الأنباء: الاعتداءات الاسرائيلية تنسف المساعي الدبلوماسية .. لبنان بين التصدي والتفاوض

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 01 25|08:36AM :نشر بتاريخ

كل الجهود الدبلوماسية العربية والأجنبية التي شهدها لبنان قبل أيام، بالاضافة الى التحذيرات التي أبلغها رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد الى المسؤولين اللبنانيين، واجتماع لجنة "الميكانيزم" في الناقورة والاشادة الأميركية بالجيش اللبناني على جهوده لفرض الأمن في منطقة جنوب الليطاني، ومصادرته العديد من مخازن الأسلحة التابعة لـ "حزب الله"، كل هذه الجهود مجتمعة بددتها الخروق الاسرائيلية العنيفة ضد لبنان براً وجواً، بما فيها عملية القرصنة المتعمدة التي تعرض لها مركز بلدية بليدا وإمطاره بوابل من الرصاص الخفيف والمتوسط، ما أدى الى استشهاد أحد موظفيها أثناء نومه. هذا الأمر دفع برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الى الطلب من قائد الجيش رودولف هيكل التصدي لأي محاولة تسلل اسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية لأن ما جرى يعد خرقاً فاضحاً للقرار 1701.

ما جرى في بليدا وفي غيرها من القرى الحدودية طرح أكثر من علامة استفهام حول نوايا اسرائيل تجاه لبنان، وتصميمها على منع سكان هذه القرى من العودة اليها، والى أملاكهم وأرزاقهم. اذا كان الاتفاق على وقف الأعمال العدائية قضى بتراجع "حزب الله" الى شمال الليطاني وإبقاء منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح والمسلحين وفي عهدة الجيش اللبناني، فما ذنب السكان المدنيين العزل ليتم التنكيل بهم بهذه الطريقة؟

 

 مصادر مطلعة أفادت "الأنباء الالكترونية" بأن اسرائيل ومنذ التوقيع على اتفاق شرم الشيخ، وبضوء أخضر اميركي، أمرت بنقل ألويتها المدرعة من غزة الى الشمال لاعادة انتشارها على طول الحدود مع لبنان تحسباً لعمل عسكري كبير بدأت بالتخطيط له منذ مدة، يقضي بافراغ القرى الحدودية من سكانها وايجاد منطقة عازلة بعمق عشرة كيلومترات تحت عنوان انشاء منطقة صناعية وسياحية واقتصادية باشراف الولايات المتحدة الأميركية، واسرائيل تؤمن فرص عمل لحوالي نصف مليون شخص معظمهم من أبناء الجنوب.

المصادر رأت أن الهدف من ذلك ايجاد بديل مادي للشباب الجنوبي قد يغنيهم عن الانخراط في "حزب الله" وتعريض حياتهم لخطر الموت، لأن اسرائيل لن تدع الحزب يعود الى ما كان عليه من قوة عسكرية وسياسية كما كان عليه الحال قبل أيلول 2024.

ولفتت المصادر الى أن اسرائيل بدأت بالتخطيط لمشروعها هذا انطلاقاً من اتهام "حزب الله" باعادة بناء ترسانته العسكرية، والعمل على تهريب السلاح عن طريق البر والبحر من خلال بعض المعابر والمرافئ التي لا يزال يسيطر عليها، فضلاً عن اتهامه بتنفيذ أجندة ايرانية واعادة تدعيم منظومة الحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن بعد هزيمة "حماس" في غزة، ما قد يؤدي حتماً الى تجدد الحرب بين اسرائيل و"حزب الله".

 

الجيش بمواجهة إسرائيل

واعتبرت المصادر أن دعوة رئيس الجمهورية الجيش الى الرد على الاعتداءات الاسرائيلية يعني في مكان ما أن "حزب الله" نجح في وضع الجيش بمواجهة اسرائيل رغم ضعف الامكانيات العسكرية، مشيرة إلى أنه في حال فشلت المساعي الدبلوماسية وبقيت قضية سحب السلاح معلقة بين موقف "حزب الله" الرافض تسليم سلاحه، وتراجع الدولة عن تعهداتها في هذا الشأن، فان خطر تجدد الحرب بين اسرائيل والحزب يبقى وارداً، ما قد يؤدي الى هزيمة "حزب الله" مرة جديدة وتراجع الاهتمام الدولي بلبنان.

 

عون جاهزون للتفاوض ولكن...

بعد اعلانه أمس الأول، أن لا مانع للبنان من التفاوض مع اسرائيل، جدد رئيس الجمهورية خلال استقباله وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول القول ان شكل التفاوض وموعده سيحددان لاحقاً. وأوضح أن خيار التفاوض يأتي بهدف استعادة الأراضي المحتلة واعادة الاسرى، وتحقيق الانسحاب الكامل من التلال الخمس، الا أن الطرف الاَخر لم يبدِ تجاوباً، بل استمر في الاعتداءات على لبنان في الجنوب والبقاع مع ارتفاع منسوب التصعيد.

 وطالب الرئيس عون المجتمع الدولي بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالضغط على اسرائيل للالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية الدولية، واستكمال الخطط لضمان سيادة لبنان على أراضيه. وجدد القول ان الجيش يقوم بواجبه كاملاً في منطقة جنوب الليطاني، وان عديده سيصل نهاية هذه السنة الى عشرة اَلاف جندي.

 

سلام: لا تراجع عن حصرية السلاح

رئيس الحكومة نواف سلام أكد من بكركي بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن لا تراجع عن قرار حصر السلاح بيد الدولة. وأشار الى وجود خطة عسكرية جاهزة للتنفيذ، كاشفاً أن "الجيش قدم لنا خطة معدة للتنفيذ في أقل من أسبوع، وسنكون على موعد لتقرير جديد ولا تراجع عن حصر السلاح".

وأشار سلام الى أن لبنان يشهد تصعيداً اسرائيلياً، وأن الحكومة تعمل عبر الاَليات والعلاقات العربية والدولية على حشد الامكانات لوقف الانتهاكات والعودة الى اتفاق وقف العمليات العدائية. ولفت الى اتخاذ خطوات جدية بخصوص سلاح المخيمات الفلسطينية، وقد تم تسليم أكثر من 20 شاحنة من السلاح الثقيل وهذا مسار طويل لم ننتهِ منه بعد.

أما في ملف الانتخابات النيابية، فأكد سلام أنها ستجري في موعدها الدستوري وأن الحكومة تعمل على هذا الأساس، وهذه مسألة غير قابلة للنقاش. 

وأضاف: "لقد تشكلت لجنة نيابية مصغرة للنظر في تطبيق قانون الانتخاب. وهناك ثغرات وعدم وضوح وهذه مسألة تشريعية بامتياز تتعدى صلاحيات الحكومة".

 

روكز: ما تفعله اسرائيل تعد صارخ على الـ 1701

في تعليقة على دعوة الجيش الى التصدي للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على القرى الحدودية ومنع الأهالي من العودة اليها، رأى النائب السابق شامل روكز في حديث لجريدة "الأنباء الالكترونية" أن من غير المقبول دخول قوات اسرائيلية الى الأراضي اللبنانية والقيام بقتل الناس في منطقة يتواجد فيها الجيش اللبناني، واصفاً ما حصل بأنه تعد صارخ على السيادة الدولية، والقرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701.

 وأشار الى أن ما يجري هو مقدمة لعملية عسكرية جوية برية واسعة، معتبراً أن مطالبة رئيس الجمهورية الجيش بالتصدي للعدو الاسرائيلي ومنعه من التوغل داخل الأراضي اللبنانية "هو مطلب سيادي بامتياز ينطلق من الحفاظ على السيادة اللبنانية، وهذه من مهام الجيش الأساسية الدفاع عن أرضه وشعبه". وقال: "المطلوب حد أدنى من التضامن بعنوان توجيهات رئاسية سلماً أو حرباً".

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية