كتبت هلا أبو سعيد في ايكو وطن:حمانا تنبض بمصالحة الجبل.. فلتسكت أقلام الفتن!

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : هلا ابو سعيد
Aug 31 24|19:32PM :نشر بتاريخ

انتهازيون هؤلاء الذين يحولون إشكالاً فرديًا إلى أزمة طائفية غير آبهين بتداعيات تصريحاتهم المقززة وأخبارهم المحقونة بالحقد وأقلامهم التي تسيل خبثًا وكيدية!
لا، ما جرى في حمانا ليس "إشكالاً دمويًا" ومن تواجدوا في حمانا ليسوا "عصابات مدججة بأسلحة بيضاء"، بل هم أبناء منطقة واحدة قادهم الغضب لمواجهة، رفضها كل العقلاء وبينهم ذوو الشبان الذين تواجهوا بجهل وقلة وعي! 

لا هذا الحادث لم ينسحب على أهالي المتن الأعلى الذي يلفظ كل فتنة، ولن يتم استثماره في الجبل الأبي المحصن بمصالحة تاريخية. فأهل الوفاء والأخلاق يقطعون رأس الفتنة ولا يأبهون بذيولها المتحركة على مواقع التواصل والمواقع الإخبارية غير المسؤولة الساقطة في امتحان الأخلاق والوطنية!
لقد سارع أمين سرّ اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن منذ وقوع هذا الإشكال الفردي في بلدة حمانا ليل الجمعة الماضية بتاريخ الثالث والعشرين من آب 2024، إلى التحرك والتواصل مع كل المعنيين بالحادث، وعمل على ضبط الأمور بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الذين لم يقصروا بالقيام بواجباتهم. 

وحرص أبو الحسن ووكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي عصام المصري على زيارة الجرحى في مستشفى الجبل للاطمئنان على سلامتهم.
 وبادر أبو الحسن للتواصل مع أصحاب العلاقة والفاعليات السياسية ومع الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة، مؤكدًا مع كل المعنيين على ضرورة الاحتكام إلى القانون، لتكون أجهزة الدولة وحدها المرجع الصالح لمعالجة هذا الإشكال بالطرق القانونية بما يحفظ الكرامات ويحافظ على الثوابت، ويعيد العلاقة بين المعنيين بالإشكال إلى طبيعتها من دون أية ضغائن او رواسب، لكن، الأقلام الآثمة نشرت أخبارًا تضليلية تناقلها المتربصون شرّا بما تبقى من أمن واستقرار في هذا البلد!
والفرق واضح بين من يشوهون الحقائق في تداول موبوء عن إشكال يسعى الخيِّرون لمحاصرة تداعياته، ومن يحاولون عبثًا إشعال نار الفتنة بتضخيم للمشهد وكأنه اقتتال طائفي!

نعم تختبئ الأقلام الحاقدة تحت أسماء وهمية تارةً على مواقع التواصل وطورًا على مواقع إخبارية كشفت وجوه القيمين عليها وأهدافهم، ولكنهم عجزوا رغم كيدهم عن إفساد العلاقات والود بين أبناء المنطقة الواحدة، ولن ينالوا من طيب العلاقات التي تربط النائب أبو الحسن مع ابناء بلدة حمانا الكرام، وعلى رأسهم أهالي المعنيين بالإشكال الذين يعتبرهم أصدقاء يعتز بهم.

شيخ عقل الموحدين الدروز الذي استنكر الحادثة، أرسل وفدًا من المشايخ الكرام إلى بلدة حمانا وأجرى اتصالاً بدوره بالمصابين، وبادر واتصل أيضا بسيادة المطران أنطوان بو نجم، راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، من اجل "وضع الأمور في نصابها للوصول إلى معالجة جذرية بالتوازي بين تطبيق الأمن والقانون من جهة، وبين الالتزام بعاداتنا وقيمنا الأخلاقية والاجتماعية والوطنية من جهة أخرى التي نشأنا عليها وتعاهدنا ان نكمل الدرب على أساسها، بكل حرص وإيمان وقناعة وثبات".

في ذات السياق، كان موقف مختار بلدة حمانا شاهين نجيب رزق موضع تقدير كبير لدى النائب أبو الحسن والمرجعيات الحريصة في المنطقة، مؤكدًا على "ان المصالحة التاريخية التي أرساها غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والزعيم وليد بيك جنبلاط في العام 2001، لا يمكن ان تعكرها حادثة أو إشكال فردي حصل بين أبناء المنطقة الواحدة". 
وإذ رفض  رزق "الاستثمار الإعلامي غير المستحب في موضوع دقيق وحساس وفي ظروف استثنائية يمر بها الوطن"، خاطب الجميع من موقع مسؤوليته وموقعه كمختار بلدة حمانا مؤكدًا حرصه على تعزيز العيش المشترك في الجبل، وقال: أهيب بالجميع التعالي عن جميع المصالح الشخصية الضيقة والسعي يدا بيد مع جميع الخيرين والعقلاء وأصحاب الأيادي البيضاء لمعالجة أسباب هذا الإشكال لعدم تكراره في المستقبل.

أبو الحسن الذي ثمّن هذا الموقف النبيل من مختار بلدة حمانا وشقيقه إدمون والعائلة الكريمة شاكرا "الموقف الواعي والحريص للصديق رمزي أبي خالد وشقيقه إيلي"، جدد التحية لقائد الجيش العماد جوزاف عون وفاعليات بلدة حمانا ومخاتيرها الذبن نزعوا اثناء زيارته أي صفة مذهبية أو سياسية عن الحادث، وقال: يا ليت البعض يقتدي بهم لطي صفحة هذا الحادث، داعيًا "لنستمر جميعًا يدًا بيد ننعم بعيشنا الواحد وحياتنا المشتركة بصفاء ونقاء وإلفة ومحبة." 

أبو الحسن وضع ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في عهدة القضاء، واعتبر بيانه بمثابة إخبار يضاف إلى ملف الحادث القضائي لمحاسبة الذين يحاولون التضليل والافتراء وزرع بذور التفرقة والفتنة بين ابناء المنطقة، منوهًا بالدور الذي تقوم به المراجع الروحية والفعاليات الدرزية والمسيحية من أبناء بلدة حمانا لإزالة رواسب هذه الحادثة المستنكرة.

أما بعد؟ فالسؤال يطرح نفسه في عقل كل مواطن سئم كل هذه الخزعبلات المغرضة، وتعب من تضليل الأقلام المسمومة التي تؤرق راحته باستثمار أي إشكال عابر لتُشبِع الأجيال الطالعة بأحقادٍ تنمّي بذور الفتن مستقبلاً! إلى متى سيتغاضى القضاء عن محاسبة الأقلام المغرضة التي تُشعل الفتنة طائفيا ومذهبيا، وحزبيا وعشائريا وعائليا بين أبناء الوطن الواحد؟
أين المعايير التي تضبط هذا التفلت الإعلامي من المهنية والموضوعية، وأين الأجهزة المختصة من دورها في محاسبة ناشري أخبار الفتن التي تُهدد أمن الوطن؟!

 

*مضمون المقال يعبر عن رأي كاتبه

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan