الأنباء: عون يؤكّد أن لبنان بدأ مسار الإصلاحات الحقيقية.. والغارة الإسرائيلية على عين الحلوة تُربك المشهد
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 19 25|09:45AM :نشر بتاريخ
على وقع لغة النار الإسرائيلية، انعقد أمس مؤتمر “بيروت 1”. ووجّه لبنان من على منبر المؤتمر رسالة “استعادة الثقة” إلى الخارج، على الرغم من كل الضغوط الدبلوماسية والسياسية والأمنية. وبالتزامن، تلقت الدولة اللبنانية والاقتصاد اللبناني جرعة أمل من المملكة العربية السعودية التي حطّ وفدها في بيروت للمشاركة في المؤتمر، حاملاً معه بارقة إيجابية تؤكد ما دأب على تكراره السفير السعودي في بيروت وليد بخاري بأن المملكة لم تنكفئ يوماً عن لبنان لكي يقال إنها تعود، وهي حاضرة إلى جانبه دوماً.
ولا شك أن زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان على رأس وفد “اقتصادي”، وحضوره المؤتمر، تحمل في ثناياها بذور تقدم في تثبيت علاقات الثقة، ونابعة من قرار سياسي بدعم لبنان، رغم أن لقاءاته محصورة بالرؤساء الثلاثة ولن يعقد أي لقاءات سياسية، وفق مصدر مطّلع لجريدة “الأنباء الإلكترونية”، موضحاً أن تركيز الرياض اليوم هو على الجانب الاقتصادي وتعزيز العلاقات التجارية، وهي تتطلع نحو مستقبل مثمر من التعاون وتوسيع آفاق الدعم.
غير أن المشهد الإيجابي الذي حاول المؤتمر تثبيته سرعان ما خُرق بلغة النار. ففي تطوّر أمني، شنّت إسرائيل غارة جوية استهدفت فيها مبنىً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط أكثر من ١٣ شهيداً، في استهداف هو الأول من نوعه، زعمت عبره إسرائيل أنها أرادت ضرب عناصر في حماس تتدرّب عسكرياً لاستهداف إسرائيل.
في الأثناء، حطّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ضيفاً استثنائياً على الولايات المتحدة الأميركية حيث استقبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب باحتفالية قلّما شهدتها واشنطن من قبل، إذ تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة لعلاقات البلدين وملفات المنطقة، ومن بينها الملف اللبناني لمساعدته مالياً واقتصادياً.
رسالة إلى واشنطن؟
افتتح رئيس الجمهورية جوزاف عون أمس، بحضور وفود عربية وخليجية وغربية، مؤتمر “بيروت 1” الذي يهدف إلى إعادة ربط لبنان اقتصادياً بمحيطه العربي ومغتربيه، وتحفيز الاستثمار في الاقتصاد اللبناني. وفي كلمة له، أكد الرئيس عون أن هذا المؤتمر “أكثر من مؤتمر اقتصادي، وهو بداية فصل جديد من نهضة لبنان، فصل عنوانه الثقة والشراكة والفرص”، مشيراً إلى أن “لبنان بدأ بالفعل مسار إصلاحات حقيقية”.
وجدد عون انفتاح لبنان على محيطه العربي والدولي، مشدداً على استمرار العمل على تثبيت الأمن الداخلي. كما ربط بين الأمن والاستثمار قائلاً إن “المستثمر الذي يأتي إلى لبنان يجب أن يكون مطمئناً إلى أن حمايته ليست خاضعة لمزاج السياسة، بل راسخة بثبات القانون”. كما بدا لافتاً تخصيصه الترحيب بالمملكة العربية السعودية والسفير الأميركي ميشال عيسى. وسألت مصادر مراقبة: “هل من رابط بين كلام عون وإلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى الولايات المتحدة الذي سبق انطلاق المؤتمر بوقت وجيز؟”.
وأشارت المصادر إلى أن وصول السفير الأميركي الجديد إلى لبنان، تزامناً مع الحراك السعودي والقرار السياسي السعودي بدعم لبنان، قد يحمل خيوطاً جديدة في إدارة الملف اللبناني على مختلف الصعد.
دعم مسار النهوض.. ولكن!
وخلال لقائه وفدين سعودي ودولي، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على أن لبنان رسم “مساراً إصلاحياً قائماً على الإصلاح الشامل”، مؤكداً “التزام الدولة بعدم استخدام أراضيها للإضرار بأمن الأشقاء أو لتهريب المخدرات”. وبحث سلام مع الوفد السعودي في استئناف الصادرات اللبنانية إلى المملكة، فيما تناول اللقاء مع شركة “مورغان ستانلي” المشاركة في المؤتمر.
ويعكس المؤتمر والحراك الاقتصادي والدبلوماسي عزم المملكة وجهات دولية على دعم لبنان في مسار النهوض الاقتصادي بعد أعوام من الأزمات المتتالية. وبعد الحديث عن احتمال إعادة فتح الأسواق السعودية أمام المنتجات الزراعية اللبنانية، عبّر مصدر لـ”الأنباء الإلكترونية” عن أمله في أن يصبح هذا القرار واقعاً، خصوصاً لأهمية الأسواق الخليجية والسعودية في إنعاش الصادرات.
وفي سياق متصل، ثمة أكثر من 22 اتفاقية حاضرة للتوقيع بين المملكة ولبنان، تنتظر أن يستوفي لبنان بعض الالتزامات. فهل تكون الزيارة الأخيرة للوفد السعودي مدخلاً لإزالة العوائق، خصوصاً في ما يتعلق بالإصلاحات والأمن والقضاء وتفكيك معامل المخدرات؟
لجنة “الميكانيزم”.. إلى أين؟
على خط موازٍ، تستمر إسرائيل في عملياتها العسكرية. وانتقدت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” أداء لجنة الميكانيزم وجدية عملها، لاسيما أن الجيش اللبناني على تنسيق كامل مع اليونيفيل، فيما القوات الدولية نفسها تتعرض لاعتداءات إسرائيلية. وأبدت المصادر استغرابها من انتقاد الجيش “الذي يعمل بكل إمكانياته وعديده وعتاده، خصوصاً أنه يحتاج إلى دعم على مختلف الصعد”. ووضعت المصادر هذه الانتقادات في خانة “الضغط السياسي على رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء للدفع نحو خيارات لا يؤيدونها، تحديداً في شكل المفاوضات مع العدو، خصوصاً بعد ما نقل أول من أمس عن هيئة بث العدو عن وصول المفاوضات مع دمشق إلى طريق مسدود، وأن إسرائيل لا ترغب في اتفاق أمني بل في اتفاق سلام مع سوريا”.
زيارة تاريخية
يمكن وصف زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن بالتاريخية، بأبعادها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، وتؤكد من جديد حضور المملكة ودورها على الخريطة العالمية. وناقش بن سلمان وترامب الملفات الشائكة في المنطقة، إلى جانب التعاون في الدفاع والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتوقيع الاتفاقيات.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا