افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح الثلاثاء 25 فبراير 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Feb 25 25|09:01AM :نشر بتاريخ
"النهار":
مع أن آخر جلسات مثول حكومة أمام مجلس النواب لنيل ثقته تعود إلى نحو ثلاثة اعوام وخمسة أشهر بما حجب عن ذاكرة الكثيرين “مراسم” وطقوس الاستعراضات المنبرية والخطابية للنواب الذين غالباً ما تمثّل لهم جلسات الثقة محطة مفتقدة لخطب ود الناخبين، فإن جلسة الثقة بحكومة الرئيس نواف سلام المحددة اليوم وغداً، ما لم يضطر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تمديدها يوماً ثالثاً، ستشكل حلقة مميزة من حلقات “التغيير” السياسي الكبير الذي بدأ في لبنان قبل أكثر من شهرين. فـ”حكومة الإنقاذ والإصلاح” الأولى في عهد الرئيس جوزف عون ستمثل لنيل الثقة على أساس بيان وزاري اعتبر على نطاق واسع داخلي وخارجي رأس جبل الجليد في تغيير سياسي كبير لهوية ومسار الدولة لما تضمّنه من بنود متقدمة في التزامات السيادة والإصلاح والتغيير بما يشكل تطابقاً بين خطاب قسم رئيس الجمهورية والبيان. وهذا العامل يبدو أساسياً لاستدراج حصول الحكومة على ثقة كبيرة يُرجح بعض الكتل النيابية أن تكون ثقة قياسية نظراً إلى توافر عاملين، هما التوافق الواسع الذي حظي به تشكيل الحكومة والترحيب الكبير بمضمون البيان الوزاري بمعظم مندرجاته. أما المعارضة، فستتشكل من “التيار الوطني الحر” وعدد من النواب المستقلين. ومع ذلك فإن جلسة الثقة مرشحة لأن تشكل إحدى الجلسات التي ستشهد عدداً قياسياً من المداخلات والكلمات النيابية بعدما تجاوز عدد طالبي الكلام من النواب حتى البارحة الـ65 نائباً أي ما يناهز نصف عدد أعضاء مجلس النواب. وما لم ينجح رئيس المجلس في ترتيب اتفاق مع الكتل والنواب المستقلين على خفض وتحديد العدد ومدة الكلمات فلا شيء يضمن عدم تمديد الجلسات إلى يوم الخميس بدلاً من الأربعاء، علماً أن الكلمات تختتم برد رئيس الحكومة والوزراء المعنيين ومن ثم يجري التصويت على الثقة. وستكتسب الجلسة في خلفيتها غير المباشرة دلالات بارزة لجهة تظهير الإطار أو المناخ السياسي – النيابي الجديد في البلاد في ظل المتغيّرات الكبيرة التي تعاقبت بعد توقف الحرب الإسرائيلية وما أفرزته من تداعيات ومن ثم انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة. كما أن الملفات الكثيرة والمتشعبة والمتراكمة التي ستثار بين البيان الوزاري وكلمات النواب وردود الحكومة ستقدم بدورها الصورة التفصيلية إلى حدود كبيرة عما ترزح تحته البلاد من أزمات موروثة وتالياً التعقيدات والتحديات الضخمة التي تواجه الحكم والحكومة في انطلاقتهما.
عون إلى السعودية
وفي هذا السياق من المقرر أن يتوجّه الرئيس عون الأحد المقبل إلى المملكة العربية السعودية قبل حضوره القمة العربية الطارئة في القاهرة والمخصصة للموضوع الفلسطيني في الرابع من آذار المقبل، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. ويرافقه في المشاركة بالقمة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.
وأمس أكد الرئيس عون أمام زواره أنه عازم على تطبيق ما ورد في خطاب القسم “الذي عكس معاناة الشعب وطموحه ومتطلباته للعيش عيشة كريمة”. وشدّد على “أهمية وضرورة الحفاظ على الايمان بلبنان وعدم فقدان الرجاء والأمل، لإن الإيمان أساسي لنجاح أي قضية”.
وبرز في سياق المواقف الخارجية والدولية من الوضع في لبنان كلام حازم للمنسقة الخاصة وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت من تنفيذ القرار 1701 وذلك في إطار حديثها عن “دور الامم المتحدة في لبنان”، ضمن سلسلة محاضرات تنظمها دائرة الدراسات السياسية في كلية الآداب والعلوم في الجامعة اللبنانية- الأميركية. وقدمت بلاسخارت مداخلة توقفت في مقدمتها عند دور الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها والأدوار التي تضطلع بها، وتحدثت كذلك عن مآل القرار 1701 على مدى 18 عاماً، والحرب الأخيرة التي شهدها جنوب لبنان وقضايا مهمة مثل ترسيم الحدود والسلاح في لبنان. وقالت: “يجب أن يبدأ التنفيذ الفعلي للقرار 1701 الآن على جانبي الخط الأزرق، وما وراء ضفتي نهر الليطاني. في لبنان تحديدًا، تتوفر جميع العناصر اللازمة لتحقيق ذلك، بما في ذلك التزامكم أنتم في هذه القاعة بضمان عدم عودة النزاع، لكن نجاح هذه العملية يعتمد على شموليتها، حيث لكل طرف دور أساسي يؤديه”.
وعشية جلسة مناقشة البيان الوزاري اليوم وغداً سُجلت لقاءات لرئيس الحكومة نواف سلام على صلة بالجلسة، إذ التقى سلام وفداً من “تكتل الاعتدال الوطني” ضم النواب سجيع عطيه، أحمد الخير، أحمد رستم ووليد البعريني الذي أوضح أن اللقاء تناول موضوع البيان الوزاري “حرصاً منا على نجاح الحكومة واستمرار العمل المؤسساتي وأن نكون يداً واحدة لإنجاح العهد والحكومة، ومن دون شك فإن ملف مطار القليعات كان من أبرز المواضيع التي بحثناها وكيفية تنفيذه والآلية التي ستتّبع، وستكون هناك لجنة برئاسة الرئيس سلام لمتابعة الموضوع، كما سيتم تكليف شخصية من قبله لمتابعة ملف المطار وغيره من المشاريع المتعلقة بالمياه والكهرباء، خصوصاً وأن هناك وعودا بحصول لبنان على مساعدات من صناديق عربية ودولية في المرحلة المقبلة، بحيث يتم إنماء المناطق التي حرمت من التمثيل الوزاري من خلال إقامة المشاريع الإنمائية فيها”. أضاف: “هدفنا ليس التوزير وسنكون إلى جانب العهد والحكومة لكي نستطيع إنماء مناطقنا من كل النواحي، وبمجرد إدراج مطار القليعات في البيان الوزاري يعتبر إشارة مهمة لأبناء المنطقة”.
والتقى رئيس الحكومة أيضاً النائب بلال الحشيمي الذي أكد وقوفه إلى جانب الحكومة والقرارات التي اتخذتها لا سيما بالنسبة للمواضيع المتعلقة بأمن المطار والحدود اللبنانية السورية. كما التقى وفداً من رابطة المودعين الذي اعتبر أن هناك فرصة لإحقاق العدالة في ملف الودائع ونقل إلى سلام ملاحظاته على الفقرة المتعلقة بالودائع في البيان الوزاري.
وبحث وفد من حزب “القوات اللبنانية” مع المفتي عبد اللطيف دريان في دار الفتوى مضمون البيان الوزاري وإنطلاقة عمل الحكومة والأولويات الكبرى أمام الحكومة والتحديات كما أوضح النائب غسان حاصباني مؤكداً أن “ثمة أموراً عدة تراكمت وبحاجة لحلول سريعة في طليعتها التعاطي مع حاجات الشعب في هذه المرحلة، وتأمين الاستقرار الأمني وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً عملاً بالدستور اللبناني وتطبيقاً لاتفاق الطائف وللقرارات الدولية التي إلتزم بها لبنان من خلال الحكومات السابقة من أجل الانطلاق بالإصلاحات والاستقرار المالي والاقتصادي”.
في المقابل، أكد عضو “تكتل لبنان القوي” النائب سليم عون أن “التيار الوطني الحر يتّجه نحو حجب الثقة عن الحكومة”، لافتًا إلى أن “النصوص جيدة لكن التجربة مع الرئيس نواف سلام في التأليف لم تكن مبشرّة”، وقال، “إن الاتصالات لم تنقطع إلا أنها ليست على المستوى المطلوب”.
"الأخبار":
تتّجه الأنظار اليوم إلى ساحة النجمة، مع بدء مجلس النواب مناقشة البيان الوزاري للحكومة تمهيداً لمنحها الثقة التي يُتوقّع أن تتجاوز الـ80 صوتاً، على أن تباشر مهمتها العملية لتنفيذ الخطط والتعهدات التي تحدّثت عنها في البيان. وستواجه الحكومة أول اختبار جدّي مع ملف التعيينات الإدارية الذي وضعت بتّه على رأس جدول أعمالها، مع شغور أكثر من نصف وظائف الفئتين الأولى والثانية وإدارتها إما بالإنابة أو بالوكالة.
إلا أن مسألة التعيينات تتخطّى هذه المرة معركة الحصص في القطاع العام، أو التنافس بين رئيسَي الجمهورية والحكومة والأحزاب والتيارات. فللمرة الأولى، تُخاض معركة التعيينات في ظل وصاية أميركية – سعودية مباشرة، ومع تدخل من الجانبين لدى رئيس الحكومة نواف سلام في شأنها، خصوصاً في ما يتعلق ببعض المواقع الحساسة في الدولة التي يبدو أنه بدأ إرسال لوائح الأسماء المرشحة لها إلى واشنطن للمصادقة عليها.
ويتصدر هذه المواقع منصبا قائد الجيش والمدير العام للأمن العام اللذان يشغلهما بالإنابة اللواء حسان عودة (الجيش) واللواء الياس البيسري (الأمن العام)، علماً أن التركيز ينصبّ على قائد الجيش الذي يرشحه عادة رئيس الجمهورية. وبحسب المعلومات فإن الخيار استقر على قائد قطاع جنوب الليطاني العميد رودولف هيكل، بناءً على رغبة أميركية. كذلك تركّز واشنطن على موقع حاكمية مصرف لبنان الذي تتنافس عليه 3 أسماء، وافقَ الأميركيون عليها من دون أن يُحسم الأمر بعد، وهي: الوزير السابق جهاد أزعور، والوزير السابق كميل أبو سليمان الذي كان على علاقة جيدة مع «القوات اللبنانية»، وفراس أبي ناصيف المدعوم من «كلنا إرادة»، وهو يعمل في القطاع المالي في نيويورك وتربطه علاقة مصاهرة مع رئيس الحكومة.
وبينما يستمر الصراع على منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي بسبب الانقسام السنّي حوله، تقول المعلومات إن رئيس الجمهورية جوزف عون طرح اسم العميد إدغار لاوندس (ممثل لبنان في لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل) مديراً لأمن الدولة.
وعلمت «الأخبار» أن سلام يضع نصب عينيه موقع الأمين العام لمجلس الوزراء، حيث يستعجل تطيير القاضي محمود مكية. وفيما تردّد اسم القاضي محمد مكاوي لتولي المنصب، قالت مصادر مطّلعة إن حظوظ الأخير تراجعت، وإن نقاشاً دار حول اسم المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب، ثم انتقل إلى القاضية نجاة عيتاني من دون أن يُحسم النقاش.
وتقول المصادر إن المسار السياسي للتعيينات بدأ منذ فترة، ودخلت الرياض على الخط، إذ إنها تعتبر نفسها شريكة رئيسية في رعاية المسار الجديد في لبنان الذي انتُخب عون في سياقه، لكن بوتيرة أقل من الأميركيين، علماً أن الإدارة الأميركية تركّز جهودها على حاكمية المصرف المركزي وقيادة الجيش، نظراً إلى دورها في هذه المؤسسة الأخيرة، وربطاً بالدور المطلوب منها في المرحلة المقبلة ولا سيما في الجنوب. وأضافت المصادر أن «الأميركيين نقلوا رسالة تستعجل البتّ في الهيئات الناظمة».
ومن المفترض أن تخرج معركة التعيينات إلى العلن بعد انتهاء جلسات مناقشة البيان الوزاري وإعطاء الثقة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتساءلت مصادر نيابية ما إذا كانت الجلستان اللتان حدّدهما بري اليوم وغداً كافيتين مع ورود معلومات عن بلوغ عدد طالبي الكلام 60 نائباً، أي نصف عدد أعضاء المجلس تقريباً، علماً أن العادة درجت أن تستمر جلسات الثقة على مدى 3 أيام. ورجّحت المصادر أن تتعرض حكومة سلام لهجوم كبير خصوصاً من قبل الأطراف التي استُثنيت من المشاركة في الحكومة.
إلى ذلك، يزور رئيس الجمهورية السعودية الأحد المقبل في أول زيارة خارجية له، بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ويحمل معه نحو 22 اتفاقية لتوقيعها ترتبط بالشأنين الاقتصادي والمالي. وتأتي الزيارة عشية مشاركة عون في القمة العربية الطارئة التي ستُعقد في القاهرة في الرابع من آذار المقبل، لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية.
"الجمهورية":
المشهد اللبناني برمّته مضبوط على مسارَين؛ في الأول، خطى متسارعة للانطلاقة الفعلية لعهد الرئيس جوزاف عون، وإكمال البُنيان الحكومي، إذ يُشكّل الأسبوع الجاري، مع الجلسة العامة للمجلس النيابي لمناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة بالحكومة، محطة العبور الإلزامية لإطلاق ورشة العمل الموعودة على كلّ المستويات. وأمّا المسار الثاني، فعنوانه الأساس رصدُ طبيعة المرحلة الجديدة التي تجمع القراءات والتقديرات السياسية على أنّها فُتحت بعد انتهاء «حزب الله» من تشييع أمينَيه العامَّين الشهيدَين السيّد حسن نصرالله والسيّد هاشم صفي الدين، والآتي من الأيام كفيل بتوضيح معالم هذه المرحلة، ولاسيما على مستوى علاقة الحزب بالدولة، وكذلك على مستوى أدائه بصورة عامة وحجم دوره وأولوياته واستراتيجياته ومقارباته للملفات الداخلية والخارجية.
عون إلى السعودية
رئاسياً، برز أمس تطوّر لافت، تمثّل بتأكيد زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى السعودية نهاية الأسبوع الجاري، تلبيةً لدعوة تلقّاها من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كانون الثاني الماضي، علماً أنّ الرئيس عون كان قد أكّد أنّ السعودية ستكون وجهته الخارجية الأولى إيماناً بدورها التاريخي في مساعدة لبنان.
وذكرت قناة «العربية» أنّ الرئيس عون سيزور الرياض يوم السبت المقبل، قبل مشاركته في القمة العربية الطارئة التي ستُعقد في القاهرة والمخصَّصة لبحث الموضوع الفلسطيني.
وكان الرئيس عون قد أعاد التأكيد أمام زوّاره أمس، أنّه جاء ليَخدُم لا ليُخدَم، وأنّه عازم على تطبيق ما وَرد في خطاب القَسَم الذي عكس معاناة الشعب وطموحه ومتطلباته للعيش عيشة كريمة. وشدّد على أهمية وضرورة الحفاظ على الإيمان بلبنان وعدم فقدان الرجاء والأمل، لأنّ الإيمان أساسي لنجاح أي قضية».
وجدّد دعوته الجميع إلى التكاتف والتوحّد لتحقيق الأهداف، مشدّداً على أهمية وضرورة الحفاظ على الإيمان بلبنان وعدم فقدان الرجاء والأمل، لأنّ الإيمان أساسي لنجاح أي قضية، وهو الذي سيضمَن بقاء لبنان على رغم من كل الصعوبات والتحدّيات التي تواجهه.
جلسة أكثر من مُتعِبة
سياسياً، يَنصبّ التركيز الرسمي على إتمام أسبوع الثقة بالحكومة، الذي ينطلق مع الجلسة العامة للمجلس النيابي اليوم. وإذا كان من البديهي التأكيد على نَوم الحكومة المسبق على حرير ثقة وازنة ستنالها في نهاية الجلسة تزيد عن 80 صوتاً، إلّا أنّ ممهّدات هذه الجلسة تؤشر إلى أنّها عالقة في نفق خطابي مُتعِب يمتدّ على ما يزيد عن 75 نائباً أدرَجوا أسماءهم في لائحة طالبي الكلام في جلسة الثقة المنقولة مباشرة على الهواء. مع ترجيحات مجلسية أن تطرق الشهية النيابية غير المسبوقة على الكلام ثلثَي عدد النواب ويلامس الـ80 نائباً. ولا يتسع اليومان المحدّدان للجلسة لهذا الكمّ من السيلان الكلامي، ما سيُوجب حتماً تمديداً لفترة إضافية، من غير المستبعد أن تمتد إلى ما بعد نهاية الأسبوع الجاري.
الأولويات
على ما تعكسه الأجواء الرسمية، فإنّ مرحلة ما بعد الثقة عنوانها السرعة في مقاربة أولويات العهد الجديد وحسمها، وتأتي في مقدّمتها التعيينات المُلحّة والضرورية لملء الشواغر في بعض المراكز الأساسية، ولاسيما في وظائف الفئة الأولى التي يبلغ الشغور فيها 47 موقعاً، ونحو 270 مركزاً شاغراً في وظائف الفئتَين الثانية والثالثة.
وفي هذا الإطار، تؤكّد مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» أنّ أفكاراً واقتراحات وتصوّرات أولية موضوعة قيد التداول على الطاولة لتعيينات لن تجري بصورة شاملة وعلى دفعة واحدة، بل تصدر على دُفعات متتالية، تحتل موقع الأولوية فيها قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان وأعضاء مجلس القضاء الأعلى، بالإضافة إلى تعيينات مالية، ويوازي ذلك حديث قوي عن توجّه لإحداث تغيير في الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
محاذير
المُسلَّم به أنّ الحكومة ما بعد الثقة التي ستنالها في مجلس النواب، ستدخل تلقائياً في امتحان الإنجاز، والشرط الأساس لنجاحها، كما يقول مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»، يتوقف على مجموعة عوامل:
أولاً، أن تُثبِت الحكومة امتلاكها أدوات النجاح والإقدام، وجدارتها وقدرتها على هذا الإنجاز، والمقاربة المَوضوعية والواقعية لكلّ الملفات، ولاسيما الملفات الأساسية المُلحّة والحساسة. وهذا يتطلّب بالدرجة الأولى عدم إدخال المسار الحكومي في نفق النظريّات الحجرية والتنظيرات غير القابلة للتطبيق.
ثانياً، السرعة في الحسم، وليس التسرّع وتكبير حجر الوعود على النحو الذي يُثقل الحكومة ويجعلها تراوح مكانها، وغير قادرة لا على التحرّك ولا على الإنجاز.
ثالثاً، النظرة إلى الواقع اللبناني كما هو بمعادلاته وتوازناته على كلّ المستويات السياسية الإدارية والطائفية، وتجنّب الاندفاع نحو خيارات خلافية، والتصلب في طروحات تثير إشكالات وخلافات.
تعاون الرئيسَين
ويوازي ذلك، ما يعتبره مصدر رسمي مَعبَراً إلزامياً لنجاح هذا المسار، وتحقيق ما هو موعود من إنجازات وإصلاحات وخطوات إنقاذية، عنوانه الأساس التعاون والإنسجام التامَّين بين رأسَي السلطة التنفيذية، أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
وقال المصدر لـ«الجمهورية»، «إنما الكرة هنا في ملعب الحكومة وأدواتها التنفيذية، التي يعوّل الجميع على نجاحها في مهمّتها في هذا الظرف الصعب، وخصوصاً من قِبل رئيس الجمهورية. الذي يُعلّق آمالاً كبرى على هذه الحكومة، ويُعبِّر في كل مناسبة عن رغبة وإرادة صادقة في الاستفادة من الفرص المتاحة حالياً، لبلوغ إنجازات وخطوات إنقاذية عاجلة، تُترجِم ما وعد به في خطاب القسم، والتزامه بالإنطلاق في مسيرة الإصلاح للنهوض بلبنان من جديد، ومكافحة الفساد واجتثاثه ومحاسبة الفاسدين والمفسدين، وعدم ادّخار أي جهد يساعد في بناء دولة حديثة ومتطوّرة تلبّي طموحات اللبنانيِّين وتحقّق لهم حياةً أفضل».
تحديات
وإذا كان ملف إعادة الإعمار واحتواء آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان يشكّل بنداً معجّلاً بالنسبة إلى لبنان، إلّا أنّه حتى الآن، يبدو مؤجّلاً بالنسبة إلى الدول الصديقة والشقيقة. وعلى ما تؤكّد الأوساط الرسمية فإنّ هذا الملف يشكّل التحدّي الأكبر امام الدولة اللبنانية، ويبدو انّه ملف صعب ربطاً بالغموض الذي يعتريه وعدم بروز أي مؤشرات من أي مصدر عربي أو دولي حول مساعدات محتملة لتمكين لبنان من إعادة الإعمار، سوى تأكيدات كلامية تلقّاها لبنان الرسمي من جهات عربية ودولية مختلفة بدعم العهد الرئاسي الجديد ووعود بالوقوف إلى جانب لبنان، أشبه ما تكون بتعهد بمساعدات مع وقف التنفيذ.
وبحسب الأوساط عينها فإنّه في موازاة تحدّي إعادة الإعمار، تتمَوضع مجموعة تحدّيات أخرى، لاسيما ملف النازحين السوريّين، حيث ينتظر أن يُشكّل نقطة حوار مرتقب بين الدولتَين اللبنانية والسورية في المدى المنظور. فيما الملف الأكثر خطورة وتهديداً للبنان يتمثل بعودة شبح توطين اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، في ظل التحوّلات والمتغيّرات التي تحصل في المنطقة والتداعيات المتلاحقة على الساحة الفلسطينية في ظل الواقع الجديد الذي تحاول إسرائيل أن تفرضه في الداخل الفلسطيني، وتمهّد من خلاله إلى تهجير جماعي للفلسطينيِّين من غزة والصفة الغربية.
ورداً على سؤال قال مرجع كبير لـ«الجمهورية»، «إنّ أسباب النزوح السوري إلى لبنان قد انتفت بشكل كامل، وبالتالي لا بُدّ من عودة سريعة لهم إلى بلدهم. وهذا الأمر سيكون محل تواصل مباشر مع السوريّين وكذلك مع الدول الصديقة لحل هذا الأمر. أمّا بالنسبة إلى ملف التوطين فموقف لبنان معروف لناحية رفض تهجير الفلسطينيِّين، ورفض توطينهم في لبنان، وتمسكه بحق عودتهم إلى وطنهم. إزاء هذا الأمر فإنّنا في لبنان، وعلى كلّ المستويات السياسية والرسمية والشعبية محكومون بمواجهته والتصدّي له ومنعه مهما كلّف الأمر».
تشييع صفي الدين
وكان «حزب الله» قد شيّع أمس، أمينه العام السيد هاشم صفي الدين في بلدته دير قانون ووُريَ في الثرى في جبانة البلدة، وسط حضور شعبي حاشد، فيما لُوحِظ بالأمس، تقاطر المواطنين إلى ضريح السيد حسن نصرالله بالقرب من طريق المطار. وضمن هذا السياق، أعلن الحزب عن تقبُّل التعازي بالشهيدَين يومَي الثلاثاء والأربعاء في 25 و26 شباط الجاري في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية.
في سياق متصل، نشرت صحيفة «وولت ستريت جورنال» تقريراً، أشارت فيه إلى أنّه «بعد مرور ثلاثة أشهر على موافقة «حزب الله» على وقف إطلاق النار، أصبح الضرر الذي ألحقته القوات المسلحة الإسرائيلية بالجماعة الشيعية المدعومة من إيران واضحاً: فقد تدهورت قدرات الحزب العسكرية بشكل كبير وتراجعت موارده المالية إلى درجة أنّه يكافح من أجل الوفاء بالتزاماته تجاه أتباعه».
ونقلت الصحيفة عن بعض السكان أنّ المؤسسة المالية الرئيسية للحزب، القرض الحسن، جمّدت في الأسابيع الأخيرة مدفوعات شيكات التعويضات التي صدرت بالفعل. وقال البعض إنّهم لم يتلقّوا أي دعم على الإطلاق.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ «ما يفاقم من التحدّيات المالية التي يواجهها «حزب الله» هي الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة لوقف تدفّق الأموال إلى الحزب من إيران، الداعم الرئيسي له. كما أنّ سقوط نظام الأسد في سوريا كان بمثابة ضربة موجعة له، حيث قطع طريقاً للأسلحة والأموال عبر بلد كان متحالفاً مع «حزب الله» وطهران».
وقال شخص مقرّب من «حزب الله» لـ«وول ستريت جورنال» إنّ مذكّرة داخلية وزّعت على وحداته المقاتلة، تأمر المسلحين الذين لم يكونوا أصلاً من مناطق في جنوب لبنان بإخلاء مواقعهم، وأنّ الجيش اللبناني سيُسمح له بالسيطرة على المنطقة وفقاً لوقف إطلاق النار.
وقال الشخص إنّ «الحزب تكبّد خسائر فادحة»، حيث تمّ تفكيك بعض الوحدات العسكرية بالكامل. لكنّ الشخص أضاف أنّ «حزب الله» قام بتجديد صفوفه جزئياً بمقاتلين كانوا متمركزين في سوريا، مع إعادة هيكلة بعض الوحدات الجاهزة لأي استئناف للقتال. وقال الشخص: «لقد تمّ إضعاف الحزب، لكنّه لم يُهزم».
وفي موقف لافت، تحدّثت المنسقة الخاصة وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت في ندوة في كلية الآداب والعلوم في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، عن مآل القرار 1701 على مدى 18 عاماً، والحرب الأخيرة التي شهدها جنوب لبنان وقضايا مهمّة مثل ترسيم الحدود والسلاح في لبنان. وقالت: «يجب أن يبدأ التنفيذ الفعلي للقرار 1701 الآن على جانبَي الخط الأزرق، وما وراء ضفتَي نهر الليطاني. في لبنان تحديداً، تتوفّر جميع العناصر اللازمة لتحقيق ذلك، وضمان عدم عودة النزاع، لكنّ نجاح هذه العملية يعتمد على شموليتها، حيث لكل طرف دور أساسي يؤدّيه».
"الديار":
تجدد مشهد تجديد العهد مع المقاومة بالامس، مع الحشود الغفيرة في تشييع الامين العام لحزب الله السيد هاشم صفي الدين في مسقط رأسه دير قانون النهر، واليوم وغدا يتقبل حزب الله العزاء في الضاحية الجنوبية، وحينها يبدأ النقاش عن «اليوم التالي» للعلاقة بين الحزب والدولة والمجتمع الدولي، بعدما وضع الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ملامح وقواعد هذه العلاقة، في خطاب التشييع المهيب يوم الاحد.
هذا الاستحقاق يأتي في ظروف خطيرة للغاية، حيث تحاول حكومة الاحتلال فرض امر واقع في المنطقة، انطلاقا من بدء تقسيم سوريا، واستباحة السيادة اللبنانية، وتكريس الاحتلال، حيث زاد كلام المنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان جينين هانس بلاسخارت من مخاطر تعاظم الخلافات داخليا، بعدما اكدت بالامس ان التنفيذ الفعلي للقرار 1701 يجب أن يبدأ الآن على جانبي الخط الأزرق، وما وراء ضفتي نهر الليطاني، وهو ما سيثير المزيد من الانقسامات الداخلية، خصوصا مع كشف عضو «اللقاء الديموقراطي» وائل ابو فاعور بالامس، ان واشنطن فاتحت مسؤولين لبنانيين بالتطبيع مع «اسرائيل».
داخليا، ومع انطلاق جلسات مناقشة البيان الوزاري، لمنح ثقة نيابية مضمونة لحكومة العهد الاولى، تترقب ساحة النجمة مناقشات برلمانية استعراضية حول القضايا الخلافية، حيث بلغ عدد طالبي الكلام 75 نائبا، فيما يبقى السؤال حول الاولويات، وما يمكن ان تحققه الحكومة خلال عمر قصير نسبيا، وذلك على مسافة ايام من زيارة رسمية سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى السعودية الاحد المقبل، قبل التوجه الى القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربية.
ماذا عن «اليوم التالي»؟
وتتوجه الانظار الى «اليوم التالي» للتعازي وانتهاء مراسم التشييع، والدولة الآن بجناحيها رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، امام تحدي تلقف اليد الممدودة من قيادة حزب الله، التي اسس الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للمرحلة المقبلة بثلاثة عناوين رئيسية،ـ يمكن البناء عليها لتعاون وثيق يعبر بالدولة نحو مرحلة من الاستقرار، فالحزب لم يضع سقفا محددا لمنح الدولة الفرصة لبذل الجهود الديبلوماسية التي تراها مناسبة لتحرير ما تبقى من الاراضي المحتلة، والحزب منح الحكومة «كارت بلانش» غير مشروط لاطلاق عملية اصلاح داخلية، اما العنوان الثالث فهو عملية اعادة الاعمار، وهو ملف يحتل اولوية لدى حزب الله، ولا يمكنه المساومة عليه، واي تأخير متعمد او انصياع لشروط خارجية سيشكل «لغما» في طريق العلاقة، خصوصا اذا التزمت الدولة بالضغوط الخارجية. وعلم في هذا السياق، ان خطاب الشيخ قاسم ترك نوعا من الارتياح المشوب بالحذر في قصر بعبدا والسراي الحكومي، وفق تعبير مصدر مطلع على الاجواء الحكومية.
الاحتلال لن يوقف عدوانه
وفيما اثارت الحشود البشرية «غيظ» الاعلام «الاسرائيلي»، الذي رأى ان المشهد يشير الى استعادة حزب الله لعافيته، وعدم قدرة «اسرائيل» على سلخه عن بيئته الحاضنة، حاول وزير المال «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش، التعويض عن الفشل في سرقة المشهدية من خلال تحليق الطيران الحربي فوق مراسم التشييع، بالتأكيد على استمرار خرق السيادة اللبنانية، وقال ان « حزب الله الآن في أدنى مستوياته خلال العقود الأخيرة، فهو معزول في الحكومة اللبنانية وبعيد عن مراكز القوة، ومنقطع عن طريق إمداده البري في سوريا، من دون قادته، وقضينا على معظم قدراته». وزعم أن «الجيش الإسرائيلي هو صاحب السيادة في لبنان، حيث يهاجم كل ما يتحرك بحرية كاملة، وبقي في خمس نقاط عسكرية على طول الحدود لحماية بلدات الشمال، وليس لدينا أي نية للتوقف».
ماذا تريد «اسرائيل»؟
من جهتها، اشارت صحيفة «معاريف» الصهيونية الى ان «اسرائيل» تعمل على إعادة رسم حدود الدولة. فقد عرضت الخطوط الحمراء للمحيط كله، وحاولت استعراض القوة براً وجواً وبحراً، لكنها لفتت الى ان «إسرائيل» في مشكلة غير بسيطة، فهي الآن في مرحلة حفظ «الإنجازات» بعد الحرب ، وهي تشاهد أيضاً ما يحصل في لبنان وسوريا، وتشغل بالها محاولة إيران إعادة بناء قوة حزب الله. وعندما انطلق سلاح الجو إلى أربع وربما خمس هجمات في أرجاء لبنان وعلى حدود سوريا، وضرب مسارات تهريب الذخيرة على حدود البقاع، كان محاولة لترميم تآكل الإنجازات بعد الحرب.
حزب الله «واستعراض القوة»
واشارت الصحيفة الى ان حزب الله حوّل مراسم التشييع الى استعراض للقوة، ومع أن سلاح الجو لم يدعَ إلى الحدث، فقد وصل وأجرى طلعة صاخبة على ارتفاع منخفض، فيما كان له هدف واحد – إطلاق رسالة لحزب الله ولكل الضيوف الذين جاءوا من طهران واليمن. والرسالة، على حد قول ضابط كبير في الجيش «الإسرائيلي»: نلاحقكم في كل وقت، ومستعدون للهجوم في أي لحظة.
ولفتت الصحيفة الى ان الرسالة التي نقلتها «إسرائيل» ستكون موضع اختبار في الأيام وربما الأسابيع والأشهر القادمة. وزعمت ان «إسرائيل» دخلت عصرا جديدا، سواء في لبنان أو سوريا؟!
لماذا تجاهل «العربدة الاسرائيلية»؟
وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية بارزة ان المسار «الاسرائيلي» يشير الى مخاطر كبيرة تحيط بلبنان ودول المنطقة، ولا يمكن التعامل معها بتجاهل «العربدة» التي تضعف منطق الدولة، وتجعل المراهنين على الحل الديبلوماسي في موقف حرج. وفي هذا الاطار، لا تفسير للصمت المطبق من قبل المسؤولين للخرق الجوي لمراسم التشييع ، والذي ترافق مع غارات جوية في البقاع والجنوب، وهو يطرح اكثر من علامة استفهام حيال هذا التجاهل غير المفهوم، وكأن اختراق السيادة اللبنانية، برا وجوا وبحرا، بات امرا عاديا لا يستأهل حتى ارسال شكوى الى الامم المتحدة، على الرغم من عدم جدواها.
خطر التقسيم
واذا كانت الدولة اللبنانية لا تدرك حقيقة المخاطر المحدقة، فما عليها بحسب تلك الاوساط، الا مراقبة التطورات على الساحة السورية، فهناك ايضا لا أحد يعلم إذا كان التحذير المُوجّه على لسان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو قد مرّ على مسامع الرئيس السوري احمد الشرع ، فنتنياهو قال صراحةً بأن «تل أبيب» لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق، ما يعني أن رئيس حكومة الاحتلال يُحدّد للجيش السوري الجديد أماكن تواجده على أراضيه.
ومن الواضح ان نتنياهو يريد جعل جنوب العاصمة دمشق منطقة منزوع السلاح بالكامل، ولن يسمح لقوات النظام السوري الجديد بدخول منطقة جنوب العاصمة دمشق وريفها، مُطالبًا بالنزع التام للسلاح من جنوب سوريا، في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، وكأنه الحاكم الفعلي لسوريا الجديدة. اما الاخطر، والذي يشير الى اتجاه لبدء تقسيم فعلي لسوريا، فقول نتنياهو انه»لن يتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا».
الاحتلال باق
وفيما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية، أن كيان الاحتلال يبني مواقع استيطانية وقواعد في المنطقة منزوعة السلاح في سوريا، لن ينسحب جيش الاحتلال من المنطقة العازلة، بعدما استكمل السيطرة على قمة جبل الشيخ، إضافة إلى توسيع نطاق عملياته العسكرية في القنيطرة وريف دمشق.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة «اسرائيل اليوم» إن تصريحات نتنياهو هي بسط لرعايته على المجتمعات في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، وتحديدًا الدروز.
بدوره، قال وزير الحرب «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس هو الآخر، بأن «جيشه لن يسمح بالتمركز والتواجد في المنطقة الأمنية في جنوب سوريا، من هنا وحتى دمشق، وسنتعامل مع أي تهديد» . وأضاف كاتس: «الطائفة الدرزية تُعد طائفة شقيقة لإخواننا الدروز، الذين يقاتلون معنا في دولة «إسرائيل»، ونحن ملتزمون بتمكينهم من الحفاظ على صلتهم بأقاربهم وشركائهم في تاريخ الطائفة الدرزية العريقة».
اميركا فاتحت مسؤولين بالتطبيع!
وفي سياق متصل، اكد عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور أنه في المرحلة المقبلة سيتعزز المنطق الداعي الى الصلح مع «اسرائيل»، وهنا ستكون الطامة الكبرى التي من الممكن أن تخلق نزاعاً داخليّاً في لبنان، والإدارة الأميركية الحالية ستدفع في اتجاه الصلح مع «اسرائيل»، وقد فاتحت مسؤولين لبنانيين أساسيّين وشخصيات كبيرة في لبنان بهذا الأمر، الذي تمّ رفضه، قائلاً: «لم يتكلّم أحد معنا بهذا الموضوع لأن موقفنا معروف، وأقصى ما يمكن أن نصل إليه مع «اسرائيل» هو اتفاقية الهدنة».
وإذ أكد أبو فاعور أنه لا يستبعد أن يتمّ فرض الصلح مع «اسرائيل» على لبنان الرسميّ، أشار الى «أن المكوّنات الرافضة أكبر بكثير من تلك الراغبة»، محذّراً من «أن يخلق هذا الموضوع أزمةً داخليّةً كبرى، قد تقود الى صدامٍ بين اللبنانيين».
موقف الامم المتحدة
وغداة تشييع الامينين العامين السابقين لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، الذي تم تشييعه امس في بلدته دير قانون النهر، وسط حضور شعبي مهيب، تحدثت المنسقة الخاصة وممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت عن مآل القرار 1701، والحرب الاخيرة التي شهدها جنوب لبنان، وقضايا مهمة مثل ترسيم الحدود والسلاح في لبنان. وقالت: « يجب أن يبدأ التنفيذ الفعلي للقرار 1701 الآن على جانبي الخط الأزرق، وما وراء ضفتي نهر الليطاني. في لبنان تحديدًا، تتوفر جميع العناصر اللازمة لتحقيق ذلك، بما في ذلك التزامكم أنتم في هذه القاعة بضمان عدم عودة النزاع».
جلسة الثقة
في هذا الوقت، ستنال الحكومة الثقة بعد يومين من الخطابات الاستعراضية للنواب، ومن المرتقب ان تنال نحو 100 صوت، حيث حسمت معظم الكتل امرها لمنحها الثقة، وهي «الجمهورية القوية»، «الكتائب»، «اللقاء الديموقراطي»، «التنمية والتحرير»، التكتل «الوطني المستقل»، نواب الارمن ، «التجدد»، «اللقاء التشاوري المستقل»، «تحالف التغيير»والاعتدال الوطني. وفيما يتخذ «التكتل الوطني» قراره اليوم، يتجه تكتل «لبنان القوي» الى حجب الثقة، حيث اكد عضو التكتل النائب سليم عون ان «التيار يتّجه نحو حجب الثقة عن الحكومة»، لافتًا الى ان «النصوص جيدة لكن التجربة مع الرئيس نواف سلام في التأليف لم تكن مبشرّة»، وقال: «إن الاتصالات لم تنقطع، الا انها ليست على المستوى المطلوب».
اما حزب الله فلم يتخذ قرارا نهائيا،علما ان عدم منح الحكومة الثقة امر وارد، وهي لن تكون المرة الاولى، فسابقا شارك الحزب في حكومات ولم يمنحها الثقة.
وقد بلغ عدد طالبي الكلام 75 نائبا، وسيطلب رئيس مجلس النواب تقليص العدد والتزام الكتل بنائب واحد، الا ان الامر منوط بالكتل والنواب الذين يرون في الجلسات المنقولة فرصة لاستعراض القوة امام جمهورهم.
مطار القليعات
وكان رئيس الحكومة نواف سلام استقبل وفدا من «تكتل الاعتدال الوطني» ضم النواب: سجيع عطيه، احمد الخير، احمد رستم ووليد البعريني الذي قال «ان ملف مطار القليعات كان من ابرز المواضيع التي بحثناها وكيفية تنفيذه والآلية التي ستتبع ، وستكون هناك لجنة برئاسة الرئيس سلام لمتابعة الموضوع، كما سيتم تكليف شخصية من قبله لمتابعة ملف المطار وغيره من المشاريع»، اضاف: «بمجرد ادراج مطار القليعات في البيان الوزاري، يعتبر اشارة مهمة لأبناء المنطقة، وقد ترك هذا الامر ارتياحا لدى المجتمع العكاري، وكلنا امل بتطبيق مشروع المطار بشكل عملي، لان من شأنه تأمين ألفي وظيفة، وسيكون له انعكاس إيجابي على كل لبنان وعلى سوريا ايضاً».
"نداء الوطن":
تنطلق اليوم أعمال الجلسة النيابية لمناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام والتي تستمر حتى الغد. وستنتهي الجلسة بتصويت النواب على الثقة للحكومة أو حجبها وسط توقعات أن يبلغ عدد مانحي الثقة ما يفوق عدد الذين أيدوا سلام في الاستشارات النيابية الملزمة في 13 كانون الثاني الماضي وهو 84 نائباً.
وعلمت “نداء الوطن” أن عدد النواب طالبي الكلام الذي تجاوز الـ 60 يعبّر عن توق كثيرين منهم لمخاطبة الرأي العام من على منبر البرلمان وللمرة الأولى منذ إجراء الانتخابات النيابية عام 2022. وستكون هناك فرصة أمام الذين يدخلون الندوة النيابية للمرة الأولى لعرض توجهاتهم في ظل متغيرات كبرى في لبنان والمنطقة.
وتوقعت أوساط نيابية في هذا الإطار أن يطغو على المناقشات ما انتهت إليه الحرب الأخيرة من وقف لإطلاق النار والذي ما زال تنفيذه عالقاً عند المراكز الخمسة التي ما زالت تحتلها إسرائيل في المناطق الحدودية من جنوب لبنان.
وأشارت معلومات هذه الأوساط إلى أن هناك أسئلة نيابية سيجرى طرحها حول مآل وقف النار وما هي العقبات التي تحول دون تنفيذه كاملاً. وبدا واضحاً في هذا السياق أن هناك ربطاً بين تنفيذ لبنان التزاماته بموجب القرار 1701 والذي يفرض إنهاء الوجود المسلح لـ”حزب الله” كاملاً جنوب نهر الليطاني والمضي قدماً في نزع سلاح “الحزب” على كامل الأراضي اللبنانية.
وعلمت “نداء الوطن” أيضا أن الزيارة الأولى التي يعتزم رئيس الجمهورية جوزاف عون القيام بها خارجياً ستكون للمملكة العربية السعودية وبهدف ملاحقة ملف مساعدة لبنان على تعزيز قدرات الجيش وسائر الأجهزة الأمنية. ويسعى لبنان للحصول على دعم ما يساعده على تطويع نحو 6 آلاف عنصر في الجيش كي يستكمل تنفيذ الإجراءات الملقاة على عاتقه جنوب نهر الليطاني.
وفي سياق متصل، أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر في حديث خاص لـ”نداء الوطن” أن الولايات المتحدة تدرك “أن القوات المسلحة اللبنانية تحتاج إلى دعم. من المرجح أن تأتي الرواتب من دول الخليج، كما حدث في السابق، إذ لا تملك الولايات المتحدة السلطة لدفع رواتب الجيش اللبناني”.
ولفت الانتباه أمس ما صرّح به عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور الذي قال: “إن الإدارة الأميركية الحالية”، ستدفع في اتجاه الصلح مع إسرائيل، وقد فاتحت مسؤولين لبنانيين أساسيين وشخصيات كبيرة في لبنان بهذا الأمر، الذي تم رفضه. لم يتكلّم أحد معنا بهذا الموضوع لأن موقفنا معروف، وأقصى ما يمكن أن نصل إليه مع اسرائيل هو اتفاقية الهدنة”.
بدوره أشار شينكر لـ “نداء الوطن” إلى أنه على لبنان “أن يحيّد نفسه عن الصراع مع اسرائيل، عبر إضعاف “حزب الله” وخلق فرصة ليكون دولة ذات سيادة تحدد سياستها الخارجية بنفسها، وتكون لديها علاقات جيّدة مع جميع جيرانها، وأن تكون للبنان فرصة في المستقبل لإقامة علاقة ليست قريبة ولكن طبيعية مع إسرائيل”.
"اللواء":
تتجه البلاد بدءاً من اليوم الى مرحلة سياسية جديدة، مع بدء جلسات مناقشة البيان الوزاري وإعطاء الثقة لحكومة الإصلاح والانقاذ بما يسمح بتشكيل مظلة واسعة، تؤدي الى وضع مندرجات البيان، التي ستنال على اساسه الثقة موضع التنفيذ مع بدء جلسات العمل، بدءاً من الاسبوع المقبل.
وحسب ما توافر من معطيات، فإن عدد طالبي الكلام يتراوح ما بين 65 نائباً و75 نائباً، الأمر الذي يشكل عبئاً على المناقشة والجلسات، لذا نقل عن الرئيس نبيه بري أنه يسعى لضغط الكلمات او الحد من العدد المرتفع، مع العلم ان الوقت المخصص وفقاً للنظام المجلسي «نصف ساعة للكلمة الارتجالية وربع ساعة للمكتوبة»، مع الاشارة الى ان خطاب الثقة يتألف من 9 صفحات فولسكاب.
وذكرت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك جملة ملفات تشكل محور بحث بين الفرقاء المحليين وأولها استحقاق الانتخابات البلدية حيث يفترض ان تنطلق الاجتماعات بشأنه لا سيما لجهة ترتيب التحالفات وقالت هذه الأوساط أن هناك سلة التعيينات في المواقع الشاغرة إنما ليس بالضرورة أن تمر دفعة واحدة بل في جلسات متتالية وينطبق الأمر على التشكيلات الديبلوماسية.
وقالت إن القضايا الواردة في خطاب القسم لا سيما في الشق الدستوري والقانوني متروكة اللهيئة الاستشارية الدستورية والقانونية لرئيس الجمهورية التي زودت بتوجيهات الرئيس عون للمبادرة بوضع اقتراحات لتنفيذ مضمون هذا الخطاب.
اما الاجتماعات التخصصية التي قد يعقدها رئيس الجمهورية فهي مناطة به سواء لجهة مضمونها أو موعدها او المشاركين فيها.
جلسة الثقة
إذاً، يبدأ المجلس النيابي اليوم مناقشة البيان الوزاري للحكومة للتصويت على منح الثقة، في جلسة حددلها الرئيس نبيه بري يومين لكنها قد تمتد اكثرنظراً لكثرة طالبي الكلام من النواب في الكتل ومن المستقلين و»التغييريين» وقد يصل الى 70، ما لم يتدخل بري لحصرها بنائب او اثنين من كل كتلة لتنتهي الجلسة بأقصروقت ممكن، وتجنباً للخوض في نقاشات بلا طائل وقد تثير إشكالات بين النواب اذا تطرق بعضهم لموضوع الحرب وسلاح حزب الله وسواها من مواضيع خلافية حول الملفات الاخرى .
وحسب تقدير بعض النواب ستحظى الحكومة بثقة نحو تسعين نائبا وقد يرتفع العدد اكثر..وستمنحها كتل: امل وحزب الله و الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب وتجدد، وعدد كبير من النواب المستقلين والتغييريين والسنّة ونواب حزب الطاشناق والتكتل الوطني المستقل. فيما افادت معلومات ان النائبين الدكتورعماد الحوت ونبيل بدر يتجهان الى عدم منح الثقة. وقد يمتنع عدد من النواب عن التصويت.
اما تكتل التوافق الوطني فقالت مصادره لـ «اللواء»: انه يتجه لمنح الثقة لأن النائب فيصل كرامي تلقى تأكيدات وعود قاطعة من الرئيس سلام انه سينفذ المشاريع المهمة لطرابلس والشمال ولا سيما تطوير معرض طرابلس الدولي والمرفأ وتشغيل مطار القليعات، وهذا ما يهم نواب طرابلس والشمال. لكن معلومات اخرى افادت ان التكتل سيعقد اجتماعا صباح يوم الجلسة لتقرير الموقف النهائي وسيعقد الاجتماع بغياب النائب كرامي بداعي المرض للخروج بموقف موحد.
وكان لافتا للإنتباه امس، بعد قطيعة وخلاف حول تشكيل الحكومة وعدم توزير اي شخص من عكار، استقبال رئيس الحكومة نواف سلام وفدا من «تكتل الاعتدال الوطني» ضم النواب: سجيع عطيه، احمد الخير، احمد رستم ووليد البعريني الذي قال بعد اللقاء:من الطبيعي ان نلتقي الرئيس سلام لعرض موضوع البيان الوزاري وأجرينا دراسة معمقة حوله، حرصا منا على نجاح الحكومة و استمرار العمل المؤسساتي و ان نكون يدا واحدة لانجاح العهد والحكومة.
اضاف: ومن دون شك فان ملف مطار القليعات كان من ابرز المواضيع التي بحثناها وكيفية تنفيذه والآلية التي ستتبع ، وستكون هناك لجنة برئاسة الرئيس سلام لمتابعة الموضوع كما سيتم تكليف شخصية من قبله لمتابعة ملف المطار وغيره من المشاريع ، المتعلقة بالمياه والكهرباء خصوصاً وان هناك وعودا بحصول لبنان على مساعدات من صناديق عربية ودولية في المرحلة المقبلة ، بحيث يتم إنماء المناطق التي حرمت من التمثيل الوزاري من خلال اقامة المشاريع الانمائية فيها.
اضاف: هدفنا ليس التوزير وسنكون الى جانب العهد والحكومة لكي نستطيع إنماء مناطقنا من كل النواحي ، وبمجرد ادراج مطار القليعات في البيان الوزاري يعتبر اشارة مهمة لأبناء المنطقة ، وقد ترك هذا الامر ارتياحا لدى المجتمع العكاري، وكلنا امل بتطبيق مشروع المطار بشكل عملي، لان من شأنه تامين ألفي وظيفة ، وسيكون له انعكاس إيجابي على كل لبنان وعلى سوريا ايضاً ، ونعتبره حالة إنقاذية للبلد، فالنوايا ايجابيه وقد خرجنا باجواء تفاؤلية.
وقال النائب سجيع عطية لـ «اللواء»: ان التكتل سيمنح الثقة للحكومةعطفاً على الوعود الانمائية وخاصة مطار القليعات والجامعه اللبنانية والاتوستراد، وإعداد صندوق للاستثمار بالشمال، وستكون الثقة مشروطة بتنفيذ هذه المشاريع واعطاء فرصة للعهد وللحكومة بالنجاح في مهامها وفي تحقيق اكبر قدر ممكن من الإصلاحات المالية والإدارية المنوي تحقيقها.
وبعد الثقة، رجحت مصادر المعلومات ان يعقد مجلس الوزراء اولى جلساته نهاية الاسبوع الحالي او الاسبوع المقبل.. في السراي الحكومي، فيما يستعد رئيس الجمهورية لبدء جولاته العربية والدولية، بدءاً من الاحد بزيارة المملكة العربية السعودية، ومنها ينتقل الى القاهرة للمشاركة في مؤتمر القمة العربية الطارئة المخصصة لمناقشة الوضع في غزة في ضؤ خطة ترامب لتهجير اهلها.
ومن المرجح ان يزور رئيس الحكومة نواف سلام المملكة العربية السعودية منتصف رمضان.
واكد الرئيس سلام ان «الدولة تعمل جاهدة بكل الطرق الدبلوماسية والسياسية من اجل الضغط على اسرائيل لاستكمال انسحابها من الجنوب»، مضيفاً: إن الحكومة التزمت ببيانها الوزاري بإعادة إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي الأخير».
وفي الاطار، تحدثت المنسقة الخاصة وممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت عن مآل القرار 1701 على مدى 18 سنة، وقالت: «يجب أن يبدأ التنفيذ الفعلي للقرار 1701 الآن على جانبي الخط الأزرق، وما وراء ضفتي نهر الليطاني. في لبنان تحديدًا، تتوفر جميع العناصر اللازمة لتحقيق ذلك، بما في ذلك التزامكم أنتم في هذه القاعة بضمان عدم عودة النزاع، لكن نجاح هذه العملية يعتمد على شموليتها، حيث لكل طرف دور أساسي يؤديه».
تشييع صفي الدين
تقاطرت منذ الصباح الوفود السياسية والاهلية والشعبية الى بلدة ديرقانون النهر قرب صور،للمشاركة في تشييع الامين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين حيث شهدت الطرقات المؤدية الى البلدة زحمة سير خانقة.
وظهرا شق موكب جثمان الشهيد صفي الدين طريقه قاطعاً شوارع بلدة العباسية باتجاه منطقة المثلث وصولاً حتى مسقط رأسه بلدة ديرقانون النهر، وسط حشود سيارة رافعة اعلام «حزب الله «واعلام المقاومة اطلاق المفرقعات النارية. وازدانت شوارع البلدة بالأعلام اللبنانية ورايات «الحزب» وحركة «أمل»، ونصبت أقواس النصر التي تحمل صور الشهداء، بخاصة الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين .
ووصل الجثمان في مأتم مهيب وبتنظيم عالي المستوى وسط حشود الاف المواطنين من مختلف مناطق الجنوب ووفود من الاحزاب والهيئات الاهلية اللبنانية والقوى الفلسطينية، إلى باحة حسينية البلدة على متن عربة داخل صندوق شفاف كبير لإلقاء نظرة الوداع الاخير عليه. ودخل النعش إلى حسينية البلدة محمولاً على الأكتاف وسط حشود المشيّعين الذين تجمعواحول النعش.
وقرابة الثالثة بعد الظهر، بدأت مراسم التشييع والصلاة على الجثمان، تتقدّمها الفرق الكشفية وحملة الرايات، باتجاه باحة المراسم على امتداد سبعمئة متر. وتولى التشييع عدد من علماء الدين قاموا بحمل النعش على الأكتاف إلى باحة المراسم، حيث جرى استعراض عسكري واداء القسم على متابعة العهد وتم وضع اكاليل من الزهر على النعش، وتم عرض تقرير في باحة التكريم الرسمية للشهيد يحكي بعضاً من سيرته الذاتية. وسار حملة النعش على وقع موسيقى التكريم، قبل ان يوارى الشهيد الثرى في تراب بلدته كما اوصى. واستمرت المراسم حتى ما بعد الغروب.
يذكر أن الشهيد كان ضمن مراسم تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية، يوم الأحد، وبعد انتهاء الصلاة تم تفرقة الجثمانين، ودفن الشهيد نصر الله على طريق المطار، ونقل الشهيد صفي الدين من بيروت ليدفن في بلدته.
"البناء":
نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوضع أوروبا وأوكرانيا أمام الأمر الواقع بانفتاحه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصياغة قواعد أولية للاتفاق حول أوكرانيا، حيث شكل وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى واشنطن ولقائه بالرئيس ترامب وكلامه أمامه تعبيراً عن محدودية القدرة الأوروبية في التصرّف بصورة مستقلة عن أميركا رغم الكلام العالي السقوف الذي صدر عن القادة الأوروبيين، وجاءت القرارات الأمميّة تعبيراً عن التركيز على ضرورة إنهاء الحرب في أقرب وقت، وتغييب الشروط التي رافقت دائماً دعوات مماثلة كالحديث عن إدانة روسيا والتمسك بانسحابها من كل الأراضي الأوكرانية، وبينما قالت موسكو إنها لا تعلق على اتفاق المعادن بين واشنطن وكييف الذي يريده ترامب لاسترداد الأموال التي قدمها لأوكرانيا، قال ترامب إنه لا يعتقد أن بوتين يعارض دوراً أوروبياً في الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب.
في المنطقة، خطفت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن سورية وخطته لإقامة منطقة أمنية تمتدّ على مساحة محافظات جنوب دمشق، القنيطرة السويداء ودرعا، ووضع خاص بينها للسويداء والطائفة الدرزية، التي بدأ استقدام عمال منها إلى منطقة الجولان المحتل، وشكلت خطة نتنياهو التي أذاعها من منصة تخريج ضباط جدد تعبيراً عن صفعة وتحدّ لحكومة دمشق الجديدة التي كانت تنتظر مساعدة أميركيّة في ردّ الإسرائيليين عن التمادي في إحراج الحكومة الجديدة في دمشق، لكنها تحدّ أكبر لكل من تركيا وقطر كداعمين إقليميين لحكومة هيئة تحرير الشام، في ظل إشارات أميركية إلى أن اتفاق سلام سوري إسرائيلي يعترف لـ”إسرائيل” بضمّ الجولان ومصالح أمنية أخرى قد يكون عامل تسهيل لرفع العقوبات، التي بدون رفعها تفقد الكثير من التسهيلات الأوروبية المصرفية جدواها، وصارت حكومة الشام الجديدة ومن خلفها تركيا وقطر أمام مأزق قبول الشروط الإسرائيلية والوقوع في حال انكشاف شعبي بتهمة الاستسلام لـ”إسرائيل”، ما يمنح الشرعية لقيام مقاومة سورية وطنية بوجه الاحتلال ويُعيد تقديم النظام السابق في موقع وطني تفتقده الحكومة الجديدة إذا قبلت شروط الاحتلال طلباً لرفع العقوبات، أو ارتضاء بقاء الوضع الذي كان قائماً في ظل النظام السابق بسبب العقوبات وربما بما هو أصعب معيشياً، وأضعف في القدرة على تقديم صورة سيادية لحكومة لا تستطيع منع الاحتلال من الوصول إلى أطراف دمشق، بينما تركيا الدولة الإسلامية القوية صارت جاراً لفلسطين المحتلة ولا تفعل شيئاً.
في لبنان، شيّع جنوباً في بلدة دير قانون النهر الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين، ويستقبل حزب الله اليوم المعزّين بالأمينين العامين الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، بينما تمثل الحكومة اليوم وغداً أمام مجلس النواب لنيل الثقة، حيث يتوقع أن تطغى على كلمات اليوم الأول المواقف السياسية من الوضع العام وخصوصاً كيفية التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي والقرار 1701 والمقاومة، في ضوء كل ما شهده لبنان خلال الحرب وبعدها وصولاً إلى يوم تشييع السيد نصرالله.
وطغى تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله، السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين الذي تم تشييعه أمس، في بلدته دير قانون النهر، على المشهد السياسي العام، لما حمل من رسائل وأبعاد سياسية متعددة، لا سيما الحشد المليوني الذي طافت به المدينة الرياضية وفي الأحياء المحيطة بها وصولاً إلى الضاحية الجنوبية وطريق المطار.
وقدّر مركز “الدولية للمعلومات” أعداد المشاركين في تشييع السيد نصرالله بين 700 و900 ألف دون إحصاء التجمّعات داخل المباني والطرق الفرعية. فيما أكدت مصادر المنظمين لـ”البناء” أن الأعداد فاقت المليون ونصف المليون إذا ما أضفنا الحشود التي كانت الموجودة في محيط المدينة الرياضية والتي كانت تنتظر في شوارع الضاحية الجنوبية وعلى طول الطريق المؤدي إلى طريق المطار، حيث دفن جثمان السيد نصرالله.
وأشارت مصادر سياسية في فريق المقاومة لـ”البناء” إلى أن “الحضور الجماهيري الضخم يؤكد أن حزب الله وحركة أمل يملكان الأغلبية الساحقة على الساحة الشيعية والحضور الوطني العام، وبالتالي هو استفتاء شعبي على المقاومة وتجديد البيعة لنهج السيد حسن نصرالله، ما يسقط كل النظريات والرهانات والتي سوّقت لتراجع حزب الله سياسياً وشعبياً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة”، وشدّدت على أن “كل محاولات تأليب بيئة المقاومة على حزب الله باءت بالفشل وعلى المراهنين على هذا الأمر مراجعة حساباتهم”. وأوضحت المصادر أن “التشييع المليوني سيؤسس لمرحلة جديدة تكرّس شعبية حزب الله وحركة أمل وتثبت معادلة قوة حزب الله الشعبية والوطنية التي لا يمكن كسرها”. وبيّنت المصادر بأن الرهانات على اختراق حزب الله وحركة أمل في الانتخابات البلدية والنيابية المقبلتين ستسقط بعدما أظهرت مشهدية المدينة الرياضية الواقع.
وفي سياق ذلك، أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، في حديث لـ”الميادين”، الى أن “هناك حرب شعواء شُنَّت ضد تشييع الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين”، لافتاً إلى أن “سفارات أجنبيّة تواصلت مع شخصيّات من أجل منعها من المشاركة في التشييع”. ولفت فضل الله، إلى أننا “لم نقصد توجيه رسائل سياسية وتنظيمية وشعبية من التشييع إنما كل ذلك تم وفاءً للشهيدين الكبيرين، والمشاركون في التشييع هم جمهور المقاومة من كل الطوائف والمناطق”.
وذكر أن “أعداد المشاركين في التشييع تعكس محبة الناس وصدقهم والتمسك بالنهج المقاوم لكن مورس تهويل له علاقة بالطقس والأمن ضدّ الناس بهدف منعهم من المشاركة في التشييع”.
وشيّع حزب الله وجمهور المقاومة الإسلامية أمس، الأمين العام السابق لحزب الله سماحة السيد الشهيد هاشم صفي الدين في بلدته دير قانون النهر بحضور ومشاركة قيادة حزب الله وقيادات حزبية وعلماء دين من مختلف المذاهب وشخصيات سياسية واجتماعية محلية وإقليمية، وحشد غفير من أبناء حزب الله وجمهورية المقاومة الإسلامية والمحبّين.
وقال الشيخ محمد حسن أختري ممثل الإمام السيد علي الخامنئي في كلمة له: “حضرنا لنبلّغكم تعازي الإمام الخامنئي وعواطفه ومشاعره وتعازي الشعب الإيراني”، مجددًا وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبًا ومقاومة إلى جانب لبنان وشعبه ومقاومته. وأضاف الشيخ أختري: “وهذا هو طريقنا إلى الله”، مؤكدًا أن “المقاومة ستنتصر بعون الله فهذا وعد إلهي”.
وقد وجّه الإمام السيد علي الخامنئي نداءً بمناسبة مراسم تشييع ودفن الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، متوجهاً الى العدو بالقول إن “المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة”.
وأعلن حزب الله عن تقبّل قيادته التعازي بمناسبة استشهاد سيّد شهداء الأمة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله (رض) والأمين العام الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم صفي الدين (رض)، وذلك نهار الثلاثاء والأربعاء (25 و26 شباط 2025) في باحة عاشوراء – الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.
إلى ذلك برز ما كشفه عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور من “أنّه في المرحلة المقبلة سيتعزز المنطق الداعي إلى الصلح مع “إسرائيل”. وهنا ستكون الطامة الكبرى التي من الممكن أن تخلق نزاعاً داخليّاً في لبنان، والإدارة الأميركية الحالية ستدفع في اتجاه الصلح مع “إسرائيل”، وقد فاتحت مسؤولين لبنانيين أساسيّين وشخصيات كبيرة في لبنان بهذا الأمر، الذي تمّ رفضه”، وقال: “لم يتكلّم أحد معنا بهذا الموضوع لأن موقفنا معروف، وأقصى ما يمكن أن نصل إليه مع “إسرائيل” هو اتفاقية الهدنة”.
وإذ أكد أبو فاعور أنّه لا يستبعد أن يتمّ فرض الصلح مع “إسرائيل” على لبنان الرسميّ، أشار الى أن المكوّنات الرافضة أكبر بكثير من تلك الراغبة، محذّراً من أن يخلق هذا الموضوع أزمةً داخليّةً كبرى، قد تقود الى صدامٍ بين اللبنانيين.
في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى ساحة النجمة التي تشهد جلسة مناقشة البيان الوزاري اليوم وغداً والمتوقع أن تنتهي بثقة مريحة للحكومة، وعلمت “البناء” أن جميع الكتل النيابية ستمنح الحكومة الثقة باستثناء تكتل التيار الوطني الحر وبعض النواب المستقلين، ما يرفع عدد النواب الذين سيمنحون الثقة للحكومة الى أكثر من مئة نائب.
وعلمت “البناء” أن كتلة الاعتدال الوطني والنواب الذين سمّوا الرئيس نجيب ميقاتي مثل الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور بلال الحشيمي سيمنحون الحكومة الثقة إضافة الى كتلة النائب فيصل كرامي والنائب ميشال المر.
ورجّحت مصادر التيار الوطني الحر لـ”البناء” أن يحجب تكتل لبنان القوي الثقة عن الحكومة لأسباب تتعلق بطريقة تعامل الرئيس نواف سلام مع التكتل في عملية التأليف إضافة الى وجود ملاحظات على البيان الوزاري.
واستقبل الرئيس سلام وفداً من “تكتل الاعتدال الوطني” ضمّ النواب: سجيع عطيه، أحمد الخير، أحمد رستم ووليد البعريني حيث تمّ البحث في ملف مطار القليعات. وقال البعريني: “هدفنا ليس التوزير وسنكون إلى جانب العهد والحكومة لكي نستطيع إنماء مناطقنا من كل النواحي، وبمجرد إدراج مطار القليعات في البيان الوزاري يعتبر إشارة مهمة لأبناء المنطقة، وقد ترك هذا الأمر ارتياحاً لدى المجتمع العكاري، وكلنا أمل بتطبيق مشروع المطار بشكل عملي، لأن من شأنه تأمين ألفي وظيفة، وسيكون له انعكاس إيجابي على كل لبنان وعلى سورية أيضاً، ونعتبره حالة إنقاذية للبلد، فالنيات إيجابية وقد خرجنا بأجواء تفاؤلية.»
إلى ذلك يتوجّه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الأحد المقبل إلى المملكة العربية السعودية، وذلك قبل حضوره القمة العربية الطارئة في القاهرة والمخصّصة للموضوع الفلسطيني، في الرابع من آذار، في أول زيارة خارجيّة له منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. ويرافقه في المشاركة بالقمة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي.
وأشارت أجواء بعبدا لـ”البناء” إلى أهمية نتائج هذه الزيارة لفتح باب العودة السعودية الى لبنان، متوقعة أن يعود الرئيس عون بنتائج ملموسة من هذه الزيارة، مشيرة إلى أن هناك الكثير من اتفاقيات التعاون بين لبنان والسعودية سيتمّ توقيعها على الصعد المالية والاقتصادية والتجارية والإنمائية. مذكّرة بأن الاتصال الذي حصل بين الرئيس عون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان إيجابياً، حيث عبر الأمير السعودي عن تعاطفه مع لبنان وأبدى رغبة في المساعدة بإعادة نهوض لبنان وحث الحكومة الجديدة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة وتطبيق القرارات الدوليّة.
وأكد رئيس الجمهوريّة أنّه عازم على تطبيق ما ورد في خطاب القَسَم الذي عكس معاناة الشعب وطموحه ومتطلباته للعيش عيشة كريمة. وشدّد على أهمية وضرورة الحفاظ على الإيمان بلبنان وعدم فقدان الرجاء والأمل، لان الإيمان أساسيّ لنجاح أي قضية.
جدّد الرئيس عون دعوته الجميع إلى التكاتف والتوحّد لتحقيق الأهداف، معتبراً أن الوفد الذي يمثّل الرهبنة، قادر أيضاً على المساهمة بذلك من خلال الخدمة التي يقوم بها، وهو حال كل شخص يقوم بدوره في هذا المجتمع. وشدّد على أهميّة وضرورة الحفاظ على الإيمان بلبنان وعدم فقدان الرجاء والأمل، لأن الإيمان أساسي لنجاح أي قضية، وهو الذي سيضمن بقاء لبنان على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجهه.
"الأنباء" الالكترونية:
تنطلق اليوم مناقشة البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى، الذي يضع لبنان على سكة مرحلة سياسية جديدة عنوانها بناء الدولة والمؤسسات والإلتزام بالقرارات الدولية وتطبيق إتفاق الطائف. ومع منح حكومة الرئيس نواف سلام الثقة المؤكدة من أكثر من سبعين نائبا، وفق ما تشير اليها استطلاعات الكتل المشاركة في الحكومة والداعمة لها، تنطلق مرحلة الإصلاح والسياسي والاقتصادي، والعودة الى المظلة العربية من بوابة المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية، حيث يزور الرئيس عون الرياض يوم الأحد للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يشارك يوم الثلاثاء في القمة العربية المخصصة للشأن الفلسطيني، في القاهرة، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
تحت قبة البرلمان
مناقشة البيان الوزاري التي تستمر على مدى يومين، والتي سيتم نقلها مباشرة على شاشات التلفزة، تحفز العديد من النواب لتشريح عناوين البيان الوزاري وإخضاعها لمبارزة خطابية تطالب الحكومة بالمشاريع الخدماتية للمناطق، إضافة الى تباينات حول موضوع إعمار المناطق التي دمرها العدوان الإسرائيلي وملف سلاح حزب الله جنوب وشمال الليطاني، وإتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية.
وفي هذا السياق، قالت المنسقة الخاصة وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، في مداخلة لها في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت: "يجب أن يبدأ التنفيذ الفعلي للقرار 1701 الآن على جانبي الخط الأزرق، وما وراء ضفتي نهر الليطاني. في لبنان تحديداً، تتوفر جميع العناصر اللازمة لتحقيق ذلك، بما في ذلك التزامكم أنتم في هذه القاعة بضمان عدم عودة النزاع، لكن نجاح هذه العملية يعتمد على شموليتها، حيث لكل طرف دور أساسي يؤديه"، كما تحدثت عن الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها والأدوار التي تضطلع بها، وتحدثت عن مآل القرار 1701 على مدى 18 عاماً، والحرب الأخيرة التي شهدها جنوب لبنان، وقضايا مهمة مثل ترسيم الحدود والسلاح في لبنان.
مطار القليعات
وعشية جلسة مناقشة البيان الوزاري، ناقش الرئيس نواف سلام ملف مطار القليعات مع "تكتل الاعتدال الوطني" وكيفية تنفيذه والآلية التي ستتبع، إضافة الى ملفات إنمائية عكارية حيث تقرر ستشكل لجنة برئاسة سلام لمتابعة ملف المطار وغيره من المشاريع، المتعلقة بالمياه والكهرباء خصوصاً وان هناك وعودا بحصول لبنان على مساعدات من صناديق عربية ودولية في المرحلة المقبلة، لإنماء المناطق النائية، حيث ترك إدراج مطار القليعات في البيان الوزاري ارتياحا لدى أبناء المنطقة، لما له من انعكاس إيجابي على كل لبنان وعلى سوريا ايضاً.
"اللقاء الديمقراطي"
في سياق متصل، ناقشت كتلة "اللقاء الديمقراطي" في إجتماعها الدوري، الذي عقدته في كليمنصو، برئاسة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط البيان الوزاري للحكومة عشية الجلسة النيابية العامة المخصصة لمناقشته.
كما ناقشت الكتلة التحضيرات لإحياء ذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط، واستذكرت في هذا السياق موقفه العربي والوطني التاريخي الرافض لكل أشكال التقسيم ومشاريع الدويلات ومحاولات سلخ الشريحة المعروفية العربية عن انتمائها، وشجبت تصريحات رئيس الوزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو التي تكشف من جديد حقيقة المشروع الاسرائيلي الهادف إلى تفتيت المنطقة وتقسيمها وضرب مكوناتها بعضا ببعض، مؤكدة أن الموحدين الدروز في كل مكان واعون مدركون لهذه المشاريع وسيسقطونها كلما أطلت.
مؤتمر الحوار الوطني في سوريا
على صعيد آخر، من المتوقع ان تنطلق اليوم في دمشق أعمال "مؤتمر حوار وطني" يستمر يوماً واحداً تصفه الحكومة بأنه علامة فارقة في الانتقال إلى نظام سياسي جديد.
ويقول منظمو المؤتمر أنه سيناقش التوصيات التي قد تساعد في صياغة إعلان دستوري يهدف إلى وضع مبادئ أساسية للنظام الحاكم الجديد في سوريا، فضلاً عن منظومة عدالة انتقالية وإطار عمل اقتصادي جديد وخطة للإصلاح المؤسسي، من بين قضايا أخرى.
وقال حسن الدغيم، المتحدث باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن مقترحات المؤتمر ستنظر فيها الحكومة الانتقالية الجديدة التي من المقرر أن تتولى السلطة في أول آذار في سوريا.
وضمن إجراءات الإعداد للمؤتمر، استضافت لجنة تحضيرية مكونة من سبعة أعضاء جلسات استماع نظمتها المحافظات، وفي بعض الأحيان عقدت عدة جلسات مدة الواحدة منها ساعتان في اليوم لتشمل جميع المحافظات بسوريا وعددها 14 محافظة في أسبوع.
وقال الدغيم إن ما إجماليه 4000 شخص في جميع أنحاء سوريا شاركوا في الجلسات التي اقتصر الحضور فيها على المدعوين فقط.
"الشرق":
على مسافة ساعات من انطلاق جلسات مناقشة البيان الوزاري لمنح الثقة النيابية لحكومة العهد الاولى وعبور المشروع من ممر مجلس الوزراء الى مقر المداخلات والثقة في البرلمان، تترقب ساحة النجمة مناقشات برلمانية مستفيضة في ملف السلاح خارج إطار الدولة واستطرادًا حصر قرار السلم والحرب بيدها استنادا للقرار الدولي 1701 الذي اعلنت المنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان جينين هانس بلاسخارت ان التنفيذ الفعلي له يجب أن يبدأ الآن على جانبي الخط الأزرق، وما وراء ضفتي نهر الليطاني.
وعشية الجلسة المفترض ان تنتهي بثقة مريحة للحكومة، استقبل الرئيس سلام وفدا من “تكتل الاعتدال الوطني” ضم النواب: سجيع عطيه، احمد الخير، احمد رستم ووليد البعريني.
في المقابل، اكد عضو تكتل لبنان القوي النائب سليم عون ان “التيار يتّجه نحو حجب الثقة عن الحكومة”، لافتًا الى ان “النصوص جيدة لكن التجربة مع الرئيس نواف سلام في التأليف لم تكن مبشرّة”، وقال: “إن الاتصالات لم تنقطع الا انها ليست على المستوى المطلوب”.
من جانبه، زار وفد من حزب “القوات اللبنانية” المفتي عبد اللطيف دريان في دار الفتوى لتوجيه دعوة اليه للمشاركة في الافطار السنوي الذي يقام في معراب في شهر رمضان.
الى المملكة
وعلمت “الشرق” من مصادر ديبلوماسية عربية ان باكورة زيارات رئيس الجمهورية جوزف عون إلى الخارج ستبدأ في الثاني من الشهر المقبل حيث من المنتظر ان يقوم بزيارة المملكة العربية السعودية على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، لشكر المملكة على كل الجهود زالمساعي التي تقوم بها للبنان ومساندته ودعمه.
ومن المقرر أن ينتقل بعدها عون إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الاستثنائية المقرر عقدها في الرابع من آذار المقبل في مقر الجامعة العربية.
وستكون مناسبة لعون لاجراء سلسلة لقاءات ومشاورات مع مسؤولين رئاسيين وعرب،كما سيلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية وعددا من المشاركين.
نشاط بعبدا
في المواقف، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لوفد سفراء الدول الفرنكوفونية ان “لبنان كان وسيبقى جسرًا بين الشرق والغرب، واللغة الفرنسية فيه هي اللغة الثانية بعد العربية، لأنها لغة ثقافة وحوار وحداثة وقيم”.
واكد رئيس الجمهورية خلال استقباله وفد الرهبنة اللبنانية المارونية انه عازم على تطبيق ما ورد في خطاب القسم الذي عكس معاناة الشعب وطموحه ومتطلباته للعيش عيشة كريمة. وشدد على أهمية وضرورة الحفاظ على الايمان بلبنان وعدم فقدان الرجاء والامل، لان الايمان أساسي لنجاح أي قضية.
"الشرق الأوسط":
يقف «حزب الله» في لبنان على مشارف الدخول في ولادة سياسية جديدة، بعد أن مضى على تأسيسه أكثر من 4 عقود، وهذا ما ركّز عليه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الوداعي لسلفيه الأمينين العامين السابقين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، الذي اتسم بواقعية سياسية غير مسبوقة.
ليس بسبب تغييبه لثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» وعدم الرد على الخروق الإسرائيلية، موكلاً أمره للدولة اللبنانية للتحرك دبلوماسياً لإلزام إسرائيل الانسحاب من الجنوب، وإنما لأنه فتح الباب على مصراعيه، وللمرة الأولى، أمام انخراط الحزب في المرحلة السياسية الجديدة للنهوض بمشروع الدولة والتحاقه بالتسوية السياسية التي يرعاها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.
فـ«حزب الله» بلسان أمينه العام، بدأ يشق طريقه نحو الانخراط في مشروع إعادة بناء الدولة، آخذاً بعين الاعتبار انحسار دوره في الإقليم والالتفات للداخل للتكيف مع متطلبات المجتمع المدني ومضيّه قدماً للأمام للبننة الحزب وخفض منسوب عسكرته، شرط أن يلاقيه شركاءه في الوطن في منتصف الطريق بموقف استيعابي بعيداً عن التشفي والكيدية، كي لا نقحم البلد في دورة جديدة من التأزم.
تكيّف مع تحولات المنطقة
وفي قراءة متأنية لخطاب قاسم، يؤكد مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان يستعد للدخول في مرحلة سياسية جديدة بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وبتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام تستدعي الخروج من تنظيم الاختلاف مع الحزب، للتوصل إلى قراءة مشتركة تؤسس لهذه المرحلة، وإن كانت تتطلب تضافر الجهود لاستنهاض مشروع الدولة، وهذا ما يستدعي إعطاء قاسم فرصة تسمح للحزب بالتكيف مع التحولات في المنطقة ولبنان بعد أن تحرر الحزب من وظيفته في الإقليم ولم يعد له دور، فهل ينجح في تنعيم مواقف الحزب لتأهيله للالتحاق بالتسوية؟
ويكشف المصدر السياسي بأن التحول في خطاب قاسم جاء تتويجاً للتقييم السياسي الذي أجرته قيادة الحزب وحددت فيه أين أصابت وأين أخطأت في إسنادها لغزة، وطوت هذه المرحلة ومهّدت الطريق للدخول في مرحلة الانخراط في مشروع الدولة، وإن كان المعيار الأساسي، كيف سينخرط فيه، ومدى استعداد حاضنته الشعبية للانفتاح على طروحاته، ويقول إنها تقف حالياً أمام مجموعة من الوقائع فرضها دخوله في حرب مع إسرائيل لا يمكنه تجاوزها.
ويرى أن لا مصلحة للتعاطي مع الحزب بأنه خرج مهزوماً في مواجهته لإسرائيل، أو استضعافه على نحو لا يسمح بإعادة قيام مشروع الدولة سلمياً بدلاً من استيعابه ومد اليد للتعاون معه، آخذين بعين الاعتبار الدور المميز لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قطع شوطاً على طريق احتضان حليفه، ولو من موقع تمايزه عنه في أكثر من محطة توجه فيها بلومه لحليفه على تفلّت عناصر، قيل إنها غير منضبطة، في تهديدها الاستقرار.
رسالة الحشود
ويلفت المصدر إلى أن الحزب توخى من الحشد غير المسبوق في تشييعه لنصر الله وصفي الدين توجيه رسالة إلى الداخل والخارج على السواء بعدم الرهان على استضعافه الذي يعني من وجهة نظر قاسم أنه استهداف للموقع الشيعي في المعادلة السياسية، وهذا ما قصده بتكرار حديثه عن ثبات تحالفه مع «أمل»، لأن من دونهما لا يمكن التوصل إلى تسوية على طريق النهوض بالبلد من أزماته.
ويؤكد أن عودة الاستقرار للبلد تتطلب من الجميع مد اليد للحزب لمساعدته في النزول من أعلى الشجرة، خصوصاً أن قاسم أطلق أكثر من إشارة يبدي فيها استعداده لإعطاء فرصة لتأمين العبور السلمي للتحول في لبنان بانتخاب عون رئيساً للجمهورية الذي يتعاطى بهدوء وانفتاح إيجابي مع المكون الشيعي، مستحضراً مواقف مؤسس المجلس الشيعي الإمام المغيّب موسى الصدر في هذا المجال، ويقول إن قاسم نسب للحزب الفضل في انتخابه وبتشكيل حكومة سلام.
ويضيف أن قرار الحزب بالانضواء تحت سقف الطائف، وباعتبار لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه لم يكن وليد الصدفة، وينم عن رغبة قاسم بتمرير رسالة إلى الدول العربية بأن ليس لديه أي مشروع سياسي خاص بالبلد غير المشروع الذي أرساه اتفاق الطائف برعاية المملكة العربية السعودية.
حضور إيران
ويتوقف المصدر نفسه أمام مشاركة رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي في التشييع، ويقول إن طهران أرادت تثبيت حضورها في المشهد السياسي، مع أنها حرصت على إضفاء الطابع الرسمي لحضورها. وهذا ما يفسر زيارتهما للرؤساء الثلاثة، ويُستبعد أن يكونا في وارد تحريض الحزب للتمرد على الجهود الرامية لعودة الاستقرار إلى لبنان.
ويؤكد أن حضورهما ينم عن رغبة طهران بتمرير رسالة هادئة إلى اللبنانيين ومن خلالهم للمجتمعين الدولي والعربي، ويأتي في سياق القراءة الإيرانية الإيجابية للواقع المستجد في لبنان على وقع إعادة تركيب السلطة، ويقول إنهما يؤيدان إعطاء فرصة للبلد ليلتقط أنفاسه لإعمار ما دمرته إسرائيل بمساهمة من إيران، ويقول إن قاليباف حمل رسالة إلى عون بوقوف طهران وراء ما تقرره الرئاسات الثلاث في لبنان وتأييدها بعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ما يعني أن لا أبعاد سياسية لكل ما يصدر عن بعض الرؤوس الحامية في الحرس القديم للثورة الإيرانية، ويبقى للاستهلاك الداخلي، ولن يكون له من مفاعيل سياسية على الواقع اللبناني
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا