إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 23 24|08:50AM :نشر بتاريخ
:النهار":
شكلت الزيارة التي قام بها امس الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على رأس وفد درزي كبير من مشايخ الدروز ونواب كتلة “اللقاء الديموقراطي” الى دمشق، ولقائه للمرة الاولى القائد العام للادارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، حدثاً بارزاً تخطى في دلالاته البعد الدرزي الصرف او الجانب المتصل بتهنئة القيادة الجديدة في سوريا بعد التخلص من نظام بشار الأسد، اذ ارتسمت ملامح رسم معالم العلاقات الجديدة بين لبنان و”سوريا الجديدة” سواء في المواقف التي عبّر عنها جنبلاط والشرع، او في مسارعة الوفد الاشتراكي الى تسليم فريق الشرع مذكرة عن تصوره لطبيعة العلاقات بين دولتين ذات سيادة. وعلى الاهمية الخاصة لهذا التطور، فان البلاد تبدو وكأنها دخلت اجواء احتدام قياسي في التنافس الرئاسي قبيل بدء عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة بما يعكس جدية عالية في التعامل السياسي الداخلي والخارجي مع موعد 9 كانون الثاني/ يناير المقبل بأنه موعد انتخاب رئيس الجمهورية العتيد مهما تراكم من تعقيدات امام هذه المحطة الحاسمة. واذ تصاعدت حركة المرشحين على نحو لافت في الايام الاخيرة، بدا من المعطيات الاساسية التي شغلت القوى السياسية ان ارتفاع اسهم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون تحوّل الى حجر الرحى الذي تدور حوله الحسابات السياسية لرسم المعالم النهائية للمعركة باعتبار ان مصير انتخابه ليس محسوماً بطبيعة الحال، وان اسهم مرشحين اخرين عادت تعلو وتهبط وستبلغ الحمى ذروتها في الاسبوع الذي يسبق موعد الجلسة الانتخابية.
والجديد البارز في هذا السياق، تمثل في ارتفاع وتيرة الموقف المتحفظ للثنائي الشيعي عن انتخاب قائد الجيش بعدما رشحته الكتلة الجنبلاطية، اذ ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يقول بصراحة ان ترشيح العماد جوزف عون يحتاج الى تعديل دستوري “حتما” ، الا اذا فاز بالدورة الاولى بالثلثين فيصبح رئيساً ويكون انتخابه على غرار حالة انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان.
ولم يحسم بري حتى الان توجه خيار كتلته فيما سترتفع وتيرة الاتصالات بين الكتل النيابية مع حلول عيد الميلاد لتبيان وجهة كل فريق. وستبقى عملية الاخذ والرد مفتوحة بين النواب الى الساعات التي تسبق موعد الانتخابات.
ولكن المعطيات المتوافرة تشير الى ان الثنائي الشيعي يطمح الى الحصول على ثمن مهم لقاء دعمه انتخاب قائد الجيش الذي يتقدم سائر المرشحين المحتملين للرئاسة الاولى. والثمن المطلوب يتصل على الأقل بالسعي الى ابقاء الواقع السياسي القديم على قدمه وضمان تثبيت وزارة المال للطائفة الشيعية وتأمين اعمار القرى والبلدات في الجنوب عبر مجلس الجنوب في شكل خاص على نحو يتيح المحافظة على النفوذ الشيعي. وليس معروفاً اذا كان العماد عون سيماشي هذا الاتجاه بحيث يدخل الى رئاسة الجمهورية في هذه الحال مقيّداً بتنازلات مسبقة توازيها على الارجح مطالب من قوى اخرى. ولكن خيار جوزف عون لا يزال الاقوى على رغم موجة ترشيحات يخشى ان تؤدي في حال استمرارها اوالتشجيع عليها الى تشتيت الاصوات على نحو يمكن تمرير “مرشح تهريبة”. وتلفت المعطيات نفسها الى انه مع ضيق هامش العد العكسي لموعد الجلسة الانتخابية تتصاعد مخاوف من امرين: الاول تسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني/يناير المقبل وما يمكن ان يعني ذلك من تراجع الاهتمام بلبنان وملفه، والامر الاخر هو احتمال ان تراوغ اسرائيل في موضوع انهاء انسحاب قواتها من لبنان في فترة الستين يوماً التي تم الاتفاق عليها والتي تنتهي في 27 كانون الثاني اي بعد الموعد المحدد لانتخاب رئيس الجمهورية بـ 18 يوما . وعدم انتخاب رئيس سيوفر ذرائع بعدم جدية لبنان بتنفيذ اتفاق وقف النار ما يمكن ان يتيح هامشاً اما لبقاء اسرائيل او توسيع هامش احتلالها لقرى الجنوب.
الشرع والوفد الدرزي
اما بالعودة الى الزيارة الجنبلاطية – الدرزية لدمشق، وهي الاولى لجنبلاط منذ اكثر من 13 عاما وتميزت بحفاوة وحرارة متبادلتين، فان جنبلاط محاطا بشيخ العقل الشيخ سامي ابي المنى، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ونواب “اللقاء الديموقراطي” والوفد، خاطب قائد الادارة الجديدة لسوريا احمد الشرع الذي لفت انظار الاعلام بلباسه الرسمي وبربطة العنق، قائلا: “من جبل لبنان من جبل كمال جنبلاط نحيي هذا الشعب الذي تخلص من الاستبداد والقهر، التحية لكم ولكل من ساهم في هذا النصر ونتمنى ان تعود العلاقات اللبنانية – السورية من خلال السفارات وان يحاسب كل الذين اجرموا بحق اللبنانيين وان تقام محاكم عادلة لكل من اجرم بحق الشعب السوري وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ”. وأضاف “الجرائم التي ارتبكت بحق الشعب تشابه جرائم غزة والبوسنة والهرسك وهي جرائم ضد الإنسانية ومن المفيد ان نتوجه الى المحكمة الدولية لتتولى هذا الامر والطريق طويل وساتقدم بمذكرة حول العلاقات اللبنانية السورية وعاشت سوريا حرّة ابية حرة”.
أعضاء الوفد الدرزي الإشتراكي الى سوريا.
وعلى الاثر اكد الشرع “أن سوريا كانت مصدر قلق وإزعاج وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً والنظام السابق مع الميليشيات الإيرانية عملت على تشتيت شمل السوريين”. لافتاً الى “ان هذه المعركة (تحرير سوريا من نظام الاسد) أنقذت المنطقة من حربٍ إقليميّة كبيرة وربما من حرب عالمية”. وأضاف: “سوريا لن تكون حالة تدخّل سلبيّ في لبنان على الاطلاق وستكون سندًا”. وتابع: “حاولنا في الفترة الماضية أن نكسر كل قيود السجون وخرج عدد كبير من الناس واليوم الكثير من اللجان التخصصية تقوم على البحث بالادلة الجنائية للنظر في حال المفقودين”، مضيفاً: “نتمنى من الدولة اللبنانية ان تزودنا بكل اسماء المعتقلين عند النظام السابق حتى نجري بحثا دقيقا عنهم”.
"الجمهورية":
لا شيء متوقعاً حصوله على مستوى الاستحقاق الرئاسي، والتوافقات من عدمها باتت وكأنّها مؤجّلة إلى مطلع السنة الجديدة، حيث ستنشط الاتصالات التي ستحسم مصير جلسة 9 كانون الثاني الانتخابية إنجازاً بانتخاب رئيس او تأجيلاً إلى ما بعد تسلّم الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب مقاليد الرئاسة في العشرين من الشهر نفسه، فالمراهنات في الذروة هنا وهناك، وكل طرف يراهن على أن تحمل التطورات المتلاحقة محلياً وإقليمياً ودولياً ما يمكن أن يدعم خياراته الرئاسية والسياسية، بعيداً من المبدأ السيادي الذي يبدو أنّه بات عند البعض وجهة نظر.
من المنتظر أن يغتنم المعنيون بالاستحقاق الرئاسي من مرجعيات رسمية وكتل سياسية ونيابية عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة لإجراء مزيد من الاتصالات والمشاورات في محاولة لتقريب المواقف في اتجاه الاتفاق على مرح توافقي، في ظل إصرار المعنيين على وجوب ان يتمّ انتخابه في الجلسة المقرّرة، لأن هناك خشية حقيقية من تأخّر هذا الانتخاب إلى ما بعد تسلّم الإدارة الاميركية الجديدة مهماتها، في الوقت الذي تفرض الأوضاع الصعبة والخطيرة التي تمرّ فيها البلاد وكذلك الأحداث الإقليمية المتلاحقة، وجود سلطة جديدة تتحمّل مسؤوليات المرحلة الكبيرة.
موقف المعارضة
وبدا واضحاً أنّ قوى المعارضة لم تحسم بعد الاتجاه الذي ستسلكه في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وتنكّب مكوناتها المختلفة على إجراء مشاوراتها الخاصة والمتعددة الاتجاهات. وحتى الآن لا مؤشرات إلى بلوغ هذا الفريق مرحلة توحيد الرؤية تجاه هذا الملف.
لكن ما يستشف من خطوط عريضة مشتركة هو أنّ هذه القوى تنظر بإيجابية إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة ممكنة، وانطلاقاً من جلسة 9 كانون الثاني، لكنها تحاذر الوقوع في مطب سياسي لم تحتسب له ويؤدي إلى إجهاض المكاسب السياسية الإيجابية التي أدّت إليها التطورات الأخيرة في لبنان وسوريا.
وفي هذا السياق، يقول مصدر معارض لـ«الجمهورية» إنّ المعارضة عموماً منفتحة إيجاباً على فكرة انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية. لكن هذا الخيار لا يجوز اعتباره خياراً خاصاً بالمعارضة حصراً، بل هو خيار توافقي. ولذلك، إذا تمّ، فيجب أن يوازيه تشكيل حكومة توافقية أيضاً.
رئيس بمواصفات الحقبة
وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي امس «إنّ اللبنانيين يتطلّعون إلى يوم التاسع من شهر كانون الثاني المقبل، حيث يلبّي السادة النوّاب دعوة رئيس المجلس إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، بعد سنتين وشهرين من الفراغ المخزي والذي لا مبرّر له في الدستور». وأكّد «إنّنا نصلّي لكي يختار نوّاب الأمّة رئيس البلاد الأنسب بمواصفاته لهذه الحقبة التاريخيّة المميّزة. تحتاج البلاد إلى رئيس ينعم بالثقة الداخليّة والخارجيّة، رئيس يؤمن بالمؤسّسات ويفعّلها، رئيس قادر على النهوض الاقتصادي وإعادة إعمار المنازل المهدّمة في مختلف المناطق اللبنانيّة، ولاسيما في الجنوب اللبنانيّ والضاحية والبقاع ومنطقة بعلبكّ وسواها، رئيس يحرّك إصلاح البنى والهيكليّات، رئيس يصنع الوحدة الداخليّة بين المواطنين».
«حزب الله»
وفي سياق متصل أكّد نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» الوزير السابق محمود قماطي أنه، «سوف نأتي إلى الاستحقاق الرئاسي بكل تفاهم، وسيكون الثنائي الوطني اللبناني على موقف واحد في الاستحقاق الرئاسي وفي كل الاستحقاقات الأخرى لإنعاش وبناء هذا البلد». ولفت إلى أنّ «إذا كنّا شركاء حقيقيين في الوطن، علينا أن نبني استراتيجية دفاعية تدافع عن هذا الوطن، فالجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو، وكُلنا يعلم ذلك، وليته يستطيع، فنحن لسنا ضدّ أن يكون قادراً على المواجهة وحده، ولذلك هناك شراكة ضرورية حتمية وطنية لا بُدّ منها بين المقاومة والجيش لندافع عن وطننا، وما حصل وما يحصل اليوم في كل المحيط حولنا، دليل على ذلك، ونحن لا نقبل أن يصبح لبنان في مهبّ الرياح الإقليمية والدولية».
وشدّد على أنّ «الحلم والتمنيات الخبيثة من البعض بأنّ لبنان يجب أن يبقى من دون سلاح المقاومة وليس لديه ضرورة، لن يتحقق، ونحن نقول، إنّ السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة وبدعم من الشعب حتمي وضروري، فهذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان، ونحن لا نتخلّى عن وطننا وعن قوته وقوة الحماية الوطنية فيه لأجل عيون بعض المرتبطين بالخارج، أو من أجل ألسنة بعض سيئي الخطاب والفجور الإعلامي، فلن يحصل ذلك».
جنبلاط في دمشق
في ظل هذه الاجواء، وفي انتظار ما سترسو عليه العلاقات اللبنانية ـ السورية في ظل النظام الجديد، زار الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط دمشق أمس على رأس وفد ضمّ شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى وأعضاء «اللقاء الديموقراطي»، حيث أجرى محادثات مع قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، تناولت قضايا هامة عدة منها مستقبل العلاقات اللبنانية ـ السورية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة التحدّيات الإقليمية، بعد سقوط النظام السوري السابق.
وخلال اللقاء، أبدى جنبلاط تضامنه الكامل مع الشعب السوري في معركته ضدّ القهر والاستبداد، مشيدًا بإنجازاته في مواجهة الظروف الصعبة. وأكّد أن الطريق طويل أمام سوريا لتحقيق الاستقرار، موضحًا أنّ لبنان يعاني من التوسع الإسرائيلي الذي يشكّل تهديدًا مشتركًا للبلدين.
وأضاف جنبلاط أنّ «الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب السوري تشبه الجرائم التي شهدتها غزة والبوسنة والهرسك»، مؤكّدًا أنّ هذه الجرائم هي «جرائم ضدّ الإنسانية ويجب محاسبة المسؤولين عنها على الصعيد الدولي». وأعلن أنّه سيقدّم مذكرة باسم «اللقاء الديمقراطي» في شأن العلاقات اللبنانية- السورية، والتي ستتناول القضايا المشتركة بين البلدين وتبحث سبل تعزيز التعاون في مواجهة التحدّيات السياسية والأمنية في المنطقة.
وبدوره شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اكّد خلال اللقاء أنّ «شعب سوريا يستحق السلم والازدهار لأنّه قلب العروبة النابض»، مشيرًا إلى أهمية عقد قمة روحية تجمع القادة الروحيين بين البلدين لتعزيز روح الطمأنينة بين الشعبين.
على مسافة واحدة
وفي المقابل، تحدث الشرع عن تاريخ العلاقات بين سوريا ولبنان، قائلاً إنّ «سوريا كانت مصدر قلق وإزعاج للبنان في بعض الفترات، وكان تدخّلها في الشأن اللبناني سلبياً». وأضاف: «النظام السابق في سوريا، بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية، عمل على تشتيت شمل السوريين وزيادة الفوضى في المنطقة». وأكّد أنّ «معركتنا المشتركة في سوريا كانت ضرورية لإنقاذ المنطقة من حرب إقليمية كبرى كانت قد تندلع لولا التدخّل السوري الحاسم».
وعن العلاقة المستقبلية مع لبنان، أشار الشرع إلى أنّ «سوريا تقف على مسافة واحدة من الجميع وستحترم سيادة لبنان واستقراره الأمني»، لافتًا إلى ضرورة بناء علاقات قائمة على التعاون المشترك والاستقرار المتبادل. وأشار إلى «دور النظام السوري في قتل العديد من الشخصيات اللبنانية البارزة مثل كمال جنبلاط وبشير الجميّل ورفيق الحريري». وقال «إنّ لبنان في حاجة إلى «اقتصاد قويّ واستقرار سياسيّ»، وإن سوريا ستكون سندًا للبنان في هذه المرحلة»، آملاً في «أن تُمحى الذاكرة السورية السابقة من أذهان اللبنانيين»، ومؤكّدًا «ضرورة بناء علاقات استراتيجية جديدة مع لبنان». وختم: «المجتمع الدولي عجز عن حل المشكلة السورية خلال 14 عامًا، ونحن أخذنا طريقًا مختلفًا ليقيننا بأنّ الشعوب لا تستطيع أن تأخذ حقّها إلّا بيدها».
وكان جنبلاط قال في تصريح له بعد خروجه من اللقاء مع الشرع، إنّ «مزارع شبعا سورية»، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الحوار بين لبنان وسوريا لتجاوز التحدّيات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين.
الشرع وفيدان
من جهة اخرى، وفيما تردّد انّ وفداً سعودياً زار دمشق والتقى الشرع، استقبل الأخير امس وزير الخارجية التركي حقّان فيدان، الذي قال إنّ «الفترة الماضية كانت سوداء في تاريخ سوريا، ونحن مقبلون على مستقبل مشرق». واضاف: «نقف إلى جانب السوريين ولن نتركهم. وبحثت مع الشرع استقرار سوريا وعودة اللاجئين». وشدّد على أنّه «لا بدّ من تأسيس نظام لحماية الأقليات ووضع دستور جديد يحترم كل الطوائف في سوريا». وأكّد أنّ تركيا ستقف إلى «جانب السوريين في إعادة صياغة مؤسسات الدولة»، مضيفاً: «لتلبية جميع الوعود التي قطعناها يجب أن يكون هناك توافق داخلي في سوريا».
وذكر فيدان أنّ «على العالم العربي أن يتواصل مع القيادة الجديدة في سوريا، والوقت ليس وقت انتظار»، مشدّداً على أنّه «لا مكان لمنظمات الإرهاب في مستقبل سوريا»، «»الإدارة السورية مصرّة على مكافحة التنظيمات الإرهابية». وأعلن «أننا لن نسمح لأي تنظيم إرهابي بالاستمرار بالوجود داخل سوريا».
وأكّد فيدان أنّه «من المهم رفع العقوبات عن سوريا وإتاحة الفرصة للإدارة السورية الجديدة لتحقيق أهدافها»، وقال: «على إسرائيل احترام وحدة الأراضي السورية ووقف عملياتها العسكرية فيها». وتابع: «نريد من الإدارة الجديدة في سوريا أن تبسط سيطرتها على كل أنحاء البلاد»، موضحاً أنّ «حزب العمال الكردستاني الإرهابي يحتل أراضي في سوريا ويسرق الطاقة».
الموقف الإيراني
في غضون ذلك، رأى المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي، خلال لقاء في طهران امس لمناسبة ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء شارك فيه، حسب وكالة «إرنا»، حجة الإسلام السيد محمد مهدي نجل الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله: «خطة أميركا للسيطرة على الدول هي أحد أمرين؛ إما خلق الاستبداد أو إثارة الفوضى، وقد خلقت اميركا وحلفاؤها الفوضى في سوريا. والآن يتوهمون بأنّهم انتصروا». وأضاف: «مخطئ من يكرّر أنّ إيران خسرت قواتها بالنيابة لأننا لا نمتلك قوات بالنيابة من الأصل، وإذا أردنا يوماً القيام بأمر ما فإننا لا نحتاج إلى قوات بالنيابة». وتوقع «ان تؤدي الأحداث في سوريا الى ظهور مجموعة من الشرفاء الاقوياء، لأنّ ليس لدى الشباب السوري ما يخسره، وما عليه فعله هو الوقوف بكل قوة وإصرار لمواجهة من صمّم هذا الانفلات الأمني ومن نفّذه، وبالتأكيد فإنّ مستقبل المنطقة سيكون افصل من واقعها الحالي». ولفت إلى «أنّ الكيان الصهيوني لم يستطع تحقيق أهدافه بالقضاء على حركة «حماس» وحزب الله». مؤكّداً «انّ شعوب المنطقة الحرّة وبعون الله ستعمل على القضاء على هذا الكيان البشع وخلق غد أفضل للمنطقة». ولفت إلى «أنّ مجموعة مثيرة للقلق وبمساعدة وتخطيط حكومات أجنبية، تمكنت من استغلال نقاط الضعف الداخلية في سوريا وجرّ هذا البلد إلى الفوضى».
وعن المستجدات في المنطقة، تساءل خامنئي عن «الانتصار الصهيوني المزعوم والمبالغ فيه»، قائلاً: «أيها البائسون أين انتصرتم؟ هل يُعتبر انتصاراً قتل 40 ألف امرأة وطفل بالقنابل وفي المقابل فشل تحقيق ولو هدف واحد من أهدافكم المعلنة في بداية الحرب؟ هل دمّرتم «حماس» وأطلقتم سراح أسراكم في غزة؟ هل تمكنتم من تدمير «حزب الله» اللبناني رغم استشهاد شخصية عظيمة مثل السيد حسن نصر الله؟». ورأى «أنّ المقاومة في المنطقة، بما فيها «حزب الله» و»حماس» و»الجهاد الإسلامي»، ما زالت نشطة وآخذة في التوسع، مخاطباً الصهاينة انّهم «ليسوا منتصرين بل مهزومين».
وعزا خامنئي «سبب تقدّم الصهاينة في سوريا واحتلال اراضيها بهذه السهولة» إلى «عدم وجود مقاومة هناك ولو حتى جندي واحد يواجههم»، معتبراً انّ «هذا الامر ليس انتصاراً للصهاينة، وانّ الشباب السوري الغيور والشجاع سيطردهم من هناك لاحقاً».
وقال «انّ هناك حقائق ملموسة ومجرّبة تؤكّد صلابة المقاومة وقوتها بعد مواجهة الأزمات التي عصفت بها، كما حصل لحزب الله اللبناني الذي نهض من قلب التهديدات والانفلات الأمني في الثمانينات واصبح اكثر قوة واقتداراً، وهذا هو حال المقاومة اليوم ايضاً».
الموقف الأميركي
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، امس إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفًا أنّه يطلع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب على هذا الخطر.
وقال سوليفان لشبكة «سي.إن.إن» الأميركية إنّ «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت، في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: ربما يتعيّن علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعيّن علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية». واضاف إن هناك «خطرًا حقيقيًا» في الوقت الحالي من أن تراجع إيران موقفها المتمثل في «أننا لا نسعى لامتلاك أسلحة نووية». وأضاف: «هذا خطر نسعى لأن نكون يقظين بشأنه الآن. أعمل حاليًا بشكل شخصي على إطلاع فريق (الرئيس) الجديد على هذا الخطر». وقال إنّه تشاور كذلك مع إسرائيل حول هذه المسألة.
تهديد إسرائيلي
من جهة ثانية، وفي ظل استمرار اسرائيل في خرق اتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس أنّ أسرائيل «لن تتردّد في استخدام القوة المفرطة ضدّ «حزب الله» إذا حاول خرق وقف إطلاق النار أو لم ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان». وقال: «إذا لم ينسحب «حزب الله» إلى ما وراء الليطاني، وإذا حاول خرق وقف إطلاق النار، سنسحق رأسه ولن نسمح لمقاتليه بالعودة إلى قرى جنوب لبنان وإعادة بناء البنى التحتية التي تشكّل خطراً على قرى ومستوطنات الشمال».
"الاخبار":
رغم أن الرئيس نبيه بري إذا ما سُئل عن جلسة التاسع من الشهر المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، يسارع إلى القول إن «التوقّعات كبيرة»، ورغم ما توحي به ماكينة إعلامية ضخمة حول تأييد دولي لانتخاب قائد الجيش جوزف عون، ورغم أن حظوظه تبدو الأقوى، ثمّة ملاحظات كثيرة، تشير كلها إلى أن لا شيء نهائياً بعد، والأمور لن تنضج قبل بداية السنة الجديدة، وحتى ذلك الحين ستجري مياه كثيرة في النهر.
من هذه الملاحظات، مثلاً، أنه بمجرد إعلان النائب السابق وليد جنبلاط تبنّيه ترشيح عون عقب لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الأسبوع الماضي، ما اعتُبر يومها «إشارة إلى توافق أميركي - فرنسي على قائد الجيش»، أوفد ماكرون مرشح باريس لرئاسة الجمهورية المصرفي سمير عساف إلى لبنان للقيام بجولة شملت «كل الأطراف السياسية»، وآخرها أمس النائب فيصل كرامي ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي استبقاه إلى الغداء، علماً أن عساف رافق ماكرون في زيارته للرياض مطلع هذا الشهر. وهو أكّد أمام من التقاهم بأنه «مرشح فرنسا»، وأن حظوظه هي «الأقوى بعد حظوظ قائد الجيش».
ومن الملاحظات أيضاً، بما يخالف نظرية التوافق الخارجي على أي مرشح، أن الموفد القطري «أبو فهد»، الموجود في بيروت والذي شملت اتصالاته كل الأطراف أيضاً، لا يزال يروّج لترشيح المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. أضف إلى ذلك أن الرياض، وفق ما يؤكد أكثر من مصدر على علاقة بها، لم تقل كلمتها بعد، ولم تذكر اسم أي مرشح، ولا يزال سفيرها في بيروت وليد البخاري، في كل اللقاءات التي يعقدها، يتحدّث بالعموميات وبالعناوين العريضة، ويؤكد أن «لا مرشح لدينا». أضف إلى ذلك أن الأميركيين والسعوديين «لا يزالون يأخذون مسافة حتى من ترشيح قائد الجيش ولم يعلنوا صراحة بأنه مرشحهم، ولم يفتحوا باب المساومة في الترشيحات بعد».
وتلفت المصادر إلى أن عون هو «المتقدّم حتى اللحظة»، لكنها لفتت الى صعوبة تأمين 86 صوتاً لمصلحة تعديل دستوري يسمح له بالترشح، في ظل موقف التيار الوطني الحر وبعض النواب المستقلين كنائب رئيس المجلس الياس بو صعب، والموقف المبدئي لبعض النواب «التغييريين» بمعارضة تعديل الدستور. والأهم من ذلك اصطدامه بـ«العقبة الشيعية». كذلك أشارت المصادر إلى «برودة» قابلت ترشيح جنبلاط لعون، إذ إن أياً من الكتل النيابية التي تتحدّث بإيجابية عن أداء قائد الجيش وعدم معارضتها لانتخابه، لم تعلن صراحة دعمها له. ناهيك عن أن كل القوى المسيحية، من دون استثناء، أزعجها أن يخرج ترشيح عون من المختارة، واعتبرت أن موقف جنبلاط زاد الأمور تعقيداً، مشيرة إلى أن ماكرون تحدّث أمام جنبلاط عن أن باريس تؤيد ترشيح عساف وعون وجهاد أزعور، وأن الزعيم الاشتراكي هو من اختار قائد الجيش من بين المرشحين الثلاثة. أضف إلى ذلك أن جنبلاط بترشيحه عون ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد: إذ أكّد للمعارضة أنه لن يتقاطع معها على أي مرشح، وأرضى عون، ومع إدراكه أن الأخير لن يكون قادراً على تحصيل 85 صوتاً لإجراء تعديل دستوري، يكون قد تجنّب الحرج مع الرئيس نبيه بري. وهذه كلها تصبّ في مصلحة التوصّل إلى توافق على مرشح تسوية يمشي به الجميع في الجلسة. وإذا كان موقف التيار الوطني الحر من عون معروفاً، فإن موقف معراب الغامض منه زاده تبنّي جنبلاط له غموضاً، وباستثناء الحديث في العموميات بإيجابية عن قائد الجيش، فإن الموقف القواتي لا يزال في حالة «تريث ودراسة معمّقة للترشيحات، ولن يكون هناك موقف قبل السنة الجديدة»، وفق المصادر نفسها. وما لم تقله معراب، عبّر عنه أمس النائب كميل شمعون الذي أشار إلى «ضرورة التريث في تسمية المعارضة لمرشحها، وفي انتخاب الرئيس قبل انقضاء مهلة الـ60 يوماً المعطاة للبنان لتطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وإنجاز كامل مضمون اتفاقية وقف إطلاق النار»، مؤكداً أن «المعارضة لم تحسم خيارها بعد، وتنتظر اكتمال التشاور بين أقطابها للإعلان عن مرشحها».
"الديار":
تسرق دمشق راهنا الاضواء بتحولها الى محجة للوفود السياسية العربية والغربية، وآخرها الوفد الدرزي اللبناني برئاسة النائب والوزير السابق وليد جنبلاط، الذي استعجل الانفتاح على «سوريا الجديدة»، فكان اول زعيم لبناني يلتقي بقائد «هيئة تحرير الشام» احمد الشرع الملقب بمحمد الجولاني لتهنئته والشعب السوري بـ «انتصاراته الكبرى، وبالمعركة التي قمتم بها من أجل التخلص من القهر والاستبداد».
وبدا لافتا استقبال الشرع لجنبلاط واضعا للمرة الاولى ربطة عنق، ما وضعته مصادر سياسية في اطار «التطور الاستراتيجي السريع الذي يتم ادخاله على شخصية الشرع (الجولاني سابقا) وعلى مشروعه».
وهذه هي الزيارة الاولى لجنبلاط بعد ما يقارب الـ 13 عاماً على آخر زيارة قام بها، حيث وصل الى قصر الشعب في دمشق على رأس وفد روحي وسياسي كبير، ضم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط، إضافة الى أعضاء الكتلة، ووفد من مشايخ الطائفة وأعضاء المجلس المذهبي.
وبعد اللقاء قال جنبلاط الذي التقى ايضا رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير:»الطريق طويل، ونعاني نحن واياكم من التوسع «الاسرائيلي»، وسأتقدم بمذكرة باسم «اللقاء الديموقراطي» حول العلاقات اللبنانية- السورية». وأضاف: «نتمنى أن تعود العلاقات اللبنانية – السورية الى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الديبلوماسية، ونتمنى أن يحاسب كل الذين أجرموا ضد اللبنانيين، ونتمنى أن تقام محاكم عادلة للذين أجرموا ضد الشعب السوري، وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ».
كذلك، قال أبي المنى: «شعب سوريا يستحق هذا السلم ويستحق الازدهار، لأن سوريا قلب العروبة النابض». وأشار الى ان «الموحدون الدروز لهم تاريخ وحاضر يستفاد منه فهم مخلصين للوطن وشعارهم شعار سلطان باشا الاطرش وشعار الكرامة وكرامتهم من كرامة الوطن، لذلك نحن واثقون انكم تحترمون تضحياتهم وهم مرتبطون بوطنهم».
أما الجولاني فطمأن أنه «بعدما كانت سوريا مصدر قلق وإزعاج وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً، والنظام السوري قتل كمال جنيلاط وبشير الجميّل ورفيق الحريري، ستقف سوريا القادمة في العهد الجديد على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، ولن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الاطلاق». ولفت الى ان «لبنان بحاجة إلى اقتصاد قويّ وإلى استقرار سياسيّ وسوريا ستكون سنداً له وأرجو أنّ تُمحى الذاكرة السوريّة السابقة من أذهن اللبنانيين»، مشيرا الى ان «المكون الشيعي جزء من البيئة اللبنانية، وهناك صفحة جديدة مع كل مكونات لبنان، بغض النظر عن المواقف السابقة».
وبحسب معلومات «الديار»، فان بعد زيارة جنبلاط الى دمشق ستتوالى زيارة الوفود اللبنانية الى سوريا ، من دون استبعاد زيارات رسمية يقوم بها وزراء في الحكومة اللبنانية في الفترة المقبلة. وتشير المصادر الى ان «واشنطن التي اسقطت الجائزة التي كانت مرصودة لمن يدلي بمعلومات عن الجولاني، تدرس جديا اسقاطه و»هيئة تحرير الشام» من لوائح الارهاب، كما وقف العمل بقانون قيصر» ، مرجحة ان يحصل ذلك في الاشهر الاولى من العام الجديد.
للصبر حدود!
في هذا الوقت، واصل العدو «الاسرائيلي» خروقاته لقرار وقف النار، فقام يوم أمس بتفجير عدد من المنازل في منطقة حانين في قضاء بنت جبيل.
وتعليقا على الخروقات «الاسرائيلية» المتمادية، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي:»نعطي فرصة، لكن للصبر حدود، وبعد انتهاء المهلة (تنفيذ قرار وقف إطلاق النار) المطلوب أن يكون هناك موقف واضح»، وأضاف: «نحن ما زلنا نؤمن أن ثبات المقاومة مع الجيش هو الذي يقدم الحماية، وهناك فرصة واختبار أمام اللبنانيين جميعا، وهم مدعوون أن يكون هناك ادانة لما يحصل من ارتكابات واعتداءات».
من جهته تساءل عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس:» اين الدول الراعية ولجنة المراقبة والولايات المتحدة وفرنسا، لوضع حد للعدوان والخروقات «الاسرائيلية» اليومية في جنوب»؟
أما نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي، فدعا الى بناء «استراتيجية دفاعية تدافع عن هذا الوطن»، معتبرا ان «الجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو، وكُلنا يعلم ذلك، وليته يستطيع، فنحن لسنا ضد أن يكون قادراً على المواجهة وحده، ولذلك هناك شِرْكة ضرورية حتمية وطنية لا بُد منها بين المقاومة والجيش لندافع عن وطننا».
وشدد على أن «الحلم والتمنيات الخبيثة من البعض بأن لبنان يجب أن يبقى بدون سلاح وليس لديه ضرورة لن يتحقق، ونحن نقول إن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة وبدعم من الشعب حتمي وضروري، فهذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان، ونحن لا نتخلّى عن وطننا وعن قوته وقوة الحماية الوطنية فيه، لأجل عيون بعض المرتبطين بالخارج، أو من أجل ألسنة بعض سيئي الخطاب والفجور الإعلامي، فلن يحصل ذلك».
الحسم مطلع العام
رئاسيا، قالت مصادر معنية بالحراك الحاصل على خط الاستحقاق الرئاسي، ان «الحسم الرئاسي مؤجل حتى مطلع العام»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «عطلة الاعياد ستؤدي الى تراجع المباحثات، على ان يتم تنشيطها مجددا في الاسبوع الاول من العام الجديد، اما كشف كل القوى اوراقها ومرشحيها فلن يحصل الا قبل الربع ساعة الأخيرة، التي تسبق جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل».
وخلال عظته في قداس الأحد، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي:»نتطلّع مع اللبنانيّين إلى يوم التاسع من شهر كانون الثاني المقبل، حيث يلبّي النوّاب دعوة رئيس المجلس إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، بعد سنتين وشهرين من الفراغ المخزي، والذي لا مبرّر له في الدستور». ولفت الى «إنّنا نصلّي لكي يختار نوّاب الأمّة رئيس البلاد الأنسب بمواصفاته لهذه الحقبة التاريخيّة المميّزة».
اضاف : «تحتاج البلاد إلى رئيس ينعم بالثقة الداخليّة والخارجيّة، رئيس يؤمن بالمؤسّسات ويفعّلها، رئيس قادر على النهوض الاقتصادي وإعادة إعمار المنازل المهدّمة في مختلف المناطق اللبنانيّة، ولا سيما في الجنوب اللبنانيّ والضاحية والبقاع ومنطقة بعلبكّ وسواها، رئيس يحرّك إصلاح البنى والهيكليّات، رئيس يصنع الوحدة الداخليّة بين المواطنين».
"نداء الوطن":
أتت زيارة سيد المختارة وليد جنبلاط أمس إلى دمشق لترفع الستارة عن نمط جديد من القيادة السورية. وأدلى رئيس الإدارة الجديدة لسوريا أحمد الشرع بمواقف من العلاقات بين لبنان وسوريا على أساس السيادة والاستقلال لكل من البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأعلن أن "سوريا ستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني".
وفوجئ الوفد الموسع برغبة الشرع بمخاطبة اللبنانيين عبر حشد من وسائل الإعلام اللبنانية متخطياً كما علمت "نداء الوطن" كل الحواجز التي تفرضها الضرورات الأمنية التي تحيط بالمسؤول السوري. وهكذا اندفع الإعلاميون ليحاوروا الشرع في كل المواضيع التي كانت محاطة بالكتمان ومنها ما يتعلق بملكية مزارع شبعا ومستقبل العلاقات بين القيادة السورية الجديدة وبين الشيعة سواء في لبنان أو في سوريا وصولاً إلى مصير الاتفاقات والمعاهدات التي تم إبرامها بين سوريا ولبنان في ظل النظام السابق.
أدلى الشرع بما أدلى به، في إطار بدا من خلاله أنه غير ميّال لعلاقات يجري تدبيرها تحت الطاولة. وذهب إلى المدى الذي كان مسكوتاً عنه في زمن النفوذ السوري والإيراني عندما أعلن الشرع "أن سوريا كانت مصدر قلق وإزعاج وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً .كما أن النظام السابق عمل مع الميليشيات الإيرانية على تشتيت شمل السوريين. والعمل الذي قمنا به كان عملاً سَلِساً بأقل الخسائر ودخلنا إلى حواضر المدن الكبرى ولم تهدم فيها قطعة واحدة". ومضى إلى القول: "إن نظام الأسد المخلوع اغتال كمال جنبلاط وبشير الجميّل ورفيق الحريري".
وأتت مواقف قائد سوريا الجديد لملاقاة كلمة وليد جنبلاط الذي خاطب الشرع قائلا: "من جبل لبنان من جبل كمال جنبلاط نحيي هذا الشعب الذي تخلّص من الاستبداد والقهر، التحية لكم ولكل من ساهم في هذا النصر ونتمنى أن تعود العلاقات اللبنانية - السورية من خلال السفارات وأن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين وأن تقام محاكم عادلة لكل من أجرم بحق الشعب السوري وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ".
ماذا عن العناوين الأخرى التي تصدرت الزيارة؟ ردّ فعل الشرع حول موضوع مزارع شبعا التي أخذت لبنان إلى حروب ومواجهات على يد "حزب الله" أن الأمر سيعود إلى المؤسسات الجاري تكوينها. وفي المقابل، يرى جنبلاط أن الموضوع يتصل بقرار مجلس الأمن 242 الذي صدر بعد حرب عام 1967 والذي قال إن المزارع التي احتلتها إسرائيل هي سورية. ودعا جنبلاط إلى الشروع في ترسيم الحدود بين البلدين لإظهار حقوق كل منهما في المناطق الحدودية.
أما في ما يتعلق بالموضوع الشيعي، فقال الشرع إن سوريا تتطلع إلى لبنان خارج الأطر المذهبية على قاعدة عدم السماح بالتدخل بالشؤون الداخلية في سوريا.
أضاف "بالنسبة إلى شيعة لبنان المعارضين أو المؤيدين نحن نتكلم بمنطق الدولة بعيداً من التصنيفات السياسية وهناك صفحة جديدة مع مكونات الشعب اللبناني كافة".
وبالنسبة إلى الاتفاقات والمعاهدات الثنائية، فقد وعد جنبلاط بالتقدم "بمذكرة" حولها تتضمن أيضا عناوين أخرى.
وأعلن الشرع أنه سيرسل وفداً حكومياً إلى مدينة السويداء. وأضاف "سنقدم خدمات كثيرة، نراعي خصوصيتها، ونراعي مكانتها في سوريا".
ولفت إلى أن "المجتمع الدولي عجز عن حل المشكلة السورية خلال 14 عاماً ونحن أخذنا طريقاً مختلفا ليقيننا بأن الشعوب لا تستطيع أن تأخذ حقّها إلا بيدها وسوريا لن تكون كما كانت في السابق".
وقال جنبلاط بعد اللقاء: "إنني قادم إلى سوريا كلها وليس فقط إلى السويداء. كان اللقاء ممتازاً، وفَتَحنا صفحة جديدة بين الشعبين".
وعلق النائب مروان حمادة عبر "نداء الوطن" قائلاً: "خطاب الشرع تأسيسي ويبنى عليه".
كما أبدى النائب اكرم شهيّب دهشته من التغيير الذي طرأ على سوريا والتي يشاهدها للمرة الأولى منذ 24 عاماً ، أي طوال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد.
لدى الوصول إلى نقطة جديدة يابوس يطل مشهد صاعق حيث تبدو صورة بشار الأسد العملاقة ممزقة وإلى جانبها صورة والده حافظ الأسد التي بقي منها بعض ملامحه. وفي المقابل، لم تكن لقيادة سوريا الجديدة أية صور وإنما علم الدولة الجديد.
وفي إشارة إلى أزمة المحروقات، ظهر عدد من الباعة على طول الطريق وقد عرضوا غالونات البنزين.
ويتحدث الذين كانوا يزورون سوريا قبل سقوط الأسد أن الحواجز الأمنية التي تنتصب مراراً على امتداد الطرق بين حدود لبنان ودمشق، اختفت تقريباً بأغلبيتها السابقة.
ما بدا واضحاً للعيان أن عناصر القيادة الجديدة هم في معظمهم من الجيل الشاب. وندر أن يطالعك شخص مسنّ من الحكام الجدد.
ويدخل الوفد إلى قصر الشعب. وبقي البناء بشكله المعروف قبل عقود. ومن باب الفضول، نسأل أحد موظفي القصر وهو شاب وَفَد حديثاً إلى الوظيفة إذ كان يَعرف من الذي بنى القصر فيسارع إلى القول إنه رفيق الحريري ليسترسل بعد ذلك في الحديث عن جريمة قتل باني القصر على يد جماعة النظام السابق.
ما لا يمكن اخفاؤه، غياب الخدمات الأساسية في القصر التي كان يوفرها نحو ألف موظف في زمن بشار الأسد. تقلص العدد بشكل هائل ما عكس أن أولويات القيادة الجديدة هي في مكان آخر وليس القصور.
كيف بدا أمس "قصر الشعب" كما كان يسمونه في زمن الأسد؟ يجيب موظف بارز في البروتوكول على هذا السؤال معطوفاً على ماأحدثته زيارة الوفد اللبناني، قال: "لقد أذهلني إصرار الإعلام اللبناني على حرية عمله والفوز بما يتلاءم مع عمله". وعكس الجواب إشارة مضمرة إلى أن حكام دمشق الجدد اعتادوا على العمل السياسي بعيداً عن الضوضاء حتى جاء الاختبار الأول لسلوك آخر من لبنان.
كان المشهد لافتاً في داخل القاعة الرئيسية التي جرى فيها استقبال الوفد اللبناني. فبعد الطلب إلى وسائل الإعلام الوقوف على مسافة بضعة أمتار لتغطية الكلمات، تقلصت المسافة تدريجياً. ومن خمسة أمتار تقريبا إلى أربعة إلى أن باتت المسافة أقل من متر. ولم يتردد الشرع في الاندماج مع الإعلاميين يحاورهم ويرد على أسئلتهم أياً كانت وكأنه يقول في نفسه: "أهلا بلبنان". وهل هناك بلد في المنطقة يمارس الإعلام فيه حرياته كما الحال في لبنان؟
إلى الحدث الجنبلاطي في دمشق، شهدت العاصمة السورية سلسلة من التطورات التي أكدت مرة جديدة أن سوريا تلقى المزيد من الاهتمام بعد سقوط نظام الأسد. فالزعيم الجديد الجولاني استقبل وزير الخارجية التركي حقان فيدان، كما التقى وفداً سعودياً بعيداً من الأضواء. وكان لافتاً ايضاً الكشف عن زيارة قام بها الجولاني لنائب الرئيس السوري السابق فاروق الشرع، في منزله في دمشق، ووجه إليه دعوة لحضور المؤتمر الوطني الذي سيدعو إليه.
"اللواء":
بدت الرزنامة اللبنانية داهمة، فبعد ثمانية أو تسعة أيام، يحزم العام 2014 ما خلَّف او ما مرت في ايامه من ويلات، ويرحل، مخلفاً الباب مفتوحاً أمام العام 2025، مع مضي ربع قرن على الألفية الثالثة.
في الشهر الطالع، يتسلم دونالد ترامب سدة الرئاسة الأميركية في ولاية ثانية، وفي الشهر عينه، ينتظر أن يذهب النواب اللبنانيون الى ساحة النجمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، او لخوض غمار «اختيار قوة» حول التحالفات والرغبات والارادات والاستحقاقات.
وفي الشهر عينه، تتضح عملية سير الهدنة في قطاع غزة بين دولة العدوان اسرائيل وحركة «حماس» ومعها سائر حركات المقاومة الفلسطينية.
باسيل مستعد لتأييد جعجع
على الجبهة الرئاسية، يسعى رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل في احدث مناورة له إلى احباط ترشيح النائب السابق وليد جنبلاط لقائد الجيش العماد جوزاف عون تولي منصب رئيس الجمهورية..
فبعد المسارعة الى رفض الاقتراح الجنبلاطي، مستندا الى المعزوفة نفسها التي تجعله
لا يشارك عبر وزارئه في جلسات حكومة تصريف الاعمال، كذلك الميثاقية، وتسجيل المأخذ على إقدام جنبلاط على تسمية عون، بما اعتبره باسيل حينها بأنه إقدام على تسمية مرشح للموقع المسيحي الاول في لبنان، (وكأن منصب الرئيس مسيحي فقط).. تواصل باسيل مع حزب لله، لعله يجد اتفاقا معه على رفض ترشيح قائد الجيش، من دون الحصول على جواب حاسم على هذا الصعيد..
امَّا الخطوة الجديدة، فتمثلت بالتواصل مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر أحد الوسطاء، وابلاغه ان كتلة التيار العوني على استعداد لانتخابه، اذا كان يفكر جديا بالترشح للمنصب الأول..
وكشفت مصادر على اطلاع على سير الاتصالات لـ «اللواء» ان جعجع لم يعط جوابا لغاية تاريخه..
ونقلت عن المعنيين ان جعجع يدرس اقتراح باسيل، كما يدرس الخلفيات التي حدت بجنبلاط على ترشيح العماد عون، لذا استمر بتريثه لتاريخه، مراهنا على كسب مزيد من الوقت، لكنه يدرك انه لن يتمكن من التأخر كثيراً عن ابداء موقف لصالح ترشيح قائد الجيش.
وعزت المصادر اياها موقف جعجع بالامتناع عن التجاوب الفوري مع باسيل بأنه سعي لتجنب الخلاف مع حلفائه الاقليميين والدوليين المؤيدين لعون في رئاسة الدولة اللبنانية.
ويدرك جعجع ان هدف باسيل هو قطع الطريق على عون، من زاوية ان الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين في المجلس النيابي ليستا مع ترشيحه، مما يعني انهاء حظوظه بالرئاسة بسبب رفض القوى المسيحية الاساسية له..
وفي سياق متصل، أوضحت مصادر سياسية لـ «اللواء» أن العمل جارٍ كي تأتي جلسة الإنتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل على قدر التطلعات في ما خص إنجاز الإستحقاق الرئاسي ورأت أن هذه الفرضية قائمة كما فرضية تحولها إلى جلسة تمهيدية لجلسة انتخاب تعقد في الشهر نفسه، ولذلك تبقى التوقعات مفتوحة.
وقالت المصادر إن الإجماع على دور قائد الجيش العماد جوزف عون قائم اما الإجماع على انتخابه فيتطلب تبني العدد الأكبر من الكتل النيابية له، معلنة أن ثمة قناعة بأن المسألة تتطلب بعض المشاورات والوضوح في الخيارات، لافتة إلى أنه عاجلا أم آجلا ستتضح الخيارات في الترشيحات منعا للتأويل والغوص في تحليلات غير سليمة.
بين العيدين
وبين الميلاد ورأس السنة، تظهر للعيان سيرورة العلاقات اللبنانية- السورية، بعد المحطة الرئيسية التي تمثلت بالنائب السابق وليد جنبلاط على رأس وفد درزي نيابي وسياسي وروحي، يتقدمه النائب تيمور جنبلاط رئيس اللقاء الديمقراطي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابو المنى.
وإذا كان جنبلاط أطلق عاصفة من نوع «حام وبارد» في آن واحد،تمثلت باعتبار مزارع شبعا سورية، وهي تخضع للقرار 242، وبالتالي لا شأن للبنان بتحريرها، منطلقا الى علاقات ندية بين لبنان، وسوريا بادارتها الجديدة، ممثلة بزعيمها «هيئة تحرير الشام» احمد الشرع، الذي ساق جملة من المواقف التطمينية للبلد المثخن بالجراح من ممارسات العهد السابق..
وأبدت اوساط ليست بعيدة عن الاجواء الشيعية عن ارتياحها للتصريحات التي ادلى بها الجولاني، ووصفتها بأنها طي لصفحة مؤلمة، واشارة لمرحلة من الهدوء والاستقرار على جبهة لبنان بكل مكوناته وسوريا الجديدة.
قال ابو محمد الجولاني: نقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، ولن تكون هناك حالة تدخل سلبي على الاطلاق.
وأشار ان «النظام السوري قتل كمال جنبلاط وبشير الجميّل ورفيق الحريري»، مشيرا الى ان «سوريا القادمة في العهد الجديد تقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان ولن تكون حالة تدخّل سلبي في لبنان على الإطلاق».
وشدّد الشرع على ان «المجتمع الدولي عجز عن حل المشكلة السورية خلال 14 عاما ونحن أخذنا طريقا مختلفا ليقيننا بأن الشعوب لا تستطيع أن تأخذ حقّها إلّا بيدها».
ولفت الى ان «لبنان بحاجة إلى اقتصاد قويّ وإلى استقرار سياسيّ وسوريا ستكون سنداً له وأرجو أنّ تُمحى الذاكرة السوريّة السابقة من أذهن اللبنانيين»، مشيرا الى ان «المكوّن الشيعي جزء من البيئة اللبنانية وهناك صفحة جديدة مع كل مكونات لبنان بغض النظر عن المواقف السابقة، وسوريا ستكون سنداً لكم ولجميع مكونات الشعب اللبناني»، مشيرا الى ان النظام السابق عمل مع الميليشيات الايرانية على تشتيت شمل السوريين، معتبرا ان معركة اسقاط النظام انقذت المنطقة من حرب اقليمية كبيرة وربما حرب عالمية.
رسالة أبو المنى
وسلّم الشيخ ابو المنى الشرع رسالة خلال اللقاء في قصر الشعب، تضمنت دعوة «لاستثمار الانتصار بما يترتب عليه من خطوات ومبادرات وتطمينات تتعلق بضبط الامن ورعاية الشعب واشراك المكونات الوطنية الكفوءة من كل اطياف الشعب السوري في عملية صياغة الدستور وبناء الدولة الحديثة.
ووصفت زيارة جنبلاط الى سوريا واللقاء في قصر الشعب بأنها تاريخية، بعدما يقارب الـ15 عاما على آخر زيارة قام بها اهدى الجولاني كتاب ابن خلدون لمؤلفه الامير شكيب ارسلان منذ قرابة المائة عام.. الذي ذكره بأنه جده كان رفيقا لسلطان باشا الاطرش.
فرز أسماء المرشحين
رئاسياً، بدأت القوى السياسية وكتلها النيابية فرز اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية لكنها لم تصل الى نتيجة حاسمة بعد، بإستثناء كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي التي حسمت موقفها بإعلان ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، بينما يتم تسريب معلومات كثيرة عن تقاطع عدد من الكتل النيابية على تبني ترشيحه لكن من دون التوصل الى توافق نهائي حتى الان لأسباب عديدة منها السياسي ومنها الدستوري. وبدا من حركة الكتل النيابية انها تهدف الى تقليص عدد المرشحين وحصر الاسماء بالمرشحين الجدّيين ليسهل التوافق على واحد او اثنين لخوص السباق الانتخابي في جلسة 9 كانون الثاني المقبل.
وتفيد معلومات «اللواء» من مصادر نيابية عاملة على خط الاتصالات، ان الفترة الفاصلة بين عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة ستكون حافلة باللقاءات والمشاورات النيابية لتسريع التفاهم والتوافق، وان اللجنة الخماسية العربية– الدولية ستستأنف جهودها بعد عيد رأس السنة، وسيستمر الحراك حتى 8 كانون الثاني اي قبل يوم من جلسة الانتخاب، ويكون قد تم فرز المرشحين الجديين وتبني الكتل لأسم أو أكثر، علماً ان المعلومات تفيد ايضاً عن بدء احتساب اصوات الكتل التي ستعطى لهذا المرشح او ذاك، مع بدء الحديث عن دخول جدّي للمرشح سمير عساف صديق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى جانب المرشحين الاخرين حلبة السباق، وانه في هذا السياق كانت زيارته لجعجع، والتي تلتها زيارة للسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو لجعجع.
وتفيد المعلومات ان الرئيس نبيه بري جمع اسماء المرشحين الجدّيين من قِبَلْ الكتل الاساسية، ونقل عنه نواب التقوه مؤخراً بعيداً عن الاضواء قوله ان جلسة 9 كانون الاول قائمة في موعدها وستستمر الجلسات حتى انتخاب رئيس.
ودخل عامل جديد ومهم على حركة الاتصالات الجارية تمثلت بإعلان رئيس تيار الكرامة عضو تكتل التوافق الوطني النائب فيصل كرامي ان الحراك الذي يقوم به تكتل التوافق يهدف الى تشكيل جبهة نيابية او كتلة كبيرة وطنية مستقلة من النواب السنّة مع نواب من كتل وطوائف اخرى قد تضم نحو 20 نائباً تكون بمثابة قوة ثالثة انتخابية، ولا يمكن لأي طرف تجاوزها او تجاهل وجودها او فرض رأي او مرشح عليها لا يتناسب مع قناعاتها او المعايير التي وضعتها، والتي عبّر عنها كرامي بقوله قبل يومين: التزام المرشح بتنفيذ اتفاق الطائف كاملاً، وتأكيد عروبة لبنان وليس لبنان «ذو الوجه العربي»، واقامة العلاقات المميزة مع سوريا أياً يكن الذي يحكمها، اضافة الى احسن العلاقات مع الدول العربية الاخرى والدول الصديقة، والالتزام بتحقيق الاصلاحات المطلوبة لإنتشال البلاد من ازماتها، وتطبيق القوانين والدستور، وإقامة حوار وطني مع كل الاطراف لإعادة بناء الدولة على اساس سليم ومعالجة نقاط الخلاف القائمة منذ سنوات.
وقد طرح كرامي واعضاء في التكتل هذه المعايير على المرشحين الذين التقوهم للتأكد من مدى التزامهم بها قبل اتخاذ القرار لمن سيتم التصويت. على امل ان تبصر هذه الجبهة او الكتلة النور هذا الاسبوع بحيث يتكوّن «بلوك وسطي سني ووطني» متمايز عن الثنائي وعن التيار الوطني الحر وطبعاً عن نواب المعارضة، له تأثيره في التصويت.
وحسب المعلومات فإن الجبهة المنشودة قد تضم نوابا من كتل التوافق والاعتدال واللقاء التشاوري المستقل ونوابا مستقلين، بينهم النائب الدكتور عبد الرحمن البزري الذي قال لـ«اللواء»: ان هذا التجمع او اللقاء النيابي هو وسطي وطني جامع ولو انه بأكثرية سنية، بهدف استنهاض الحركة الوسطية وليكون لنا دور فاعل وصوت وازن في انتخاب الرئيس خاصة ان هذا اللقاء سيضم نحو 20 نائباً، ولمنع حصول تسويات من تحت الطاولة تفضي الى توافقات لا مصلحة للبلد فيها.
واوضح الدكتور بزري انه خلال ايام قليلة سيُعقد اجتماع لهذا التجمع لتحديد الخطوات والمسار الذي سنسلكه، علما اننا حريصون على مواصفات معينة للرئيس المقبل اهمها وقف حالة الفساد القائمة وجمع البلد .
وفي اطار لقاءاته، التقى اعضاء تكتل التوافق الوطني في دارة النائب فيصل كرامي في طرابلس، المرشح الرئاسي سمير عسّاف وبحث معه الملف الرئاسي واخر المستجدات السياسية اللبنانية والاقليمية، حيث استمع اعضاء التكتل لرؤية ومشروع عسّاف لانقاذ لبنان على المستويين السياسي والاقتصادي، وتباحثوا حول ضرورة التوصّل الى انتخاب رئيس في الجلسة المقبلة.
اهالي الموقوفين
ونفذ امس اهالي الموقوفين الاسلاميين اعتصاماً للمطالبة بإطلاق سراحهم، كان المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان استقبل وفدا منهم، واستمع الى المعاناة التي يعيشها الموقوفون في السجون، واعتبر المفتي دريان ان قضية الموقوفين الاسلاميين اخلاقية وانسانية محقة، وان دار الفتوى على تواصل مع المسؤولين لانهاء قضية العفو العام الشامل التي استمرت لسنوات طويلة.
اطلاق سراح الموقوفين
وفي وقت، غابت فيه طائرات الاستطلاع الاسرائيلية عن اجواء بيروت والضاحية الجنوبية، استمر بخرقه واستباحته للاراضي اللبنانية غير عابئ بمطالبات لجنة المراقبة الدولية لوقف النار التزام الاحتلال بمندرجاته.
وتسلم الصليب الأحمر اللبناني مع قوات «اليونيفيل» 7 لبنانيين اختطفهم الجيش الإسرائيلي بعد وقف إطلاق النار من منطقتي الوزاني ومثلث طيرحرفا ».
ووصل المواطنون السبعة المحررون إلى مستشفى اللبناني الإيطالي، حيث نقلهم الصليب الأحمر اللبناني بسيارته، بمرافقة الصليب الأحمر الدولي وقوات «اليونيفيل» وبمؤازرة من اللبناني. حيث يخضعون إلى الفحوصات الطبية، وكان في استقبالهم امام حرم المستشفى اهاليهم.
وبعد اجراء الفحوصات الطبية اللازمة، اصطحبت مخابرات الجيش المفرج عنهم إلى مقر المخابرات في صيدا لإجراء التحقيقات.
وأعلن الصليب الاحمر اللبناني في بيان، ان «طواقم الصليب الأحمر اللبناني تسلمت من قوات اليونيفيل في حولا الشاب مهدي شموط 20 سنة من بلدة برعشيت وجرى نقله الى مستشفى تبنين لاجراء الفحوص الطبية اللازمة وكان اختطف في وادي الحجير.
وفي بلدة بني حيان، تمكنت عناصر الكتيبة الفرنسية من كشف مصير السيدة فيروز جابر حيث اعلن انها بخير.
"البناء":
تصدّرت الهجمات اليمنية النوعية على عمق كيان الاحتلال واستهدافه للأساطيل الأميركية في البحر الأحمر، عناوين القنوات التلفزيونية والصحف في العالم، خصوصاً أن اليمن في المرّتين نجح بإطلاق عملياته في التوقيت الذي كان فيه عرضة للهجوم، ذلك أن الصاروخ اليمنيّ الفرط صوتي أصاب تل أبيب ونجح بتفادي كل شبكات الدفاع الجوي، بما فيها منظومة ثاد الأميركيّة، بينما كانت الطائرات الحربية الاسرائيلية تقترب من أجواء اليمن لشنّ غارات تستهدف ميناء الحديدة ومعامل الكهرباء في صنعاء. وبالتوازي فيما كانت السفن وحاملات الطائرات الأميركية تستعدّ لبدء هجماتها على اليمن كان سبعة عشر صاروخاً مجنحاً وثماني طائرات مسيرة تستهدف الأسطول الأميركي وتشعل النيران في العديد من السفن وتفرض على الباقي المغادرة بعيداً.
في كيان الاحتلال كلام كثير عن الإخفاق، ولم يعُد ثمة مفردة تتكرّر يومياً مثل مفردة الإخفاق سواء في الصحف أو في قنوات التلفزة العبرية. وهنا اعتراف بأنه نوع من الإخفاق الذي لا يبدو أن الكيان يملك وصفة التخلص منه، خصوصاً أن ما كشفه تكرار الهجمات بالصواريخ الفرط الصوتيّة من اليمن، هو أن كل شبكات الدفاع الجوي التي يمتلكها الكيان عاجزة عن وضع حد لهذا التهديد. وقد بدأ الحديث في أوساط الخبراء بعيداً عن صراخ وتهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يقوم على الدعوة للتسليم بتعقيد المعركة مع أنصار الله، الذي يملكون حرية الحركة في منطقة شاسعة مكوّنة من تضاريس وعرة، لا يتقن غير اليمنيين التحرك فيها والاختفاء بين جبالها ووديانها، وعدد سكان اليمن يقارب الـ 35 مليون نسمة، وتبدو مقدرات اليمن ضخمة وصناعته العسكرية متطورة، في ظل قيادة شجاعة وبيئة شعبية مذهلة بدرجة تماهيها مع خطاب قيادتها، ومكانة خاصة لفلسطين والنخوة والشهامة بإسنادها سواء في خطاب القيادة اليمنية، او في وعي ووجدان الشعب اليمني الذي لا يزال يخرج كل يوم جمعة ليملأ الساحات بملايين تهتف لفلسطين، وكثر هم الذين بدأوا يقولون إن على جيش الاحتلال عدم التورّط بأوهام الحرب مع اليمن، والذهاب إلى تسريع التفاوض مع المقاومة في غزة طلباً لاتفاق يمكن له وحده إنهاء الاستهدافات اليمنية، التي لا يزال إغلاق البحر الأحمر على السفن المتوجهة الى موانئ الكيان أبرز إنجازاتها التي يجسّدها إقفال ميناء إيلات في جنوب فلسطين المحتلة.
في دمشق تحدّث وزير خارجية تركيا حقان فيدان، فرسم من موقع الانتداب التركي مستقبل الدولة الجديدة في سورية، متجاهلاً مصطلحات الديمقراطية والمدنية والتشاركية والمواطنة، مكتفياً بالحديث عن دستور يحترم حقوق الطوائف ونظام حماية للأقليات. وبقيت الكلمة المفتاحية لخطاب فيدان هي إعلان الحرب على قوات سورية الديمقراطية، وإعلان النية التركية لشنّ هذه الحرب ما لم تنجح دمشق بإنهاء ظاهرة “قسد”.
لا جديد في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني، فيما تمضي المشاورات والاتصالات لإيجاد خرق حيال التفاهم على انتخاب رئيس في الجلسة التي يتمسّك رئيس مجلس النواب نبيه برّي بموعدها. وتشدّد مصادر سياسيّة لـ»البناء» على أن القيادات السياسية كافة تبلغت من مرجعيات دولية وغربية بضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في جلسة 9 ك2، وانتهاز الفرصة السانحة اليوم لتمرير المرحلة الراهنة بأقل الخسائر على المستوى السياسي. ومع ذلك ترى المصادر أن الانقسام السياسيّ لا يزال على حاله بين الكتل النيابية. وهذا يؤشر الى تعذّر التفاهم قريباً وتعذّر انتخاب جديد في الجلسة المنتظرة.
والتقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، المرشح الرئاسيّ والخبير الدوليّ للشؤون المصرفيّة سمير عساف. وبحث الجانبان في آخر التطورات الراهنة، بما فيها الاستحقاق الرئاسيّ. كما زار عساف أعضاء تكتل “التوافق الوطني”، في دارة النائب فيصل كرامي في طرابلس، واستمع أعضاء التكتل لرؤية ومشروع عسّاف “لإنقاذ لبنان على المستويين السياسي والاقتصادي”، وتباحثوا حول ضرورة التوصّل الى انتخاب رئيس في الجلسة المقبلة. هذا ويستكمل التكتل مشاوراته مع باقي الكتل النيابية والنواب المستقلين “لبلورة الموقف السني الوطني في الأيام المقبلة، ومن المتوقع ان يشكل هذا الموقف صمّام أمان للبنان في هذه المرحلة الدقيقة، خصوصاً أن الطائفة السنية كانت ولا تزال تلعب دور الضامن للميثاق الوطني وصمام الأمان بين الأفرقاء اللبنانيين”، بحسب بيان عن التكتل.
في عظة الأحد توقف البطريرك الماروني بشارة الراعي عند جلسة مجلس النوّاب اللبنانيّ المقرّرة في التاسع من كانون الثاني، داعيًا النوّاب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة بعد فترةٍ طويلةٍ من الفراغ الرئاسيّ. وأكّد على ضرورة أن يتمتّع الرئيس المقبل “بثقة الداخل والخارج، والإيمان بالمؤسّسات وتفعيلها”، وبقدرةٍ على النهوض بالاقتصاد وإعادة إعمار المنازل المهدّمة في مختلف المناطق اللبنانيّة، ولا سيّما في الجنوب والضاحية والبقاع وبعلبك، إلى جانب “تحريك إصلاح البنى والهيكليّات وصنع الوحدة الداخليّة بين المواطنين”.
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في دارته وجرى البحث في التطورات الراهنة ولا سيما الوضع في الجنوب واستمرار الخروق الإسرائيلية لتفاهم وقف إطلاق النار. كما استقبل رئيس الحكومة وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فلتشر في حضور المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيروت كريستين كنتسن، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي. وأطلع فلتشر رئيس الحكومة على المساعدات الإنسانية المقدّمة للبنان. كما تمّ البحث في التعاون بين الدولة اللبنانيّة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة وعلى المشاريع المستقبلية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية في لبنان.
وبعد طول انقطاع زار الرئيس السابق للحزب التقدميّ الاشتراكيّ وليد جنبلاط على رأسِ وفدٍ من اللقاءِ الديمقراطي ومشايخِ الطائفةِ الدرزيةِ في لبنان سورية والتقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، وقبله مع رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير ولفت جنبلاط على هامش زيارته سورية حول هوية مزارع شبعا. فقد أكد جنبلاط أن “مزارع شبعا سوريّة”، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الحوار بين لبنان وسورية لتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين.
وقال: “إن مزارع شبعا تتبع للقرار 242 وإذا حصل ترسيم بين الدولتين اللبنانية والسورية على أساس أن شبعا لبنانية نقبل بذلك، لكن مزارع شبعا سورية”.
كذلك قال شيخ العقل: “شعب سورةي يستحق هذا السلم ويستحق الازدهار، لأن سورية قلب العروبة النابض”.
وأشار إلى أن “الموحدين الدروز لهم تاريخ وحاضر يُستفاد منه، فهم مخلصون للوطن وشعارهم شعار سلطان باشا الأطرش وشعار الكرامة وكرامتهم من كرامة الوطن، لذلك نحن واثقون أنكم تحترمون تضحياتهم وهم مرتبطون بوطنهم”.
وعلى الأثر أكد الشرع خلال اللقاء “أن سورية كانت مصدر قلق وإزعاج وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً”. لافتاً إلى أن هذه المعركة أنقذت المنطقة من حربٍ إقليميّة كبيرة وربما من حرب عالميّة.
واليوم يشارك وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في أعمال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب الذي تستضيفه السعودية، بدعوة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
في الوقت الذي تستمرّ فيه الخروق الإسرائيليّة في المساحة الممتدة جنوب نهر الليطاني وفي القرى الّتي لا تزال تشهد انتشارًا لقوات جيش العدو، والّتي تتعمّد نسف وتفجير المزيد من الوحدات السكنيّة والأحياء وكان آخرها في كفركلا وحانين، وقطعت طريق عام بنت جبيل – عيترون بمكعبات إسمنتية بعد قطعها سابقاً بسواتر ترابية، تسلّم الصليب الأحمر اللبناني مع قوات “اليونيفيل” 7 لبنانيين اختطفهم جيش العدو بعد وقف إطلاق النار من منطقتي الوزاني ومثلث طيرحرفا، ونقلهم إلى المستشفى اللبناني الإيطالي حيث خضعوا إلى الفحوص الطبية، بعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة، اصطحبت مخابرات الجيش المفرج عنهم إلى مقر المخابرات في صيدا لإجراء التحقيقات.
وهدّد وزير الأمن الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، من أنّ “بلاده لن تتردّد في استخدام القوة المفرطة ضد حزب الله إذا حاول خرق وقف إطلاق النار أو لم ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان”. وقال: “إذا لم ينسحب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وإذا حاول خرق وقف إطلاق النار، سنسحق رأسه ولن نسمح لمقاتليه بالعودة إلى قرى جنوب لبنان وإعادة بناء البنى التحتيّة التي تشكل خطرًا على قرى ومستوطنات”.
وفي سياق الملف الجنوبي واتفاق وقف إطلاق النار، اشارت مصادر سياسية لـ”البناء” الى احتمال ان يزور الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين لبنان قبل رأس السنة لاستكمال البحث في الأوضاع الجنوبية.
"الشرق":
في زيارة تاريخية بعد ما يُقارب الـ 13 عاماً على آخر زيارة قام بها، وصل الرئيس وليد جنبلاط الى قصر الشعب في دمشق على رأس وفد روحي وسياسي كبير، يضم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، إضافة الى أعضاء الكتلة ووفد من مشايخ الطائفة وأعضاء المجلس المذهبي.
حملت هذه الزيارة رسالة تهنئة الى القيادة السورية الجديدة بالتحرّر من نظام حكم الأسد، والتطلع نحو سوريا الموحدة والحرّة».
وخلال اللقاء مع رئيس الادارة الجديدة لسوريا، قال جنبلاط: «من جبل لبنان من جبل كمال جنبلاط نحيي هذا الشعب الذي تخلص من الاستبداد والقهر التحية لكم ولكل من ساهم في هذا النصر ونتمنى ان تعود العلاقات اللبنانية- السورية من خلال السفارات وان يحاسب كل الذين اجرموا بحق اللبنانيين وان تقام محاكم عادلة لكل من اجرم بحق الشعب السوري وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ».
وأضاف «الجرائم التي ارتبكت بحق الشعب تشابه جرائم غزة والبوسنة والهرسك وهي جرائم ضد الإنسانية ومن المفيد ان نتوجه الى المحكمة الدولية لتتولى هذا الامر والطريق طويل وساتقدم بمذكرة حول العلاقات اللبنانية السورية وعاشت سوريا حرّة ابية».
على جانب آخر، لفت تصريح جنبلاط على هامش زيارته سوريا حول هوية مزارع شبعا.
فقد أكد جنبلاط أن «مزارع شبعا سورية»، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الحوار بين لبنان وسوريا لتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين.
وقال: «ان مزارع شبعا تتبع للقرار 242 واذا حصل ترسيم بين الدولتين اللبنانية والسورية على اساس ان شبعا لبنانية نقبل بذلك لكن مزارع شبعا سورية».
كذلك قال شيخ العقل: «شعب سوريا يستحق هذا السلم ويستحق الازدهار لأن سوريا قلب العروبة النابض».
وأشار الى ان «الموحدون الدروز لهم تاريخ وحاضر يُستفاد منه فهم مخلصين للوطن وشعارهم شعار سلطان باشا الاطرش وشعار الكرامة وكرامتهم من كرامة الوطن لذلك نحن واثقون انكم تحترمون تضحياتهم وهم مرتبطون بوطنهم».
من جانبه، تحدث أحمد الشرع عن تاريخ العلاقات بين سوريا ولبنان، قائلاً إن «سوريا كانت مصدر قلق وإزعاج للبنان في بعض الفترات، وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً»، مشيرًا إلى دور النظام السوري في الفترات الماضية. وأضاف: «النظام السابق في سوريا، بالتعاون مع المليشيات الإيرانية، عمل على تشتيت شمل السوريين وزيادة الفوضى في المنطقة». وأكد أن «معركتنا المشتركة في سوريا كانت ضرورية لإنقاذ المنطقة من حرب إقليمية كبرى كانت قد تندلع لولا التدخل السوري الحاسم».
وفي حديثه عن العلاقة المستقبلية مع لبنان، أشار الشرع إلى أن «سوريا تقف على مسافة واحدة من الجميع وستحترم سيادة لبنان واستقراره الأمني»، لافتًا إلى ضرورة بناء علاقات قائمة على التعاون المشترك والاستقرار المتبادل. كما تطرّق إلى قضايا إقليمية أخرى، حيث أشار إلى دور النظام السوري في قتل العديد من الشخصيات اللبنانية البارزة مثل كمال جنبلاط وبشير الجميّل ورفيق الحريري.
وأضاف الشرع أن لبنان بحاجة إلى «اقتصاد قويّ واستقرار سياسيّ»، وأن سوريا ستكون سندًا للبنان في هذه المرحلة، معربًا عن أمله في أن تُمحى الذاكرة السورية السابقة من أذهان اللبنانيين، مؤكدًا ضرورة بناء علاقات استراتيجية جديدة مع لبنان. وختم بالقول: «المجتمع الدولي عجز عن حل المشكلة السورية خلال 14 عامًا ونحن أخذنا طريقًا مختلفًا ليقيننا بأن الشعوب لا تستطيع أن تأخذ حقّها إلا بيدها».
"الشرق الاوسط":
في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق، بعد سقوط نظام بشار الأسد، التقى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق، وليد جنبلاط، القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع في «قصر الشعب».
وزار جنبلاط، الذي كان أول زعيم ومسؤول لبناني يبادر إلى التواصل مع الشرع، دمشق، على رأس وفد من الحزب وكتلة «اللقاء الديمقراطي»، يضم نجله تيمور، برفقة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، ووفد من المشايخ والإعلاميين.
لعودة العلاقات ومحاكمة عادلة
وتحمل هذه الزيارة، التي هنّأ خلالها جنبلاط، الشرع، بـ«انتصاره»، بعداً وطنياً يرتكز على مستقبل العلاقة بين لبنان وسوريا، فهي تحمل كذلك بعداً درزياً يرتبط بما ستكون عليه علاقة السلطة الجديدة في سوريا مع الأقليات، تحديداً الطائفة الدرزية، في ظل الضغوط الإسرائيلية التي تمارس عليها، وهو ما كان الشرع واضحاً بشأنه في لقائه مع الزعيم الدرزي بالقول: «سوريا لن تشهد بعد الآن استبعاداً لأي طائفة»، مضيفاً أن «عهداً جديداً بعيداً عن الحالة الطائفية بدأ».
وفي كلمة له أثناء لقائه الشرع، هنأ جنبلاط القيادة السورية الجديدة بـ«التحرّر من نظام حكم (بشار) الأسد، والتطلع نحو سوريا الموحدة... عاشت سوريا حرّة أبية كريمة».
وقال جنبلاط: «من جبل لبنان، من جبل كمال جنبلاط، نحيي هذا الشعب الذي تخلص من الاستبداد والقهر، التحية لكم ولكل من ساهم في هذا النصر، ونتمنى أن تعود العلاقات اللبنانية - السورية من خلال السفارات، وأن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين، وأن تقام محاكم عادلة لكل من أجرم بحق الشعب السوري، وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ».
وأضاف: «الجرائم التي ارتبكت بحق الشعب تشابه جرائم غزة والبوسنة والهرسك، وهي جرائم ضد الإنسانية، ومن المفيد أن نتوجه إلى المحكمة الدولية لتتولى هذا الأمر والطريق طويل»، مشيراً إلى أنه سيتقدم بـ«مذكرة حول العلاقات اللبنانية السورية».
الشرع: النظام السابق قتل الحريري وجنبلاط والجميل
في المقابل، تعهد الشرع، الذي التقى جنبلاط للمرة الأولى مرتدياً بدلة وربطة عنق، بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان، وستحترم سيادة هذا البلد المجاور. وفيما لفت إلى أن «المعركة أنقذت المنطقة من حربٍ إقليميّة كبيرة، وربما من حرب عالمية»، أكد أن «سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق، وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني، وهي تقف على مسافة واحدة من الجميع».
ولفت الشرع إلى أن «النظام السابق كان مصدر قلق وإزعاج في لبنان، وهو عمل مع الميليشيات الإيرانية على تشتيت شمل السوريين»، مؤكداً أن «نظام الأسد قتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وكمال جنبلاط وبشير الجميل». وتعهد بأن «يكون هناك تاريخ جديد في لبنان نبنيه سوية بدون حالات استخدام العنف والاغتيالات»، وقال: «أرجو أن تمحى الذاكرة السورية السابقة في لبنان».
وشدد الشرع على حماية الأقليات، قائلاً: «مع اعتزازنا بثقافتنا وبديننا وإسلامنا... لا يعني وجود الإسلام إلغاء الطوائف الأخرى، بل على العكس هذا واجب علينا حمايتهم». وأضاف: «اليوم يا إخواننا نحن نقوم بواجب الدولة في حماية كل مكونات المجتمع السوري».
دروز سوريا
وتحدث عن دروز سوريا تحديداً، مذكراً بأن «الإدارة الجديدة أرسلت وفوداً حكومية إلى مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب غرب البلاد»، وقال: «أهلنا في السويداء كانوا سباقين في مشاركة أهلهم في الثورة، وساعدونا في تحرير منطقتهم في الآونة الأخيرة».
وأضاف: «سنقدم خدمات كثيرة، نراعي خصوصيتها، ونراعي مكانتها في سوريا»، وتعهد بتسليط الضوء على ما وصفه بأنه تنوع غني للطوائف في سوريا.
أبي المنى وشعار الدروز
من جهته، قال الشيخ أبي المنى إن «شعب سوريا يستحق هذا السلم، ويستحق الازدهار، لأن سوريا قلب العروبة النابض». وأشار إلى أن «الموحدين الدروز لهم تاريخ وحاضر يُستفاد منه، فهم مخلصون للوطن وشعارهم شعار سلطان باشا الأطرش وشعار الكرامة، وكرامتهم من كرامة الوطن، لذلك نحن واثقون أنكم تحترمون تضحياتهم وهم مرتبطون بوطنهم».
ارتياح في السويداء
ولاقت زيارة الزعيم الدرزي إلى دمشق ارتياحاً في أوساط السوريين الدروز. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أهلية متقاطعة في السويداء، جنوب سوريا، أن هناك توافقاً بين الزعامات الروحية حول الموقف من «إدارة العمليات» ممثلة بقائدها أحمد الشرع، والتأكيد على العمقين الإسلامي والعربي لطائفة الدروز الموحدين وخصوصية جبل العرب، ودورهم التاريخي في استقلال سوريا كمكون سوري أصيل، وتطلعهم إلى دستور جديد يجمع عليه السوريون.
وحسب المصادر، فإن «هذا الموقف كان مضمون الرسالة التي حملها الوفد الدرزي إلى قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، الأحد، وقد كانت نتائج الاجتماع إيجابية»، واعتبر دروز السويداء أن زيارة جنبلاط «خطوة عقلانية وحكيمة باتجاه الحفاظ على وحدة سوريا، وقطع الطريق على كل من يحاول تخريب العيش المشترك بين جميع السوريين، ووأد الفتن ما ظهر منها وما بطن».
ووفق المصادر، كان وفد درزي من لبنان زار السويداء قبل يوم من زيارة جنبلاط إلى دمشق، والتقى مشيخة العقل في السويداء، حيث قال شيخ العقل حمود الحناوي إنهم يتطلعون إلى «مواقف جنبلاط وأهلنا في لبنان باعتبارها سنداً ومتنفساً للتعاون من أجل مصالحنا كمواطنين سوريين لنا دورنا التاريخي والمستقبلي».
بعد 13 عاماً
ودخل الجيش السوري، لبنان، عام 1976 كجزء آنذاك من قوات عربية للمساعدة على وقف الحرب الأهلية، لكنه تحوّل إلى طرف فاعل في المعارك، قبل أن تصبح دمشق «قوة الوصاية» على الحياة السياسية اللبنانية تتحكّم بكل مفاصلها، حتى عام 2005، تاريخ خروج قواتها من لبنان تحت ضغط شعبي بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في انفجار وجهت أصابع الاتهام فيه إليها ولاحقاً إلى حليفها «حزب الله»، قبل أن تحكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على اثنين من قادة الحزب بالسجن مدى الحياة، على خلفية قتل 22 شخصاً بينهم الحريري.
ويتهم جنبلاط، دمشق، باغتيال والده كمال في عام 1977 خلال الحرب الأهلية، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
ونُسبت اغتيالات العديد من المسؤولين اللبنانيين الآخرين المناهضين لسوريا إلى السلطة السورية السابقة.
وعلى خلفية هذه الاغتيالات، تأرجحت علاقة الزعيم الدرزي مع النظام السوري السابق، الذي كان قد قاطعه وشنّ هجوماً غير مسبوق على رئيسه المخلوع، واصفاً إياه بـ«القرد» في المظاهرات التي نظمها فريق «14 آذار» إثر اغتيال الحريري عام 2005، قبل أن تعاد هذه العلاقة وترمّم بشكل محدود في عام 2009، لتعود إلى مرحلة العداوة مجدداً مع مناصرة جنبلاط للثورة السورية التي انطلقت عام 2011.
أما اليوم، وبعد 13 عاماً، عاد الزعيم الدرزي إلى دمشق «شامخاً مظفراً بالنصر»، وفق ما وصفه أمين سر كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، عبر حسابه على منصة «إكس»، مضيفاً: «ها قد عدنا إلى سوريا الحرة مع الأمل الكبير الواعد بأن تنعم سوريا وشعبها بالحرية والديمقراطية والتنوّع والاستقرار والازدهار»، داعياً إلى «بناء أفضل العلاقات التي تحفظ سيادة وحرية واستقلال وطننا الحبيب لبنان وتحفظ سوريا الواحدة الموحدة الأبية».
وتوجه إلى السوريين بالقول: «هنيئاً لكم ولنا الانتصار الكبير، ويبقى الانتصار الأكبر هو الحفاظ على الوحدة الوطنية والحرية والهوية».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا