كرامي:التربية بناء للإنسان والمواطن
الرئيسية تربية / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 18 25|15:54PM :نشر بتاريخ
اعتبرت وزيرة التربية والتَّعليم العالي الدكتورة ريما كرامي أن "كل بلد يريد أن يصون استقلاله تكون التربية هي الحارس الأول لوجدانه الجمعي، والدرع الذي يحمي ذاكرته وهويته من التشظي والانقسام. ونحن في الوزارة نؤمن أن التربية ليست نقلًا للمعرفة، بل بناء للإنسان والمواطن، فهي التي تصنع الوعي الجمعي، وتعيد إنتاج القيم المشتركة وتمنح شباب لبنان القدرة على الحلم بوطن يتَّسع للجميع".
كلام كرامي جاء خلال حفل أقامته في بعلبك "الجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء (LACODE) تكريمًا للطلاب المتفوقين في فروع شهادة الثانوية العامة في محافظة بعلبك الهرمل، بحضور النائب غازي زعيتر، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا بقائمقام الهرمل المحامي هبة زعيتر، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل فرحا، رئيس المنطقة التربوية في محافظة بعلبك الهرمل حسين عبد الساتر، رئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين علي رعد، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي، ممثل رابطة معلمي التعليم الأساسي في لبنان نبيل عقيل، مديري الثانويات وفروع الجامعات في المنطقة، وفاعليات تربوية ونقابية واجتماعية.
كرامي
وتحدثت الوزيرة كرامي، فقالت: "يسعدني أن أكون بينكم اليوم، في هذه البقعة الأصيلة من لبنان التي تحمل في تاريخها وجغرافيتها رمز الصمود والعطاء، وفي ناسها نبل الانتماء وصدق الولاء".
وتابعت: "من هنا، من بعلبك الهرمل، حيث تلتقي العراقة بالعزيمة، نحتفل بثمار الجد والتفوق وتكرم نخبة من طلابنا الأوائل الذين رفعوا اسم لبنان عاليًا بعلمهم وجهدهم وإصرارهم".
وتوجهت إلى الطلاب معتبرة أن نجاحهم "لا يُعبّر عن تفوق دراسي فحسب، بل عن انتصار للقيم التربوية اللبنانية التي نؤمن بها: المثابرة، وعدالة الفرص والإيمان بأن كل تلميذ لبناني قادر على التميز، متى أتيح له الدعم والرعاية والبيئة التربوية السليمة. أنتم اليوم برهان على أنّ لبنان ما زال يملك رأس ماله الحقيقي عقول أبنائه وإرادتهم. حين نحتفل بكم اليوم، فإنّنا نؤكد إيماننا العميق بدور التربية كركيزة لحماية الهوية الوطنية".
ورات أن "كل بلد يريد أن يصون استقلاله، تكون التربية هي الحارس الأول لوجدانه الجمعي، والدرع الذي يحمي ذاكرته وهويته من التشظي والانقسام. ووزارة التربية في لبنان تتحمل اليوم مسؤولية مضاعفة: أن تكون الراوي الوطني الذي يُعيد وصل الأجيال بتاريخها ويزرع فيها الإيمان بأن الانتماء للوطن هو الانتماء الأسمى، فوق الطائفة، وفوق الحزب، وفوق الفئة".
وأكدت "نحن في الوزارة نؤمن أن التربية ليست نقلا للمعرفة، بل بناء للإنسان والمواطن. فهي التي تصنع الوعي الجمعي، وتعيد إنتاج القيم المشتركة، وتمنح شباب لبنان القدرة على الحلم بوطن يتسع للجميع. وفي قلب هذه الرسالة، تبرز المدرسة الوطنية بوصفها النموذج الأسمى لما نريد أن تكونه التربية في لبنان... مدرسة تحمل صفة الوطنية في معناها الكامل. وطنية في رسالتها، في تنوّعها، في شراكتها، وفي انفتاحها على مجتمعها. مدرسة تترجم رؤية التربية 2030 التي أطلقناها، رؤية تقوم على سبعة مجالات مترابطة: تعليم نوعي، وقيادة تربوية فاعلة وبنية تحتية عصرية، ورقمنة تربوية وتعليم دامج وشمولي، وتعاون مع المجتمع المحلي وشراكات مع الجامعات ومراكز البحث والتطوير".
وأردفت: "هي مدرسة تنصف كل طالب وطالبة، وتفتح أبوابها للجميع دون تمييز، مدرسة تعيد وصل التلميذ ببيئته، وتجعل من مجتمعه المحلي شريكا في مسيرته التعليمية مدرسة تتبنى التعليم الدامج الذي لا يُقصي أحدًا، وتؤمن بنية تحتية حديثة تتيح للطلاب التعلم في بيئة آمنة وعصرية، وتستثمر في الرقمنة كأداة للابتكار وتوسيع الآفاق. تلك هي المدرسة الوطنية التي نحلم بها. مدرسة تخرج مواطنين مسؤولين ومبدعين يفكرون بعقول حرّة، ويحملون في قلوبهم حب الوطن الصادق، مدرسة هي الفضاء الجامع الذي تبنى فيه المواطنة والتميز معاء حيث تتحول التربية من منظومة تعليم إلى مشروع دولة ومجتمع وإنسان".
وأضافت: "في وجوه طلاب بعلبك الهرمل أرى اليوم صورة لبنان الذي نؤمن به لبنان الذي يواجه الصعوبات بالعلم، ويتخطى الأزمات بالإرادة ويبني المستقبل بالتربية. وأنتم أيها المتفوقون والمتفوقات، أنتم فخر أهاليكم ومدارسكم، وأنتم شركاء في بناء لبنان الغد، لبنان الذي نريده دولة عدالة، ومعرفة، وإنتاج، وتنوع خلاق. من هنا، أوجه ندائي إليكم: ابقوا أوفياء لقيمكم، لمدارسكم، ولمجتمعاتكم. احملوا علمكم أينما ذهبتم، وعودوا به لتخدموا أرضكم. فالوطن يحتاج إليكم، وأنتم الأمل الذي عليه تُبنى التربية وتتعزز الدولة".
وختمت كرامي: "أتقدم بالشكر إلى كل من دعم هؤلاء المتفوقين، من أهالٍ، ومعلمين، ومدارس وجمعيات كريمة مثل الجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء، التي تثبت اليوم أن الشراكة بين المجتمع الأهلي والدولة هي الطريق الأقصر إلى التنمية والعدالة. فلنواصل العمل سويا وزارة ،ومجتمعًا، مدارس وجامعات، أهلا وطلابا، لنصنع لبنان الذي يليق بكم، لبنان الذي يُكرم التفوق لا الانقسام، والجهد لا المحسوبية، والعلم لا الجهل. ألف مُبارك للمتفوقين والمتفوقات، عاش لبنان، وعاشت التربية اللبنانية منارة للوحدة والأمل".
حسن
ورحب رئيس "الجمعية اللبنانية للتعايش والإنماء" الدكتور حسين حسن بالوزيرة كرامي، وقال: "صداقتنا ونضالنا بدأوا بالشارع والجامعة نحو دولة عادلة تؤمن لأبنائها العيش الكريم، ووجودك في الوزارة بارقة أمل للتحسين والتأسيس لنظام تربوي عصري في البلد. ونتذكر قبل سنة كم كانت تلك الأيام صعبة، ورغم ذلك مئتان وستون صبية وشابا من الجمعية لم يتركوا المديمة والمنطقة واستمروا يخدمون أهلنا النازحين والصامدين، اعتبارًا من السابع والعشرين من أيلول 2024، وحتى اليوم ما زال العمل مستمرًا في مطابخنا المجتمعية في كل من الخيارة، الدلهمية، بعلبك، الفاكهة، عرسال، والهرمل خمسة عشر ألف وجبة طعام، ثمانمئة وجبة يوميًا".
وتوجه بالشكر والتحية إلى "الزميلات والزملاء في الجمعية، على كل ما قدموه ويقدمونه في خدمة المنطقة".
وتابع: "في مثل هذه الايام العصيبة السنة الماضية، كان الطلاب يتابعون دراستهم أون لاين عبر الشاشة والتلفون، وخدمة الانترنت كانت غير مستقرة وكلفتها مرتفعة، والوضع من حولهم يسوده التوتر وأصوات القصف، والمستقبل مجهول، ولكن شاهدوا النتيجة المبهرة التي حققها هؤلاء الطلاب، والتي تشكّل المثال الحي للارادة والعزيمة. بالتأكيد تفوقهم لم يكن ليتحقق لولا تضحية أهاليهم والهيئات التدريسية والإدارية في مدارسهم، لهم منا تحية إكبار وإجلال".
ولفت ألى أنه "من أصل 13 شمعة من طلابنا الذين حازوا على المراتب الثلاثة الأولى على مستوى المحافظة، هناك سبعة طلاب من مدارس رسمية، وهذا أمر نلاحظه كل سنة، فالمدرسة الرسمية ليست مدرسة الفقراء، بل مدرسة المبدعين، وندعو بالمناسبة إلى دعم المدرسة الرسمية من قبل الجميع، إذا أردنا مبدعين أكثر. ومن بين الطلاب المتفوقينإحدى عشرة صبية من أصل ثلاثة عشر متفوّقاًومتفوقة، وهذه دلالة بأن الإبداع يشع بين الصبايا في المحافظة، فلنستمر في دعم بناتنا، ولنعمل لرفع شأن المرأة في منطقتنا".
وتمنى على الوزيرة كرامي "دعم مطالب أهل المحافظة، إلتى تشكل ربع مساحة لبنان، بإنشاء فرع للجامعة اللبنانية فيه، وكلنا معك لتحسين المنظومة التربوية التي تشكل عمود التنمية في الوطن".
وختم حسن مشيرا إلى أن"جمعية التعايش والإنماء بدأت بعامها الحادي عشر ، ووعدنا لكم بأن تبقى تضيء الشموع بدل أن تلعن الظلام. مشاريعنا التربوية مستمرة، وفي الربيع المقبل، بالتعاون مع بلدية بعلبك، سوف نطلق نشاطا في هذا المركز، بإقامة معرض جامعي سنوي شامل، يساهم بتوجيه طلاب الثانويات في المحافظة. وفي البال مشروع نأمل بعون الله أن نتمكن من تحقيقه، بتأمين نقل مشترك مدعوم للطلاب، بما يمكِّن صبايا وشباب الأطراف البعيدة في المحافظة من الوصول إلى جامعاتهم، هذا مشروع بيراودني دائما وبهمتكم معنا نأمل تحقيقه".
صلح
بدوره أشار المدير التنفيذي للجمعية محمد سعدالله صلح صلح، إلى أن "بعلبك مدينة العلم والعطاء والتنوع، ونحن في جمعية التعايش والإنماء - "لاكود"، تؤمن أن الطالب هو الهدف الأول والأسمى في أي مسيرة تنموية، وأن دعم التعليم هو الطريق الأضمن لبناء مستقبل أفضل لبعليك ولبنان".
وأكد أن"الاستثمار في الطالب هو استثمار في الإنسان، في فكره، وفي قدرته على التغيير والإبداع. من هذا الإيمان، انطلقت مبادرات الجمعية لتكون سندا لكل طالب ومدرسة وأسرة".
وقال: "بدأنا بتقديم وجبات فطور صحية يومية لأكثر من أربع مدارس رسمية، 1200 طالب، لأننا نؤمن أن الطفل الذي يبدأ نهاره بتغذية سليمة، يبدأه بطاقة إيجابية وقدرة أكبر على التعلم والتميز. كما عملنا على تأمين الطاقة المستدامة من خلال تركيب أنظمة طاقة شمسية في أربع مدارس رسمية وخاصة في بعلبك الهرمل، بهدف تقليل أعباء الكلفة التشغيلية على المدارس وضمان استمرار التعليم حتى في أصعب الظروف، كما قمنا بتركيب نظام كاميرات في حرم الجامعة اللبنانية، لدعم الأمن والسلامة، حتى يتمكن الطلاب من التركيز على دراستهم براحة وطمانينة".
وأعلن "تخصيص الجمعية مساعدات مالية سنوية لأكثر من ثلاثين طالبا وطالبة، لتخفيف عبء الأقساط المدرسية عن عائلاتهم، وتمكينهم من متابعة دراستهم دون أن تكون الصعوبات المادية عائقا أمام طموحاتهم. كما نسعى باستمرار إلى تطوير قدرات طلابنا وشبابنا عبر ورش تدريبية وتوعوية تهدف إلى تعزيز المهارات الشخصية والمهنية".
ولفت إلى أن"الجمعية تقيم كل عام حفلاً لتكريم المتفوقين في مجتمعنا، وهذا الحفل هو طريقتنا للإعتراف بالتميز، وتشجيع الطموح وتحفيز جميع الطلاب على بذل أقصى ما لديهم للأجيال القادمة".
وأردف: "بموازاة العمل التربوي تواصل "لاكود" التزامها بدعم المجتمع من خلال مطابخها المجتمعية التي تقدم آلاف الوجبات للعائلات المحتاجة، ومشروع "يمي" الذي يعزز الأمن الغذائي ويدعم سبل العيش المستدامة، خاصة للنساء، لأنهن العمود الفقري لكل بيت ومجتمع".
وختاما توجه صلح إلى الطلاب المكرمين، فقال: "نجاحكم اليوم هو البداية فقط، وليس النهاية، أنتم ركيزة الأمل لمستقبل مشرق لبعلبك ووطننا لبنان".
تكريم الطلاب
وختامًا سلمت الوزيرة كرامي وحسن وصلح شهادات التقدير والمنح المالية المقدمة من الجمعية إلى الطلاب المتفوقين، وهم:
علوم عامة
١- بيان بلال حمية (ثانويه نبيل أديب سليمان المختلطه الرسمية).
2- محمد حسن أيمن الطفيلي (ثانوية إبداع).
3- سلاف شريف شومان (ثانوية النبي شيت الرسمية).
3- فاطمة الزهراء أحمد الطفيلي (ثانوية المهدي بعلبك).
علوم الحياة
1- نور الزهراء اسماعيل نمر (ثانوية المهدي بعلبك).
2- موسى محمد عمار (ثانوية الفاكهة الرسمية).
3- نور ناجي خير الدين (ثانوية المهدي بعلبك).
اجتماع واقتصاد
1- فاطمه محمد الأطرش (ثانوية عرسال الرسمية).
2- أم البنين حسين حبش (ثانوية العين الرسمية).
3- سارة علي الحاج يوسف (ثانوية خليل مطران الأسقفية بإدارة راهبات القلبين الأقدسين).
آداب وإنسانيات
1- رنيم كنان الزلاط (ثانوية بعلبك الثانية الرسمية للبنات دورس).
2- حسن محمد المقداد (ثانوية العين الرسمية)
3- براءة محمد صلح (طلب حر).
وأهدت الجمعية للوزيرة كرامي عباءة شرقيَّة وباقة زهور.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا