البناء: الوفدان الأميركي والإسرائيلي يغادران الدوحة… ويتكوف يهدّد… وحماس إيجابية

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 25 25|08:52AM :نشر بتاريخ

غادر الوفدان الأميركي والإسرائيلي إلى مفاوضات حول اتفاق غزة الدوحة تحت شعار التشاور، وسط حديث متضارب في تل أبيب عن كون السبب انسداد أفق المفاوضات أم العكس مع الإعلان عن مناقشة رد حركة حماس والقول إنه لا يفتح طريق الوصول إلى حل، لكن يمكن التعامل معه تفاوضياً، بينما أصدر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تصريحات تهديد تصعيدية حملت حماس مسؤولية فشل جولة المفاوضات متحدثا عن البحث عن بدائل لإطلاق سراح الأسرى غير التفاوض، بينما كانت غزة تنزف تحت ضربات الغارات الإسرائيلية والحصار وخطط التجويع فتخسر المزيد من أرواح أبنائها وبناتها كباراً وصغاراً، والمقاومة تردّ على القتل والحصار باستهداف جيش الاحتلال بالمزيد من الضربات النوعيّة، ويشارك اليمن بضربات في البحر الأحمر لإحكام الحصار على الكيان.

حركة التضامن مع غزة تزيد من ضغوطها على الحكومات الأوروبية فتصدر مواقف منددة بالجرائم الإسرائيلية، وتلوح بعقوبات على كيان الاحتلال كما قال رئيس الحكومة البريطانية مضيفاً أن لندن على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية، بينما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن حكومته سوف تعترف بالدولة الفلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.

في المنطقة لا زال الوضع في سورية في صدارة الاهتمام مع مخاطر انفجار الوضع نحو حرب أهلية وفشل مساعي التهدئة في السويداء بالتوازي مع فشل محاولات التوصل إلى اتفاق دولي إقليمي تلتزم بموجبه “إسرائيل” بوقف الاعتداءات المتمادية داخل الأراضي السورية، حيث الموقف الأميركي يكتفي بتوجيه النصائح للنظام الجديد في سورية بما يشبه غسل اليدين من ردع “إسرائيل” والاستعداد لتحميل النظام الجديد مسؤولية التعثر، وتركيا تكتفي بالحديث عن عدم السماح بإضاعة إنجازاتها في سورية، بينما تتراجع أمام التحركات والتهديدات الإسرائيلية، والحضور العربي يتجاهل ضعف البنية السياسية للنظام الجديد واستحالة بناء الجيش الذي يحفظ الأمن من فصائل تمّ تأسيسها على تكفير أغلبية السوريين، وخصوصاً أبناء المكونات الطائفية التي تنتمي إلى الأقليّات الدرزية والعلوية والمسيحية، ويأتي مؤتمر الاستثمار الذي عقد في دمشق وشارك فيه وفد سعوديّ كبير محاولة سعودية لإمداد نظام دمشق بجرعة دعم تؤكد أنه يحظى بمساندة الرياض ومخاطبة جمهور السوريين للثقة بمستقبل سورية في ظل النظام الجديد، بينما تشهد باريس جولة تفاوض بين حكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقوات سورية الديمقراطية برعاية أميركية فرنسية، تقول التصريحات المتبادلة إن نجاحها مهمة مستحيلة.

وبعد ساعات على مغادرة المبعوث الأميركي توم برّاك لبنان، استأنف العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، عبر سلسلة غارات استهدفت عدداً من القرى في الجنوب، في تصعيد عسكري ربطته مصادر سياسية بفشل المفاوضات بين براك والمسؤولين اللبنانيين بعد رفض لبنان وضع جدول زمني لسحب سلاح حزب الله شمالي الليطاني من دون ضمانات حقيقية، مقابل رفض براك تقديم ضمانة للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن برّاك سبق ووجه أكثر من رسالة تهديد بعودة التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان بحال لم يلتزم وضع مهلة زمنية لتسليم السلاح، وذلك بقول برّاك في تصريحاته الأخيرة خلال لقاء مع صحافيين لبنانيين من لونٍ واحد، إنه لا يضمن «إسرائيل» وليس وسيطاً بل جاء بطلب لبنان للمساعدة لإيجاد الحلول. وتوقعت المصادر تصعيداً إسرائيلياً خلال الأسبوعين المقبلين حتى عودة براك الى لبنان بزيارة رابعة، وذلك لمفاوضة لبنان تحت النار حتى التوصل الى اتفاق مع «إسرائيل» بالشروط الإسرائيلية.

لكن جهات رسمية تشدد لـ»البناء» على أن الموقف الرسمي اللبناني موحد وجامع لرئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة، ويُعبَر عنه بالورقة التي سلمها رئيس الجمهورية لبرّاك والاقتراحات العامة والشاملة التي شرحها الرئيس نبيه بري الى المبعوث الأميركي والتي تتطابق مع العناوين والمسلمات الوطنية في ورقة رئيس الجمهورية، وهذا ما ناقشه براك والسفيرة الأميركية وخبراء أميركيون مع مستشار بري علي حمدان مساء الأربعاء في عين التينة. ومن المتوقع وفق مصادر «البناء» أن يناقش براك الموقف اللبناني والاقتراحات مع المسؤولين الإسرائيليين خلال لقاءاته في تركيا لرعاية مباحثات ومفاوضات بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين سوريين.

وأبدى مصدر نيابي عبر «البناء» استغرابه الشديد حيال كلام براك عن مزارع شبعا واستخفافه بمساحتها وأهميتها ووضعها القانوني، وكأنها أرض أميركية لا لبنانية، ما يشكل انتهاكاً فاضحاً وواضحاً للسيادة اللبنانية وتدخلاً بالشؤون اللبنانية الداخلية وتهديد الدولة اللبنانية لعدم المطالبة بها على أنها سورية لتبرير استمرار الاحتلال الإسرائيلي للمزارع. وكشفت المصادر عن ضغوط أميركية وعربية على سورية لإعلان أن المزارع سورية وليست لبنانية لتبرير الاحتلال الإسرائيلي لها ولنزع الحجة من حزب الله لعدم تسليم سلاحه وإزالة العقبة أمام مشروع السلام مع «إسرائيل» عندما يحين الأوان لطرحه وفرضه على لبنان.

ووفق معلومات «البناء» فإن الطرح الذي قدمه الرئيس بري أمام براك يتضمن كافة الجوانب وجدول زمني للإنسحاب الإسرائيلي مقابل وعود لبنانية بطرح ملف السلاح عبر حوار بين الدولة وحزب الله ضمن استراتيجية الأمن الوطني، ولاقى طرح بري ترحيباً من برّاك لكن وضع ملاحظات على بعض التفاصيل بما يتعلق بتوازي المهل وآليات التنفيذ. وهذا ما جرى بحثه في اجتماع عين التينة مساء الأربعاء بين براك ووفد السفارة الأميركية مع علي حمدان، لكن كل ذلك وفق المصادر مرهون بموقف إسرائيل وتعاطيها مع الطرح.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أمس، عدّة غارات استهدفت مناطق في جنوب لبنان، واستهدفت غارات العدو مناطق الريحان، المحمودية، برغز والجرمق في الجنوب.

كما شن الطيران الحربي الصهيوني غارات على أطراف سجد، الوردية، مجرى نهر الليطاني، خراج ميدون والجبور، بالإضافة إلى استهداف المنطقة الواقعة بين بلدتَي أنصار والزرارية.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة استهدفت سيارة في عيتا الشعب قضاء بنت جبيل أدّت إلى سقوط شهيد.

في المواقف شدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ووفد من مفتي المناطق زاره في قصر بعبدا، أننا «أمام مفترق طرق مفصليّ وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هم الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى إلى تسويق جو عاطل جداً ويُصرّ على تسريب شائعات لا أساس لها». واعتبر أن «لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، وخصوصاً جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل وتأكيد انتماء لبنان الى محيطه العربي». وشدّد رئيس الجمهورية على أن «اللبناني تعب ولم يعد قادراً على تحمل أي حرب إضافية، ونحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى المزيد من الدماء، لدينا فرص كبيرة جداً، وانتم تشاهدون كيف ان إخواننا العرب يفتحون أياديهم ويأتون إلينا. علينا أن نربح هذه الفرص وننقل بلدنا من وضع الى آخر».

كما جال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على القيادات، وخلال زيارة قام بها الى قصر بعبدا أكد «اننا نحن في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرّقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. القرار 1701 نفذ من جانب لبنان فقط، ولم تقم «إسرائيل» بتنفيذه، وإنما على مدى السنوات الماضية خرقته كثيراً. ولبنان التزم بالاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، ولكن «إسرائيل» لم تلتزم به الى الآن، ولها خروقات واعتداءات يومية على أهلنا في الجنوب وفي المناطق اللبنانية. أكدنا مع فخامة الرئيس ان أقوى سلاح في وجه «إسرائيل» وأطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن أجل ذلك أكدنا ان لبنان بوحدته لن يستطيع احد ان يمرر أي مشروع تقسيمي او تفتيتي يفرق بين أبناء الوطن الواحد. صوت الاعتدال والوسطية يجب أن يسود عند كل اللبنانيين. فخامة الرئيس يقوم بواجباته الدستورية على اكمل وجه، ولا شك في أننا جميعاً نلاحظ ما يقوم به في الداخل اللبناني، وما يقوم به ايضاً في اللقاءات العربية وغير العربية من اجل ان يكون لبنان حاضراً عربياً ودولياً». بعدها، توجه دريان ووفد المفتين الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونقل عنه تفاؤله بأن مسار الأمور تتجه نحو الإيجابية، رغم المشهد السوداوي الذي يلف المنطقة برمتها.

وتناول اللقاء الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً وطنية وبعد اللقاء تحدث المفتي دريان قائلاً: «سعدنا اليوم بلقاء دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الذي نعتبره ضمانة وطنية صادقة والذي يعمل بجد من أجل إخراج لبنان من أزماته ومن أجل تجنيب لبنان الحرب الإسرائيلية عليه، وهو يتابع هذا الملف بعناية كبيرة وحذر شديد على لبنان واللبنانيين» .

وأضاف: اللقاء كان جولة أفق وطبعاً استفدنا جداً من ما تم تداوله في هذه الجلسة ويمكن أن نقول بأن دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري في هذه الجلسة كان متفائلاً جداً بأن الأوضاع سوف تتجه إلى الأفضل والأحسن مع أن الأجواء لدى الناس هم في حالة من التخوف ولكن طالما أن هناك وحدة موقف لبناني بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء في وحدة الموقف وفي تقديم الجواب الواضح للمبعوث الأميركي فنحن مطمئنون على أن الأمر اللبناني ممسوك من قبل الرؤساء الثلاثة .

بدوره، التقى رئيس الحكومة نواف سلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، في لقاء يحضر في صلبه الوضع الأمني جنوباً وملف سلاح حزب الله وأيضاً الإصلاحات الاقتصادية والتمديد لليونيفيل.

وشكر سلام في تصريح له فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره.

وأردف سلام: «أعود إلى بيروت مطمئناً نتيجة التزام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمساعدة لبنان والتجديد لقوة اليونيفيل، وتعزيز علاقاتنا الثنائية، لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة».

أمنياً، أعلنت قيادة الجيش في بيان، توقيف «المواطنين (ا.س.) و(و.س.) و(ب.ف.) لتأليفهم خلية تؤيد تنظيم داعش الإرهابي. وقد تبيّن خلال التحقيقات الأولية أن الخلية تخطط للقيام بأعمال أمنية ضد الجيش بتوجيهات من قياديين في التنظيم خارج البلاد. وتجري المتابعة لتوقيف بقية أفراد الخلية. وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

على صعيد آخر، أشار حزب الله في بيان أن «تصويت الكنيست على اقتراح يدعو الى فرض السيادة «الإسرائيلية» على ‏الضفة الغربية وغور الأردن هو انعكاس لطبيعة المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي، وتأكيد أن هذا الكيان يُمعن في ‏احتلاله وغصبه للأرض الفلسطينية، ويقفز فوق كل الالتزامات والاتفاقات الدولية، لِيثبت أن تلك الاتفاقيات ‏لم تكن إلا مجرد غطاء لتوسيع احتلاله واستيطانه وتهويد الأرض الفلسطينية وتصفية القضية برمّتها».

بدوره وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة مفتوحة متلفزة إلى الشعب الفلسطيني في غزة بالقول: «ندفع معكم هذه الفاتورة عن العرب والمسلمين الذين يتخاذلون عن المشاركة فيها، ويندفعون لإشعال الحروب المذهبية والطائفية بين شعوبهم، ولكننا وإياكم نحيا ونموت واقفين».

وأضاف: «الإخوة من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، ان ما قدمتموه من تضحيات عظيمة وما تظهرونه من جلد وصبر لا مثيل له في التاريخ، لم يبق معه الا القليل من الصبر والجلد على كل الألم. فأنتم على قاب قوسين او أدنى من إفشال أهداف العدو، وانا اكيد انكم لن تضيعوا كل هذه التضحيات التاريخية في آخر لحظات المعركة، وأن الله ناصركم ولن يضيّع هذه التضحيات وهذه المعاناة».

وتابع الخطيب: «نحن نحاصَر وتستمر الحرب علينا من الداخل والخارج، فنُمنع من إعادة إعمار بيوتنا التي تشبه بيوتكم في غزة، لأننا نقف معكم ونصرّ على الوقوف الى جانبكم، وابناؤنا يلاحقون بالمسيّرات ويُغتالون، لأننا نرفض الخضوع لإملاءاتهم، والقضية الأساس غزة وشعب فلسطين. ندفع معكم هذه الفاتورة عن العرب والمسلمين الذين يتخاذلون عن المشاركة فيها، ويندفعون لإشعال الحروب المذهبية والطائفية بين شعوبهم، ولكننا وإياكم نحيا ونموت واقفين، فيما لن ينجيهم جبنهم وتآمرهم من الموت أذلاء مقهورين».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء