الديار: المبادرة الإنقاذية لعون: تسليم النقاط الخمس ووضع الحدود تحت سلطة الدولة
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 22 25|09:56AM :نشر بتاريخ
في خطوة لافتة وجريئة، تحمل مضامين كبيرة في عيد الاستقلال ورسائل بمختلف الاتجاهات، للداخل والخارج، بعد الحملات والتهديدات الاسرائيلية والاميركية وعمليات التحريض والتشكيك في الجيش ودوره وقائده العماد رودولف هيكل، وصل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في سيارته الخاصة الى ثكنة «بنوا بركات» في صور، بالتزامن مع تحليق مكثف للمروحيات اللبنانية فوق موكبه، وكان في استقباله قائد الجيش وكبار الضباط، وبعد ان اطلع عون من الضباط على حسن سير العمل وتنفيذ الخطة الموضوعة من قبل قيادة الجيش جنوب الليطاني، اعطى توجيهاته وخاطب العسكريين قائلا: «الجيش الذي يحمي الجنوبيين كما جميع اللبنانيين ثابت في مواقفه والتزامه في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال» واضاف: «الجيش يقدم وفاء لمبادئه الشهيد تلو الشهيد غير آبه بما يتعرض له احيانا من حملات التجريح والتشكيك والتحريض»، متمنيا ان تعود ذكرى الاستقلال «السنة المقبلة وقد تحرر كل الجنوب وارتفع على حدوده العلم اللبناني وحده رمز السيادة» .
فيما جدد قائد الجيش رودولف هيكل امام عون التمسك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الاهلي، واضاف: «لقد بذل الجيش جهودا جبارة رغم الامكانات المحدودة لتطبيق خطته وتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني»، وتابع: «قدمت المؤسسة العسكرية تضحيات جسام وصمدت في مواقعها رغم الظروف الخطرة ولن تتوانى او تبخل باي جهد او قطرة دم للمحافظة على سيادة لبنان»، وقال: «ان القيادة مدركة تماما للاوضاع الاستثنائية المحيطة بتنفيذ خطة الجيش التي تسير وفق البرنامج المحدد لها، وهذه الظروف تستلزم اعلى درجات الحكمة والتأني والحزم والاحتراف بما يخدم المصلحة الوطنية والسلم الاهلي بعيدا عن أي حسابات اخرى.
واللافت، ان كلمتي الرئيس عون والعماد هيكل ركزتا على حماية السلم الاهلي اولا ووحدة اللبنانيين وتنفيذ الخطة الموضوعة لجنوب الليطاني بحذافيرها بالحزم والحكمة والتأني والاحتراف. ويبقى البارز، الالتفاف اللبناني الواسع حول رئيس الجمهورية والجيش وقائده، وظهر ذلك باحتفالات عيد الاستقلال التي عمت كل لبنان. وتضمنت الكلمات اشادات بالرئيس عون وقائد الجيش في الدفاع عن لبنان من خلال مواقفهما الجريئة، في أخطر مرحلة استثنائية يمر بها لبنان منذ الاستقلال.
خطاب الاستقلال
وبمناسبة عيد الاستقلال اطلق الرئيس عون مواقف واضحة للبنانيين، وحرص على ان تكون رسالة الاستقلال من الجنوب وقال: ليس صحيحا ولا مقبولا ان نتصرف وكأن جماعة لبنانية زالت او اختفت او هزمت، فهؤلاء لبنانيون وعلينا جميعا أن نعود معهم ومع كل اللبنانيين الى حضن الوطن وتحت سقف الدولة الحصري، واضاف الرئيس عون: لا استقلال حقيقيا الا بتحرير وتعمير الجنوب وكل لبنان.
وأطلق مبادرة تأكيد استعداد الدولة للتقدم بجدول زمني واضح حول جهوزية الجيش تسلم النقاط الخمس وتأكد اللجنة الخماسية من بسط الدولة وحدها سيطرتها على هذه النقاط، كما تتعهد الدولة اللبنانية بالتلازم بانها المسؤولة الوحيدة عن امن الحدود واراضيها كافة، وهي جاهزة للتفاوض برعاية اممية او اميركية او دولية مشتركة على اي اتفاق لوقف نهائي للاعتداءات.
لبنان صندوق لتبادل الرسائل
لبنان ساحة وليس دولة، وصندوق بريد لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، ومع دخول المنطقة حرب المفاوضات الصعبة والتسويات المستحيلة من ايران الى غزة وسوريا ولبنان، فان الاوضاع الداخلية ستبقى تتراوح بين هبّة عسكرية ساخنة وأخرى باردة. وفي المعلومات، ان التصعيد الاسرائيلي الأخير ليس الا تشويشا بالرصاص والغارات على زيارة محمد بن سلمان الى واشنطن، وكلامه على استعداد طهران للحل ورفضه ادخال منطقة الخليج بالتوترات والحروب من بوابة أضعاف ايران واسقاطها. ورد الرئيس الإميركي بالتأكيد على وجود اتصالات اميركية إيرانية ورغبة المسؤولين في طهران بإجراء المفاوضات. ولاول مرة في تاريخ العلاقات السعودية الايرانية، يحمل محمد بن سلمان الى واشنطن تصورا مغايرا ونهجا جديدا في النظرة السعودية الى ايران والحوار معها، محاولا اقناع ترامب وفريقه بفتح خطوط التواصل مع المسؤولين الإيرانيين. وهذا الامر يعتبر تطورا استراتيجيا سيفتح المنطقة على مسارات كبرى اذا نجحت جهود محمد بن سلمان، فزيارة ولي العهد السعودي كانت مختلفة جذريا عن كل الزيارات السابقة، وحملت كلاما جديدا عن ايران وضرورة الحوار معها بدلا من ضربها واضعافها وتضييق الخناق عليها. وهذا ما ازعج نتنياهو الذي رد بالتصعيد في لبنان والجولة داخل الاراضي السورية، وما رفع من منسوب التوتر الاسرائيلي رسم ولي العهد السعودي سقفا لا يمكن النزول تحته للدخول بالاتفاقات الابراهيمية، قائم على مبدأ قبول نتنياهو حل الدولتين. وهذا الامر من رابع المستحيلات الموافقة عليه اسرائيليا، وبالتالي فان الامور تراوح مكانها، وكل حروب نتنياهو لم تحقق شيئا لاسرائيل، ولن تفتح ابواب المفاوضات بينها وبين الدول العربية، وسينعكس ذلك على الارض عبر الضغوط العسكرية في الأشهر المقبلة وإصرار نتنياهو على اقامة مناطق عازلة في الجنوب السوري ولبنان، لكن صمود أهالي الجنوب ورفضهم مغادرة اراضيهم رغم كل الغارات يعرقل تنفيذ المخطط الاسرائيلي بالمنطقة العازلة، وهناك معلومات تتحدث عن وصول المنطقة العازلة الى وادي عربة في الأردن.
وفي المعلومات، ان الاجواء الإيرانية السعودية الجديدة والجيدة تشكل باب الأمل الوحيد امام الرئيس نبيه بري لاخراج لبنان من أزماته، وكما كان يقول سابقا، الحل لا يكون الا « س ـ س»، فإنه يؤكد حاليا ان المدخل لانتقال لبنان من ضفة الى اخرى لن ينجز الا بالتوافق السعودي الإيراني. وكان لافتا تزامن دخول الموفد السعودي يزيد بن فرحان الى عين التينة مع اجتماع مستشار الرئيس بري النائب علي حسن خليل مع المسؤول الإيراني علي لاريجاني في طهران، الذي يعمل على تحسين العلاقات السعودية مع الثنائي الشيعي. وحصل تقدم غير مباشر مع حزب الله في هذا المجال، وستظهر الصورة بشكل أفضل خلال المرحلة المقبلة والمؤشرات الأولية ايجابية.
وفي ظل هذه المعمعة من التهويلات والتسريبات عن الحرب المقبلة، كان لافتا استبعاد سفير دولة اقليمية بارزة امام إعلاميين أقدام اسرائيل على شن حرب كبرى على لبنان بسبب التوازنات القائمة في المنطقة، وتاكيده ان اسرائيل لا يمكن ان تتحمل سقوط صواريخ جديدة عليها بعد عودة سكان المستوطنات الى شمال فلسطين بنسبة 95 %، وجزم ان الاوضاع لن تتغير اذا بقي نتنياهو في السلطة في انتخابات الكنيست في تشرين الثاني 2026، وحتى ذلك الوقت، فان المنطقة ستبقى على صفيح ساخن من التوترات ورفع مستوى العمليات في لبنان وسوريا واللجوء الى الاغتيالات في المرحلة المقبلة، لكن «الرقص سيبقى على حافة الهاوية». وعلم ان جميع المنازل التي قصفتها اسرائيل خلال الايام الماضية، كانت لجنة وقف اطلاق النار قد طلبت من الجيش اللبناني دخولها وتفتيشها ورفض الجيش التنفيذ.
المبادرة المصرية
من المتوقع ان يصل وزير خارجية مصر الى بيروت الأربعاء المقبل لاستكمال ما بدأه مدير المخابرات المصرية حسن رشاد من مباحثات في بيروت شملت حزب الله، والسؤال: هل حصلت تطورات استدعت قيام الوزير المصري بزيارة بيروت؟
ما سر التوتر في العلاقات بين بري وجنبلاط مع سلام
العلاقات بين بري وجنبلاط مع نواف سلام يسودها التوتر الدائم، ولم ينجح سعاة الخير في ترطيب الاجواء. وفي المعلومات، ان تمسك الرئيس سلام بدعم النواب التغييريين وجمعية «كلنا ارادة» يثير الشكوك عند بري وجنبلاط، وصولا الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. وفي المعلومات أيضا، ان النائب عن منطقة الشوف- عالي مارك ضو المقرب جدا من رئيس الحكومة والذي فتح له مكتبا بجواره في السرايا، اثار موضوع الصرف الصحي في الشحار الغربي مع سلام الذي لبى طلبه ووضعه على جدول اعمال الحكومة، وهذا ما اثار غضب جنبلاط الداعم بقوة ّلعودة طلال ارسلان الى المجلس النيابي، لكن رئيس الحكومة لا يرد على تمنيات جنبلاط وطلباته في هذا المجال، بعد معلومات عن دعم رئيس الحكومة لضو ولعدد من نواب التغيير في الانتخابات النيابية المقبلة، فيما العلاقة بين بري وسلام عادت الى التوتر بعد استقبال رئيس الحكومة هنيبعل القذافي واطلاق مواقف تتضمن انتقادات مبطنة للرئيس بري ودوره في الاعتقال غير القانوني للقذافي، كما لمح رئيس الحكومة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا