مريم البسّام: بسّام برّاك.. وداعاً يا قيصر العربية
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 27 25|15:38PM :نشر بتاريخ
كتبت الإعلامية مريم البسام عبر صفحتها على "فيسبوك":
بسّام برّاك .. وداعاً يا قيصر العربية
انكسرَ الوزنُ يا بسّام، ، نكَّسَتِ المعاجمُ معانيَها حُزناً على فِعلٍ صُرِفَ الى الماضي، وهو الذي كان صورةَ الإعلامِ للمستقبل.
يغيبُ البسّام… هذا البرّاقُ البَرّاك المبارَكُ لغويّاً ، الذي رسَّمَ حدوداً للكلامِ الموزون، وأعطى الصحافةَ كلَّ الاستعارةِ والتشبيهِ والطِّباقِ والجِناس، إلى أن أصبحنا نترصّدُ إملاءاتِه ونخافُ أن نسقطَ يوماً في بحوره العميقة.
الله يا بسّام، كم كنتَ صيّاداً للعبارة، بارعاً في الاجتهادِ المُعجمي، متملمِلاً من أخطاءٍ يرتكبها زملاء، ناصحاً ، مُعَبِّدًا الطريقَ أمام سهلٍ ممتنع.
قيصرُ العربيّة، والحاكمُ بأفعالِ الأمر، نحوٌ وصرفٌ وحروبٌ فوق الحروف تطاردها الى عين الفعل.
عندما أصبتَ بالمرضِ قبل أعوام، اعتبرْنا الأمرَ خطأً شائعاً، ولا بُدَّ من مُبتدأٍ يُعيدُكَ إلى إذاعةِ الخبر.
الله يا بسّام، على تآمرِنا معاً على اللغة ، وفي تشكيل «عُصبة فيروز»، والسهرِ على أبوابِها ولقاءاتِ انطلياس، عندما كان «القمرُ على دارتنا، يا حِكايةْ سَهرتنا، يلِّي فَتَنتْنا».
يا زمانَ الحُبِّ، هل رُجْعَى إلى عهدِنا، والروضُ زهرٌ يَبْسُمُ؟
ننهبُ الفُرصةَ، والليلُ حَلا بالأغاني، ودَعانا الموسمُ.
كان ذاك الزمانُ يمنحُكَ حياة، ويَلمُّنا من وَحشةِ العُمر، كما لَمَّتِ النسمةُ عِطرَ النرجِس ِ.
خزَّنتَ، أيّها البسّام، ذخائرَ فيروزيّةً كسبائكِ خزانتِكَ اللغويّة، لكنّك تتركُنا اليومَ بين أجنحةٍ مُتكسّرة، تُحطِّمُ تماثيلَ الحرف، وتنهالُ عليها ضرباً وظهوراً ومنصّاتٍ وأشباهَ صحافيّين وصحافيّات.
مَن مثلكَ كان كنزًا أهملناه باكراً ، ربما رميناه من اعلى الشاشة كما رَمَت فيروز خَتمَها في «البير المهجور»، واحتلَّ مكانَك السوءُ الصحفيُّ المؤسِّسُ لعالم افتراضي من المذّكر والمؤنث غير ِالسالم.
وداعاً يا بسّام برّاك يا ابنَ مدارسِ عمر الزين وجاك واكيم وإيلي صليبي، وشاشتي LBC و«المستقبل»، وإذاعةِ صوتِ لبنان.
تترجّلُ اليوم بعد أن لَقَّنتَ دروساً في الارتجالِ على الهواء… يُصفعُنا رحيلُك اليوم كقصيدةِ هجاء.
بسّام برّاك
كان الله في قلبك
وانت الآن في قلب الله
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا