افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Feb 04 25|09:04AM :نشر بتاريخ
"النهار":
تحوّلت التعقيدات المتصلة بتعثر تأليف الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزف عون من إطار شبه تقليدي لعملية توزيع الحصص الوزراية إلى كباش يتسم بالخطورة حيال التوازنات السياسية الجديدة في البلد الناشئة عن تبدلات كبيرة لا يبدو أن مخاض ولادة الحكومة سينجو من تداعياته. ذلك أن المتصلين بكل من رئيس الحكومة المكلف نواف سلام وقيادة حزب “القوات اللبنانية” لمسوا في العمق حرصاً لدى الجانبين على تذليل كل العقبات التي تحول دون نشوء أي احتمال لابتعاد “القوات” عن التشكيلة الحكومية من منطلق أن الرغبة في الشراكة الحكومية المقبلة يكمل رحلة التغيير الكبير الذي انخرطت فيه “القوات” بقوة عبر انتخاب الرئيس عون وتسمية الرئيس سلام. كما أن الرئيس المكلف لا يسعه اطلاقاً تجاهل معنى نشوء حالة نفور من أول الطريق مع مكونات أساسية تحظى بتمثيل مسيحي ثقيل كما هو عليه واقع حزب “القوات”. تبعاً لذلك كان يفترض أن تتسم الساعات الـ48 الأخيرة بمناخ مختلف عن ذاك الذي طغى على المشهد الحكومي بحيث تصاعدت سحب التشكيك في ولادة حكومية سلسة في الساعات المقبلة وبدأت تتردد سيناريوات تتسم بتراجع التوقعات المتفائلة باستعجال الولادة الحكومية. كل ذلك عزته الأوساط المتابعة عن كثب لتعقيدات تاليف الحكومة الى حلول “ساعة الحقيقة” التي نتجت عن خوض واقعة وزارة المال والتي انتهت الى مصلحة التسليم للثنائي الشيعي بتسمية من رشحه لها وهو الأمر الذي أخرج الكباش حول الحصص إلى معركة خيارات سياسية تجاوزت مطالب القوى المسيحية المعترضة على “الفوقية” التي قوبلت بها طروحاتها وبدأت اطلاق رسائل إعادة تصويب الموقف على قاعدة رفض التسليم بما تعتبره “ازدواجية المعايير” وممالأة الابتزاز الذي تتهم به الثنائي الشيعي. وبدا أفق التعثر في عملية التأليف كأنه انتقل إلى مرحلة متطورة من التعقيد إذ أن حركة الاتصالات والمشاورات بلغت ذروتها بين الرئيس سلام وموفد معراب إيلي براغيدي في الساعات الأخيرة. وبينما أفيد أن العقدة الشيعية حُلت انكب الرئيس المكلف على محاولة معالجة العقدة القواتية حيث رفعت القوات الصوت ضد سلسلة ممارسات تطلب توضيحات حيالها وإلا ستحجب الثقة عن الحكومة العتيدة ولن تشارك فيها. وقد سألت أوساط قواتية في هذا السياق: “هل أخذ الرئيس المكلّف تعهّدًا من “حزب الله” عن السلاح وعن التدقيق الجنائي؟ وماذا عن المعايير؟ نريد أجوبة من سلام على هذه الأسئلة”.
ووفق مناخات الاحزاب المسيحية فإن هذه الاحزاب لا تشعر بأن السلطة الجديدة على مقلبي الرئاسة والحكومة مدركة لأهمية اللاعبين الداخليين في مرحلة الحكم المقبل. بل هي تعبّر عن خيبة بأن يكون ما تصفه بـ”رد الجميل” لدورها ومساهمتها، لا يعدو كونه عملية تهميش لموقعها وحجمها. وتشير إلى أنه ليس من باب الصدفة أن يعطي الرئيس المكلف الحصة الشيعية شبه كاملة للثنائي وفق ما يريد، ويسمي إلى جانب حصته في التمثيل السني، حصة وازنة في التمثيل المسيحي، عبر تمسكه بتوزير الوزيرين السابقين طارق متري لنيابة رئاسة الحكومة وغسان سلامة لوزارة الثقافة ناهيك عن وزير الداخلية. وفيما يحتفظ رئيس الجمهورية بتسمية وزير الخارجية ناجي أبو عاصي التي تطالب بها “القوات” ووزيري الدفاع والعدل، يكون حزب “القوات اللبنانية”، الممثل لأكبر كتلة نيابية في المجلس خارج الحقائب السيادية الأربع، فيما يظهر أن حجم الحصة 3 حقائب هي الاتصالات والطاقة والسياحة، علماً أن حزب “القوات” غير متحمس للطاقة في المرحلة القصيرة لعمر الحكومة كونها حكماً حكومة انتقالية في الوقت الفاصل عن موعد الانتخابات النيابية المقبلة.
ومع ذلك أشارت المعلومات المتوافرة مساء أمس إلى تكثيف لتبادل الاتصالات والمشاورات عموماً لتذليل ما تبقى من تعقيدات أمام ولادة الحكومة بما يوحي بتقدم في طرح الحلول لهذه التعقيدات يفترض أن يتبلور في الساعات المقبلة. وأصدر الرئيس المكلف نواف سلام بياناً أكد فيه “أن تشكيل الحكومة يتقدم إيجاباً وفق الاتجاه الإصلاحي الإنقاذي الذي تعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ووفق المعايير التي سبق أن اعلنها”. وشدد على “أن أي كلام عن أسماء وزارية تُفرض عليه هو عارٍ عن الصحة، فهو من يختار الاسماء بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى اليها”. وأضاف “أن الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والاحزاب هو أيضاً غير دقيق كون التواصل الإيجابي قائم مع الجميع”.
واكد عضو الكتلة النيابية القواتية النائب رازي الحاج أن “التشاور لا يزال قائماً ومستمراً مع الرئيس المكلف، ونحن حريصون على نجاح مهمته في ظلّ الظروف الصعبة المحيطة”، لافتاً إلى أنّ “مشكلة القوات اللبنانية في الحكومة الجديدة ليست في الحقائب أو الحصص، بل تتمحور حول مبدأ وطنيّ والسعي الحثيث لعدم إضاعة الفرصة الحقيقية السانحة لقيام دولة حقيقية اليوم في لبنان”. وسأل: “إذا كانت وحدة معايير في توزيع الحقائب، فالقوات هي أكبر تكتل نيابي لبناني في المجلس، فلماذا يخافون منها ويحاولون إستبعادها أو تهميشها”؟ ورأى أنّ “إبقاء وزارة المال مع ثنائي “أمل” و”حزب الله” يُشير بشكل واضح إلى تعثر الانطلاقة الفعلية للعهد ويعرّض مشاعر اللبنانيين للخيبة وثقتهم للإهتزاز”.
مواقف وتحركات
في غضون ذلك برز موقف لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون شدّد فيه على “محورية دور القضاء في بناء الدولة التي يعتبر الحكم العادل ركنها الأساسي”، ودعا القضاة “لأن يكونوا عادلين بين حقوق الدولة وحقوق المواطنين، وأن يكونوا مستقلين ذاتياً وغير مستقيلين من مهامكم ومسؤولياتكم والابتعاد عن الشائعات وسواها”. وإذ أكد أنه سيكون “الحامي للقضاة الذين يدافعون عن القانون ويطبقون نصوصه”، دعاهم إلى “ألا يظلموا بريئاً ولا يبرئوا ظالماً”، وتوجه إلى القضاة قائلاً: “حتى ولو طلبت منكم شخصياً اتخاذ قرار مخالف للقانون، فعليكم التمتع بالجرأة اللازمة لرفض الطلب، لأنه علينا جميعاً أن نكون تحت سقف القانون”. وجاء كلام الرئيس عون خلال لقائه رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس مع وفد من القضاة.
وأفادت معلومات أن الموفدة الأميركيّة مورغان اورتاغوس التي خلفت الموفد الأميركي السابق الى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين ستصل الخميس إلى لبنان في أول زيارة لها وستعقد خلالها مجموعة لقاءات مع المسؤولين الكبار.
كما برزت أمس الزيارة التي تقوم بها المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، إلى طهران حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإيرانيين. وأفاد بيان لمكتبها، أن”هذه الزيارة تأتي في إطار المشاورات المستمرّة للمنسّقة الخاصّة مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنيّة. وستركّز محادثاتها على الحاجة الملحّة لاستمرار التطورات الإيجابية في لبنان، والتي بدأت منذ دخول وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، وعلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بشكل كامل”.
الأمن
على الصعيد الأمني ووسط اتساع الضجة حيال تكاثر جرائم القتل والسرقة عقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، مؤتمراً صحافياً بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، واعتبر “أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها والجرائم التي تحصل جنائية ولا طابع أمنيا لها”، معلناً أنه “لا يمكن إستباق الجرائم الجنائية إنما سنكثف الانتشار الأمني”. ولفت إلى أنه خلال كانون الثاني الماضي أوقف 1920 شخصاً في مختلف الجرائم، “وهذا دليل على أن القوى الأمنية تقوم بدورها والأمن الاستباقي فاعل”. وقال: “أعطينا توجيهاتنا إلى كل الأجهزة الأمنية لزيادة الدوريات ومنع الدراجات النارية في بيروت وترافقت زيادة أعمال السلب والنشل مع زيادة التوقيفات”. وكشف “أن الأجهزة الأمنية ستعزز وجودها وجرائم مثل قتل الأرشمندريت والشاب خليل لا يمكن استباقها ولكن يجري توقيف الفاعل”.
"الأخبار":
«خطوة إلى الأمام، اثنتان إلى الوراء». هكذا تختصِر أوساط سياسية مطّلعة مساعي تشكيل الحكومة، رغم أن الاتصالات تسارعت في اليومين الماضيين ودفعت الجميع إلى توقّع صدور التشكيلة في خلال ساعات.
ووسط استمرار صمت الرئيس المكلّف نواف سلام حول توقيت إعلان التشكيلة، وإصراره على أن الصيغة النهائية سيعرفها الناس من خلال بيان رسمي يصدر عن القصر الجمهوري، إلا أن الأجواء السلبية تخرج عملياً من قبل القوى المعترضة. وهي تركّزت في الأيام الأخيرة على جبهة الكتل المسيحية والسنّية، وسط انطباع بأنه سيكون من الصعب التقدّم في تشكيل الحكومة طالما استمرت الشروط التي تقيّد حركة سلام الذي يبدو غير قادر على نسج اتفاقات بسبب تردّده وتراجعه عن وعوده، خصوصاً مع القوى التي سمّته لتشكيل الحكومة.
وكان لافتاً أن شخصيات معنية بالاتصالات أشارت إلى أن بعض المحليين حاولوا الوقوف على رأي جهات خارجية من السجال القائم. ونُقل أن السعودية، على وجه التحديد، «تمارس الصمت» و«غائبة عن الرادار تماماً»، ما تسبّب بحيرة إضافية لدى قوى سياسية وكتل نيابية كانت تتّكل على دعم سعودي لتليين موقف الرئيس المكلّف من بعض العقد الحكومية، علماً أن البعض حاول التوسط لدى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للتدخل لإقناع سلام بالموافقة على إرضاء كتل نيابية وازنة.
ونقل زوار القصر الجمهوري أن عون أبدى «عدم رضاه عن آلية عمل الرئيس المكلّف، ولديه ملاحظات على بعض من يرشّحهم سلام لتولي حقائب أساسية في الحكومة، ولكنه ليس في وارد الدخول في مشلكة تؤخّر تأليف الحكومة وقتاً أطول». وقال عون لزواره: «أريد الحكومة اليوم وليس غداً، ولديّ مواعيد في الخارج تنتظر تشكيلها، ووعود بدعم كبير للبنان من دول عربية وغربية، لكنني لن أسافر إلا برفقة وفد وزاري لتحقيق نتائج سريعة لمساعدة لبنان على مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية».
ومع دخول عملية التأليف مرحلة بالغة الحساسية، بدأ البعض يسأل عن حجم أصوات الثقة التي ستنالها الحكومة في حال أُعلنت كأمر واقع. ولخّصت المصادر المشكلات القائمة بالآتي:
أولاً، بمجرد الإعلان عن حصول تفاهم بين سلام والثنائي أمل وحزب الله الذي سلّم أسماء مرشحيه مع الحقائب، وترك لرئيسَي الجمهورية والحكومة تسمية المرشح للحقيبة الخامسة بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، برزت إلى الواجهة مشكلة التمثيل السنّي. وخرجت أصوات الكتل النيابية السنّية تحتج على عدم تجاوب سلام مع مطالبها، وتعمّده عدم التواصل معها من الأساس. وتقول مصادر نيابية معنيّة إن «سلام وصلَ إلى مرحلة غير مقبولة في التعاطي مع القوى السنّية، إذ يعتبر أنه يختصر التمثيل السنّي ولا يرى أحداً». ووصل الأمر بأحد النواب إلى القول: «طلبنا وساطة رئيس الحكومة السابق تمام سلام، ففوجئنا بأن الرئيس المكلّف لم يتفاعل معه، وتصرف على أنه هو من يمثّل آل سلام أيضاً». ومع أن هذه الكتل لم تنجح في عقد اجتماع للخروج بموقف موحّد في ما بينها لوجود تباين بشأن التعامل مع سلام، إلا أنها تتقاطع على فكرة عدم إعطاء الثقة للحكومة في مجلس النواب. فضلاً عن ذلك، يواجه سلام «غضبة» سنية كبيرة بسبب الأسماء التي طرحها، ولا سيما حنين السيد التي دفعت دار الفتوى إلى التواصل معه وتسجيل اعتراض رسمي لديه.
ثانياً، حرب «الضغوط» التي يتعرّض لها سلام، ولا سيما من الجماعات القريبة منه التي تحاول ابتزازه بفكرة أن الفضل في تسميته رئيساً للحكومة كان لها. ولا تزال هذه الجماعات تطالب سلام بعدم إعطاء حزب الله وحركة أمل الحصة التي يطالبان بها وإلا ستكون النتائج «كارثية». ويذهب بعضهم إلى حد طلب استبعاد الحزب بالكامل، وهو ما عبّر عنه النائب مارك ضو بقوله إن «على حزب الله أن يُحاسب على ما فعله بلبنان، ومفروض يدفع حق اللي عملو عالتقيل. واذا بيقعد برا الحكومة بكون أحسن». ومن المعروف أن ضو من أكثر المحرّضين في محيط سلام الذي يكلّفه بمهام مع عدد من النواب السنّة.
ثالثاً، العقدة الكبرى تتعلق بالحصة المسيحية. وانعقدت قيادة حزب «القوات اللبنانية» ليلَ أمس للنقاش في آخر المداولات القائمة مع سلام. ووفقَ المعلومات فإن «الجو لا يزال سيئاً جداً بين القوات وسلام الذي يرفض أن تختار القوات حقائبها أو تسمي أسماء وزرائها». لا بل أكثر من ذلك، طلب منها تبنّي أسماء هو طرحها، مثل جو صدي وكمال شحادة، علماً أن الاثنين لا علاقة لهما بمعراب لا من قريب ولا من بعيد. ويُنتظر أن تعلن «القوات» قرارها النهائي فوراً، أو تؤخره إلى ما بعد إعلان سلام عن تشكيلته، وفي حال لم يأخذ بمطالبها تعلن أنها غير ممثّلة فيها.
وبالتوازي، لا يقلّ موقف «التيار الوطني الحر» سلبية عن موقف «القوات»، فالتيار عبّر عن انزعاجه من التناقض الذي يتعامل به سلام، فهو يبدي في اللقاءات مع ممثلي التيار انفتاحاً وإيجابية، لكنه يعود ويتراجع عن التزاماته عندما يبدأ الحديث عن الحقائب والأسماء.
وكشفت مصادر التيار «أن أي تواصل لم يجر بين الرئيس المكلّف والوزير جبران باسيل منذ نحو أسبوع». وأكّدت أن التيار «لم يضع شروطاً ولم يقدّم مطالب وكان مسهّلاً، لكن هذا لا يعني أننا متنازلون. وكان شرطنا لذلك اعتماد منطق موحّد والمعايير نفسها في عملية التأليف، وهو ما لم يحصل ولا يحصل». ولفتت إلى «أن الجميع على ما يبدو غير مرتاح لأداء الرئيس المكلّف بدءاً من رئيس الجمهورية»، علماً أن باسيل سيتحدث عن الملف الحكومي اليوم، بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار، وهو الأول له بعد تسمية سلام، «لتوضيح المغالطات وتوضيح موقفنا لأنه ليس هكذا تُشكّل حكومات». وإلى «القوات» والتيار، يبدو أن حزب «الطاشناق» منزعج هو الآخر. وتعتبر قيادة الحزب أن الأسماء التي يطرحها الرئيس المكلّف لا تمثّل الطائفة الأرمنية.
ويسود اعتقاد لدى القوى المسيحية بأن «سلام يحمِل معه مشروعاً لإلغاء الأحزاب السياسية، بدأ في حراك 17 تشرين، وفيما يظهر في موقع العاجز مع حزب الله وحركة أمل والحزب الاشتراكي، يريد تطبيقه على الآخرين بحجة أنه ورئيس الجمهورية جوزيف عون يختصران التمثيل السنّي والمسيحي».
من جهته، أكّد سلام أن تشكيل الحكومة يتقدم إيجاباً وفق الاتجاه الإصلاحي الإنقاذي الذي تعهّد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ووفق المعايير التي سبق أن أعلنها. وشدّد على أن أي كلام عن أسماء وزارية تُفرض عليه عار عن الصحة، وأنه هو من يختار الأسماء بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى إليها. وأضاف أن الغمز من قناة الخلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب «هو أيضاً غير دقيق كون التواصل الإيجابي قائماً مع الجميع».
"الجمهورية":
استمرت عملية التأليف الحكومي أمس تراوح في دائرة العِقَد، إذ كلما تسهّلت أمورها وبدت أنّها ستمضي وشيكاً إلى إنجاز يبرز اعتراض من هنا وآخر من هناك ليعوقها ويؤخّرها، الأمر الذي استمر من شأنه أن يهدّد الفرصة المتاحة للبنان في هذه المرحلة للحصول على الدعم الذي تعد به العواصم الشقيقة والصديقة، والتي تنتظر بفارغ الصبر أن تولد الحكومة ليكتمل بها عقد المؤسسات الدستورية والسلطة التنفيذية الجديدة، لتبدأ تقديم هذا الدعم المادي والمعنوي بما يطلق الورشة الإنقاذية على كل المستويات.
وقالت مصادر مطلعة على أجواء التأليف لـ"الجمهورية"، انّ مراسيم الحكومة متوقع صدورها في أي وقت فور تذليل العِقَد التي تعترضها، وهي عقد ليست من النوع المستعصي على الحل إذا توافرت النية والرغبة والتنازل لمصلحة تمكين البلاد من الانطلاق إلى آفاق الانفراج وتغليب المصلحة الوطنية على مصالح ومكاسب آنية.
وعلمت "الجمهورية"، انّ العِقَد التي تؤخّر التأليف تتمثل بالآتي:
ـ موقف "القوات اللبنانية" المطالب بحقيبة سيادية وإبداء الرغبة في أن تكون حصتها اكثر من ثلاثة وزراء، مع العلم انّها ستعطى حقيبتين أساسييتن هما "الاتصالات" و"الطاقة والنفط" إلى حقيبة ثالثة ليست بهامشية. ويعتقد البعض انّ "القوات" راضية ضمنياً بما حصلت عليه من حقائب ولكنها تتخذ بعض المواقف على سبيل "رفع السقف".
ـ موقف "التيار الوطني الحر" الذي يرى أنّه لم يعط حقائب مهمّة، بحيث انّ المعنيين خصّصوا له حقيبتين، ولكنه يشعر في ضوء نوعية هاتين الحقيبتين بما يشبه "الاستبعاد".
ـ موقف كتل نيابية سنّية، وخصوصاً كتلتي النائب فيصل كرامي و"الاعتدال الوطني" المعترضتين على توزير ريما كرامي، وتطالبان بوزيرين وبحقيبة أساسية او اكثر.
ـ عقدة الوزير الشيعي الخامس التي لم يُقبل بعد باسم من بعض الأسماء التي يرشحها "الثنائي الشيعي" كما لم يُقبل في المقابل بعد باسم من أسماء يرشحها رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. ولكن هذه العقدة ليست عصية على الحل، حسب قول بعض الأوساط المعنية. وآخر الأسماء التي طُرحت اسم رئيسة معهد باسل فليحان لميا مبيض. ولكن هذا الاسم لم يُتوافق عليه بعد.
اعتراض أميركي
وتردّدت أمس معلومات في بعض الأوساط عن اعتراض أميركي على إشراك "الثنائي الشيعي" في الحكومة، سواء في شكل مباشر أو غير مباشر، بما في ذلك تسمية النائب السابق ياسين جابر وزيراً للمال. لكن هذه المعلومات لم يتمّ تأكيدها من مصادر أميركية رسمية أو موثوق فيها.
ومن المتوقع ان يتبلور الموقف الأميركي في الأيام القليلة المقبلة في ما يتعلق بالملف الحكومي ومصير اتفاق وقف النار مع اسرائيل، بعد اللقاء المنتظر اليوم في واشنطن بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وتوقع بعض المصادر أن تتوجّه إلى بيروت خليفة عاموس هوكشتاين، مورغان أورتاغوس، خلال هذا الأسبوع، ومعها ستتكشف اتجاهات الموقف الأميركي.
سلام والمعايير
في هذه الأجواء، أكّد الرئيس المكلّف نواف سلام أنّ "تشكيل الحكومة يتقدّم إيجاباً وفق الاتجاه الإصلاحي الإنقاذي، الذي تعهّد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ووفق المعايير التي سبق أن أعلنها. وشدّد على أنّ "أي كلام عن أسماء وزارية تُفرض عليه هو عار من الصحة، فهو من يختار الأسماء، بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى اليها". وأشار إلى أنّ الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو أيضاً "غير دقيق لأنّ التواصل الإيجابي قائم مع الجميع".
مواقف كتل
وعلى صعيد مواقف الكتل النيابية، سيعقد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مؤتمراً صحافياً اليوم بعد اجتماع للمجلس السياسي للتيار، يحدّد فيه موقفه من التأليف الحكومي ومشاركة التيار من عدمها في الحكومة الجديدة.
فيما أصدرت كتلة "اللقاء الديموقراطي" البيان الآتي: "توضيحاً لما يتمّ تناقله من مواقف سياسية وتحليلات عديدة حول تشكيل الحكومة وموقف "اللقاء الديموقراطي" فيها، يهمّ "اللقاء" إيضاح الآتي:
- إنّ "اللقاء" يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلّف الدكتور نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع.
- يؤكّد "اللقاء" رفضه لمنطق إغراق الرئيس المكلّف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمّته، فيما المطلوب تسهيل مهمّته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لإنجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها في ما ينتظرها من مهمّات وتحدّيات.
- تداول "اللقاء" كما كل الكتل النيابية مع الرئيس المكلّف بجملة خيارات حول حقائب وأسماء تستوفي هذه المعايير وترك الأمر في عهدته بالتنسيق بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية".
ومن جهته "التكتّل الوطني المستقل" عقد اجتماعًا أكّد خلاله "دعمه للعهد ولخطاب القسم". وأشار إلى "أنّه قرّر إعلان موقفه بعد ظهر غدٍ الثّلاثاء (اليوم)، يتناول فيه المستجدّات على الصّعيد الحكومي، لا سيّما الاستنسابيّة في المنهجيّة المتّبعة في التّشكيلة الحكوميّة، وازدواجيّة المعايير".
وفي وقت زار عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب احمد الخير القصر الجمهوري أمس، اكّد عضو التكتل النائب وليد البعريني "ضرورة اعتماد الرئيس المكلّف نواف سلام مبدأ المساواة والعدالة في تمثيل المناطق اللبنانية كافة في حكومته العتيدة". وقال: "نحن في انتظار بلورة المسار في الساعات الـ48 المقبلة لولادة الحكومة السلامية، فإذا أتت ولادتها طبيعية ستنال ثقتنا كاملة، وفي حال أتت قيصرية سيشهد الرئيس المكلّف منا مواقف معارضة جديدة".
وترك البعريني لنواب مدينة طرابلس "إبداء رأيهم في توزير ريما كرامي". مشدّداً على "أهمية إشراك المناطق الشمالية المحرومة في مقدرات الحكم وإبداء الرأي"، نافياً "ان يكون الهدف من اعتراضهم التعطيل او المناداة بمبدأ "الفيدرالية"، إنما إيضاح مقاربتهم للأمر وتحسين الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية لبلدات الأطراف اللبناني".
رئيس وزراء قطر
وفي هذه الاجواء يزور رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني لبنان بعد ظهر اليوم، لتهنئة الرئيس جوزاف عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، ثم يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس المكلّف نواف سلام.
ومن جهة ثانية، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، زيارةً لطهران، حيث من المقرّر أن تلتقي المسؤولين الإيرانيّين الكبار. وأوضح مكتبها في بيان، أنّ "هذه الزّيارة تأتي في إطار المشاورات المستمرّة للمنسّقة الخاصّة مع الجهات الإقليميّة والدّوليّة المعنيّة. وستركّز محادثاتها على الحاجة الملحّة لاستمرار التّطوّرات الإيجابيّة في لبنان، الّتي بدأت منذ دخول وقف الأعمال العدائيّة حيّز التّنفيذ في 27 تشرين الثّاني 2024، وعلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بشكل كامل".
من جانبها، قالت الخارجية الإيرانية امس إنّ التقارير عن حقائب أموال إيرانية تُرسل إلى لبنان هي "تشويه إعلامي من إسرائيل لعرقلة إعادة الإعمار". وأضافت أنّها "ترصد تطورات سوريا ونأمل أن تودي المرحلة الانتقالية لتشكيل حكومة تمثل كل الأطراف السورية. وموقفنا المبدئي هو دعم الحكومة التي يختارها الشعب في سوريا".
جنوباً
من جهة ثانية، استمرت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب، حيث أقدم الجيش الإسرائيلي امس على إحراق عدد كبير من المنازل بين بلدتي العديسة ورب ثلاثين الجنوبية. ونفّذ مساء تفجيراً هائلاً في بلدة يارون (قضاء بنت جبيل) أحدث دوياً كبيراً تردّد صداه في مختلف المناطق الجنوبية، وأعقبه تفجير مماثل استهدف منازل في البلدة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له امس، "يواصل الجيش الإسرائيلي أنشطته الدفاعية في جنوب لبنان، وفقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وللحفاظ على الإنجازات العملياتية في المنطقة". وأضاف: "خلال إحدى عمليات المسح، عثرت قوات من اللواء 769 على عدة منشآت لتخزين الأسلحة تحتوي على قذائف هاون وصواريخ ومتفجرات وأسلحة نارية وكمية كبيرة من المعدات العسكرية، وتمّت مصادرة جميع الأسلحة وتفكيك مخازنها". وأشار إلى أنّه "في نشاط آخر، قضى الجنود الإسرائيليون على عدد من عناصر "حزب الله" في المنطقة، وقاموا بإبعاد واعتقال المشتبه فيهم الذين يشكّلون تهديداً للقوات الإسرائيلية".
ونقلت القناة 14 الاسرائيلية عن نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق عوزي ديان، قوله إنّه "يجب بناء موقع عسكري كبير في لبنان في المناطق التي تشرف على بلدتي المطلة ومسكفعام". وأكّد أنّه "يجب أن نسعى لإقامة مستوطنة في جبل الشيخ بسوريا من أجل السيطرة على منطقتي الغجر وأصبع الجليل".
"الديار":
«هبة باردة واخرى ساخنة» حكوميا. يخرج الرئيس المكلف نواف سلام عن صمته، لكن كلامه لا يضيف جديدا، كلام عام لا يوضح اين العقبات الحقيقية، التي تعيق ولادة الحكومة العتيدة؟ الاتفاق تم مع «الثنائي الشيعي» ومع «الاشتراكي»، اما باقي الافرقاء فلا تزال العقد على حالها، «الحرد» الارمني اضيف بالامس الى الاستياء لدى «الثنائي المسيحي» والغضب السني.
ثمة مَن في محيط الرئيس المكلف يضغط باتجاه نسف التفاهم مع حزب الله وحركة «امل»، باعتباره «اللغم» الذي يهدد تشكيل الحكومة، بحجة «اعتراض الآخرين على اختلال المعايير»، وفيما تصر «معراب» على تحميل سلام والحكومة الجديدة ومعها العهد، ما لا طاقة لهم بهم في هذه المرحلة، من خلال محاولة وضع شروط تعجيزية تتعلق بالحصول على تعهد من حزب الله حول ملف السلاح! يتسلل الشك الى المحيطين برئيس الجمهورية جوزاف عون، حيث بات القلق مشروعا من رغبة بعض المعطلين والمزايدين لفرملة انطلاقة العهد، لحسابات سياسية ضيقة تتجاهل دقة المرحلة الخطيرة، التي تمر بها المنطقة والانعكاسات المحتملة على الساحة اللبنانية.
المراوحة الداخلية، تتزامن مع حالة من الترقب لنتائج لقاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب اليوم، حيث تتخوف مصادر ديبلوماسية من انعكسات سلبية على عموم المنطقة، في ظل رغبة نتانياهو بالحصول على «جوائز» ترضية، تسمح له بتوسيع نفوذه في الشرق الاوسط، ويفترض ان يتبلغ لبنان النتائج رسميا حول مدى التزام قوات الاحتلال الانسحاب في 18 الشهر الجاري، يوم الخميس المقبل من الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس ، التي خلفت عاموس هوكشتاين، فيما يصل رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الى بيروت بعد ظهر اليوم، لتهنئة الرئيس عون بانتخابه رئيسا، كما سيزور الرئيس بري والرئيس المكلف نواف سلام، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
المخاض الحكومي
حكوميا لم ينضج الملف الحكومي، القوى المعترضة على تفاهم الرئيس المكلف نواف سلام مع «الثنائي الشيعي» تحاول احراجه، تحت عنوان «ازدواجية المعايير»، وتعمل على تضييق الهامش امامه. «القوات اللبنانية» مستنفرة وتهدد بمقاطعة الحكومة وعدم منحها الثقة، وتعقد اجتماعا استثنائيا «اونلاين» لكتلة «الجمهورية القوية» لاتخاذ الموقف المناسب، فيما يعقد النائب جبران باسيل مؤتمرا صحافيا اليوم لتوضيح موقف «التيار الوطني الحر» من عملية التشكيل، حيث يشكو من تهميش متعمد لمطالب يعتبرها محقة، بينما يعرض عليه «الفتات». وانضم النائب هاغوب بقرادونيان بالامس الى قائمة المعترضين باسم حزب «الطاشناق» والارمن، وشكا من غياب التعامل الجدي مع المكون الارمني، واشار الى ان الاتصال الاخير مع الرئيس المكلف حصل يوم الخميس الماضي، وكان دون نتيجة.
سنيا، لا تزال الاعتراضات على حالها والنائب احمد الخير باسم كتلة «الاعتدال الوطني»، لم ينجح في الوصول الى نتيجة بعد زيارة اعتراضية قام بها الى قصر بعبدا، فيما التوتر على اشده بين سلام والنائب فيصل كرامي.
الخروج عن الصمت
وامام هذه المعطيات، خرج الرئيس المكلف عن صمته، وأكد أن «تشكيل الحكومة يتقدم إيجابا وفق الاتجاه الاصلاحي الإنقاذي، الذي تعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ووفق المعايير التي سبق أن أعلنها. وشدد على أن «أي كلام عن أسماء وزارية تفرض عليه هو عار من الصحة، فهو من يختار الأسماء، بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى اليها.
وأشار إلى أن «الغمز» من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو أيضا غير دقيق، كون التواصل الإيجابي قائما مع الجميع.
الغموض يتواصل
لكن كلام سلام اضفى مزيدا من الغموض على حقيقة التقدم الحاصل نحو الولادة المنتظرة وموعدها، بعدما سرت معلومات عن وجوب اعلانها في الساعات المقبلة، واذا امكن قبل لقاء ترامب- نتنياهو، ما يعزز الموقف الاميركي الداعي «اسرائيل» الى الانسحاب من لبنان كلياً، ما دامت حكومة سلام ستتولى مهمة الاشراف على انتشار الجيش جنوبا وتطبيق القرار 1701، حسب مصدر ديبلوماسي.
تكبير الحجر «قواتياً»
وفيما يحاول الرئيس المكلف معالجة العقدة «القواتية»، رفعت «القوات» من حجم الضغوط، وتحاول «تكبير الحجر» لاهداف غير معلومة بحسب مصادر مطلعة، فهي طالبت بتوضيحات حول ما اسمته ممارسات ، والا ستحجب الثقة عن الحكومة العتيدة ولن تشارك فيها.
وقد سألت اوساط «قواتية» امس: هل أخذ الرئيس المكلّف تعهّدًا من حزب الله عن السلاح وعن التدقيق الجنائي؟ وماذا عن المعايير؟ نريد أجوبة من سلام على هذه الأسئلة؟
دعم من «الاشتراكي» لسلام
وامام هذه الشروط، أصدرت كتلة «اللقاء الديموقراطي» بيانا اكدت فيه ان «اللقاء يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف الدكتور نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع»، كما اكد «اللقاء» رفضه «لمنطق اغراق الرئيس المكلف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمته، فيما المطلوب تسهيل مهمته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، لانجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها فيما ينتظرها من مهام وتحديات». وقام «اللقاء» كما كل الكتل النيابية بالتداول مع الرئيس المكلف بجملة خيارات حول حقائب واسماء تستوفي هذه المعايير، وترك الأمر في عهدته بالتنسيق بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية.
العقدة السنية
سنياً، وفي وقت زار النائب احمد الخير قصر بعبدا امس، اكد النائب وليد البعريني «ضرورة اعتماد الرئيس المكلف نواف سلام مبدأ المساواة والعدالة في تمثيل المناطق اللبنانية كافة في حكومته العتيدة»، مشددا خلال اجتماعاته واعضاء كتلة «الاعتدال الوطني» على «عدم تصديق ما يسرب او يشاع في وسائل الاعلام». وقال البعريني « نحن في انتظار بلورة مسار في الساعات الـ48 المقبلة ولادة الحكومة السلامية، فاذا اتت ولادتها طبيعية ستنال ثقتنا كاملة، وفي حال اتت قيصرية سيشهد الرئيس المكلف من قبلنا مواقف معارضة جديدة»، تاركا لنواب مدينة طرابلس ابداء رأيهم في توزير ريما كرامي.
وربطا، وصف البعريني اجواء لقاءاتهم بالرئيس المكلف بالمنطقية والمتفهمة، نافيا ان يكون «الهدف من اعتراضهم التعطيل او المناداة بمبدأ «الفدرالية»، انما ايضاح مقاربتهم للامر وتحسين الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية لبلدات الاطراف اللبناني».
لقاء واشنطن
وبانتظار ان تتبلور حقيقة المواقف بعد لقاء واشنطن، فان معهد السياسة الاستراتيجي «الاسرائيلي» برئاسة الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد، قدم توصيات لنتانياهو بشأن الملف اللبناني، ولفت الى ان «ترامب عازم على ترسيخ مكانته في التاريخ، باعتباره الشخص الذي وسع اتفاقيات إبراهيم إلى سلام تاريخي مع السعودية، والشخص المسؤول عن إعادة جميع المختطفين، والشخص الذي منع إيران من تطوير الأسلحة النووية، وتوفير حل للقضية الفلسطينية ككل».
ولهذا اللقاء المتوقع بين نتنياهو وترامب، خاصة في هذا التوقيت، يكتسب أهمية حاسمة، بحسب المعهد، فهناك فرصة لصياغة واقع أمني وسياسي أفضل في جميع مسارح الحرب. ومن ناحية أخرى، فإن تفويت هذه الفرصة قد يؤدي إلى تفاقم كبير في نطاق التهديدات التي تواجه «اسرائيل».
ماذا عن الجبهة اللبنانية؟
وبالنسبة للجبهة اللبنانية، يقترح المعهد توفير محتوى عملي لآلية التنسيق الأمني في لبنان بقيادة الولايات المتحدة. وذلك لضمان قدرة الجيش اللبناني على التصرف بشكل حاسم وفعال لمنع حزب الله من استعادة قدراته وبناء البنية التحتية بالقرب من الحدود. وفي الوقت نفسه، فإن الموعد المحدد للانسحاب من لبنان يجب أن يتم بالتنسيق مع إدارة ترامب بطريقة تسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم بأمان.
في المقابل، يقول المعهد انه يجب صياغة رؤية مشتركة مع إدارة ترامب بشأن مستقبل سوريا ،والخطوات اللازمة ضد النظام الجديد في دمشق وتركيا. وعلى «إسرائيل» أن تسعى للحصول على موافقة أميركية على استمرار المنطقة العازلة في سوريا ،حتى يستقر النظام وتتضح صورة التهديدات والمخاطر.
تهديد الحل الاقليمي
اما مبادرة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة، والتي تجد معارضة واسعة النطاق في العالم العربي، وليس هناك أي فرصة لقبولها وتنفيذها. فانها ستعرقل عملية بناء المحور الإقليمي، بسبب المكانة الخاصة التي تحتلها القضية الفلسطينية في العلاقات المعقدة بين «إسرائيل» والعالم العربي. ولذلك، يوصي المعهد بإزالة هذه القضية عن جدول الأعمال، واغتنام الفرصة التاريخية لدفع مبادرة ترامب نحو إقامة محور استراتيجي إقليمي، يتمحور حول السلام مع السعودية.
«الترانسفير» بدأ؟!
واذا لم يكن واضحا بعد كيفية تعامل الرجلين مع الملف اللبناني، اشارت مصادر ديبلوماسية الى ان ترامب قد يطرح أفكاراً إزاء غزة من وجهة نظر رجل العقارات، لكن الواقع على الأرض وتأثيرات ذلك على المنطقة أكبر من خطة الإخلاء. لكن الخشية تبقى أنه مع غياب الخطة البديلة، ستحوّل الولايات المتحدة و»إسرائيل» الإخلاء الإنساني أو الأمني إلى تذكرة باتجاه واحد، وعملياً سيشكل «ترانسفير» صامتاً. وهذا بدأ بالأسرى، ويستمر الآن بالجرحى والمرضى، وربما لاحقاً بفئات أخرى مثل التعليم ولم شمل العائلات في الخارج، ومن يخرج لن يعود.
ووفقا لتلك المصادر، فانه على القيادة الفلسطينية بكل فصائلها والدول العربية التوحد أمام ترامب، واقتراح بدائل لإعادة إعمار القطاع وإدارته بدون «ترانسفير»، وإلا فسيستمر بالتسلي بالفلسطينيين كلعبة.
التطبيع السعودي-«الاسرائيلي»
من جهتها، اشارت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» الى ان ترامب لا يهمه وضع المخطوفين، ولا يهمه إذا واصلت «إسرائيل» الحرب في غزة، ما دام ذلك لا يقتضي منه الاهتمام، لأن اهتمامه الآن منصب على التدمير الممنهج لكل جزء جيد في الولايات المتحدة والعالم. ما يهمه حقاً هو جائزة نوبل للسلام. هو يفترض أن اتفاق التطبيع بين «إسرائيل» والسعودية سيضمن حضوره إلى أوسلو. واستثمار السعودية بمبلغ تريليون دولار في أميركا يبدو محفزاً جيداً.
الصفقة الشاملة
وبرأي الصحيفة، كان من الأفضل التوقيع على صفقة شاملة وسريعة لتحرير الجميع، والانسحاب في غضون أسبوع، وعقد اتفاق مع السعودية. وكما قال رئيس الأركان هليفي قبل سنة في «الكابينت»، لا أحد يمنعنا من استئناف القتال بعد ذلك. لنتخيل أنه بعد شهرين على تنفيذ الاتفاق، وعندما تشخص «إسرائيل» نمو قوة حماس أو مجرد فرصة لتصفية محمد السنوار، هل سيأتي أحد في العالم ليحتج إذا خطونا خطوة كهذه؟ هل ستفجر السعودية الاتفاق؟
رفض مناورات نتانياهو
اللقاء بين ترامب ونتنياهو سيحمل بالتأكيد كل علامات الحب الدارجة، وهذا ليس أمراً بسيطاً. بقدر ما يمكن توقع سلوك الرئيس الأميركي، الذي يفرض الآن جمارك على كندا، ويقوم بحملة تطهير مهينة في الـ «اف.بي.آي»، قد يغدق المحبة على نتنياهو، لكن المشكوك فيه أن يملك صبراً إزاء مناورات رفضه. مع ذلك، تأخر ترامب بالفعل عن جائزة نوبل للعام 2025، لكن ما زال لديه الوقت للجائزة في السنة القادمة.
«الفلتان الامني»
امنيا، وبينما تزداد جرائم القتل والسرقة، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، «ان الأجهزة الأمنية تقوم بدورها، والجرائم التي تحصل جنائية ولا طابع أمنيا لها»، معلنا انه «لا يمكن إستباق الجرائم الجنائية إنما سنكثف الانتشار الأمني»، وقال : «القوى الأمنية توقف المجرمين خلال مهلة قصيرة». ولفت الى ان «في خلال كانون الثاني أوقف 1920 شخصا في مختلف الجرائم، وهذا دليل على أن القوى الأمنية تقوم بدورها والأمن الاستباقي فاعل».
وقال «أعطينا توجيهاتنا إلى كل الأجهزة الأمنية لزيادة الدوريات ومنع الدراجات النارية في بيروت، وترافقت زيادة أعمال السلب والنشل مع زيادة التوقيفات». وكشف مولوي «ان الأجهزة الأمنية ستعزز من وجودها، وجرائم مثل قتل الأرشمندريت والشاب خليل لا يمكن استباقها، ولكن يجري توقيف الفاعل»، واوضح مولوي «ان توقيف الهاربين إلى سوريا يحتاج إلى تفعيل مكتب الإتصال الدولي، والأجهزة الأمنية تعمل سريعا لتوقيف أي فاعل قبل مغاردته الأراضي اللبنانية». وأشار مولوي الى «ان الجيش يقوم بواجباته لضبط الحدود رغم الصعاب، وينبغي أن يكون هناك تعاون أكبر من الجانب السوري».
"نداء الوطن":
ما زال موعد ولادة الحكومة العتيدة غير مؤكد. ويترافق عدم تحديد هذا الموعد مع تصاعد التساؤلات حول النهج الجاري اعتماده لتشكيل الحكومة الجديدة. ويتصدر هذه التساؤلات مدى قدرة الحكومة الأولى للعهد على العمل من دون مؤازرة قوى سياسية يمكنها الاتكال عليها كي ينطلق قطار الحكم؟ وتعطي على سبيل المثال تجربة عهد الرئيس السابق ميشال عون. فقد اعتمد الأخير على كتلة نيابية وازنة كي يبدأ مساره بصرف النظر عما آل اليه هذا المسار بسبب سلوك العهد نفسه. كما مضى الرئيس سعد الحريري على الطريق نفسه بكتلة نيابية كبيرة عندما شرع بقيادة دفة السلطة التنفيذية في عهد الرئيس ميشال سليمان.
انطلاقاً مما سبق: على أي قوى سياسية وازنة تستند الحكومة لينطلق قطارها؟
بات واضحاً، أن الكتلة الوازنة هي المعارضة وفي مقدمها كتلة “القوات اللبنانية” صاحبة أوسع تمثيل مسيحي في البرلمان، فالمعارضة هي من حسمت خيار انتخاب العماد عون وتكليف القاضي سلام. ولكن في سياق العملية الجارية للتأليف تبدو الحكومة وكأنها ستخسر أهم رافعة نيابية وهي تكتل “الجمهورية القوية” الممثل لحزب “القوات اللبنانية”.
من جهة أخرى تؤكد مصادر المعارضة لـ”نداء الوطن” أنها تلقي بثقلها من أجل نجاح الرئيس المكلف في مهمته، وذلك من أجل دعم إقلاع قطار العهد. كما تؤكد المصادر عينها أن حرصها على نجاح الرئيس المكلف يوازي حرصها على أن تأتي التشكيلة الحكومية الجديدة على شاكلة التغيير الكبير الذي حصل في لبنان. لكن إذا لم تؤد جهود التشكيل إلى ما يتطلع إليه اللبنانيون قاطبة، فيجب عدم استبعاد خيار “القوات اللبنانية” عدم المشاركة في الحكومة الجديدة.
وسألت هذه المصادر، “هل يعقل أن ينتهي مشروع الممانعة الإقليمي وأن تبقى رواسبه في لبنان؟ وأبدت هذه المصادر شكوكها بقدرة “الطريقة التي يتم بها التأليف”، وتوزيع الأسماء والحقائب على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ونزع السلاح في جنوب الليطاني وشماله. وأكدت هذه المصادر أن الدعم الدولي لإعادة الإعمار، ليس شيكاً على بياض، فله شروط وموجبات.
سلام: التشكيل يتقدم
في موازاة ذلك، أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، أن تأليف الحكومة يتقدم إيجاباً وفق الاتجاه الإصلاحي الإنقاذي الذي تعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ووفق المعايير التي سبق أن أعلنها.
وشدد على أن أي كلام عن أسماء وزارية تفرض عليه هو عار من الصحة. فهو من يختار الأسماء بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى إليها.
أضاف: “أن الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو ايضاً غير دقيق كون التواصل الإيجابي قائم مع الجميع”.
وعلمت “نداء الوطن” أن بعبدا والرئيس المكلف انكبا على معالجة العقد المتبقية والتي تتمثل بعقدة تمثيل “القوات” والعقدة الشيعية وعقدة تمثيل تكتل “الاعتدال الوطني”.
الثنائي يعترض على اسم الوزير الخامس
وفي السياق وكما سبق أن أوردت “نداء الوطن” لم يوافق “الثنائي الشيعي” بعد على تسمية عون وسلام لمياء مبيض، لذلك تتم محاولة معالجة “الفيتو” الجديد، وإما البحث عن اسم آخر للوزير الشيعي الخامس الذي يفترض أن يكون خارج حصة الثنائي.
ويحاول عون وسلام حلحلة عقدة “القوات”، حيث تتمسك بمطلبها بالحصول على حقيبة سيادية إلى جانب ضمان حجمها الوزاري، لذلك ستبقى الحقائب المسيحية معلقة إلى حين حسم حصة “القوات” التي ترفع تدريجاً منسوب الاعتراض من باب التأكيد على “ثوابتها الحكومية” من جهة، وقرارها بضرورة نجاح عهد جوزاف عون من جهة أخرى. ورداً على سؤال حول إمكان عدم المشاركة بالحكومة وتالياً حجب الثقة، كان الجواب حازماً لجهة اعتماد هذا الخيار إذا لم تطرأ معطيات تعاكسه. وسألت في مسألة أخرى “هل أخذ الرئيس المكلّف تعهّداً من “حزب الله” عن السلاح وعن التدقيق الجنائي؟ وماذا عن المعايير؟
كرامي لم يعد معنياً؟
أما على صعيد الحصة السنية، فقد تراجعت أسهم توزير عامر البساط لوزارة الاقتصاد، وعلمت “نداء الوطن” أن سلام تواصل مع عضو تكتل الاعتدال وليد البعريني، وسيلتقيه اليوم للتشاور.
ولم يطرأ أي تبديل في الحصة الدرزية حيث بقيت وزارتا الأشغال والزراعة حتى هذه اللحظة من حصتهم. وأكّدت مصادر نيابيّة أن النائب فيصل كرامي أرسل الى الرّئيس المكلّف رسالةً مفادها أنّه لم يَعُدْ معنيّاً بالتشكيلِ الحكومي بعد الأجواء السلبيّة التي لمَسها من سلام خلال اللقاء الأخير الذي جَمَعَهُمَا.
وقالت المصادر إنّ كرامي لن يشاركَ في الحكومة، ومنح تكتّل “الوفاق الوطني” الثقةَ للحكومةِ أمرٌ قيد الدرس.
وعلى خط الموفدين، يصل مساء اليوم رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ويستقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عند السابعة والنصف، كذلك من المنتظر أن تشمل زياراته عدداً من المسؤولين والشخصيات السياسية.
"اللواء":
عندما يتوجَّه الرئيس المكلَّف نواف سلام الى قصر بعبدا، هذا يعني ان المسودة شبه النهائية او النهائية ستكون في جيبه ليبحثها مع الرئيس جوزف عون، الذي ينتظر التشكيلة بفارغ الصبر، داعياً السياسيين للاقلاع عن الصغائر، والتوجُّه الى ما يخدم المصلحة العامة.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المناخ الحكومي لا يزال غير مستقر ما يسمح بولادة الحكومة في الساعات المقبلة، وهذا المناخ بات متقدما على ما عداه، معلنة أن الجو يتبدل بين لحظة وأخرى ولذلك لا موعد نهائيا بعد. وعُلم أن هناك بعض الحقائب حُسم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تمثيل المكونات في حين ينتظر ما قد تكون عليه مواقف الفرقاء المسيحيين وسط اصرار الرئيس المكلف على مواصلة العمل لتشكيل الحكومة في هذا الأسبوع. ورأت أن الأسماء صارت منجزة لا سيما تلك التي لن تخضع لتبديل أمثال التي تمثّل المكوِّن الدرزي وبعض الأسماء الشيعية.
وتحدثت عن جهود يبذلها رئيس الحكومة المكلف لعدم اقصاء أحد إلا إذا قرر أحد الأفرقاء عدم المشاركة، معلنة في الوقت نفسه أن ما يطرحه حزب القوات في مقاربة مشاركته في الحكومة منطقي أيضا.
ومع انتصار القرى الحدودية بعودة اهلها اليها، متجاوزين آثار الدمار والتفجير والترويع، حيث بدأت مع التدريج عودة الحياة اليومية من زراعة موسمية واعمال حرفية، في البيوت التي لم تتعرض الى دمار جزئي او كامل، واصرار المواطنين على السكن في الخيام، اذا تعذر المنزل.
ويتوقع ان يكون الوضع في الجنوب على جدول محادثات الرئيس دونالد ترامب ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو.
وبعد هذا اللقاء بين ترامب ونتنياهو المقرر اليوم عاد الكلام عن وصول الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس بعد غد الخميس الى بيروت بصفتها مبعوثة رئاسية للسلام في الشرق الاوسط.
الحكومة
حكومياً، واصل الرئيس سلام محاولات معالجة تمثيل القوات اللبنانية، التي طلبت توضيحات حيال بعض الامور لا سيما المعايير العتمدة بتمثيل الكتل النيابية والقوى السياسية، وإلّا لن تشارك في الحكومة وتحجب الثقة عنها. فيما علمت «اللواء» ان رئيس وزراء وزير الخارجية في دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني سيصل بيروت اليوم ويلتقي رئيس الجمهورية جوزاف عون. كما ستكون له لقاءات اخرى مع الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام، ويزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عند السابعة والنصف مساءً. وربما يلتقي مع بعض القوى السياسية، وهي زيارة تهنئة بإنتخاب رئيس الجمهورية ودعم لبنان ومحاولة تسهيل تشكيل الحكومة.
كماعلمت «اللواء» من مصادررسمية ان الموفدة الاميركية الى لبنان مورغان أورتاغوس ستصل الى بيروت الخميس المقبل في اول زيارة لها الى لبنان لمتابعة عمل لجنة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار وحضور اجتماعاتها ولقاء المسؤولين اللبنانيين للبحث في الوضع الجنوبي والانتهاكات الاسرائيلية.
وفي الشان الحكومي، أكّد الرئيس نواف سلام امس، أنَّ تشكيل الحكومة يتقدم إيجاباً وفق الاتجاه الاصلاحي الإنقاذي الذي تم التعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ووفق المعايير التي سبق أن تم إعلانها.
واضاف:أي كلام عن أسماء وزارية تُفرض عليه هو عار من الصحة، وأنا من اختار الأسماء بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيتنا للحكومة التي نسعى اليها.
وذكر سلام أنَّ الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو أيضاً غير دقيق كون التواصل الإيجابي قائم مع الجميع.
ولازال التداول قائماً بأسماء الوزراء المحتملين في الحكومة الجديدة، وسط ترقب للإعلان الرسمي عنها وجديدها امس، منح وزارة التنمية الإدارية الى ممثل تيار المردة زياد رامز الخازن، فيما كان المتوقع ان تؤول حقيبة الاعلام له لكن اعادة توزيع الحقائب فرض منحه حقيبة اخرى، ويجري التداول في مرشح لحقيبة الاعلام ومن حصة اي طرف ستكون.
وفيما يلي أبرز الأسماء المسرَّبة حتى الامس:
• نائب رئيس مجلس الوزراء: طارق متري
• وزارة الداخلية والبلديات: أحمد الحجار
• وزارة الدفاع الوطني: ميشال منسى
• وزارة المالية: ياسين جابر
• وزارة الخارجية والمغتربين: ناجي أبو عاصي
• وزارة الشؤون الاجتماعية: حنين السيد (برغم بعض الاعتراضات عليها)
• وزارة التربية والتعليم العالي: ريما كرامي
• وزارة الاقتصاد والتجارة: عامر البساط تردد انه اعتذر.
• وزارة البيئة: تمارا الزين
• وزارة الصحة العامة: ركان نصر الدين
• وزارة العمل: أمين الساحلي
• وزارة الأشغال العامة والنقل: فايز رسامني
• وزارة الزراعة: نزار الهاني
• وزارة السياحة: ميراي زيادة
• وزارة الثقافة: غسان سلامة
• وزارة الطاقة والمياه: جو صدي
• وزارة الاتصالات: كمال شحادة
• وزارة العدل: فادي عنيسي
• وزارة الشباب والرياضة: غي مانوكيان أو كريستين خاتشيك بابكيان.
ولم يأتِ ذكر لوزارة الصناعة ولوزارة شؤون المهجرين في التسريبة الجديدة علما انه قبل يومين كان اسم صلاح عسيران مطروحا لوزارة الصناعة لكن يبدو انه لم يتم التوافق حوله وسيختار الرئيسان عون ونواف سلام الشيعي الخامس بالتنسيق مع ثنائي امل وحزب الله. كما لم يعرف ما اذا كان سيتم استحداث حقيبة جديدة.
وبالنسة للتمثيل السنّي، زار النائب احمد الخير قصر بعبدا وبحث مع الرئيس جوزاف عون موضوع تشكيل الحكومة وحصة كتلة الاعتدال فيها ولم يتم حسم الموضوع، فيما اكد النائب وليد البعريني «ضرورة اعتماد الرئيس المكلف نواف سلام مبدأ المساواة والعدالة في تمثيل المناطق اللبنانية كافة في حكومته العتيدة، مشددا في خلال اجتماعاته واعضاء كتلة «الاعتدال الوطني» على عدم تصديق ما يُسرّب او يُشاع في وسائل الاعلام».
وقد اكد الخير في لقاء صباحي لأهالي المنية «أهمية انتخاب رئيس للجمهورية لتعزيز العلاقات اللبنانية – العربية، ودعمه لرئيس الحكومة المكلف نواف سلام، بهدف إعادة لبنان إلى الشرعية العربية والدولية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي».
وتحدثت معلومات عن ان توافقاً حصل لان تكون لميا المبيض الوزير الشيعي الخامس في الحكومة العتيدة، وهي تشغل حالياً مركز رئيسة معهد باسل فليحان المالي.
وحتى ساعة متقدمة من يوم امس لم تكن عقدة القوات اللبنانية قد حُلّت بعد، معلنة على لسان مصادرها انها ترفض عدم توزير الحزبين، وان الموقف الاخير سيكون في اجتماع تكتل الجمهورية القوية.
ويعلن تكتل لبنان القوي موقفه اليوم من المسار الحكومي، رافضاً منحه ما وصفه «فتات الوزارات».
وكتلة «الاعتدال» طلبت وزارة الاشغال للشمال، والا ستحجب الثقة.
كما رفض النواب الارمن الاسم المقترح لوزارة الشباب والرياضة (غي مانوكيان).
في المواقف، أصدرت كتلة «اللقاء الديمقراطي» البيان التالي: «توضيحا لما يتم تناقله من مواقف سياسية وتحليلات عديدة حول تشكيل الحكومة وموقف اللقاء الديمقراطي فيها يهم اللقاء إيضاح التالي:
• ان اللقاء يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف الدكتور نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع.
• يؤكد اللقاء رفضه لمنطق اغراق الرئيس المكلف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمته فيما المطلوب تسهيل مهمته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لانجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها فيما ينتظرها من مهام وتحديات.وقام اللقاء كما كل الكتل النيابية بالتداول مع الرئيس المكلف بجملة خيارات حول حقائب واسماء تستوفي هذه المعايير وترك الأمر في عهدته بالتنسيق بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية.
الوضع الأمني
أمنياً، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف لاعمال بسام مولوي، بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، «ان الأجهزة الأمنية تقوم بدورها والجرائم التي تحصل جنائية ولا طابع أمنيا لها»، معلنا انه «لا يمكن إستباق الجرائم الجنائية إنما سنكثف الانتشار الأمني، وقال : «القوى الأمنية توقف المجرمين خلال مهلة قصيرة».
وأكد مولوي «ان الاجهزة الامنية تقوم بدورها وهي موجودة ومنتشرة»، وقال «أعطينا توجيهاتنا لزيادة الدوريات ومنع الدراجات النارية في بيروت والجيش اللبناني يقوم بواجباته لضبط الحدود»، مشيرا الى ان «قوى الأمن الداخلي تطالب باعادة تفعيل مكتب الاتصال الدولي في سوريا للتعامل مع المجرمين الذي يرتكبون جرما في لبنان ويفرون الى سوريا لأن التواصل ليس مكتملا».
وأكد «أن العمل الأمني الاستباقي موجود لمنع أي خلل ذات طابع أمني»،وشدد على «ان «الجيش اللبناني يقوم بواجباته لضبط الحدود رغم الصعاب وينبغي أن يكون هناك تعاون أكبر من الجانب السوري».
العودة الى الطيبة اليوم
جنوباً، اعلنت بلدية الطيبة (قضاء مرجعيون) انها تبلغت من قيادة الجيش اللبناني بأن اليوم الثلاثاء سنتشر الجيش اللبناني في كامل البلدة، وتدعو الاهالي الى التعاون مع عناصر الجيش وتوجيهاته لازالة آثار العدوان.
الجنوب: مناورة وحرق منازل
في الجنوب، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاباته الاجرامية بحق قرى واهل الجنوب، فأحرق جنوده أمس، عددا كبيرا من المنازل بين بلدتي العديسة ورب ثلاثين، ونفذ عصر أمس تفجيراً ضخماً في بعض احياء بلدة يارون تردد صداه في عدد من المناطق الجنوبية. كما توغلت ناقلة جند معادية عند المدخل الشمالي لبلدة مارون الراس وتوقفت هناك.
وتبين أن لا صحة لما يتم تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية عن غارة لمسيرة معادية استهدفت بلدة الدوير.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه «أجرى مناورة طوال يوم امس في منطقة الجليل الأعلى، وهي منطقة لا تزال في حالة حرب جزئياً بعد أشهر من القتال ضد حزب الله في لبنان».وحذر الجيش «من دخول المدنيين في هذه المنطقة التي من المتوقع أن تشهد نشاطاً عسكرياً متزايداً»، وقال في بيان له بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل: «لا يوجد قلق بشأن الوضع الأمني».
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من قيام وزير الدفاع يسرائيل كاتس بجولة في المواقع العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، والتي من المقرر إزالتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تشرين الثاني الماضي، وتهديده بأن إسرائيل قد تتخذ إجراءات صارمة إذا لم تتوقف هجمات الطائرات بدون طيار عبر الحدود.
وفي الداخل المحتل، ذكرت القناة 14 العبرية: أن سكان الشمال (في فلسطين المحتلة) بدأوا بترميم وإصلاح منازلهم بعد تضررها بسبب نيران حزب الله، البعض سينتظر وقتًا طويلًا للرجوع إلى منزله بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت به.
كما أفاد موقع «ميفزاك لايف» الإسرائيلي «بأن هناك صعوبة كبيرة يواجهها المستوطنون في الشمال في العودة إلى منازلهم رغم إعلان وقف إطلاق النار في المنطقة.وأوضح الموقع أن العديد من سكان المستوطنات الواقعة على الحدود مع لبنان لا يزالون يشعرون بعدم الأمان، مما يعيقهم من العودة إلى مناطقهم» .
وكانت قد أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنَّ «وزير المالية سموتريتش حدد يوم 1 آذار المقبل موعدا لإعادة السكان إلى بلدات الشمال.
وقالت قناة 12 الإسرائيلية، أمس الإثنين: أنَّ «رئيس بلدية المطلة أعلن اغلاق بوابات البلدة وعدم السماح بدخول أي جندي بدءاً من اليوم معتبرا انه إذا أراد الجيش مواصلة القتال على الحدود اللبنانية فليفعل ذلك بعيداً عن البلدة».
"البناء":
عشية موعد بدء تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة على البضائع المستوردة من المكسيك وكندا وفي مقدمتها النفط الذي يشكل ربع مصدر المشتقات التي تكرّرها المصافي الأميركية، تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توقيع القرارات الإجرائية لتنفيذ تهديداته، وذهب إلى التفاوض مع حكومتي المكسيك وكندا وتعليق القرار لشهر قابل للتمديد. وأعادت مصادر اقتصادية أميركية التراجع إلى مخاطر ارتفاع أسعار الوقود وتداعياتها على المستهلك الأميركي وفشل ترامب بتحقيق وعوده بتخفيض الأسعار، واكتفى ترامب بالحديث عن مكتسبات تشبه ما حصل عليه من بنما، فقد أعلنت كندا والمكسيك نشر قوات على الحدود للتعاون في مكافحة التهريب. وهذا ما يقول معارضون لترامب إنه كان ممكن الحصول بسهولة عبر لغة التعاون دون هذا الضجيج الحربي، كذلك مع الصين تم تأجيل فرض الرسوم الجمركية مع إعلان ترامب الدخول في مفاوضات مع الصين، قبل ساعات من موعد دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، ومعلوم أن سلاسل التوريد الاستهلاكية الأميركية تعتمد بصورة كبيرة على المستوردات الصينية، ما يعني أن فرض الرسوم على هذه المستوردات سوف يصيب المستهلك الأميركي مباشرة.
في واشنطن يلتقي اليوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرئيس دونالد ترامب وعلى الطاولة بحث في تحصين اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والسير بالمرحلة الثانية، كما قالت هيئة البث الإسرائيلية، رغم كل الشكاوى من تطبيق المرحلة الأولى، ورغم ما ظهر من قوة حماس في عملية التبادل ومشاهد عودة النازحين فإن لا بديل عن المضي قدماً بالاتفاق، وكذلك أيضاً لا بديل عن الالتزام بموعد الانسحاب من جنوب لبنان رغم كل القلق من عدم تحقيق نصر يريح الجبهة الداخلية، خصوصاً بعدما أدّت مسيرات العودة الشعبية إلى القرى الجنوبية ومساندة الجيش اللبناني لها إلى خلق واقع جديد أفقد أي احتفاظ بمواقع داخل الأراضي اللبنانية جدواه، مع سقوط فكرة المنطقة العازلة على طول الحدود، طالما أن السكان يعودون وبيوتهم مدمّرة غير آبهين بذلك، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مقرب من نتنياهو لم تسمه، قوله: «يستعدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي لتلقي مقترح من ترامب للدفع نحو التطبيع مع السعودية». وأضافت الهيئة: «يعترف مقربون من نتنياهو بأن الأميركيين عازمون على استكمال اتفاق وقف إطلاق النار (في غزة) وتبادل الأسرى (بين إسرائيل وحركة حماس) حتى النهاية». وتابعت: «نتنياهو سيحصل في المقابل على الترويج للاتفاق مع السعودية»، وأشارت إلى أن نتنياهو «وقبيل زيارته للولايات المتحدة، تحدث مع زعماء أحزاب الائتلاف الحاكم في «إسرائيل» حول إمكانية تحقيق تقدم كبير في محادثات التطبيع مع السعودية، وأعرب عن أمله في أن يتمكن من إقناع شركائه بتقديم التنازلات المختلفة التي قد تكون مطلوبة». في السياق، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه «الصهيونية الدينية»: «ندعم اتفاق سلام مع الدول العربية وفي مقدمتها السعودية، ولكن بشرط ألا يكون مبنياً على حقوق عربية في أرض «إسرائيل»، وألا يأتي ذلك على حساب أمن سكان «إسرائيل»»، وفق هيئة البث. وأضاف سموتريتش: «لا يمكن أن يأتي الاتفاق مع السعودية في الوقت الذي نمنح فيه الأمل للسلطة الفلسطينية التي تدعم الإرهاب وللعرب في الضفة الغربية، بشأن احتمال إقامة دولة فلسطينية في قلب إسرائيل»، وفق قوله.
في لبنان، لا يزال الغموض يكتنف موعد ولادة الحكومة الجديدة، مع تأكيدات الرئيس المكلف نواف سلام أن الأمور تسير كما هو مفترض، مؤكداً أن حواراته مع الجميع تستمر بطريقة جيدة، بينما نقلت مصادر نيابيّة معلومات عن غضب وإحباط في كتلة القوات اللبنانية ونواب التغيير من المسار الحكومي وبدء تلويح هذه الكتل بحجب الثقة عن الحكومة المرتقبة، وقد عبّر ناشطون قواتيّون ومؤيّدون لنواب التغيير عن مواقف مناوئة لمسار الرئيس سلام حكومياً.
عشيّة اجتماع الرئيس دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، واصل جيس العدو عدوانه على الجنوب في وقت تتجه الأنظار إلى الثامن عشر من الشهر الحالي موعد انتهاء مهلة تمديد اتفاق وقف إطلاق النار وما إذا كانت «إسرائيل» ستلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات والاعتداءات أم لا.
ولفتت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أن لبنان وافق على التمديد بناء على رغبة أميركية لتفادي العودة إلى التوتر وسقوط اتفاق الهدنة، لكن كان الشرط بأن توقف “إسرائيل” خروقاتها وعدوانها، إلا أنها لم تلتزم، وبالتالي هذا انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار ويهدّد بسقوطه في أي لحظة خاصة إذا لم تلتزم “إسرائيل” بالمهلة الجديدة. وحذّرت المصادر من أن استمرار “إسرائيل” باحتلالها أجزاء من الجنوب ينذر بعودة التوتر والاشتباك الناري في أي وقت ويقوّض اندفاعة العهد الجديد والحكومة العتيدة ويعيد البلد إلى نقطة الصفر، لأن لا يمكن أن ينهض لبنان في ظل الاحتلال الإسرائيلي لمناطق وقرى جنوبيّة على الحدود وتعطيل عملية إعادة إعمار الجنوب والبقاع والضاحية. وجزمت المصادر بأن أهالي القرى المحتلة وأهل الجنوب والبقاع وكل الشرفاء في لبنان لن يخضعوا للاحتلال وستكون هناك حملات للعودة كل أسبوع حتى تحرير جميع القرى وانسحاب القوات الإسرائيليّة بشكل كامل. مضيفة أن لبنان سيستخدم كافة الوسائل بما فيها الدولة والشعب والمجتمع الأهلي والجيش والمقاومة للتحرير.
وفي سياق ذلك أعلنت بلدية الطيبة بأنها تبلّغت من قيادة الجيش اللبناني بأن غداً الثلاثاء (اليوم) سيتم انتشار الجيش اللبناني بشكل كامل في البلدة، وتعتبر آمنة وخالية من العدو الصهيوني.
ودعت البلدية الأهالي إلى التعاون مع عناصر الجيش وتوجيهاته لإزالة آثار العدوان، ولفتت إلى أنّه يهم البلدية أنها وبالتنسيق مع الجيش تدعو الأهالي الأعزاء في منطقة حارة المشروع عدم التوجّه إليها بانتظار تطهيرها من مخلفات الاحتلال الصهيوني، وعليه يجب انتظار التعليمات من الجيش اللبناني شاكرين تعاونكم وتفهمكم.
على المقلب الآخر للحدود تبدو الأوضاع سيئة وفق إعلام العدو في ظل وعود مسؤولي الاحتلال لمستوطني الشمال بإعادتهم مطلع الشهر المقبل. إلا أن موقع “القناة 12 الإسرائيلية” أورد التهديد الذي وجّهه ما يُعرف برئيس مجلس مستوطنة المطلة دافيد أزولاي للجيش “الإسرائيلي”، وذلك من خلال رسالة أُرسلت إلى وزير الحرب، قائد المنطقة الشماليّة، ومسؤولين كبار آخرين في المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية”، أعلن فيها أزولاي أنّه لن يسمح بدخول أيّ جندي من الجيش “الإسرائيلي” إلى المستوطنة ابتداءً من يوم الاثنين.
ووفقًا لأقوال أزولاي، فإنّ نشر مئات الجنود في المطلة “يُشكّل ضربة مباشرة لعملية إعادة إعمار المستوطنة، والتي تعرّضت لأضرار كبيرة نتيجة الحرب مع حزب الله”، موضحًا أنه نتيجة للوضع، فإنّ عملية إعادة الإعمار تتأخر، ولذلك قرّر اتخاذ هذا القرار.
ونقل معلّق الشؤون العسكرية في موقع “والا” أمير بوخبوط عن مصادره في المؤسسة الأمنية الصهيونية أن الشهر المقبل سيكون حساسًا بشكل خاص، على ضوء تصاعد التوترات في ساحات الحرب الرئيسية الأربع: لبنان، سورية، الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرًا نقلًا عن المصادر نفسها الى أن زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة سيكون لها ثقل كبير في السياسة في مختلف المناطق في المستقبل.
وعن جبهة لبنان، أشار بوخبوط إلى أنه “إذا لم يحدث تغيير في اللحظة الأخيرة، فمن المقرّر أن تنسحب قوات الجيش “الإسرائيلي” من جنوب لبنان في 18 شباط 2025 بعد أن يتولّى الجيش اللبناني المسؤولية عن القرى في جنوب لبنان، وينتشر في المنطقة”. وأردف “في المؤسسة الأمنية المسؤولون قلقون جدًا من محاولات إطلاق طائرات من دون طيار، وحتى الآن ليس واضحًا إذا كان الأمر يتعلّق بمبادرة محلية أو قرار من قيادة حزب الله، ومع ذلك مصادر في المؤسسة الأمنية راضية من التنسيق مع آلية المراقبة الأميركية – اللبنانية. وهناك تقدير أن الجيش اللبناني سيلتزم بالهدف الذي حُدّد له. وقال: قيادة المنطقة الشمالية تستعدّ لسيناريوات يحاول فيها حزب الله تحدي الجيش الإسرائيلي وتحسين قدراته العسكرية في المنطقة”.
من جهتها لفتت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن التقارير عن حقائب أموال إيرانية ترسل للبنان تشويه إعلاميّ من إسرائيل لعرقلة إعادة الإعمار.
حكومياً، تضاربت المعلومات حول موعد الإعلان عن تأليف الحكومة. ففي حين أفادت مصادر نيابية مطلعة لـ”البناء” عن تقدّم أحرزه الرئيس المكلف في عملية تشكيل الحكومة، أوضحت المصادر أن الرئيس نواف سلام لم ينته من حل كل العقد ولا تزال هناك عقدة توزيع الحصة المسيحية بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية والكتائب والمردة والنواب المسيحيين المستقلين ورئيس الجمهورية إذ من شبه المستحيل تمثيل كافة القوى المسيحية في الحكومة إضافة إلى مطالبة القوات بحقيبة سيادية وأخرى خدمية أسوة بالثنائي الشيعي إلى جانب امتعاض كتلة التغييريين من أداء سلام ومطالبتهم بحصة وازنة على اعتبار أنهم ساهموا في تسميته وتكليفه ودعمه. كما أن عقدة التمثيل السني لم تحل ويجري تفاوض جدي لحلها.
وعلمت “البناء” أن كتلة للقوات لوّحت للرئس سلام بحجب الثقة عن حكومته بحال لم يتفق معها على الحصة القواتية، وكذلك فعلت أطراف عدة من الطائفة السنية. ونفى مكتب النائب فيصل كرامي المعلومات التي تحدثت عن أن كرامي أول المنسحبين من الحكومة.
وفي وقت زار النائب أحمد الخير قصر بعبدا أمس، أكد النائب وليد البعريني “ضرورة اعتماد الرئيس المكلف نواف سلام مبدأ المساواة والعدالة في تمثيل المناطق اللبنانية كافة في حكومته العتيدة”، مشدداً خلال اجتماعاته وأعضاء كتلة “الاعتدال الوطني” على “عدم تصديق ما يُسرَّب او يشاع في وسائل الإعلام” وقال البعريني في حديث إذاعي: نحن في انتظار بلورة مسار في الساعات الـ48 المقبلة ولادة الحكومة السلامية، فإذا أتت ولادتها طبيعية ستنال ثقتنا كاملة، وفي حال أتت قيصرية سيشهد الرئيس المكلف من قبلنا مواقف معارضة جديدة، تاركاً لنواب مدينة طرابلس إبداء رأيهم في توزير ريما كرامي. وربطاً، وصف البعريني أجواء لقاءاتهم بالرئيس المكلف بالمنطقية والمتفهمة.
وكشفت مصادر إعلامية أنّ “رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام لم يتفق بعد إلا مع “الثّنائي الشيعي” على الأسماء، باستثناء الاسم الخامس الذي سيعين لاحقاً في تقاطع بين رئيس الجمهوريّة جوزاف عون وسلام”، مشيرةً إلى أنّ “مجموعة من الداعمين لسلام عبرت له عن اعتراضها على مسار التشكيل”، معتبرة أنه “يكيل بمكيالين ولا يتعامل مع المكونات بمعايير موحدة”.
ولفتت إلى أنّ “سلام اصطدم بمواقف مسيحية وسنية حجبت عن تشكيلته الثقة مسبقاً”.
ومساء أمس أكّد سلام أنّ “تشكيل الحكومة يتقدّم إيجابًا وفق الاتجاه الإصلاحي الإنقاذي، الّذي تعهّد به بالتّفاهم مع رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، ووفق المعايير الّتي سبق أن أعلنها”.
وشدّد على أنّ “أيّ كلام عن أسماء وزاريّة تُفرض عليه هو عار من الصّحة، فهو مَن يختار الأسماء، بعد التّشاور مع مختلف الكتل النّيابيّة، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة الّتي يسعى إليها”، مشيرًا إلى أنّ “الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو أيضًا غير دقيق، لكون التّواصل الإيجابي قائماً مع الجميع”.
بدوره اعتبر اللقاء الديمقراطي أن اللقاء يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف الدكتور نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع. وأكد اللقاء رفضه منطق إغراق الرئيس المكلف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمته، فيما المطلوب تسهيل مهمته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لإنجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها في ما ينتظرها من مهام وتحديات. وقام اللقاء كما كل الكتل النيابية بالتداول مع الرئيس المكلف بجملة خيارات حول حقائب وأسماء تستوفي هذه المعايير وترك الأمر في عهدته بالتنسيق بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية.
في غضون ذلك يصل رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إلى لبنان اليوم لتهنئة الرئيس جوزيف عون بانتخابه رئيساً، كما سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام.
كما سيستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس وزراء قطر، مساء في دارته، في بيروت.
من جهته شدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال لقائه رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس مع وفد رفيع من القضاة على “محورية دور القضاء في بناء الدولة التي يعتبر الحكم العادل ركنها الأساسي”، ودعا القضاة لأن يكونوا عادلين بين حقوق الدولة وحقوق المواطنين، وأن يكونوا “مستقلين ذاتياً وغير مستقيلين من مهامكم ومسؤولياتكم والابتعاد عن الشائعات وسواها”. وإذ أكد رئيس الجمهورية أنه سيكون “الحامي للقضاة الذين يدافعون عن القانون ويطبّقون نصوصه”، دعاهم إلى ألا يظلموا بريئاً ولا يبرئوا ظالماً، وتوجه الى القضاة قائلاً: “حتى ولو طلبت منكم شخصياً اتخاذ قرار مخالف للقانون، فعليكم التمتع بالجرأة اللازمة لرفض الطلب، لأنه علينا جميعاً أن نكون تحت سقف القانون”.
"الأنباء" الالكترونية:
أكد رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام أن تشكيل الحكومة يتقدم إيجاباً، وفق الاتجاه الاصلاحي الإنقاذي الذي تعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ووفق المعايير التي سبق ان أعلنها.
وشدد سلام على أن أي كلام عن أسماء وزارية تُفرَض عليه هو عار من الصحة. فهو من يختار الأسماء بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى اليها.
وأضاف أن الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو ايضاً غير دقيق كون التواصل الإيجابي قائم مع الجميع.
دعم اللقاء الديمقراطي
كلام سلام الإيجابي لم ينعكس على الواقع السياسي، حيث استمرت المراوحة والحديث عن عراقيل حتى الساعة وإن كان التسريبات تؤشر الى احتمال ولادة قريبة. وقد دعت كتلة اللقاء الديمقراطي الى عدم إغراق الرئيس المكلف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمته، فيما المطلوب تسهيل مهمته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لانجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها فيما ينتظرها من مهام وتحديات. وأوضحت الكتلة في بيان لها أن اللقاء يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف الدكتور نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع. وأشار البيان الى أن اللقاء قام كما كل الكتل النيابية بالتداول مع الرئيس المكلف بجملة خيارات حول حقائب واسماء تستوفي هذه المعايير وترك الأمر في عهدته بالتنسيق بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية.
ولادة مرتقبة للحكومة
وفي هذا السياق، كشفت مصادر متابعة لجريدة "الأنباء" الإلكترونية "أن الساعات القادمة سوف تشهد الإعلان عن الصيغة الحكومية، حيث بات أكثر من ثمانين في المئة من الحقائب قيد التسمية المتفق عليها بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والكتل النيابية، وأن العقد المتبيقة ترتبط بالحقائب المتوقع إسنادها للقوات اللبنانية، وأن الاتصالات جارية لحلحلتها"، وأشارت المصادر إلى "أنه كان من المتوقع ان تبصر الحكومة النور بعد حلّ عقدة الثنائي الشيعي والاتفاق مع الرئيس المكلف على الأسماء والحقائب المسندة إليهم، لكن خروج عقدة الحقائب المتوقع إسنادها الى القوات اللبنانية الى العلن بالتوازي مع مواقف تتحدثت عن أسئلة تنتظر إيجابات وتوضيحات من الرئيس المكلف، أرجأت الإعلان عن الحكومة الى وقت لاحق".
لقاء واشنطن
في سياق آخر، تتجه الأنظار الى واشنطن، حيث يحضر ملف لبنان الأمني- العسكري في اللقاء الذي يجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتتضح خلاله مصير اتفاق وقف إطلاق النار، وما إذا كان الموقف الأميركي الداعي الى الانسحاب من لبنان كلياً سيضغط على إسرائيل للإنسحاب من الجنوب في غضون المهلة الإضافية التي تنتهي في 18 شباط، والالتزام بتطبيق القرار 1701 ومندرجاته كافة.
وعشية الاجتماع المنتظر بين ترامب ونتنياهو، أعلن جيش العدو الإسرائيلي في بيان، أنه يواصل أنشطته في جنوب لبنان، وفقًا للتفاهمات بين "إسرائيل ولبنان وللحفاظ على الإنجازات العملياتية في المنطقة". وأضاف "في الأيام الأخيرة، أجريت عمليات مسح لإزالة التهديدات في المنطقة وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله"، وأنه خلال إحدى عمليات المسح، عُثر على منشآت عدة لتخزين الأسلحة تحتوي على قذائف هاون وصواريخ ومتفجرات وأسلحة نارية وكمية كبيرة من المعدات العسكرية، وتمت مصادرة جميع الأسلحة وتفكيك مخازنها.
وأشار بيان العدو إلى أنه "قضى على عدد من عناصر حزب الله في المنطقة، وقاموا بإبعاد واعتقال المشتبه بهم الذين يشكلون تهديدا للقوات الإسرائيلية".
رسائل دعم عربية
من جهة أخرى، تستمر الوفود الرسمية العربية نقل رسائلها الداعمة للبنان، حيث يصل اليوم رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الى بيروت، لتهنئة الرئيس جوزيف عون بانتخابه رئيسا، كما سيزور الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام، ويزور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دارته.
استقلالية القضاء
تزامناً، شدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على "محورية دور القضاء في بناء الدولة التي يعتبر الحكم العادل ركنها الأساسي"، ودعا القضاة لان يكونوا عادلين بين حقوق الدولة وحقوق المواطنين، وان يكونوا "مستقلين ذاتيا وغير مستقيلين من مهامكم ومسؤولياتكم والابتعاد عن الشائعات وسواها". وإذ اكد رئيس الجمهورية انه سيكون "الحامي للقضاة الذين يدافعون عن القانون ويطبقون نصوصه"، دعاهم الى الا يظلموا بريئاً ولا يبرئوا ظالماً. وتوجه الى القضاة قائلاً: "حتى ولو طلبت منكم شخصياً اتخاذ قرار مخالف للقانون، فعليكم التمتع بالجرأة اللازمة لرفض الطلب، لانه علينا جميعاً ان نكون تحت سقف القانون". كلام الرئيس عون جاء خلال لقائه، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس مع وفد رفيع من القضاة.
الوضع الأمني
على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، "ان الأجهزة الأمنية تقوم بدورها والجرائم التي تحصل جنائية ولا طابع أمنيا لها"، معلناً انه "لا يمكن إستباق الجرائم الجنائية إنما سنكثف الانتشار الأمني. وقال : "القوى الأمنية توقف المجرمين خلال مهلة قصيرة". ولفت الى انه "في خلال كانون الثاني أوقف 1920 شخصا في مختلف الجرائم، وهذا دليل على أن القوى الأمنية تقوم بدورها والأمن الاستباقي فاعل". وقال "أعطينا توجيهاتنا إلى كل الأجهزة الأمنية لزيادة الدوريات ومنع الدراجات النارية في بيروت وترافقت زيادة أعمال السلب والنشل مع زيادة التوقيفات". وكشف مولوي "ان الأجهزة الأمنية ستعزز من وجودها وجرائم مثل قتل الأرشمندريت والشاب خليل لا يمكن استباقها ولكن يجري توقيف الفاعل". واوضح مولوي "ان توقيف الهاربين إلى سوريا يحتاج إلى تفعيل مكتب الإتصال الدولي والأجهزة الأمنية تعمل سريعا لتوقيف أي فاعل قبل مغاردته الأراضي اللبنانية". وأشار مولوي الى "ان الجيش يقوم بواجباته لضبط الحدود رغم الصعاب، وينبغي أن يكون هناك تعاون أكبر من الجانب السوري".
الشرع الى تركيا بعد السعودية
في الملف السوري، وبعد زيارته الأولى الى السعودية، أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور أنقرة اليوم بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون إن أردوغان والشرع سيناقشان آخر التطورات في سوريا، بالإضافة إلى الإجراءات المشتركة المحتملة لدفع اقتصاد البلاد وتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين.
وأضاف ألطون أن الرئيسين سيناقشان أيضا الدعم الذي يمكن أن تقدمه تركيا للحكومة الانتقالية السورية والشعب السوري.
وستكون تركيا ثاني محطة خارجية للشرع الذي أنهى أمس زيارة إلى السعودية التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) أشارت إلى أن ولي العهد والرئيس السوري بحثا "مستجدات الأحداث في سوريا والسبل الرامية لدعم أمن واستقرار سوريا الشقيقة"، كما ناقشا العلاقات الثنائية و"فرص تعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية".
وأضافت الوكالة أن الرئيس السوري أعرب عن "شكره وتقديره لسمو ولي العهد على مواقف المملكة تجاه الجمهورية العربية السورية والشعب السوري".
من جانبه، قال الشرع في بيان للرئاسة السورية "أجرينا اجتماعا مطولا لمسنا وسمعنا من خلاله رغبة حقيقية لدعم سوريا في بناء مستقبلها، وحرصا على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه"
"الشرق":
أضفت لقاءات واتصالات الساعات الاخيرة المتعلقة بالملف الحكومي مزيدا من الغموض على حقيقة التقدم الحاصل نحو الولادة المنتظرة وموعدها بعدما سرت معلومات عن وجوب اعلانها في الساعات المقبلة واذا امكن قبل لقاء ترامب- نتنياهو اليوم، حيث لا بد سيحضر ملف لبنان الامني- العسكري بينهما، ما يعزز موقف ترامب الداعي اسرائيل الى الانسحاب من لبنان كلياً ما دامت حكومة سلام ستتولى مهمة الاشراف على انتشار الجيش جنوبا وتطبيق القرار 1701.
والواقع ان حركة الاتصالات والمشاورات بلغت ذروتها بين سلام وموفد معراب ايلي براغيدي في الساعات الاخيرة.اذ بينما افيد ان العقدة الشيعية حُلت ينكب الرئيس المكلف على محاولة معالجة العقدة القواتية حيث رفعت القوات الصوت ضد سلسلة ممارسات تطلب توضيحات حيالها والا ستحجب الثقة عن الحكومة العتيدة ولن تشارك فيها. وقد سألت اوساط قواتية امس: هل أخذ الرئيس المكلّف تعهّدًا من “حزب الله” عن السلاح وعن التدقيق الجنائي؟ وماذا عن المعايير؟ نريد أجوبة من سلام على هذه الأسئلة.
وزارة الخارجية
الموقف القواتي جاء من باب تحدي الرئيس المكلف لان حزب القوات يطالب بـوزارة الخارجية، رغم حصوله على حقيبتين أساسيتين من أصل أربع طالبت بها. وتترقب “القوات” و”التيار الوطني الحر” موقف سلام بعد إنهاء التوافق مع “الثنائي الشيعي” حول التمثيل الوزاري ، لمعرفة اي حقائب ستوزع على المسيحيين. ويعقد رئيس التيار جبران باسيل مؤتمرا صحافيا اليوم للحديث عن ملف التشكيل.
انا من يختار
وأكد الرئيس المكلف نواف سلام أن “تشكيل الحكومة يتقدم إيجابا وفق الاتجاه الاصلاحي الإنقاذي، الذي تعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ووفق المعايير التي سبق أن أعلنها”.
وشدد على أن “أي كلام عن أسماء وزارية تفرض عليه هو عار من الصحة، فهو من يختار الأسماء، بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى اليها”. وأشار إلى أن “الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو أيضا غير دقيق كون التواصل الإيجابي قائما مع الجميع”.
بورصة الاسماء
الحكومة المرتقبة ستضم 24 وزيرًا، حيث تم حسم معظم الأسماء والحقائب، ومنها:
الموارنة (5 وزراء): تم الاتفاق على ناجي أبي عاصي (الخارجية)، شارل الحاج (الاتصالات)، جو صدي (الطاقة)، إضافة إلى وزير يختاره “التيار الوطني الحر” وآخر لم يُحسم بعد.
الشيعة (5 وزراء): تم تثبيت ياسين جابر (المال)، تمارا الزين (البيئة)، طلال عتريسي (العمل)، ركان ناصر الدين (الصحة)، فيما سيتوافق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف مع “الثنائي الشيعي” على الوزير الخامس.
السُنّة (5 وزراء): إلى جانب نواف سلام (رئيس الحكومة)، تم اختيار العميد أحمد حجار (الداخلية)، حنين السيد (الشؤون الاجتماعية)، ريما كرامي (التربية)، عامر البساط (الاقتصاد).
الروم الأرثوذكس (3 وزراء): حُسم طارق متري (نائب رئيس الحكومة)، فيما سيتم تعيين وزير للدفاع بتسمية من رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى وزير ثالث لم يُحدد بعد.
الدروز (وزيران): فايز رسامني (الأشغال)، نزار هاني (الزراعة).
الكاثوليك (وزيران): تم تثبيت غسان سلامة (الثقافة).
الأرمن (وزير واحد): سيتولى وزارة الشباب والرياضة.
الأقليات: تم تعيين كمال شحادة.
إضافة إلى وزيرين سيتم تسميتهما من قبل حزب الكتائب وتيار المردة.
لا وعود
في المقابل، أكد مقربون من الرئيس سلام أنه “لم يمنح أي وعود وزارية نهائية”، مشددًا على أن “الحكومة ستُشكل وفق المعايير الملائمة بالتعاون مع الرئيس عون”.
ولا يزال سلام يجري اتصالاته لإنهاء التشكيلة، حيث أجرى اجتماعات مكثفة، أبرزها مع ممثلي الثنائي الشيعي، وتم التوافق على تسمية الوزير الشيعي الخامس.
اللقاء الديمقراطي
ليس بعيدا، أصدرت كتلة “اللقاء الديمقراطي” البيان التالي: “توضيحا لما يتم تناقله من مواقف سياسية وتحليلات عديدة حول تشكيل الحكومة وموقف اللقاء الديمقراطي فيها يهم اللقاء إيضاح التالي: – ان اللقاء يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف الدكتور نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع.
السنة
سنياً، وفي وقت زار النائب احمد الخير قصر بعبدا امس، اكد النائب وليد البعريني “ضرورة اعتماد الرئيس المكلف نواف سلام مبدأ المساواة والعدالة في تمثيل المناطق اللبنانية كافة في حكومته العتيدة، مشددا في خلال اجتماعاته واعضاء كتلة “الاعتدال الوطني” على عدم تصديق ما يسرب او يشاع في وسائل الاعلام” وقال البعريني في حديث اذاعي: نحن في انتظار بلورة مسار في الساعات الـ48 المقبلة ولادة الحكومة السلامية.
دعم سويسري
من جهة ثانية، والتقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون سفيرة سويسرا Marion Weichelt Krupski التي سلمته رسالة تهنئة لانتخابه من رئيسة الاتحاد السويسري كارن كيلر سوتر، وتم عرض للعلاقات بين البلدين وسبل تطويرها. وجددت سفيرة سويسرا “التزام سويسرا بالعمل على دعم لبنان للخروج من الازمات التي تواجهه”.
الجنوب
على صعيد الوقع الجنوبي بدأت امس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس وبلاسخارت، زيارة إلى طهران حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإيرانيين.
وافاد بيان لمكتبها، ان “هذه الزيارة تأتي في إطار المشاورات المستمرّة للمنسّقة الخاصّة مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنيّة. وستركّز محادثاتها على الحاجة الملحّة لاستمرار التطورات الإيجابية في لبنان، التي بدأت منذ دخول وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، وعلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بشكل كامل”.
"الشرق الأوسط":
ذلّل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نواف سلام، الجزء الأكبر من العوائق التي تحول دون إعلان التشكيلة الحكومية، بمفاوضات متواصلة مع حزب «القوات اللبنانية»، ومحادثات مكثفة تحت الضوء مع كتل وقوى أخرى، بينما يعلن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، موقف تياره في مؤتمر صحافي يعقده الثلاثاء.
وقالت مصادر مواكبة لملف تشكيل الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس سلام يواصل مباحثاته لتذليل العقد المتبقية بعد حل بعض العقد التي تحول دون إعلان التشكيلة الحكومية، لكن المحادثات حول تمثيل الكتل بشكل نهائي ووضع الأسماء «لم تنتهِ بعد».
ومثّلت عقبة الحصة الوزارية لـ«الثنائي الشيعي» (أمل وحزب الله) وإيكال حقيبة المال لوزير من ضمن هذه الحصة، أبرز العراقيل التي وقفت أمام إعلان حكومة سلام في الأيام القليلة الماضية. كما برزت عقبات أخرى منها تمثيل حزبي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر». وبينما تستمر المفاوضات مع «القوات»، تبدو عقدة تمثيل «الوطني الحر» عالقة، وإن كان يُفترض أنها ستتوضح في مؤتمر صحافي لباسيل الثلاثاء، سواء أعلن عن المشاركة في الحكومة أم لا.
«القوات اللبنانية»
وقالت مصادر «القوات»: «إننا في مرحلة تأليف الآن، ما يعني أن المفاوضات مستمرة، ولا شيء نهائياً بعد»، مشيرة إلى «ملاحظات أساسية من طبيعة وطنية»، و«هذا لا يلغي ملاحظات أخرى مرتبطة بالتصور العام لمسألة الحكومة ولحضورنا فيها».
وشرحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك ضرورة أن تكون الحكومة من دون ألغام تعطيلية، بالنظر إلى أن هذه الحكومة مهمة كونها ستطبق ما قاله الرئيس (جوزيف) عون في خطاب القسم لناحية احتكار الدولة للسلاح، كما أن عليها تطبيق ما قاله الرئيس سلام في خطاب التكليف، أي بسط (سلطة) الدولة على جميع أراضيها، وبالتالي لا يمكن أن تترك ألغام تعطيل من خلال الثنائي (الشيعي) بداخلها».
وأشارت المصادر إلى أن مهام هذه الحكومة «مزدوجة»، فمن جهة «عليها أن تطبق السيادة، بمعنى تنفيذ وقف إطلاق النار والالتزام بالقرار 1701 وتطبيقه على كل الأراضي اللبنانية»، أما المهمة الثانية فهي «إصلاحية لإصلاح بنية ممتدة من 2005 حتى اليوم، وهذا ما يحتم ألا نبدأ بحكومة عرجاء».
ولم تؤكد المصادر أو تنفي معلومات عن مطالب «القوات» بالحصول على حقائب وزارية «تتناسب مع وضعها التمثيلي في الشارع المسيحي»، مثل حقيبة سيادية، أو حقيبة وازنة. وقالت إنه «في الشق المتعلق بأن هناك وزناً سياسياً ونيابياً لـ(القوات)، وبأن هناك حيثية مسيحية للحزب، فإن (القوات) لا تنظر إلى هذه المسألة من خلفية سلطوية، بل انطلاقاً من المشروع السياسي الذي تحمله على المستوى الوطني». وأضافت: «لولا هذا الحجم، لكان هناك رئيس ممانع في القصر الجمهوري منذ سنتين. نحن ننظر إلى المسألة من هذه الزاوية الوطنية، وعليه يجب أن تتم مراعاة هذا المكان وهذه المصلحة».
ومعلوم أن حزب «القوات» كان أحد الأطراف الأساسية التي عرقلت وصول رئيس للجمهورية ينتمي إلى «محور الممانعة» خلال أكثر من سنتين من شغور هذا المنصب عقب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون. وانتهى الشغور الرئاسي الشهر الماضي بانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية.
شروط ومطالب
وفيما يواجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مطالب وشروطاً من قوى سياسية عدة، شدد «الحزب التقدمي الاشتراكي» على ضرورة تسهيل مهمته. وأكدت كتلة «اللقاء الديمقراطي» (تضم نواباً من الحزب الاشتراكي)، في بيان، ضرورة احترام أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية بالحكومة في هذه المرحلة، معتبرة ذلك تجربة جديدة تستحق الدعم من الجميع.
وأكد نواب كتلة «اللقاء الديمقراطي» رفضهم «منطق إغراق الرئيس المكلف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمته، بينما المطلوب تسهيل مهمته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لإنجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها فيما ينتظرها من مهام وتحديات».
في المقابل، أكد رئيس الهيئة التنفيذية لحركة «أمل» مصطفى الفوعاني، أن «الثنائي الوطني (أمل وحزب الله) كان حريصاً على التوافق الوطني في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وبعد تكليف رئيس للحكومة أبدى هذا الثنائي كل التعاون والحرص من أجل إنجاح مهمة تشكيل الحكومة والانتهاء منها في أقرب وقت، للنهوض بعمل المؤسسات والبدء بعملية إصلاح حقيقية تكون هموم وشجون الناس أولى أولوياتها».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا