افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 1 تشرين الأول 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 01 24|08:28AM :نشر بتاريخ

كتبت صحيفة "النهار": مع أن الحرب الإسرائيلية المتدحرجة جواً والمنذرة بغزو برّي وشيك للبنان لا تفسح مجالاً بعد لأي اختراق دبلوماسي، تمكّن رئيسا مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس من اختراق الأجواء الحربية بما يشبه الإعلان الرسمي المشترك الذي يتعهدان فيه التزاماً صارماً لتنفيذ القرار 1701 استناداً إلى المقترح الأميركي- الفرنسي من جهة والذهاب بعد وقف النار إلى انتخاب “رئيس توافقي لا يشكل تحديا لأحد” كانت السمة اللافتة جداً حياله أن الرئيس بري ثبّت هذا التعهد.

على رغم التحفظ في تشريح معنى هذا التعهد المزدوج، كشف توقيت إعلانه أمس بالتوافق بين بري وميقاتي، بالتزامن مع وجود وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في بيروت، أنه يشكّل قاعدة أساسية لموقف لبنان الرسمي بما يؤسس لتسوية توقف الحرب وتوقف النار على قاعدة التزام موجبات القرار 1701 بحذافيره جنوب الليطاني، ومن الزاوية الداخلية على قاعدة مستجدة ومهمة تتصل بتعهد انتخاب رئيس توافقي. ولعل البارز في هذا التطور، ولو أنه من المبكر الجزم بما إذا كان سيحدث أثراً سريعاً من شأنه لجم اندفاعات التصعيد الحربي، أنه ترك انطباعات بارزة حيال تحرك داخلي استثنائي جاء بعد أيام من اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي شكل أخطر تطور في مسار انزلاق لبنان نحو حقبة شديدة التفجر. وتعتقد الأوساط المطلعة على خلفيات التوافق بين بري وميقاتي على هذه الخطوة أن من شأنها أن تشكل تحصيناً في الحد الأدنى للموقف الداخلي في ظل تعاظم المخاوف من تصعيد خطير تعتزم إسرائيل الدفع به قدماً عبر عملية برية تكثفت معالمها ومؤشراتها في الساعات الأخيرة.

وكان ميقاتي أعلن عقب لقائه وبري “أكدنا خلال هذا اللقاء موقفنا الذي أعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر والمانيا وأستراليا وكندا وإيطاليا. نحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان ومنها وقف اطلاق النار فوراً من أجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملا”.

وقال: “نحن مستعدون لتطبيق القرار 1701، وفور وقف اطلاق النار نحن مستعدون لإرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب”. وأضاف: “تحدثنا أيضاً عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت. أكد لي دولة الرئيس بري خلال اللقاء أنه فور حصول وقف اطلاق النار ستتم دعوة مجلس النواب إلى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدٍ لاحد. وهذا الأمر هو من الايجابيات التي يجب أن نستفيد منها في أسرع وقت من أجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة”.

وبدا لافتاً أن الرئيس بري سارع إلى الإعلان “أن لبنان ما زال ملتزماً بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من مسار ينتهي بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتنفيذ القرار الدولي 1701”. ورفض ربط وقف النار بمسار الانتخابات الرئاسية، قائلاً “لا علاقة لأحد بموضوع انتخاب رئيس الجمهورية ومن غير المسموح التدخل فيه، لأنه موضوع سيادي. ومع أننا نرحب بأي مساعدة إلا أننا نرفض أية تدخلات ومحاولات إملاء”. وأكد تطابق الموقف مع رئيس الحكومة وتأييده ما صدر عنه، موضحاً أن التواصل مع “حزب الله” قائم، وأن الحزب “ليس بعيداً عن هذا التوجه”.

وفي ختام زيارته لبيروت، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون لبحث تقديم مساعدات للبنان. ودعا بارو إسرائيل للامتناع عن الاجتياح البرّي للبنان، كما دعا “حزب الله” إلى عدم القيام بأي عمليّة تؤدّي إلى مزيد من التصعيد. ودعا أيضاً كلّ الأطراف إلى الاستفادة من الجهود الدولية لإنهاء التصعيد وحضّ “حزب الله” وإسرائيل على وقف عاجل للنار.

وقال في مؤتمر صحافي في قصر الصنوبر: “السياسيون اللبنانيون الذين التقيت بهم اليوم يؤيدون اقتراح ماكرون وبايدن بشأن وقف إطلاق النار. و”حزب الله” يتحمّل مسؤوليّة في الوضع الحالي نظراً إلى قراره في جرّ لبنان إلى الحرب، ووقف إطلاق النار من مصلحته”. وتابع: “قلت لبرّي وميقاتي إنّه من غير الممكن أن يبقى البلد بلا رئيس خصوصاً إذا فشلت المفاوضات ونشدّد على دعم الجيش اللبناني. وندعو اليونيفيل إلى تعزيز قدراتها على الحدود وعلى اللبنانيّين انتخاب رئيس لإعادة انتظام المؤسسات”.

نعيم قاسم

في أول موقف لـ”حزب الله” بعد اغتيال أمينه العام، أكد الحزب أنه ماضٍ في عمليات الاسناد. وقد نعى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، السيد نصر الله قائلاً: “فقدنا أخاً وحبيباً وقائداً، السيد حسن نصرالله الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي منذ نعومة أظفاره”.

ونفى ما زعمته إسرائيل عن إجتماع ضم 20 قائداً كانوا مع نصرالله، لكنه أكد “إستشهاد الإخوة إبراهيم جزيني وسمير حرب إلى جانب علي كركي”. وأكد قاسم أنه “إذا اعتقدت إسرائيل أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على العدوان سيوصلها لأهدافها فهي واهمة، والمسيرة التي واكبها السيد نصرالله وأشرف على قيادتها مستمرة، و”حزب الله” مستمر بميدان جهاده، وفي مساندة غزة”. وأعلن أن “الأخوة يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة”. وتابع: “تجهزنا ومستعدون للإلتحام البري والعدو لن يحقق أهدافه”. وأوضح أنه “في هيكيلية “حزب الله” هناك نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عند إصابة القائد في أي موقعٍ كان”. وأعلن أننا “سنختار أميناً عاماً لـ”حزب الله” في أقرب فرصة وسنملأ مراكز القيادة بشكل كامل”.


الغزو البري

في غضون ذلك تصاعدت المؤشرات بسرعة إلى احتمال تنفيذ إسرائيل تهديداتها بغزو بري للجنوب إذ راحت وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد تباعاً مساء أمس أن العملية البرية في جنوب لبنان ستبدأ “خلال ساعات”. ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن “العد التنازلي لعملية برية في جنوب لبنان تحرك أسرع مما كان متوقعًا”. بل إن محطة “سي إن إن” الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل نفذت عمليات خاصة داخل الأراضي اللبنانية قرب الحدود. وأفادت أن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن ما قد يبدأ توغل محدود قد يتحول إلى عملية اكبر. كما نقلت شبكة “سي بي اس” عن مسؤول أميركي أن “إسرائيل أبلغت واشنطن أن العملية البرية التي ستشنها على جنوب لبنان وشيكة وقد تبدأ الليلة (أمس)”. وقال مسؤول أميركي رفيع “أن إسرائيل ستدخل لتدمير البنية التحتية لـ”حزب الله” قرب الحدود ثم تنسحب”.

الغارات والاستهدافات

أما في الغارات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي أمس، فقد شن غارة فجراً استهدفت شقة سكنية في منطقة الكولا، في أول هجوم جوي على بيروت منذ فتح جبهة الجنوب. وأعلنت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” مقتل ثلاثة من كوادرها في الهجوم. كما تلقت “حماس” ضربة قاسية إذ قتلت غارة إسرائيلية قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين مع زوجته وابنيه في استهداف فجراً، في مخيم البص في صور.

وجنوباً واصل الطيران غاراته الكثيفة وشن غارات على بدياس ومنطقة جوار النخل – قدموس في صور، ما تسبب بسقوط شهيد وجريحين. وسقط 3 قتلى في غارة في محيط ساحة بنعفول في قضاء صيدا. وفي البقاع شهدت منطقة الهرمل مجزرتَين جديدتَين، ما أسفر عن سقوط عشرة شهداء، بالإضافة إلى إصابة عشرين فرداً من عائلة الحاج حسن الجوهري. وسقط شهداء من طواقم المسعفين في الهيئة الصحية الإسلامية، بعد استهداف مركز الهيئة في سحمر في البقاع الغربي فجراً. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمّر مخزناً لصواريخ أرض – جو لـ”حزب الله” على بعد كيلومتر ونصف من مطار بيروت.

في المقابل، أعلن “حزب الله”، “أنه قصف قاعدة الناعورة بصلية من صواريخ فادي 2”. كما قصف “مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية”. وقصف مستوطنة جيشر هزيف بصلية صاروخية ومستوطنة كابري بصلية مماثلة. وأعلن الحزب عصرا استهدافه مستعمرة كفر جلعادي ‏بصاروخ نور الباليستي لأول مرة.

 

 

كتبت صحيفة "الأخبار": تقدّم العدوّ خطوة إضافية في حربه المفتوحة ضدّ لبنان. وكل المؤشرات التي وردت عبر مصادر عربية (مؤيدة ضمناً لما تفعله إسرائيل)، تفيد بأن العدوّ يتصرف على أنه في «مسار انتصاري»، وأنه ينوي القيام بكل شيء من أجل تحقيق هدف جوهري يتعلّق بالقضاء على حزب الله، وأن الهدف التالي لإسرائيل هو ضرب ما تسمّيه «أذرع إيران» في سوريا والعراق واليمن، وصولاً الى استدراج إيران الى احتكاك يسمح لها بفتح حرب ضدها بمشاركة الولايات المتحدة ودول غربية.ليل أمس، ضجّ الإعلام الإسرائيلي بالحديث عن القرار بشنّ عملية برية في لبنان. وقد حرص الأميركيون، كما جهات إسرائيلية، على إشاعة أجواء بأن العملية البرية ستكون سريعة ومحدودة المساحة والزمن. لكن المصادر العربية تقول بأن «كل ما يشاع لا صلة له بحقيقة ما تنوي إسرائيل القيام به». ونقل عن هذه المصادر قولها «إن على اللبنانيين توقّع حربٍ قاسية جداً، وإن إسرائيل لن توفّر أي هدف مدني أو يخص الدولة اللبنانية في سياق تحقيق هدفها، وخصوصاً أنها تريد تغييراً سياسياً واسعاً في لبنان يواكب أيّ حلّ يقوم بعد الحرب».

وفيما التزم الجيش اللبناني بما طلبه الأميركيون أمس، وقام بسحب قواته الموجودة ضمن مسافة 5 كيلومترات عن الحدود، فإن قيادة الجيش برّرت الأمر بأنه إعادة نشر للقوات ربطاً بالتطورات الميدانية. لكن الضباط الكبار في الجيش قالوا إن التعليمات وصلتهم بأن يبتعدوا عن مسرح المواجهة، لأن إسرائيل سوف تضرب كل جهة تحمل السلاح في مناطق عملها، وإن تل أبيب طلبت من القوات الدولية العاملة في الجنوب العودة الى مراكزها وإلى الغرف المحصّنة فيها، ووقف كل أنواع الدوريات، بما في ذلك تلك التي تحصل أحياناً لمساعدة الدفاع المدني في إنقاذ مصابين.

وبحسب معلومات هذه المصادر، فإن العدوّ سيلجأ الى «عمليات خاصة، ومفاجئة، تستهدف إحباط خطط المقاومة لصدّ الهجوم البري، وإن مسرح العمليات المتوقعة من قبل جيش الاحتلال قد لا يكون جوهره في المناطق الحدودية، بل يتعدّاه الى مناطق في عمق لبنان، وسط مؤشرات بسعي العدوّ للوصول الى مناطق بقاعية على الحدود مع سوريا، وإنه يريد قطع الطرقات ومنع التواصل بين المناطق، وإن القصف العنيف سيتيح لقواته التحرك من دون اللجوء الى سلاح المدرعات، وإن الهدف المركزي الأول للعملية البرية هو الوصول الى منشآت تقول بأن حزب الله أقامها تحت الأرض ولا يمكن تدميرها إلا من خلال الوصول إليها.

وقالت المصادر إن إسرائيل «تعتقد بقوة أن حزب الله في وضع عسكري وسياسي وقيادي صعب، ولن يكون بمقدوره القيام بأمور كثيرة». وتضيف بأن الأمر الآن صار رهن نتائج الوضع على الأرض، وخصوصاً أن الجهات الخارجية تسأل عمّا بإمكان المقاومة أن تفعله في مواجهة الحرب القائمة.

من جانبها، دخلت قيادة حزب الله «مرحلة الصمت» الذي يمنع أي تحليلات أو نشر معطيات لا صلة لها بما تفكّر فيه. بينما واصل الإعلام الحربي توزيع بيانات حول العمليات التي يقوم بها في الجنوب. وليلاً، وزع شريط فيديو بعنوان «الرضوان بانتظاركم» يعرض فيه مشاهد لمقاومين من قوات الرضوان التي يقول العدوّ إنه عطّل قدراتها القيادية، علماً أن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كان قد أكد، في أول كلمة له بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، أن المقاومة صامدة والوضع التنظيمي والجهادي في حالة جيدة، وأن المقاومة تنتظر العدوّ لمواجهته في كل الميادين.

 

 

 

كتبت صحيفة "الديار": هل يدفع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ثمن «غطرسة القوة»؟ وهل تدفع واشنطن ثمن تغطيتها ودعمها « لأزعر» المنطقة، الذي يضع نصب عينيه تنفيذ مخطط قديم – جديد لولادة «شرق اوسط جديد» على قياس مصالح دولة الاحتلال؟ وهل تدفع المنطقة ثمن محاولة كيان العدو استعجال استثمار استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالغزو البري، الذي بدأ عمليا ليل امس بقصف مدفعي ومناورات في القرى الحدودية؟ اسئلة ستحمل اجاباتها الساعات المقبلة مع اندفاع القيادة العسكرية والسياسية «الاسرائيلية» الى القيام بالغزو، بدعم الادارة الاميركية الاعمى، وبمسرحية مثيرة للاشمئزاز ، بعد اعلان الرئيس جو بايدن انه يعارض العملية العسكرية، تزامنا مع اعلان اميركي عن البدء بتحرك بري محدود. فيما اعلن البنتاغون ارسال تعزيزات عسكرية وجنود اميركيين الى الشرق الاوسط لدعم «اسرائيل» في حال احتاجت للدعم! هذه الرسالة الردعية لطهران تزامنت مع كشف الرئيس الايراني مسعود بزشكيان عن خديعة تعرضت لها ايران من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروربي، عندما طلبوا منه عدم الرد على اغتيال رئيس حركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، مقابل وقف النار في غزة ولبنان، وقد حصل عكس ذلك؟!

الاختبار في الميدان

وفي انتظار كلمة الميدان، حيث سيكون الاختبار الاول لقوات النخبة في المقاومة بمواجهة الهجوم البري،استمرت الغارات الجوية الدموية على مختلف المناطق اللبنانية ، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى، فيما ادخلت المقاومة الصاروخ الباليستي «نور» الى ساحة القتال للمرة الاولى بعد ساعات على اطلالة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للمرة الاولى، بعد استشهاد السيد حسن نصرالله، ليطمئن الصديق، ويتوعد العدو، بان قدرات المقاومة بخير، وهي ستواجه اي غزو بري، وفقا للخطط الموضوعة مسبقا، وهي جاهزة للالتحام المباشر وبالكفاءة نفسها، بعدما جرى ملء الفراغات القيادية التي تسببت بها عمليات الاغتيال. وفي هذا السياق، حذرت وسائل اعلام «اسرائيلية» من خطر جدي قد تشكله مجموعات ضد الدروع التابعة لحزب الله، مشككة بتعرضها لضربات تشل قدراتها.

لا مؤشرات ضعف

وفيما لم تقدم جولة وزير الخارجية الفرنسي جديدا يمكن التعويل عليه، في ظل عقم ديبلوماسي يثير الكثير من علامات الاستفهام، شهدت عين التينة اجتماعات سياسية وامنية، ولكي لا تفهم تصريحات رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعد لقائه الرئيس بري، بانه مؤشر ضعف من قبله، اعاد رئيس المجلس تصويب الكلام المنقول على لسانه في الملف الرئاسي، رافضا ربطه بالحرب ونتائجها، ولفت الى انه ملف سيادي، وقال «لن نقبل اي محاولة املاء من احد».

مزايدات «اسرائيلية»
ميدانيا، مهدت دولة الاحتلال للغزو البري، باعلان المستوطنات الحدودية منطقة عسكرية مغلقة، فيما اخلى الجيش اللبناني عدة مواقع على الحدود الجنوبية، بعد تحذيرات نقلتها قوات «اليونيفيل». وترافقت هذه التحركات والحشود مع مزايدات بين قياداتها التي رفعت سقف الاهداف والتوقعات، وفيما حذر رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو طهران من التدخل ،متوعدا اياها بانه لا يوجد اي مكان في الشرق الاوسط لا يمكن للجيش «الاسرائيلي « الوصول اليه، اكد رئيس الاركان هرتسي هاليفي ان «اسرائيل» لن توقف القتال قبل اكمال المهمة، والقضاء على سلاح حزب الله، فيما ارسل وزير الخارجية يسرائيل كاتس رسالة الى 25 وزير خارجية ابلغهم فيها انه لا وقف للنار ولا مكان للديبلوماسية.

وذكرت وسائل الاعلام «الاسرائيلية» ان الجيش يضغط للدخول البري، لان الحملة الجوية لن تحقق الاهداف ولن تعيد الامان للشمال، ولن تعيد المستوطنين.

التمهيد للغزو

وفيما مهدت قوات الاحتلال للغزو بقصف مدفعي عنيف استهدف قرى الحافة الحدودية، اعلنت واشنطن ان القوات «الاسرائيلية» بدأت مناورة محدودة على الحدود الجنوبية، سبق ذلك قيام وزير الحرب «الإسرائيلي» يوآف غالنت ببحث العدوان الجديد مع رؤساء «مجالس الشمال، مؤكدا ان المرحلة المقبلة في الحرب ضد حزب الله ستبدأ.

وفي زيارة الى لواء المدرعات والمشاة على الجبهة الشمالية، قال لمقاتلي اللواءين البريّين: «ستجعلون من لا يفهم في الجانب الآخر من الحدود يفهمون، ونحن نثق بقدراتكم على انجاز أي شيء». أضاف إن «اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مرحلة هامة، لكنها ليست نهاية المطاف»، مشيرا الى ان الهدف إعادة سكان الشمال، وسنُفعل لأجل ذلك قواتنا برا وبحرا وجوا».

الكلمة للميدان
في المقابل، لفتت مصادر مقربة في حزب الله الى ان التصريحات في هذا الوقت الدقيق لا تقدم او تؤخر، وستكون الكلمة للميدان في الساعات والايام المقبلة، وحينها النتائج ستتكلم عن نفسها، وفق الخطط التي صادق عليها السيد الشهيد حسن نصرالله. وهو ما اكد عليه النائب حسن فضل الله الذي اكد ان المقاومة بكامل جهوزيتها لمواجهة قوات الاحتلال. اما عضو المكتب السياسي الحاج محمود قماطي فقد اكد ان «الحلفاء سيتدخلون اذا ما توسعت المعركة».

ماذا تريد «اسرائيل»؟

وكشف وزير خارجية الاحتلال «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس، في رسائل وجهها إلى نظرائه في 25 دولة، عن اهداف «اسرائيل» الحقيقية، وقال «نريد تحريك حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه».

من جهتها، لفتت صحيفة «معاريف» الى ان اغتيال السيد نصرالله نصر مهم، لكن يجب الأخذ بالحسبان رد فعل إيران، وقالت انه ربما يرد الإيرانيون بغضب ويسرعوا للوصول إلى سلاح نووي، بل وتسريع خطوة الثأر. وقالت ان «المطلوب الآن قرار استراتيجي واضح يقودنا إلى الأمام. لقد علمنا التاريخ بأن من ينتظر ويتلبث، يخاطر بنمو التهديد وتقويته حتى يصبح غير قابل للمنع. علينا العمل فوراً مع توتر الوضع العالمي وتعاظم الضغوط على إيران لتوجيه ضربات اليها».

قلق من ردّ طهران

بدورها، اشارت صحيفة «هآرتس» الى ان الإنجازات الكبيرة التي راكمها الجيش «الإسرائيلي» مؤخراً، شجعت على أجواء النشوة في الأستوديوهات، حيث تنافس المذيعون والخبراء فيما بينهم على تقدير ضعف العدو، وتوزيع المديح على إبداع «إسرائيل». لكن مثلما هي الحال دائماً، يجدر التذكر بأنه لا صافرة نهاية هناك، وأن العدو، ما زال يمكنه الرد حتى لو تعرض لضربة شديدة ، وقريبا ستتولى القيادة الجديدة زمام الامور لدى حزب الله. اما الأمر المقلق فهو رد إيران، لان السيد الخامنئي الذي يحذر من التورط في الحرب، لن يسمح لنفسه بالمرور مرور الكرام.

الخديعة؟!

وفي هذا السياق، كشف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن خديعة تعرضت لها طهران، وقال إن الأميركيين والأوروبيين وعدوا طهران بإعلان وقف إطلاق النار في غزة، إذا لم ترد على اغتيال «إسرائيل» رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، وإنهم لم يفوا بذلك.

وبحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، فإن بزشكيان أدلى بهذا التصريح في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد يوم الأحد. وتطرق إلى عدوان «إسرائيل» على قطاع غزة ولبنان، وإلى الدعم الذي تتلقاه من الدول الغربية، مشدداً على أن جرائم النظام الصهيوني غير مقبولة، ولن تبقى دون رد. وقال ان ادعاءات قادة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، الذين وعدوا بوقف إطلاق النار مقابل عدم الرد الإيراني على اغتيال الشهيد هنية محض أكاذيب، ولهذا فان اعطاء الفرصة لهؤلاء المجرمين لن يفعل شيئاً سوى تشجيعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.

حملة تضليل اميركية

وكالعادة شارك عشرات المسؤولين الاميركيين بحملة تضليل متعمدة، بقيادة الرئيس جو بايدن الذي اعلن معارضته لشن «اسرائيل» غزو بري، داعيا لوقف النار فورا. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي قوله ان «إسرائيل» قلصت خططها لغزو بري واسع ، لتركز على عملية تشمل تدمير منصات إطلاق الصواريخ.

من جهتها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم انه من غير الواضح إذا اتخذت «إسرائيل» قرارا نهائيا بشأن الغزو، وقالوا» نعتقد أننا أقنعنا «إسرائيل» بعدم تنفيذ غزو بري واسع لجنوب لبنان.

تعزيزات عسكرية

في هذا الوقت، اعلن البنتاغون انه سيرسل آلاف الجنود الاميركيين الى المنطقة لمساعدة «اسرائيل» اذا احتاجت ذلك، كما تم ارسال قوات إضافية ووضعت قوات أخرى في حالة تأهب، مع إبقاء حاملة طائرات في الخدمة، وقد أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» والمدمرات الملحقة بها بالبقاء في المنطقة، بعد شهر واحد فقط من إعادة توجيهها إلى الشرق الأوسط ، أثناء وجودها في مهمة مخطط لها في المحيط الهادئ. واعلن البنتاغون ان التعزيزات تشمل طائرات اف 15 واف 35.

حاملات الطائرات

كما غادرت مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» ميناءها الرئيسي في فرجينيا مما قد يؤدي إلى وجود حاملتي طائرات في الشرق الأوسط للمرة الثانية منذ الصيف. كما أعلن البنتاغون عن ارسال قدرات دعم جوي إضافية في الأيام المقبلة، وأن مجموعة «يو إس إس واسب» البرمائية الجاهزة ستبقى في شرق البحر الأبيض المتوسط. وتضم المجموعة السفن البرمائية «يو إس إس نيويورك» و»يو إس إس أوك هيل»، إلى جانب آلاف من مشاة البحرية القادرين على تنفيذ عمليات إجلاء المدنيين من لبنان إذا لزم الأمر. كما أن مجموعة واسب، التي يمكنها إطلاق قوارب صغيرة إلى الشاطئ، محملة بطائرات مقاتلة من طراز إف-35 بي تابعة لمشاة البحرية، مما يمنح المخططين العسكريين قوة جوية إضافية إذا لزم الأمر.

قاسم: المقاومة جاهزة
في هذا الوقت، خرج حزب الله عن صمته للمرة الاولى بعد استشهاد الامين العام السيد حسن نصرالله، واعلن نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم ان الحزب لن يتخلى عن مساندة فلسطين وعن الدفاع عن لبنان وشعبه، وقال: ان المقاومة بخير وهي متماسكة وقد تم ملء الفراغ القيادي، وقدراتها سليمة، والكلام عمن القضاء الى اسلحتها حلم لن يتحقق، ولفت الى ان المقاومة ستعمل وفق الخطط التي وضعها الامين العام الشهيد السيد حسن نصرالله.

ونفى الشيخ قاسم ما زعمه العدو عن إجتماع يضم 20 قائدا كانوا مع السيد نصرالله، وأكد إستشهاد إبراهيم جزيني وسمير حرب إلى جانب علي كركي. وأكد قاسم أنه «إذا اعتقدت «إسرائيل» أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على العدوان سيوصلها لأهدافها فهي واهمة، والمسيرة التي واكبها السيد نصرالله وأشرف على قيادتها مستمرة، وحزب الله مستمر بميدان جهاده ، وفي مساندة غزة وأعلن أن «الأخوة يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة».

وتابع: «تجهزنا ومستعدون للإلتحام البري والعدو لن يحقق أهدافه». وأوضح أنه «في هيكيلية حزب الله هناك نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عند إصابة القائد في أي موقعٍ كان». وأعلن أننا «سنختار أمينا عاما لحزب الله في أقرب فرصة وسنملأ مراكز القيادة بشكل كامل.

استهداف منصات الغاز

في هذا الوقت، وفيما حاولت «اسرائيل» استثمار اعتداءاته العسكرية بالاعلان عن قرب الغاء اتفاق الترسيم البحري مع لبنان، وجه حزب الله رسالة بالغة المعالم بعد اعلان قوات الاحتلال انها اعترضت مسيرة كانت تتجه نحو حقل كاريش النفطي. ووفق مصادر مطلعة، فان ما حصل لن يكون محاولة «يتيمة»، بل قد يتعداها إلى استهداف حقول نفط أخرى في «إسرائيل»، فالحزب قد يذهب في الساعات والايام المقبلة الى أبعد من استهداف «كاريش»، ليطال منصّة حقل غاز «ليفانتين» ايضا، مع العلم ان إنتاج «كاريش» للغاز هو للداخل «الإسرائيلي»، أي لتغذية التيار الكهربائي وبالتالي في حال أصاب الحزب الحقل سيتوقف الإنتاج وتتعطّل الموارد الكهربائية .

صاروخ جديد.. وجرائم حرب

في هذا الوقت، واصلت المقاومة اطلاق صليات صاروخية استهدفت العديد من المستوطنات الحدودية وصولا الى حيفا، وقد ادخلت الى الميدان صاروخ «نور» الباليستي» في تطور نوعي له دلالاته.

في هذا الوقت، تواصلت جرائم الحرب «الاسرائيلية» وتواصلت الاعتداءات الجوية على مختلف المناطق اللبنانية، وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 105 وسقوط 359 جريحاً من جراء الغارات «الإسرائيلية» خلال الـ24 ساعة الماضية. كما اعلنت وزارة الصحة عن سقوط 45 شهيدا و 70 جريحاً في استهداف المدنيين للمياني السكنية في عين الدلب قرب صيدا، واعلنت عن سقوط 12 شهيدا و 20 جريحا في حصيلة الغارات «الإسرائيلية» على الهرمل.

ايضا، اعلنت ان «غارة معادية على مركز للدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية أدت إلى استشهاد ستة مسعفين وإصابة أربعة بجروح. وشن الطيران «الإسرائيلي» فجر امس الاول، غارة جوية استهدفت شقة سكنية في منطقة الكولا، في أول اعتداء جوي على بيروت، وقد اعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» استشهاد ثلاثة من قياداتها في الهجوم. كما استهدفت غارة «اسرائيلية» قائد حركة حماس في لبنان فتح شريف أبو الأمين مع زوجته وابنيه في مخيم البص في صور.

وقف النار والرئاسة؟

في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن لبنان مازال ملتزماً بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين، من مسار ينتهي بوقف إطلاق النار مع «إسرائيل» وتنفيذ القرار الدولي 1701، لكنه رفض بشدة في المقابل ربط وقف النار بمسار الانتخابات الرئاسية، قائلاً إن «لا علاقة لأحد بموضوع انتخاب رئيس الجمهورية ومن غير المسموح التدخل فيه، لأنه موضوع سيادي. ومع أننا نرحب بأي مساعدة إلا أننا نرفض أية تدخلات ومحاولات إملاء».

تفاهم بري - نصرالله

وقال بري بعيد لقاءات مهمة، أجراها مع وزير خارجية فرنسا، ثم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ومن بعده قائد الجيش العماد جوزف عون: لقد أبلغنا الوزير الفرنسي بالموقف اللبناني الملتزم مضامين نداء الدول العشر، الداعي إلى وقف النار وتطبيق القرار 1701 فوراً على الأسس التي تم التوافق عليها مع الموفد الأميركي، وإذ أكد تطابق الموقف مع ميقاتي وتأييده ما صدر عنه، أوضح رداً على سؤال أن التواصل مع حزب الله قائم، وأن الحزب «ليس بعيداً عن هذا التوجه» وقال بري: هذه المبادرة التي طرحتها سابقاً، كنت توافقت عليها مع السيد حسن نصر الله بالتفصيل، وهذا التوافق مازال ساري المفعول.

 

 

 

كتبت صحيفة "اللواء": تلاشت مفاعيل الدبلوماسية الدولية، والفرنسية - البريطانية، على وجه التحديد، مع اعلان دوائر القرارات المتهورة في اسرائيل عن ان بدء العملية البرية ضد جنوب لبنان.

والمثير للسخرية ان رموز الادارة الاميركية العجوز، تلعب دور «الدالول»، فتعلن ان العملية بدأت او ستبدأ الليلة (الليلة الماضية) وان رأس الادارة الذي دخل اشهر ولايته الاخيرة أنه لا يريد ان يسمع بالكلام عن دخول بري اسرائيلي، وهو يكون مرتاحاً لو توقفت الحرب بين اسرائيل وحزب الله.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول اميركي ان اسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع لتركز على عملية تشمل تدمير منصات اطلاق الصواريخ.

ومن منطقة الشمال الاسرائيلي، اعترف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، لن تؤدي الى عودة سكان الشمال، لذا، فإن اسرائيل «ستستخدم كل قدراتها»، معتبراً ان الجنود هم جزء من هذه القدرات، واكد ان الجيش الاسرائيلي قد يشن هجوماً برياً في جنوب لبنان.

وحاول الجيش الاسرائيلي ليلاً فتح ثغرة للدخول الى بلدة الخيام، عبر قصف مدفعي مركز من مستعمرة المطلة التي تبعد 6 كلم فقط عن الخيام، والتي اعلنها الجيش الاسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة.

وكثفت المدفعية والطائرات الاسرائيلية الغارات على كفركلا والعديسة والخيام وصولاً الى الخردلي باتجاه البقاع.

ونقلت «يديعوت احرنوت» عن نائب رئيس الاركان الاسرائيلي «اننا امام امتحان خلال الايام القليلة المقبلة، واعتبر ان اغتيال نصر الله ليست نهاية الحرب».

وعليه اعاد الجيش اللبناني تموضعه في المناطق الحدودية، بعد اخطارات عبر اليونيفيل بضرورة الابتعاد عن مناطق قد تشهد معارك بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله.

وذكرت اليونيفل ان لا معلومات لديها عن اجتياح بري، ولكن قلقة، وفتحت قنوات اتصال مع الاطراف لمنع التقدم الاسرائيلي باتجاه الاراضي اللبنانية.

واوضح مصدر عسكري ان لا صحة للمعلومات عن انسحاب الجيش الى مسافة 5 كلم، انما اعادة تمركز للعناصر المنتشرة عند نقاط حدودية الى مراكز اكبر.

وكان قائد الجيش العماد جوزاف عون زار عين التينة، والتقى الرئيس بري، وناقش معه الوضع الامني في الداخل، واحتمالات الاجتياح الاسرائيلي البري، وتطبيق القرار 1701.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان سلسلة اتصالات يفترض ان تشق طريقها من أجل العمل على حل يقي لبنان ويوقف العدوان الإسرائيلي عليه ووقف إطلاق النار وأشارت إلى أن المطلوب ترجمة الألتزام بالقرارات الدولية ولاسيما القرار ١٧٠١ وقالت إن صورة سوداوية ترتسم اثر بدء التوغل البري الأسرائيلي والذي لا يمكن التكهن عما قد يجر معه.

إلى ذلك أكدت أن الحل الديبلوماسي يجب أن تشترك به الدول المعنية، وأفادت أنه يعمل في الوقت نفسه على تحصين الجبهة الداخلية والتعاطي بحكمة ومسؤولية .

تحضيرات الهجوم البري

وذكر مصدران مطلعان لقناة CNN الاميركية: أن قوات خاصة إسرائيلية نفذت غارات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة كجزء من الاستعدادات لهجوم بري محتمل.

وقال المصدران، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لحساسية مناقشة المسائل العسكرية، «أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية تسللت إلى الأراضي اللبنانية، واستهدفت مواقع حزب الله بالقرب من الحدود من أجل جمع معلومات استخباراتية وتدمير مواقع حزب الله في المنطقة». و رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات.

ونقلت محطة «إن بي سي» عن مسؤول إسرائيلي قوله : أن إسرائيل بدأت عمليات صغيرة لقواتها الخاصة في جنوب لبنان استعدادا لهجوم بري محتمل.

كذلك ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية، نقلا عن مصادر «أن قوات إسرائيلية خاصة دخلت إلى أنفاق لحزب الله على الحدود مع لبنان». ووفقا للتقرير المطول، «فإن هدف هذه القوات جمع معلومات استخباراتية من داخل الأراضي اللبنانية، واستكشاف قدرات حزب الله، تمهيدا لعملية برية إسرائيلية وشيكة».

وقال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة: إن قوات خاصة إسرائيلية نفذت عمليات صغيرة ومحددة في جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخباراتية واستكشاف آفاق غزو بري أوسع نطاقا قد يحدث في أقرب وقت هذا الأسبوع.

وأوضحت المصادر «أن العمليات التي شملت دخول أنفاق، حدثت مؤخرا وكذلك على مدى الأشهر الماضية، كجزء من الجهود الأوسع التي تبذلها إسرائيل لتقويض قدرات حزب الله على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان».

وأشارت إلى أن «توقيت أي اجتياح بري قد يتغير، حيث تتعرض إسرائيل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم القيام بغزو كبير». ولم يتضح على الفور المدة التي تهدف إسرائيل إلى البقاء بها على الأراضي اللبنانية، أو شكل هذا الغزو.

واصدرت حكومة الاحتلال تعليمات لسكان المستوطنات بالبقاء قرب الملاجئ بعد اجتماع الكابنيت، عى ان تبدأ مشاورات امنية على نطاق ضيق.

نعيم قاسم: مستعدون

بالمقابل، وجه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم:كلمة في اول ظهور علني له بعد الغارات الجوية المعادية الواسعة على لبنان واغتيال القادة الشهداء، فنعى الامين العام للحزب الشهيد القائدالسيد حسن نصر الله، وقال: فقدنا اخا عزيزا وقائدا محبا للمجاهدين يأنس بهم ويأنسون به رقيق القلب بعوائل الشهداء والجرحى والاسرى.

اضاف: أيها المجاهدون أنتم المنتظرون اعلموا أن السيد نصر الله بيننا دائمًا وأبدًا. وخلافاً لما ذكره العدو الإسرائيلي لم يكن هناك اجتماع لـ 20 قائداً برفقة سماحة السيد.وقد استشهد معه الإخوة إبراهيم جزيني وسمير حرب إلى جانب علي كركي.

وقال: ترتكب «إسرائيل» المجازر في كل مناطق لبنان وتعتدي على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وطواقم الإسعاف. وإذا اعتقدت «إسرائيل» أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على العدوان سيوصلها لأهدافها فهي واهمة.

وتابع: برغم فقدان بعض القادة والاعتداء على المدنيين، لن نتزحزح عن مواقفنا الصادقة والشريفة، وستواصل المقاومة الاسلامية مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لفلسطين ودفاعا عن لبنان، وما نقوم به هو الحد الادنى وسنقوم بمتابعة المعركة حسب الخطط المرسومة.

والمقاومة مستعدة للالتحام البري مع قوات العدو.

حراك دبلوماسي بلا نتائج

وفي الحراك الدبلوماسي، تبيّن ان مهمة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لم تصل لنتيجة.

واجرى امس محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، استهلها بلقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي.. وانتقل بارو الى السرايا حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي جدّد التأكيد» أن مدخل الحل هو في وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والعودة الى النداء الذي اطلقته الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية واجنبية لوقف اطلاق النار.وان الاولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701».

بدوره شدد وزير خارجية فرنسا على»اولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة، وأكد ان فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جدا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة».

ثم زار بارو الرئيس نبيه بري، الذي أكد للوزير الفرنسي «على موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمه الرئاسية الفرنسية الامريكية والذي يحظى بدعم دولي واسع».

بدوره الوزير الفرنسي وافق الرئيس بري على عرضه، مؤكداً أن الحل الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701.

وعقد بارو مؤتمراً صحافياً في قصر الصنوبر لخّص فيه نتائج محادثاته وموقف فرنسا من التطورات ومما قاله: جئت لتقديم مساعدات طبيّة للمدنيين الجرحى تمّ تنظيمها بالتعاون مع المستشفيات والمنظّمات غير الحكوميّة. وجئتُ لألتقي بالرعايا الذين يسكنون في لبنان، ونفكّر بالفرنسيين اللذين قضيا جرّاء الغارات في الأيّام الماضية.

ودعا «الأطراف إلى الإستفادة من الجهود الدولية لإنهاء التصعيد، وقال: نحضّ حزب الله وإسرائيل على وقف عاجل للنار. ونحن نتواصل يومياً مع إسرائيل ونحضّها على الإمتناع عن الاجتياح البرّي، وندعو حزب الله إلى عدم القيام بأيّ عمليّة تُؤدّي إلى مزيد من التصعيد. ووقف إطلاق النار من مصلحته.

وأضاف: قلت لرئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة إنّه من غير الممكن أن يبقى البلد بلا رئيس خصوصاً إذا فشلت المفاوضات،و ندعم الجيش اللبناني للحفاظ على الوحدة الوطنية ولا يمكن ترك لبنان بدون رئيس يعمل على وحدته. وعلى القادة في لبنان العمل على استعادة مؤسسات الدولة.

وقال بارو: المسؤولون السياسيون الذين اجتمعت بهم اليوم يدعمون المقترح الفرنسي الأميركي الذي تمّت مناقشته مع الطرفين والذي يضمن هدنة فوريّة ووقف دائم للعدوان.

وفي السياق، فهم ان لا جلسة قريبة لمجلس النواب، لاسباب امنية تتعلق بنواب زب الله لذا كان المطلوب وقف للنار مروراً للبحث بعقد الجلسة.

مخاوف من انهيار الوضع

وازاء ما يحصل حذرت الاسكوا بالتعاون مع «اليونيسيف» وبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية من انهيار كارثي في لبنان، مشيرة الى ان الصراع خلف دماراً هائلاً في اقتصاد لبنان، اذ ستصل نسبة الفقراء الى 94٪ في النبطية و87٪ في محافظة الجنوب، حيث تعرّض اكثر من 23 الف منزل للدمار فيها.

وقالت إن مؤسسات الدولة الهشّة في لبنان تكافح لمواجهة التداعيات. وتحذّر الدراسة من أن الصراع المستمر، إلى جانب تضاؤل الموارد العامة والافتقار إلى الدعم الدولي، يدفع الحكومة نحو انهيار محتمل. كما أن الجهود المبذولة لإدارة الأزمات الإنسانية والتنموية باتت مستنزفة.

وفي اطار المساعدات، أكّدت الخارجية السعودية «وقوف المملكة إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة تداعيات الأحداث الأخيرة». كما شدّدت على ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية، وكشفت ان ستقدم مساعدات طبية وإغاثية للشعب اللبناني.

واعلنت المفوضية الاوروبية عن تخصيص مساعدات انسانية اضافية بقيمة 10 ملايين يورو للسكان في لبنان المتأثيرن بتفاقم الاعمال العدائية بين حزب الله واسرائيل.

شهداء بالمئات

على وقع المجازر الصهيونية المتتالية امس على قرى الجنوب والبقاع وبعض المناطق الاخرى والتي استهدفت بيروت فجراً، عاد الحديث عن المساعي الدولية لوقف الهيستيريا الاسرائيلية التدميرية، واعلنت وزارة الصحة عن ارتقاء 105 شهداء بينهم عدد كبيرمن المسعفين، و 359 جريحاً من جراء الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية (ارتفع العدد لاحقاً نتيجة استمرار الغارات)، وسط عجزدولي صارخ عن لجم آلة العدوان، بينما تؤكد اسرائيل انها ستقوم بهجوم بري على لبنان برغم الضغوط الاميركية بشكل خاص كما يُقال «لثنيها عن شن هجوم بري واسع».

وافادت منظمة الصحة العالمية: أن التقديرات تشير إلى 118466 حالة نزوح جديدة في الفترة من 23 إلى 27 أيلول في لبنان.

استهداف بيروت

للمرة الاولى منذ بدء العدوان الجوي الصهيوني على لبنان، شن العدو غارة بطائرى مسيرة على بيروت مستهدفاً شقة سكنية في منطقة الكولا، ما ادى الى استشهاد 4 اشخاص واندلاع حريق في طابقين من المبنى. وعلى الفور، حضرت سيارات الاسعاف والاطفاء الى المكان المستهدف، وعملت فرق اطفاء بيروت على اطفاء الحريق.

واصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» البيان الآتي: «بمزيد من الفخر والاعتزاز تزف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شهداءها القادة الشهيد القائد البطل محمد عبد العال (أبو غازي) عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية. و الشهيد القائد البطل عماد عودة (أبو زياد) عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان و الشهيد البطل عبد الرحمن عبد العال.

اضاف البيان: ان القادة الثلاثة ارتقوا شهداء على طريق تحرير فلسطين فجر اليوم الإثنين 30 أيلول، إثر عملية اغتيال غادرة نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني في منطقة الكولا في العاصمة اللبنانية بيروت.

وافادت المعلومات ان الشقة المستهدفة مجاورة لمنزل النائب السابق نجاح واكيم، وأكدت المعلومات انه لم يصب بأذى وقد غادر المبنى.

ولم تتوقف المقاومة من تسديد ضربات قوية للمستعمرات والمواقع المعادية العائدة لجنود الاحتلال.

فقد استهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً للجيش الاسرائيلي في مربض الزاعورة بالصواريخ.

كما استهدفت المقاومة الاسلامية تجعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في بيت سيدا بالاسلحة الصاروخية.

واستهدفت المقاومة الاسلامية بصاروخ «نور» مستعمرة كفر جلعادي.

ولم تتوقف الغارات الاسرائيلية على قرى الجنوب، من عيتيت الى خربة سلم، وصولاً الى البلدات البقاعية ومدينة الهرمل.

وليلاً، نفذ الجيش الاسرائيلي تهديداته بسلسلة من الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية، بعد أن كان أنذر سكان مناطق الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة، بإخلائها فورا، قائلاً: «سنضرب بقوة في هذه المناطق».

 

 

 

كتبت صحيفة "البناء": أعلنت حكومة كيان الاحتلال وتلتها قيادة جيش الاحتلال بالإعلان عن اتخاذ القرار بالبدء بعملية برية عسكرية على الحدود الجنوبية للبنان. وقد شعر الطرفان بأن الضغط يزداد عليهما من استمرار تساقط صواريخ المقاومة على شمال فلسطين المحتلة علامة على الترابط بين جبهة لبنان وجبهة غزة وترجمة لتفعيل جبهة الإسناد لغزة من جهة، وإعاقة لخطط إعادة المهجرين من مستوطنات الشمال قبل وقف العدوان على غزة من جهة مقابلة، وبدا أن للضغط مصدراً آخر هو الرأي العام الذي رفعت من سقف تطلعاته وآماله، بنشوة الإنجازات العسكرية الجوية والعمليات الأمنية وما رافقها من كلام عالي السقوف لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط، فصار الكلام عن المطالبة بالتعجيل بالعملية البرية لازمة تتكرر في الكيان وإعلامه ومستوطنيه.

منتصف ليل أمس، كانت قوات من المشاة والمدرعات قد انتشرت في مثلث مستوطنات المطلة ومسكاف عام وكفر جلعاد، ليبدأ القصف المدفعي والجوي على مساحة ممتدة من كوكبا في البقاع الغربي إلى عيتا الشعب غربا، وأطلقت البالونات الحرارية والقنابل المضيئة، بصورة توحي بأن العمل البري قيد التنفيذ، بينما جاء الكلام المتداول في الإعلام الأميركي منسوباً لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن العملية محدودة زمنياً وبحجم جغرافي لا يتعدّى خط التماس، بما يوحي بقلق كبير من الفشل ويجري التمهيد بمعادلة عملية محدودة تحسباً لذلك، وربط أي توسيع بالنجاح المحقق.

المقاومة التي لم تتوقف صواريخها عن استهداف شمال فلسطين المحتلة، أطلت عبر نائب الأمين العام لحزب الله لتعلن أنها بخير وقادرة على المضي قدماً في خوض الحرب بالأهداف والآمال ذاتهما وبالعزم ذاته، رغم حجم الألم والجراح وضراوة الضربات التي تلقتها والتي كان اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله آخرها وأشدّها قسوة. وقال قاسم إن الحزب يعيد ترميم صفوفه وهياكل القيادة والمؤسسات وفقاً للخطط التي وضعها نصرالله قبل رحيله تحسباً لما قد يتعرّض له الحزب والمقاومة، وأكد قاسم أن لا تراجع عن جبهة إسناد غزة، وأن معادلة الردع التي أصيبت سيتم ترميمها في الوقت المناسب، وكذلك الردّ على الغارات التي استهدفت الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، مؤكداً أن القدرة الصاروخية الاستراتيجية للمقاومة بخير وأن قوات المقاومة على الجبهة الحدودية جاهزة للالتحام البري.

على المستوى الدبلوماسي ومع تراجع واشنطن عن الورقة المشتركة مع فرنسا والتي وقعها عدد من الدول الغربية والعربية، بسبب ما تضمنته من دعوة لوقف النار الذي لم تعد تل أبيب تريده، وتضمّنها نصها عن تلازم ولو رمزي بين جبهتي لبنان وغزة بالحديث عن تطبيق القرارين 1701 و2735، وصل وزير خارجية فرنسا الجديد جان نويل بارو الى بيروت، مؤكداً أن الورقة لا تزال على الطاولة، وأن باريس تقوم بجهد استثنائي لاعتماد الورقة أساساً لحل دبلوماسي، يبدأ باستبعاد العمل البري في لبنان ووقف إطلاق النار، وسمع من رئيسي مجلس النواب والحكومة، نبيه بري ونجيب ميقاتي، انفتاح لبنان على إطلاق دينامية لتطبيق القرار 1701 وإجراء الانتخابات الرئاسية بعد وقف إطلاق النار، وأوضح بري بعد لقاءاته مع وزير خارجية فرنسا، ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومن بعدهما قائد الجيش العماد جوزف عون: “لقد أبلغنا الوزير الفرنسي بالموقف اللبناني الملتزم مضامين نداء الدول العشر الداعي إلى وقف النار وتطبيق القرار 1701 فوراً على الأسس التي تمّ التوافق عليها مع الموفد الأميركي”. وإذ أكد تطابق الموقف مع ميقاتي، وتأييده ما صدر عنه، أوضح رداً على سؤال أن التواصل مع حزب الله قائم، وأن الحزب ليس بعيداً عن هذا التوجّه. وقال: “هذه المبادرة التي طرحتها سابقاً، كنت توافقت عليها مع السيد حسن نصر الله بالتفصيل، وهذا التوافق ما زال ساري المفعول”.

 

 

 

كتبت صحيفة "الشرق": أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ «الشرق الأوسط»، أن لبنان مازال ملتزماً بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي اموس هوكستين من مسار ينتهي بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتنفيذ القرار الدولي 1701.
لكنه رفض بشدة في المقابل ربط وقف النار بمسار الانتخابات الرئاسية، قائلاً لـ»الشرق الأوسط» إن «لا علاقة لأحد بموضوع انتخاب رئيس الجمهورية ومن غير المسموح التدخل فيه، لأنه موضوع سيادي. ومع أننا نرحب بأي مساعدة إلا أننا نرفض أية تدخلات ومحاولات إملاء».
وقال الرئيس بري بعيد لقاءات مهمة، أجراها مع وزير خارجية فرنسا، ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومن بعده قائد الجيش العماد جوزف عون: «لقد أبلغنا الوزير الفرنسي بالموقف اللبناني الملتزم مضامين نداء الدول العشر الداعي إلى وقف النار وتطبيق القرار 1701 فوراً على الأسس التي تم التوافق عليها مع الموفد الأميركي».
وإذ أكد تطابق الموقف مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتأييده ما صدر عنه، أوضح رداً على سؤال أن التواصل مع «حزب الله» قائم، وأن الحزب «ليس بعيداً عن هذا التوجه».
وقال بري: «هذه المبادرة التي طرحتها سابقاً، كنت توافقت عليها مع السيد حسن نصر الله بالتفصيل، وهذا التوافق مازال ساري المفعول».
ميقاتي
وزار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ظهر اليوم، رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وقال في تصريح، بعد اللقاء: «عقدت اجتماعا مهما مع دولة الرئيس نبيه بري، وقدمت له بداية تعازيّ الحارة باستشهاد سماحة السيد حسن نصرالله وسائر الشهداء. كما وضعت دولته في أجواء الحركة الديبلوماسية التي قمت بها في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة والتأييد الذي حصل للبنان». أضاف: «أكدنا في خلال هذا اللقاء موقفنا الذي أعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر والمانيا وأوستراليا وكندا وايطاليا. كل هذه الدول أصدرت بيانا ونحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان ومنها وقف اطلاق النار فورا من اجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملا». وتابع: «نرحب بكل ما ورد في النداء ونتعهد بتطبيقه فورا. هذا هو الموقف اللبناني الرسمي الذي أكدته في بيان صدر فور صدور النداء، واليوم بعد اجتماعي مع الرئيس بري اؤكد مجددا موافقتنا على هذا النداء». وقال: «هذا الامر مهم جدا ونحن مستعدون لتطبيق القرار 1701، وفور وقف اطلاق النار نحن مستعدون لارسال الجيش الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب». اضاف: «كذلك بحثنا في المواضيع الداخلية وبخاصة موضوع النازحين الذي يهم الرئيس بري وهو كان حريصا على تأمين كل ما يلزم لهم، فشرحت له عن المعطيات الموجودة لدى الحكومة وبخاصة ما نقوم به مع وجود هذا العدد الكبير من النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وبعلبك وكل المناطق. نحن نحاول قدر الامكان ان نسد هذه الثغرات، وكما قلت بالامس انها ليست عملية سهلة، فهي تبدأ بايجاد مراكز ايواء والمستلزمات الحياتية والغذائية وكل الامور الصحية والسلامة داخل مباني الايواء، وغدا صباحا ساعقد اجتماعا عند الساعة التاسعة صباحا مع الدول المانحة لطلب المساعدة للبنان».
وأعلن ميقاتي: «نقبل كل الهبات ونحن طلبناها وأكدنا خلال اجتماعنا اليوم، الرئيس بري وانا ان كل هذه المساعدات ستأتي عبر الامم المتحدة وهي ستقوم بتوزيعها بكل شفافية، لاننا نريد ان تصل هذه المساعدات الى اللبنانيين المحتاجين في هذا الظرف الصعب. الحكومة تقوم بدورها، وفي حال الحاجة لاي قرار أساسي فدولة الرئيس بري اعرب عن دعمه للحكومة لاتخاذ القرار المناسب لتجاوز كل العراقيل التي يمكن ان تطرأ». وقال: «تحدثنا أيضا عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت.
اكد لي دولة الرئيس بري خلال اللقاء انه فور حصول وقف اطلاق النار ستتم دعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحد لاحد. وهذا الامر هو من الايجابيات التي يجب ان نستفيد منها في اسرع وقت من اجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة». 

العماد عون
كما استقبل رئيس المجلس قائد الجيش العماد جوزف عون حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات الأمنية الميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان.
وتابع الرئيس بري أيضاً الأوضاع العامة والمستجدات السياسية خلال إستقباله نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.
كما استقبل رئيس المجلس القائم باعمال السفارة الإيرانية في بيروت توفيق صمدي.
على صعيد آخر، تلقى الرئيس بري المزيد من الإتصالات المعزية بإستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث إتصل معزياً رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مجدداً التأكيد على موقف العراق الداعم للبنان في صموده بكل الوسائل المتاحة.
كما تلقى رئيس المجلس إتصال دعم من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. كما اتصل معزيا الرئيس ميشال سليمان.

 

 

 

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط": قُتل عسكري في الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ بدء المواجهات الواسعة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، في ظل تقارير عن إبلاغ تل أبيب لواشنطن بأن قواتها تستعد لعملية برية قريباً داخل لبنان.

وذكر مسؤولون أميركيون لوكالة «أسوشيتد برس» أن إسرائيل تنفذ حالياً عمليات برية محدودة عبر الحدود في لبنان وأن عملية برية كبيرة لا تزال قيد التخطيط. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، يوم (الاثنين)، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالعمليات، التي وصفها «بالمحدودة» وتستهدف البنى التحتية لـ«حزب الله» بالقرب من الحدود. ولم يتضح ما إذا كانت إسرائيل قد اتخذت قرارًا نهائيًا بشأن عملية أوسع نطاقًا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء) المناطق المحيطة بتجمعات المطلة ومسكاف عام وكفار جلعادي السكنية في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان منطقة عسكرية مغلقة، ومنع الدخول إلى تلك المناطق.وقال الجيش الإسرائيلي إن القرار اتخذ بعد تقييم للوضع.

وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء نقلاً عن سكان محليين انسحاب الجيش اللبناني من عدة مواقع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

وقال مصدر أمني لبناني للوكالة إن القوات انسحبت لمسافة خمسة كيلومترات على الأقل شمال حدودها الجنوبية مع إسرائيل، فيما تحدث «وكالة الصحافة الفرنسية» أن الجيش اللبناني اعاد التمركز قرب الحدود في جنوب لبنان على وقع تهديدات اسرائيلية بتوغّل محتمل.

 

جاء ذلك في وقت واصلت فيه إسرائيل استكمال حرب الاغتيالات، واستهدفت فجر الاثنين، للمرة الأولى، قلب بيروت في ضربة أودت بحياة 3 أعضاء في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، بينما أدت غارة جوية على مخيم فلسطيني جنوب لبنان، إلى مقتل قائد كبير في حركة «حماس».

كما طال القصف الإسرائيلي مبنى في محيط معبر جديدة يابوس الحدودي بين لبنان وسوريا، الذي يكتظ بالمواطنين الهاربين من لبنان.

واستمرت في الساعات الماضية الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وتركزت بشكل أساسي في مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، حيث لا يزال هناك مئات الأشخاص العالقين تحت الأنقاض.

التهديد بالاجتياح البري

وفي خضم ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، لمح الاثنين، إلى عملية برية محتملة ضد «حزب الله» في لبنان.

ونقل بيان للجيش عن غالانت قوله خلال زيارته جنوداً من وحدة مدرّعة منتشرة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، إنّ «القضاء على (زعيم «حزب الله» حسن) نصر الله خطوة مهمة، لكنّها ليست الأخيرة. ولضمان عودة سكان شمال إسرائيل، سنستخدم كلّ قدراتنا».

وأضاف أمام الجنود: «سنستخدم كلّ القدرات المتوفّرة لدينا، وإذا لم يفهم أي شخص على الجانب الآخر ما تنطوي عليه تلك القدرات، فإنّنا نعني كل القدرات، وأنتم جزء من هذا الجهد».

وفي حين لم يسجّل على الجانب اللبناني أي تبدل في التحركات العسكرية، تضاربت المعلومات الاثنين حول توغّل بري إسرائيلي محتمل. إذ أفادت تقارير ببدء عمليات لقوات الكوماندوز الإسرائيلية في مناطق لبنانية قريبة من الخط الأزرق، بينما كشف مسؤول أميركي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة، أنها تخطط لتنفيذ عملية برية وشيكة في لبنان.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن هذا المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أن إدارة الرئيس جو بايدن تبلغت من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن التوغل البري «سيكون محدوداً».

غير أن العملية العسكرية ستذهب إلى أبعد من الغارات الهادفة إلى اغتيال قيادة «حزب الله» والمسؤولين الميدانيين لديه، كما كان المسؤولون الإسرائيليون قد أبلغوا نظراءهم الأميركيين خلال الأسبوع الماضي.

لكن المسؤول الأميركي أفاد بأن الولايات المتحدة «لا تعتقد» أن النية تشبه عملية إسرائيل التي استمرت 34 يوماً في لبنان عام 2006، بل «نسخة مخففة بشكل كبير من ذلك».

ومع ذلك، حذّر المصدر الأميركي من أن المسؤولين في إدارة بايدن قلقون من أن ما قد يبدأ توغلاً محدوداً يمكن أن يتحول إلى عملية أكبر على المدى الأطول.

وقال إن هذه المخاوف تجري مناقشتها مع الجانب الإسرائيلي، الذي يدّعي أن التوغل البري المحدود من شأنه أن يستهدف البنية التحتية لـ«حزب الله» قرب الحدود مع إسرائيل، وسيركز على تطهير البنية التحتية المسلحة على طول الحدود لإزالة التهديد للمجتمعات الحدودية الإسرائيلية.

وتبلغت الولايات المتحدة بأن القوات الخاصة الإسرائيلية نفذت بالفعل غارات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة كجزء من الاستعدادات لهجوم بري إسرائيلي محتمل. ويتوقع أن تنسحب القوات الإسرائيلية بعد التوغل.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن 6 ضباط ومسؤولين إسرائيليين ومسؤول غربي واحد، أن الغارات ركزت على جمع المعلومات الاستخبارية حول مواقع «حزب الله» بالقرب من الحدود، فضلاً عن تحديد أنفاق «حزب الله» والبنية التحتية العسكرية، استعداداً لمهاجمتها جواً أو براً.

وقال 3 من المسؤولين إن الغارات تأتي بعد أشهر من المهمات السرية المماثلة التي عبرت فيها القوات الخاصة الإسرائيلية لفترة وجيزة الحدود اللبنانية للاستطلاع، لكنها زادت في الكثافة في الأيام الأخيرة، حيث استعد القادة لمناورة أوسع.

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، من جهتها، أن اجتياح إسرائيل للبنان «بات مسألة أيام».

مقتل عسكري لبناني وقائد «حماس» في لبنان

والاثنين، أعلن الجيش اللبناني عن مقتل عسكري جراء ضربة من مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية لدى مرورها على حاجز في جنوب لبنان، ليكون بذلك أول جندي يقتل منذ بدء إسرائيل شن غارات كثيفة على مناطق عدة.

وقال الجيش في منشور على منصة «إكس»: «استُشهد أحد العسكريين نتيجة استهداف مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي دراجة نارية أثناء مرورها عند حاجز» في منطقة الوزاني الحدودية مع إسرائيل.

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» أفادت بوقوع 3 غارات شنتها مسيّرات، استهدفت الأولى دراجة نارية عند مفترق الخيام، مما أدى إلى سقوط قتيلين سوريين، واستهدفت الثانية مركزاً للجيش في الوزاني، ما أدى إلى إصابة عسكري بشظايا، نقل على أثرها إلى المستشفى للعلاج، أما الثالثة فاستهدفت دراجة نارية على أطراف بساتين وأدت إلى جرح سوريين.

وقبل ذلك، كانت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» قد أعلنت أن عدداً من أعضائها قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت شقة في منطقة الكولا ببيروت، وهي الأولى من نوعها التي تستهدف قلب العاصمة اللبنانية منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.

والأعضاء القتلى بحسب البيان؛ هم محمد عبد العال، عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية، وعماد عودة، عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، والمقاتل عبد الرحمن عبد العال.

وأظهرت لقطات فيديو عرضتها قنوات تلفزيونية شقة مهدمة جزئياً، بسبب الغارة على مبنى في حي الكولا ذي الغالبية السنية، والواقع قرب الطريق التي تربط العاصمة بمطار بيروت.

والجبهة الشعبية هي منظمة فلسطينية يسارية مصنفة إرهابية من قبل إسرائيل والاتحاد الأوروبي، وقد ساندت «حزب الله» اللبناني في عملياته العسكرية التي ينفذها في شمال إسرائيل «دعماً» لغزة.

من جهتها، أعلنت حركة «حماس» الفلسطينية مقتل قائدها بلبنان في غارة جوية بجنوب البلاد. وقالت الحركة في بيان: «ننعى (...) الشهيد القائد فتح شريف أبو الأمين قائد حركة المقاومة الإسلامية - حماس في لبنان وعضو قيادة الحركة في الخارج»، الذي قتل في «عملية اغتيال إرهابية وإجرامية» استهدفت منزله في مخيم البص قرب صور بجنوب لبنان، مشيرة إلى أنه قتل في الغارة مع زوجته وابنه وابنته.

وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أن هذه المرة التي يتم فيها استهداف المخيم الفلسطيني.

ويأتي هذا الاستهداف بعدما كان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، قُتل في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي بضاحية بيروت الجنوبية، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل.

وفجر الاثنين أيضاً، كان القصف قد استهدف مبنى في محيط معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، ما أسفر عن إصابة 7 مقاتلين موالين لإيران؛ 5 منهم غير سوريين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويشهد معبر جديدة يابوس، أكبر المعابر بين سوريا ولبنان، ازدحاماً شديداً منذ أيام، إثر تدفق آلاف اللاجئين السوريين واللبنانيين هرباً من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.

قصف مستمر على البقاع والجنوب

إلى ذلك، ساد الهدوء الحذر في الضاحية الجنوبية لبيروت الاثنين، في حين استمر القصف الإسرائيلي على البقاع اللبناني والجنوب، حيث أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا في المبنى الذي استهدفه القصف الإسرائيلي في منطقة عين الدلب، شرق صيدا، إلى 45 شخصاً و70 جريحاً.

ونعت وزارة الصحة 6 عناصر من «الدفاع المدني» في «الهيئة الصحية الإسلامية»، بعد استهداف الطائرات الإسرائيلية مراكز لها في بلدة سحمر بالبقاع الغربي، كما سقط 3 قتلى في غارة على محيط ساحة بنعفول في قضاء صيدا.

كما شهدت منطقة الهرمل في البقاع مجزرتَين جديدتَين نتيجة القصف الإسرائيلي، حيث أُطلق صاروخان باتجاه المنازل السكنية عند منتصف الليل، واستهدف منزلَان في محلّتَي الشلمان وحوش السيد علي، ممّا أسفر عن سقوط 10 قتلى، بالإضافة إلى إصابة 20 فرداً من عائلة واحدة.

وشنت الطائرات الإسرائيلية غارتين على بلدتي كفرشوبا وكفر حمام في قضاء حاصبيا، وغارتين على شقرا وبرعشيت في الجنوب.

صواريخ «حزب الله»
في المقابل، أعلن «حزب الله» في بيانات متلاحقة، قصف قاعدة الناعورة الإسرائيلية بصواريخ «فادي 2»، وقصف مدينة صفد ومستعمرة جيشر هزيف ومستعمرة كابري بـ«صلية ‏صاروخية». ‏

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض مسيّرة اخترقت منطقة المياه الاقتصادية في شمال البلاد. ونشر فيديو قال إنه للمسيرة التي كانت تستهدف حقل غاز كاريش في الشمال.

 

 

 

كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: في عمليةٍ هي الأخطر من نوعها، تشكّل احتلالاً جديداً للبنان، بدأ العدو الإسرائيلي اجتياحاً برياً، بعدما وافقت حكومة العدو المصغّرة، ليل أمس، رسميًّا على عملية برية محدودة، زاعماً أنها تأتي في سياق تدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله داخل الحدود الجنوبية.

بالتزامن، مرّت ليلةٌ صعبة على الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ نفذ العدو غارات عنيفة استهدفت مناطق محددة بعدما جدد الأخير التحذيرات بإخلائها، فيما دوت انفجارات قوية، كما شوهدت ألسنة النيران وأعمدة الدخان التي تصاعدت في سماء المنطقة إثر العدوان الإسرائيلي. وبدا واضحاً، طوال ليل أمس، أن العدو الإسرائيلي أراد تشتيت الأنظار عن غزوه البرّي لجنوب لبنان، ليستهدف في الوقت نفسه بيروت ومخيم عين الحلوة ودمشق.

توازياً، وفي إطلالته الأولى عقب اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، شدد الشيخ نعيم قاسم على أن "المقاومة مستمرة في معركتها ضد العدو وجاهزة للالتحام البري"، لافتاً إلى أنها "ستختار أميناً عاماً للحزب في أقرب فرصة وفق الآلية المُعتمدة للاختيار في الحزب".

بالتزامن، جدد الرئيس وليد جنبلاط دعوته لوقف فوري لإطلاق النار، مستنكراً في حديث لـ"راديو فرانس" العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل حالياً في لبنان، معبّراً عن أسفه لأنه "لا تجرؤ أي قوة على إدانة نتنياهو، لا فرنسا ولا أميركا ولا أحد، فهو يفعل ما يريد، ويقتل مَن يريد، بحجة مكافحة الإرهاب".

على وقع التصعيد، شهدت الأوساط السياسية حركة ناشطة على مستوى وقف إطلاق النار والملف الرئاسي، بعدما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن لبنان ما زال ملتزماً بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من مسار ينتهي بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتنفيذ القرار 1701، رافضاً بشدة في المقابل ربط وقف النار بمسار الانتخابات الرئاسية.

في المواقف، أشار النائب السابق شامل روكز إلى أنَّ العملية البرية في لبنان ستكون مكلفة، لأن المنطقة مهيأة عسكرياً للمواجهة، معتبراً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنه من غير المقبول بعد اليوم خرق طيران العدو حرمة الأجواء اللبنانية كما هو الوضع حالياً، لذا يجب فرض تطبيق القرار 1701.

توازياً، استكمل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو جولته على المسؤولين متابعةً للجهود الديبلوماسية للوصول إلى تسوية، وتأكيداً على دعم فرنسا الدائم للبنان ووقوفها بجانبه في ظلّ هذه الأزمة الخانقة. بدوره، لفتَ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أن لبنان مستعد لتنفيذ الـ 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني، مشدداً على أن لا مسار آخر سوى وقف النار وإطلاق المفاوضات. 

من جهته، شكر النائب غسان سكاف فرنسا على اهتمامها المستمر بلبنان، معتبراً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّها لا تستطيع لعب الدور التي تتمناه، إذ إن اللاعب شبه الوحيد الذي يستطيع الضغط على إسرائيل هو الولايات المتحدة الأميركية، وما تستطيع فرنسا فعله اليوم هو حث اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية وهذا كان العنوان الرئيس لزيارة وزير خارجيتها. 

سكاف شدد على ضرورة ملحة بتضامن وطني جامع، مطالباً بإعلان حالة الطورائ إذ إن لبنان برأيه في خطر وجودي حقيقي، والحل لا يكون إلا بانتخاب رئيس للجمهورية وإلاّ سندخل في المجهول، حسب تعبيره.

ساعاتٌ مفصلية هي الأخطر منذ بدء الحرب على لبنان، مع تمسّك العدو بتنفيذ الاجتياح البرّي على مرأى من المجتمع الدولي ضارباً بعرض الحائط مرّة جديدة كلّ القرارات الأممية، فيما المطلوب موقف جازم يردع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويُجنّب لبنان الأسوأ.

 

 

 

كتبت صحيفة "الجمهورية": اعتباراً من ساعات ليل الاثنين الثلاثاء كانت بدأت العملية العسكرية الاسرائيلية في تدرّج متسارع في اتجاه الجانب اللبناني من الحدود، ما يفتح على مرحلة جديدة اكثر خطورة وتعقيداً، لما قد ينطوي على هذه العملية من احتمالات مجهولة.

وعلى الخط الداخلي، اعلن لبنان التزامه بالخطة الدولية لوقف إطلاق النار والتزامه بتنفيذ القرار 1701 واستعداده لنشر الجيش في الجنوب»، وبرز في موازاة ذلك، إعلان «حزب الله» على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم «استمرار الحزب في جبهة إسناد غزة والدفاع عن لبنان، وانّ إسرائيل لم تَطَل قدراتنا»، كما اكّد «جهوزية الحزب للالتحام البري اذا قرّر الاسرائيلي ان يدخل برياً».

العملية البرّية

وسط تصاعد الحديث عن العملية البرّية الاسرائيلية في لبنان، كان لافتاً للانتباه في هذا الاطار، إعلان البيت الابيض «اننا لا نزال نتحدث مع اسرائيل عن الحل الديبلوماسي، ومحادثاتنا لم تتوقف، ونعتقد أن الحل الديبلوماسي هو الطريق لوقف اطلاق النار، وهو كفيل بخلق مساحة للمحادثات الديبلوماسية بشأن لبنان». فيما برز في موازاة ما اعلنته وزارة الخارجية الاميركية بأنّ الولايات المتحدة الاميركية لا تزال تدعم وقف اطلاق النار في لبنان، ولكن في الوقت نفسه يمكن للضغط العسكري في بعض الأحيان تمكين الديبلوماسية». وقالت: «اطلعنا على تقارير بعملية بريّة، وإسرائيل ابلغتنا انّها محدودة وتركّز على بنية «حزب الله» التحتية.

واما على الجبهة الاسرائيلية، فبدت الأمور تنحى بسرعة فائقة نحو العملية البرية، بدأت باجتماعات متتالية عقدها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع طاقمه الحربي ووزراء الكابينيت. وذكر الاعلام الاسرائيلي انّ نتنياهو طلب من وزرائه التزام الصمت حيال اي عمل عسكري في لبنان. فيما ذكرت صحيفة «معاريف»، «انّ وزراء الكابينيت وافقوا رسمياً خلال اجتماع ليلاً على المرحلة التالية من العمليات في لبنان، وهي شن عملية بريّة محدودة».

في غضون ذلك، أعلن الجيش الاسرائيلي مستوطنة المطلة وما حولها منطقة عسكرية، ولوحظت فيها حشود عسكرية وآلية، واتبع ذلك في ساعات المساء بقصف مدفعي وغارات جوية مكثفة على المناطق اللبنانية القريبة من الحدود، ولاسيما في الوزاني والخيام وكفر كلا وسهل الخيام، إضافة الى مختلف البلدات الجنوبية وصولا الى البقاع. واعلن «حزب الله» ان المقاومة الاسلامية استهدفت عند الحادية عشرة والنصف ليلا تحرّكات لجيش العدو الاسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفر كلا بالاسلحة المناسبة وتمكنت من تحقيق اصابات مؤكدة»، كما استهدفت عند منتصف الليل قوة لجنود العدو عند بوابة مستعمرة شتولا بالقذائف المدفعية وحققت فيها اصابات مباشرة. وسبقتهما سلسلة عمليات استهدفت قوة مشاة في موقع الصدح، وقاعدة الناعورة بصواريخ فادي 2، ومستعمرة جيشر هزيف، ومستعمرة ساعر، ومستعمرة كابري، ومستعمرة كفر جلعاد بصاروخ «نور»، تجمعاً للجنود في بيت سيدا، تجمعاً للجنود في مستعمرة يفتاح، تجمعاً للعدو في مربض الزاعورة، عدداً من الكريات شمال شرق حيفا بصواريخ فادي 1.

واعلن الجيش الاسرائيلي انه يوسّع القصف ليشمل مناطق اضافية على طول الحدود مع لبنان. وترافق ذلك مع تحليق على علو منخفض جدا للطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء بيروت والضاحية الجنوبية ملقيا بالونات حرارية. وتبعت ذلك تحذيرات اطلقها جيش الاحتلال لسكان مبان في الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية أتبعها قبيل منتصف الليل بسلسلة غارات جوية عنيفة عليها».

وأفيد عن أنّ وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة قامت بإعادة انتشار في المنطقة، نقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر عسكري انّه جاء نتيجة للتهديدات الاسرائيلية. وليلاً نفى مصدر عسكري المعلومات عن انسحاب الجيش لمسافة 5 كيلومترات، بل تمّت إعادة تمركز للعناصر المنتشرة عند نقاط حدودية الى مراكز اكبر.

وتضاربت معلومات الإعلام الاسرائيلي حول توقيت العملية، حيث برز ما بثه هذا الإعلام قرابة منتصف ليل امس، بأنّه «خلافاً للتقارير، لا يوجد حالياً اي دخول بري للجيش الاسرائيلي إلى لبنان»، وكذلك ما نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية بأنّ العملية البرية لم تبدأ بعد، خلافاً للتقارير التي نشرها هذا الاعلام على مدى نهار امس، نقلاً عن مسؤولين اسرائيليين واميركيين تؤكّد أنّ هذه العملية توشك ان تنطلق.

وليلاً نقل موقع «اكسيوس الاميركي» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم «انّهم يستعدّون لغزو بري وشيك يركّز على القرى القريبة من الحدود في جنوب لبنان». كما نقل الموقع عن مسؤولين اميركيين بأنّ واشنطن حذّرت اسرائيل من انّ الغزو سيزيد من دعم «حزب الله» بين اللبنانيين». وسبقت ذلك جملة تقارير اسرائيلية طيلة يوم امس، حيث اكّدت صحيفة «هآرتس» العبرية «انّ نتنياهو ليس مهتماً بوقف اطلاق النار الآن»، فيما اعلن وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كاتس «اننا نرفض مقترح التسوية مع «حزب الله» ولن نوافق على وقف اطلاق النار. والطريقة الوحيدة للوصول الى اتفاق هي نقل «حزب الله» إلى شمال الليطاني ونزع سلاحه». وذكر موقع «كان» العبري انّ كاتس ابلغ وزراء خارجية 25 دولة انّ اسرائيل لا تريد وقف اطلاق النار في لبنان». يُضاف الى ذلك ما اعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الحدود الشمالية امس، عن «انّ اغتيال نصرالله مرحلة مهمّة لكنها ليست النهاية، وهدفنا اعادة سكان الشمال وسنفعّل لأجل ذلك قواتنا براً وبحراً وجواً». وتوجّه الى قوات سلاح المدرعات على الحدود قائلاً: «سنستخدم كل قواتنا بما فيها انتم».

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية نقلاً عن مصادر «انّ غزو لبنان قد يكون وشيكاً وربما خلال ايام». فيما كشفت هيئة البث «الإسرائيلية» انّ الجيش يستعد لعملية برية محدّدة في لبنان، وسط ضغوط أميركية غير مسبوقة لمنع هذه الخطوة». واشار موقع «كان» العبري الى «انّ الولايات المتحدة حذّرت إسرائيل من نتائج الاجتياح البري لجنوب لبنان».

لبنان: القرار 1701
في موازاة العدوانية الاسرائيلية، والتهديدات المتتالية التي يطلقها المستويان السياسي والعسكري في اسرائيل بالاستمرار في رفع وتيرة التصعيد اكثر والتلويح بعملية برية ضدّ لبنان، وجّه لبنان ما بدت انّها رسالة إلى المجتمع الدولي، بتأكيد تجاوبه مجدّدا مع المبادرة الدوليّة لوقف إطلاق النار، وإبداء الإلتزام الكامل بالقرار 1701 وتنفيذه، وإرسال الجيش إلى المنطقة الحدودية ليقوم بمهامه بالتعاون والتنسيق مع قوات «اليونيفيل». وقرن هذه الرسالة الخارجية برسالة الى الداخل اللبناني تؤكّد على الشروع فوراً في انتخاب رئيس توافقي للجمهورية لا يشكّل تحدّياً لأي طرف، فور الاعلان عن وقف إطلاق النار.

الكأس المرّة

وقالت مصادر حكومية لـ«الجمهورية» إنّ الوضع بصورة عامة على شفير حريق كبير لا حدود له على مستوى المنطقة، وإسرائيل بعد حرب الإبادة لقطاع غزة، تهرب إلى الأمام من فشلها في تحقيق أهداف حربها على غزّة، إلى الإشعال المتعمّد لشرارة هذا الحريق إنطلاقاً من لبنان، بارتكابها المجازر الفظيعة بحق المدنيين.

واشارت المصادر الى انّ لبنان، على كل مستوياته السياسية، يبذل جهوداً جبارة لإبعاد الكأس المرّة عنه، التي يدفعه العدو الاسرائيلي الى تجرّعها، وتوخّى من رسالته الى الدول، أن يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ممارسة الضغوط الجديّة والحازمة على اسرائيل لوقف عدوانها الهمجي على لبنان، والسبيل الى ذلك كما نراه، محدّد في خطة وقف إطلاق النار التي تتصدّرها الولايات المتحّدة وفرنسا، ووقّعت عليها مجموعة من الدول الاجنبية والعربية، ونحن ملتزمون بمندرجات هذه الخطة بحذافيرها.

باريس: تحرّك

الى ذلك، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع الى «الجمهورية» قولها إنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو الى بيروت منسقة مع الأميركيين، حيث انّه قبل وصوله ناقش مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن أهمية الدفع بقوة لتجنّب تصعيد الصراع في لبنان».

واشارت المصادر الى انّ لهذه الزيارة اربعة عناوين رئيسية؛

العنوان الأول، التعبير عن تضامن فرنسا العميق مع لبنان وشعبه، والوقوف الى جانبه على كل الصعد في هذه المحنة.

العنوان الثاني، التعبير عن القلق البالغ لدى فرنسا من توسّع نطاق الحرب، وتوجيه رسالة الى كلّ الاطراف لوقف المواجهات وتجنّب التصعيد وإشعال حرب مفتوحة على أن تتعدّد جبهاتها وتتمدّد إلى مديات واسعة، بما يجعلها بعيدة عن نطاق السيطرة، وتترتب عليها تداعيات تتجاوز الإضرار الكارثي الأكيد بمصالح جميع الاطراف، الى تهديد الاستقرار والسلام الدوليين.

العنوان الثالث، التأكيد على انّ المبادرة التي طرحتها فرنسا وشاركتها بها الولايات المتحدة الاميركية والعديد من الدول لوقف اطلاق النار لمدة ثلاثة اسابيع تواكبه فوراً مفاوضات عاجلة تفضي إلى تسوية وصفقة تبادل في غزة، وإلى حلّ سياسي على حدود لبنان على أساس القرار 1701، هي السبيل المتاح لاعادة الهدوء ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، وباريس متمسكة بهذه المبادرة. واكّد في هذا السياق اهتمام فرنسا العميق بدعم الجيش اللبناني ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة. كذلك نقل تأكيدات عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنّ فرنسا عازمة مع شركائها على الاستمرار بالدفع بهذه المبادرة، التي تشكّل مصلحة لكل الاطراف.

العنوان الرابع، رئاسي، تؤكّد من خلاله باريس على انّ المستجدات التي طرأت، وما يحوط بلبنان من مخاطر، باتت توجب وضع الملف الرئاسي في لبنان على سكة الحسم السريع وانتخاب رئيس للجمهورية.

بارو: ثمة حلول

وكان وزير الخارجية الفرنسية قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني مار بشارة الراعي. وقال الوزير الفرنسي: «ثمة حلول ديبلوماسية في لبنان، على الرغم من الضربات الاسرائيلية المكثفة». اضاف: «يجب وقف اطلاق النار واحترام القانون الدولي والانساني وتنفيذ القرار 1701، وفرنسا مستعدة للمساعدة في تطبيقه». وحضّ اسرائيل «على تجنّب شنّ عمليّة بريّة في لبنان».

بري: إسرائيل تطيح الجهود

خلال لقاء الوزير بارو مع الرئيس بري جرى البحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان والمستجدات السياسية. وشكر رئيس المجلس لفرنسا والرئيس ماكرون حرصهما ودعمهما للبنان لا سيما في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ فيها جراء العدوان المتواصل والحصار الذي تفرضه إسرائيل على لبنان مانعة إيصال المساعدات لإغاثة النازحين.

وأكّد بري للوزير بارو على موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمه الرئاسية الفرنسية الاميركية والذي يحظى بدعم دولي واسع».

ولفت بري، «أنّ اسرائيل هي المسؤولة عن الإطاحة بكل الجهود الرامية لوقف العدوان، مؤكّداً أنّ كرة النار الإسرائيلية تطال لبنان كل لبنان، ومشيداً بتماسك اللبنانيين ووحدتهم وتضامنهم ضد العدوان الإسرائيلي».

بدوره وافق الوزير الفرنسي الرئيس بري على عرضه، مؤكّداً أنّ الحل الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701.

ميقاتي: مستعدون

وعقب جولة الوزير الفرنسي، زار الرئيس ميقاتي الرئيس بري، وقال بعد اللقاء: «اكّدنا خلال هذا اللقاء موقفنا الذي اعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية وقطر والمانيا واوستراليا وكندا وايطاليا. كل هذه الدول اصدرت بياناً ونحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكّد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان ومنها وقف اطلاق النار فوراً من اجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملاً. ونحن نرحّب بكل ما ورد في النداء ونتعهد بتطبيقه فورا».

اضاف: «نحن مستعدون لتطبيق القرار 1701، وفور وقف اطلاق النار نحن مستعدون لارسال الجيش الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب».

تابع: «كذلك بحثنا في المواضيع الداخلية وخاصة موضوع النازحين الذي يهمّ الرئيس بري، وهو كان حريصاً على تأمين كل ما يلزم لهم. تحدثنا ايضاً عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت. اكّد لي الرئيس بري خلال اللقاء انّه فور حصول وقف اطلاق النار ستتمّ دعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحدٍ لأحد. وهذا الامر هو من الايجابيات التي يجب ان نستفيد منها في اسرع وقت من اجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة».

«حزب الله»

في هذا الوقت، اكّد «حزب الله» انّه «مستمر في جبهة الإسناد لغزة ودفاعاً عن لبنان، وعلى جهوزية تامة للالتحام البري مع اي عدوان بري اسرائيلي على الجنوب، معلناً أنّه سيختار أميناً عاماً في اقرب فرصة».

موقف «حزب الله» عبّر عنه نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم في كلمة اشار فيها الى انّه «خلافًا لما يزعمه العدو لم يكن هناك اجتماع لـ20 من القادة مع السيد نصرالله، ونحن نعمل كل ما في وسعنا ونعالج الاغتيال للكوادر بالكوادر البديلة، ولم تتمكن اسرائيل من ان تطال قدراتنا العسكرية وما يقوله اعلامها حلم لم يصلوا اليه ولن يصلوا. وقدرتنا متينة وكبيرة وجهوزيتنا كاملة».

وقال: «رغم فقدان عدد من القادة، والإعتداءات على المدنيين، والتضحيات الكبيرة، لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقفنا، وستواصل المقاومة مساندة غزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه». مشيرا الى أنّ «الإخوة يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة، وما نقوم به هو الحدّ الأدنى كجزء من خطة متابعة المعركة وما يتطلبه الميدان».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية