كتب شادي سرايا في إيكو وطن: الوضع السياسي في لبنان ...عقبات وحلول
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Sep 05 24|11:02AM :نشر بتاريخ
كتب الدكتور شادي سرايا في ايكووطن:
في الفترة الأخيرة، لبنان يمر بواحدة من أصعب الأزمات السياسية التي شهدها تاريخه الحديث. الأوضاع مشحونة ومليئة بالتوترات التي تأثرت بتدخلات داخلية وخارجية. يمكن أن نلمس الأزمة بشكل واضح في الفشل المستمر في انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، في ظل انقسامات سياسية وطائفية تعمقت على مر السنين.
_الفراغ الرئاسي: أزمة مستمرة :
منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر 2022، يعيش لبنان في حالة من الفراغ الرئاسي. الخلافات الحادة بين القوى السياسية حول اختيار خليفة له تزداد تعقيدًا يوماً بعد يوم، خاصة مع تمسك الثنائي الشيعي بترشيح سليمان فرنجية. هذا التعنت يعكس تعقيدات النظام السياسي اللبناني، حيث يؤثر الفراغ على قدرة الحكومة على العمل، مما يجعل الأزمات المستفحلة في البلاد تزداد سوءًا. من أخطر هذه الأزمات تلك المرتبطة بقرار الحرب والسلم، الذي يحتكره حزب الله على حساب الدولة ومؤسساتها.
_الوضع الاقتصادي: انهيار مؤلم :
الأزمة الاقتصادية الحالية في لبنان هي الأسوأ في تاريخ البلاد. الليرة اللبنانية انهارت بشكل كبير، ما أدى إلى ارتفاع مخيف في معدلات التضخم والفقر. كل ذلك ناتج عن عقود من الفساد وسوء الإدارة، بالإضافة إلى التوترات السياسية التي حالت دون تنفيذ الإصلاحات الضرورية. الشعب اللبناني يعيش اليوم تداعيات هذه الأزمة بشكل يومي، فالتحديات الاقتصادية تتفاقم بدون حلول في الأفق.
_التدخلات الخارجية : تعقيد المشهد السياسي
لا يمكن النظر إلى الأزمة اللبنانية بمعزل عن التدخلات الخارجية. القوى الإقليمية والدولية تسعى جاهدة لتحقيق مصالحها على حساب استقرار لبنان. هذه التدخلات تزيد من تعقيد المشهد السياسي وتؤجج الانقسامات الداخلية. الصراع بين القوى الكبرى في المنطقة ينعكس بشكل مباشر على السياسة اللبنانية، ما يجعل الحلول المحلية شبه مستحيلة دون تأثيرات خارجية.
_الدور الشعبي والاحتجاجات :
صوت الشعب مستمر
منذ عام 2019، نزل اللبنانيون إلى الشوارع في موجات احتجاجية تطالب بالإصلاحات السياسية والاقتصادية. هذه الاحتجاجات كانت تعبيراً عن رفض واسع للطبقة السياسية الحالية ومسؤوليتها عن الأوضاع المتدهورة. ورغم أن وتيرة الاحتجاجات قد تراجعت، إلا أن مطالب الشعب لم تتلاشَ، حيث ما زال الكثيرون غير راضين عن الطريقة التي تُدار بها الأمور.
_الحلول الممكنة :
طريق طويل ومعقد ..
إيجاد حلول للأزمة في لبنان يبدو صعباً ومعقداً، ولكنه ليس مستحيلاً. الحل يتطلب توافقاً سياسياً يشمل جميع الأطراف، بالإضافة إلى دعم دولي منسق لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتنفيذ الإصلاحات. من الضروري أيضاً تعزيز دور المؤسسات الوطنية وتفعيل القضاء المستقل كخطوات أساسية نحو الخروج من الأزمة.
_التحديات المستقبلية :
ما ينتظر لبنان ..
التحديات التي تواجه لبنان كثيرة ومتنوعة. بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والسياسية، هناك مخاطر أمنية ناتجة عن التوترات الإقليمية والمشاكل الداخلية. للحفاظ على السلم الأهلي ومنع تدهور الوضع أكثر، يجب على جميع الأطراف المعنية، سواء داخلياً أو خارجياً، أن تبذل جهوداً مستمرة ومكثفة.
لا يزال الوضع السياسي في لبنان غير مستقر، وما يحتاجه البلد هو حلول جذرية وشاملة تعالج الأسباب العميقة للأزمة. ولكن لتحقيق ذلك، يتطلب الأمر إرادة سياسية حقيقية وتعاوناً دولياً فعّالاً، إلى جانب دعم المجتمع المدني اللبناني الذي يطالب بإصلاحات شاملة وملموسة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا