افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 25 25|09:29AM :نشر بتاريخ

"النهار":

باستثناء المضي في قرع طبول الاستعدادات الحربية والسيناريوات المتصلة باحتمال تفجّر تداعيات حربية لاغتيال إسرائيل الأحد الماضي القائد العسكري الأول في "حزب الله" هيثم الطبطبائي مع أربعة آخرين من القادة العسكريين في الحزب في قلب الضاحية الجنوبية، لم تظهر الساعات التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على الضاحية أي اتجاهات ديبلوماسية أو ميدانية واضحة يمكن الاتكاء إليها للجزم حيال أي اتجاه مرجح ستسلكه التطورات. ومع هذا الواقع الشديد الغموض وما يثيره من تعاظم المخاوف من تدهور واسع، بدا لبنان أمام صورة مأزومة لجهة الخشية من تسارع الحلقات التصعيدية، فيما كل الاستنفار في ذروته استعداداً لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر في زيارته التاريخية للبنان التي تبدأ بعد ظهر الأحد المقبل وتنتهي بعد ظهر الثلاثاء. ومع ذلك، تظهر أوساط مطلعة معنية برصد الاتصالات الجارية ديبلوماسياً لتجنّب إدخال لبنان في متاهة تصعيدية واسعة، معطيات تستبعد حصول تدهور ميداني واسع أقلّه في الآونة الحالية، وتؤكد تالياً أن زيارة البابا ستحصل في موعدها. أما في ما يتعلق بتداعيات اغتيال الطبطبائي، فإن هذه الأوساط تدرج هذا الاغتيال في إطار اختراق استخباراتي إسرائيلي خطير مكّن الدولة العبرية من تحقيق ضربة موجعة جديدة في البنية القيادية لـ"حزب الله" أسوة بالضربات السابقة، وتالياً فإن الغارة الإسرائيلية على الضاحية لم تكن على الأرجح مدرجة ضمن بنك الاهداف التصعيدية لإسرائيل، أقلّه في الفترة الحالية بل أملاها الخرق الاستخباراتي بكشف اجتماع القادة الخمسة الذين أودت بهم الغارة. وهذا يعني أن مرور الاغتيال من دون رد من "حزب الله" سيعيد الوضع إلى ما كان عليه من ضربات إسرائيلية قد تتكثف تباعاً من دون أن تبلغ حدود انفجار واسع، تبعاً لما قد تتمكن منه الديبلوماسية المتعددة الطرف والجهة.

وفي هذا السياق، اعربت الخارجية الفرنسية أمس عن "قلق فرنسا العارم إزاء القصف الإسرائيلي الذي استهدف بيروت الأحد، إذ يثير خطر التصعيد في سياق يشتد فيه التوتر بالفعل".

كما أن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي سيصل اليوم إلى بيروت، مستكملاً المسعى المصري الذي كان بدأ بزيارة رئيس الاستخبارات المصرية إلى لبنان منذ أيام، لتجنب التدهور الواسع.

ولكن إسرائيل مضت في إعلاء صوت الاستنفار على الحدود الشمالية مع لبنان، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان ايال زامير تفقّد منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ، "واطّلع على الاستعدادات على الحدود اللبنانية وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة في ضوء عملية القضاء على قائد أركان حزب الله".

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن تقديرات بأن لدى "حزب الله" خيارات عدة محتملة للرد على إسرائيل رداً على اغتيال رئيس اركانه هيثم الطبطبائي، منها إطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات اقتحام للنقاط الخمس جنوب لبنان.

وأوضح مصدر أمني إسرائيلي، أن "جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام"، مشيراً إلى أن "حكومة لبنان لن تقوم بهذه المهمة، ولن ننتظر".

ورأى المصدر أنه "إذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام فسيفاجئنا في التوقيت"، لافتاً إلى أنه "يمكن إضعاف الحزب دراماتيكيًّا لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط". في المقابل، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مصدر مقرب من "حزب الله"، أن "داخل حزب الله رأيين حالياً، بين من يفضّل الرد على اغتيال أبو علي الطبطبائي ومن يريد الامتناع عنه، إلا أن قيادة الحزب تميل إلى اعتماد أقصى اشكال الديبلوماسية في المرحلة الراهنة"، وهو ما عكسه بيان النعي الذي أصدره الحزب الأحد الذي لم يرد فيه أي تهديد بالرد.

وغداة الاغتيال، رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش "أن الإسرائيليين قلقون من رد محتمل للحزب" على اغتيال الطبطبائي، مشدداً على أن "من واجب الدولة مواجهة العدوان بكل الوسائل وحماية مواطنيها وسيادتها ورفض الإملاءات الأميركية والإسرائيلية التي تعني الاستسلام". وأشار إلى أن الحزب "لن يكون معنيًا بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والتزام إسرائيل بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار".

واثار موقف لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب استغراباً واسعاً لجهة التنكر لوجود دولة "ونحن بديل منها"، بما يشكل خلفية خطيرة في تقديم الذرائع لإسرائيل والدول الأخرى لزيادة الضغوط على لبنان، إذ قال الخطيب: "ليس هناك من دولة، نعم هناك الجيش اللبناني إلى جانب المقاومة وإلى جانبكم أنتم الموجودون، أنتم الذين تقدمون الخدمات لأنفسكم، نحن نريد دولةً، نحن نريد أن تتحقق هذه الدولة وأن توجد هذه الدولة، وأن تخفف عما نقوم به بديلاً عنها. نحن بديل عنها لأنها ليست موجودة، نحن نريدها أن تكون موجودة".

 

 

 

 

 

"الأخبار":

هل هي العملية التمهيدية لعودة الحرب على الجبهة مع لبنان وهل سيردّ حزب الله وكيف؟

سؤالان داهما المشهد السياسي في بيروت، منذ نجح العدو الصهيوني في اغتيال القائد العسكري في حزب الله، هيثم علي طبطبائي، بغارة في قلب الضاحية الجنوبية.

وإذ لم يكن مستغرباً هذا التصعيد بفعل التمهيد السياسي الذي تولّته وسائل الإعلام العبرية وتولّاه المسؤولون الصهاينة، كما الموفدون الدوليون والعرب الذين زاروا لبنان أخيراً، فإنه اكتسب دلالات بالغة الأهمية، حيث قرأه البعض بأنه «العملية التمهيدية للحرب التي هُدّدنا فيها»، واسترجعت مصادر سياسية بارزة شريط التصعيد الذي قام به العدو العام الماضي، عندما استهدف القائد العسكري في حزب الله، الشهيد فؤاد شكر، قبل أن تتوالى العمليات الأمنية والعسكرية التي بلغت ذروة أولى باغتيال الأمين العام للحزب، السيد حسن الله، ثم خلفه السيد هاشم صفي الدين وسلسلة من عمليات الاغتيال والاستهداف، قبل أن يدخل العدو في حرب طاحنة استمرّت لأكثر من شهرين.

وتعود المصادر إلى ما قاله العدو يومها، من إنه ليس في نيّته الذهاب إلى الحرب وإنه سيكتفي بذلك إذا لم تردّ المقاومة على هذا الاستهداف، وكانت ذروة التضليل في مساعٍ أميركية تبيّن أنها ليست إلا مجرد تغطية لاستعدادات العدو، وبدل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار من نيويورك، أعلن العدو عن اغتيال السيد نصرالله. وفي كلام لمرجعية سياسية فإنّ «إيهام لبنان والمقاومة عبر الإعلام العبري هذه المرة بأنّ إسرائيل ستكتفي بالاغتيال وليست في وارد التصعيد هو خدعة مكرّرة ويمكن القول، إننا دخلنا عملياً مسار الحرب مرة جديدة».

وكما في المرة الماضية، فإنّ المشكلة لا تقف عند ما يقوله العدو وراعيه الأميركي، أو ما يصدر عن الغربيين، فإنّ حلفاء إسرائيل في الداخل، يسارعون كما في كل مرة، إلى توسيع دائرة الهجوم على المقاومة، ويطلقون موجة من الاستهزاء من فكرة ترميم القدرات، ويبرزون «إعجابهم» بالعدو الإسرائيلي وتبرير الضربة. بينما يتولّى صغارهم إشهار الغربة بأن تقوم إسرائيل بعملية واسعة ضدّ لبنان، إذا كانت نتيجتها القضاء على المقاومة وحزب الله.

الدولة اللبنانية، ليست في وضع أفضل، فهي كانت مشغولة في رصد المعطيات، عبر اتصالات مع وسطاء، وسؤال المسؤولين عندنا تركّز على ما إذا كانَت إسرائيل، ستكتفي باستئناف موجة الاغتيالات لقادة في الحزب وفي الضاحية حصراً، أم أنها ستوسّع الرقعة إلى مواقع ومناطق أخرى حتى في بيروت.

وبينما كان لافتاً أنّ الرئيس جوزاف عون، هو الوحيد الذي أدان إسرائيل بالاسم، معتبراً أنّ «استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية في بيروت، وتزامن هذا الاعتداء مع ذكرى الاستقلال، دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكرّرة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حدّ للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان، بل إلى المنطقة كلّها».

أمّا رئيس الحكومة نواف سلام، اهتمّ بالتأكيد بأنّ «التجارب أثبتت أنّ الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمرّ عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبس»، مع الإشارة إلى أنّ «حماية اللبنانيين ومنْع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة. فهي ستواصل العمل بشتّى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أيّ تصعيد مفتوح وبما يضمن ووقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من أرضنا، وعودة أسرانا».

وفيما تواصلت نغمة «ضرورة تسليم السلاح كي يسلَم البلد من التصعيد الإسرائيلي»، وهو موقف كرّره كل حلفاء أميركا وإسرائيل من السياسيين، وبينما تولّت وسائل إعلام تابعة للسعودية أو أخرى تابعة للغرب الحديث عن أنّ حزب الله ليس بوارد الردّ، جاء موقف حزب الله على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، الذي قال في أثناء مراسم تشييع الطبطبائي، ورفاقه أمس: إنّ «الإسرائيليين قلقون من ردّ محتمل للحزب على اغتيال المسؤول العسكري الطبطبائي، فليبقوا قلقين، لأنهم ارتكبوا الجرائم الكبيرة ضدّ المقاومة وضدّ لبنان».

وأضاف «لسنا معنيّين بأي طروحات ما دام العدوّ لا يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار»، معتبراً أنّ «كل التنازلات التي قدّمتها الحكومة اللبنانية إلى الآن، لم تثمر ولم تؤدِّ إلى أي نتيجة»، ومؤكّداً أنه «من واجب الدولة حماية مواطنيها وسيادتها، وعلى الحكومة وضع خطط لذلك ورفض الإملاءات والضغوط الخارجية».

وبينما ينتظر لبنان، ما سيظهر هذا الأسبوع الذي سيكون حافلاً على المستوى الديبلوماسي، تبيّن أنّ هناك جموداً في التواصل بين المسؤولين في لبنان وبين الأميركيين، علماً أنّ فرنسا وبالتعاون مع السعودية، تحدّثتا عن تنسيق مع الأميركي، بشأن اجتماع في باريس. لكن الجميع، كان يلاحظ أنّ العدو غير معني بأي حلّ يقلّ عن بدء تنفيذ الجيش اللبناني عملية نزع سلاح حزب الله بالقوة وفي كل لبنان.

فيما واصل قادة العدو التلويح بالحرب، وقال وزير خارجية إسرائيل، جدعون ساعر، أمس، إنّ «حزب الله، يتسلّح أكثر ممّا يتمّ نزع سلاحه»، وبينما نقل الصحافي المقرّب من بنيامين نتنياهو، عميت عن مصادر في الكيان أنّ «المسؤولين الأميركيين يحثّون إسرائيل على ممارسة أقصى قدر من الضغط العسكري على حزب الله».

وكان حزب الله، نعى الأحد، القائد الجهادي الكبير هيثم علي الطبطبائي، وأربعة من رفاقه، هم الشهداء: قاسم حسين برجاوي، مصطفى أسعد برو، رفعت أحمد حسين، وإبراهيم علي حسين.. ويوم أمس، أقام حزب الله مراسم تشييع للشهداء الخمسة في الغبيري، بمشاركة حشد كبير من أنصار المقاومة، الذين قامت مجموعة عسكرية منهم بحمل النعوش، والسير نحو روضة الشهيدين، على وقع هتافات مناوئة لإسرائيل والولايات المتحدة، بينها «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل».

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

بات الوضع اللبناني بصورة عامة، مضبوطاً في مسار تصاعدي متفلّت من أيّ رقابة أو رادع يكبحه، تبدو فيه إسرائيل من خلال تكثيف استهدافاتها واعتداءاتها، التي لم توفّر منطقة في الجنوب والبقاع، والتي طالت في الساعات الأخيرة عمق الضاحية الجنوبية باغتيال القيادي الأمني البارز في «حزب الله» هيثم علي الطباطبائي (السيد أبو علي)، وكأنّها تُمهّد بذلك لعدوان واسع على لبنان.

مستوى القلق يكبر

المناخ حربي بامتياز، وتتقاطع تقديرات المحلّلين وقراءاتهم، على أنّ العدوان الإسرائيلي على الضاحية واستهداف مسؤول أمني كبير في «حزب الله»، هو الأكثر خطورة منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، وأشعل فتيل الاحتمالات وأفرز قلقاً من أن يُبادر «حزب الله» إلى الردّ، وقلقاً أكبر ممّا تُبيّته إسرائيل، سواء ردَّ «حزب الله» أو لم يردّ.

إسرائيل ترفع سقف التهديدات على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، إذ أشار إلى «أننا لن نسمح لـ»حزب الله» بأن يُشكّل تهديداً لإسرائيل مرّةً أخرى، وأتوقّع من حكومة لبنان تنفيذ التزاماتها». وذلك بالتزامن مع فتح الملاجئ في مستوطنات الشمال، وإعلان الإستنفار على الحدود مع لبنان، والبدء بمناورة عسكرية تحاكي حرباً محتملة مع «حزب الله»، مصحوبةً بضخ إعلامي عبر الصحافة العبرية لسيناريوهات حربية مع الحزب مرجّحةً قيامه بالردّ.

وفيما لم يصدر عن «حزب الله» أيّ موقف حول ما يمكن أن يقوم به، أبلغ مرجع كبير إلى «الجمهورية» قوله: «على رغم من هشاشة الوضع الأمني التي يأتي عن عدم إلتزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، فإنّني حتى الأمس القريب كنتُ أستبعد تدحرج الوضع إلى تصعيد واسع، وأمّا بعد انزلاق الأمور إلى هذا الحدّ من التصعيد، فبتنا أمام وضع جديد فيه الكثير ممّا يبعث على القلق والأمور مفتوحة».

وعمّا إذا كان «حزب الله» في وارد الردّ على اغتيال الطباطبائي، أوضح: «لا أعرف حقيقة ماذا ينوي الحزب أن يقوم به، علماً أنّ الحزب ومنذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مارَسَ أعلى درجات الصبر والحكمة والتحمّل وضبط الأعصاب، وما زِلتُ أميل إلى الإعتقاد بأنّ الحزب لن ينجرّ إلى ما تحاول إسرائيل أن تأخذه إليه. فلو دققنا في الواقع سنرى أنّ إسرائيل، ومنذ إعلان اتفاق تشرين الثاني 2024، لم تعدم وسيلة بتكثيف الإعتداءات والإغتيالات لكوادره وعناصره، لاستفزاز الحزب ومحاولة جرّه إلى الردّ عليها، ولكنّها لن تنجح في ذلك، ولم يمنحها الحزب فرصة لتحقيق هدفها. واغتيال الشهيد الطباطبائي يندرج في سياق الإستفزاز. فهدف إسرائيل معروف، وهو أن تبرّر من خلال ردّ الحزب على الإعتداءات والإغتيالات السابقة أو على اغتيال القيادي الطباطبائي - لاسيما أمام مَن ينتقدها من الدول لعدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار - أيّ تصعيد قد تلجأ إليه - وقد لا تتوانى عن توريط الأميركيِّين في تصعيد لطالما قالوا إنّهم لا يُريدونه - بذريعة أنّ «حزب الله» ما زال يملك ترسانة من الأسلحة، وأنّ ما تقوم به من اعتداءات واغتيالات عمل مبرَّر لإزالة السلاح الذي تقول إنّه يُشكِّل تهديداً لأمنها».

تحذيرات واتصالات

في هذا الوقت، توالت التحذيرات من غير مصدر خارجي من انحدار الأمور إلى مخاطر كبرى، فيما أعلنت الخارجية الفرنسية أنّ الضربة الإسرائيلية على الضاحية تُعزِّز مخاطر التصعيد في المنطقة». ويُنقل في هذا المجال عن سفير دولة أوروبية كبرى، تخوّفه البالغ من التصعيد، وخصوصاً أنّ الوضع على جبهة لبنان، بلغ من الهشاشة حداً قابلاً للتدهور بصورة شديدة الخطورة.

وكشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، عن حركة اتصالات مكثفة على أكثر من صعيد لتخفيف حدّة التوتر، واحتواء أي تصعيد محتمل، وشاركت فيها جهات دولية، بالإضافة إلى فتح خط التواصل بصورة متتالية مع لجنة «الميكانيزم».

إسرائيل تريد التصعيد

وأثنى ديبلوماسي عربي على التزام لبنان الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، وأضاف لـ«الجمهورية»: «إسرائيل تدفع إلى التصعيد بصورة متعمّدة، لأسباب إسرائيلية داخلية، منها أنّ نتنياهو قد يكون في صدد البحث عن حرب جديدة، للهروب من أزمته الداخلية، وخصوصاً أنّ الإعلام الإسرائيلي يُركِّز في هذه الفترة على أنّه محشور في التحقيقات القضائية الجارية معه، ومنها أيضاً، ما يُقال عن أنّ إسرائيل ترى الفرصة متاحة أمامها في هذه الفترة لتوجيه ضربة قاصمة لـ«حزب الله»، وخلق واقع جديد مؤاتٍ لها في لبنان».

إسرائيل تقصف المبادرة

وأكّد مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»، أنّ «لبنان، بكلّ مستوياته لا يُريد الحرب والتصعيد، بل إنهاء العدوان الإسرائيلي، فيما إسرائيل لم تُدفع إلى الحرب». وأضاف أنّ «استهداف الضاحية بالأمس، بقدر ما هو استهداف مباشر لـ«حزب الله» باغتيال أحد كبار قياديِّيه الأمنيِّين، هو أيضاً استهداف مباشر لمبادرة النقاط الخمس التي أطلقها رئيس الجمهورية، وأكّد فيها جهوزية الجيش لتسلّم النقاط الخمس فور وقف الخروقات والإعتداءات كافة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط، وجهوزية الدولة اللبنانية للتفاوض برعاية أميركية وأممية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يُرسي صيغة لوقف نهائي للإعتداءات عند الحدود».

وكشف المسؤول عينه نقلاً عن جهات دولية، أنّ مبادرة الرئيس عون، أزعجت إسرائيل، كونها تُحبِط هدفها الأساسي بإبقاء احتلالها للأراضي اللبنانية، وإقامة ما يُسمّيها المنطقة العازلة بالقرب من الحدود. وهذا الهدف أكّد عليه أحد كبار المسؤولين الإيرانيِّين أمام شخصية لبنانية بارزة، بقوله ما مفاده بأنّ «إسرائيل لا تريد التفاوض مع لبنان تحت أي عنوان، فهدفها معروف وتجاهر به، إذ جلّ ما تريده هو مزيد من الضغط والعدوان على لبنان، وجرّه ليس إلى التطبيع، بل إلى ما هو أسوأ من التطبيع».

العدوان

وكانت إسرائيل قد نفّذت عدواناً على الضاحية الجنوبية باستهداف مبنى سكني في حارة، ما أدّى إلى استشهاد خمسة أشخاض وإصابة نحو ثلاثين آخرين بجروح، وفي بيان له، نعى «حزب الله»: «القائد الجهادي الشهيد هيثم علي ‏الطبطبائي (السيد أبو علي)» الذي تمّ تشييعه في الغبيري أمس. وقد أدان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العدوان، مجدّداً مطالبة المجتمع الدولي بأن يتحمّل مسؤوليّته ويتدخّل بقوّة وبجدّية لوقف الإعتداءات على لبنان وشعبه منعاً لأي تدهور. فيما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام «أنّ حماية اللبنانيِّين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة». وكذلك صدرت سلسلة مواقف من مستويات داخلية مختلفة ندّدت بالعدوان، بالإضافة إلى مواقف خارجية دعت إلى وقف الإعتداءات الإسرائيلية وضبط النفس.

 

 

 

 

 

 "الديار":

لم تتبدد حالة الترقب، بعد ساعات من تجاوز العدو الاسرائيلي «خطا احمر» جديدا، باغتيال رئيس اركان المقاومة الشهيد هيثم الطبطبائي ورفاقه في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. الاسئلة لا تزال اكثر من الاجابات حيال طبيعة المشهد واحتمالات تطوره، في ظل تقدم «الاعيب» السياسة الداخلية الاسرائيلية لرئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو على ما عداها، باقرار الاعلام الاسرائيلي الذي يتحدث عن تضخيم مقصود من قبله للمخاطر على الجبهة اللبنانية، لتقديم نفسه مجددا بانه «سيد الامن»، لضرورات المعركتين الانتخابية والقضائية.

في هذا السياق، لا سقف لحدود التصعيد او توقيته ،طالما انه يحصل تحت «المظلة» الاميركية، وبتغطية واضحة من الادارة الاميركية، الراغبة في «لي ذراع» الدولة اللبنانية، لدفعها نحو تقديم المزيد من التنازلات، من خلال عدم الاكتراث بدعوات رئيس الجمهورية جوزاف عون المتكررة للتفاوض، ومنح «اسرائيل» «الضوء الاخضر» للتمادي في اعتداءاتها، بهدف اجبارها على الذهاب الى تفاوض مباشر، واتفاق سلام يستعجل الرئيس الاميركي لاقراره.

الخلاف التكتيتي؟

ووفق صحيفة «يديعوت احرنوت الاسرائيلية» ثمة خلاف تكتيكي واضح بين الرئيس دونالد ترامب ونتانياهو، فالاول لا يتأثر من عدم نزع حماس وحزب الله سلاحهما، ولا يرى في ذلك إذناً «لإسرائيل» لاستئناف القتال. وفي أحاديث مغلقة، ينتقد «إسرائيل» على أنها لم تستغل الانتصارات في لبنان وسوريا، كي توقع على اتفاقات سلام أو تطبيع دون الإصرار على نزع السلاح أولاً. الآن «لا هذا لها ولا ذاك» تحقق ، ويعتبر ان الفرصة تكاد تضيع، فيما الثاني يصر على رفض التفاوض، ويبقي الملف الامني مفتوحا لحساباته الشخصية».

تقييم حزب الله

وبانتظار موقف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، يسبقه تشاور استثنائي لمجلس الشورى، بعد تلقيه تقييما تفصيليا من المجلس الجهادي حول المعطيات العسكرية والامنية، شيعت المقاومة رئيس اركانها ورفاقه، دون ان تظهر اي علامة لاحتمال التراجع عن ثوابته، حيث حافظ رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش على «الغموض البناء»، تاركا الحساب مع «اسرائيل» مفتوحا على العديد من الخيارات، التي تتحسب لها قوات الاحتلال على المقلب الآخر من الحدود، عبر تنفيذ مناورات عسكرية واطلاق المزيد من التهديدات والتهويل، «بايام قتالية»غير محدودة جغرافيا.

اغتيال معنوي

وفيما، تعتبر مصادرسياسية بارزة، ان مبادرة الرئيس جوزاف عون التفاوضية تعرضت «للاغتيال» المعنوي من قبل حكومة العدو، مع اغتيال الشهيد الطبطبائي ورفاقه، واستمرار التصعيد العسكري الممنهج، بعد ساعات على كلمته في مناسبة الاستقلال، ثمة تعويل على زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الى بيروت اليوم، دون الذهاب بعيدا في الرهان على نجاحها، لكن لان «الغريق يتعلق بقشة»، يأمل المسؤولون اللبنانيون ان تتحول الافكار المصرية الى مبادرة ملموسة، يمكن البناء عليها لاطلاق مسار واضح، للخروج من دوامة العنف السائدة راهنا.

الحراك المصري

والجديد هذه المرة، ان الوزير المصري وسع مروحة اتصالاته قبل الحضور الى بيروت، واجرى سلسلة من اللقاءات المكوكية على هامش «قمة العشرين» في جوهانسبورغ، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، والسعودي فيصل بن فرحان، واجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها محمد عبد الرحمن آل ثاني، وكان محور النقاش، بحسب مصدر ديبلوماسي، الملف اللبناني والافكار التي سبق وصاغها رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد.

اولويات القاهرة

ولان الاحداث والتطورات تتسارع، باتت اولوية الوزير المصري وقف التدهور، ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، تعمل «اسرائيل» على تهيئة الارضية لها. اما حظوظ نجاح التحرك المصري، فلا يبدو مرتفعا لاسباب عديدة، اهمها ان باريس التي حذرت بالامس من تدهور الاوضاع، لا تبدو قادرة على ممارسة الضغوط على «اسرائيل»، على الرغم من مشاركتها في لجنة «الميكانيزم».

اما الرياض التي لم تبد اعتراضا على الحراك المصري، فابلغت الجانب المصري ان لبنان ليس اولوية في واشنطن، بينما يقتصر الدعم القطري على عدم مزاحمة المصريين في مساعهم. اما بالنسبة «للاسرائيليين» فهم يصرون على موقفهم المتشدد، ويرغبون في مواصلة ضغوطهم العسكرية، ولم يبدوا اي استعداد لوقف عملياتهم العسكرية تحت اي ظرف.

«الاجواء قاتمة»!

هذه الاجواء «القاتمة» لم تمنع الديبلوماسية المصرية من مواصلة مساعيها، مع ادراكها ان الضغط على المسؤولين اللبنانيين يحمل الكثير من المخاطر، لانهم يسيرون في «حقل من الالغام»، لكن الوزير المصري، الذي يفترض انه سيتواصل خلال وجوده في بيروت مع قيادة حزب الله، يأمل في الحصول على «خارطة طريق» واضحة حول طرح الرئيس التفاوضي، والمدى الذي يمكن ان يذهب اليه لبنان في هذا السياق، «ليبني على الشيء» مقتضاه، حيث من المفترض ان تعاد صياغة الافكار المصرية واعادة التواصل مع واشنطن، في محاولة لاحداث خرق ديبلوماسي، يسمح بتخفيف التصعيد اولا، والتوصل الى تسوية سياسية في مرحلة لاحقة.

علما ان لقاء بين وزير الخارجية الايراني عباس عرقتشي ونظيره الفرنسي سيعقد في باريس يوم الاربعاء، ولن يغيب الملف اللبناني عن تلك المحادثات، بحسب مصدر ديبلوماسي.

تسريبات «اسرائيلية»

وفي هذا السياق، اشارت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» الى ان سلسلة من الخطوات لم تحدث الاختراق السياسي، ومن بينها استخدام الضغط من قبل الولايات المتحدة، وآخرها الإلغاء غير المسبوق لزيارة قائد الجيش الى واشنطن، والتلميح عن الحاجة إلى استبدال قائد الجيش، وتجميد المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، والتهديد باستخدام عقوبات اقتصادية شديدة، من أجل إغلاق مسار نقل الأموال لحزب الله.

وقالت انه وعلى الرغم من اعلان الرئيس اللبناني بأنه «لا مناص من إجراء المفاوضات»، فانه استجاب بشكل جزئي لطلب أميركا، التي لم تسمع حتى الآن كلمة»مفاوضات مباشرة». والآن تحاول واشنطن تجنيد السعودية ومصر، لإقناع عون ببذل المزيد من الجهود الإضافية.

حزب الله والقلق الاسرائيلي

في هذا الوقت، اكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، خلال مراسم تشييع الشهيد الطبطبائي والشهيدين قاسم برجاوي ومصطفى برو في الغبيري، أن «الإسرائيليين قلقون من رد محتمل»، مشدداً على أنه «من واجب الدولة مواجهة العدوان بكل الوسائل، وحماية مواطنيها وسيادتها، ورفض الإملاءات الأميركية والإسرائيلية التي تعني الاستسلام». وأشار إلى أن الحزب «لن يكون معنيا بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات ، والتزام إسرائيل بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال: «آلمنا كثيراً استشهاد هذا القائد الكبير والشهداء الأبرار الذين ارتقوا معه، ولكن هذا لن يعيد المقاومة إلى الوراء، ولن يثني المقاومة عن استكمال ما بدأه هذا الشهيد الكبير، ولن يدفعها نحو الاستسلام، وها هم الصهاينة قلقون من رد حزب الله المحتمل، ويجب أن يبقوا قلقين، لأنهم ارتكبوا جرائم كبيرة بحق المقاومة ولبنان، فهم يظنون أن هذا الاغتيال يؤدي إلى خلل في بنية وقيادة المقاومة، ولكن غاب عنهم أن لدينا من القيادات الشجعان ما يملأ أي فراغ قيادي، بل لدينا جيل من القادة الجهاديين من رفاق السيد أبو علي ومن تلامذته ، الذين يستطيعون أن يتولوا المسؤوليات أياً تكن التضحيات التي تقدّم.

الرد الساحق

من جهته، توعد الحرس الثوري الايراني بالثار للطبطبائي، واشار الى انه سيكون في وقته المقرر، وسيكون الرد على «الكيان الصهيوني الإرهابي» ساحقا.

الوضع الميداني

ميدانيا، لم تفارق المسيّرات المعادية الاجواء فوق الضاحية وبيروت، واوحت «اسرائيل» انها تستعد للحرب ، وأعلن جيش العدو أن رئيس الأركان ايال زامير تفقد منطقة الفرقة 210 ، خلال تمرين مفاجئ في المنطقة الشمالية للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ، واطلع على الاستعدادات على الحدود اللبنانية، وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة في ضوء عملية الاغتيال.

ووفقا لصحيفة «معاريف» فإن السؤال الرئيس الذي يشغل صناع السياسات الآن هو كيف سيرد حزب الله؟ وأضافت: السؤال هو إذا كان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، سيتمكن من الاستمرار في سياسة ضبط النفس،» فالقادة الشباب يريدون الرد علينا بالنار. لذلك، من المستحيل معرفة كيف سيردون».

ماذا يريد نتانياهو؟

وترى «جهات إسرائيلية « أن نتنياهو يسعى إلى إعاقة تنفيذ «خطة ترامب»، لأنها تتضمن بندا حول مسار آمن لدولة فلسطينية، وهو ما قد يستخدم ضده انتخابيا، خاصة في ظل رفض أغلبية «الإسرائيليين» لفكرة حلّ الدولتين بعد حرب غزة، معتبرين أن هذا المسار يمثل «مكافأة» لـ حماس.

وفي هذا السياق، رجّحت صحيفة «هآرتس» أن يسعى نتنياهو إلى تجديد الحرب في غزة ولبنان، من أجل منع تنفيذ خطة ترامب.

ترامب «مفتاح» الحل

وفي هذا السياق، اكدت الصحيفة ان نتنياهو ووزراءه المتعطشون للدماء، يستغلون صدمة 7 اوكتوبر لجعل الحرب قضية دائمة، ستُلازم «إسرائيل» والمنطقة لسنوات قادمة. ومع وجود الانتخابات في الخلفية، قد يستخدم نتنياهو هذا ليُثبت لقاعدته الانتخابية وناخبيه المتأرجحين، أنه «سيد الأمن» الذي يضرب أعداء «إسرائيل» بلا رحمة. فمسؤولية نتانياهو عن أكبر خطأ في تاريخ «إسرائيل» لا تجعله يخجل فحسب، بل تدفعه إلى محو العار باستخدام يد عسكرية ثقيلة.

وبرأي «هآرتس»، فان مفتاح وقف التدهور هو الرئيس ترامب، عليه أن يوضح لنتنياهو حدوده. من الضروري مساعدة الحكومة اللبنانية، لا إضعافها بقصف مكثف يُظهرها عاجزة.

متى التصعيد؟

من جهتها ، اشارت صحيفة «معاريف» الى انه من الواضح ان «الجيش الاسرائيلي» سيعمل مرة أخرى في لبنان، والسؤال متى ... هذا الأسبوع، الأسبوع القادم أم الشهر القادم؟ واضافت» إذا وصلنا إلى أيام قتال في لبنان، فان المعنى هو أن نتنياهو قد حصل على ضوء أخضر على ذلك من ترامب، بهدف تحقيق مرونة من قبل الحكومة اللبنانية».

خيارات حزب الله؟

ووفقا، للمراسل العسكري في إذاعة «الجيش الإسرائيلي» دورون كادوش فإنه بعد تقييم الوضع في الجيش، يقدر الخبراء أن هناك خيارات عدة أمام حزب الله للرد، وأوضح أن هذه الخيارات هي:

-»أولا، إطلاق وابل من الصواريخ على الجبهة الداخلية، ولذلك تم رفع مستوى تأهب منظومة الدفاع الجوي في الشمال.

• ثانيا محاولة تسلل إلى داخل «الأراضي الإسرائيلية»، أو إلى مواقع «الجيش الإسرائيلي» في لبنان.

• ثالثا ان يأتي الرد من «أنصار الله». و ربما يختار حزب الله عدم الرد.

اما صحيفة «يديعوت احرنوت» فلفتت الى ان «الجيش الاسرائيلي» قد يواجه معضلة، في حال قرر تنفيذ عملية استباقية في لبنان، وأرجع ذلك إلى أن حزب الله قد يرد بإطلاق صواريخ على حيفا و»تل أبيب»، وطائرات مسيرة متفجرة على الجليل، وأخرى تستهدف مواقع استراتيجية في الشمال. وشدد على أن حزب الله لا يزال يمتلك ما يكفي من هذه الأنظمة، حتى بعد فقدانه العديد من كبار قادته.

مناورات على الحدود

وكان جيش العدو قد اعلن بدء مناورات على مستوى قيادة الأركان، للتعامل مع حالة حرب. وبينما أكدت إذاعة جيش العدو تعزيز مستوى الاستعداد في منظومة الدفاع الجوي شمالاً، قالت وسائل إعلام إسرائيلية انه تم فتح الملاجئ في بلدات على الحدود مع لبنان ،بسبب التوتر إثر عملية اغتيال الطبطبائي. وأضافت بأن «الجيش يستعد لجولة جديدة لإضعاف حزب الله، ويعتزم مواصلة الهجمات على لبنان،وان الهجمات ضد حزب الله ستستمر».

الى ذلك، أوضح مصدر أمني «إسرائيلي» أن «جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام»، وزعم أن «حكومة لبنان لن تقوم بهذه المهمة، ولن ننتظر». ورأى المصدر أنه «إذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام، فسيفاجئنا في التوقيت»، لافتا إلى أنه «يمكن إضعاف الحزب دراماتيكيًّا لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط؟! ايضا، تحدث جيش العدو عن تقديرات بأن لدى حزب الله عدة خيارات محتملة للرد على «إسرائيل»، منها إطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات اقتحام للنقاط الـ 5 جنوبي لبنان.

البابا لن يتراجع

في هذا الوقت، لم يؤثر التصعيد الاسرائيلي على زيارة البابا لاون الرابع عشر المقررة الى لبنان، وفيما لم يصدر عن الفاتيكان ما يشير الى تعديل في مواعيد الزيارة او الغائها، اكد البابا امام ملك وملكة الاردن انه لن يتراجع عن الزيارة.

وردا على سؤال الملكة رانيا حول التصعيد الامني في لبنان وتأثيره على زيارته، اجاب البابا بالقول»على اي حال نحن ذاهبون الى لبنان».

 

 

 

 

 

 "نداء الوطن":

دخل لبنان مدار الزيارة البابوية المنتظرة. أيام وترتسم لوحتان متناقضتان: الأولى ملوّنة بخطوط السلام والاستقرار الذي يتوق إليه اللبنانيون، ويحمله إليهم البابا لاوون الرابع عشر برسالة رجاء ودعم، والثانية ملطّخة بمسارات التصعيد والحرب، المدفوعة من محور "المعاندة" بقيادة طهران. وتشهد بيروت هذا الأسبوع حراكًا دبلوماسيًّا، ينذر بمرحلة دقيقة على صعيد الترسيم والأمن والمفاوضات.

عقب اغتيال رئيس هيئة أركان "حزب الله"، هيثم علي الطبطبائي، برزت مواقف متناقضة كشفت حجم الإرباك داخل "الممانعة". ففي وقت أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن "طهران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وأن القرار يعود للبنانيين"، خرج "الحرس الثوري" بتصعيد ناري، متوعّدًا بـ "ردّ ساحق" على إسرائيل، وبثأر "سيأتي في الوقت المناسب". هذا التباين في الخطاب يعكس مأزقًا مزدوجًا: عجز عن مواجهة إسرائيل ميدانيًا، وضعف أكبر في إقناع جمهور "المقاومة" بأن الأخيرة استعادت عافيتها القيادية وتحصيناتها ضدّ الخرق الأمني.

"الحزب" يتنقل بين المصطلحات

في هذا السياق، برزت مؤشرات لا يمكن فصلها عن التحول الجاري داخل البيئة السياسية الشيعية قبل غيرها، بدءًا من المعجم الجديد الذي استخدمه "حزب الله" في بيانات النعي. فقد لفت المتابعين تنقل "الحزب" بين المصطلحات، بحيث أسقط في بياناته عبارة "شهيدًا على طريق القدس"، واستعاض عنها بمفردة جديدة هي "شهيدًا فداءً للبنان وشعبه". هذا التحول يُقرأ كاستجابة لحالة التململ الواسعة داخل الطائفة، والرافضة للانخراط في مسارات صدامية، تتجاوز حدود الدولة وتفرض عليها أثمانًا كارثية، والمطالبة بالعودة إلى فكر الإمام محمد مهدي شمس الدين، القائم على مبدأ الدولة الجامعة التي تُدمج فيها الطائفة الشيعية بلا مشروع موازٍ أو خصوصية فوق الدولة.

تجاهل مقصود؟

التحوّل في لغة المصطلحات لم يأتِ من فراغ، بل مهّد له "توأم" الحزب السياسي، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أصدر بيانًا لافتًا في الشكل والمضمون عقب استهداف بلدة الطيري وإصابة حافلة تقلّ طلابًا. ففي بيانه، دعا بري صراحة إلى رفع شكوى أمام مجلس الأمن الدولي، لكنه في المقابل تجاهل كليًّا الإشارة إلى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقرًّا لحركة "حماس" في مخيم عين الحلوة، متجنبًا ذكرها تمامًا. وتشير مصادر مطلعة إلى أن قيادة "حماس" أجرت مراجعات عاجلة في هذا الشأن، لكنها لم تتلق أي جواب، سوى الصمت.

أربعاء التفاوض والترسيم

على خط موازٍ، تستعد بيروت لاستقبال وزير الخارجية المصري بدر أحمد عبد العاطي في زيارة وُصفت بأنها قصيرة في الزمن ولكن مثقلة في المضمون. ووفق المعلومات المتقاطعة، فإن ما يحمله ليس مبادرة كاملة بعد، بل ورقة أفكار قابلة للتطوير، لكنها هذه المرة محاطة بزخم عربي ودولي استثنائي، بعد سلسلة لقاءات مكوكية أجراها الوزير المصري، أبرزها مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان. المسودة التي يحملها تتضمن مقترحات عملية لتدعيم الوضع الداخلي اللبناني وتحسين شروط حماية الدولة ومؤسساتها في مواجهة الاستحقاقات المصيرية، غير أن بعضها يحتاج إلى قرارات لبنانية جريئة تتجاوز حدود إدارة الأزمة، إلى الشروع في تغيير بنيوي في المقاربة السياسية والأمنية والاستراتيجية. وبين لغة جديدة في الضاحية، وصمت مدروس في عين التينة، وورقة أفكار مصرية ـ عربية على الطاولة، يبدو أن لبنان يدخل مرحلة إعادة تعريف لما هو "لبناني أولًا" وما هو أبعد من ذلك.

أما على خط العلاقات اللبنانية - القبرصية، فمن المتوقع أن يتصدر ملف النفط والغاز وترسيم الحدود جدول أعمال زيارة الرئيس القبرصي إلى بيروت، لا سيما بعد إقرار الحكومة اللبنانية ملف الترسيم البحري. وستتطرق القمة المرتقبة في بعبدا بين الرئيس جوزاف عون ونظيره القبرصي إلى ملفات سياسية وأمنية، في ضوء الدور الذي تلعبه قبرص، بعلاقاتها الإقليمية والدولية الواسعة، واطلاعها على مسار التطورات في المنطقة.

لا جواب أميركي

بعد أزمة إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، علمت "نداء الوطن" أن رئيس الجمهورية يتولّى شخصيًا إدارة الاتصالات لمعالجة تداعيات الخطوة، وقد أجرى تواصلًا مباشرًا مع سفيرة لبنان في واشنطن من جهة، ومع السفير الأميركي في بيروت من جهة أخرى. غير أن الجواب الأميركي حتى الآن ظل مقتضبًا: "الموضوع قيد الدرس والمتابعة".

تل أبيب تحذر

تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن "حزب الله" يدرس خيارات عدة للردّ على اغتيال الطبطبائي، منها إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات اقتحام على الحدود الجنوبية. في المقابل، أكدت تل أبيب أنها ستواصل ضرب جهود "الحزب" لإعادة بناء قوته، وقد وجّهت رسالة تحذير له وللحكومة اللبنانية بأن أي هجوم سيقابَل بردّ "غير متناسب". كما رفعت منظومتها الأمنية حالة التأهّب في الشمال، تحسّبًا لأي تصعيد. في هذا الإطار، تحدثت "هيئة البث الإسرائيلية"، عن تنسيق غير مسبوق بين "حزب الله" و"حماس" في الأشهر الأخيرة، وتحضير المئات من "الحركة" في لبنان للالتحاق بالـ "الحزب"، عند أي مواجهة قادمة.

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

تراقب الأوساط السياسية الداخلية بحذر شديد سياسة التصعيد الإسرائيلية التي دخلت مرحلة جديدة باستهدافها الضاحية الجنوبية مجدداً واغتيال رئيس أركان “حزب الله” هيثم الطبطبائي، والتي ترى بعض المصادر فيها خرقاً للخطوط الحمر التي جرى إعادة رسمها بمسعى أميركي بعد قرار الحكومة سحب السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية وتكليف الجيش اللبناني تنفيذ قراراتها وإيداعها تقريراً شهرياً عن مراحل تنفيذ خطته. وتعتبر المصادر أن العملية تحمل رسائل عدّة سياسية وأمنية في وجه المبادرة الأخيرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في كلمة الاستقلال حين جدّد تعهده العمل على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هجمات إسرائيل المتواصلة منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024. وكررت إسرائيل ما سبق أن فعلته قبل أسابيع عندما طرح الرئيس عون مبادرته التفاوضية، فكان جوابها بالنار عبر قصف عنيف طال البقاع والجنوب. والآن، بعد يومين من إطلاق مبادرته لوضع حل مستدام للأزمة مع إسرائيل وتثبيت الاستقرار، أتى الرد مرة جديدة بضرب الضاحية الجنوبية.

فرنسا قلِقة
في هذا السياق، وعشية استقبال الخارجية الفرنسية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لإجراء مباحثات متعددة الأبعاد، ومن ضمنها الملف اللبناني وسلاح “حزب الله”، أعربت السفارة الفرنسية في بيروت عن قلقها “البالغ من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت بيروت الأحد، مما يزيد من خطر التصعيد، في سياق يشهد أصلاً توترات شديدة”، وفق ما جاء في بيان مقتضب نُشر على حساب السفارة عبر منصة “إكس”.

وزير الخارجية المصري في بيروت
في المقابل، يصل إلى بيروت اليوم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للقاء المسؤولين، استكمالاً للمسعى الذي كان بدأه قبل أسابيع رئيس الاستخبارات المصرية، اللواء حسن رشاد، سعياً إلى التهدئة وعدم التصعيد.

مصادر سياسية مطلعة رأت في اتصال مع “الأنباء” أن اغتيال الطبطبائي في وسط الضاحية الجنوبية يشير إلى أن إسرائيل “أنهت مرحلة التهديد والوعيد، وأطلقت مرحلة التنفيذ العملي والفعلي للتصعيد الذي تلوّح به منذ أسابيع”، ردًّا على ما تقول إنه “حزب الله يعيد بناء قدراته العسكرية، ولبنان الرسمي لا يردعه ولم يُلزمه بتفكيك هيكليته العسكرية كما جاء في اتفاق وقف النار”.

واعتبرت المصادر أن اغتيال الطبطبائي يلبي مطالب الولايات المتحدة التي تضعه على لائحة الإرهاب والملاحقة، وبالتالي فإن تلك العملية ستزيد من الضغط الأميركي على لبنان لا العكس، وهذا يعزز عودة واشنطن لتأييد مطالب إسرائيل وخياراتها: إمّا “نزع سلاح الحزب قبل التفاوض”، أو “توسّع الحرب والضربات قبل التفاوض”.

وأضافت: “لا يمكننا أن نضمن إسرائيل. يوم أول من أمس أبلغوا لجنة الميكانيزم أنهم سينفذون العملية، وأن طابعها محصور باغتيال الشخصية المستهدفة، لكن في ظل كل الوقائع والتصريحات المتصاعدة، لا يمكن الحسم بما سيكون عليه الوضع في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن حزب الله يزيد من تشدده وتصعيده”.

وأشارت إلى أن كلمة رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، علي دعموش، خلال تشييع الطبطبائي، لم تخرج عن السقف السياسي الذي يعلنه الحزب، مؤكدة أنهم ليسوا معنيين بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والاستباحة والتزام العدو الإسرائيلي بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار. وأضافت أن تجديد دعموش رفض تسليم سلاح الحزب أو التراجع عن خيارات المقاومة لا يعني بالضرورة أن الحزب سيقوم بالرد على عملية اغتيال الطبطبائي.

رئيس الأركان الإسرائيلي يتفقد الجبهة الشمالية
وفي سياق التصعيد المستمر، تفقّد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ، بحسب ما نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي. واطلع زامير على “الاستعدادات على الحدود اللبنانية”، وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة في ضوء “عملية القضاء على قائد أركان حزب الله”. وقال زامير: “المنطقة ساخنة، والتأهب في ذروته”.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الجيش يواصل الاستعداد لما يُعرف بـ “جولة إضعاف” حزب الله، ويكثّف الهجمات ضد تعاظم قدرة الحزب وإعادة تأهيله. وأعلنت الإذاعة أن الجيش قرّر تعزيز منظومة الدفاع الجوي في الشمال ورفع مستوى الجهوزية بشكل كبير.

وأوضحت أنه بعد تقييمات الوضع، قدّر المختصون عدة احتمالات لردّ “حزب الله”، منها إطلاق رشقات صاروخية نحو الجبهة الداخلية، أو محاولة التسلل إلى داخل إسرائيل، أو نحو مواقع الجيش الإسرائيلي داخل لبنان، أو تفعيل الحوثيين لعملية ضد إسرائيل، نظراً إلى قرب هيثم الطبطبائي من الحوثيين.

وتوازياً، صرّح مصدر أمني إسرائيلي بأنه يمكن إضعاف “حزب الله” بشكل كبير لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط، مؤكداً أن حكومة لبنان لن تقوم بمهمة إضعاف الحزب، وأن إسرائيل “لن تنتظر”، معتبراً أنه إذا لم تُضعف إسرائيل “حزب الله” قبل نهاية العام، فسيفاجئ تل أبيب في توقيته. وشدّد على أن جولة الإضعاف يجب أن تُنجز قبل نهاية العام.

 

 

 

 

 

"اللواء":

بين أخطر استهداف يكرِّس التصرُّف الإسرائيلي تجاه اتفاق وقف النار الذي يبلغ عاماً كاملاً، بعد يومين، بتنفيذ عملية اغتيال لمسؤول عسكري كبير في حزب الله مع أربعة من مساعديه الكبار، والزيارة المقرَّرة للبابا لاون الرابع عشر بدءاً من السبت المقبل ولغاية الثلاثاء في 2 ك1، يعيش البلد مرحلة ترقب، على أمل أن يتمكن المعنيون من لجم العدوانية الإسرائيلية التي تتوعد البلد «بقتال لأيام» لإنهاك حزب الله، وبدأت وحداتها العسكرية القيام بتدريبات تحاكي تدخلاً عسكرياً برياً بدءاً من الحدود الشمالية مع لبنان.

بالمقابل، ينتظر لبنان وصول وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الى بيروت للبحث في آلية لنزع فتيل تصعيد اسرائيلي محدق بلبنان، بعد مشاورات أجراها الوزير المصري مع نظيرَيْه السعودي الامير فيصل بن فرحان والفرنسي جان نويل بارو على هامش قمة العشرين في جوهاسنبورغ، وتقوم على تنفيذ مبادرة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد وتنطلق الآلية من:

1- مبادرة اسرائيل للانسحاب من نقطة من النقاط الخمس مقابل تسليم حزب الله سلاحه.

2- منع إقدام اسرائيل على عمليات جديدة ضد المواطنين اللبنانيين.

3- ونزع فتيل التفجير بأي طريقة من الطرق.

وعُلم أن عبد العاطي اجرى اتصالاً بوزير الخارجية القطري للغاية نفسها.

وقال مصدر دبلوماسي عربي ان الوزير المصري يأتي الى لبنان باسم اللجنة الخماسية المعنية برعاية الاستقرار في لبنان.

وبالانتظار استبعد مسؤول اميركي ان يتجه حزب الله الى التصعيد..

وتباينت المعلومات حول ما اذا كان هناك ضوء اخضر اميركي بشأن الضربة الاسرائيلية للضاحية الجنوبية، ام ان المسألة اقتصرت على الإشعار بالضربة بعد حصولها.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان هناك إتصالات تتم على مستويين لمنع التصعيد في لبنان، إتصالات في الداخل من اجل ضبط الوضع وعدم حصول ردات فعل، وإتصالات في الخارج لمواكبة الموضوع والضغط على اسرائيل كي لا تستكمل اعتداءاتها.

وفُهم انه جرت متابعة التفاصيل الجديدة التي توافرت عن استهداف الضاحية الجنوبية.

وقالت إن الإنشغال بالتحضيرات لزيارة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر عن متابعة ملف الإتصالات لتجنيب لبنان أية سيناريوهات سلبية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان ايال زامير تفقد صباح امس منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ. واطلع على الاستعدادات على الحدود اللبنانية وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة في ضوء عملية القضاء على قائد أركان حزب الله». وكان الجيش الإسرائيلي اعلن بدء مناورات على مستوى قيادة الأركان للتعامل مع حالة حرب.

كما ذكر إعلام إسرائيلي: ان الجيش نقل رسالة لحزب الله وحكومة لبنان مفادها أن إطلاق أي صاروخ سيؤدي لرد غير متناسب. فيمانقلت قناة «الحدث» عن مصدر في حزب الله: أن الظروف الحالية لا تسمح بالرد على اغتيال الطبطبائي.

ورجحّت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية : «أن يسعى حزب الله إلى تجنب جولة أخرى واسعة النطاق من القتال مع إسرائيل وأن يختار حزب الله تأجيل رده بسبب الضغط الداخلي أو الاكتفاء بعمل رمزي محدود».

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنّ المنظومة الأمنية مستعدة لكل السيناريوهات. وأشارت القناة إلى أنّ أحد احتمالات الردّ هو أن يطلق تنظيمًا في لبنان الصواريخ بدلاً من «حزب الله»، مضيفةً أنّ «الجيش الإسرائيلي يمتلك مسبقاً خططًا «غير متناسبة» للرد بحال إطلاق نار من لبنان». وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»: أن سلاح الجو الإسرائيلي عزّز دفاعاته الجوية ورفع مستوى تأهبه في الشمال تحسبًا لإطلاق «حزب الله» صواريخ من لبنان. وبسبب هذه التقديرات ذكرت وسائل اعلام عبرية انه تم امس فتح الملاجىء في مستوطنات الشمال قبالة لبنان.

من جهة أخرى، أوضح مصدر أمني إسرائيلي، أن «جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام، وأن حكومة لبنان لن تقوم بهذه المهمة، ولن ننتظر. وإذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام فسيفاجئنا في التوقيت، ويمكن إضعاف الحزب دراماتيكيًّا لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط».

وفي المنطقة الشمالية، استقدم جيش الاحتلال تعزيزات اضافية، ولم يتوقف الطيران المعادي عن التحليق، مع توجيه تحذيرات للمستوطنين، وتفعيل منظومات دفاعية خشية رد محتمل وفقاً للتقديرات الاسرائيلية.

واعتبر الرئيس جوزف عون ان استهداف اسرائيل الضاحية بالتزامن مع ذكرى الاستقلال دليل آخر على انها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حدّ للتصعيد، وإعادة الاستقرار ليس فقط الى لبنان بل الى المنطقة ككل.

ورأى الرئيس نواف سلام ان الاعتداء على الضاحية الجنوبية يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها.. مشيراً الى ان «حماية اللبنانيين ومنع الانزلاق الى مسارات خطرة هي ألوية الحكومة في هذه المرحلة».

العدوان يقوِّض فرصة للتفاوض

وحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع، فإن العدوان على الضاحية الجنوبية قوّض اي فرصة للتفاوض من اجل وقف الاعمال العدوانية وتحقيق الاستقرار على جانبي الحدود، بل كان العدوان رداً بالنارعلى مبادرة الرئيس جوزيف عون التفاوضية التي اطلقها عشية عيد الاستقلال، فيما لم يصدر اي موقف حول العدوان لا عن لجنة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار – ميكانيزم، ولا عن الدولتين المنضويتين فيها اميركا وفرنسا، وكأِن هذا الصمت يستبطن نوعاً من الموافقة الضمنية على ممارسة الاحتلال مزيداً من الضغط والتصعيد العسكري المترافق مع الضغط السياسي والاقتصادي- الخدماتي، لدفع لبنان وحزب الله الى خطوات اخرى نحو التفاوض المباشر الذي يتجاوز الطابع الامني.

وافادت المعلومات بأن لجنة «الميكانيزم» «الخماسية» تبلغت من اسرائيل بأن عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل بحق رئيس اركان قوات حزب الله هيثم طبطبائي واربعة من معاونيه، لن تشكل تصعيدًا إلا إذا ردّ عليها حزب الله». وأكد مسؤول أميركي في حديث صحفي «على مواصلة العمل من أجل الحفاظ على عمل الآلية الخماسية، رافعين من وتيرة الاجتماعات إلى مرتين شهريًا، مشيراً إلى التواصل مع الأطراف عبر الخماسية لإحراز تقدم بين إسرائيل ولبنان».

وحدها الامم المتحدة دعت امس خلال جلسة لبحث الوضع في الشرق الاوسط لا سيما في فلسطين، «جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية في لبنان والامتثال للقرار 1701. وناشدت، القادة والسياسيين وقف اللغة التحريضية التي تغذي العنف».

لكن قبل العدوان، صدر موقف لافت للإنتباه للرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، الذي قال: أن خطاب الرئيس عون بمناسبة ذكرى الاستقلال «بالغ الأهميّة، معتبراً أنّه عبّر عمّا نراه نحن أيضاً، أي ضرورة التصرّف بحزم وفاعليّة حيال حزب الله، وتنفيذ خطّتنا الرامية بوضوح إلى استعادة السيادة اللبنانيّة في الجنوب».

ورأى ماكرون أنّ «الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة للغاية في تحقيق هذا الهدف«، معرباً عن اعتقاده أنّ «الالتزامات الّتي أعلنها الرئيس عون في خطابه مهمّة للغاية، وسنتابع تنفيذها».

وقال: في الوقت نفسه، سننظّم مؤتمراً في فرنسا لدعم تعافي لبنان، وأصدقاؤنا في السعودية سينظّمون أيضاً مؤتمراً لتمويل القوّات المسلّحة اللّبنانيّة، بالتنسيق الوثيق معنا. وهذان الرّكنان أساسيّان لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

غارة حارة حريك

لم يوقف العدو الاسرائيلي عدوانه على لبنان برغم كل التطمينات الغربية بعدم التصعيد حالياً بل ذهب الى تصعيد اوسع ونفذ تهديده بقصف الضاحية الجنوبية، بغارة عصر الأحد على منطقة حارة حريك ومن دون اي أنذار مسبق، مستهدفة بـ «صواريخ ذكية» شقة في الطبقة الرابعة بمبنى بالشارع العريض، ادت الى تدميرها وتدمير الطابق الثالث وأضرار بالغة في الشقق المجاورة والابنية الملاصقة والمقابلة والسيارات المتوقفة في الشارع. وتلى الغارة تحليق مكثف للطيران المعادي فوق المنطقة المستهدفة. وحسب وزارة الصحة العامة ادت الغارة الى ارتقاء 5شهداء واصابة 28 شخصا بجروح.. كما اندلع حريق عملت فرق الدفاع المدني على أخماده.

ولاحقا تبين ان المستهدف هو «رئيس اركان قوات حزب الله» هيثم علي طبطبائي (من والد ايراني وام لبنانية)، الذي ارتقى مع اربعة من معاونيه ونعاهم حزب الله رسمياً وتم تشييعهم امس الاثنين في الغبيرة.

وقال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله والوزير ‏ السابق محمود قماطي من مكان الغارة: العدو لا ينفع معه الاتفاقات. لا خيار إلاّ بالتمسك بالمقاومة ولا يمكن قبول الاستمرار بهذه الاستباحة والعدوان يخرق خطاً أحمر جديداً. ونحن ننسق مع الدولة اللبنانية لوضع حد لهذه الاستباحة الإسرائيلية. والعدوان دليل على أن العدو لا تنفع معه الاتفاقات.. والتفاوض المباشر أو غير المباشر مع العدو الإسرائيلي هو مضيعة للوقت.

كما تفقد المكان نائب حزب الله علي عمار، وقال: ان هذا العدوان الغادر استهدف منطقة سكنية بامتياز. واكد «أننا مستمرون في صمودنا، ونحن اقوياء بثباتنا وبحقنا وبشهدائنا وبقوة شعبنا ومناصرينا».

وشن العدو غارات على جرود بلدة النبي شيث منطقة الشعرة في البقاع الشرقي. وافيد عن إرتقاء شهيد. وشن العدو غارة من طائرة مسيَّرة على سيارة في بلدة عيتا الشعب، ادت الى ارتقاء المواطن محمد صالح شهيداً. ثم القت طائرة اخرى قنبلة على راعٍ في بلدة رميش ما ادى الى اصابته بجروح.

ووفق القناة 12 العبرية: «الغارة ضد رئيس أركان حزب الله بمكان اختبائه بالضاحية تم تنسيقها مع الأميركيين». وقال مسؤول أميركي لـ«أكسيوس»: تعليقاً، إن «إسرائيل لم تبلغنا قبل قصف الضاحية الجنوبية لبيروت. وأن إسرائيل أبلغتنا بغارة الضاحية الجنوبية بعد تنفيذها. والولايات المتحدة تعلم منذ أيام أن إسرائيل كانت تخطط للتصعيد في لبنان لكنها لا تعرف المكان ولا الزمان». وفي السياق، اشارت القناة 13 الإسرائيلية الى ان «البيت الأبيض لم يعد يعارض تنفيذ هجوم ببيروت مع تعاظم قوة حزب الله وعجز الحكومة».

بعد عدوانه الغادر على حارة حريك في الضاحية الجنوبية، استمر امس، استطلاع طيران العدو في مراقبة الاراضي اللبنانية من الضاحية الى مناطق بعلبك مروراً بالجنوب والجبل. فحلّق الطيران المسيَّر الاسرائيلي فوق الضاحية. وسُجل ايضا تحليق الطيران المسيَّر المعادي فوق قرى الزهراني على علو منخفص. وحلق الطيران فوق خلدة وعرمون ومناطق قرى عاليه من سوق الغرب الى كيفون وبيصور وجوارها. وكان يسمع هدير الطائرات. كما وصل تحليق الطيران المعادي الى مناطق بعلبك وطاريا وشمسطار في البقاع.

وإستكمالاً لعدوانه على الجنوب، استهدف الاحتلال الاسرائيلي امس، بقذائف مدفعية المنطقة الواقعة بين عيترون وبليدا. فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية منطقة سدانة المحاذية للبلدة. وجدد قصفه لمحيط منطقة «الكيلو 9» الواقعة بين بلدتي عيترون وبليدا بـ3 قذائف. كما استهدف القصف الإسرائيلي منطقة شيحين. واطلقت قوات إسرائيلية 3 قذائف باتجاه عناصر الدفاع المدني اللبناني وكشافة الرسالة الإسلامية خلال محاولتهم إطفاء النيران في يارين والزلوطية.

من جهة ثانية أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي النار من موقع «رويسات العلم» باتجاه أطراف بلدة كفرشوبا.

وفي تشييع شهيد حزب الله هيثم الطبطبائي واربعة من مساعديه، اكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، أن كل التنازلات التي قدمتها الحكومة لم تثمر ولم تؤدِّ الى أي نتيجة، وأن على الصهاينة أن يبقوا قلقين لانهم ارتكبوا خطأ كبيراً، وأن على الدولة أن تحمي مواطنيها وسيادتها.

وهذا الوضع المستجد كان موضع بحث بين قائد الجيش العماد رودولف هيكل والمنسقة الخاصة اللامم المتحدة في لبنان Jeanine annis - plashaet.

 

 

 

 

 

"البناء":

نفذ جيش الاحتلال عدواناً إجرامياً على ضاحية بيروت الجنوبية استهدف أحد أبرز قادة المقاومة هيثم طبطبائي (أبو علي) بواسطة غارة شنتها طائرات مسيّرة على شقة في شارع معوض في منطقة حارة حريك، وتعتبر العملية أول استهداف للضحية منذ شهر حزيران الماضي، وأول استهداف لشخصية من الصف القياديّ الأول للمقاومة منذ اتفاق وقف إطلاق النار، وفيما حملت الغارة رسالة تصعيدية في سياق التهديدات المتواصلة من واشنطن وتل أبيب بحرب شاملة يشنها الاحتلال ما لم تقم الدولة اللبنانية بنزع سلاح المقاومة، بالرغم من ترابط الخطوات المتبادلة التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار والتزم به لبنان كدولة ومقاومة، بينما لم ينفذ الاحتلال أي بند من بنود الاتفاق، وبقي يواصل الاعتداءات وعمليات التوغل ويوسّع نطاق احتلاله داخل الأراضي اللبنانية، وفق اعترافات اليونيفيل التي وثقت أكثر من 7000 خرق إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، أكدت الدولة اللبنانية على لسان رئيس الجمهورية أن «استهداف الكيان الإسرائيلي للضاحية الجنوبية من بيروت بالتزامن مع ذكرى الاستقلال، يمثل «دليلاً جديداً على عدم اكتراث «إسرائيل» بالدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، ورفضها تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة بأسرها». مضيفاً «إن لبنان، الذي التزم بوقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة، وقدّم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والتدخل بقوة وجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه، منعاً لأي تدهور يُعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة أخرى».

الضغط على لبنان للتنازل عن موقفه الداعي لتطبيق الالتزامات الإسرائيلية وفقاً لنص اتفاق وقف إطلاق النار، يتم بالتزامن مع تصاعد لهجة الحرب والتهديد بما يقول الأميركيون للبنانيين إن كلفته سوف تكون أعلى من كلفة الحرب الأهلية التي يخشاها لبنان إذا استجاب للطلبات الأميركية، بينما يتساءل لبنانيون آخرون يتقدّمهم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عما إذا كان التفاوض ونزع السلاح سوف يفتحان الطريق للانسحاب الإسرائيلي، ويضيف آخرون أن مبرر السؤال يزداد في ضوء النتائج العكسية التي تقولها التجربة السورية المماثلة في تلقي الاعتداءات الإسرائيلية دون سلاح مقاومة ورغم السير بالتفاوض.

المقاومة التي لم تجب على سؤال كيفية تعاملها مع الرد على العملية، قالت بلسان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الشيخ علي دعموش، إن المقاومة غير معنية بأي مبادرات جديدة أو طرح جديد، قبل تنفيذ «إسرائيل» موجباتها التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار، بوقف الاعتداءات وتحقيق الانسحاب، بينما كان الاحتلال يعلن عن إجراءات وقائية في شمال فلسطين المحتلة تحسباً لما وصفه الاحتلال بالتحسب لفرضية الرد.

وشيّع حزب الله وجمهور المقاومة القائد الجهادي الكبير السيد هيثم علي الطبطبائي (أبو علي) ورفاقه الشهداء الذين ارتقوا جرّاء الغارة «الإسرائيلية» الغادرة التي استهدفتهم في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش في كلمة خلال مراسم التشييع في الضاحية الجنوبية «إن السيد أبو علي كان يتواجد في أي مكان يُطلب منه أن يكون فيه، لأنه نذر حياته للمقاومة. كان يقتحم الموت بالموت، ولم يتعب يوماً من حمل السلاح في مواجهة العدوان». وأكد أنّه «من أبرز القادة الجهاديين الذين أداروا معركة أولي البأس بكلّ شجاعة واقتدار».

وشدّد الشيخ دعموش على أن العدوّ «الإسرائيلي» «اغتال أبو علي لينال من عزيمة المقاومة وإرادتها، لكن هذا الهدف لن يتحقق»، موضحاً أنّ المقاومة «جماعة تنتمي إلى عقيدة إيمانية وهوية وطنية وتاريخ عريق في النضال، ولن تتراجع أمام التضحيات».

وأكد أنّ الشهيد الطبطبائي «لطالما تحسّر شوقاً للّحاق بالشهداء الذين سبقوه»، وأن دماءه ودماء رفاقه «ستزيد المقاومة صلابة وثباتاً في مواجهة العدوان واستشهاد القائد أبو علي لن يُعيد المقاومة إلى الوراء أو يثنيها عن استكمال ما بدأه الشهيد القائد ولن يدفعنا للاستسلام أبداً، بل إنّ دم الشهداء سيزيدنا عزماً وإرادة وتمسكاً بصوابيّة القرار لأننا من أتباع الإمام الحسين (ع)»، وأوضح أنّ استشهاد القائد أبو علي لن يُعيد المقاومة إلى الوراء أو يثنيها عن استكمال ما بدأه الشهيد القائد ولن يدفعنا للاستسلام أبداً، وأن المقاومة لديها مَن يستطيع تولي المسؤوليات أيّاً تكن التضحيات.

ورأى الشيخ دعموش أنه «من واجب الدولة حماية مواطنيها وسيادتها، وعلى الحكومة وضع خطط لذلك ورفض الإملاءات والضغوط الخارجية»، مشدداً على أنّ «كلّ التنازلات التي قدّمتها إلى الآن الحكومة لم تثمر ولم تؤدّ إلى أي نتيجة ولسنا معنيين بأي طروحات طالما أن العدوّ لا يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار».

وتوجّه الشيخ دعموش للعدو بالقول: «على الصهاينة أن يبقوا قلقين لأنهم ارتكبوا خطأً كبيراً، معاهداً الشهداء باستكمال الطريق الذي بدأوه والبقاء في الميدان».

ويطلّ الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في 27 تشرين الحالي بمناسبة مرور عام على اتفاق وقف الأعمال العدائية. ووفق معلومات «البناء» فإنّ الشيخ قاسم سيحدد خلال الخطاب موقف الحزب من اغتيال القيادي الطبطبائي والخيارات المتاحة وكيفية المواجهة والردّ، ويرسم طبيعة المرحلة المقبلة والأخطار المحتملة على لبنان والمنطقة.

وكان حزب الله نعى في بيان، الشهيد الطبطبائي، «لقد منّ الله عليه بوسام الشهادة الرفيع، وإن شهادته العظيمة ستضفي ‏أملاً وعزيمة وقوة لإخوانه ‏المجاهدين وإصرارّا على متابعة الطريق، كما كان في حياته مصدر ‏قوة وإلهام لهم. وسيحمل ‏المجاهدون دمه الطاهر كما حملوا دماء كلّ القادة الشهداء، ويمضون ‏قدماً بثبات وشجاعة ‏لإسقاط كل مشاريع العدو الصهيونيّ وراعيته أميركا».‏

وأشارت مصادر سياسيّة مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» إلى أن عملية الاغتيال أكان المكان وحجم القيادي المستهدف، يحمل رسائل عدة كسر خط أحمر (استهداف الضاحية الجنوبيّة في منطقة سكنيّة ومن دون إنذار)، وبالتالي فرض قواعد اشتباك جديدة، ورسالة لحزب الله بأنه سيبقى ضمن دائرة النار ولن يستطيع حماية قياداته ولا بيئته ولن تسمح «إسرائيل» بأن يعمل الحزب على الترميم في بيئة أمنية آمنة، والرسالة الثالثة ردّ بالنار على الدولة اللبنانيّة بعد أقلّ من 48 ساعة على خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومبادرته حول التفاوض لإنهاء الاحتلال ووقف العدوان وحصرية السلاح بيد الدولة، وتريد «إسرائيل» القول إنها غير معنية بأي مبادرة أو تفاوض ولا وقف الحرب والضربات قبل تنازل لبنان والرضوخ لشروطها الأمنية والسياسية.

ورغم أهميّة الضربة من الوجهة الأمنية والاستخبارية، غير أن المصادر رأت أن الضربة لها وظيفة سياسية لا عسكرية، لأنّ «إسرائيل» تدرك أنّ اغتيال القيادات لن يغير الواقع ولن يؤدي إلى استسلام الحزب، لأنّ هناك آلاف القيادات التي تمتلك الخبرة والتجربة والمخوّلة تسلّم مواقع ومناصب قيادية كبيرة، لكن الهدف سياسيّ، هو دفع الدولة اللبنانية وتحت ضغط استمرار الضربات، على اتخاذ قرار بسحب السلاح، كما حصل في قراري 5 و7 آب الماضي، وبالتالي الصدام مع المقاومة.

وشدّدت المصادر على أنّ المقاومة تدرس كافة الخيارات بميزان من ذهب ولن تنجرّ خلف مخطّطات الاحتلال الذي لا يحتاج إلى ذريعة لشن عدوان كبير على لبنان، ولذلك ردّ المقاومة المزيد من الصبر والصمود واستيعاب الصدمات واستكمال عملية الترميم، وإحباط الهدف السياسيّ للغارات والضربات، وعدم الانجرار إلى صدام مع الدولة بل المزيد من تنسيق الخطوات معها لكيفيّة مواجهة الخطر والعدوان الإسرائيلي، والعمل على تضييق مساحة الاختلاف مع الدولة إلى الحد الأقصى.

وأثارت عملية الاغتيال أجواء تشاؤميّة في شمال فلسطين المحتلة أعادت معها أجواء حرب العام الماضي، إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّه تمّ فتح الملاجئ في بلدات على الحدود مع لبنان بسبب التوتر إثر عمليّة اغتيال القائد العسكري في حزب الله هيثم الطبطبائي.

وأعلن جيش الاحتلال أن رئيس الأركان ايال زامير تفقد أمس منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ. وتابع البيان أن رئيس الأركان «اطلع على الاستعدادات على الحدود اللبنانية وأوعز بالحفاظ على الجاهزيّة العملياتيّة المتزايدة في ضوء عملية القضاء على قائد أركان حزب الله». وكان جيش الاحتلال أعلن بدء مناورات على مستوى قيادة الأركان للتعامل مع حالة حرب.

وأوضح مصدر أمني إسرائيلي أنّ «جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام»، مشيراً إلى أنّ «حكومة لبنان لن تقوم بهذه المهمة، ولن ننتظر». ورأى المصدر أنه «إذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام فسيفاجئنا في التوقيت»، لافتاً إلى أنه «يمكن إضعاف الحزب دراماتيكيّاً لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط».

في المواقف الدوليّة، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية «أن الضربة الإسرائيلية في بيروت أمس، تعزّز مخاطر التصعيد بالمنطقة»، وشدّدت على أهمية اللجوء إلى آلية مراقبة وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان.

في غضون ذلك، يصل وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم لاستكمال المسعى المصري الذي كان بدأ بزيارة رئيس الاستخبارات المصرية إلى لبنان منذ أيام.

ووفق مصادر دبلوماسية عربية لـ»البناء» فإنّ التحرك المصري جاء بناء على شعور القيادة المصرية بخطر كبير على لبنان من العدو الإسرائيلي، والبحث عن سبل تفاوضية دبلوماسية لتفادي أي عدوان كبير على لبنان، ومساعدة الدولة اللبنانية على إيجاد الحل للواقع الحالي. لكن المصادر لفتت إلى أنّ مصر لا تملك العصا السحرية والأمر يحتاج إلى تعاون كافة الأطراف. ونفت المصادر وجود مبادرة مصرية متكاملة كما أشيع في الإعلام، بل اقتراحات طرحتها على الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وتنتظر الردّ عليها وستستكمل وساطتها على هذا الأساس.

 

 

 

 

 

 "الشرق":

أنهت اسرائيل أمس مرحلة التهديد والوعيد، وأطلقت مرحلة التنفيذ العملي والفعلي للتصعيد الذي تلوّح به منذ اسابيع بزعم ان حزب الله يعيد بناء قدراته العسكرية، ولبنان الرسمي لا يردعه ولم يُلزمه بتفكيك هيكليته العسكرية كما جاء في اتفاق وقف النار”.

ماذا سيفعل لبنان؟

تل أبيب أسقطت باستهدافها الضاحية الجنوبية لبيروت امس للمرة الاولى منذ اشهر، وباغتيالها رئيسَ اركان حزب الله هيثم طبطبائي، كلَ احتمالات الذهاب الى تفاوض مع لبنان قبل ان يتم نزع سلاح الحزب، وفي المقابل صعد الحزب من لهجته لمح الى امكانية الرد على هذا الاغتيال ما يفتح الباب امام تجدد الحرب المفتوحة.

تنديد رسمي

وتعليقا على العدوان الجديد اعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان استهداف اسرائيل الضاحية الجنوبية من بيروت وتزامن هذا الاعتداء مع ذكرى الاستقلال “دليل آخر على انها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد واعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها”. واضاف: “ان لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم ، وقدم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي بان يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعا لاي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة ، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة اخرى”.

سلام

من جهته، كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر حسابه على “اكس”: “ان الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها. إنّ حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة. فهي ستواصل العمل بشتى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أيّ تصعيد مفتوح، وبما يضمن ووقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من ارضنا، وعودة أسرانا.

المسعى المصري

أما وزير الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي فيحط في بيروت اليوم مستكملا المسعى المصري الذي كان بدأ بزيارة رئيس الاستخبارات المصرية الى لبنان منذ ايام، لتجنب السيناريو الأسوأ. غير ان المخاوف تكبر، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة ، من ان يكون اي طرح، دون تسليم السلاح بالكامل، غير قادر على لجم اسرائيل او اقناع واشنطن، على وقع معطيات اشارت الى ان الاخيرة ما عادت تمانع تنفيذ اسرائيل ضربات في العاصمة اللبنانية لان بيروت لم تنزع سلاح الحزب. بدورها، اعتبرت الخارجية الفرنسية ان الضربة الإسرائيلية في بيروت أمس تعزز مخاطر التصعيد بالمنطقة، وشددت على أهمية اللجوء إلى آلية مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.

بلاسخارت

وفي ظل هذه الاجواء غير المطمئنة، التي حتى الساعة لم تؤثر على زيارة البابا لبنان، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان Jeanine Hennis – Plasschaert، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

يسود الترقّب والخوف لبنان من أي تصعيد إسرائيلي محتمل في الأيام المقبلة، بعد عملية الاغتيال التي طالت رئيس أركان «حزب الله»، هيثم الطبطبائي، في وسط الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد، والتي يرى المسؤولون في لبنان أنها تحمل رسائل عدّة؛ سياسية وأمنية، في وجه المبادرة الأخيرة التي أطلقها رئيس الجمهورية، جوزيف عون، والتي كانت قد سبقتها أيضاً مبادرات مماثلة كان الرد الإسرائيلي عليها بالنار مرات عدة.

وأعربت السفارة الفرنسية في بيروت، الاثنين، عن قلقها «البالغ من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت بيروت الأحد؛ مما يزيد من خطر التصعيد، في سياق يشهد أصلاً توترات شديدة»، وفق ما جاء في بيان مقتضب نشر في حسابها على منصة «إكس».

ومن المتوقع أن يصل الثلاثاء إلى بيروت وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، للقاء المسؤولين، استكمالاً للمسعى الذي كان بدأه قبل أسابيع رئيس الاستخبارات المصرية، اللواء حسن رشاد، سعياً إلى التهدئة وعدم التصعيد.

رد بالنار

وتضع مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية الضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت ضمن المسار الذي تعتمده إسرائيل منذ بدء رئيس الجمهورية طرح مبادراته التفاوضية.

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أسابيع عندما طرح الرئيس عون مبادرته التفاوضية كان الجواب الإسرائيلي بالنار، عبر قصف عنيف طال البقاع والجنوب. والآن بعد يومين من إطلاق مبادرته لوضع حل مستدام للأزمة مع إسرائيل، وتثبيت الاستقرار، أتى الرد مرة جديدة بضرب الضاحية الجنوبية».

وتضيف: «كانت الرئاسة تُجري اتصالات بشأن المبادرة، وباتت اليوم تُجري الاتصالات داخل وخارج لبنان للتهدئة وعدم التصعيد». من هنا، ترى المصادر أن «إسرائيل تقول بطريقة أو بأخرى: لا تبذلوا جهوداً؛ لا عبر المبادرات، ولا المفاوضات... ما نريد أن نفعله فسنفعله. وخير دليل على ذلك، المواقف التصعيدية المتتالية التي تصدر عن المسؤولين في تل أبيب».

إلا إن رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، علي دعموش، قال خلال تشييع الطبطبائي، الاثنين: «لن نكون معنيين بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والاستباحة والتزام العدو الإسرائيلي موجبات اتفاق وقف إطلاق النار».

وتعيد المصادر الوزارية التأكيد على ما قاله رئيس الجمهورية في بيانه إثر قصف الضاحية الجنوبية، وتحديداً حيال دور المجتمع الدولي، قائلة: «إضافة إلى أن إسرائيل لا تتجاوب مع المبادرة تلو المبادرة، فلا نرى تحركاً واضحاً للمجتمع الدولي... نحن نقوم بدورنا، وليقم هو بدوره».

وعن التخوف من التصعيد، تقول المصادر: «لا يمكننا أن نضمن إسرائيل... يوم أمس أبلغوا لجنة (الميكانيزم) بأنهم سينفذون العملية، وبأن طابعها محصور في اغتيال الشخصية المستهدفة، لكن في ظل كل الوقائع والتصريحات المتصاعدة، لا يمكن الحسم بما سيكون عليه الوضع في المرحلة المقبلة». مع العلم بأن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه اتخذ قراراً بتعزيز ورفع درجة الجاهزية بشكل كبير في منظومة الدفاع الجوي بالشمال، مؤكداً أنهم سيواصلون إضعاف «حزب الله» والهجمات داخل لبنان ضد جهود «الحزب» لإعادة بناء قوته والتسلح من جديد.

رسالة متعددة الأوجه

وفي هذا الإطار، تقول مصادر في «كتلة التنمية والتحرير» النيابية، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، إن عملية الاغتيال التي نُفذت في قلب الضاحية الجنوبية، وتحديداً في منطقة سكنية ومكتظة، تحمل رسائل متعددة؛ سياسية وأمنية، في أكثر من اتجاه.

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «إضافة إلى الرسالة الموجهة إلى (حزب الله)، هناك رسالة سياسية موجهة إلى رئيس الجمهورية الذي سبق أن أطلق مبادرة لإنهاء الوضع القائم في لبنان، وهذا يعدّ مؤشراً خطيراً في سياق التصعيد المستمر والمتمادي الذي تقوم به إسرائيل منذ اتفاق وقف إطلاق النار في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024».

وتسأل المصادر عن موقف الدول الراعية للاتفاق وتقول: «هي دائماً تلوذ... ولا نسمع أي تحذير أو استنكار، حتى يُطرح السؤال: هل هذا الصمت هو رضا عن كل ما يحصل؟».

حبشي: خرق وعمالة

ورأى عضو «تكتل القوات اللبنانية»، النائب أنطوان حبشي، أن «ما حصل في الضاحية يؤكد أن قيادات (الحزب) ما زالت تختبئ بين المدنيين، وهذا لا يجوز، ويدل بشكل واضح على عملاء في داخل (حزب الله)، ويجب على الدولة أن تضع يدها على (الحزب) وتعرف أين الخرق»، وشدد على أن ما يشهده «حزب الله» من «خرق وعمالة منتشرة في صفوفه غير مقبول؛ لأن خرق إسرائيل (الحزب) يعني خرقاً على مستوى كل لبنان».

وأشار حبشي، في حديث إذاعي، إلى أن «(لجنة الميكانيزم) تتبلغ من إسرائيل في كل مرة عن الموقع الذي سيُستهدف، والهدف أن يدخل الجيش اللبناني الموقع ويفتشه، وإذا لم يتوجه الجيش إلى المكان عندئذ تضرب إسرائيل الموقع».

ولفت إلى أن «الاستقلال اليوم ليس حقيقياً؛ لأن الدولة تتساهل، وهذا التسامح في السيادة سيجر لبنان إلى مزيد من الدمار والحرب».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية