إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 17 24|08:49AM :نشر بتاريخ

"الديار":

فيما تجاوزت الخروقات الاسرائيلية 230 خرقا، تعقد لجنة مراقبة وقف النار اجتماعها العملي الاول غدا، وعلى جدول الاعمال لبنانيا وقف الاعتداءات، وتسريع الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة في ظل بطء ممنهج ومريب. رئاسيا، حتى الان لا يزال تصاعد الدخان الرئاسي الابيض غير مضمون في الـ 9 من الشهر المقبل، وذلك على الرغم من اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الترويج لاجواء تفاؤلية. فقبل نحو 20 يوما على موعد الاستحقاق، لا يزال الغموض سيد الموقف في ظل «خلط للاوراق» ومناورات مفتوحة على الكثير من الاوهام والقليل من الواقعية خصوصا لدى «اعداء» حزب الله في الداخل. فهم يتصرفون على اساس ان الحزب قد هزم في الحرب مع كيان الاحتلال، وتعرض «لنكبة» مع سقوط النظام السوري، ولهذا حان الوقت، برايهم، لحصد الارباح بدءا من رئاسة الجمهورية.

من يريد عرقلة الجلسة؟

علما ان المعارضة اللبنانية، مجرد شريك مضارب في معركة لا دور لها فيها، وهذا ما يجعل منها لاعبا ثانويا لدى القوى الاقليمية والدولية. ولهذا تحاول بقيادة «معراب» الاستفادة من الفترة الفاصلة لحجز دور في الصفوف الامامية، والحصول على دعم لانتخاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رئيسا للجمهورية، واذا لم يسعفها الوقت، فالاتجاه الى عرقلة الجلسة، وتاجيل الاستحقاق، ريثما يتسلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب السلطة، وحينئذ، برايهم، سيكون هناك كلام آخر، في ظل ترقب وانتظار لضربة قاسية لايران، تكون كالاعلان الرسمي لنهاية محور المقاومة، وهو ما دفع جعجع الى دعوة نواب المعارضة الى عدم الاستعجال، لان «الاجواء ستكون افضل حينئذ وساكون المرشح الطبيعي والوحيد للرئاسة الاولى».

لقاء باسيل – صفا؟

في المقابل، وفيما بات «الثنائي الشيعي» مقتنعا بان حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ضئيلة، الا انه لم يتخل عن ترشيحه حتى اللحظة، بانتظار خطوة من قبله، يعلن فيها الاستنكاف عن الترشح، لكن المشاورات مستمرة معه لاختيار مرشح جديد مع ميله الى تبني ترشيح النائب ابراهيم كنعان اولا، وفريد الخازن ثانياً، واذا تعذر ايصاله فهو يؤيد ترشيح قائد الجيش. وفي اطار التحضير لجلسة الانتخاب، كشفت مصادر مطلعة، عن زيارة بعيدة عن الاعلام، قام بها رئيس وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وبحث معه الملف الرئاسي، وعلم ان الاجواء كانت ايجابية، وثمة الكثير من نقاط التفاهم المشتركة.

لا ثقة خارجية بالمعارضة؟

ووفق مصدر ديبلوماسي، لا توجد قوة فاعلة وقادرة في لبنان يمكن الوثوق بها كي تتولى «الانقلاب» على حزب الله، وهذا الامر ينسحب على الدول العربية التي لا تريد العودة الى الوراء مجددا بعد فشلها سابقا في رهاناتها على الاطراف اللبنانية. وما يحصل اليوم هو محاولة داخلية لاستدراج العروض خارجيا للوقوف في وجه الحزب، باعتبار انه بات ضعيفا، لكن حتى الان لا توجد «خارطة طريق» خارجية يمكن الركون اليها لتنفيذ ما يطالب به بعض خصوم حزب الله في الداخل.

«الحلقة المفرغة»!

ولهذا ثمة حلقة مفرغة راهنا، بين واقعية خارجية تكتفي بالدعوة الى انتخاب رئيس جامع لا يستفز احدا، والحاح من قبل «معراب» وبعض من يتحالف معها على ضرورة استغلال الفرصة السانحة لتوجيه ضربة قاصمة الى حزب الله، عبر فرض انتخاب رئيس معاد لا رمادي، وجعجع مستعد للمهمة، على ان تكون الاجندة واضحة تبدا بوضع آلية سحب سلاح حزب الله، لا العودة الى البحث في استراتجية دفاعية، لكن حتى الان لا يبدو الخارج مستعدا لمغامرة بهذا الحجم في ظل نتائج غير مضمونة عبر عنها سابقا المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الذي اقر ان حزب الله لم يهزم في «رسالة» واضحة للداخل بعدم الذهاب بعيدا في رهانات غير واقعية.

لحود يطالب جعجع بـ«الخطة باء»

وفي هذا السياق، استقبل جعجع عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود الذي لفت إلى أن «المرحلة الحالية بالغة الأهمية في لبنان، وقال «انها فرصة نادرة في تاريخ لبنان، نتيجة الخسارة التي تعرض لها حزب الله وما حدث في سوريا، والحقيقة أن إيران أصبحت في موقف ضعيف هنا. لذلك، يجب أن نبحث عن رئيس يدعم المصالح الفضلى للبنان. لكن ووفق المعلومات، فان لحود وعد جعجع بتسويق ترشيحه في واشنطن، لكنه طلب منه ان يعد خطة «باء» لدعم مرشح موحد من المعارضة.

«الحج» الى دمشق

اما النائب السابق وليد جنبلاط، وبعد عودته من باريس، ولقاء الرئيس بري في عين التينة امس، فيستعد لزيارة تركيا ثم سوريا للقاء احمد الشرع، وعلمت «الديار» ان جنبلاط يحاول ان يؤدي دورا محوريا في اعادة انتظام العلاقات السورية-اللبنانية، لتحييد لبنان عن اي تداعيات محتملة ازاء الوضع السوري غير المستقر، وقد عرض على بري «خارطة طريق» تصب في مصلحة البلدين. وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سيزور تركيا يوم غد، ويحضر ايضا لزيارة القاهرة، وقد طلب من الخارجية اعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق، فيما يجري الاعداد لزيارة يقوم بها مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على راس وفد من دار الفتوى الى دمشق.

لماذا الاستعجال؟

وفي هذا السياق استغربت مصادر مطلعة، استعجال بعض القوى اللبنانية الى «الحج» الى دمشق، قبل ان تتضح طبيعة المشهد السياسي، وذكرت بما قاله المبعوث الخاص الى سوريا غير بدرسين، بان «النزاع لم ينته، مضيفاً أن اللاعبين الإقليميين يريدون أن يكونوا إيجابيين وداعمين، لكن الكثيرين منهم يشعرون بالتوتر إزاء الحكومة التي أنشأتها «هيئة تحرير الشام»، وهي ميليشيا اقام قادتها علاقات سابقة مع تنظيم «القاعدة» وتنظيم «لدولة الإسلامية»، وهم يراقبون جماعة إسلامية تصل إلى السلطة، ويتساءلون ما إذا كانوا سيوفون حقاً بوعودهم». وخلص بدرسين الى القول» سيتطلب الأمر معجزة جديدة في الأيام والأسابيع المقبلة لضمان عدم حدوث خطأ في سوريا»…

على ماذا تراهن المعارضة؟

للاسف، تقول اوساط سياسية بارزة، فان ما يدغدغ مشاعر المعارضة كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي جدد بالامس القول إنه نفذ وعده الذي تعهد به قبل عام بتغيير الشرق الأوسط. وقال «قبل عام قلت إننا سنغير الشرق الأوسط، وها نحن نغيره بالفعل، فسوريا ليست سوريا نفسها، ولبنان ليس لبنان نفسه، وغزة ليست غزة نفسها، ورأس المحور إيران، ليست إيران نفسها»، على حد تعبيره. وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه ناقش كل تلك القضايا مجددًا مع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، واصفا تلك المحادثة بالدافئة والودية والمهمة جدا. وأضاف نتنياهو أنه تحدث مع ترامب كذلك عن الجهود المبذولة لاستكمال ما وصفه بأنه «انتصار إسرائيل».

الهجوم على ايران

وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «هارتس» ان مسؤولا عسكريا اسرائيليا اخبر الصحافيين أن سلاح الجو يستعد للمهمة الكبرى التي تستهدف إيران. وكشف المسؤول العسكري عن أن المهمة المقبلة قد تحظى بدعم إدارة ترامب. ووصف أور هيلر، مراسل الشؤون العسكرية في قناة الـ13، الوضع الحالي بأنه فرصة محتملة لإسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية نحو إيران، وأشار إلى أن الأنظار تعود شرقا بعد العمليات المكثفة في غزة ولبنان وسوريا، وأكد أن الجيش الإسرائيلي يرى الآن فرصة لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. من جانبه، أوضح يوسي يهوشوع، محلل الشؤون العسكرية في قناة «آي 24» وصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن هناك إجماعا متزايدا في إسرائيل حول هذه الفرصة، خاصة مع وجود ممر عبر سوريا يسهل العملية العسكرية. في السياق ذاته، لفت ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13، إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يركز بشكل كبير على إيران كهدف رئيس في الفترة المقبلة.

تنسيق اميركي -اسرائيلي

وكشفت مصادر أمنية واستخباراتية إسرائيليّة، النقاب عن أنّ جيش الاحتلال يستعِّد وبوتيرةٍ عاليةٍ لتوجيه الضربة العسكريّة للمنشآت النووية، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الدولة العبريّة لن تتراجع عن قرارها حتى مقابل الحصول على تعويضاتٍ من الولايات المًتحدة الأميركيّة، واشارت الى أنّ كبار قادة الجيش ووزارة الحرب، سيجتمعون في واشنطن مع نظرائهم الأميركيين في البنتاغون ويعرضون أمامهم الخطط والخرائط حول الضربة المرتقبة لإيران.

استطلاع قطري

وفي ظل هذه الاجواء، بدأت قطر الاستطلاع رئاسيا، وبعد زيارة وزير الدولة القطرية محمد الخليفي، يصل اليوم ابو فهد جاسم آل ثاني الى بيروت، ووفق مصادر مطلعة، لا اسماء قطرية للرئاسة، لكن ثمة دعم لحصول الانتخاب في جلسة الـ 9 من الشهر المقبل، لشخصية جامعة غير مستفزة، وسيجدد الموفد القطري في هذا السياق دعم بلاده للجيش، مع تجديد التعهد بالمساعدة في اعادة الاعمار.

بري مصرّ على التفاؤل

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى في عين التينة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي الذي زار ايضا السراي الحكومي واجتمع مع الرئيس نجيب ميقاتي. وأكد بري، في تصريح مقتضب أن «الجو جيد وإن شاء الله هناك رئيس في جلسة 9 كانون الثاني». والتقى ايضا المرشح الرئاسي النائب نعمت افرام الذي قال أن «فرصة النجاح موجودة ومرتفعة، ولا «فيتو» عليّ من الخارج والعمل حالياً داخلي».

جنبلاط «والدخان الابيض»

وكان رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري استقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه رئيس الحزب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات السياسية، لاسيما الملف الرئاسي وأجواء ونتائج لقاء جنبلاط مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبعد اللقاء قال جنبلاط « أعتقد أن الرئيس بري مصر كما نحن نصر، في ال 9 من كانون الثاني يخرج الدخان الابيض ، وطبعا كل شيء تغير في أسبوع ، في أسبوع تغيرت سوريا ، هذا الموضوع هو للبحث والحديث لاحقا وطويلاً والاحداث التي جرت في المنطقه زلزال، لذلك انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة وتحصين البلاد وتحرير الجنوب ضرورة وإعمار الجنوب ضرورة.

ورداً على سؤال فيما اذا كان متفائلاً بإمكان انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني، أجاب جنبلاط : « نعم أنا متفائل.

اسبوع حاسم

وليس بعيدا، اعلن النائب الياس بوصعب بعد لقائه رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن «هناك ضرورة لاستمرار النقاشات، وهذا الأسبوع حاسم للتوصل إلى اتفاق حول اسمين أو ثلاثة أسماء للرئاسة، ولا يمكن لفريق أن يفرض على الآخر خياره». وقال: «نبحث عن اسم يجمع أكثر من 86 صوتًا لأنّ هناك جديّة للتوصّل إلى انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني، والخروج من الجلسة هو هروب من الواقع ولا نريد من أحد أن يضع أي مصلحة فوق مصلحة لبنان». وأضاف: «نتأمل أن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة ويُنتخب الرئيس…

ولادة « الكتلة السنية»

في هذا الوقت، كشف عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني عن «كتلة وازنة من النواب السنّة ستبصر النور نهاية الشهر الحالي». وقال: «ما زال تحركنا قائماً لحشد ما أمكن من شخصيات الخط الوسطي لتحقيق إجماع حول اسم رئيس للجمهورية يكون مقبولا من الشعبين اللبناني والعربي ومن المجتمع الدولي.

الخروقات الاسرائيلية

وفيما تجتمع لجنة مراقبة وقف النار غدا، استمرت الخروقات الاسرائيلية، واستهدفت مسيرة الوادي بين مصيلح والنجارية في قضاء صيدا متسببة بسقوط 3 جرحى، وعمد جيش الاحتلال الى تفجير ونسف منازل في بلدة الناقورة بالتزامن مع توغل داخل البلدة بالدبابات، وعملت قوة مشاة على تمشيط الناقورة بالرشاشات الحربية الثقيلة. وفي هذا السياق، طلب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، تفعيل الاتصالات الدولية لالزام اسرائيل بتطبيق الاتفاق.

 

 

 

"الاخبار":

تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري التاسع من كانون الثاني المُقبِل موعداً «جدياً» لانتخاب رئيس للجمهورية ألزم الجميع ببرنامج عمل مختلف. لكنّ سيناريوهات الخميس الرئاسي فُتحت على احتمالات عديدة، ليس أبرزها حصول الانتخاب. فحتى مساء أمس، لم تتوافر إشارة واحدة على وجود اسم توافقي، بينما سادت المخاوف بين الأطراف المعنية التي يخشى كل منها أن يظفر الآخرون بمرشحه.

علنياً، تجمع القوى السياسية على تلبية الدعوة وضرورة انتخاب رئيس لخطورة المرحلة. وقد ساهمت أحداث سوريا في تعزيز هذا الالتزام. لكنّ الانقسامات الداخلية والخارجية، وتعدّد أسماء المرشحين، كل ذلك يوحي بصعوبة الاتفاق سريعاً، ما يجعل السيناريو الأقرب إلى التحقق، هو في شرط توفّر نصاب الثلثين لافتتاح الجلسة، أي 86 نائباً من أصل 128. لكن قد يكون صعباً أن يحصل أي مرشح على 86 صوتاً في الدورة الأولى، ما يعني عقد دورة ثانية، تفرض على الفائز الحصول على أكثرية 65 صوتاً، وهو ما يُستبعد أن يحصل، فتنطلق سبحة الجلسات المفتوحة بانتظار حصول تفاهم، لكنّ الاحتمال الوحيد الذي قد يقلب الحسابات، هو أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة تؤمّن الأكثرية لمرشحها الأوحد قائد الجيش جوزف عون.

وقبل ثلاثة أسابيع على الموعد المفترض، انطلقت المناورات من قبل جميع اللاعبين، علماً أن التطورات التي يُمكن أن تحصل حتى تاريخ الجلسة من شأنها خلط الأوراق، رغم أن التطورات، منذ عدوان أيلول وحتى سقوط الرئيس بشار الأسد، لم تحدث انقلاباً يتيح لفريق واحد السيطرة على الاستحقاق. وقد تعزّز الانقسام لعدم وجود موقف خارجي موحّد. ويمكن تفصيل خارطة التحالفات كما تظهرها الاتصالات كالآتي:

على المستوى الخارجي، تتفق «اللجنة الخماسية» المعنية بالملف اللبناني على مبدأ انتخاب الرئيس في أقرب وقت، كما تتفق حول مواصفاته وجدول أعماله والمشروع الذي يجب أن يحمله ويعمَل على تنفيذه. لكنّ هذا التوافق يسقط فجأة عندما يبدأ التداول في الأسماء، إذ إن لكل عاصمة مرشحاً من اللائحة الطويلة. وإذا كانت الولايات المتحدة ومعها المملكة العربية السعودية تدفعان في اتجاه دعم قائد الجيش، فإنهما لا تمانعان تأجيل أي جلسة لا تضمن انتخابه. أما في فرنسا ففي جعبتها ثلاثة أسماء تروّج لها وتسعى إلى أن يكون رئيس الجمهورية المقبل من بينها، وفي مقدّم هؤلاء سمير عساف ثم الوزيران زياد بارود وناصيف حتي. فيما يدعم القطريون المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وهم نقلوا علناً إلى بعض القوى السياسية استعدادهم الكامل للمساهمة في إعادة الإعمار في حال انتخاب البيسري. وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطّلعة إن «السعوديين لا يؤيدون البيسري لكنهم لن يعملوا ضده، وهو ما أبلغه السفير السعودي وليد البخاري للبيسري نفسه في إحدى الجلسات». أما المصريون، الذين ليس لديهم اسم بعينه، فيؤكدون تأييدهم لأي مرشح توافقي.

أما على المستوى الداخلي، فتبدو الأمور متشابكة إلى حدّ كبير، إذ يفضّل الرئيس بري اسماً من اثنين: البيسري وجورج خوري. بينما يؤيد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ترشيح البيسري. لكنه، متذرّعاً بوجود فيتو أميركي عليه، يدفع إلى الترويج لانتخاب الوزير السابق زياد بارود. وعلمت «الأخبار» أن باسيل بعث قبل أيام برسائل إلى الثنائي أمل وحزب الله، قائلاً إن محور المقاومة خسِر ولا يزال يخسر، وإنه تراجع عن رفضه دعم البيسري، لكنه ينصح بدعم بارود، ليخلص إلى القول: «اقبلوا ببارود الآن، حتى لا تضطروا لاحقاً إلى القبول بجوزف عون مع مجيء ترامب»!

من جهته، رئيس تيار «المردة» المرشح سليمان فرنجية، لديه وجهة نظر مختلفة. وهو قال في اجتماع مع النائب علي حسن خليل ومستشار رئيس المجلس أحمد البعلبكي عندما سمع منهما أسماء البيسري وخوري وبارود: «لماذا تريدون انتخاب موظف يخضع لزعماء سياسيين، اذهبوا وانتخبوا مباشرة باسيل أو جعجع. وأنا لن أنسحب من أجل أشخاص سيأتون كواجهة لطرف ويتكرر مشهد رئيس الظل»، مشيراً إلى أنه مع ترشيح النائب فريد هيكل الخازن.

وبينما لا يزال موقف حزب الله غامضاً، يواصل قائد القوات اللبنانية سمير جعجع سياسة التهرب من التورط في إعلان دعم مباشر لأي اسم. وهو يكرر الحديث عن مطالب سياسية أبرزها أن يلتزم أي مرشح بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بصورة كاملة. وهو يقصد بذلك نزع سلاح حزب الله خارج جنوب نهر الليطاني. وعندما يُطرح عليه ترشيح قائد الجيش، يقول إنه لم يجلس معه لمناقشته في مشروعه الرئاسي.

وأكثر ما يزعج جعجع اليوم أن العلاقة مع حلفائه في المعارضة لا تتيح له تقرير مصير الاستحقاق وحده رغم كل التحولات التي حصلت، وأكثر ما يتخوّف منه هو حصول اتفاق بينَ الثنائي أمل وحزب الله والتيار الوطني وفرنجية والحزب الاشتراكي على مرشح لا يناسب القوات، وهذا ما دفعه لأن يراسل باسيل طارحاً فكرة مقاطعة الجلسة في حال لم يكن الأخير مؤيداً مئة في المئة للاسم المطروح من الآخرين.

من جانبه، النائب السابق وليد جنبلاط، لا يزال يُصرّ على عدم استفزاز حزب الله وحركة أمل بمرشح مواجهة، لكنه لا يريد أيضاً دعم مرشح يستفزّ المسيحيين. أما موقفه من وصول قائد الجيش فليس سلبياً.

أمام هذه الوقائع المعقّدة، قالت مصادر معنية بالملف الرئاسي إن قائد الجيش يُمكن أن يفوز إذا ما تدخّلت واشنطن والرياض بقوة، إذ لن يستطيع جعجع أو النواب السنّة أو جنبلاط الوقوف في وجه ضغوط العاصمتين. وإن لم يكن كذلك، فإن جلسة 9 كانون هي جلسة «تشحيل الأسماء وحرقها»، بانتظار العهد الأميركي الجديد.

جنبلاط متفائل بعد زيارة باريس

عاد النائب السابق وليد جنبلاط من باريس بعد زيارة تضمّنت لقاء غير رسمي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حضور النائب تيمور جنبلاط. وزار جنبلاط الأب برفقة الابن عين التينة أمس، لإطلاع الرئيس نبيه بري على أجواء اجتماع باريس. وعبّر بعد اللقاء عن تفاؤله بجلسة 9 كانون الثاني، معتبراً «أن كل شيء تغيّر في أسبوع، في أسبوع تغيّرت سوريا، هذا الموضوع هو للبحث، والحديث لاحقاً سيكون عنه طويلاً والأحداث التي جرت في المنطقة زلزال، لذلك فإن انتخاب رئيس للجمهورية ضروري». وعلمت «الأخبار» أن زيارة جنبلاط إلى عين التينة كانت لنقل الموقف الفرنسي «المؤيد لانتخاب رئيس في الجلسة المقبلة»، وأن «هناك توافقاً فرنسياً - أميركياً على ذلك». أما بالنسبة إلى الأسماء، فتقول المصادر إن «الأسماء المدعومة من فرنسا، صارت معروفة من الجميع، وتحديداً سمير عساف. لكنّ باريس أيضاً لن تعترض إذا كانَ التوجه لصالح قائد الجيش العماد جوزف عون». وأضافت أن «التفاؤل الذي تحدّث عنه جنبلاط لا يتصل بوجود توافق حول مرشح بعينه بل بسبب الجو العام المؤيّد لانتخاب رئيس في أسرع وقت».

هل ينتظر الجميع دخول ترامب البيت الأبيض؟

ثمّة رأي في لبنان يميل إلى فكرة عدم تكرار تجربة 2016، حينَ شاركت الغالبية في إيصال العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا وإنهاء الشغور الرئاسي قبلَ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ويعتبر هذا الرأي أن انتخاب الرئيس هو صفقة ضمنية تُعقد مع الإدارة الراحلة، بينما هناك إمكانية أن تأتي الإدارة الجديدة وتتعامل مع الرئيس الجديد كما تعاملت مع عهد الرئيس عون، كونها لم تكُن من ضمن «الديل»، وعليه نكون قد دخلنا في ست سنوات جديدة من التعطيل والضغوط. ويستند هذا الرأي إلى ما قاله مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس عن إمكانية الانتظار 3 أشهر إضافية، ويرى هؤلاء أن هذه «كانت رسالة واضحة من إدارة ترامب بتفادي حرق المراحل»، وهم يقولون بصراحة إنه «حتى محور المقاومة يجب أن ينتظر ما ستؤول إليه الأمور بين ترامب وإيران في المنطقة ليُبنى على الشيء مقتضاه، وقد لا يكون عنوان المرحلة المقبلة عنوان مواجهة». وفي هذا الإطار، كشفت مصادر بارزة أن بولس، في اجتماعاته مع بعض اللبنانيين على هامش إعادة تأهيل كاتدرائية نوتردام في باريس، أعطى إشارة بارزة لموقفه من جوزف عون من دون أي يسميه، إذ قال إنه لا يحبّذ وصول جنرال إلى بعبدا.

 

 

"النهار":

 أظهرت الحركة السياسية الداخلية في الساعات الأخيرة مقترنة بحركة لافتة لزوار ديبلوماسيين عرب وغربيين لبيروت وجولاتهم على المسؤولين وبعض القادة السياسيين، أن الحيوية الاستثنائية التي دبت في المشهد اللبناني الداخلي تشكل انعكاساً لاقتناع وانطباع واسع جداً حيال اعتبار موعد 9 كانون الثاني المقبل محطة تحوّل شبه ثابتة سيصار خلالها إلى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد. وإذ بدا لافتاً أن كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “يتقاطعان” على التوقع الجازم بأن رئيساً للجمهورية سينتخب في 9 كانون الثاني المقبل، تحوّلت الحركة المكوكية الكثيفة لمرشحين ونواب وسطاء يتولون أدواراً محورية في مشاورات الكواليس إلى مؤشر متقدم حيال الجدية الكبيرة التي تطبع مرحلة العد العكسي لموعد الجلسة الانتخابية بما وصفه أكثر من مصدر متحرك على هذا المسار بأنها المرة الأكثر اقتراباً إطلاقاً من بلورة اتجاهات وإرادات سياسية ونيابية وديبلوماسية لجعل 9 كانون الثاني نهاية قاطعة لسنتين وشهرين من أزمة الفراغ الرئاسي. وما زاد المشهد جدية أن تزامن زيارات ثلاثة زوار وموفدين كانوا أمس يتنقلون بين المقار الرسمية والسياسية عكست تنامي اهتمامات الدول بالوضع في لبنان مع اقتراب موعد الجلسة الانتخابية كما بدفع كبير من ترددات سقوط النظام السوري، إذ أكد أحد المصادر الذي اطلع على جوانب من لقاءات هؤلاء الزوار أن لغة ديبلوماسية شبه واحدة يسمعها المسؤولون والسياسيون اللبنانيون وتتشدد بضرورة أن يسارع لبنان إلى توظيف التطورات الإيجابية الاستثنائية التي تخدم واقعه بدءاً باستكمال تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بينه وبين إسرائيل تنفيذاً صارماً ومن ثم انتخاب رئيس الجمهورية في الموعد المحدد من دون أي مزيد من المماطلة والعرقلة. ويشار في هذا السياق إلى أن الاستحقاق الرئاسي كان أبرز ما تناولته زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي كما زيارة عضو الكونغرس الأميركي داريل لحود، فيما لم يغب هذا الاستحقاق أيضاً عن زيارة رئيس الوزراء اليوناني.

وفيما جال الخليفي على عين التينة والسرايا كما التقى قائد الجيش العماد جوزف عون في اطار تاكيده استمرار دعم قطر للجيش، أكدت معطيات إضافية أن ترشيح قائد الجيش لا يزال يشكل الخلفية المتقدمة في كثير من الاتجاهات الخارجية الداعمة لانتخابه، وقد نقل أيضاً عن داريل لحود تاييده لانتخاب قائد الجيش كانعكاس لموقف جمهوري داعم لهذا الاتجاه.

وفي معطيات جديدة عن اللقاء الذي أثار ضجة بين العماد جوزف عون والمسؤول الأمني في “حزب الله” وفيق صفا، إن اللقاء تمحوّر حول الوضع في الجنوب وبرز تاكيد من صفا لتسهيل مهمة الجيش والتزام القرار 1701 وتاكيد لعدم العرقلة أو إعاقة عمل الجيش إذ أن الحزب يدرك تماماً أنه ملزم تنفيذ اتفاق وقف النار. ولم يتم التطرق في الاجتماع إلى الملف الرئاسي باعتبار أن وفيق صفا منسق للملف الأمني ولا علاقة له بالشأن السياسي.

الحركة السياسية

وكان الرئيس بري أكد في تصريح مقتضب أمس أن “الجو جيد وإن شاء الله هناك رئيس في جلسة 9 كانون الثاني”.

وكشف الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عقب زيارته ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط للرئيس بري مساء أمس أنه قابل مع تيمور في باريس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووضع الرئيس بري في أجواء اللقاء. ولفت إلى أن “كل شيء تغيّر في أسبوع وسوريا تغيّرت والأحداث التي حصلت كزلزال، ولذلك انتخاب الرئيس بات ضرورة لتحرير البلاد وتحصينها وإعمار الجنوب، وشددت مع الرئيس بري على ضرورة الانتخاب في 9 كانون الثاني”.

الوفد القطري برئاسة الوزير محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي خلال زيارته للرئيس بري

والتقى بري المرشح الرئاسي النائب نعمت افرام الذي قال إن “فرصة النجاح موجودة ومرتفعة، ولا “فيتو” عليّ من الخارج والعمل حالياً داخلي”. أضاف: “أشكر الرئيس بري الذي أوصلنا بفضل جهوده المكثفة إلى اتفاقية لوقف العدوان مع الحفاظ على كرامتنا، ونأمل مع بداية العام الجديد التوصل إلى انتخاب رئيس”.

وفي الوقت نفسه تكثفت حركة المرشحين والكتل على طريق معراب في ما يعكس محورية الدور الذي يلعبه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وكتلة القوات في هذا الاستحقاق خصوصاً بعد التطورات الاخيرة. والتقى جعجع أمس النائب فريد هيكل الخازن الذي قال إنه لمس من جعجع “حرصه على أن يكون هناك انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني وأن الاجتماع كان مثمرا”. وأكّد أنّ “التواصل مع سليمان فرنجية مفتوح وهو كان وضع مواصفات محدّدة وقد طرح بعض الأسماء من ضمنهم إسمي”. وشدّد على أنّ “هدفي من هذه الجولات ليس إعلان طرح إسمي لرئاسة الجمهورية”.

وشدد عضو الكونغرس الأميركي داريل لحود بعد زيارته لمعراب على ضرورة “أن نتأكد من أن لبنان سينتخب رئيسًا يحترم سيادة لبنان واستقلاله ويراعي مستقبل البلاد، وعلينا أن نضمن أن يكون الرئيس شخصًا غير فاسد، وقادرًا على الاستفادة من الفرصة الحالية التي بين أيدينا”. واعتبر “أنها فرصة نادرة في تاريخ لبنان، نتيجة الخسارة التي تعرض لها “حزب الله” وما حدث في سوريا، والحقيقة أن إيران أصبحت في موقف ضعيف هنا. لذلك، يجب أن نبحث عن رئيس يدعم المصالح الفضلى للبنان”.

وفي السياق، أعلن النائب إلياس بوصعب بعد لقائه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن “هذا الأسبوع حاسم للتوصل إلى اتفاق حول إسمين أو ثلاثة أسماء للرئاسة ولا يمكن لفريق أن يفرض على الآخر خياره”. وقال: “نبحث عن إسم يجمع أكثر من 86 صوتًا لأنّه هناك جديّة للتوصّل إلى انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني والخروج من الجلسة هو هروب من الواقع ولا نريد من أحد أن يضع أي مصلحة فوق مصلحة لبنان”.

وفي مواكبة اوروبية لمجريات الوضع في لبنان زار بيروت أمس رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والتقى كلاً من الرئيسين بري وميقاتي، كما اجتمع في دار مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس مع البطريرك يوحنا العاشر والمطران الياس عودة.

 

 

"نداء الوطن":

على مسافة ثلاثة وعشرين يوماً، من الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لانتخاب رئيس للجمهورية، تلاحقت التحركات واللقاءات وتركزت في عين التينة والسراي ومعراب واليرزة.

أبرز اللقاءات كانت في عين التينة، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط يرافقه نجله النائب تيمور جنبلاط، وقد اكتفى جنبلاط بالقول: «كنت مع تيمور في باريس حيث قابلنا ماكرون وعدت إلى لبنان ووضعت بري في أجواء اللقاء»، وتابع «كل شيء تغير في أسبوع، ففي أسبوع تغيّرت سوريا، والأحداث التي جرت في المنطقه زلزال، لذلك انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة وتحصين البلاد وتحرير الجنوب ضرورة وإعمار الجنوب ضرورة». ورداً على سؤال عمّا إذا كان متفائلاً بإمكانية انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني؟ أجاب جنبلاط: «نعم أنا متفائل».

وعلمت «نداء الوطن» أن جنبلاط حاول إقناع بري بقائد الجيش العماد جوزيف عون، وفي اعتقاد زعيم المختارة، أن الهامش يضيق أكثر فأكثر، وأن ما كان خاضعاً للنقاش قبل سقوط نظام الأسد في سوريا، لم يعد متاحاً اليوم.

وكان نُقِل عن الرئيس بري قوله في تصريح مقتضب من عين التينة أن «الجو جيد وإن شاء الله هناك رئيس في جلسة 9 كانون الثاني».

وفيما تترقب الأوساط ما سيقوله رئيس تيار المرده غداً في تكريم الذين ساعدوا في موضوع الإيواء والنازحين إلى زغرتا، نشطت الحركة في أكثر من موقع. ومن مؤشرات الحراك الرئاسي زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي الذي التقى الرئيس بري، والرئيس ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون. وسجِّلت في الحراك الرئاسي زيارة النائب فريد الخازن إلى معراب، وكذلك زيارة النائب نعمت افرام إلى عين التينة.

في ملف آخر، هل بدأ لبنان يتلمَّس طريقه في اتجاه السيادة؟ أكثر من مؤشر يدل على ذلك، أبرزه أن رئيس حكومة تصريف الأعمال أعطى توجيهاته بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق، بعدما كانت أقفلت خلال الأحداث الاخيرة. هذه الخطوة تعكس اهتمام لبنان بالانفتاح على السلطة الجديدة في سوريا.

وفي الملف السوري، وبعد أسبوع على سقوطه وعلى انهيار نظامه وعلى لجوئه إلى روسيا، خرج الرئيس المخلوع بشار الأسد عن صمته، فروى في بيان مسهب كيفية خروجه، ويقول في الرواية: «بداية لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك، بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر 2024». ويتابع الأسد في روايته: «ومع تعدد الإرهاب داخل دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها. وعند الوصول إلى القاعدة في حميميم صباحاً تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش مع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسير، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة».

«خلال تلك الأحداث لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبلي أو من قبل أي شخص أو جهة، والخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعاً في مواجهة الهجوم الإرهابي».

لم يكن ينقص رواية الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد سوى استحضار لجوء العماد ميشال عون إلى السفارة الفرنسية في الحازمية في 13 تشرين الاول 1990. والرواية التي رواها السفير الفرنسي، ومما جاء فيها «صباح يوم 13 تشرين الأول كانت الجبهة اللبنانية مشتعلة من جراء القصف السوري، فاتصل عون بي وقال: «أنظر ما في وسعك أن تعمله، فهذا هجوم شامل»، ويتابع السفير آلا: «تمكنت من التحدث هاتفياً إلى الهراوي، بعد صعوبة، وأبلغته أن عون اعترف بهزيمته ويطلب وقفاً لإطلاق النار لتجنب حمام دم». ويتابع السفير آلا روايته «وعند الساعة الثامنة والنصف من ذلك اليوم وصلت آليتان مصفحتان وعلى متنهما عون وحوالى 20 من أعوانه، وتوزعوا على مقر السفارة ومنزل السفير في ما كان يسمى فيلا الأمير، وحرصت على إنزال الجميع إلى الطبقة الموجودة تحت الأرض وبقيت مع عون وعدد من حراسه في الطبقة الأرضية».

ويكشف آلا أن العماد ميشال عون اتصل برئيس أركان الجيش جان فرح وقال له: «لا تفاجأ سأدعو لوقف إطلاق النار وسأطلب من الجيش أن يضع نفسه بتصرف لحود وأن يأخذ الأوامر منه».

من العماد ميشال عون، في السفارة الفرنسية في الحازمية عام 1990، إلى الرئيس بشار الأسد في قاعدة حميميم الروسية عام 2024، أربعة وأربعون عاماً، لكن الاستسلام واحد: من عون إلى بشار.

المفارقة أن العماد عون سقط على يد الرئيس حافظ الأسد. وبشار الأسد سقط بالطريقة ذاتها تقريباً التي أسقط فيها الأسد الأب العماد عون.

وفي تطور قضائي بارز، علمت «نداء الوطن» أن المجلس الدستوري اتخذ قراره بوقف نفاذ قانون تعيين أعضاء مجلس القضاء الأعلى، ولن يعلن عن القرار إلا اليوم .

 

 

"الجمهورية":

الملف الرئاسي في وضع سياسي حرج، يتعادل فيه المنحى التفاؤلي مع المنحى التشاؤمي، بما يصعّب تحديد الوجهة التي سيسلكها في جلسة مجلس النواب المقررة في التاسع من كانون الثاني المقبل. فالصورة الدقيقة للمسار الرئاسي تعكس أنّه يتأرجح مع "هبّة باردة" ترفع مستوى التفاؤل في حسم انتخاب رئيس للجمهورية في تلك الجلسة، ومع "هبّة ساخنة" تأخذه في الاتجاه المعاكس، وتوحي وكأنّ أشباح التعطيل عادت لتحوم من جديد في أجوائه، ولا تنعى احتمال التوافق وانتخاب الرئيس فقط، بل تنعى الإستحقاق الرئاسي برمّته، وتنذر بتمديد طويل للفراغ في سدّة الرئاسة.

تخوّف من كمين!

الأجواء الرئاسية تشي بأنّ التفاؤل والتشاؤم متعادلان حتى الآن، فما يتسرّب من أجواء المكوّنات المصنّفة سيادية وتغييرية، يفيد بأنّ انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة الانتخابية غير محسوم. وبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، فإنّ إشارات غير مشجّعة رُصدت بوضوح من هذه المكوّنات، تعكس رفضها لخيار التوافق على مرشح او أكثر من مرشّح لرئاسة الجمهورية، وتروّج مسبقاً لما تسمّيها "جلسة فارطة" في 9 كانون الثاني".

وتشير مصادر المعلومات، إلى انّ كلاماً صريحاً يتردّد داخل جدران الغرف المغلقة، ويركّز:

اولاً، على أنّ فكرة ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع جدّية، ولكن من دون أن تُحسم بشكل نهائي حتى الآن، في انتظار ما إذا كانت الأيام المقبلة ستساهم في خلق الظروف الموضوعية لإنضاج هذا الترشيح. الّا انّ نقطة الضعف التي تعتري هذا الترشيح تتجلّى في أنّه لو حصل وتمّ إعلان الترشيح رسمياً، فإنّ عبوره مستحيل ضمن الخريطة المجلسية الحالية التي تحوي على مساحة نيابية معاكسة تلامس ثلثي أعضاء المجلس النيابي ولها رأي آخر.

ثانياً، على التريّث في إبداء موقف حاسم ونهائي، في انتظار أن تتبلور الترشيحات بصورتها النهائية، مع ميل واضح إلى تأييد أحد المرشحين البارزين (في اشارة واضحة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون).

وبمعزل عمّا إذا كان ترشيح قائد الجيش ميسّراً او معقّداً، مع الإشارة هنا إلى ما اكّد مصدر رفيع على صلة مباشرة بالملف الرئاسي لـ"الجمهورية"، بأنّ ترشيح العماد عون مرهون يُسره بتعديل للمادة 49 من الدستور. وفي الوقت الحالي لا توجد حماسة لتعديل الدستور، مشيرة في هذا السياق إلى موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال علناً بأنّ ترشيح موظفي الفئة الأولى من مدنيين او قضاة أو عسكريين يوجب تعديل الدستور.

الثالث، على التخوّف مما تسمّيه مكونات المعارضة السيادية كميناً منصوباً في الجلسة لتهريب رئيس للجمهورية لا يلبّي الطموحات السيادية ومتصادم مع توجّهاتها.

من هنا، تلفت مصادر المعلومات إلى توجّه لدى تلك المكونات السياسيّة والنيابية للمشاركة في جلسة 9 كانون الثاني، بدورة الانتخاب الأولى حصراً، مع ترجيح الانسحاب من القاعة العامة فور الشروع في دورة الانتخاب الثانية.

وتضيف المصادر عينها، "أنّ الهدف الطبيعي من هذا الإنسحاب هو تطيير نصاب جلسة الانتخاب، إلّا انّ نقطة ضعف هذه المكونات تتجلّى في أنّ تعدادها النيابي يزيد بصوت او صوتين عن الثلاثين نائباً،(القوات اللبنانية وبعض حلفائها من النواب المصنّفين معارضين وتغييريين) وما زالت في حاجة إلى توفّر عشرة نواب وأكثر ليكون انسحابها مجدياً، وفارضاً لتطيير النصاب بما يُسمّى الثلث المعطل الذي يتطلّب 43 نائباً عداً ونقداً".

فترة سماح

إلى ذلك، على انّ هذه الأجواء لا تُعتبر حاسمة، وناسفة لجلسة 9 كانون الثاني. وفق ما يؤكّد مرجع كبير لـ"الجمهورية"، "حيث أنّ الأمور ما زالت في بداياتها، ويمكن اعتبار هذه الفترة "فترة سماح" لبضعة اسابيع ينبغي على الاطراف أن تحسم مواقفها وترشيحاتها خلالها، وبالتالي من الخطأ الذهاب إلى تغليب السلبية والاستسلام للتشاؤم. والأهم من كل ذلك تحسم خيارها نحو التوافق على مرشح او مجموعة مرشحين. فهذا التوافق هو ما يجب ان يحصل في نهاية المطاف، وأمامنا فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون، ولا خيار امامنا سوى ان نغتنمها".

بري على تفاؤله

إلى ذلك، كرّر الرئيس بري إشاعة إيجابيات حول الجلسة الانتخابية، ونُقل عنه قوله امس: "الجو جيّد، وإن شاء الله هناك رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني".

على أنّه في موازاة الأجواء المتشنجة والترويجات التشاؤمية التي تعكسها جهات سياسية ومنصات إعلامية تابعة لها، وتشكّك بأن تكون جلسة انتخاب رئيس للجمهورية مثمرة، سألت "الجمهورية" الرئيس بري عمّا إذا كان متفائلاً بإمكان حصول انتخاب فأجاب: "وما الذي حصل حتى أغيّر رأيي ولا أكون متفائلاً. لقد دعوت إلى الجلسة الانتخابية قبل اكثر من شهر من موعدها، بما يتيح امام الجميع اسابيع عدة لإجراء نقاشات وصياغة توافقات وتفاهمات. وفي يوم الجلسة سننزل إلى مجلس النواب وستكون الجلسة كما سبق وقلت مثمرة".

ورداً على سؤال، رفض بري التعليق على حديث البعض (نواب المعارضة) عن وجود كمين منصوب في جلسة 9 كانون الثاني، واكتفى بالقول: "هذا كلام مستغرب".

وكتأكيد على الجلسة المثمرة، أشار بري إلى أنّ سيوجّه الدعوات لحضور هذه الجلسة لكل البعثات الديبلوماسية في لبنان. وعُلم أنّه لم يوجّه دعوة إلى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، كما أنّ هوكشتاين نفسه لم يعبّر عن رغبة في حضور الجلسة، وإن أراد ذلك فليس ما يمنع حضوره الجلسة، وسيكون حضوره مرحّباً به.

لا حراك للخماسية

وبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، فإنّ التواصل لم ينقطع مع سفراء اللجنة الخماسية، ولكن خلافاً لما تردّد عن حراك جديد لهم، فلا شيء رسمياً حتى الآن، وعين التينة ليست في جو مثل هذا التحرّك، وخصوصاً انّهم التقوا الرئيس بري الأسبوع الماضي، وقالوا ما لديهم وأثنوا على مبادرة الرئيس بري وأكّدوا انّهم مرتاحون لتحديد موعد جلسة 9 كانون الثاني، ووجّهوا دعوة إلى كل الاطراف للتجاوب مع دعوة بري، والتشارك في انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي هم استنفدوا كل محاولاتهم، ولا شيء لديهم ليقدّموه سوى النصيحة للأطراف بأن ينخرطوا في العملية الانتخابية وانتخاب رئيس للجمهورية في لعبة برلمانية وديموقراطية.

ورداً على سؤال، اكّدت مصادر المعلومات، "أنّ سفراء اللجنة الخماسية في لقائهم الاخير مع بري لم يطرحوا اي اسماء، ولم يوحوا بتبنيهم لأي مرشح. ولكن ما نسمعه ويسمعه غيرنا يفيد بأنّ بعض سفراء اللجنة منحازون لمرشّح معيّن او مرشّحين معينين، وهم يقاربون الاسماء ويفاضلون بينها، في جلساتهم في ما بينهم، وكذلك مع بعض الأطراف السياسية، وهم إن كانوا يعترفون بأنّهم لا يستطيعون أن يفرضوا مرشحاً معيناً، ينصحون به ويشجعون على انتخابه".

حضور قطري

وكان الملف الرئاسي، بنداً حاضراً في زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، حيث اكّدت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية"، انّ "الوزير القطري عكس موقف بلاده الذي يحث على انتخاب رئيس للجمهورية، معبّراً عن الأمل في أن تتحقق هذه الغاية في الجلسة التي دعا اليها الرئيس بري".

وفي جانب آخر اكّد الوزير القطري "وقوف دولة قطر إلى جانب لبنان، واستعدادها الدائم للوقوف إلى جانبه لتمكينه من تجاوز ازمته، وآثار العدوان الاسرائيلي على لبنان، وإعادة البناء والاعمار".

مع جنبلاط

والمستجدات الرئاسية بحثها الرئيس بري مع الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي زار رئيس المجلس بعد ظهر أمس، وقال بعد اللقاء: "كنت وتيمور في باريس، والتقينا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ووضعت الرئيس بري في أجواء الزيارة. وقد تباحثنا في مختلف الامور المهمّة، ولاسيما اتفاق وقف اطلاق النار".

واكّد جنبلاط انّ "تحرير الجنوب وإعماره ضرورة". وقال: "نأمل أن يخرج الدخان الابيض في الملف الرئاسي، والأحداث التي شهدتها المنطقة كانت بمثابة زلزال، لاسيما في سوريا، وانتخاب الرئيس ضرورة لتحصين البلاد".

حضور يوناني

وعلى خط آخر، حطّت زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس في بيروت، الذي التقى الرئيس بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي قال: "تطرّقنا مع رئيس الوزراء اليوناني إلى الوضع السياسي في لبنان وبحثنا في اتفاق وقف إطلاق النار وشدّدنا على تطبيق بنوده والتنفيذ الكامل للقرار 1701. كما أكّدنا على الدور المهمّ للجيش اللبناني، وقد أبدى الرئيس اليوناني استعداد بلاده لدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية". وتابع: "كذلك، طلبت خلال اللقاء من رئيس وزراء اليونان إفادة لبنان بالخبرات الاقتصادية وخطط التعافي المالي. ونعوّل على جهود اليونان الصادقة لدعم لبنان في المجالات كافة".

اما رئيس الوزراء اليوناني فقال: "لبنان في قلبنا ووقف إطلاق النار مع إسرائيل وفّر أول نظرة أمل منذ فترة طويلة، وجهود الوساطة التي قادتها أميركا وفرنسا جديرة بالتقدير".

وتابع: "بلدنا والمجتمع الدولي يقومان بكل ما يلزم لتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 الذي يحفظ السيادة اللبنانية. نعلم كم صمد لبنان خلال الحرب، ونحن نؤكّد على هذا الصمود. ويجب بالتأكيد تثبيت الروابط التاريخية بيننا وبين لبنان الذي نتمنى له الإزدهار". وتابع: "نأمل انتخاب رئيس جديد للبنان. ونؤكّد للشعب اللبناني أنّ بلادنا تقف إلى جانبه، وأشعر بأمل كبير بأنّ القادة اللبنانيين سينتهزون الفرصة ويعملون معاً من أجل بلد مزدهر. ونحن ندعم كل الجهود لسلام مُستدام". وأردف: "كل الدعم للجيش اللبناني الذي يتحمّل مسؤولية كبرى في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701. كما أننا ندعم عمل قوات "اليونيفيل" التي نشارك فيها". وقال: "بلدنا مرّ بأزمة مالية مماثلة لتلك التي مرّ فيها لبنان. ونؤكّد أنّ قوة بلدكم هو في التنوع والوقوف مجدداً رغم الظروف الصعبة. واليونان ستبقى شريكاً أساسياً لكم".

الوضع الميداني

أمنياً، واصل الجيش الاسرائيلي خروقاته المتعمّدة لاتفاق وقف اطلاق النار، عبر سلسلة اعتداءات ينفّذها على المناطق اللبنانية بالقصف المدفعي او بالغارات الجوية التي استهدفت امس منطقة البيسارية، بالتوازي مع تفجير المنازل كما حصل في الناقورة امس، ومع تحذيرات لأهالي المناطق الجنوبية بعدم العودة اليها. في وقت واصلت فيه وحدات الجيش اللبناني انتشارها في المنطقة الجنوبية، وعملية إزالة العوائق والمتفجرات من العديد من البلدات، ولاسيما في بلدة الخيام.

وقال مصدر أمني في لجنة متابعة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، انّ اللجنة تتابع مهمتها الموكلة اليها، وتقوم بتواصل مع كل الاطراف، ولاسيما مع الجانب الاسرائيلي لوقف الخروقات، وكذلك لوقف تحليق المسيّرات التي تركزت في الايام الاخيرة فوق بيروت والضاحية الجنوبية.

واشار المصدر إلى انّ اللجنة تلاحظ الالتزام الكلي للبنان باتفاق وقف اطلاق النار. وعبّر عن الأمل في تدرّج الوضع ايجاباً في المدى المنظور، ولاسيما بعد إكمال الجيش اللبناني عملية انتشاره في المناطق المحدّدة له بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل".

وفي السياق نفسه، أكّد مرجع سياسي لـ"الجمهورية" انّه على رغم الخروقات الاسرائيلية، التي يرمي العدو الإسرائيلي من خلالها إلى تدمير القرى الحدودية وخلق واقع خالٍ من الحياة فيها، فإنّ اتفاق وقف إطلاق سيسري في نهاية الامور، وتعود تلك المنطقة الى استعادة حياتها الطبيعية.

واستدرك قائلًا: "نشكر الله انّ اتفاق وقف اطلاق النار تمّ الوصول اليه قبل حصول الانقلاب في سوريا، والّا فإنّه لو تأخّر الأمر، لكان الامر مختلفاً، وربما كان العدوان الاسرائيلي ما زال مستمراً".

في سياق متصل نشرت "القناة 12" العبرية تحقيقاً لأكاديمية "تل حاي"، يُفيد بأنّ 50% من مستوطني شمال فلسطين المحتلة يتناولون المهدئات، و33% لا يريدون العودة إلى مستوطناتهم، و36% من النازحين يلتقون بمعالج نفسي.

 

 

 

"اللواء":

لم تهدأ حركة الاتصالات من عين التينة الى معراب والصيفي وميرنا شالوحي، بحثاً عن استمزاج إمكانية حشد الكتل لهذا المرشح او ذاك، مع تسجيل حركة قطرية باتجاه لبنان، بدأت بوصول وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز بن صالح الخليفي الى بيروت على رأس وفد وبدء لقاءاته التي شملت امس الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، بحضور سفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني (وهو عضو اللجنة الدبلوماسية الخماسية المعنية بانتخابات الرئاسة في لبنان).

وفي الاجتماعات، اكد الموفد القطري على مسامع من التقاهم اهتمام بلاده بالعلاقات الثنائية مع لبنان، واستمرار دعمها للبلد للخروج من ازماته، وفي اللقاء مع قائد الجيش، تم التأكيد على استمرار الدعم القطري للجيش اللبناني في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة.

ونقل عن الرئيس بري وصفه الجو «بالجيد، وإن شاء لله هناك رئيس في جلسة 9 ك2».

وفي ما خص زيارة الموفد القطري، ذكرت مصادر نيابية بارزة لـ«اللواء» ان الموفد لم يحمل اي اسم، بل شجع على اتمام الاستحقاق الرئاسي في جلسة 9 ك2 2025.

وحسب المعلومات التي توافرت لـ «اللواء»، فإن الخليفي جاء مستفسرا عن التطورات الجديدة حول كل الامور لا سيما الملف الرئاسي والوضع في الجنوب كما تأثيرات الوضع المستجد في سوريا، وكان مستمعاً اكثر مما هو متحدث، ولم يحمل اقتراحات جديدة حول الرئاسة لكنه ابدى استعداد قطر للمساعدة في اعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي ودعم لبنان في كل المجالات التي يطلبها لا سيما دعم الجيش ليقوم بواجباته لتطبيق وقف اطلاق النار والانتشار في كامل مناطق جنوب الليطاني، اما المسعى القطري حول الملف الرئاسي فهناك نوع من التكتم حوله.

واوضحت المصادر ان الخليفي سيزور دمشق بعد لبنان للبحث مع السلطات الجديدة في فتح السفارة القطرية وفي مسار الامور في سوريا وكيفية ترتيب انتقال السلطة.

والخليفي هو الموفد القطري الرسمي لمتابعة تطورات ومسار ملف الانتخابات الرئاسية وسبق وقام بعدد من الزيارات لبيروت والتقى المسؤولين والكتل النيابية.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال توجهه لإستقبال رئيس حكومة اليونان ردا على سؤال:كيف الجو اليوم: «كتير منيح»، قاصداً بها الأجواء السياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

وحول احتمال انتخاب رئيس جمهورية في جلسة 9 كانون الثاني المقبل، أجاب بري: إن شاء لله في رئيس.

واليوم، وصل موفد قطري آخر هو ابو فهد جاسم آل ثاني لبحث المستجدات السورية واللبنانية، وابرزها الملف الرئاسي.

ويعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة مثقلة بنقاط البحث وابرزها المساعدات للنازحين القدامى والجدد، فضلاً عن وضع برنامج لاعادة الاعمار.

ويزور ميقاتي تركيا غداً للاجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يرافقه عدد من وزراء الخدمات، على ان يلي ذلك زيارة لمصر في اطار حشد الدعم للبنان في هذه المرحلة.

جنبلاط متفائل

وسجلت حركة المشاورات النيابية، المعلن منها والمستتر، جملة من النقاط ذات الصلة بما يمكن تسميته «بالمسار الرئاسي»، المفضي، على الارجح لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 ك2 2025.

1- لم يُخفِ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الذي التقى الرئيس بري في عين التينة عصر امس رداً على سؤال تفاؤله من الجلسة، وقال: نعم انا متفائل. مشيراً: كل شيء تغيّر في اسبوع، سوريا تغيرت، ضارباً موعد آخر للحديث عن هذا الموضوع.

ووصف جنبلاط الاحداث في المنطقة بالزلزال، وعليه فإن: انتخاب الرئيس بات ضرورة لتحرير البلاد وتحصينها واعمار الجنوب، معرباً عن امله في ان يخرج الدخان الابيض في الملف الرئاسي.

ويزور جنبلاط أنقرة في الايام المقبلة، لاجراء محادثات قبل زيارة يعتزم القيام بها الى سوريا للقاء رئيس غرفة العمليات العسكرية في المعارضة المسلحة احمد الشرع.

وكشف جنبلاط انه التقى في باريس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خلال زيارة غير رسمية بحضور نجله النائب تيمور جنبلاط رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي». وانه أتى الى عين التينة لوضع الرئيس بري في «اجواء زيارتي لماكرون، وتباحثنا في مختلف الامور المهمة، لا سيما اتفاق وقف اطلاق النار والخروقات الاسرائيلية له».

2- على خط معراب، التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، عضو كتلة اللقاء الوطني المستقل النائب فريد هيكل الخازن، بحضور عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب شوقي الدكاش.

وعقب اللقاء، وصف الخازن «الاجتماع بالمثمر والجيد، وكان أكثر من ضروري»، مشيرا الى انه لمس من جعجع «حرصا كبيرا على لبنان ومستقبله والاستقرار فيه»، لافتا الى انه سيبذل ما في وسعه «للتوصل الى توافق وانتخاب رئيس جديد في الجلسة المقبلة، ولا سيما بعد المتغيرات الحاصلة والحرب الأخيرة والاحداث المستجدة في سوريا».وأكد ان «هذه المتغيرات تتطلب تضامنا داخليا وتوافقا حول العناوين الاساسية التي يجب ان تحكم لبنان في المستقبل القريب والبعيد».

وتطرق الى الملف الرئاسي قائلا: إن القوات اللبنانية بمعزل عن حجم كتلتها النيابية وهو «اساسي وحرزان»، باتت تشكل رأيا عاما كبيرا على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهذه الحالة التي تمثلها «القوات» لا يجوز ان تكون خارج اي توافق حول اي ملف مهم في البلد وخصوصا الملف الرئاسي. وخلافا لما يُشيّعه البعض بأن «القوات معلّايه السقف» ارى ان سقفها وطني محترم جدا وطبيعي.

اضاف: ان الانطلاقة الجديدة لأي عهد يجب ان تلتزم البنود الـ13 لاتفاقية وقف اطلاق النار التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، باعتبار ان لبنان لا يمكنه الاستمرار كما كان في السابق، اذ اننا دخلنا في مرحلة جديدة تحتاج الى تنفيذ الاتفاقات الدولية التي اقر بها لبنان كدولة، فضلا عن وجوب احترام الدستور واتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، لأننا حاليا نطبقه مع اجتهادات».

وعمّا اذا كانت «القوات» ستدعمه كمرشح، قال الخازن: لم يكن هذا موضوعنا، علما ان لا فيتو قواتيا عليّ وإلا لما كنت موجودا اليوم في معراب. علاقتنا بالحكيم قديمة ولها خصوصية، فهي تعود الى علاقته الوطيدة مع والدي، على رغم ان السياسة «بتقرّب وبتبعّد،» ولكن المحبة موجودة. نقوم بهذه الجولة للبحث في كيفية التواصل وتقريب وجهات النظر وسنستكملها مع جميع القوى السياسية لايجاد قواسم مشتركة.

وعن الاسماء التي يمكن التوافق عليها مع «القوات»، قال الخازن: أنه من المبكر التداول في الاسماء، اذ هناك 3 اسابيع قبل الجلسة المزمع انعقادها».

اما لجهة دعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية له، فقال: التواصل مع فرنجية قائم وهو وضع معايير اساسية للرئيس العتيد ومنها ان يتمتع بحيثية وتاريخ، وقد سمى بعض الاسماء وكنت من بينها، ولكن لنرَ كيف ستتجه الامور.

يذكر ان التكتل الوطني يضم الى الخازن النواب طوني سليمان فرنجية وميشال الياس المر ووليم طوق.

وردا على سؤال عن اعلان ترشحه رسميا، قال: «انا لست مرشحا، وجولتي تهدف الى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء وارساء التفاهم، بغية الوصول الى نتيجة في جلسة التاسع من كانون الثاني».

ولدى سؤاله عن ايجابية رئيس مجلس النواب نبيه بري من الملف الرئاسي، اكتفى الخازن بالقول: «لله يبشره بالخير».

لكن نقل عن مصادر في القوات اللبنانية ان جعجع ابلغ الخازن انه يكنّ له احترام بالشخصي، لكن المصارحة تقتضي ان الخط السياسي لمعراب واضح، وان الخازن في غير خط، ومحسوب على الفريق الثاني.

وحسب مصادر نيابية مختلفة عن التطورات، فإن سمير جعجع «مع التقاطع على مواصفات معينة هي غير متوفرة بالأسماء التي يطرحها باسيل، وأن فرنجية لم يسمِّ النائب فريد هيكل الخازن وحده، بل ووفق مصادر المردة، فقد أبلغ فرنجية النائب علي حسن خليل تأييده لقائد الجيش العماد جوزاف عون في حال ترشحه والنائب ابراهيم كنعان كخيار توافقي قابل للتقاطع مع القوات والمعارضة وتكتل الاعتدال والثنائي الشيعي».

وفي حين تنتظر المصادر المطلعة ان يعلن فرنجية موقفه غداً في اطلالة ستنقل تلفزيونياً، بينما تدعو المصادر الى متابعة حركة النائب جورج عدوان الذي يعمل بشكل حثيث وجدّي على خط المعارضة ومعراب من جهة وعين التينة من جهة آخرى، في سياق مساعي العمل على التوافق المنشود.

وفي سياق متصل، يشار الى ان الرئيس بري ابلغ النائب جبران باسيل الذي أتاه عارضاً اسم الوزير السابق زياد بارود، ان التوافق المطلوب يجب أن يشمل المعارضة والنائب السابق سليمان فرنجية، وإلاّ لا يمكن اعتباره توافقا».

3- وفي اطار اتصالاته، بالتنسيق مع الرئيس بري، اعلن نائب رئيس المجلس الياس بوصعب بعد لقائه رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، أن هناك ضرورة لاستمرار النقاشات وهذا الأسبوع حاسم للتوصل إلى اتفاق حول اسمين أو ثلاثة أسماء للرئاسة ولا يمكن لفريق أن يفرض على الآخر خياره.

وقال: نبحث عن اسم يجمع أكثر من 86 صوتًا لأنّه هناك جديّة للتوصّل إلى انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني والخروج من الجلسة هو هروب من الواقع ولا نريد من أحد أن يضع أي مصلحة فوق مصلحة لبنان.

وأضاف: نأمل أن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة ويُنتخب الرئيس.

4- ورأت كتلة بعد اجتماعها امس ان جلسة 9 ك2 يجب ان تكون حاسمة، معلنة رفضها لانتخاب رئيس رمادي، يعيد انتاج دولة ضعيفة، وان يكون جامعاً لكل اللبنانيين، واكدت على رئيس وحكومة يعملان على تثبيت اتفاق الهدنة مع اسرائيل والرجوع الى مؤسسات الدولة واحياء العلاقات بين سوريا ولبنان.

5- وبانتظار الكتلة النيابية السنية الوازنة، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة في ظل المتغيرات التي تحصل في المنطقة.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، والسعي لتثبيت وقف النار، أشار الرئيس ميقاتي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليوناني الى انه «سُعدنا بزيارة رئيس وزراء اليونان إلى لبنان وبحثنا بالعلاقات المشتركة والتعاون بين بلدينا وإمكانات عقد اتفاقيات اقتصادية وتجارية». ولفت اننا «تطرقنا إلى الوضع السياسي في لبنان وبحثنا في اتفاق وقف إطلاق النار وشددنا على تطبيق بنوده والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كما أكدنا على الدور المهم للجيش اللبناني». وشدد على ان «رئيس وزراء اليونان أبدى استعداد بلاده لدعم الجيش، وطلبت منه إفادة لبنان بالخبرات الاقتصادية وخطط التعافي المالي ونعول على جهود اليونان الصادقة لدعم لبنان في المجالات كافة».

6- تجدُّد الاتصالات بين حزب لله والتيار الوطني الحر، وفي الاطار، عقد لقاء بين النائب باسيل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا، كان اللقاء ايجابياً (حسب قناة الجديد)، لا سيما في ما خص الملف الرئاسي.

وفي سياق العلاقة مع سوريا، بحث الرئيس ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بو حبيب، في الاتصالات الديبلوماسية الراهنة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. كما بحثا، خلال الاجتماع، الوضع في سوريا.

وأعطى ميقاتي توجيهاته بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق، بعدما كانت أُقفلت، خلال الأحداث الأخيرة.

يذكر ان القائم بالاعمال طلال ضاهر كان يتولى شؤون السفارة في دمشق. وحسب معلومات «اللواء» سيبقى ضاهر في مركزه لتسيير امور السفارة هذه الفترة.

العدوان: خروقات وغارات وتجريف

جنوباً، تمادى العدو الاسرائيلي امس ايضاً في خرق اتفاق وقف اطلاق النار بغياب اي رقابة اومحاسبة من لجنة الاشراف على الاتفاق وما زال العدو يستفيد من فترة الستين يوماً للتنفيذ الكامل للإتفاق لمواصلة عدوانه، لكن مصادر متابعة عن قرب للوضع اكتفت بالقول لـ «اللواء» عن اسباب استمرار الخروقات وما تقوم به لجنة الاشراف: الشغل ماشي لوقفها وستتوقف مع الوقت!.

وفي الميدانيات توغلت قوات معادية مؤللة معززة بجرافات في أحياء الناقورة الداخلية، علماً أنها لم تتمكن قبل وقف إطلاق النار من تخطي أطراف الناقورة الجنوبية والشرقية، بفعل تصدي المقاومة.

وشهدت بلدة الناقورة خلال ساعات الفجر ويوم امس، تفجيرات متتالية ناتجة عن عدوان اسرائيلي بنسف المنازل، كذلك نفذت قوات العدو تفجيراً في بلدة مركبا. كما قام العدو بتفجير منازل عصر أمس في مارون الراس.

وشن العدو الاسرائلي غارات على بلدة النجارية قضاء صيدا اسفرت عن 3 جرحى، ولاحقا على منطقة تبنا بين الصرفند وقعقعية الصنوبر. وعلى المنطقة بين تفاحتا والبيسارية.

وإستهدف قصف مدفعي للاحتلال الاسرائيلي ظهراً مرتفع السدانة في أطراف بلدة شبعا.

 

 

"البناء":

 أعلنت قوات سورية الديمقراطية عن فشل الوساطة التي أدارها الأميركيون بينها وبين الجانب التركي لتثبيت وقف إطلاق نار في منطقة عين العرب كوباني، حيث تفيد التقارير الإعلامية بحشود من الطرفين الكردي والتركي، استعداداً لمعركة يعتبرها الطرفان فاصلة في رسم الأحجام والأوزان للمرحلة المقبلة، حيث يقف من جهة الأتراك الذين رعوا معركة إسقاط النظام السابق، كما قال وزير الخارجية التركية حاقان فيدان، وأعاد التأكيد على ذلك كلام قاله الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس، الذي قال إن ما جرى خطة تركية وأطماع سنوات بسورية، ومن جهة مقابلة القوات الكردية التي تقول واشنطن إنها الشريك الذي تحمل أعباء الحرب على تنظيم داعش، والذي يعلن الأميركيون رسمياً أنها حليفهم الثابت في سورية. وتدور المعركة حول هوية النظام الجديد في سورية، بين رؤية تركية تدعو لنزع سلاح قوات سورية الديمقراطية ووقف سيطرتها على الموارد النفطية ورؤية كردية تدعمها واشنطن لإعادة تنظيم سورية على الطريقة العراقية، بحيث يكرس ضمن الدولة السورية إقليم مستقل في كردستان يتمتع بقواته العسكرية المستقلة وموارده النفطية.
بالتوازي مع ما يجري في شمال سورية من تصعيد لم تهدأ الاعتداءات الإسرائيلية في مختلف المناطق السورية واستهداف مواقع الجيش السوري ومستودعات سلاحه، والتوغلات البرية تتوسع في جنوب سورية، مع تهديدات للأهالي بإخلاء القرى.
سياسياً، نشرت صفحة رئاسة الجمهورية السورية السابقة بياناً للرئيس السابق بشار الأسد أوضح فيه ظروف مغادرته دمشق باتجاه اللاذقية وصولاً إلى مطار حميميم والقاعدة الروسية وبقائه حتى مساء الأحد عندما سقطت سورية بالكامل فقرّر المغادرة.
في لبنان خاض ناشطون وإعلاميون معركة الإفراج عن الناشطات سحر غدار وغنى غندور وايفلين مهوس، على خلفية قرار توقيف في فرع مكافحة جرائم المعلوماتية، بموجب دعوى لقناة ام تي في، بسبب تغريدات وثقت ما نشرته القناة خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان وما تضمنته المنشورات من تحريض على قصف الأماكن المدنية السكنية والهيئات الصحية، وفيما تحرّك نقيب المحررين جوزيف قصيفي نحو وزير الإعلام مطالباً بحصر ملاحقة الصحافيين بالمراجعة أمام محكمة المطبوعات، أكدت رئيسة نقابة العاملين في مؤسسات الإعلام المرئي والمسموع رندلى جبور رفض ملاحقة الإعلاميات وتوقيفهن، وقاد رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية إبراهيم الموسوي تحركاً مع المرجعيات القضائية انتهى بالإفراج عن الناشطات ليل أمس.

فيما لا يزال الوضع الأمني على الحدود الجنوبية محل اهتمام رسمي ودولي في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي خروقه لاتفاق وقف إطلاق النار بموازاة ترقب لتداعيات الأحداث السورية على الداخل اللبناني، تقدّم الاستحقاق الرئاسي المشهد الداخلي مع بدء العد العكسي لموعد الجلسة المرتقبة لانتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل، حيث شهد يوم أمس، حركة سياسية ودبلوماسية لافتة لمحاولة تهيئة الأرضية للتوافق على مرشح أو أكثر قبل موعد الجلسة.
وعلمت “البناء” أن “المشاورات السياسية لم تصل بعد إلى اتفاق على مرشح واحد في ظل تباعد المواقف حتى بين الفريق الواحد، إذ أن أطراف المعارضة لم تتوصل إلى توافق في ما بينها على مرشح واحد ولا حتى الى مرشحين أو ثلاثة لوجود رؤى مختلفة لمواصفات المرشح وقراءات متعددة للواقع الداخلي الجديد بعد المتغيرات في لبنان وسورية والمنطقة، لا سيما أن رئيس حزب القوات اللبنانية لم يوافق على جملة أسماء عرضت عليه من حلفائه في المعارضة ربما لأنه يرى فرصة لترشحه أو يريد مقايضة موافقته على مرشح بأثمان سياسية كبيرة، فيما أطراف فريق الثنائي حركة أمل وحزب الله والحلفاء لم يتفقوا على مرشح واحد بديل عن الوزير السابق سليمان فرنجية إذا ما أعلن انسحابه من السباق الرئاسي لمصلحة قائد الجيش العماد جوزاف عون أو النائب في كتلته فريد الخازن، فيما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لم يحسم أمره حتى الساعة ولم يعلن تأييده لمرشح معين بل يطرح مجموعة أسماء لاقى بعضها اعتراض الثنائي أمل وحزب الله وفرنجية ورفض بعضها الآخر من فريق القوات اللبنانية والوسطيين”.
وأشارت مصادر نيابية لـ”البناء” إلى أن المشاورات تكثفت خلال الأيام القليلة الماضية بين كافة الكتل والأطراف السياسية على أن تتبلور صورة جديدة للتحالفات بين الكتل لضمان الأكثرية النيابية لمرشح أو ثلاثة مرشحين إضافة الى ضمان ثلثي مجلس النواب النصاب القانوني والدستوري والميثاقي، ولذلك تدرس الكتل خياراتها وتجري مشاورات مع حلفائها واستمزاج آراء بعض الدول الخارجية المؤثرة في الملف الرئاسيّ على أن تتوضّع الصورة مطلع العام المقبل”، موضحة أن المشاورات تتركز حول عدة أمور: الأول تحديد مواصفات الرئيس المقبل، وتأمين أوسع مروحة تأييد للرئيس لكي تمكنه من إطلاق عجلة الدولة وتشكيل حكومة جديدة، والثالث تجميع الكتل الوسطية مثل كتل الاعتدال واللقاء التشاوري والمستقلون لكي تكون الكتلة المرشحة للرئيس المقبل”.
وكشف عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني عن “كتلة وازنة من النواب السنّة ستبصر النور نهاية الشهر الحالي”. وقال: “ما زال تحرّكنا قائماً لحشد ما أمكن من شخصيات الخط الوسطي لتحقيق إجماع حول اسم رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من الشعبين اللبناني والعربي ومن المجتمع الدولي”.
وأفادت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن “هوية الرئيس باتت واضحة يحظى بتأييد سياسي ونيابي وازن وبدعم خارجي لا سيما غربي – خليجي، ولا يشكل استفزازاً لأحد ويشكل ضمانة لفريق المقاومة ولحزب الله ويوحّد ولا يفرّق اللبنانيين وقادر على التخاطب والحوار مع كافة الدول العربية والغربية”.
وشهدت عين التينة حركة سياسية ودبلوماسية محورية، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي الذي زار أيضاً السراي الحكومي واجتمع مع الرئيس نجيب ميقاتي.
وأكد بري، في تصريح مقتضب من عين التينة أن “الجو جيد وإن شاء الله هناك رئيس في جلسة 9 كانون الثاني”. والتقى أيضاً المرشح الرئاسي النائب نعمت افرام الذي قال إن “فرصة النجاح موجودة ومرتفعة، ولا “فيتو” عليّ من الخارج والعمل حالياً داخلي”. أضاف “أشكر الرئيس بري الذي أوصلنا بفضل جهوده المكثفة إلى اتفاقية لوقف العدوان مع الحفاظ على كرامتنا، ونأمل مع بداية العام الجديد التوصل إلى انتخاب رئيس”.
وأفادت وسائل إعلام محليّة بأن “وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي يؤكد المتابعة القطرية لاتفاق الجنوب والاستعداد لمساعدة لبنان في النهوض وإعادة الإعمار”، لافتةً الى أن “الخليفي أكد دعم انتخاب الرئيس في جلسة التاسع من كانون الثاني من غير أن يزكي أي اسم رئاسي”، وذكرت أن “الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني يصل اليوم إلى بيروت وسيبحث الملفات المتعلقة بالمستجدات السورية واللبنانية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي”، مضيفةً “المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا جرى استبداله بأحد الأمراء في متابعة الملف اللبناني”.
كما استقبل بري الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط برفقة رئيس الحزب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وقال جنبلاط الأب: “كنت مع تيمور في باريس وقابلنا في زيارة غير رسمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدت إلى لبنان ووضعت الرئيس بري بأجواء اللقاء وتحدّثنا بالأوضاع العامة وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار وإدانة العدوان الإسرائيلي اليومي والخروقات اليومية عبر المسيرات وغير المسيرات”، وأضاف جنبلاط: “أعتقد أن بري مصرّ كما نحن نصرّ في الـ 9 من كانون الثاني يخرج الدخان الأبيض، وطبعاً كل شيء تغير في أسبوع، في أسبوع تغيرت سورية، هذا الموضوع هو للبحث والحديث لاحقاً وطويلاً والأحداث التي جرت في المنطقة زلزال، لذلك انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة وتحصين البلاد وتحرير الجنوب ضرورة وإعمار الجنوب ضرورة”.
ورداً على سؤال في ما إذا كان متفائلاً من إمكانية انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني، أجاب جنبلاط: “نعم أنا متفائل”.
وفيما تقدمت فرص النائب فريد هيكل الخازن كمرشح يوحد فريق الثنائي أمل وحزب الله وتيار المردة والحلفاء، وربما عدم ممانعة التيار الوطني الحر، بدأ الخازن مروحة لقاءات سياسية حيث زار جعجع. وأشار الخازن بعد اللقاء إلى أنّ “المطلوب اليوم تضامن وتوافق داخلي بالنسبة لحل الملفات اللبنانية”. وكشف أنّني “لمست من جعجع حرصه على أن يكون هناك انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني”. وأكّد أنّ “التواصل مع سليمان فرنجية مفتوح وهو كان وضع مواصفات محدّدة وقد طرح بعض الأسماء من ضمنهم إسمي”. وشدّد الخازن على أنّ “هدفي من هذه الجولات ليس إعلان طرح إسمي لرئاسة الجمهورية”.
وليس بعيداً، أعلن النائب الياس بوصعب بعد لقائه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن “هناك ضرورة لاستمرار النقاشات وهذا الأسبوع حاسم للتوصل إلى اتفاق حول اسمين أو ثلاثة أسماء للرئاسة ولا يمكن لفريق أن يفرض على الآخر خياره”. وقال: “نبحث عن اسم يجمع أكثر من 86 صوتًا لأنّ هناك جديّة للتوصّل إلى انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني والخروج من الجلسة هو هروب من الواقع ولا نريد من أحد أن يضع أي مصلحة فوق مصلحة لبنان”. وأضاف: “نتأمل أن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة ويُنتخب الرئيس”.
على صعيد آخر، أفيد عن تعرّض شاب لبناني من بلدة بدنايل للخطف أمس الأول، أثناء قيامه بتوصيل عائلة سورية إلى الحدود السورية، حيث تمّ خطفه من قبل المعارضة السورية في منطقة الكفير، وفقاً لعائلته. وفي خطوة لافتة، أعطى الرئيس ميقاتي توجيهاته بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق بعدما كانت أقفلت خلال الأحداث الأخيرة، وذلك خلال اجتماعه مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، حيث تمّ البحث في الاتصالات الديبلوماسية الراهنة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. كما تطرق البحث خلال الاجتماع الى الوضع في سورية.
وأشار ميقاتي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليوناني الى أننا “تطرقنا إلى الوضع السياسي في لبنان وبحثنا في اتفاق وقف إطلاق النار وشدّدنا على تطبيق بنوده والتنفيذ الكامل للقرار 1701، كما أكدنا على الدور المهم للجيش اللبناني”. وشدّد على أن “رئيس وزراء اليونان أبدى استعداد بلاده لدعم الجيش، وطلبت منه إفادة لبنان بالخبرات الاقتصادية وخطط التعافي المالي ونعوّل على جهود اليونان الصادقة لدعم لبنان في المجالات كافة”.
وزار رئيس حكومة اليونان الرئيس بري في عين التينة وعرضا الأوضاع في لبنان والمنطقة.
ميدانياً، استهدفت مسيّرة الوادي بين مصيلح والنجارية في قضاء صيدا متسببة بسقوط 3 جرحى وفق وزارة الصحة. وعمد جيش الاحتلال الى تفجير ونسف منازل في بلدة الناقورة بالتزامن مع توغل داخل البلدة بالدبابات، وعملت قوة مشاة على تمشيط الناقورة بالرشاشات الحربية الثقيلة.

 

 

"الشرق":

 رئاسية بامتياز هي الحركة على المسرح الداخلي المحلي اعتبارا من اليوم وحتى جلسة 9 كانون الثاني المقبل. ضخ غير مسبوق من عين التينة لأجواء التفاؤل وخروج الدخان الابيض من مدخنة المجلس النيابي. المقار السياسية تحولت خلايا نحل تعج بالزوار المحليين والاجانب ومشاورات لا تهدأ بحثا عن شخصية تكفل تنفيذ الشق السياسي من اتفاق وقف اطلاق النار مواكبة للمتغيرات الاقليمية وتبدّل موازين القوى. اتصالات دولية تدور بين دول الخماسية لدفع الاستحقاق قدما مع الحرص على رئيس بمواصفات الخماسية،
بري متفائل
من عين التينة الى السراي ومن معراب الى بكفيا، تكثفت اللقاءات والمشاورات لتهيئة الارضية الصالحة لجلسة مطلع العام وانتاج رئيس على قدر المسؤولية. في السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي الذي زار ايضا السراي الحكومي واجتمع مع الرئيس نجيب ميقاتي. ليس بعيدا،أكد بري، في تصريح مقتضب من عين التينة أن “الجو جيد وإن شاء الله هناك رئيس في جلسة 9 كانون الثاني”. والتقى ايضا المرشح الرئاسي النائب نعمت افرام الذي قال أن “فرصة النجاح موجودة ومرتفعة، ولا “فيتو” عليّ من الخارج والعمل حالياً داخلي”. اضاف “أشكر الرئيس بري الذي أوصلنا بفضل جهوده المكثفة إلى اتفاقية لوقف العدوان مع الحفاظ على كرامتنا، ونأمل مع بداية العام الجديد التوصل إلى انتخاب رئيس”.
في معراب
الى ذلك، استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع النائب فريد هيكل الخازن. وبعد اللقاء، اشار الخازن الى أنّ “المطلوب اليوم تضامن وتوافق داخلي بالنسبة لحل الملفات اللبنانية”.
ومن جهته اعلن النائب الياس بوصعب بعد لقائه رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن “هناك ضرورة لاستمرار النقاشات وهذا الأسبوع حاسم للتوصل إلى اتفاق حول اسمين أو ثلاثة أسماء للرئاسة ولا يمكن لفريق أن يفرض على الآخر خياره”.وقال: “نبحث عن اسم يجمع أكثر من 86 صوتًا لأنّه هناك جديّة للتوصّل إلى انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني والخروج من الجلسة هو هروب من الواقع ولا نريد من أحد أن يضع أي مصلحة فوق مصلحة لبنان”. وأضاف: “نتأمل أن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة ويُنتخب الرئيس”.
تجدد
وفي وقت يبدو ان حظوظ رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية بالوصول الى بعبدا باتت شبه معدومة، عقدت كتلة تجدد اجتماعها الشهري في مقرها في سن الفيل وقالت في بيان: “سقط نظام الأسد. النظام الذي قتل وأذل اللبنانيين لمدة من الزمن ونوجه تحية الى كل شهيد وحر، فقد سقط نظام الاستبداد وآن الآوان لطي الهيمنة والمطالبة بلبنان الدولة.” وأضاف: “انطلاقا من المسؤولية الوطنية تؤكد كتلة تجدد أنه يجب أن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة ونرفض انتخاب رئيس رمادي يعيد إنتاج دولة ضعيفة وأن يكون الرئيس جامعا لكل اللبنانيين فنحن نريد رئيسا للجمهورية وحكومة يعملان على تثبيت إتفاق الهدنة مع اسرائيل والرجوع الى مؤسسات الدولة واحياء العلاقات بين سوريا ولبنان وذلك لكشف جرائم الأسد ومعرفة مصير المفقودين والغاء المجلس اللبناني السوري الأعلى”. وأشار ريفي إلى أن لدينا فرصة تاريخية لا يجب تضييعها، لافتا إلى أن يجب انتخاب رئيس وتشكيل حكومة على قياس المهمة.
لحود
في المواقف الرئاسية ايضا، قال عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود ان “مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من كانون الثاني، يجب أن نتأكد من أن لبنان سينتخب رئيسًا يحترم سيادة لبنان واستقلاله ويراعي مستقبل البلاد”. ومن معراب، لفت لحود إلى أن “المرحلة الحالية بالغة الأهمية في لبنان، وقد ناقشت اليوم مع د. جعجع أهمية تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان التزامه في المستقبل، ومدى الفائدة الكبيرة التي سيجلبها ذلك للبنان”. وشدد لحود على أن “علينا أن نضمن أن يكون الرئيس شخصًا غير فاسد، وقادرًا على الاستفادة من الفرصة الحالية التي بين أيدينا”. وقال: “انها فرصة نادرة في تاريخ لبنان، نتيجة الخسارة التي تعرض لها حزب الله وما حدث في سوريا، والحقيقة أن إيران أصبحت في موقف ضعيف هنا. لذلك، يجب أن نبحث عن رئيس يدعم المصالح الفضلى للبنان”.
البعريني
وكشف عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني في حديث الى “صوت كل لبنان”، عن “كتلة وازنة من النواب السنّة ستبصر النور نهاية الشهر الحالي”. وقال: “ما زال تحركنا قائماً لحشد ما أمكن من شخصيات الخط الوسطي لتحقيق إجماع حول اسم رئيس للجمهورية يكون مقبولا من الشعبين اللبناني والعربي ومن المجتمع الدولي”.
غارات وتدمير
ميدانيا، استهدفت مسيرة الوادي بين مصيلح والنجارية في قضاء صيدا متسببة بسقوط 3 جرحى وفق وزارة الصحة. وعمد الجيش الاسرائيلي الى تفجير ونسف منازل في بلدة الناقورة بالتزامن مع توغل داخل البلدة بالدبابات، وعملت قوة مشاة على تمشيط الناقورة بالرشاشات الحربية الثقيلة منذ منتصف الليل وحتى الساعة.

 

 

 

"الانباء":

ارتفع منسوب التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة التاسع من كانون الثاني، وسط حراك سياسي مكثّف بين مختلف القوى السياسية، وإن كانت عين التينة هي محوره الأساسي، حيث شهدت سلسلة لقاءات كان الملف الرئاسي طبقاً أساسياً فيها.

فبعد استقباله النائب نعمة افرام، الذي أعلن ترشيحه رسمياً، زار الرئيس وليد جنبلاط يرافقه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، عين التينة، حيث تناول اللقاء الملف الرئاسي بشكل أساسي ونتائج لقاء جنبلاط مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

زيارة جنبلاط وتصريحه عكس أجواء إيجابية، حيث أعلن أنه متفائل بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني، مضيفاً: "بري مصرّ ونحن أيضاً على جلسة انتخاب رئيس جمهورية في 9 كانون الثاني"، آملاً أن يتصاعد منها الدخان الأبيض. وقال جنبلاط: "طبعاً كل شيىء تغيّر، في أسبوع تغيّرت سورية"، واصفاُ الأحداث التي جرت في المنطقة بزلزال كبير، لذلك انتخاب رئيس الجمهورية ضرورة من أجل تحصين البلاد وتحرير الجنوب.

حراك عربي ودولي

بالتزامن، سُجل حراك دولي وعربي لافت على خط بيروت، فزار رئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس لبنان ملتقياً كل من الرئيس بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عارضاً للتطورات في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات السياسية والعلاقة بين البلدين واستعداد اليونان للمساعدة في الإعمار.

كذلك زار لبنان وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي. استهلها بلقاء مع الرئيس بري في عين التينة والرئيس ميقاتي في السراي الحكومي، وقائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة يرافقه السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن ال ثاني جرى فيها التأكيد على الدعم القطري للبنان لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده واستمرار الدعم القطري للجيش اللبناني في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها.

الرئاسة على طاولة البحث

رئاسياً أيضاً، سُجّلت لقاءات سياسية عدة لافتة، فحطّ النائب فريد هيكل الخازن في معراب، والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وكان الطبق الرئاسي المادة الوحيدة بين الرجلين.

وفي بكفيا، التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، الذي يقوم بإسم اللقاء التشاوري بمسعى توافقي بحسب ما اشارت مصادر نيابية للأنباء الالكترونية، خلاصته دعم ترشيح إسم النائب ابراهيم كنعان أو النائب سيمون ابي رميا. لكن اللقاء لم يخرج بمواقف واضحة لأن الغموض ما زال سيد الموقف ولا أسماء محددة لغاية تاريخه. المصادر استبعدت التوصل الى أسماء محددة قبل نهاية السنة.

مصير الجلسة

وأمام هذه المشهدية، ما مصير جلسة التاسع من كانون الثاني؟ أكد النائب غسان سكاف في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن الإتجاه يتركز على عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في موعدها المقرر في التاسع من كانون الثاني، وأن السؤال مشروع عن إمكانية عقدها في هذا التاريخ بعد كل ما اختبرناه في السنتين الماضيين. لكنه يؤكد انتخاب الرئيس قبل العشرين من كانون الثاني موعد تسلّم الرئيس دونالد ترامب مهامه في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

وقال سكاف: "قد لا يُنتخب الرئيس في جلسة 9 كانون لكن لا شيء يمنع من انتخابه في 10 او 11 كانون". هذا برأيه يتوقف على عدد المرشحين، وكيف تتجه الأمور، مشدداً على وجود فريق كبير من النواب يصرّ على انتخاب الرئيس قبل تسلم ترامب.

أما عن كيفية التحالفات، رأى أنه "إما أن يكون هناك توافقاً واسعاً على مرشح واحد يُصار إلى انتخابه. وإما أن يزداد عدد المرشحين من الآن لغاية رأس السنة. لكن في النهاية سيتم الاتفاق على مرشح واحد، أو إطلاق معركة مفتوحة، لن تنتهي الا بتصاعد الدخان الابيض".

سكاف اعتبر أن المطلوب من الكتل المسيحية خاصة بعد التطورات التي تمثلت بسقوط النظام السوري سلوكيات مغايرة تجاه هذا الاستحقاق، لذا علينا أن نأخذ الأثر الواضح من التداعيات السورية ونذهب لانجاز الاستحقاق بسرعة ومن دون تسرّع، لأن عدم الاستقرار في سورية يؤدي الى عدم الاستقرار في لبنان. وأمل أن يكون سقوط النظام عاملاً ايجابياً يساعد على حل الأزمة في لبنان، معتبراً أن المعادلة تغيّرت تماماً وبعد سقوط النظام السوري.

 

 

 

"الشرق الاوسط":

بدأت النقمة في أوساط بيئة «حزب الله» تخرج إلى العلن، بعد وقف إطلاق النار واكتشاف العائلات ما تركته الحرب من خسائر وتداعيات نفسية واقتصادية عليها.

هذه النقمة التي ظهرت خلال الحرب بشكل علني في أوساط معارضي «حزب الله» وبالهمس في بيئته، بدأت الآن تتجسّد عبر أمور عدة منها: رفض البعض العودة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، أو حتى إعادة إعمار المنازل في الجنوب، نتيجة الخوف من أن تكون أرزاقهم ضحية جديدة في أي حرب مقبلة على لبنان.

فأبناء الضاحية والجنوب والبقاع الذين صمدت منازلهم ولا يملكون خياراً آخر عادوا إليها محاولين إعادة الانطلاق من جديد. أمّا كل مَن لديه بديل عن العودة إلى المناطق التي قد تكون هدفاً في أي حرب مقبلة، قرر البحث عن خيار آخر، لقناعة باتت لدى معظمهم، بأنهم لا يريدون أن يكونوا وقوداً لأي حرب مقبلة.

قلق من المستقبل

فها هو علي شهاب الذي تضرر بيته في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا يحتاج إلى الكثير لترميمه، قرر البحث عن «منطقة آمنة» ليستأجر بيتاً ويسكن فيه على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة، «لنرى بعد ذلك ماذا سيحصل».

واتخذ شهاب قرار الانتقال رغم أن منزله تعرض لأضرار محدودة وكان يمكنه ترميمه والعودة إليه في وقت قصير، علماً بأن «حزب الله» وبعد الكشف على المنزل قرر بدوره عدم تقديم بدل إيواء له، وسيقتصر التعويض على الترميم. ويضرب الرجل مثلاً بألواح الطاقة الشمسية التي خسرها نتيجة الحرب، كما غيره من العائلات، مؤكداً أنها «لن تكون ضمن التعويضات التي ستقدم من قبل الحزب».

وكان «حزب الله» قد أعلن أنه سيقدم بدل تعويضات للعائلات التي تضررت منازلها أو دُمرت مبلغ 12 ألف دولار مقسمة بين 6 آلاف دولار بدل إيجار لعام كامل (إذا دُمر المنزل)، و6 آلاف لشراء مستلزمات المنزل المُستأجر.

كما طلب «حزب الله» من أصحاب المنازل المتضررة إصلاح الأضرار ليحصلوا على المبالغ التي دفعوها بعد إبراز الفواتير وصور الأضرار.

لكن عملية الدفع لا تزال بطيئة، وفق متضررين، أفادوا أيضاً بأن «لجان الحصر لم تنجز كل الكشف حتى الآن».

ويتحدث شهاب لـ«الشرق الأوسط» عن «نقمة بدأت تتفاقم في أوساط البيئة الشيعية، ويحاول (حزب الله) استيعابها عبر هذه التعويضات». ويشرح أن «ما عانى منه أهالي الضاحية والجنوب والبقاع الذين تشردوا خلال الحرب والذين توقفت مصالحهم وتعرضت بيوتهم للأضرار لم يكن سهلاً عليهم، وهو ما يعبّر عنه كثيرون اليوم». وفي تقدير الرجل، فإن ذلك التململ «سيتفاقم في الأسابيع المقبلة إن لم تكن التعويضات كما يجب».

بتفصيل أكثر يوضح شهاب أن «النقمة هذه سببها القلق من المستقبل؛ فما نسمعه أياً ما كان اليوم هو أنه لا نريد أن نعيد إعمار منازلنا ونخسرها بعد 10 أو 15 سنة، لنبدأ مجدداً من نقطة الصفر، وباتت أسئلة أساسية حاضرة لدى كثير من العائلات ومنها: هل نعيد إعمار منازلنا أم لا؟ هل نعود إلى الضاحية الجنوبية أم نبحث عن مكان أكثر أمناً؟». ويؤكد: «كل مَن يملك خياراً بديلاً، لم ولن يعود إلى الضاحية الجنوبية».

خسارة من 2006

جانب آخر من هذا الغضب يتحدث عنه بغُصة، حسين. ع، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «خسرنا أنا وأهلي وأخي منازلنا في الضاحية الجنوبية، ونحن أبناء منطقة الخيام الحدودية خسرنا أيضاً بيوتنا هناك، واليوم أنا أسكن في زحلة وأهلي يسكنون في مناطق في الجبل، ولن نعود إلى الضاحية في المدى القريب، كما أننا لم نسأل عن التعويضات، ولا نعلم كيف سيعوضوننا».

لكن خسائر حسين خلال الحرب الأخيرة، لم تكن الأولى، فالرجل يقول إنه وعائلته «في حرب عام 2006 لم نحصل كما غيرنا على تعويضات في الخيام، لأننا لم نرفع الرايات (يقصد رايات حزب الله) على منازلنا واليوم لا يهمنا ماذا سيدفعون».

ويوضح: «بيت أخي دُمر نتيجة الضربة التي نُفذت لاغتيال أمين عام (حزب الله) حسن نصر الله، وبيتي لم يعد صالحاً للسكن بعد استهداف مستودع على مقربة من المبنى، كنا نظن أنه مستودع للخشب فإذا به تابع للحزب».

بوضوح يقول حسين: «نحن لسنا من جمهور (حزب الله) لنتحمل تداعيات قراراته، لكن خُلقنا من الطائفة الشيعية؛ لا شك أننا كنا معهم سابقاً، وهم الذين حرروا أرضنا، لكن اليوم لم نعد نحتمل الحروب».

ويتساءل حسين بأسى: «ماذا استفدنا نتيجة هذه الحرب؟ ظلوا يقولون لنا إن إسرائيل لم تنجح في احتلال القرى، وها هي الحرب انتهت منذ نحو 20 يوماً، وحتى الآن لم نتمكن من زيارة قريتنا».

ولدى حسين أمنية يلخصها بالقول: «أريد أن يعيش أولادي في قريتهم لا أن يتشردوا كما تشردنا».

وربما بسبب الأمنية السابقة يتحدث حسين عن تفكير جدي بالهجرة من لبنان الذي يرى أنه «لم يعد لنا»، ويقول: «أريد أن أغادر كي أبقى مطمئناً على مستقبل أولادي، لم نعد نحتمل المزيد من الخسارات، بالكاد نربي أولادنا ونعلّمهم في المدارس، في حين يقرر طرف آخر الدخول في أي لحظة بحرب ليست لنا، ولم ولن نملك القدرة على تحملها».

دمار وأزمة بدائل

المحلل السياسي وابن الجنوب علي الأمين يتحدث عما يراه أبرز التحديات لفئة كبيرة من بيئة «حزب الله» في الضاحية والجنوب والبقاع: «حجم الدمار، وأزمة إيجاد مساكن بديلة عن البيوت المدمرة، وعودة الخدمات، وإزالة الركام، واستعادة الشعور بالأمان».

جانب من تفاقم أزمة بيئة الحزب يعززها في تقدير الأمين أن «توقف إطلاق النار ملتبس عملياً؛ إذ تستمر إسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية على الحدود وفي عمق الجنوب وأطرافه».

ويقول الأمين لـ«الشرق الأوسط» إن «الهاجس الضاغط على العائدين هو تعويض الخسائر لإعادة البناء والترميم، في وقت يرى بعض الأهالي أن (حزب الله) لا يقوم بأي مبادرة فعلية لتبني ملف التعويض إلا بشكل محدود وهامشي».

ويلفت الأمين إلى أن مسؤولين من الحزب بدأوا «يرمون كرة التعويض على الدولة، وهذا ما يزيد من المخاوف بأن يُترك الناس في أزمتهم من دون أي عمل ملموس لإنقاذهم من كارثة الدمار».

الملف الغامض

يتحدث الأمين عن «ملف غامض حتى الآن، يطول أكثر من 30 بلدة على امتداد الحدود، وهي بلدات مدمرة بالكامل، ولم يُعرف بعد ما إذا كانت إسرائيل ستسمح بعودة الأهالي، فضلاً عن قرار السماح بإعادة الإعمار، وهل يمكن أن تمنع إسرائيل عودة أبناء هذه القرى». ويخلص الأمين إلى الأسئلة الكثيرة والغموض الذي يلف إجاباتها «جعل الناس في حال من التشاؤم حيال مستقبل الأيام الآتية».

ويرصد الأمين أن العديد ممن يصفهم بـ«المقتدرين مالياً» بمناطق الحزب يبحثون عن مواقع إقامة جديدة خارجها، بينما تتجه عائلات أخرى نحو الهجرة، كما يتحدث عن «ظهور حالات احتجاج واعتراض واتهام في البلدات الجنوبية والضاحية ضد مسؤولي (حزب الله) بسبب ما يعتبرونه تقصيراً في مواجهة خسائر الناس، والتأخير في التعويض، فضلاً عن جدل في بيئة الحزب عمن هرب ومن صمد واستشهد من المقاتلين».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية