خاص إيكو وطن: 2024: أكشِن وتشويق ضمن 15 حلقة فقط 

الرئيسية فن / Ecco Watan

الكاتب : طوني طراد
Apr 14 24|15:09PM :نشر بتاريخ

تدور أحداث مسلسل 2024، الذي كانت محطة MTV قد بدأت بعَرضه على شاشتها في منتصف شهر رمضان الكريم، وهو من إنتاج سيدرز آرت برودكشن و صادق أنو صبّاح، بين لبنان وسوريا وتركيا، حيث يوجد أكبر شبكة ثلاثية لتهريب المخدرات وترويجها في أسواق هذه البلدان، تتحرّك ضِمن "بروتوكول" ببنود واضحة تحدّد مَهام رؤساء المقاطعات، وهم: ناظم الديب، والريّس عماد (الممثل غبريال يمّين)، وملحم غندور - الغول (الممثل رفيق علي أحمد). ولا أحد يستطيع من هؤلاء الرؤساء تصريف بضاعته في أسواق مقاطعة غير مقاطعته من دون موافقة رئيسها ومؤازرته واقتسام الأرباح فيما بينهما... 
تبدأ المشاكل عندما يَتبادل ناظم الديب والغول الاتهامات بأنّ أحدهما قد غَشّ الآخر، وانّ هناك كميّة كبيرة من المخدرات دفعَ ثمنها ناظم لكنها كانت "مَضروبة"، ما أدى الى خسارته ملايين الدولارات... وبما أنّ شعبة المعلومات كانت تُراقب خطوط اتصالات ناظم الديب منذ ثلاث سنوات، أقدمت على اقتحام مَعقله، حيث جرت اشتبكات دامية مع أفراد عصابته، أصيب الديب على أثرها، وأُجريت له عملية دقيقة في المستشفى، وظلّ هناك مع حراسة مشدّدة عليه من شعبة المعلومات بانتظار أن يَتعافى... فاضطرّ ابنه لؤي (الممثل محمد الأحمد)، الذي كان مهندساً ناجحاً في الخارج، الى أن يعود الى لبنان ليُنقذه خَوفاً عليه من أن "يُعفّن" في السجن... 
وفي ظلّ تَسارُع الأحداث وتأزّمها نحو القتل والانتقام وعَودة الملفّات التي ظَنّت النقيب سَما (الممثلة نادين نسيب نجيم) أنها قد خُتمَت منذ أربع سنوات، تَنشَأ قصّة حُب خجولة بينها وبين لؤي، تتأرجَح بين الكُره العَنيف والمُسايَرة المَشروطة لإنقاذ ابنتها ميرا (الممثلة تالين أبو رجيلي) وتأمين حياة هانئة لها في الحلقات العشر الأولى من المسلسل، لتصِل الى قِمّة العِشق المُتبادَل في آخر حلقتين... 
يتحَرّك نجوم هذا المسلسل وأبطاله ضمن كادرات تصويريّة بَرعت كاميرا المخرج فيليب أسمر في إبرازها، فتميّزت نادين نسيب نجيم بجسدها المِطواع وتحرّكاتها السريعة واستعمالها السلاح وإطلاق الرصاص بيديها الاثنتين، وبانغماسها في حالة الحزن على ابنتها عندما ظَنّت أنّ رَسميّة (الممثلة كارمن لبّس) قتلتها، واستِماتَتِها في إنقاذها من البيت المهجور حيث حَبسها لؤي...  
وبَرعَ محمّد الأحمد في انفعالاته على مَقتل والده وصُراخِه على الحرّاس لتنفيذ أوامره بدقّة وعلى رَسميّة لكي تقتل ميرا... كما انه تمَيّز أحياناً ببرودة أعصابه حينما أخذ يتلقّى الصَدمات من شعبة المعلومات في لبنان برئاسة العميد غسان، أو من الغول، رئيس مافيا المخدرات في تركيا... 
أمّا كارمن لبّس فكانت امرأة مُحَنّكة و"بِنت كار" تعرف كيف تُوَجّه لؤي نحو الانتقام لمَقتل والده بالطريقة المُثلى. وحينما كانت تُخَطّط للإيقاع بأعدائها، كنّا نراها امرأة قائدة تعطي أوامرها الصارمة للحرّاس وتتحَدّى الرجال المُحَنّكين ولا تَهاب سَطوتهم أو جبروتهم فتحاربهم في عقر دارهم... وعلى الرغم من قسوتها على ميرا ومعاملتها بطريقة خَشنِة في الحلقات الأولى، نراها تتحَوّل لاحقاً الى امرأة حنونة تعتني بها وتحاول أن توَفّر لها كل أسباب الطمأنينة خلال وجود والدتها في تركيا وسوريا...   
وكانت تالين أبو رجيلي مِثال الابنة الذكية، والمُكافِحة التي تتحدّى الجميع وتَتعارك معهم لكي تبقى الى جانب أمها... ولقد بَذلت مَجهوداً فائقاً لكي تستطيع أن تؤدّي حالات الرعب التي مَرّت بها عندما كانت مَسجونة في فيلاّ لؤي أو في البيت المهجور، أو عندما هربت مع أمها راكِضة بملء إرادتها لتتخلّص من ملاحقة الحرّاس، أو حينما ألحّت عليها بأن يهربا معاً بعدما أصابت رصاصتها بالخطأ زميلها النقيب أيمن (الممثل وسام صليبا)...      
وعلى رُغم الشحوب الذي بَدا واضحاً على وجه الممثل المخضرم غابريال يمّين، ما يدلّ على كِبر سِنه، إلّا أنه كان مِثال القائد الذي يُسيطر على مقاطعته ويعرف كيف يتصدّى لمشاكلها بحِنكة ودراية، فأسدى نصائح لـ لؤي كي لا يتحرّك في حقل ألغام تركيّا. وهادَنَ الغول في بادىء الأمر واستضافه في مَزرعته وأمر طبيباً بمداواة جُرحه، ثم ما لبث أن تحَوّل الى رجل متغطرس وأمرَ لؤي بقتل الغول لأنه تعدّى على مقاطعته وشركائه...    
أمّا النجم رفيق علي أحمد فبَرع في دور الرجل الذي يحبّ أن يسيطر على كل مقاطعات المخدرات، ومَكّنَته نبرات صوته القويّة ونظرات عينيه الثاقبة من حَسم الأمور لصالح أمبرطوريته ودَيمومته عليها، إضافة الى انّ شياكته ولباقته في استقبال ضيوفه ساعَدتاه على تحقيق أهدافه في تركيا، وخصوصاً في اسطنبول حيث يقيم في فيلاّ مع ابنته الجميلة غادة (الممثلة نتاشا بيضون) التي دَرّبها منذ صغرها على تحَدّي مَشاكل مهنة المخدرات ودهاليزها... 
وكان الممثل طوني عيسى (هَرَم) خَير مساعد لـ الغول في انتصاراته وهزائمه، فهو يده اليُمنى التي لا يستطيع الاستغناء عنها... وعلى رغم أنه بَدا في معظم الحلقات بأنه وصوليّ وغَدّار وخائف من ماضيه، إلّا أنه استماتَ في الدفاع عن الغول واعتمَد طُرقاً كثيرة لكي لا ينهزم. وساعدته خبرته الطويلة في التمثيل على التحرّك بسرعة ضمن كادرات المَشاهِد التي أدّاها، فكان يُعطي أوامره بصرامة ودقّة، مع العلم أنّ لَكنته التي تحدّث فيها كانت خليطاً من اللهجات اللبنانية...   
أمّا الممثّل يوسف حداد (العميد غسان) فكان مِثال القائد الذي يجب على الضبّاط أن ينفّذوا أوامره مهما كانت صعبة وهو لا يحتمل من أحد أن يناقشه فيها. وعلى رغم أنّ نَبرات صوته القويّة ومُتابعته الدقيقة لمعظم الملفّات التي يُكلّف بها مُساعديه في شعبة المعلومات تجعلانه مُهاباً من الجميع، إلّا أن تفهّمه لبعض الصعاب التي يمرّ بها ضبّاط الشعبة، وخصوصاً النقيب سَما، يجعله في بعض الأحيان أباً مُساعِداً لكنّه لا يَتهاوَن أبداً في تحقيق العدالة...  
وبَدا الممثّل وسام صليبا (النقيب أيمن)، في الحلقات الخَمس الأولى التي ظهرَ فيها، مُتنازعاً بين واجبَين: الأول، استِماتته في أداء واجبه العسكري بكلّ شجاعة وإقدام. والثاني، تَعاطفه مع مَصائب النقيب سَما، زميلته في الشعبة، واندفاعه لمساعدتها في الحفاظ على ابنتها حتى لو اضطرّه الأمر الى أن يواجه لوحده أفراد عصابة لؤي...                    
كل هؤلاء النجوم وغيرهم كانوا يتحرّكون في حلقات المسلسل الـ15 ضمن إدارة مُمثّل ناجحة تدفع المُشاهد الى متابعة أحداثه دقيقة بدقيقة، لكن لا يُمكننا السكوت عن بعض الهَنات في السيناريو الذي كتبه الأستاذ بلال شحادات، منها: ألم يَكن من الأجدى أن ينتظر لؤي والده بضعة أيام حتى يتعافى في المستشفى، ومن ثمّ يتّفق مع النقيب سَما عقل على إخراجه بهذه الطريقة البوليسية التي وَضعت علامات استفهام كثيرة حول جهوزيّة شعبة المعلومات وقدرتها على حماية رجل خطير بهذا الأسلوب المُستهتِر ؟ وبعد أن استلم لؤي والده وهو مَيت، قام رجاله بإطلاق الرصاص بغزارة على سيارة الاسعاف التي كانت تُقِلّ سما وثلاثة أشخاص معها. فهل من المنطقي أن لا يُصاب أحد منهم برصاصة، ولو كانت طائشة، مع انّ المسافة ليست بعيدة بينهم وبين سيارة الاسعاف ؟ وعندما سَمعت سَما، في نهاية الحلقة الرابعة وبداية الحلقة الخامسة، صراخ ابنتها ميرا، وأيقنت أنها ما زالت على قيد الحياة، وأخذت تصيح عليها بصوت عال جداً كي تستدِل منها أين هي، وميرا تبادلها الصراخ، ألم يَنتبِه أحد الحرّاس الى كلّ هذه الأصوات المُتكرّرة بين المرأتين والجَلبة التي أحدثتها سَما عندما نَزعَت الحواجز بين الطابقين لكي تنتشِل ابنتها من الطابق السفلي ؟ لقد كان من المنطقي أكثر أن يدخل أحد الحرّاس الى المكان ليستطلِع الأمر، وتقوم سَما بقتله او اعتقاله بطريقة ذكية وأخذ سلاحه منه، ومن ثم الهَرب مع ابنتها... والغريب أنه عندما احترقت السيّارة التي كانت تقودها سما بسرعة لتهرب من حرّاس لؤي مع ابنتها، وانقلبت بها وأخذت في الاحتراق، حاصَرها رجال العصابة فأطلقت عليهم أكثر من 30 رصاصة، ولم تستبدِل مشط المسدس أبداً، فكم هو عدد الرصاصات التي يستوعبها هذا المشط ؟ وتظهر الغرابة أيضاً في الحلقة العاشرة حينما تضرب "هَرَم" بوكساً على وَجهه، فيهوي على الأرض فاقداً الوَعي من قوّة هذه الضربة ولا يستفيق إلاّ بعد دقائق... فهل أصبحت سَما امرأة فولاذيّة الى هده الدرجة ؟ وإذا صَدّقنا أنها كذلك، فكيف تهوي على الأرض من كَف لؤي في صالون الغول خلال الحلقة 11، هل أصبح لؤي رجلاً فولاذياً أيضاً ؟ وكيف انطلَت هذه الحيلة على الغول فسَمح لـ جوليا (سَما) أن تنام في منزله لكي تستطيع أن تسرق ليلاً مفتاح مستودع المخدرات من مكتبه ؟ ألم يَكن من الأفضل للمؤلّف أن يكتب سيناريو أرصَن من ذلك؟    
وإذا كانت الحلقة 15 قد انتهَت برفض لؤي الحلول مكان والده في تجارة المخدرات وتسويقها في لبنان والتعامل مع الريّس عماد وشركائه، فإنّ رَسمية جاهزة للحلول مكانه في هذا المنصب، خصوصاً أنها كانت اليد اليُمنى لناظم الديب وتعلم جيداً خفايا هذه المهنة ومصاعبها... فهل سيكتب الأستاذ بلال شحادات 15 حلقة أخرى في عام 2025 تعالج هذا الموضوع خصوصاً أنّ رسميّة في آخر مشهد من هذا المسلسل، كانت تسَوّق المخدرات عن طريق الماعز ورعيانها ؟

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan