البناء: اتفاق غزة: وقف النار وتبادل الأسرى وانسحاب تدريجي… والسلاح بيد المقاومة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 10 25|07:56AM :نشر بتاريخ

سقطت حرب الإبادة وبقي سلاح المقاومة، هي النتيجة الأولى التي يمكن تسجيلها من قراءة نصوص اتفاق غزة، بحيث بقي الحديث عن نزع سلاح المقاومة كما ورد في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملزماً له ولمن وافقه عليه، بينما وقعت المقاومة على نص لا ذكر فيه لنزع السلاح، وفي المقابل اعتبر رئيس حكومة الاحتلال أنه غير ملزم بما ورد في نسخة تفاهم ترامب مع حكومات الدول العربية والإسلامية عن الدولة الفلسطينية، إلى حد أن الأمرين صارا مترابطين بمستقبل المفاوضات اللاحقة، وتبين أن الاتفاق الذي تم توقيعه يتناول ثلاث قضايا كانت دائماً عناوين طلبات المقاومة، ربط الإفراج عن اسرى الاحتلال في غزة بالإفراج عن عدد مقابل من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بمن فيهم أصحاب الأحكام العليا، ومن بينهم عدد من القادة، ووقف إطلاق النار في إطار ضمانات لوقف نهائي للحرب، وانسحاب تدريجي للاحتلال وصولاً إلى الانسحاب الكامل، والمقاومة التي فاوضت بمسؤولية ومهارة لا تزعم تحقيق أرباح كاملة، فهي تدرك أن أولويتها هي وقف حرب الإبادة والتجويع التي تستهدف الفلسطينيين وتحصد كل يوم العشرات منهم رجالاً ونساء وأطفالاً، ولذلك قامت المقاومة بتخفيض سقف مطالبها بما يتناسب مع تحقيق هدف وقف هذه الحرب المتوحشة، مع التمسك بخط أحمر لا مساومة عليه، هو رفض ربط أي اتفاق بمستقبل السلاح ورفض خطط تهجير الفلسطينيين، وقد نجحت المقاومة في إنجاز اتفاق ينسجم مع هذه القواعد.

الرئيس الأميركي الذي تحدّث علناً أمس عن سعيه للترشح لجائزة نوبل للسلام على خلفية نجاحه في وقف الحرب في غزة، بقوله إن أحداً ممن نالوا الجائزة فعل ما فعله هو لتحقيق السلام، مشيراً إلى أنه سيتوجه نحو المنطقة للمشاركة في مراسم اتفاق غزة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والتحدث امام الكنيست الإسرائيلي، وجاء كلام ترامب في لحظة سياسية إسرائيلية بالغة التشويش والارتباك، حيث ظهر التعديل المتلاحق في مواعيد البدء بوقف إطلاق النار، وتغيير مواعيد اجتماع مجلس الوزراء، وطول مدة اجتماع المجلس المصغر دون التصويت على الاتفاق ثم الاستعانة بمبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وصهره جارد كوشنر للمشاركة في اجتماع مجلس الوزراء للمساهمة بإقناع الوزراء بأن “إسرائيل” موضع عناية أميركية وأن واشنطن لن تتسامح مع بقاء السلاح بيد حركة حماس، وليلاً تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن نوايا إسرائيلية بشن غارات على اليمن، كتعويض عن وقف الحرب على غزة، فيما انتهى اجتماع مجلس الوزراء بعد منتصف الليل بالتصويت بالموافقة على اتفاق غزة.

فيما خطف الأنظار دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ الأضواء، دخلت المنطقة ومعها لبنان في حالة انتظار وترقب لتداعيات القرار الأميركي الكبير وما ستكون عليه الخطوات التالية وسط مخاوف وتحذيرات من استدارة «إسرائيل» إلى الجبهة الجنوبية بعد أن تستريح من حرب غزة، وفق ما أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتوقعت أوساط دبلوماسية عبر «البناء» أن يشهد لبنان سلسلة زيارات دبلوماسية أميركية وأوروبية وعربية لإعادة تزخيم الملف اللبناني بعدما وضع على رف الانتظار عقب قرارات جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول، مضيفة أنّ هذا الحراك المرتقب قد يؤدي إلى إنضاج تسوية سياسية لملف الحدود بين لبنان و»إسرائيل» وسلاح حزب الله طالما أنّ الملف الأكثر تعقيداً وصعوبة أيّ غزة وضع على سكة الحل والتسوية، وأصل التفجير بين لبنان و»إسرائيل» هو دخول حزب الله بجبهة الإسناد لغزة، ولذلك من المحتمل أن يتجه الملف اللبناني إلى الهدوء والتسوية برعاية أميركية عربية وإسلامية على غرار ما حصل في غزة، والاحتمال الثاني أن يشهد لبنان تصعيداً عسكرياً واسعاً لفرض الحل على حزب الله ولبنان بالقوة، وقد يحصل ذلك أيضاً بتوجيه ضربات عسكرية لليمن وتنظيمات عسكرية خارج الدولة في العراق وربما على إيران.

ولفتت مصادر سياسية مواكبة للحركة الدبلوماسية الأميركية والأوروبية تجاه لبنان إلى أن لا رسائل أميركية وغربية وعربية مباشرة للحكومة اللبنانية بحرب إسرائيلية وشيكة وواسعة على لبنان، لكن لا يمكن لأحد ضمان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبعد الانتهاء من غزة بألا يقوم بمغامرات جديدة في جبهات وساحات متعددة منها لبنان لتعويض الفشل في تحقيق الأهداف في حرب الإبادة في غزة لمدة عامين. وأشارت المصادر لـ”البناء” الى أنّ مشروع السلام الذي يتحدّث عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال طي الغموض وهل هو سلام القوة والحروب والإبادة الذي تحدث عنه نتنياهو في كتابه “سلام القوة”؟ وبالتالي يعتبر أنّ القوة العسكرية والإبادة والحصار والتجويع في غزة حقق نتائج عملية في الضغط على الشعب الفلسطيني وليّ ذراع المقاومة فيه، ويريد استنساخ التجربة في لبنان وساحات أخرى في العراق واليمن وإيران؟ ووفق المصادر فإنّ “إسرائيل” لا تجرؤ على الذهاب إلى حرب واسعة على لبنان أو على إيران من دون التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم “إسرائيل” بشتى أنواع الدعم لا سيما العسكري والمالي والاستخباري والتكنولوجي ما مكّنها من تحقيق إنجازات خلال العامين الماضيين في لبنان وغزة وسورية. ولذلك تضيف المصادر أنّ على لبنان الاستعداد لكافة الاحتمالات من ضمنها التصعيد الإسرائيلي ضد مناطق عدة في لبنان لا سيما الجنوب والبقاع والضاحية وصولاً الى تنفيذ مخططات وأعمال أمنية كتفجيرات واغتيالات استكمالاً لعمليات تفجير البيجر والأجهزة واغتيال القيادات الكبيرة في المقاومة.

وفي سياق ذلك، كشفت مصادر إعلامية أن الأمن العام اللبناني أحبط مخططاً إرهابياً إسرائيلياً واسع النطاق كان يستهدف تنفيذ تفجيرات متزامنة خلال إحياء ذكرى الحرب عند مرقد السيد الشهيد حسن نصرالله وفي المدينة الرياضية في بيروت ضد المشاركين في المناسبة. العملية نُفّذت بسريّة تامة بإشراف مباشر من مديرية الأمن العام، حفاظاً على سرّية التحقيقات التي لا تزال مستمرة لكشف الارتباطات الخارجية للمجموعة.

وانطلقت مسيرات جماهيرية حاشدة في مخيمي نهر البارد والبداوي في شمال لبنان، تأييداً لقوى المقاومة، ووفاءً لشهداء وجرحى معركة طوفان الأقصى، بمشاركة ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية اللبنانية. ورفع المشاركون رايات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، تأكيداً على وحدة الموقف المقاوم في فلسطين ولبنان، وعربون تحية للمقاومة اللبنانية التي قدمت التضحيات دفاعاً عن الشعب الفلسطيني. وصدح المشاركون في تظاهرة مخيم نهر البارد عالياً “لبيك يا نصر الله” وفاءً لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، وتحية من أبناء المخيم لأبناء المقاومة الذين ضحّوا بدمائهم فداءً للقضية الفلسطينية.

الى ذلك، رحّب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين “إسرائيل” وحركة “حماس” في مرحلته الأولى، والذي يهدف إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة. وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أولى نحو وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، مؤكداً ضرورة استمرار الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفق مبادرة السلام العربية التي أقرّتها القمة العربية في بيروت العام 2002. وتمنّى الرئيس عون ان تتجاوب “إسرائيل” مع الدعوات التي صدرت عن قادة الدول العربية والأجنبية من أجل وقف سياستها العدوانية في فلسطين ولبنان وسورية لتوفير المناخات الإيجابية للعمل من أجل سلام عادل وشامل ودائم يحقق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بدوره قال الرئيس بري أمام وفد جمعية الإعلاميين الاقتصاديين: “سنكون سعداء إذا توقفت حرب الإبادة التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني على مدى عامين في قطاع غزة”، مشدداً على وجوب الحذر من انقلاب “إسرائيل” على الاتفاق وهي التي عودتنا دائما التفلت من كل الاتفاقات والعهود التي أبرمتها وآخرها، اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في تشرين الثاني الماضي، والذي التزم به لبنان كاملاً في منطقة جنوب الليطاني باعتراف من يتفق أو يعارض المقاومة وحزب الله بذلك. فالمقاومة وفق الرئيس بري منذ 27 تشرين الثاني عام 2024 لم تطلق طلقة واحدة، في حين أن “إسرائيل” بدل الانسحاب وإطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان احتلت أماكن لم تكن قد احتلتها، ودمّرت قرًى بكاملها. وسأل: ماذا بعد غزة؟ الجواب حتماً يجب أن يكون التوجّه نحو لبنان لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه وممارسة المجتمع الدولي وخاصة الدول التي رعت اتفاق وقف إطلاق النار والمسؤولية بإلزام “إسرائيل” بما لم تلتزم به حتى الآن، الانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها، وقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى.

وسأل الرئيس بري: “هل يُعقل ألا تقول الحكومة اللبنانية لأبناء القرى الحدودية في عيتا الشعب وكفركلا وحولا ويارين ومروحين والضهيرة وميس الجبل وبليدا والخيام ويارون ومارون الراس وكل قرى الشريط المدمرة، هؤلاء الذين عادوا لزراعة حقولهم وافترشوا منازلهم المدمرة ألا تقول لهؤلاء “مرحبا”؟ للأسف وكأنّ الجنوب ليس من لبنان! المطلوب من الحكومة بكل وزاراتها أن تكون حاضرة أقله بالحد الأدنى، كي لا يشعر أبناء الجنوب العائدين بأن الجنوب ليس جزءاً من لبنان”.

اما انتخابياً فقال بري “البعض ينظر إلى هذا القانون كالفتاة التي أحبت رجلاً فتزوجته، وفي اليوم التالي طلبت الطلاق. فمن صنع هذا القانون ومَن تمسّك به، الآن لا يريده، ما أريد قوله الآن: الانتخابات يجب أن تُجرى في موعدها وفقاً للصيغة الحالية للقانون الساري المفعول، وهذا القانون قد أعطى صلاحيات استثنائية لوزيري الداخلية والخارجية فليتفضّلوا إلى الانتخابات، وأؤكد أننا ضد التمديد”.

في المقابل أعرب رئيس مجلس الوزراء نواف سلام عن استغرابه كثيراً “التصريح المنسوب إلى رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، الّذي مفاده أنّ الحكومة لا تسأل عن أهلنا في الجنوب، وأنّها لم تقل لهم حتى “مرحبا”!”. وأشار في تصريح، إلى أنّ “‏لذلك يهمّني أن أذكّر، لو صحّ هذا التصريح، بأنّ أوّل عمل قمت به مع عدد من زملائي الوزراء، وقبل مضيّ 48 ساعة على نيل حكومتنا الثّقة، هو القيام بزيارة ميدانيّة إلى صور والخيام والنبطية، للوقوف على حال أهلنا في الجنوب والاستماع إليهم”.

وذكّر سلام أيضاً بأنّه “بغياب أي دعم خارجي لأسباب معروفة، وضمن إمكانيّات الدّولة المحدودة، فقد قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتأمين مساعدة ماليّة شهريّة إلى 67 ألف عائلة من العائلات المتضرّرة في الحرب، كما أعلنت تقديم بدل إيجار شهري لـ10 آلاف عائلة هجّرت بسبب الحرب. ناهيكم أنّ وزارات الاتصالات، الأشغال العامّة والنقل، والطّاقة والمياه باشرت بالإصلاحات الضّروريّة لإعادة الخدمات إلى المناطق المتضرّرة”.

وشدّد على أنّ “إضافةً إلى ذلك، فقد كلّفنا مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة، الإسراع في أعمالهما، وحوّلنا إليها المبالغ المطلوبة منها”، مؤكّداً أنّ “الأهم أنّ حكومتنا عملت على الحصول من البنك الدولي على قرض بـ250 مليون دولار لإعادة إعمار البنى التحتيّة المتضرّرة من الحرب. لكن الاستفادة من هذا القرض لا تزال تنتظر إقرار القانون المتعلّق به في مجلس النّواب”. كما تمنّى “عودة المجلس النّيابي إلى عمله التشريعي بسرعة، لأجل إقرار هذا القانون، كي يستفيد منه أهلنا في الجنوب وسائر المناطق المتضرّرة من الحرب. وكما سبق وأعلنت مراراً، فإنّ إعادة الإعمار ليست وعداً منّي بل عهد”.

في المقابل ردت مصادر عين التينة على سلام ولفتت عبر قناة الـ”NBN” إلى “أنّ “الشمس طالعة والناس قاشعة”.

وذكّرت مصادر نيابية بما قاله قائد الجيش العماد رودولف هيكل خلال مداخلته في جلسة مجلس الوزراء، بأنّ الدولة غير موجودة في الجنوب، ودعا الحكومة إلى تعزيز حضورها في الجنوب. ولفتت لـ”البناء” أنّ التطابق واضح بين كلام الرئيس بري وقائد الجيش لجهة تقصير الدولة بشكل كبير عن القيام بدورها ليس فقط الدفاعي والتحريري فحسب، بل الإنمائي والرعائي والمعنوي وكذلك إعادة الإعمار التي لم تخطُ الحكومة خطوة واحدة في هذا الاتجاه.

إلى ذلك واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أنّ “قنبلة صوتية ألقتها قوات العدو الإسرائيلي على بلدة كفرشوبا أدّت إلى إصابة مواطن بجروح”.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، أنّ “وزير الخارجيّة السّوريّة أسعد الشيباني سيزور بيروت اليوم، تلبيةً لدعوة وزير الخارجيّة يوسف رجي، وسيستهل زيارته بلقائه. كما سيلتقي رئيس الجمهوريّة جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، قبل أن يتوجّه إلى مطار بيروت الدّولي، حيث يغادر عائداً إلى دمشق”.

إلى ذلك، أعلن وزير الإعلام بول مرقص، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء في السراي، عن “تكليف مجلس الإنماء والإعمار إنشاء خلية طمر جديدة في موقع مطمر الجديدة الصحي المعروف بهذا الاسم، وفقَا للاقتراحات والشروط الفنية على أن يتوقف استقبال النفايات في المطمر المذكور قبل نهاية العام 2026 أو لحين استنفاد قدرة المطمر الاستيعابية، ويُصار إلى إقفاله نهائياً قبل هذا التاريخ”. ولفت إلى أنّه “سوف يكون العمل على مشروع معالجة نفايات منطقة المتن ضمن أولى مهام الهيئة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة الجاري تعينها، والتي ستعمل أيضاً على وضع وتنفيذ خطة شاملة لإدارة النفايات”.

على مقلب آخر، أجرى نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، اتصالاً هاتفياً بعائلة المناضلة لينا طبّال، هنّأها خلاله على إطلاق سراح المناضلة بعد اعتقالها من قِبَل سلطات العدو الصهيوني خلال مشاركتها في “أسطول الحرية” المتّجه نحو فك الحصار عن قطاع غزة.

وأكّد قماطي، خلال الاتصال، أنّ “اعتقال لينا طبّال يُعتَبر جريمة تُضاف إلى سجل الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني والمدافعين عن الحق الفلسطيني”. وأضاف: “لينا طبّال، رمز للصمود والمقاومة، بطلة في الدفاع عن الحقوق والكرامة. تَصنَع البطولة بفعلها وشجاعتها، وتُثبِت أنّ المقاومة ليست فقط بالسلاح.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء