إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 1 يناير 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jan 01 25|08:52AM :نشر بتاريخ
"الديار":
يدخل العام الجديد غدا، طاويا عاما شهد احداثا بعضها مفاجئاً، كالسقوط السريع للنظام السوري، وغير مألوفة في التاريخ الانساني الحديث، حيث ترتكب قوات الاحتلال «الاسرائيلي» مذبحة دموية وابادة جماعية في غزة ضد الشعب الفلسطيني، امام العالم الصامت والمتواطىء بخبث، لحماية آخر كيان عنصري في العالم. واذا كانت الاسئلة المقلقة اكثر من الاجوبة ازاء «الزلزال» السوري، فان المأساة مستمرة في غزة، امام عالم منافق غير مبال.
سبقت تلك الاحداث حرب لا تقل دموية على لبنان، مستهدفة حزب الله وبيئته الحاضنة، حيث تم دفع اثمان باهظة بعد التعرض الى خسائر كبيرة لا تعوض ماديا وبشريا، وفي مقدمتها استشهاد الامين العام السيد حسن نصرالله. لكن الضربة المؤلمة لم تصل الى حد الهزيمة. حزب الله اليوم يلتقط انفاسه، بعدما نجح مقاتلوه في الميدان في وقف التوغل «الاسرائيلي» عند القرى الامامية، ما فرض وقفا «هشا» للنار تحاول «اسرائيل» الاستفادة منه لتحقيق انجازات تكتيكية، قبل نحو شهر على انتهاء مهلة تطبيقه.
في العام الجديد ستكون السيادة اللبنانية امام تحديات واختبارات صعبة، اذا استمرت العربدة «الاسرائيلية» على حالها، واذا استمرت الدول الضامنة للاتفاق في «سبات عميق»، وسيعود السؤال حينذاك كيف ستتصرف المقاومة ازاء استمرار الخروق الفاضحة؟
الاختبار والتحدي لا يتوقفان عند هذا الحد، فالسيادة ستكون ايضا امام اختبار ال9 من الجاري موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث لم تصل بعد «كلمة السر» الخارجية الى بيروت، ولم تنته بعد عملية اختبار وفحص المرشحين، مع توقعات بان تحسم هوية الرئيس نهاية الاسبوع الجاري، ما يجعل الاستحقاق معلقا على رهانات البعض على حسم خارجي في «الربع الساعة الاخير»، واوهام البعض الآخر ممن يسعون الى التأجيل علّ في ذلك فرصة لتمرير رئيس تحد في زمن «التحولات الكبرى» في المنطقة، ومع دخول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض. اما الانتظار الاكثر غموضا، والتحدي الاكبر فيبقى ما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا، المتأرجحة بين خيارات غير محسومة ستترك تأثيرها المباشر في الساحة اللبنانية.
مخاطر «الزلزال» السوري
وفي هذا السياق، تشير اوساط ديبلوماسية الى الاندفاعة الخارجية تجاه لبنان، سببها الاوضاع السورية المستجدة، فالاهتمام بالملف الرئاسي والسعي الى انجازه سببه علامات الاستفهام غير الواضحة، حول التوجهات الفعلية لحكام دمشق الجدد. وتوحي مجريات الأحداث في سوريا، بان انعكاساتها على لبنان ستكون كبيرة، فاذا نجح السوريون في اقامة دولة سورية قوية، حينئذ يحتاج اللبنانيون الى سلطة متماسكة اقتصادياً وسياسياً لمنع «هيمنة» السلطة السورية الجديدة على الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان. اما اذا ذهبت سوريا الى الفوضى، فان التأثيرات ستكون كارثية.
والاخطر ان تذهب الامور نحو التقسيم، وعندئذ سيكون على «الطاولة» ملف حماية الأقليات في المنطقة، وضمن المشاريع الدولية المتداولة مشروعان:
- الاول: انتقال العدوى الى الساحة اللبنانية، حيث يتم تعزيز الفكرة الانفصالية عند البعض، والتي يتم الترويج لها تحت عنوان الفدرالية، ويجري فرض تقسيم طائفي ومناطقي، تحت تاثير «العصا الاسرائيلية».
- الثاني: يروج له بعض الاوروبيين، عبر طرح ضمّ الساحل السوري مع وادي النصارى إلى لبنان، تحت عنوان «الملاذ الآمن للأقليات في الشرق»، وهو مشروع يعيد رسم الخرائط من جديد، وقد لا يتم الامر دون اثارة المزيد من الفوضى؟!
«بلاهة» الغالب والمغلوب؟
وتخوفت مصادر سياسية مما اسمته» سطحية» بعض المسؤولين اللبنانيين ومبالغتهم في تقدير تأثير المتغيرات التي حصلت في المنطقة بالداخل اللبناني، فالمعارضون لحزب الله يعيبون عليه إنكاره للواقع، وهم يتعاملون معه كأنه هزم وسحق في المواجهة الاخيرة مع «اسرائيل»، لكن الحقيقة ان وضعه الداخلي لم يتأثر ولا يزال يتمتع على الرغم من الضربات المؤلمة بورقة «الفيتو» على الكثير من الاستحقاقات، وما حصل معه لا يشبه ابدا هزيمة النظام السوري.
ولهذا يحتاجون الى التواضع والتعامل بواقعية مع الاحداث، لاستيعاب الأزمة ومعالجة التحديات، وخوض حوار بناء لا يقوم على «بلاهة» الغالب والمغلوب، التي ستؤدي الى المزيد من الازمات.
حركة دولية واقليمية ناشطة
ويشهد العام الجديد تزخيما للحراك المحلي والخارجي حول ملفين اساسيين:
- الخروقات «الاسرائيلية» لاتفاق وقف اطلاق النار، وقد باتت تتهدد هيبة الدول الضامنة ومعها الحكومة.
- ملف الاستحقاق الرئاسي، مع توقعات بان يشهد المزيد من «خلط الاوراق» قبل جلسة 9 كانون الثاني المقبل. ففي وقت يرتقب ان يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان السبت المقبل بيروت، على أن يسبقه الخميس مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان، ويليه مطلع الاسبوع المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، وربما ايضا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، فيما وصل وزيرا الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو والخارجية جان نويل بارو الى لبنان، لتمضية العطلة مع الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل، وسيعقد الوزيران ثلاثة اجتماعات مع ممثل فرنسا في «آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان» الجنرال غيوم بونشين، وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد غابي لاوندوس، وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
ضبابية رئاسية
رئاسيا، وعلى الرغم من الحركة الناشطة على خط الاستحقاق، فان الأمور حتى الآن لا تزال ضبابية غير واضحة المعالم بعد . بورصة الطامحين الجديين للوصول الى القصر الجمهوري، وعددهم لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة، تتأرجح صعودا وهبوطا من دون ان يحسم مصير حظوظهم، فيما تفضل غالبية القوى السياسية الرهان على الربع الساعة الأخير لحسم الخارج موقفه لعدم حرق المراحل.
ماذا تريد السعودية؟
وهو امر يفسر عدم انسحاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية من السباق الى بعبدا وإعلان استمراره حتى جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، وتمسك «الثنائي» بدعمه، وكذلك عدم وضوح موقف «القوات اللبنانية» التي باتت تفضل التريث في اجراء الاستحقاق لتهيئة الظروف لانتخاب رئيسها، أو اقله من هو محسوب عليها، ولهذا ارسل جعجع النائب بيار بوعاصي الى الرياض في عملية «جس نبض» لموقفها من ترشيح «الحكيم»، ومحاولة اقناعها بضرورة عدم الذهاب الى تبني مرشح وسطي او توافقي ، في وقت تشهد المنطقة انقلابا في موازين القوى قد لا يتكرر في المستقبل.
في هذا الوقت، تشير المعلومات الى ان الرياض لم تحسم موقفها نهائيا من تبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي لم يحصل على «جواب نهائي» من المملكة، وبقيت الاجواء ضبابية غير حاسمة، لكن لم تقفل «الابواب» امام حظوظه. ولهذا لم يحمل السفير السعودي «كلمة السر» المفترضة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، عندما زاره قبل ايام قليلة بعيدا عن «الاضواء»، ويؤمل ان تكون الاجوبة نهائية عند حضور وزير الخارجية الى بيروت.
رهانات «قواتية»
وفي وقت يتوقع ان تعلن «معراب» موقفها الرئاسي مطلع الاسبوع المقبل، بعد انتهاء جولة الموفدين، اطلق رئيس «القوات» سمير جعجع مواقف جديدة تزيد الشكوك في رغبته بتأجيل الاستحقاق، رهانا على الادارة الاميركية الجديدة. وهو في هذا السياق، تحدث عن مواجهة ما اسماه «المنظومة اللعينة» ، وقال «هي لا تزال متماسكة، وتتألف من جماعة «الممانعة»، بالإضافة إلى «التيار الوطني الحر»، وهي تحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة. ولكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة».
ازعور «عاتب»!
في هذا الوقت، بقيت المقار السياسية والحزبية ، لا سيما المؤثرة منها عديدا في البرلمان، محطة لزيارات بعض المرشحين الطامحين على ما يشهده الصرح البطريركي في بكركي، حيث استقبل البطريرك مرشح المعارضة السابق جهاد ازعور. ووفق المعلومات، وضع ازعور الراعي في اجواء تخلي من رشحه في السابق عنه، مبديا انزعاجه من «قلة الوفاء» حيث لم تحصل اي اتصالات معه سلبا او ايجابا!
انتكاسة «التكتل» السني؟
وفي ظل غياب الحسم السعودي، اربكت حركة النواب السنة، وتعرضت محاولة تكتلهم الى انتكاسة، في ظل حساسية البعض على دور يرونه اكبر من حجمه للنائب فيصل كرامي، ولهذا "فرط عقد" اجتماع تنسيقي كان مقررا عقده بالامس، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول قدرة هؤلاء على التحول الى «بيضة قبان» في الجلسة المقبلة.
ووفق مصادر مطلعة، اذا لم تضغط السعودية على نحو صريح ومباشر لن تبصر «الكتلة النور»، والامر مرهون بزيارة بن فرحان الى بيروت مع نهاية الاسبوع الجاري.
وفي هذا السياق، توقع النائب عبد الرحمن البزري أن تُعقد جلسة التاسع من كانون الثاني «رغم الغموض الذي يحيط بمسألة الأسماء المطروحة، ومواقف الكتل تجاه المرشحين»، مشيرا الى ان «في حال تم التوافق على انتخاب شخصية عسكرية أو أمنية ، فإن الأمر يتطلب أكثر من ثلثي المجلس».
وشدد البزري على ان «الحركة الأبرز هي زيارة الموفد السعودي المرتقبة، التي تأتي في إطار اهتمام سعودي مستمر بلبنان». وقال :»هناك خطوة سعودية جدية ومميزة منتظرة في الثالث من الشهر المقبل، ومن المتوقع أن تسهم هذه التحركات في انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة المقبلة.
الخروقات... ومسؤولية المقاومة
وبانتظار وصول المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، لمحاولة الضغط على قوات الاحتلال لتنفيذ اتفاق وقف النار، استمرت الخروقات «الاسرائيلية»، ونفذ الجيش الاسرائيلي بعد ظهر امس، عملية نسف عنيفة في الطيبة قضاء مرجعيون.
وفي هذا السياق اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان المقاومة لن تتخلى عن مسؤولياتها، واشار الى انه وبمعزل عن الانقسامات السياسية والخلافات في الداخل، يفترض أن تكون مواجهة الاعتداءات «الإسرائيلية» على بلدنا في إطار موقف وطني مسؤول، يتحمل فيه الجميع مسؤولياتهم، سواء الدولة أو الجهات الرسمية أو القوى السياسية، لأن هذه القضية يجب أن تعني جميع اللبنانيين، ولأن الجنوب هو جزء من بلدنا، والكل يفترض أن يكون معنيا بالدفاع عن السيادة وحمايتها، وهذا يحتاج إلى موقف وطني»، معتبرا أن «ثبات المقاومة والجهد السياسي الذي قاده الرئيس نبيه بري بالتنسيق الكامل مع قيادة حزب الله، هو الذي أوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي يلزم العدو الانسحاب خلال مهلة 60 يوما، دون أن يتضمن بنودا تسمح للعدو بالقيام بما يريد من خروق واعتداءات يقوم بها، منذ إعلانه، على الأراضي اللبنانية وعلى الجنوب والقرى الحدودية.
العربدة «الاسرائيلية»
وفي اطار العربدة «الاسرائيلية»، أعلن وزير الحرب «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس فرض عقوبات اقتصادية، على حملة تبرعات لمتضرري عملية تفجير أجهزة «البايجرز» في حزب الله، لافتا إلى «أن القرار هو جزء من سياسة عدم التسامح، ورسالة واضحة لكل من يفكر في تمويل ما اسماه «الإرهاب»، تحت ستار المساعدات الإنسانية»... مشيرا إلى» أن أي محاولة من جانب حزب الله للتعافي ستُقطع، والعمل جار لتجفيف مصادر تمويله خصوصا انه يحاول استعادة قدراته».
ميقاتي ينصح جونز؟
في هذا الوقت، علمت «الديار» ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ابلغ السفيرة الاميركية ليزا جونز قبل مغادرتها الى الولايات المتحدة ، بان الجهة الوحيدة التي عرضت على الحكومة اعادة الاعمار هي ايران، ونصحها بعدم عرقلة العملية، لانها اذا لم تمر عبر الدولة، فان الاموال ستأتي بطرق اخرى وتوزع عبر حزب الله. وقد وعدت بعرض الامر على المسؤولين الاميركيين.
حزب الله واعادة الاعمار
وفي هذا السياق، اعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش عن مراحل تنفيذ حملة «وعد والتزام»، لرفع آثار العدوان الصهيوني على لبنان، وقال «ان من راهن على أن حزب الله لن يعوض على المتضررين، نقول له إن رهانه قد خاب». وأضاف،ان هذا المشروع انطلق تحت عنوان «وعد والتزام» ، ولنقول لشعبنا إن وعد السيد نصرالله وخطط السيد صفي الدين والتزام الشيخ قاسم وسنفي بذلك. واضاف دعموش: نقول شكرًا لإيران شعبًا وقيادةً، وللعراق حكومةً وشعبًا ومرجعيةً، ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي تريد المساعدة في إعادة الإعمار، وأطمئن أهلنا الشرفاء بأن أموال الإيواء والترميم يجري تأمينها بالشكل المناسب، وكل حملات التشويش لن تؤثر في ثقة شعبنا بمقاومته».
"النهار":
على رغم التفاوت في الاحتفالات بين المناطق اللبنانية وفي ظل التداعيات الثقيلة للحرب التي لا تزال ماثلة بقوة لدى العديد من الفئات والمناطق ، بدا استقبال لبنان للسنة 2025 محفوفا بآمال كبيرة واستبشار بطي زمن قاتم جثم لمدة طويلة فوقه وحملت الفترة الأخيرة من السنة الراحلة مؤشرات ووقائع واعدة بتبديله جذريا . وبهذه الأجواء والمناخات يمكن القول ان احتفالات استقبال السنة الجديدة لم تظهر أي أثر من شأنه لجم او تبريد حمى العد العكسي الآخذ في النفاد لجلسة 9 كانون الثاني(يناير) المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية، اذ عكست معطيات الكواليس السياسية حماوة تصاعدية ستتسم بطابع متدحرج تباعا كلما مر يوم من الأيام القليلة المتبقية لموعد الجلسة . واذا كان يمكن الحديث عن عامل جديد غير اعتيادي في هذا السياق فهو يتمثل في الجدية الشاملة والواسعة التي يتعامل عبرها الزعماء السياسيون والكتل النيابية والنواب مع موعد الجلسة باعتبارها غير قابلة لاي ارجاء أولا وهي الوعاء الأفضل لاحتواء كل أزمات البلد بانتخاب رئيس البلاد . ولذا يتضاءل عامل المناورات وتأثيرها امام تعامل القوى السياسية مع الاستحقاق اذ باتت معظم القوى والكتل تتحسبا لكل الاحتمالات .
ووسط هذه الأجواء برز في الساعات الماضية ، اكثر فاكثر ، ملف الترشيح المحتمل لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والذي صار في الأيام الأخيرة اكثر من احتمال افتراضي في ظل تكاثر مؤشرات على جدية كتلة "القوات" في الاتجاه الى ترشيح جعجع ولو ان القرار النهائي إيجابا او سلبا لن يتخذ الا في ربع الساعة الأخير أي قبل أيام معدودة قبل موعد الجلسة الانتخابية . وعلى رغم اتهامه بالمناورات في صدد ترشيح جعجع وسواه ، اكتسب موقف جديد لرئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل من احتمال ترشح جعجع دلالات بارزة استوقفت الأوساط المتابعة اذ قال باسيل انه إن كان سيختار للرئاسة بين رئيس حزب "القوات" سمير جعجع وقائد الجيش جوزف عون ورئيس تيار "ألمردة" سليمان فرنجية، "معروف بين هؤلاء الثلاثة من يمتلك الشرعية الشعبية. سمير جعجع هو من يمتلك هذه الشرعية الشعبية وله الأولوية في هذا الموضوع"، وفق قوله، رغم إشارته إلى أنه لن يكون أمام هذا الخيار. وأضاف : "الموضوع ليس سراً، لقد تمّ طرح موضوع انتخاب جعجع علينا إن لم نقل طُلب منا، ونحن لا نتعاطى معه بسلبية إنما نحن نبحث في شروط نجاحه، نحن نريد رئيساً للجمهورية يصنع حلاً ويجمع اللبنانيين، ولا نمانع إذا كان جعجع قادراً على تأمين هذا الامر".
ويبدو واضحا ان باسيل يلمح الى ضرورة ان يحظى جعجع بأكثرية مرجحة وقابلة لانتخابه وهو الامر الذي يضفي دلالات إضافية لجهة ان الأيام القليلة المقبلة ستشهد أوسع موجات المشاورات والجهود للدفع نحو تزكية واسعة لمرشح معين ، واذا تعذر الامر يتفتح معركة التنافس في الجلسة التي بات يرجح اكثر من أي وقت سابق انها ستحمل الرئيس الجديد للبنان.
وفي اطار التحركات الداخلية امس استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، وفداً أوكرانياً رفيع المستوى، برئاسة وزير خارجية أوكرانيا اندريه سيبيغا وقدم له شرحاً مسهباً حول الوضع في لبنان من حيث التركيبة الاجتماعية والسياسية والتباينات العقائدية التاريخية فيه وصولاً الى الحاليات السياسية ، وبخاصة وضعية الحكومة الحالية، الملف الرئاسي واتفاق وقف اطلاق النار، حيث اعتبر "ان الحكومة الحالية تشبه الوجه الآخر للبنان، وهي واقعة تحت سيطرة محور الممانعة الذي لا يزال يملك قدرة على التأثير الداخلي والتعطيل، على الرغم من كل ما حل به في لبنان والمنطقة، وكل ما جره من ويلات على البلدان الواقعة تحت تأثيره وعلى شعوبها".
وطغى الاستحقاق على لقاءات بكركي حيث استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس العماد ميشال سليمان الذي قال "طرحت وطلبت من غبطته اعلان سنة 2025 حياد لبنان، لان الظروف التي حصلت وتحصل في المنطقة تدل على اننا جميعا في امس الحاجة لتحييد لبنان كما طرحته سابقا وعاد غبطته وطرحه مجددا وبمعنى اوسع اي الحياد الايجابي، وهذا الموضوع يبدأ في بداية السنة الجديدة مع انتخاب رئيس للجمهورية من دون شروط او "فيتو" من احد، وانا اتمنى ان تكون مواصفاته، مؤمنابالمؤسسات والقانون وليس حزيبا، مع العلم ان غيري لا يوافقني الرأي ولكنني أتمنى ألا يكون حزبيا، واذا لم ننتخب رئيسا في بداية سنة ستكون الامور متعثرة".أضاف: "كما طرحت وطلبت من غبطته التحرك من موقعه المسيحي والمعنوي من اجل دعم صمود المسيحيين في سوريا بالتعاون مع بطاركة الشرق والفاتيكان والادارة السورية الحالية لدعم صمود المسيحيين في سوريا التي تمثل تاريخا عميقا لهم".
كما التقى البطريرك نائب رئيس حزب الكتائب النائب سليم الصايغ الذي قال : "أجرينا جولة افق عشية الانتخابات الرئاسية وكان هناك تطابق مع توجيهات سيدنا، واليوم لابد من ان نضع كل جهودنا كنواب لنواكب الاندفاعة الدولية لانقاذ لبنان. علينا كلبنانيين ان نواكب هذه الاندفاعة باكبر التفاف ممكن حول مرشحين يمكن ان يحصلوا على تزكية او تقدم على غيرهم، لانهم يتمتعون بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. أضاف :"واليوم هناك تذاك ولعب بالسياسة على الطريقة اللبنانية بالنسبة لانتاج رئيس كما العادة ،في وقت هناك أنظمة تسقط ولبنان إنقلب رأسا على عقب، وهناك كثر يفكرون بالطريقة الكلاسيكية والتقليدية اي "مرقلي تمرقلك" وان يأتوا برئيس مقيد غير محرر لتامين مصالحهم.نحن نقول للمرشحين كونوا متحررين في جلسة التاسع من كانون الثاني، ولا تعطوا أي التزامات او أي ضمانة لاي فريق، لان هواجس اي فريق هي هواجس كل اللبنانيين، وما من هواجس خاصة بفريق معين ولا من قلق عند هذا او ذاك، انما هناك هواجس الوطن ودولة المواطنة والحق والقانون والمؤسسات من هنا نطلب بان يأتي رئيس حر وندعو النواب الى التحرر من كل الالتزامات وانتخاب رئيس حر ومن تتوافر له الحظوظ الاكبر".
اما في ما يتصل بالوضع في الجنوب في اخر يوم من السنة فاصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: تمركزت وحدات الجيش حول بلدة شمع - صور بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل ضمن إطار تعزيز الانتشار في المنطقة، وبدأت الدخول إليها بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي منها، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار .(Mechanism) وسوف يُستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة، فيما ستُجري الوحدات المختصة مسحًا هندسيًّا للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة. لذا تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار."
في المقابل أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على حسابه عبر "اكس" أن السلطات الإسرائيلية تذكّر سكان جنوب لبنان بعدم العودة إلى بيوتهم أو الانتقال جنوبًا إلى خط القرى والمناطق المحيطة به، وذلك "حتى إشعار آخر". وأوضح أدرعي أن جيش الدفاع الإسرائيلي لا يعتزم استهداف المدنيين في هذه المرحلة، ولكنه أكد أن أي شخص يقرر العودة إلى القرى والمناطق الواقعة جنوب هذا الخط يعرض نفسه لخطر كبير.
"الأنباء":
يطل العام الجديد محمّلاً بأمل أن تُزال أثقال العواصف السياسية والأمنية التي أرهقت لبنان طوال العام الماضي.. يبدأ عام جديد وحقيبة الاستحقاقات ممتلئة، من الجلسة البرلمانية لإنتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني، إلى مصير إتفاق وقف إطلاق النار، إلى رواسب مرحلة عدم إنتظام عمل مؤسسات الدولة وإلتزاماتها أمام المؤسسات الدولية الاقتصادية والمالية.
وعلى وقع المناورات السياسية وتكثيف التشاور في اليومين الأخيرين من العام المنصرم حول إسم الرئيس المقبل، ينتظر اللبنانيون زيارتين مهمتين إلى لبنان. الزيارة الأولى لوفد رفيع المستوى من المملكة العربية السعودية، ويمكن أن توضع هذه الخطوة السياسية في نِصاب إيجابي تجاه لبنان، وتحديداً بعد سقوط نظام الأسد والحرب الإٍسرائيلية على لبنان والتحولات الجارية في المنطقة، لاسيما أن المملكة وقفت إلى جانب لبنان وكانت لعقود من الزمن ولا زالت درعاً عربياً حصيناً سياسياً وإقتصادياً.
أما الزيارة الثانية، فلموفد الرئيس الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين، التي يشوبها بعض الضبابية من حيث أهدافها غير المعلنة، لاسيما أن إتفاق وقف إطلاق النار الذي كان صنعه بنفسه يصارع. وقد تكون مسألة إنتخاب رئيسٍ للجمهورية، محوراً من محاور النقاش في زيارة الموفد الأميركي، لا سيما أن بعض المراقبين تحدثوا قبيل الإعلان عن وقف إطلاق النار عن تسوية شاملة تتضمن إنتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة.
وبالتوازي، ينطلق المسار الجدي التشاوري لإنتخاب رئيس في الجلسة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني، علماً أن بري يصرّ على
انتخاب رئيس في الجلسة المحددة، "حتّى لو أجرينا أكثر من دورة في الجلسة نفسها، المهم أن ينتخب البرلمان رئيساً، ويتحمّل النّواب مسؤوليّاتهم حيال هذا الواجب الدّستوري"، على حد تعبيره. وحتى اللحظة، وحده اللقاء الديمقراطي حسم خياره بدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، لا سيما أن بعض المراقبين يشون بإرتفاع فرص وصوله إلى سدة الرئاسة، نظراً لدقة ما تقتضيه المرحلة والثقة الدولية به إستناداً إلى أدائه في قيادة الجيش، وذلك لناحية تطبيق القرار 1701 وإنتشار الجيش جنوباً.
ولا شك أننا أمام أيام حاسمة ومصيرية، فحزب الله الذي صرّح على لسان عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي بالقول "إلتزمنا بالصبر 60 يوماً وفي اليوم الـ 61 يوماً آخر والموضوع سيتغير وتصبح القوات الموجودة قوات احتلال وسنتعامل معها على هذا الأساس"، وكذلك قوله "هناك خطوط حمراء لن نسمح بتجاوزها ومنها سلاح المقاومة وأموال إعادة الإعمار والترميم والإيواء".. وعليه، هل تأتي تصريحات قماطي في إطار توازن الردع الجديد بعد الاتفاق؟ وبالمقابل، ماذا سيكون مصير إتفاق وقف إطلاق النار بعد اليوم الـ 61 وماذا عن تطبيق القرار 1701؟ وماذا عن إتفاق الطائف؟ وماذا عن الإستراتيجية الدفاعية؟ وماذا ننتظر من الجنون الإسرائيلي الذي لا يردعه رادع؟
وتوازياً، الحكومة اللبنانية ملتزمة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، كما أن الجيش اللبناني ينتشر، وما يعيق أي عملية تطور تعزز إنتشاره هو العمليات العسكرية الإسرائيلية والتوغل البري وإستمرار وجود العدو العسكري، ورفع سقف مساوماته على الانسحاب.
ومن جانب آخر، بعد الدمار الكبير الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع والمناطق المتضررة، ينتظر لبنان مد يد الدول الصديقة والمانحة لإعادة الإعمار. وحتى الساعة، قوات العدو لم تنسحب من عدد من القرى الجنوبية، وتمارس أفظع أنواع التخريب والتدمير. ومن ناحية أخرى، لم يلمس لبنان أي جديد من الخارج لناحية عقد مؤتمر دوليّ لإعادة الإعمار أو إنشاء صندوق دعم لإعادة الإعمار، وذلك لأسباب لوجستية وأمنية.
إلى ذلك، يطل العام الجديد في شهره الأول والمشهد الدولي مختلفاً.. ففي 20 كانون الثاني سيقام التنصيب الرسمي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وبما يحمل تنصيبه من تحولات في المقاربة الأميركية في المنطقة، لا سيما الدعم المطلق العسكري والأمني والسياسي لإسرائيل والرؤية "الترامبية" إلى الشرق الأوسط. أما المتغيّر الإقليمي الجديد بسقوط النظام في سوريا وتولي قيادة جديدة والإنفتاح العربي والدولي عليها، بالتأكيد سيخلق تغيراً في المقاربات السياسية، لاسيما الدور العربي والتركي والغربي.
بالمحصلة، دخلنا في اليوم الأول من العام 2025، والهم الأساسي لأي لبناني أن يرى تغيّراً يلامس حياته ومعيشته، وأن يعيش بأمن وأمان وإستقرار في دولة قانون ومؤسسات!
"الشرق الاوسط":
التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، وفداً من الطائفة المسيحية بمذاهبها المتعددة في دمشق، عشية بدء السنة الميلادية الجديدة. وجاء اللقاء بمثابة رسالة طمأنة للمسيحيين عقب مضايقات قام بها متشددون في الأيام التي تلت سقوط النظام السابق.
في الأثناء، شدّدت السعودية على أهمية احترام سيادة سوريا واستقلالها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها، وذلك خلال جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس (الثلاثاء)، في الرياض.
وقال الشرع، في تهنئة بمناسبة رأس السنة، إن المسيحيين «جزء أساسي من نسيج المجتمع السوري. إن الترابط بين الشعب السوري بمختلف مكوناته يعكس قوة وحدتنا وتنوعنا».
وأكدت الإدارة الجديدة، في بيان أمس، تعيين قائد عملية «ردع العدوان» التي أطاحت نظام بشار الأسد، وزيراً للدفاع. جاء ذلك عقب تعيينات واسعة لقادة في «هيئة تحرير الشام» بمناصب رفيعة في المؤسسة العسكرية.
إلى ذلك، أعلنت فرنسا أنها ضربت موقعين لتنظيم «داعش» في سوريا، في أوّل عملية من نوعها منذ سنتين.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا