيات رئيس الجمهورية المغيب قصراً..
وأكد: ما لم ينتخب المجلس النيابي رئيساً للجمهورية، لن يتمتع مجلس النواب والحكومة بصلاحياتهما، ويبقى كل عملها منقوصاً وغير ميثاقي.
وتوقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عند موقف الثنائي الشيعي، الذي يرفع شعار لا انتخاب رئيس للجمهورية من دون وقف النار، وقال: اذا لم تنته الحرب، هل نبقى بلا رئيس للجمهورية.
وسأل باسيل: عادة عند وضع شرط لوقف النار يكون للضغط على العدو، ولكن على من تضعون هذا الشرط؟ على لبنان ولبنانيين.
لا تدريس حضوري اليوم
وإزاء هذا التطورات، علق وزير التربية والتعليم العالي التدريس الحضوري في المدارس والمعاهد المهنية والتقنية والرسمية والخاصة، ومؤسسات التعليم العالي الخاصة، والاستعانة بالتعليم عن بُعد.
الوضع الميداني: تل ابيب مقابل بيروت
شهد اليومان الماضيان تصعيداً عسكريا خطيرا وواسعا تمثل اولا بالغارة التدميرية الكبيرة على شارع فتح الله في البسطة بقلب بيروت استهدفت عددا من المباني بحجة اغتيال القيادي الكبير في حزب لله النائب السابق محمد حيدر الذي تتهمه اسرائيل بانه مسؤول عمليات المقاومة في الجنوب وفي خارج لبنان، لكنها اقرت بان العملية فشلت إذ تأكد ان حيدر لم يكن في المنطقة. بل سقط 29 مدنيا بينهم 13 شخصا من عائلة واحدة من الجنوب نزحت من حي السلم.
وردت المقاومة مساء السبت ونهار ومساء امس بسيل كبير من الصواريخ على تل ابيب وحيفا وعكا ونهاريا وصفد وجبل ميرون وقواعد عسكرية بعمق 150 كيلومترا وعلى المستعمرات الشمالية، ما اوقع بإعتراق اعلام العدو اصابات بشرية وتدمير ابنية واشتعال حرائق. ما كرّس لدى المقاومة معادلة تل ابيب مقابل بيروت. ونشر الاعلام الحربي للمقاومة صورة للدمار والحرائق في تل ابيب تحت عبارة:بيروت تقابلها تل ابيب.
ومساء الاحد اطلقت صفارات الانذار بعد السادسة مساء في تل ابيب وسقطت الصواريخ في ضواحي المدينة لا سيما بمنطقة «غوش دان». واعلنت القناة 14 الاسرائيلية: انه ردًا على إطلاق الصواريخ بشكل واسع اليوم (إطلاق 340 صاروخًا من لبنان تجاه إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان منذ صباح اليوم). من المتوقع أن يوسّع الجيش الإسرائيلي هجماته خلال الساعات المقبلة في عمق لبنان.
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصدر عسكري: قرابة 4 مليون شخص دخلوا إلى الغرف المحصنة في إسرائيل منذ صباح اليوم وصفارات الإنذار دوت أكثر من 500 مرة.
واستمرت المواجهات البرية خلال اليومين الماضيين في محاور القطاع الغربي ومدينة الخيام – ديرميماس حيث ركزت المقاومة على ضرب دبابات العدو وتجمعات جنوده، ما اضطره مساء امس الى سحب نحو 30 آلية من محور البياضة بإتجاه شمع وطيرحرفا، والتراجع من بعض اطراف الخيام نتيجة القصف الذي استخدمت فيه يوم السبت نحو 28 مسيرة لضرب تجمعات جنود الاحتلال عدا القصف الصاروخي والمدفعي.
والى ذلك واصل العدو غاراته على قرى الجنوب البقاع موقعا يوم السبت فقط 84 شهيدا و 213 جريحا بمن فيهم شهداء البسطة حسب مركز طوارىء وزارة الصحة.هذا عدا شهداء امس الاحد.
وفي منطقة العامرية في صور.. ادى القصف على مركز للجيش اللبناني الى استشهاد جندي واصابة 18 آخرين بجروح، اصابات بعضهم بليغة.
وبعيد السابعة، واثر انذار من الناطق الاسرائيلي، شنت الطائرات المعادية 7 غارات على مناطق عدة في الغبيري، وحارة حريك والعمروسية- الشويفات.
وتحدث حزب الله عن تدمير 6 دبابات واسقاط مسيرة، واستهداف مواقع لتجمعات الجيش الاسرائيلي في شمع ودير ميماس والخيام، واحياء معادلة تل ابيب مقابل بيروت.
واعترف الجيش الاسرائيلي سقوط 340 صاروخاً على مستعمرات الجليل والوسط وصولاً الى تل ابيب وصفد ونهاريا وعكا وحيفا وغيرها..
كما استهدفت الغارات الاسرائيلية مبنى في منطقة الطيونة.
"الأنباء" الالكترونية: ليس هناك من حدود للجنون الإسرائيلي في حربه المتوحشة التي يشنّها على لبنان، خصوصاً في الساعات التي أعقبت جولة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين من أجل التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، ما يشي بأنّ إنجاز هذا الاتفاق لا يزال بعيداً رغم الأجواء الإيجابية التي لا زالت تصدر وتسوّق إلى أنّ الاتفاق سوف يُعلَن خلال أيام أو أسبوع.
لكن التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق يحمل مؤشرات خطيرة جداً لما قد تؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة.
ففي أحدث التسريبات الإعلامية المتعلقة بالاتفاق على وقف إطلاق النار، عادت لتنتشر أجواء إيجابية حول احتمال إنجاز الاتفاق في فترة قريبة وفقاً لما أفادت مصادر معنيّة لجريدة الأنباء الإلكترونية.
وقد أشارت المصادر إلى أنّ الاتفاق أصبح شبه منجز باستثناء بعض التفاصيل الصغيرة التي يمكن تجاوزها، غير أنّ "الشيطان الذي يكمن في التفاصيل" لا يزال بإمكانه أن يفرمل كل الخطوات الكبيرة التي تُبذل من أجل إنهاء الحرب الدائرة.
وفي السياق، قلّلت مصادر مواكبة للتطورات الأمنية في اتّصال مع الأنباء الإلكترونية من إمكانية التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسبب التعنّت الإسرائيلي، وإصراره على أن يكون له دور في مراقبة المواقع التي قد ينسحب إليها حزب الله، مع التشديد على عدم السماح له بإعادة بناء ترسانته الدفاعية. المصادر توقفت عند التسريبات التي تحدثت عن سيناريوهين، الأول يقول إن نتنياهو وافق من حيث الشكل على المقترحات التي ناقشها مع هوكشتاين الخميس الفائت، وهو طالبه بإعطائه مهلة لمناقشة بنود الاتفاق في "الكابينت". أمّا الثاني فيتلخص برفض نتنياهو المطلق إعطاء فرنسا أي دور في لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح تشكيلها من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا. وفي المقابل يرفض لبنان مشاركة ألمانيا في هذه اللجنة. هذا، وهناك مقترح على بقاء فرنسا وألمانيا من ضمن هذه اللجنة. لكن نتنياهو لم يعطٍ هوكشتاين جواباً واضحاً بهذا الخصوص فبقي الأمر معلّقاً.
المصادر رأت في عودة نتنياهو إلى الحديث عن إمكانية التوصّل إلى هدنة مع "حماس"، وتحرير الأسرى بأنّه هروب من التزاماته تجاه الاتفاق على وقف النار مع لبنان، وعدم الرغبة في العودة إلى القرار 1701.
المصادر تخوّفت من المزيد من تدهور الوضع الأمني في الجنوب نتيجة إصرار العدو على التوغّل في عدد من المحاور في الجنوب بهدف تحسين شروطه التفاوضية من جهة، والخوف من استمرار حزب الله بقصف شمال إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات الذكية من جهة ثانية، وكما جرى بالأمس، فقد أدّت هذه الصواريخ البعيدة المدى إلى وقوع إصابات مباشرة بين عسكريين ومدنيين، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمباني والممتلكات التي استهدفتها.
ورأت المصادر أنّ يوم أمس كان الأكثر كثافة لجهة عدد الصواريخ التي أُطلقت على إسرائيل منذ توسيع الحرب على لبنان في 23 أيلول الماضي، وأدّت إلى أضرار جسيمة في مستعمرات معالوت، وترشيحا، وكفارة بلوم، وبرؤون، وثكنة دوفيف، والمطلة، وكريات شمونة، وحيفا، وضواحي تل أبيب. وقد بلغ مجموع الصواريخ التي أطلقت أمس على إسرائيل 340 صاروخاً، ومعظمها حقّق أهدافه، بحسب بيانات حزب الله.
ميدانياً، وفيما عادت وتيرة الغارات على الضاحية الجنوبية إلى الارتفاع، ما تزال جبهة الخيام - دير ميماس - برج الملوك، وبعد عشرة أيام من محاولة العدو التوغّل إلى قلب مدينة الخيام بعد محاصرتها من جهاتها الأربع على اشتعالها. وما زالت الاشتباكات بين جيش الاحتلال وحزب الله دائرة على مختلف المحاور رغم ادّعاءات إسرائيل إحكام السيطرة عليها. والأمر نفسه بالنسبة للمواجهات التي تدور في القطاع الغربي على محاور الناقورة- البياضة - طيرحرفا - برعشيت - شمع. أمّا المعلومات التي تتحدث عن سيطرة جيش العدو على هذه المحاور فهي غير مؤكدة، لأنّ المنطقة ما تزال تشهد اشتباكات عنيفة من قِبل مقاتلي حزب الله.
الجيش يدفع ضريبة الدم مجدداً
من جهة ثانية، وفي اعتداء مقصود على مواقع الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب، استهدف العدو الإسرائيلي موقع الجيش في العامرية إلى الشرق من صور ما أسفر عن سقوط شهيدين من الجيش وإصابة 18 عنصراً، حالة 4 منهم خطيرة بحسب البيانات الصادرة عن قيادة الجيش.
وتعليقاً على هذا الحادث المقصود، اعتبر رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، أنّ استهداف العدو الإسرائيلي مركزاً للجيش في الجنوب، وسقوط شهداء وجرحى، يمثّل رسالة دموية برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701. ورأى أنّ هذا العدوان المباشر يضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة على الجيش والمدنيين اللبنانيين، واضعاً هذا العدوان برسم المجتمع الدولي الساكت عن كل ما يجري في لبنان. وقال إنّ رسائل العدو الإسرائيلي الرافض لأي حل مستمرة. وكما انقلب على النداء الفرنسي ـ الأميركي لوقف اطلاق النار في أيلول الفائت، هو اليوم مجدداً يكتب بالدم اللبناني رفضاً وقحاً للحل الذي يجري التداول فيه، مؤكّداً التزام الحكومة بالقرار 1701، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب.
في السياق، أشار النائب السابق شامل روكز في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ الأسباب الكامنة التي أدّت إلى استهداف العدو مراكز الجيش المنتشرة في الجنوب تنطلق من دوره الوطني في حماية السلم الأهلي بعد أن تحوّلت بعض القوى السياسية إلى محميات طائفية ومذهبية. كما أنّه بدأ يتحضّر لدور وطني في الجنوب مدعوماً من كل الشعب اللبناني. وقد ميّزه بذلك أنّ عقيدته وطنية بامتياز.
وأضاف، "هذه الصفة أدّت إلى رفض إسرائيل وقف إطلاق النار حتى لا ينتشر الجيش في الجنوب لما يتحلّى به من ثقة محلية، وعربية، ودولية".
وعن الأسباب التي أدّت إلى تعثّر التوصل إلى وقف إطلاق النار، رأى روكز أنّ النقاط التي اتُّفق عليها في لبنان مع الموفد الأميركي لم تناسب إسرائيل، ولهذا فضّلت الذهاب إلى خيار الحرب.
وكانت إسرائيل قد أعربت في اعتذارٍ سخيف لا يحمل أية مصداقية، عن أسفها للتعرّض لموقع الجيش أثناء اشتباكها مع حزب الله.
بوريل
إلى ذلك، وفي زيارة وداعية لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزف بوريل، التقى خلالها عدداً من المسؤولين، حذّر من أنّ لبنان بات على شفير الانهيار، داعياً القيادات اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها وانتخاب رئيس جمهورية. وشدّد بوريل من عين التينة على أنّ الطريق إلى الحل يكون في وقف إطلاق النار فوراً من قِبل كل الأطراف وتطبيق القرار 1701. وجدّد بوريل دعم الاتحاد الأوروبي للجيش اللبناني والمؤسّسات اللبنانية. وقال: إنّنا جاهزون لتخصيص مبلغ 200 مليون يورو للقوات اللبنانية المسلّحة، معتبراً الهجوم على اليونيفل بأنه من غير المقبول.
مكتب المجلس
وفي إطار تعزيز القوى الأمنية، لا سيّما الجيش، وجّه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، دعوة إلى اجتماع لهيئة مكتب المجلس لمناقشة موضوع دعوة مجلس النواب لعقد جلسة نيابية ومن أهم بنودها، كما علمت الأنباء الإلكترونية، التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عثمان، واللواء الياس البيسري، المدير العام للامن العام بالوكالة، على أن تحدّد هيئة المجلس موعداً لهذه الجلسة قبل منتصف شهر كانون الأول المقبل.
"البناء": تسابقت وسائل إعلام الكيان في نقل خلاصة اجتماعات أمنية ترأسها رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لبحث الوضع على الجبهة اللبنانية ومستقبل مشروع اتفاق وقف إطلاق النار، وقد تقاطعت جميعها عند اشاعة أجواء تفاؤلية عن قرب توقيع الاتفاق مع لبنان، وقال بعضها إنّ الضوء الأخضر قد صدر للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، لإنجاز الاتفاق، لكن هوكشتاين نفى ذلك بسرعة قائلاً انّ الكلام غير دقيق، ولاحقاً نقل كلام عن نتنياهو يتضمّن التمسك بشرط حرية العمل داخل الأراضي والأجواء اللبنانية، ما أضعف الحديث عن قرب التوصل الى اتفاق طالما انّ لبنان أبلغ المبعوث الأميركي مراراً استحالة الموافقة الضمنية او المعلنة على مثل هذا الطلب باعتباره انتهاكاً صريحاً للسيادة اللبنانية.
الكلام “الإسرائيلي” كان محاولة لملاقاة مناخ غاضب في الرأي العام تجاه عجز القبة الحديدية عن توفير الحماية من صواريخ المقاومة، التي كان يومها أمس مميّزاً، حيث تساقط أكثر من 400 صاروخ فوق رؤوس المستوطنين من الحدود اللبنانية الى جنوب تل أبيب بعمق 150 كلم من حدود لبنان، بينما كانت أخبار الجبهة البرية تُكذّب المزاعم “الإسرائيلية” عن إنجازات حققتها قوات الاحتلال، حيث نجحت المقاومة بتدمير 10 دبابات، ستّ منها على جبهة البياضة، واثنتين في دير ميماس واثنتين في الخيام، وكانت المقاومة قد أعلنت عن 51 عملية مسجلة رقماً قياسياً مقارنة مع بيانات عملياتها اليومي.
في عمليات المقاومة أمس تمّ تثبيت معادلة تل أبيب مقابل بيروت، التي وعد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنها سوف تكون الترجمة لموقف المقاومة مع كلّ اعتداء على العاصمة بيروت، وجاءت مجزرة البسطة التي انتهت الى 100 إصابة بين شهيد وجريح، لتجعل الردّ حتمياً، فتساقطت وجبات صاروخية متعددة وفي أوقات متفاوتة على تل أبيب تاركة خلفها حرائق ودمار وسط حديث القنوات الإعلامية عن أبنية معرّضة للسقوط، فيما كانت الجبهة البرية تشهد معارك ضارية خصوصاً في هجمات المقاومة المركّبة على محوري القطاعين الغربي والشرقي، حيث استهدفت المقاومة تجمعات قوات الاحتلال الالتفافية في القطاع الشرقي خصوصاً في دير ميماس وإبل السقي إضافة للاستهداف المباشر للقوات التي توغلت في مدينة الخيام ومحاولة محاصرتها، وأجبرت قوات الاحتلال على التراجع من عدد من أحياء الخيام وسحب آلياتها من مثلث دير ميماس القليعة تل النحاس، بينما شهدت محاور البياضة في القطاع الغربي معارك ضخمة كانت الصواريخ المضادة للدبابات سيدة الموقف فيها، حيث تمّ تدمير ستّ دبابات ميركافا.
وشنّ حزب الله هجوماً واسعاً وشاملاً على كامل شمال فلسطين المحتلة وحيفا وصولاً الى تل أبيب وأشدود التي تبعد حوالي 150 كلم عن الحدود، ما وصفه الإعلام «الإسرائيلي» بأنه الأصعب منذ بدء العدوان على لبنان، حيص بلغ عدد العمليات 49 عملية حتى ما قبل منتصف ليل أمس حيث واصل الحزب إطلاق الصواريخ حتى ما بعد منتصف الليل، ما يفتح مرحلة جديدة من الحرب قوامها تفعيل كامل المعادلات القائمة لا سيما حيفا مقابل الضاحية الجنوبية، والجولان مقابل البقاع، والجليل مقابل مدينة صور، والأهمّ تفعيل معادلة تل أبيب مقابل العاصمة بيروت بشكل ثابت، الأمر الذي سيضع حكومة العدو أمام خيارات صعبة: إما الذهاب الى الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار من دون شروط حاول العدو اضافتها تحت النار، وإما الذهاب الى جول تصعيد جديدة ستعمّق المأزق «الإسرائيلي» ويدفع حزب الله الى مزيد من التصعيد المقابل.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله» صورة تحت عنوان «بيروت يقابلها تل أبيب». وتتضمّن الصورة جملة مقتبسة لمراسل قناة «كان» الإسرائيلية روعي كايس قال فيها إنّ «حزب الله يُظهر لأنصاره أنّ معادلة نعيم قاسم لا تزال قائمة: ضربة في قلب بيروت تعادل ضربة في تل أبيب».
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مشاهد من «عملية استهداف المقاومة الإسلامية قواعد عسكرية تابعة لجيش العدو الإسرائيلي في مدينة تل أبيب (يافا المحتلة) بمُسيّرات انقضاضيّة وصواريخ فادي 6 و قادر 2». فيما نشرت وسائل إعلام العدو فيديوات للدمار الذي سبّبته صواريخ المقاومة الاسلامية في حيفا ونهاريا و»تل أبيب».
وأفادت إذاعة جيش العدو عن «إطلاق 340 صاروخاً من لبنان منذ صباح اليوم (أمس)». وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن «سقوط شظايا صاروخية في أورنيت شمال رأس العين وسط إسرائيل».
وأفادت إذاعة جيش العدو، نقلاً عن مصدر عسكري، بأنّ «قرابة 4 مليون شخص دخلوا إلى الغرف المحصّنة في إسرائيل منذ صباح اليوم (أمس)»، وقال المصدر إنّ «صفارات الإنذار دوت أكثر من 500 مرة منذ ساعات الصباح».
وتحدث إعلام العدو عن «250 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل منذ منتصف الليل».
وفيما توقع مصادر سياسية لـ»البناء» أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً كبيراً على وقع استمرار التفاوض لوقف إطلاق النار، أشار خبراء عسكريون الى أنّ كثافة عمليات المقاومة وحساسية الأهداف وتتابعها بشكل ممنهج ومنظم ومتدرّج، يؤكد على استعادة المقاومة لمنظومة السيطرة بشكل كبير وتشكيل كلّ القيادات وفق التسلسل الهرمي، كما تؤكد على أنّ القوة الصاروخية للمقاومة لا تزال سليمة، وقادرة على ضرب أيّ هدف في «إسرائيل» وأنّ زمام المبادرة لا يزال لصالحها»، وشدّد الخبراء على أنّ حزب الله أعاد تفعيل كلّ المعادلات التي يعمل بموجبها منذ بداية الحرب وصولاً الى فرض معادلة تل أبيب – بيروت بالنار، وأرسل رسائل أمنية وسياسية للحكومة الإسرائيلية بأنّ قانون التفاوض بالنار يقابله النار والصواريخ وتوسيع الحرب الى تل أبيب وما بعد تل أبيب وقد يتجه حزب الله الى استهداف كلّ القواعد العسكرية والاستخبارية والمصانع التسليحية في كامل إسرائيل». وتوقع الخبراء أن تقوم «إسرائيل» باستهدافات جديدة في العاصمة بيروت.
وبعد المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو في منطقة البسطة وسط بيروت ما أدّى الى سقوط 29 شهيداً وعدد كبير من الجرحى، ردّ حزب بشكل واسع وعنيف، وشنّ للمرّة الأولى هجومًا جويّاً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة أشدود البحريّة، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم، وأصابت أهدافها بدقّة. كما ضرب هدفاً عسكريّاً في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وحقّقت العملية أهدافها.
وفي إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء «لبيك يا نصر الله»، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، قاعدة بلماخيم (قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة حيتس للدفاع الجويّ والصاروخي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كلم، جنوبي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وقد حقّقت العملية أهدافها. كما استهدفوا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كلم، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية. كما قصف قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة. واستهدف مدينة صفد المُحتلّة بصليةٍ صاروخية. واستهدف قاعدة بيريا (القاعدة الأساسية للدفاع الجويّ والصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية) بصليةٍ صاروخية، وقاعدة دادو (مقر قيادة المنطقة الشمالية) بصليةٍ صاروخية، وقاعدة ميشار (مقر الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية) بصليةٍ صاروخية. وقصف معسكر الـ 100 (معسكر تدريب للقوات البرية) شمال أييليت هشاحر، بصليةٍ صاروخية، ومرابض مدفعية العدو الإسرائيلي شمالي شرق مستوطنة جعتون، التي تعتدي على أهلنا وقرانا، بصليةٍ صاروخية، وقاعدة زفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخية. واستهدفت المقاومة قاعدة حيفا البحريّة (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال مدينة حيفا المُحتلّة، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
أما في الميدان، فواصلت المقاومة تصدّيها لمحاولات قوات الاحتلال الدخول الى مدينة الخيام من عدة محاور، مكبّدة العدو مزيداً من الخسائر البشرية ومجزرة في الدبابات وصل عددها الى 6 دبابات. ولدى محاولة دبابة ميركافا التقدّم لسحب دبابة من الدبابات المُدمّرة عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة، استهدفها مجاهدو المُقاومة بصاروخٍ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
وكان قد أعلن حزب الله عن تدمير 4 دبابات في المنطقة المذكورة.
وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام»، بأنّ الاشتباكات بين حزب الله وقوة «إسرائيلية» معززة بدبابات الميركافا «كانت تحاول الدخول إلى بلدة البياضة عن طريق شمع وطيرحرفا لجهة وادي حامول أدّت إلى احتراق اكثر من اربع دبابات ميركافا استهدفتها المقاومة بالصواريخ الموجهة والى سقوط قتلى وجرحى. وقد شوهدت النيران وسحب الدخان الأسود تندلع من تلك الدبابات».
وأوضحت أنّ «رتلاً من 30 الية عسكرية اسرائيلية تراجع من جنوب البياضة – الديكان بعد محاولته الالتفاف والسيطرة على البياضة وبلدة الناقورة على وقع القذائف الصاروخية للمقاومة وانسحب باتجاه شمع و طيرحرفا تحت غطاء مدفعي».
وكان العدو استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس، بعد توجيه سلسلة إنذارات لعدد من المناطق، وقصف بغارات مباني في حارة حريك والعمروسية وبرج البراجنة والليلكي وحي السلم.
على الصعيد التفاوضي، وعلى وقع تصعيد المقاومة الكبير، تحركت المفاوضات مجدّداً وعقب انعقاد مجلس وزراء الحرب «الإسرائيلي» الذي أجرى مشاورات أمنية سياسية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. وتضاربت الأنباء وتحليلات الصحف العبرية حول توجه الحكومة الإسرائيلية، أكان الى التسوية أو الى مزيد من التصعيد. حيث أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأنّ «إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين للمضيّ قدماً نحو الاتفاق مع لبنان». فيما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي، قوله إنّ «اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يقترب ولا يزال هناك بعض العمل يتعين القيام به».
الى ذلك، جدّد الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد شن موجة أولية. وبلغ عدد الغارات على الضاحية الجنوبية 7 غارات حتى الآن.
وكان قد أصدر الجيش الإسرائيلي 12 تهديداً تجاه مبانٍ في مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
دولياً، أوضح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في تصريح، «أنني التقيت اليوم في بيروت قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون وأكدت له دعم الاتحاد الأوروبي». ولفت إلى «أنني ناقشت مع قائد الجيش اللبناني الاحتياجات المحددة لنشر قوات الجيش جنوب نهر الليطاني كضامن لسيادة لبنان»، مضيفاً «هناك حاجة إلى جيش لبناني قوي لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701». ودان بوريل بشدة الهجوم الإسرائيلي «غير المبرر اليوم على موقع للجيش اللبناني» في العامرية والذي أسفر عن استشهاد جندي وإصابة 21. ورأى أنه «لا ينبغي لأحد أن يأخذ سيادة الشعب اللبناني رهينة سواء من الداخل أو الخارج».
من جهته، كشف مستشار المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، علي لاريجاني، أنّ «مسؤولين عسكريين يدرسون خيارات مختلفة للردّ على إسرائيل وهذا يتطلب دقة وسرية». وشدّد، في تصريح نقلته وكالة تسنيم، على أنّ «حزب الله قوي في الدفاع عن لبنان والمنطقة ومسؤولو لبنان يراعون ذلك في المفاوضات». وكشف لاريجاني أنّ «حزب الله يصنع الصواريخ بنفسه واستبعاده من معادلات لبنان السياسية غير مطروح». وأضاف «حزب الله سد قوي أمام الكيان الصهيوني ونحترم الأطياف اللبنانية الأخرى».
وفي سياق متصل، أعلنت خارجية إيران أنها ستجري الجمعة محادثات حول برنامجها النووي، مع سلطات فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الدول الثلاث خلف القرار الذي اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وينتقد طهران على عدم تعاونها في الملف النووي بحسب القرار.
"الشرق": وسعَّ العدو الإسرائيلي مجازرَه الجوالة داخل الأراضي اللبنانية بين بيروت والجنوب والبقاع مستهدفا المدنيين من نساء واطفال ومسنين غير عابئ بأي مساءلة على جرائمه التي ترقى الى جرائم الحرب والابادة بحسب العديد من القانونيين.
فقد استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة مدينة بيروت في الرابعة فجر السبت من دون انذار مسبق، وتركزت على مبنى مؤلف من 8 طبقات في منطقة فتح الله في حي البسطة الفوقا شارع فتح الله، وهو حي شعبي مكتظ بالسكان.حيث تم استخدام صواريخ خارقة للتحصينات سُمع دويها في مناطق مختلفة من لبنان، وهي شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.
الغارات الإسرائيلية أسفرت عن تدمير مبنى واحد على الأقل وتعرض مبان أخرى لأضرار جسيمة ما أدى إلى حالة هلع بين السكان. وأعلن الدفاع المدني عن مقتل 11 شخصا وجرح 23 جراء الغارة التي استهدفت البسطة فيما عملية رفع الأنقاض ما زالت مستمرة من قبل فرقه وذلك بحثا عن مفقودين.
صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على البسطة الفوقا في بيروت أدت في حصيلة جديدة محدثة وغير نهائية إلى استشهاد تسعة وعشرين شخصا وإصابة سبعة وستين آخرين بجروح، ولا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة.
من جهة ثانية، وبعد تهديد، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية مستهدفا محيط الجامعة اللبنانية في منطقة الحدث، وبعد الظهر، تجددت الانذارات الاسرائيلية حيث طلب من سكان الحدث وبرج البراجنة الاخلاء. وبعدها، اغار عليها الطيران الاسرائيلي وقد استهدفت احداها مبنى شمس الدين في الرويس، وشن الطيران الحربي الاسرائيلي ثلاثة غارات على منطقة السان تريز – الحدت في الضاحية الجنوبية.
وشهدت الضاحية الجنوبية امس موجة جديدة من القصف، فبعد انذار اسرائيلي جديد بالإخلاء لمنطقتَي الحدث وبرج البراجنة، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين عنيفتين على منطقة الكفاءات.
وافيد بان الغارتين على الكفاءات تسببتا بدمار هائل على رقعة جغرافية كبيرة، بدءًا من المباني المجاورة لمدارس المهدي واستكمالًا باتجاه طريق عام الجاموس».
صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة التقرير اليومي لحصيلة وتداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان. وفيه أن غارات العدو الإسرائيلي ليوم السبت 23 تشرين الثاني 2024 اسفرت عن 84 شهيدا و213 جريحا، وبلغت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس 3754 شهيدا و15626 جريحا.
من جهة اخرى، أقرّ الجيش الإسرائيلي، امس بأنه خلال عملية نفذتها قواته في جنوب لبنان، في وقت سابق، تعرض جنود لبنانيون في نقطة تابعة للجيش اللبناني لإصابات.
صدر عن قيادة الجيش اللبناني البيان الآتي: «استشهد أحد العسكريين وأصيب 18 بينهم مصابون بجروح بليغة نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركز الجيش في العامرية على طريق القليلة- صور، كما تعرّض المركز لأضرار جسيمة، ولاحقا، نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، «المعاون الأول الشهيد دياب محمد جعفر الذي استشهد بتاريخ ٢٠٢٤/١١/٢٤ من جراء استهداف العدو الإسرائيلي مركزًا للجيش اللبناني في بلدة العامرية.
وفي المستجدات الميدانية، فقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتي على بلدة الخرايب وفي المكان نفسه بفارق دقائق، كما شن غارة على طريق البرج بين بلدتي كفرتبنيت وارنون، وسجلت غارة على بلدة البياضة، وشنت الطائرات الحربية غارة عنيفة على بلدة دير قانون رأس العين جنوب صور، كما شن غارة على حي البياض في مدينة النبطية.
كما اغارت على بلدة شبيل بمنطقة جزين، كذلك تعرضت بلدة الريحان لغارة معادية. وافيد عن قصف مدفعي استهدف بلدتي السماعية والمنصوري.
وافادت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان دبابة اسرائيلية متمركزة في ضهور البياضة قصفت البياضة وبيوت السياد والمنصوري، ومشطت سهل المنصوري.
وتدور اشتباكات في ضهور البياضة للجهة الجنوبية بين المقاومة وقوة اسرائيلية معادية كانت تحاول التوغل والتقدم نحو الطريق العام لبلدة البياضة للالتفاف على البلدة، كونها منطقة استراتيجية تكشف سهلي صور والناقورة. إلا ان المقاومة وجهت نيران رشاشاتها وقذائفها الصاروخية باتجاه القوة الاسرائيلية المعاديةً محققة اصابات، الامر الذي دفع بالعدو إلى قصف محيط البياضة والمنصوري وبيوت السياد.
وقصفت المدفعية الاسرائيلية بلدات يحمر الشقيف، الجبل الأحمر بين حاروف وشوكين وزبدين، واغارت على ارنون وكفرتبنيت وحرش علي الطاهر ومحيط قلعة الشقيف، مجرى الليطاني بين زوطر ودير سريان، وبين شوكين وميفدون، واطراف كفرصير، كما نفذت 3 غارات على عين قانا في إقليم التفاح وعلى البياضة في صور.
وتتعرض بلدة الخيام لقصف مدفعي متقطع ورمايات من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة في بعض أحياء الخيام باتجاه احياء البلدة والقرى المحيطة، وطاولت الغارات كفرشوبا، الخيام، النبطية حي الراهبات، النبطية الفوقا وبين النميرية والشرقية، ما ادى الى استشهاد 3 عناصر من الهيئة الصحية الإسلامية، ميفدون، وشوكين، ونفذ غارة من مسيرة على دوحة كفررمان، وقصف حاروف والجبل الأحمر.
وبعد مجزرة شمسطار التي ذهب ضحيتها 24 شخصا معظمهم من النساء والاطفال ومسنين استهدفت غارة إسرائيلية امس المنطقة الواقعة بين بوداي والعلاق تحديداً في محلة الزعرورية في البقاع،وأفادت المعلومات بحصول مجزرة في بلدة بوداي. وشن الطيران الإسرائيلي غارة على بدنايل في بعلبك الهرمل وغارة على قصرنبا استهدفت كراجات محال تجارية كانت استهدفت سابقا منذ أكثر من شهر بالمسيرات.
في المقابل، صدر عن المقاومة الاسلامية امس البيانات التالية: استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في موقع المطلة وشرق الخيام ومستوطنات معالوت ترشيحا وحتسور هاجليليت، وقاعدة بلماخيم جنوبي تل أبيب بصليات صاروخية،واستهدف قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كلم، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية، واعلن في بيان عن تصديه لطائرة مسيّرة اسرائيليّة من نوع هرمز 450 في أجواء البقاع الغربي، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على المغادرة».
كما استهدف تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، بصليةٍ صاروخية، واستهدف تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، بصليةٍ صاروخية، واستهدف «تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة المنارة، بصليةٍ صاروخية»، واستهدف ايضا «مرابض مدفعية العدو الإسرائيلي في مستوطنة ديشون، التي تعتدي على أهلنا وقرانا، بصليةٍ صاروخية، واستهدف تجمعًين لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام، للمرّة الثانية، بصليتين صاروخيتين».
اعلن الجيش الإسرائيلي ان حزب الله أطلق 160 مقذوفا تجاه إسرائيل امس.
"نداء الوطن": "اشتدي أزمة تنفرجي" يبدو أنها مقولة لم تعد دقيقة، والدقيق هو "اشتدي أزمة تنفجري" وهذا ما هو حاصل، فبعد مغادرة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين تل أبيب إلى واشنطن، انفجر الوضع على نطاق واسع: غارات على بيروت والضاحية الجنوبية، توغّل إسرائيلي في الجنوب، وقصف صاروخي من "حزب الله" على إسرائيل تميَّز بأنه طاول عمق الدولة العبرية.
ومن خلال وتيرة التصعيد وطريقته، الواضح أن إسرائيل تنفِّذ أجندتها الميدانية، بصرف النظر عن المسارات السياسية والديبلوماسية التي يبدو أنها متعثرة.
في هذا المجال، تقول مصادر دبلوماسية إن إسرائيل تحاول أن تأخذ بالنار ما تطرح أن تأخذه بالتفاوض والذي ما زال متعثراً، فعمليات التوغل الموضعي التي تقوم بها في الجنوب بدأت تحقق لها أهدافها بإبعاد "حزب الله" إلى شمال الليطاني، وتُظهر الصور والمشاهد من أرض عمليات التوغل أن الجيش الاسرائيلي يتقدم في أكثر من منطقة وأن التوغل اقترب من أن يكون في عمق العشرة كيلومترات.
وفي سياق الجهود الدبلوماسية، ترددت معلومات أن الجانب الأميركي أعطى ضمانات لإسرائيل، في رسالة منفصلة، بحريّة التحرك في لبنان في حال خرق القرار 1701.
وما يجدر التوقف عنده، على هامش التوغل، هو جملة من المعطيات التي أشار إليها خبير عسكري ومنها أن الأسلوب التدميري الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي في عملياته هو من النوع الذي لا يسهِّل عودة المواطنين إلى قراهم وبلداتهم بعد انتهاء الحرب، مما يعني ان إسرائيل تنتهج ان تحقق بالنار ما يصعب عليها تحقيقه على طاولة المفاوضات. وما يعزز هذا الواقع أن الدولة العبرية عمدت إلى تدمير الأنفاق، حيث وُجِدَت، في القرى والبلدات التي وصلت إليها، وسجِّل في هذا المجال التفجير الهائل للأنفاق في بلدة الخيام، ما يعني أن هناك صعوبة بالغة في العودة إلى تلك البلدة كما كان عليه الوضع قبل السابع عشر من أيلول الفائت تاريخ بدء الحرب الفعلية. ويقارن الخبير العسكري أسلوب الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان مع الأسلوب الذي انتهجه في غزة، في شمالها أولاً ثم في جنوبها بحيث عمد إلى تدمير ما فوق الأرض وما تحتها من أنفاق بحيث باتت الحياة صعبة في القطاع، من شماله إلى جنوبه. ويخشى الخبير هنا أن يتحول جنوب لبنان إلى "غزة ثانية" بمعنى انعدام إمكانية الحياة فيه في المستقبل القريب، بعد الدمار الهائل الذي لحق به؟
في المقابل، يصف خبراء عسكريون طريقة قتال "حزب الله" بأنها "قتال تراجعي"، أو كما يُقال له "قتال تأخيري"، بمعنى ان المجموعات المقاتلة من "حزب الله" والتي أصبحت منعزلة عن بعضها نسبياً ، بسبب شبه انعدام الاتصالات في ما بينها، جل ما بإمكانها القيام به هو استهداف القوى المتقدمة في محاولة لتأخير تقدمها وليس لمنع هذا التقدم، وهذا ما حصل سواء في الخيام أو في شمع أو في بعض القرى الساحلية.
مصادر ديبلوماسية تعتبر أن ما يجري خطير جداً لأنه خارج السيطرة في ظل سقوط كل المساعي الدبلوماسية، وتشبِّه الوضع بأنه "حلبة ملاكمة" من دون ضوابط ومن دون حكَم ، وأن الأيام المقبلة ستكون عرضة لكل المفاجآت العسكرية في غياب الضوابط.
سياسياً وبرلمانياً، يتوقَّع أن يشهد هذا الأسبوع تحركاً لقاعة مجلس النواب من خلال جلسة التمديد لقائد الجيش، وعلى الأرجح وفق ما قدمته كتلة الاعتدال الوطني، بحيث يستفيد منه مَن هُم برتبة لواء وعماد، وهذا ما يسري على قائد الجيش وعلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي وعلى المدير العام للأمن العام . ويأتي هذا التمديد من ضمن صيغٍ عدة تم التقدم بها، لكن يبدو أن ما تقدمت به كتلة الاعتدال هو الأقرب إلى السير به.
وحفلت عطلة نهاية الأسبوع بموقف متقدم جداً للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي غمز فيه من قناة التفاوض في غياب رئيس الجمهورية فوصَّف الوضع بكل دقة في عظة قداس الأحد وقال "إننا في دولة من دون رئيس منذ سنتين كاملتين، بشكل مقصود ومتعمّد، ومجلس نيابيّ فاقد هيئته التشريعية، لكونه أصبح هيئة ناخبة لا تنتخب منذ سنتين، ومجلس وزراء لتصريف الأعمال منذ أكثر من سنتين، وفاقد كامل الصلاحيات ومنقسم على ذاته" وسأل "لماذا كلّ هذا الخراب على مستوى الشعب والمؤسّسات والدولة؟ من يفاوض لوقف إطلاق النار، وباسم مَن، ولصالح مَن؟ وهي أولى صلاحيّات رئيس الجمهوريّة المغيّب قصداً. ما لم ينتخب المجلس النيابي رئيساً للجمهوريّة، لن يتمتّع مجلس النواب والحكومة بصلاحيّاتهما، ويبقى كلّ عملهما منقوصاً وغير ميثاقيّ ".
في قضية مقتل الحاخام في دولة الإمارات، أعلنت الداخلية الإماراتية إلقاء القبض على الجناة وهُم ثلاثة. يجدر التنويه بأن الكشف عن الجريمة تم في سرعة قياسية بحيث لم تتجاوز الأربع والعشرين ساعة.
"الشرق الأوسط": أعاد «حزب الله» تفعيل معادلة «بيروت مقابل تل أبيب» التي كثيراً ما رفعها، عبر استهداف وسط إسرائيل في رد منه على المجزرة التي ارتكبتها الأخيرة في منطقة البسطة وسط بيروت، في وقت يخوض فيه الطرفان مواجهات برية عنيفة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، عند محور بلدة الخيام التي لم يتمكّن الجيش الإسرائيلي حتى الآن من السيطرة عليها، بينما اشتدت وتيرة الاشتباكات على محور شمع – طيرحرفا، في القطاع الغربي.
هذا في وقت تواصلت فيه الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، إذ شن الطيران الإسرائيلي، بعد ظهر الأحد، غارتين جويتين على منطقة الكفاءات في الضاحية، بعد نحو ساعة من إصداره إنذاراً بالإخلاء. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام»، إن الغارتين على الكفاءات تسببتا بدمار هائل على رقعة جغرافية كبيرة، بدءاً من المباني المجاورة لمدارس المهدي واستكمالاً باتجاه طريق عام الجاموس». وأفادت بأن سحب الدخان الكثيفة غطت أجواء المنطقة المستهدفة، مع انبعاثات لروائح كريهة.
تسارع عملية الخيام
تتسارع وتيرة العملية البرية الإسرائيلية للتوغل في الخيام على وقع الغارات والتفجيرات والقذائف الإسرائيلية، في موازاة استمرار القصف الإسرائيلي على قرى الجنوب حيث يسجل سقوط مزيد من القتلى والجرحى.
و أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن بلدة الخيام شهدت ليلة من أصعب الليالي وأعنفها منذ بدء الاجتياح البري عليها، حيث استمر الجيش الإسرائيلي بعملية توغله في البلدة تحت غطاء ناري كثيف، إذ قصفت مدفعيته مختلف أحيائها وشن طيرانه الحربي غارات مسبباً دماراً هائلاً في الأحياء والممتلكات. كما فخخ المنازل والمحال التجارية، وفجر حياً كاملاً في الجهة الغربية من البلدة.
وعلى وقع هذه المواجهات، تلقى بعض سكان المنطقة اتصالات هاتفية من الجيش الإسرائيلي عبر مجيب آلي، محذراً إياهم من الظهور في المناطق المشرفة على أماكن واجودهم، ومهدداً أن أي شخص سيقوم بالتصوير سيعد هدفاً.
دير ميماس
أما في ديرميماس التي مر الجيش الإسرائيلي عبرها باتجاه الخيام، فقد نفذ عدة عمليات تفجير تحت دير مار ميماس، وأغار طيرانه على الوادي والجبال المحيطة بالبلدة تحت قلعة شقيف وعلى ضفاف نهر الليطاني.
وأكد رئيس البلدية جورج نكد أن القوات الإسرائيلية كانت قد وصلت من جهة كفركلا إلى تلة لوبيا الواقعة بين القليعة ودير ميماس، ونصبت فيها حاجزاً، وأن هناك ما يقارب الـ20 شخصاً في البلدة بينهم سيدة حامل على وشك الولادة، ويجري التواصل مع «الصليب الأحمر الدولي» من أجل نقلها إلى بيروت.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعاد قطع طريق الخردلي بالكامل الذي يوصل النبطية بمرجعيون، من خلال الإغارة عليه، والتسبب بفجوة كبيرة، لمنع مرور أي من السيارات والآليات.
شمع طيرحرفا
وفي القطاع الغربي، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن «اشتداد وتيرة الاشتباكات بين المقاومة والعدو الإسرائيلي على محور شمع، طيرحرفا، شمع، حيث يعمد العدو إلى قصف البلدات المذكورة، بينما يكثف الطيران الاستطلاعي والمسّير بالتحليق فوق أرض المعركة الدائرة».
وأفادت «الوطنية» بأن فرق الدفاع المدني التابع لجمعية «كشافة الرسالة» الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية تحتاج لرافعات من النوع الكبير للمساعدة في رفع الأنقاض من المباني التي تتعرض للقصف الإسرائيلي؛ لأن الآليات المتاحة لا تفي بالغرض المطلوب.
وبعد الظهر، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن دبابة إسرائيلية متمركزة في ضهور البياضة تقوم بقصف البياضة وبيوت السياد والمنصوري، وبتمشيط سهل المنصوري. وأشارت إلى «اشتباكات في ضهور البياضة للجهة الجنوبية بين المقاومة وقوة إسرائيلية تحاول التوغل والتقدم نحو الطريق العام لبلدة البياضة للالتفاف على البلدة، كونها منطقة استراتيجية تكشف سهلي صور والناقورة. إلا أن المقاومة وجهت نيران رشاشاتها وقذائفها الصاروخية باتجاه القوة الإسرائيلية المعادية محققة إصابات، الأمر الذي دفع بالعدو إلى قصف محيط البياضة والمنصوري وبيوت السياد»، ليعود بعدها ويعلن «حزب الله» أن دمّر دبابة «ميركافا» عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة.
بيانات الحزب
أعلن الحزب في بيانات متفرقة، أنه «في سياق التصدي لمحاولات العدو التوغل ضمن المناطق الحدودية جنوب لبنان، استهدف مجاهدو المُقاومة 4 مرات تجمعاً للقوات الإسرائيلية شرق مدينة الخيام، برشقة صاروخية»، كما تعرّض تجمع للقوات الإسرائيلية في موقع المطلة، لاستهداف برشقة صاروخية، أعقبه هجوم جويّ بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على غرفة عمليّات مُستحدثة للاحتلال في مستوطنة المطلة، وأصابت أهدافها بدقّة»، بحسب بيان «حزب الله».
كذلك، أعلن الحزب عن استهدافه مرتين، تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، وتجمعاً في مستوطنة المنارة برشقات صاروخية.
وفي البقاع الغربي، أعلن بيان لـ«حزب الله» تصدي المقاتلين لطائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع «هرمز 450» في أجواء البقاع الغربي، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على المغادرة.
رداً على مجزرة بيروت
وهزّت صواريخ «حزب الله» قلب تل أبيب في رد على المجرزة التي ارتكبتها إسرائيل في منطقة البسطة في بيروت، بينما بلغت عمليات الحزب حتى بعد ظهر الأحد 36 عملية.
وقال مصدر أمني إن استهداف «حزب الله» تل أبيب يعكس إعادة تفعيل معادلة «تل أبيب مقابل بيروت» التي سبق أن أعلن عنها أمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله، وأعاد التأكيد عليها الأمين العام الحالي نعيم قاسم، مشيراً إلى أن «حزب الله» الذي تلقى ضربات قاسية يحاول أن يثبت من خلال ذلك استمرار قوته الصاروخية، وإرباك عمل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.
250 صاروخاً
وفيما بدا واضحاً ارتفاع عدد الصواريخ التي أطلقها «حزب الله» باتجاه إسرائيل مقارنة مع الأيام الماضية، واتساع رقعة المساحة التي استهدفتها، أفادت «القناة 14» الإسرائيلية بأن «حزب الله» أطلق، الأحد، أكثر من 250 صاروخاً باتجاه إسرائيلي، قال الجيش الإسرائيلي، بعد الظهر، إن «حزب الله» أطلق نحو 160 مقذوفاً من لبنان نحو شمال ووسط إسرائيل ما تسبب في إصابة عدة أشخاص، وإحداث أضرار في المباني والسيارات.
وفيما أفيد عن تعليق العمل بمطار بن غوريون لوقت قصير، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «انفجارات عنيفة سُمعت في تل أبيب الكبرى بعد استهدافها بصواريخ من لبنان للمرة الثانية»، بينما دوّت صافرات الإنذار في نهاريا وعكا والجليل الأعلى مع إطلاق رشقات صاروخية باتجاهها، بينما سجل وقوع بعض الأضرار في حيفا ونهاريا جراء الصواريخ.
وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأن 5 أشخاص أصيبوا في وسط إسرائيل نتيجة سقوط شظايا صاروخ أطلقه «حزب الله».
وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن انطلاق صافرات الإنذار في شمال البلاد ووسطها، قال في بيان: «حتى الثالثة بعد الظهر، عبر نحو 160 مقذوفاً أطلقتها جماعة (حزب الله) الإرهابية من لبنان إلى إسرائيل، الأحد»، بينما أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء) بأن بين الجرحى شخصاً إصابته ما بين «متوسطة إلى خطيرة».
وفي بيانات متفرقة، أعلن «حزب الله»، الأحد، أنه قصف «هدفاً عسكرياً» في مدينة تل أبيب وقاعدة استخبارات عسكرية قربها وأخرى بحرية في جنوب إسرائيل، غداة غارة إسرائيلية عنيفة على وسط العاصمة اللبنانية بيروت أودت بحياة 29 شخصاً، وإصابة 66 شخصاً، وفق حصيلة نهائية أعلنت عنها، الأحد، وزارة الصحة.
وفي بيان آخر، قال الحزب إن مقاتليه شنّوا، صباح الأحد، «للمرّة الأولى، هجوماً جويّاً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة أشدود البحريّة» التي تبعد 150 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان، إضافة إلى تنفيذه «عمليّة مركّبة»، صباح الأحد، على «هدف عسكريّ في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية».
وفي بيان ثالث، قال الحزب «إن مقاتليه استهدفوا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كيلومترات، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية».
واستهدف مقاتلو المقاومة برشقة صاروخية «قاعدة بلماخيم»، بحسب ما أعلن «حزب الله»، مشيراً إلى أن هذه القاعدة هي قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة «حيتس» للدفاع الجويّ والصاروخي، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كلم، جنوب مدينة تل أبيب.
وسبق هذه العمليات النوعية، استهداف «حزب الله» بصواريخ مستوطنات حتسور هاجليليت ومعالوت ترشيحا وكفار بلوم وكريات شمونة، وتجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة المنارة، و«مرابض مدفعية في مستوطنة ديشون التي تعتدي على أهلنا وقرانا»، بحسب بيان «حزب الله».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا