خاص إيكووطن:العربجي 2: هل ينجح عَبدو في إعادة حقوق المَقهورين أم يلزمه جزء ثالث؟ 

الرئيسية فن / Ecco Watan

الكاتب : طوني طراد
Apr 02 24|13:42PM :نشر بتاريخ

كل ليلة في شهر رمضان الكريم، يتسَمّر المشاهدون أمام شاشة LBCI ليتابعوا أحداث مسلسل "العربجي 2"، حيث يستمرّ عبدو (الممثل باسم ياخور) في صراعه مع أسياده السابقين النشواتيّة ومع الدولة العثمانية المُمثّلة بالمتصرّف والعسكر... ولقد تحوّل عبدو العربجي في هذا الجزء إلى بطل يجمَع حوله الكثير من الرجال، يتحَصّنون في الجبل ويَشنّون الغارات على حارة النشواتية ليذلّوا الاقطاعيَّين أبو حمزة (الممثل سلوم حداد) و دريّة خانم (الممثلة نادين خوري) ويدافعوا عن حقوق الشعب التي سُلِبَت...  

وإذا كان الجزء الأول من هذا المسلسل قد انتهى بانتصار الشر، على الرغم من انّ عبدو العربجي كان قد تَمَكّنَ من قتلَ حمزة (الممثل ميلاد يوسف) في الحلقة الأخيرة وانتقمَ منه، فإنّ لذّة إذلال أبي حمزة ودريّة خانم ما زالت مُتّقِدة في قلبه.
وعلى الرغم من التمرّد الذي قادَهُ لنصرة المظلومين وانتقامه من أعدائه، فلقد اتضَح من سياق الحلقات الـ 22 أنّه عَدو النشواتيّة والدولة العثمانية في آن معاً. وإذا كان متصَرّف الدولة العثمانية يُهادِنه في بادىء الأمر لكي "يَستعمله" سيفاً ضد النشواتيّة، فيَقتَصّ منهم من خلاله، إلّا أنه لا يَدعه ينتصر عليهم لأنه لا يزال في نظره مُتمرّداً على الدولة العثمانية وعلى عسكرها في الشام. 
وإذا كان عبدو قد استفاد في الجزء الأول من هذا المسلسل من تَناحُر أبي حمزة ودريّة خانم على زعامة النشواتية وعلى "آغويّة القمح"، فإنّ هذا التناحر سيتحوّل في الحلقة الثالثة من "العربجي 2" الى تحالف، يكون الهَدف منه سَحق عبدو ورجاله، والتخلّص من هذه الشوكة التي تؤلم خاصِرة الزعامة النشواتية...  
كل أحداث هذا المسلسل ومَشاهِده تنساب بطريقة مُشوّقة وتأزّمية تَدفَع المُشاهد الى متابعتها لحظة بلحظة مَخافة أن يفوته أي شيء منها، خصوصاً أنّ الممثلين يؤدّون أدوارهم باحترافية لافتة، تحت إدارة المخرج سيف الدين السبيعي الذي يَتفَنّن في حَركة كاميرته عندما يكون ممثلان أو ثلاثة داخل الكادر، أو حينما يَتجَمّع فيه أكثر من 30 ممثلاً خلال المعارك التي تدور بين رجال عبدو ورجال النشواتية أو ضدّ عساكر الجيش العثماني... فالنجم باسم ياخور - عبدو العربجي يتميّز بصَلابته ونظرات عينيه الثاقبة وسرعة تحرّكاته في المُواجهات بينه وبين رجال النشواتيّة من جهة، وضِدّ العسكر العثماني من جهة أخرى. فيظهر ممثّلاً بارعاً يجيد تأدية دور البطل الذي يتحَلّق حوله الرجال ليقودهم الى الانتصارات والتحرّر من نير الاستبداد والتسلّط داخل البادية الشاميّة... 
والمُخضرَم سلوم حداد - أبو حمزة يتمَيّز بحِنكته وسرعة بديهته وصوته المدوّي الذي يُرعب الرجال والشبّان ويدلّ على غطرسته التي ما زالت في عِزّها. ومع أنه تخطّى سنّ الـ 70، فإنّ  صَلابة عصاه وصَوتها عندما يضرب بها الأرض يُشعِران الجميع بقوّة شخصيته وعزيمته التي لا تلين أمام الصِّعاب. 
ومع انّ الفنّانة ديمة قندلفت - بْدور تؤدي دَور الدّهاء، إلا أنها شجاعتها وصُراخها في وجوه أعدائها من النشواتية، ومُقاومتها لـ جَبر الذي أمرَته دريّة خانم بأن يعتدي عليها، واندفاعها لمُداواة الجَرحى مهما كانت إصاباتهم خطيرة (على الرغم من أنها داية)... كلّ هذه الصِفات تُحَفّز المُشاهِد العربي على متابعة احترافيّتها في أداء مَشاهدها خلال الحلقات، وتوضِح له أنه أمامَ امرأة حديدية لا تهاب اللعب في مَلاعب الخطر والموت... 
أمّا المُتألّقة نادين خوري - دريّة خانم فهي تؤدي دور المرأة القيادية بامتياز، فتعطي أوامرها لمَن حَولها بحَزم وثقة، وتتحدّى أعتى الرجال وأقواهم (عبدو العربجي و أبو حمزة)، وتُجابِه مَن يحاول أن يَنتزع منها سُلطتها حتى إذا كان المتصرّف العثماني نفسه، وتُنكِر ابنها لأنه خَرجَ عن طَوعها (حسن النشواتي)... وهي بذلك تُحافظ على مَهابتها وعزّتها وحقّها في الحفاظ على إرثها التاريخي... وعلى الرغم من تقدّمها في العمر، فهي ما زالت "أخت الرجال وأمّهم".  
وإذا كان طاقم العمل قد استطاع أن يقدّم لنا مسلسلاً ضخماً يتميّز بمواصفات ناجحة، إلا انه لا يمكن السكوت عن بعض الركاكة في حبكة السيناريو، فلا يجب أن يَسمَح عبدو لأحدٍ من رجاله بأن يقود حركة انقلابية ضدّه ويتحدّاه في عقر "إمارته"، لأنّ القائد في الميثولوجيا العربية لا يجب أن يُخطىء في قراراته أو يَرضَخ لطلب أحد من رجاله. فعندما طلبَ عبدو أن يُعيدوا القمح الى مستودعات الدولة العثمانية، عارَضَه نَشمِه  بشِدّة، وقال له: "القمِح بالدَمّ...". وتجَمّع الكثير من الرجال حوله ورَفعوا السلاح في وَجهه... فبَدا من دون قوّة أو سَطوة. وإذا كانت هذه العقدة بين الرجلين قد حُلّت بطريقة غير مَنطقية في الحلقة الخامسة من المسلسل، فإنّ هناك عقدة ثانية سرعان ما نَشبَت بينهما في الحلقة التاسعة. فعبدو يغضَب من نَشمه لأنّه أطلقَ سراح جَبر، طالباً منه أن يأتي بـ 10 أكياس ذهب فِدية لنوري النشواتي الذي ما زال معتقلاً في القبو... عندها يصرخ نَشمِه: "اللي بَدّو يفِك نوري النشواتي بالدهَب يوقَف وَرايي". فوقَف وراءه جميع الموجودين إلّا عبدو وحسن... عندها قال عبدو: "أنا مع رأي الجماعة وما بخالِفكم أبداً". هاتان العقدتان أثبتَتا أنّ عبدو ليس زعيم المتمردين، وأنّ نَشمه ندّ له، وهو يستطيع أن يَحشد الثوّار لكي يقفوا في وَجهه... وكان من الأفضل أن يبحث مؤلّفا المسلسل مؤيد النابلسي و عثمان جحى عن "تَخريجَة" أخرى تحفظ هيبة عبدو وزعامته بين رجاله... 
وبما انّ ذكاء أبي حمزة هو "مَضرب مَثل" بين جميع مُحِبّيه ومُبغضيه، فلقد كان من المنطقي أن يكتشف أنّ هَرايسي (الممثل طارق مرعشلي)، الذي يعتمد عليه في مُختلف مَشاريعه، هو "عَين" عبدو في حارة النشواتية. فهل يُعقَل أن نصِل الى الحلقة 22 وما زال هَرايسي يصول ويجول بين يدَي أبي حمزة ولم يشكّ بأنه مُتآمر عليه !! 
وإذا كان الانتاج الضخم لـ SBA هيئة الاذاعة والتلفزيون ولـ GOLDEN LINE المنتج المنفّذ لـ"العربجي 2" قد رَسّخ هذا المسلسل بين الأعمال الدرامية المميّزة لرمضان 2024، فإنّ الحلقات المُتبقية منه سوف تُشَوّقنا لمتابعتها كي نعرف الأحداث التي ستَتمخّض عن معارك عبدو مع النشواتية وعساكر الجيش العثماني، وماذا ستفعل الممثلة سارة بركة إبنة المتصرّف العثماني - الممثّل عبود الأحمد لكي تتخلّص من عبدو وتظفَر بحبيبها حسن، إبن دريّة خانم، وكيف سيَقدر الغوراني (الممثل غزوان الصفدي)، الذي كَلّفه أبو حمزة بقتل عبدو، على تحقيق هذا الهَدف الصعب ؟ وهل سينتصر عبدو على معظم أعدائه المُتربّصين به ويُحقّق العدل المَهدور أم سيؤجّل ذلك الى جزء ثالث ؟

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan