التسامح بين الذات والمجتمع في السادس عشر من تشرين الثاني

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : فاروق غانم خداج
Nov 16 25|13:15PM :نشر بتاريخ

كتب فاروق غانم خداج لإيكو وطن في يوم التسامح العالمي:
 التسامح بين الذات والمجتمع في السادس عشر من تشرين الثاني


"التسامحُ هديّةُ النفسِ الكبيرةِ للقلبِ الجريحِ، وهو الفنُّ الذي يحوّلُ الحياةَ إلى لوحةٍ بألوانٍ متناغمةٍ"

ليس كلُّ يومٍ يحملُ دعوةَ الحياةِ والأملِ كالذي يحملهُ السادس عشر من تشرينَ الثاني. في هذا اليومِ تتنزَّهُ القلوبُ على مروجِ القَبولِ والصَّفحِ، وتتوقُ النفوسُ لبناءِ جسورِ التفاهُمِ والمحبّةِ. هنا، حيثُ يصيرُ السلامُ لغتَنا المشتركةَ، وحديقةَ الخيرِ التي تزهرُ فينا جميعاً.

قرارُ التحرّرِ والشفاءِ

التسامحُ ليس مجرّدَ كلمةٍ، بل هو اختيارٌ شجاعٌ للتحلُّلِ من أسرِ الماضي. هو القدرةُ على رؤيةِ القصةِ الإنسانيّةِ خلفَ كلِّ موقفٍ مؤلمٍ، والإيمانُ بأنَّ المحبّةَ سبيلُ الشفاءِ الحقيقيِّ. إنَّها رحلةٌ داخليةٌ تبدأُ حين نسمحُ لأنفسنا بالغفرانِ، فتُزاحُ غيومُ الألمِ وتنيرُ فضاءاتِ السلامِ.

نبتةُ المستقبلِ

من الفصولِ الدراسيّةِ تنطلقُ بذورُ التسامحِ، حيثُ يُزرعُ احترامُ الاختلافِ وتُروى مباهجُ التنوّعِ. مشاهدُ الأطفالِ وهم يتصالحونَ ويعتذرونَ ويَلعبونَ معاً رغمَ تباينِ خلفياتِهم، ليست لحظاتٍ عابرةً، بل هي لبناتُ أساسٍ لبناءِ جيلٍ يؤمنُ بالحوارِ ويتفيّأ ظلالَ السلامِ.

نسيجُ الحياةِ اليوميّةِ

يتشابكُ التسامحُ كخيطٍ ذهبيٍّ في نسيجِ مجتمعِنا، يربطُ بين أفرادهِ وألوانِهم المتباينةِ. في أماكنِ العملِ والمنازلِ والشوارعِ، يخلقُ التسامحُ بيئةَ احترامٍ وأمانٍ، تُعزِّزُ الإبداعَ وتَمنعُ النزاعاتِ. فالمجتمعُ الذي يحترمُ اختلافاتِه هو مجتمعٌ قويٌّ قادرٌ على المنافسةِ والازدهارِ.

مفتاحُ السلامِ الداخليِّ

قبلَ أنْ يُمدَّ التسامحُ للآخرين، لا بدَّ للإنسانِ أن يبدأَ بهِ مع ذاتِه. قبولُ الذاتِ بعيوبِها وأخطائِها هو نبعُ الرَّحمةِ الذي يُروي كلَّ علاقاتِنا. فالتسامحُ الذاتيُّ أساسٌ متينٌ يتحوّلُ إلى منارةٍ تُضيءُ طريقَ التسامحِ العامِّ.

أضواءٌ على دروبِ السلامِ

علّمنا التاريخُ أنَّ التسامحَ قوّةُ تغييرٍ حقيقيّةٍ. فقد تحدّى نيلسونُ مانديلا سجونَه ليقودَ وطنَه نحوَ المصالحةِ، وعاشتِ الأمُّ تيريزا رسالةَ العطاءِ والتسامحِ دونَ قيودٍ. قصصُهم تُلهمُنا القوّةَ التي نمتلكُها حين نختارُ التسامحَ طريقاً.

في الفضاءِ الرقميِّ

في زمنِ التشابكِ الرقميِّ، صارَ التسامحُ ضرورةً ملحّةً. احترامُ الخصوصيّاتِ، ولُطفُ التعبيرِ، وتقبُّلُ الآراءِ المختلفةِ، يتطلّبُ وعياً فائقاً وتربيةً على ثقافةِ القَبولِ في كلِّ مكانٍ نتواصلُ فيه.

نداءُ الختامِ

في السادسِ عشر من تشرينَ الثاني، أدعو كلَّ إنسانٍ ليحملَ التسامحَ في قلبهِ:

* سامحْ لتحرّرَ نفسَكَ من الأعباءِ
•ابدأْ بتسامحِ ذاتِكَ، فهو أساسُ كلِّ سلامٍ
•كُنْ بذرةَ خيرٍ في مكانِكَ
•احتضنِ التنوّعَ مصدرَ ثراءٍ
•ابْنِ جسورَ تفاهُمٍ بين الشعوبِ

فليكنْ هذا اليومُ بدايةَ مسيرةٍ مستمرةٍ نحوَ عالمٍ أكثرَ سلاماً ورحمةً.

 كلُّ عامٍ وأنتمُ أكثرُ سلاماً ورقيّاً

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan