البناء: بوتين يقبل الخطة الأميركية وزيلينسكي يرفض بدعم أوروبا ومهلة ترامب للخميس
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 22 25|10:13AM :نشر بتاريخ
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموافقة الروسية على الخطة الأميركية لوقف الحرب في أوكرانيا التي تضمن لروسيا ضمّ شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، وتعديل الدستور الأوكراني لتأكيد الحياد وعدم الانضمام إلى حلف الناتو، كما تضمن نزع الأسلحة الأوكرانية التي تمثل تهديداً لروسيا، إضافة لما تضمنه لروسيا من رفع للعقوبات والعودة إلى مجموعة الثمانية الكبار، والخطة التي جاءت لمنع انهيار وشيك لأوكرانيا كما يقول الأميركيون تتضمّن تعهداً أميركياً بوقف بيع السلاح لأوكرانيا بتمويل أوروبيّ ووقف التعاون الاستخباريّ مع أوكرانيا إذا رفضت الخطة، وبعدما أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بدعم من أوروبا رفض الخطة، تشاور عدد من قادة أوروبا مع البيت الأبيض، بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه يمهل أوكرانيا حتى الخميس لقبول الخطة.
لبنانياً كانت الزيارة المشتركة لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون وقائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى منطقة الجنوب عشية عيد الاستقلال موضع ترحيب اللبنانيّين عموماً، والجنوبيين خصوصاً، وبينما أكد الرئيس عون مواقفه الداعية إلى تنفيذ “إسرائيل” التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن “جهوزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانية لأن تتقدّم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدّد للتسلم”، معلنًا أنّ “الدولة اللبنانية جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود”. وأضاف الرئيس عون: “بالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها. هذه المبادرة، هي اليوم برسم كل العالم، برسم كل صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون”.
في المسار الانتخابيّ، ومع نهاية مهلة تسجيل المقيمين خارج لبنان للمشاركة في الانتخابات في الاغتراب، أعلنت وزارة الخارجية أن عدد المسجلين 155 ألفاً وهو أقلّ بنسبة الثلث من عدد المسجلين في انتخابات 2022، فيما يتوقع أن ينخفض العدد إلى 125 ألفاً بعد التحقيق الذي تجريه وزارة الداخلية أي ما يعادل نصف عدد المسجلين في دورة 2022، وعلى مستوى وزارة الخارجية ردّ وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي على دعوة وجّهها له وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجّي لما أسماه بالتفاوض وفي بلد ثالث، قال عراقجي إنّه مستعدّ للحوار وعلى قاعدة عدم التدخل في شؤون الغير، موجهاً الدعوة لرجي إلى طهران أو توجيه دعوة لعراقجي لزيارة لبنان.
وأطلق رئيس الجمهورية جوزاف عون، سلسلة مواقف هامة في كلمة مصوّرة من جنوب لبنان بمناسبة عيد الاستقلال، وجّه خلالها جملة رسائل داخلية وخارجية من المتوقع أن تحرّك المياه الراكدة في «بركة التفاوض» مع الاحتلال الإسرائيلي. لا سيّما أنّ لبنان وفق ما تؤكد مصادر رسمية لـ»البناء» لم يتلقَ أيّ ردّ إسرائيلي على دعوة رئيس الجمهورية للتفاوض، كما لم يأتِ أيّ اقتراح أو مبادرة أميركية رغم تسلّم السفير الأميركي الجديد مهامه الدبلوماسية في لبنان ميشال عيسى. ووفق المصادر، فإنّ مرجعيات رئاسية تعوّل على اجتماع مرتقب للجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في الثالث من الشهر المقبل تحضره المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، فيما لم تحدّد دوائر المقار الثلاثة بعبدا وعين التينة والسرايا أي موعدٍ للمبعوث توم برّاك.
وعلمت «البناء» أنّ الجهود الدبلوماسيّة التي يبذلها رئيس الجمهورية ومستشاروه مستمرة مع السفير عيسى ومسؤولين أميركيين عسكريين ودبلوماسيين فاعلين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية، لاحتواء الأزمة الناشئة بين واشنطن وقيادة الجيش ولشرح موقف القائد وتفاصيل الواقع اللبناني ودقته وحساسيته، وضرورة تفادي أيّ خطوة أو دعسة ناقصة تؤدي إلى توتر سياسي وأمني داخلي.
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى أن زيارة رئيس الجمهورية وقائد الجيش وضباط رفيعي المستوى إلى الجنوب وإلقاء كلمة الرئيس من مسافة قريبة للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، والمواقف التي تضمّنتها، تحمل دلالات هامة وتعكس رؤية وطنية صافية لدى الرئيس والقائد، ونثرت فائضاً من المعنويات لأهل الجنوب الصامدين في قراهم، رغم ضراوة العدوان، ووجّهت رسالة للعدو بأنّ الجنوب ليس متروكاً لأنياب الاحتلال وأنّ لبنان لن يتنازل عن حقوقه السياديّة ولن يخضع أو يرضخ للابتزاز الناري والجرائم المستمرّة ضد الجنوبيين، ورسالة للأميركيين بأنّ الدولة حاضرة في عمق الجنوب والجيش منتشر في مفاصله ومناطقه. وأشارت الأوساط إلى أهمية التناغم بين العمادين عون وهيكل في رسم مسار التصدي والمواجهة مع العدوان الإسرائيلي وأطماعه، وفي الوقت نفسه تعزيز دور الدولة وسلطتها على كامل أراضيه وحصر السلاح بيده ضمن استراتيجية أمن وطني بما فيها تسليح الجيش تشكّل ضمانة وصمام أمان للجنوبيّين وكل اللبنانيين، وفق ما جاء في خطاب القَسَم.
وشدّد الرئيس عون على أنّ «هذه الأرض التي أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة عنها، لكنها صمدت، وستنهض مع عودة الدولة إليها، سلطةً ورايةً وقراراً واحداً، فنحن نمرّ بمرحلة مصيريّة شبيهة بمرحلتي الاستقلالين الأول والثاني، وسط زلزال من التطورات وانقلاب موازين القوى من حولنا يشبه ما رافق نشأة لبنان دولةً مستقلة».
ولفت إلى «أننا نقف هنا على أرض الجنوب، لنقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل، بأن الزمن تغيّر، وأنّ الظروف تبدّلت، وأنّ لبنان تعب من اللادولة، وأنّ اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات، وأنّ العالم كاد يتعب منا، ولم نعد قادرين على الحياة في ظلّ انعدام الدولة. والمسألة هنا لا تعني فقط حصر السلاح وقرار السلم والحرب، وهذا ضروريّ جداً وحتميّ فعلاً، بل المطلوب أكثر، هو حصر ولاء اللبناني بوطنه، وحصر انتمائه الدستوري والقانوني إلى دولته، لنعيد بعدها ثقافة الدولة، نهج حياة وسلوك في كل تفصيل من حياتنا وعلى كل شبر من أرضنا».
وشدّد على أنّه «لا، ليس صحيحاً ولا مقبولاً أن نتصرّف وكأن جماعة لبنانية زالت أو اختفت أو هُزمت. فهؤلاء لبنانيّون، هم أهلنا أبناء الأرض، هم باقون معنا ونحن باقون معهم، لا نقبل لهم سوى ذلك، ولا هم يقبلون. هؤلاء ضحوا وبذلوا وأعطوا دماً وشهادات. والآن علينا جميعاً أن نعود معهم ومع كل اللبنانيين، إلى حضن الوطن، وتحت سقف الدولة الحصريّ الذي لا سقف سواه، بلا اجتهادات ولا استثناءات».
وأضاف: «حاضرون وجاهزون بلا أيّ عقد، وفق قاعدة واضحة: فمسار الشأن اللبنانيّ، من بيروت حتى حدودنا الدوليّة، نسيّره وحدنا بقرارنا الذاتي المستقل، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها، وهذا يعني انسحاباً إسرائيلياً من كلّ متر مربع من أرضنا، وعودة لأسرانا، وترتيبات حدودية نهائيّة، تؤمّن استقراراً ثابتاً ونهائياً. أما أيّ خطوة أبعد من الحدود، فنسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع. ونرى في القمة الأخيرة في واشنطن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤشرات مشجّعة جداً لانطلاق مساره. هذا المسار الذي لن يتخلّف عنه لبنان خطوة واحدة».
وأكد عون جهوزية الجيش اللبناني لتسلّم النقاط المحتلة على حدودنا الجنوبية، واستعداد الدولة اللبنانيّة لأن تتقدّم من اللجنة الخماسيّة فوراً، بجدول زمني واضح محدّد للتسلم». كما أكّد الرئيس عون على «استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط».
وأشار إلى «تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية»، معلناً أنّ «الدولة اللبنانيّة جاهزة للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود».
وأضاف الرئيس عون: «بالتزامن، تتولى الدول الشقيقة والصديقة للبنان، رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دوليّة لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كلّ سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها. هذه المبادرة، هي اليوم برسم كلّ العالم، برسم كلّ صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة. ونحن جاهزون لها. وملتزمون».
وكان رئيس الجمهورية قام بزيارة تفقديّة لقيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور عشية عيد الاستقلال، وكان في استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل وقائد القطاع العميد الركن نقولا تابت وكبار الضباط، في رسالة دعم للجيش.
حيث ألقى العماد هيكل كلمة رحّب فيها برئيس الجمهورية في زيارته التفقدية، التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال، «والتي تؤكد مرة أخرى على دعمكم الدائم للجيش وحرصكم على زيارة الجنوب وتفقد أهله والعسكريين المنتشرين فيه». وقال: «نجدّد اليوم أمام فخامتكم التمسك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الأهلي».
ثم قدّم رئيس قسم العمليات في قطاع جنوب الليطاني العقيد رشاد بو كروم عرضاً مفصلاً معززاً بالخرائط والأرقام حول الوضع الراهن في القطاع، والأعمال التي ينفذها الجيش تطبيقاً للخطة التي وضعتها القيادة لا سيما لجهة إزالة الذخائر وضبط الأسلحة والمنشآت تنفيذاً لقرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة. وتضمّن العرض معلومات حول ما أنجز حتى الآن، وحول انتشار الجيش في المواقع والمراكز المحددة والحواجز الدائمة والظرفيّة والأماكن المستحدثة على طول الحدود، والدوريات التي يسيّرها الجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
واطلع الرئيس عون على الخرائط والصور التي تظهر المساحات التي تجاوزت فيها القوات الإسرائيلية الخط الأزرق خلال إنشائها حائطاً تجاوزت فيه الحدود الجنوبية المعترف بها دولياً. وقدّم العميد الركن تابت ملخصاً للمداولات التي دارت خلال اجتماع لجنة «الميكانيزم» والموقف اللبناني الثابت في الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها على أراضيها .
في غضون ذلك وعشية إحياء لبنان الذكرى الثانية والثمانين للاستقلال، واصل الاحتلال صبّ جام غضبه ونار حقده على لبنان، وقد أغارت طائرة مُسيّرة مستهدفة سيارة مدنية على طريق عام فرون في الجنوب، فيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بارتقاء شهيد جراء الغارة.
ويأتي هذا الاعتداء في ظلّ اختراق طائرات العدو المُسيّرة للأجواء اللبنانية دون صوت، فوق القطاعين الغربي والأوسط جنوباً، وصولاً إلى شمال مدينة صور وجوارها.
في المواقف، دعا حزب الله في بيان إلى «ترسيخ الوحدة الوطنية والتكاتف والتعاون بين جميع اللبنانيين، بِكل أطيافهم وقواهم السياسيّة، لأنها الركائز الأساسية في مواجهة العدوان الإسرائيلي والحفاظ على استقلال لبنان وصون كرامته».
وشدّد على «رفض أيّ شكل من أشكال التبعية والإملاءات الخارجية، إذ أنّ استقلال لبنان لا يتأتّى إلا برفضه ومواجهته لأيّ مشروع خارجي، وتحصين سيادته وقراراته من أي تأثيرات لا تخدم مصالح لبنان وشعبه.
ـ الدفاع عن حقوق لبنان على كامل أراضيه، وفي مياهه وثرواته الطبيعية، والتأكيد على حقه الطبيعي والمشروع في الدفاع والمقاومة ردّاً على أي عدوان.
ـ التمسك بعناصر قوة لبنان وعدم التفريط بها، للحفاظ على حقوقه الوطنية، ولتكون منطلقاً لإسقاط كل المشاريع والمخططات التي تُحاك ضد لبنان والمنطقة».
وشدّد على ضرورة «القيام بكلّ الجهود الممكنة والفورية لإلزام العدو الإسرائيلي بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، ودفع الدول الضامنة للضغط عليه لوقف اعتداءاته التي تتمادى باستهداف المدنيّين لتطال المدارس وطلابها وموظفي البلديات والبيوت والأرزاق والمصالح الاقتصاديّة، والعمل بكل الوسائل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودحره عن الجنوب ومنعه من التمدّد وتهديد أمن وسيادة لبنان.
ـ اتخاذ خطوات عملية لإعادة الإعمار وتأمين كل مستلزمات الصمود والبقاء للجنوبيين، الذين يروون أرض الوطن يومياً بدمائهم الزكية».
بدوره، ردّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على تصريحات وزير الخارجية اللبناني جو رجي، وقال عراقجي في تصريح: «صديقي العزيز وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي دعاني في مقابلة إلى إجراء التفاوض». وقال: «نحن لا نتدخّل في الشؤون الداخليّة للبنان؛ لكنّنا نرحّب بأيّ حوار بهدف تعزيز العلاقات الثنائيّة بين إيران ولبنان، ولا حاجة لبلدٍ ثالث».
ودعا وزير الخارجية الإيراني رجي إلى زيارة طهران، و»أنا مستعدّ أيضاً لزيارة بيروت بكلّ سرور إذا تلقيت دعوة رسميّة لذلك».
ويأتي ذلك، بعد دعوة رجي في مقابلة تلفزيونية وزير خارجية إيران للقاء من أجل التفاوض على أرض محايدة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا